الإيمان ومحبة الإخوة
(1) المسيح الشفيع والثبات فيه (ع 1-6): 1يَا أَوْلاَدِى، أَكْتُبُ إِلَيْكُمْ هَذَا لِكَىْ لاَ تُخْطِئُوا. وَإِنْ أَخْطَأَ أَحَدٌ، فَلَنَا شَفِيعٌ عِنْدَ الآبِ، يَسُوعُ الْمَسِيحُ الْبَارُّ. 2وَهُوَ كَفَّارَةٌ لِخَطَايَانَا، لَيْسَ لِخَطَايَانَا فَقَطْ، بَلْ لِخَطَايَا كُلِّ الْعَالَمِ أَيْضًا. 3وَبِهَذَا نَعْرِفُ أَنَّنَا قَدْ عَرَفْنَاهُ: إِنْ حَفِظْنَا وَصَايَاهُ. 4مَنْ قَالَ قَدْ عَرَفْتُهُ وَهُوَ لاَ يَحْفَظُ وَصَايَاهُ، فَهُوَ كَاذِبٌ وَلَيْسَ الْحَقُّ فِيهِ. 5وَأَمَّا مَنْ حَفِظَ كَلِمَتَهُ، فَحَقًّا فِى هَذَا قَدْ تَكَمَّلَتْ مَحَبَّةُ اللهِ. بِهَذَا نَعْرِفُ أَنَّنَا فِيهِ: 6مَنْ قَالَ إِنَّهُ ثَابِتٌ فِيهِ، يَنْبَغِى أَنَّهُ كَمَا سَلَكَ ذَاكَ، هَكَذَا يَسْلُكُ هُوَ أَيْضًا.
ع1: كلام القديس يوحنا عن الحياة النورانية فى المسيح والقداسة يقصد منه أن يحفظ أولاده من السقوط فى الخطية، ولكننا كبشر معرضون لها فلا يوجد إنسان بلا خطية، فيقدم لنا الحل وهو المسيح الفادى الذى يشفع لنا بدمه على الصليب ومستعد لغفران خطايانا ما دمنا تائبين عنها لأنه بار وقدوس بلا خطية، فقد مات عنا ويشفع بدمه لنا أمام العدل الإلهى طالبًا الغفران لكل مَن يتوب من المؤمنين به.
ع2: دم المسيح كافى للتكفير عن خطايا كل البشر إن آمنوا به وتابوا، فلأنه غير محدود فكفَّارته غير محدودة تغفر خطايا المؤمنين به فى الكنيسة وكل من سيؤمن به من البشر على مدى الأيام وفى كل مكان.
ع3: معرفة الله فى المسيحية ليست معرفة نظرية ولكنها عملية بتنفيذ وصاياه، فمن يحب أحد يسعى لتنفيذ كلامه، وإن بدت الوصية ثقيلة لكن من يحب الله يقبلها برضا وفرح لأجل إرضائه.
ع4: من يَدَّعى معرفة الله فيعرف عنه بعض الأمور النظرية ويرفض أو يتهاون فى تنفيذ وصاياه، فهو يخدع نفسه والله ليس ساكنًا فيه، لأنه إن أَحَبَّ الله واتحد بالحق الذى هو المسيح بتناول جسده ودمه، فقطعًا سيسعى لتنفيذ وصاياه.
ع5: على قدر تنفيذ كلام الله تكون محبة الإنسان له، ومن حفظ كل كلامه صار كاملاً فى المحبة. ومن يحب الله يصير ثابتًا فيه، بل هذا دليل على سكن الله فيه.
ع6: يؤكد الرسول من ناحية أخرى أن دليل الثبات فى المسيح هو الإقتداء به فى المحبة، ففى المسيح يظهر كمال الحب بالبذل الكامل حتى الموت فى الصليب. فمن يحب الله ينفذ وصاياه مهما بذل ولو إلى الموت.
