المسيح نور العالم وغافر الخطايا
(1) الشهادة للمسيح (ع1-4): 1الَّذِى كَانَ مِنَ الْبَدْءِ، الَّذِى سَمِعْنَاهُ، الَّذِى رَأَيْنَاهُ بِعُيُونِنَا، الَّذِى شَاهَدْنَاهُ، وَلَمَسَتْهُ أَيْدِينَا، مِنْ جِهَةِ كَلِمَةِ الْحَيَاةِ. 2فَإِنَّ الْحَيَاةَ أُظْهِرَتْ، وَقَدْ رَأَيْنَا، وَنَشْهَدُ، وَنُخْبِرُكُمْ بِالْحَيَاةِ الأَبَدِيَّةِ الَّتِى كَانَتْ عِنْدَ الآبِ وَأُظْهِرَتْ لَنَا. 3الَّذِى رَأَيْنَاهُ وَسَمِعْنَاهُ نُخْبِرُكُمْ بِهِ، لِكَىْ يَكُونَ لَكُمْ أَيْضًا شَرِكَةٌ مَعَنَا. وَأَمَّا شَرِكَتُنَا نَحْنُ، فَهِىَ مَعَ الآبِ وَمَعَ ابْنِهِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ. 4وَنَكْتُبُ إِلَيْكُمْ هَذَا، لِكَىْ يَكُونَ فَرَحُكُمْ كَامِلاً.
ع1: الذى كان من البدء : المسيح الأزلى.
كلمة الحياة : المسيح هو كلمة الله أى العقل والحكمة الإلهية، وسُمِّىَ كلمة الحياة لأن حياته فى نفسه فهو أصل الحياة بل ومصدرها للعالم كله.
كان يوحنا الحبيب آخر التلاميذ الذين عاشوا على الأرض، وهو يشهد هنا لله الأزلى الذى تجسد فى ملء الزمان ورآه وسمعه ولمسه مع باقى التلاميذ والجموع، فهو شاهد عيان لتجسد المسيح وتعاليمه وفدائه بل كان من أكثر المقربين إليه. هذه الإفتتاحية للرسالة تعطى قوة لها، إذ هى من مصدر موثوق به أى تعاليم صحيحة أخذها من الله الذى تنازل وتجسد ليقترب إلينا ببساطة فنشعر بمحبته ويرفعنا إليه.
ع2: بتجسد المسيح رأينا الله الأزلى الأبدى فهو الحياة التى كانت منذ الأزل وإلى الأبد تكون، ظهر لنا ليفدينا ويعطينا حياة بموته عنا. وهنا يشهد يوحنا بوضوح للاهوت المسيح أنه أزلى وأبدى وأنه مصدر حياة كل البشر، وقد كان عند الآب منذ الأزل وتجسد فى ملء الزمان ليعطى حياة أبدية سعيدة للمؤمنين به. هذا هو هدف كرازة يوحنا وكل الرسل.
ع3: يعلن الرسول غرض رسالته وشهادته للمسيح وهو أن نؤمن به، فيكون لنا شركة مع يوحنا والتلاميذ وكل المؤمنين بالمسيح المتمتعين بالشركة مع الله الآب المعروف فى العهد القديم والابن المعلن نفسه فى العهد الجديد أى مع الله بكل أقانيمه. وهذه الشركة تعنى العضوية فى جسده أى الكنيسة والإتحاد به بتناول جسده ودمه.
ع4: غرض البشارة والشركة مع الله هو الفرح بل الفرح الكامل، إذ نخلص من سلطان الخطية والموت ونتمتع بعلاقة مستمرة مع الله فى هذه الحياة وإلى الأبد.
? فَكِّر كل يوم فى محبة المسيح لك لكى تتكلم معه وتتمتع بعشرته، فهو وحده مصدر الحياة والفرح فى العالم، إنه قريب منك ويريد أن يتحد بك فى أسراره المقدسة، وهو ساكن فيك ليحرك أشواقك بالحب له ويحتضن حياتك ويعزى قلبك ويسندك فى كل خطواتك.