? أرفض خطيتك مهما بدت لذَّتها أو ميلك إليها. أرفض الخطية مهما كانت صغيرة واقترب إلى الله بكل طاقتك، فيظهر حبك له وتفيض مراحمه عليك.
(2) محبة الإخوة (ع 7-11) :
7أَيُّهَا الإِخْوَةُ، لَسْتُ أَكْتُبُ إِلَيْكُمْ وَصِيَّةً جَدِيدَةً، بَلْ وَصِيَّةً قَدِيمَةً كَانَتْ عِنْدَكُمْ مِنَ الْبَدْءِ. الْوَصِيَّةُ الْقَدِيمَةُ هِىَ الْكَلِمَةُ الَّتِى سَمِعْتُمُوهَا مِنَ الْبَدْءِ. 8أَيْضًا وَصِيَّةً جَدِيدَةً أَكْتُبُ إِلَيْكُمْ، مَا هُوَ حَقٌّ فِيهِ وَفِيكُمْ، أَنَّ الظُّلْمَةَ قَدْ مَضَتْ، وَالنُّورَ الْحَقِيقِىَّ الآنَ يُضِىءُ. 9مَنْ قَالَ إِنَّهُ فِى النُّورِ وَهُوَ يُبْغِضُ أَخَاهُ، فَهُوَ إِلَى الآنَ فِى الظُّلْمَةِ. 10مَنْ يُحِبُّ أَخَاهُ يَثْبُتُ فِى النُّورِ وَلَيْسَ فِيهِ عَثْرَةٌ. 11وَأَمَّا مَنْ يُبْغِضُ أَخَاهُ فَهُوَ فِى الظُّلْمَةِ، وَفِى الظُّلْمَةِ يَسْلُكُ، وَلاَ يَعْلَمُ أَيْنَ يَمْضِى، لأَنَّ الظُّلْمَةَ أَعْمَتْ عَيْنَيْهِ.
ع7: فيما يتكلم يوحنا الحبيب عن المحبة، يعلن أنها ليست وصية جديدة على البشرية بل هى قديمة منذ خلق الإنسان. فكما أحبَّ آدم امرأته لأنها جزء منه، وكما اضطرب قايين لعدم محبته لأخيه فقتله، هكذا صارت البشرية كلها حتى أعلنت الوصايا العشر هذه المحبة فى الست وصايا الأخيرة بإكرام الآخرين وعدم الإساءة إليهم.
ع8: المحبة تعتبر وصية جديدة فى المسيحية من ناحيتين :
- ظهور أعماق جديدة لها فى الحب حتى الموت فى الصليب.
- إمكانية تنفيذ هذه المحبة العميقة بقوة الروح القدس الذى يسكن فى المؤمنين.
الله هو المحبة والحق، فالمحبة هى الحق الكامل فى الله والذى يعمل فينا، وهى أيضًا دليل الحياة النورانية أو هى النور الذى دخل إلينا بالمسيح نور العالم الذى بذل حياته لأجلنا. وإذ يسكن النور فينا، تنسحب الظلمة أى الخطية التى تشمل الأنانية والكراهية والإساءة للآخرين.
ع9: إن لم يحب أحد إخوته البشر وتضايق منهم وكرههم، فلا يَّدعى أنه يعرف الله النور الحقيقى بل هو قطعًا لا يزال فى ظلمة الخطية والضلال.
ع10: محبة الإخوة هى الدليل على محبتنا لله والثبات فيه، فنصير نورانيين مثله ونجذب الآخرين إلى المحبة ولا نعثر أو نبعد أحدًا عنه لأننا ابتعدنا عن الكراهية والإساءة.
ع11: من رفض المحبة وانغمس فى أنانيته فتضايق من الآخرين وأصرّ على ذلك، فهو ساقط فى ظلمة الخطية وانحرف عن الله ويتقدم من ضلال إلى ضلال حتى لو بدت أفكاره منطقية أمام نفسه.
? إحترس من استفزازات الشيطان لك حتى تتضايق من تصرفات الآخرين واعلم أنهم محتاجون لمحبتك، فصلى لأجلهم وتنازل قدر ما تستطيع لتظهر محبتك لهم، فبهذا تثبت فى الله وتتمتع بسلامه وبركاته وتجذب الآخرين إليه قدر ما يتجاوبون معه.
(3) وصايا للآباء والأبناء (ع 12-14):
12أَكْتُبُ إِلَيْكُمْ أَيُّهَا الأَوْلاَدُ، لأَنَّهُ قَدْ غُفِرَتْ لَكُمُ الْخَطَايَا مِنْ أَجْلِ اسْمِهِ. 13أَكْتُبُ إِلَيْكُمْ أَيُّهَا الآبَاءُ، لأَنَّكُمْ قَدْ عَرَفْتُمُ الَّذِى مِنَ الْبَدْءِ. أَكْتُبُ إِلَيْكُمْ أَيُّهَا الأَحْدَاثُ، لأَنَّكُمْ قَدْ غَلَبْتُمُ الشِّرِّيرَ. أَكْتُبُ إِلَيْكُمْ أَيُّهَا الأَوْلاَدُ، لأَنَّكُمْ قَدْ عَرَفْتُمُ الآبَ. 14كَتَبْتُ إِلَيْكُمْ أَيُّهَا الآبَاءُ، لأَنَّكُمْ قَدْ عَرَفْتُمُ الَّذِى مِنَ الْبَدْءِ. كَتَبْتُ إِلَيْكُمْ أَيُّهَا الأَحْدَاثُ، لأَنَّكُمْ أَقْوِيَاءُ، وَكَلِمَةُ اللهِ ثَابِتَةٌ فِيكُمْ، وَقَدْ غَلَبْتُمُ الشِّرِّيرَ.
ع12: يتكلم عن تفاصيل تطبيق المحبة فى الأعمار المختلفة، ويبدأ بالأولاد الصغار الذين نالوا نعمة المعمودية فصارت طبيعتهم نقية تميل إلى محبة الله والآخرين، وغفرت خطيتهم الجدية. وقد يقصد بالأولاد كل أعضاء الكنيسة لأنهم أولاده الذين تمتعوا بنعمة المعمودية وغفران خطاياهم ويعيشون بالمحبة داخل الكنيسة.
ع13: يوجه رسالته هذه إلى كل الأعمار :
أيها الآباء لأنكم قد عرفتم الذى من البدء : يقصد بالآباء كبار السن والكهنة، لأنهم لطول سنينهم إختبروا محبة الله الذى من البدء مما يدعوهم إلى السلوك بالمحبة نحو الكل.
أيها الأحداث لأنكم قد غلبتم الشرير : المقصود بالأحداث هم الشباب المتميزين بالقوة والنشاط والمحبة المتقدة فيغلبون بها حيل إبليس الشرير الذى يثير القلاقل والمشاكل والكراهية بين الناس.
أيها الأولاد لأنكم قد عرفتم الآب : يقصد بالأولاد إما الأطفال أو كل الكنيسة أولاده، ويذكرهم بأنهم عرفوا محبة الله الآب الذى بذل ابنه الحبيب لفدائنا وتمتعوا برعايته وبالتالى يتمسكون بالمحبة فى سلوكهم مع من حولهم.
ع14: يؤكد المعانى المذكورة فى الآيتين السابقتين سواء لكبار السن أو الشباب، معلنًا أنه يؤكد فى رسالته هنا وكلامه عن المحبة ما سبق وكتبه أيضًا فى إنجيله عن هذه المحبة.
? المحبة هى سلاحك القوى ضد حروب إبليس، فاحرص على التسامح مهما كانت أخطاء الآخرين بل قدِّم كلمات وأعمال المحبة قدر ما تستطيع فتحفظ نفسك ومن حولك من سهام إبليس.
(4) بطلان العالم (ع 15-17):
15لاَ تُحِبُّوا الْعَالَمَ، وَلاَ الأَشْيَاءَ الَّتِى فِى الْعَالَمِ. إِنْ أَحَبَّ أَحَدٌ الْعَالَمَ، فَلَيْسَتْ فِيهِ مَحَبَّةُ الآبِ. 16لأَنَّ كُلَّ مَا فِى الْعَالَمِ شَهْوَةَ الْجَسَدِ، وَشَهْوَةَ الْعُيُونِ، وَتَعَظُّمَ الْمَعِيشَةِ، لَيْسَ مِنَ الآبِ بَلْ مِنَ الْعَالَمِ. 17وَالْعَالَمُ يَمْضِى وَشَهْوَتُهُ، وَأَمَّا الَّذِى يَصْنَعُ مَشِيئَةَ اللهِ فَيَثْبُتُ إِلَى الأَبَدِ.
ع15: إن كان الرسول يتكلم عن محبة الله والتى ينتج عنها محبة الإخوة، فينبهنا إلى المعطل الرئيسى لها وهو محبة العالم ويقصد بها الماديات التى فيه والتعلق بها، فالقلب إما أن يحب الله أو العالم لذا يدعونا المسيح إلى المحبة من كل القلب عندما يقول “تحب الرب إلهك من كل قلبك” (لو10: 27).
ع16: يشرح لنا بالتفصيل محبة العالم وهى تتلخص فيما يلى :
شهوة الجسد : وتشمل كل الشهوات المادية بكل ما تحمل من انحرافات ضد الوصية وكذا الإهتمام الزائد باحتياجات الجسد الضرورية، وهى تشير للتجربة الأولى للمسيح على الجبل أى تحويل الحجارة إلى خبز لأنه جوعان بعد أربعين يومًا من الصوم.
شهوة العيون : وهى الرغبة فى الماديات المختلفة والمراكز والمظاهر بكل ما تحمل فى طياتها من كبرياء، وهى التجربة الثانية للمسيح التى طلب فيها الشيطان منه أن يلقى بنفسه من على جناح الهيكل لينزل بشكل عظيم بين الجموع المحتشدة وتحمله الملائكة، وهذا طبعًا يحمل معنى المظهرية والكبرياء.
تعظم المعيشة : الميل للتملك وارتفاع المستوى المادى، وهى التجربة الثالثة التى حاول الشيطان فيها أن يغرى المسيح بامتلاك ممالك العالم.
هذه الشهوات المختلفة بالطبع ليس لها علاقة بمحبة الله بل هى ضده لأنها تشغلنا عنه.
ع17: ينبهنا إلى أن شهوات العالم كلها ستنتهى وليس لها مكان فى الأبدية، أما الذى يبقى فهو محبة الله إذ تدوم معنا إلى الأبد وارتباطنا بمحبته يجعلنا نتمِّم مشيئته فنجد خلاص نفوسنا.
? عندما تجذبك أى شهوة مادية تذكر أنها مؤقتة وستبطل سريعًا لكى تتراجع عنها. وعندما تستخدم الماديات، استخدمها بمقدار حتى لا يتعلق قلبك بها وفى نفس الوقت حاول أن تنمو فى صلواتك وقراءاتك لكى تبدل محبة العالم بمحبة الله فتتمتع بعشرته إلى الأبد.
(5) الهراطقة والثبات أمامهم (ع 18-29):
18أَيُّهَا الأَوْلاَدُ، هِىَ السَّاعَةُ الأَخِيرَةُ. وَكَمَا سَمِعْتُمْ أَنَّ ضِدَّ الْمَسِيحِ يَأْتِى، قَدْ صَارَ الآنَ أَضْدَادٌ لِلْمَسِيحِ كَثِيرُونَ. مِنْ هُنَا نَعْلَمُ أَنَّهَا السَّاعَةُ الأَخِيرَةُ. 19مِنَّا خَرَجُوا، لَكِنَّهُمْ لَمْ يَكُونُوا مِنَّا، لأَنَّهُمْ، لَوْ كَانُوا مِنَّا لَبَقُوا مَعَنَا. لَكِنْ، لِيُظْهَرُوا أَنَّهُمْ لَيْسُوا جَمِيعُهُمْ مِنَّا. 20وَأَمَّا أَنْتُمْ، فَلَكُمْ مَسْحَةٌ مِنَ الْقُدُّوسِ، وَتَعْلَمُونَ كُلَّ شَىْءٍ. 21لَمْ أَكْتُبْ إِلَيْكُمْ لأَنَّكُمْ لَسْتُمْ تَعْلَمُونَ الْحَقَّ، بَلْ لأَنَّكُمْ تَعْلَمُونَهُ، وَأَنَّ كُلَّ كَذِبٍ لَيْسَ مِنَ الْحَقِّ. 22مَنْ هُوَ الْكَذَّابُ، إِلاَّ الَّذِى يُنْكِرُ أَنَّ يَسُوعَ هُوَ الْمَسِيحُ؟ هَذَا هُوَ ضِدُّ الْمَسِيحِ، الَّذِى يُنْكِرُ الآبَ وَالابْنَ. 23كُلُّ مَنْ يُنْكِرُ الابْنَ لَيْسَ لَهُ الآبُ أَيْضًا، وَمَنْ يَعْتَرِفُ بِالابْنِ فَلَهُ الآبُ أَيْضًا.
24أَمَّا أَنْتُمْ، فَمَا سَمِعْتُمُوهُ مِنَ الْبَدْءِ، فَلْيَثْبُتْ إِذًا فِيكُمْ. إِنْ ثَبَتَ فِيكُمْ مَا سَمِعْتُمُوهُ مِنَ الْبَدْءِ، فَأَنْتُمْ أَيْضًا تَثْبُتُونَ فِى الابْنِ وَفِى الآبِ. 25وَهَذَا هُوَ الْوَعْدُ الَّذِى وَعَدَنَا هُوَ بِهِ: الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ. 26كَتَبْتُ إِلَيْكُمْ هَذَا عَنِ الَّذِينَ يُضِلُّونَكُمْ. 27وَأَمَّا أَنْتُمْ، فَالْمَسْحَةُ الَّتِى أَخَذْتُمُوهَا مِنْهُ ثَابِتَةٌ فِيكُمْ، وَلاَ حَاجَةَ بِكُمْ إِلَى أَنْ يُعَلِّمَكُمْ أَحَدٌ، بَلْ كَمَا تُعَلِّمُكُمْ هَذِهِ الْمَسْحَةُ عَيْنُهَا عَنْ كُلِّ شَىْءٍ، وَهِىَ حَقٌّ وَلَيْسَتْ كَذِبًا. كَمَا عَلَّمَتْكُمْ تَثْبُتُونَ فِيهِ.
28وَالآنَ أَيُّهَا الأَوْلاَدُ، اثْبُتُوا فِيهِ، حَتَّى إِذَا أُظْهِرَ يَكُونُ لَنَا ثِقَةٌ، وَلاَ نَخْجَلُ مِنْهُ فِى مَجِيئِهِ. 29إِنْ عَلِمْتُمْ أَنَّهُ بَارٌّ هُوَ، فَاعْلَمُوا أَنَّ كُلَّ مَنْ يَصْنَعُ الْبِرَّ مَوْلُودٌ مِنْهُ.
ع18: الساعة الأخيرة : الوقت بين مجئ المسيح بالجسد ومجيئه الثانى، وتعتبر الأخيرة لأنها آخر فرصة للتوبة بعد أن أعلن المسيح فداءه وكل حقائق الإيمان حتى ننتهز فرصة عمرنا لنؤمن ونتوب.
أضداد للمسيح : من ينكرون لاهوته ويعلمون تعاليم مضادة لوصاياه ليضلوا الناس.
يكلم القديس يوحنا أولاده المؤمنين ليحذرهم من الهراطقة الذين يظهرون فى نهاية الأيام كعلامـة من علامات اقتراب المجئ الثانى التى ذكرها المسيح فى كلامه عند نهاية العالم (مت24: 24).
ع19: هؤلاء الهراطقة كانوا أعضاء فى الكنيسة ولهم اسم أنهم مسيحيون ولكن لم يكن لهم الإيمان المستقيم، فأمام الله لم يكونوا من أعضاء الكنيسة لأجل انحراف فكرهم وقلبهم إلى الشر، ولأن داخلهم ليس مستقيمًا لم يستطيعوا البقاء فى الكنيسة والخضوع لتعاليمها فانشقوا عنها بهرطقاتهم التى تنكر لاهوت المسيح.
ع20: يشجع المؤمنين بأن الروح القدس الساكن فيهم بمسحة الميرون التى نالوها من الله القدوس هو يرشدهم ويثبتهم فى الإيمان المستقيم، ويكشف أمامهم ضلال الهراطقة فلا يتبعونهم بل يطيعون تعاليم الروح القدس على فم آباء الكنيسة ومرشديها فلا تؤثر فيهم هذه الهرطقات.
ع21: يعلن للمؤمنين أنه يؤكد ويثبت إيمانهم بالمسيح الذى هو الحق، وأيضًا بالروح القدس الساكن فيهم يعرفون أن كلام الهراطقة كذب لأنه ضد المسيح والتعاليم التى تعلموها فى الكنيسة.
ع22: يكشف الهراطقة وأفكارهم الكاذبة لأنهم ينكرون لاهوت المسيح وبهذا ينكرون الله الآب أيضًا، لأنه هو الذى أرسل ابنه الوحيد إلى العالم ليعلن نفسه مرئيًا أمام الناس من خلاله، “فالله لم يره أحد قط الابن الوحيد الذى هو فى حضن الآب هو خبَّر” (يو1: 18).
ع23: المسيح الابن هو صورة الآب وجوهره، فمن ينكر لاهوته ينكر أيضًا الله الآب ومن يقبله يقبل الله الآب أيضًا.
ع24: يؤكد الرسول عليهم التمسك بالإيمان الذى بُشِِّرُوا وآمنوا به حتى لا يلتفتوا إلى الهرطقات المخالفة لإيمانهم. والثبات فى الإيمان معناه الثبات فى الله والتمتع بعمله فيهم.
ع25: بالثبات فى الإيمان ننال وعد الله بالحياة الأبدية معه.
ع26: يوضح هنا غرض الرسالة وهو التحذير من الهراطقة الذين يضلونهم عن الإيمان.
ع27: يُذَكِّرهم بالروح القدس الساكن فيهم بمسحة سر الميرون، والتى علَّمتهم الإيمان وساعدتهم عل الثبات فيه وأعطتهم كل ما يحتاجونه من المعرفة عن المسيح، فهم لا يحتاجون إلى تعاليم جديدة غريبة كاذبة كالتى يروِّجها الهراطقة، لأن مسحة الروح القدس هى حق وتعلمهم الحق وليس الكذب مثل هؤلاء الهراطقة.
ع28: يطالبهم بالثبات فى الإيمان حتى يتمتعوا بالحياة الأبدية عندما يأتى فى مجيئه الثانى ولا يخجلوا فى هذا اليوم بسبب انحرافهم وراء تعاليم الهراطقة.
ع29: الدليل على ثباتهم فى الإيمان بالمسيح البار القدوس هو أن يحيوا بالبر والصلاح وعمل الخير مع الآخرين، فبهذا يكونون أولاد الله.
? لا تقبل أى تعاليم غريبة عما تعلَّمته فى الكنيسة مهما كانت مبهرة وحتى لو وصلت إليك من أقرب المقربين، بل التجئ إلى الصلاة وأب اعترافك حتى تثبت فيما تعلمته وتنتظرك حياة أبدية سعيدة.