(2) الحياة النورانية (ع5-7) :
5وَهَذَا هُوَ الْخَبَرُ الَّذِى سَمِعْنَاهُ مِنْهُ، وَنُخْبِرُكُمْ بِهِ: أَنَّ اللهَ نُورٌ، وَلَيْسَ فِيهِ ظُلْمَةٌ الْبَتَّةَ. 6إِنْ قُلْنَا إِنَّ لَنَا شَرِكَةً مَعَهُ وَسَلَكْنَا فِى الظُّلْمَةِ، نَكْذِبُ وَلَسْنَا نَعْمَلُ الْحَقَّ. 7وَلَكِنْ، إِنْ سَلَكْنَا فِى النُّورِ كَمَا هُوَ فِى النُّورِ، فَلَنَا شَرِكَةٌ بَعْضِنَا مَعَ بَعْضٍ، وَدَمُ يَسُوعَ الْمَسِيحِ ابْنِهِ يُطَهِّرُنَا مِنْ كُلِّ خَطِيَّةٍ.
ع5: الخبر : تعاليم المسيح.
ينقل يوحنا فى رسالته تعاليم المسيح والتى أساسها أن الله نور أى كامل النقاوة والبر والصلاح، وليس فيه ظلمة أى ليس فيه خطية.
ع6 : يعلن أن الإيمان بالمسيح والشركة معه ليست بالكلام ولكن بالعمل أيضًا، فإن تهاونّا واستبحنا الخطية فلسنا أولاد النور لأنه لا شركة للنور مع الظلمة أى القداسة مع الخطية، والله نور فأولاده أيضًا نورانيون يسلكون بالبر وإن أخطأوا يعودون بالتوبة سريعًا ويستعيدون نورانيتهم.
ع7 : بنوتنا لله الذى هو نور دليلها سلوكنا فى حياة نورانية وهذه ستجعلنا فى شركة حب نقية مع مَن حولنا. ووسيلتنا للحصول على الحياة النورانية هى التطهر بدم المسيح الفادى من خلال أسرار الكنيسة.
? عندما يشرق عليك نور الفجر واليوم الجديد تذكر أنك ابن النور لأن الله نور، فتسلك بنقاوة وإن سقطت تتوب سريعًا وتهتم بكل عمل إيجابى يثبتك فى الحياة النورانية.
(3) الله يغفر للتائبين (ع8-10):
8إِنْ قُلْنَا إِنَّهُ لَيْسَ لَنَا خَطِيَّةٌ، نُضِلُّ أَنْفُسَنَا وَلَيْسَ الْحَقُّ فِينَا. 9إِنِ اعْتَرَفْنَا بِخَطَايَانَا، فَهُوَ أَمِينٌ وَعَادِلٌ، حَتَّى يَغْفِرَ لَنَا خَطَايَانَا وَيُطَهِّرَنَا مِنْ كُلِّ إِثْمٍ. 10إِنْ قُلْنَا إِنَّنَا لَمْ نُخْطِئْ نَجْعَلْهُ كَاذِبًا، وَكَلِمَتُهُ لَيْسَتْ فِينَا.
ع8: المؤمن معرض للسقوط فى الخطية، ولكن توبته واعترافه يرفعانها عنه بدم المسيح فى سر التوبة والاعتراف. فلا يتكبر أحد ويقول أنه بلا خطية، فهذا نوع من الخداع للنفس ومحاولة لخداع الآخرين، بل هو خطية جديدة اسمها تبرير النفس وعدم التوبة. والإصرار على عدم التوبة هو ضلال وابتعاد عن الحق يؤدى فى النهاية إلى الهلاك.
ع9: تظهر رحمة الله ومحبته فى غفران خطايا كل من يتوب، فهو أمين فى وعوده بالرحمة للتائبين، وفى نفس الوقت عادل إذ يرفع خطايانا عنا إلى صليبه الذى حمل عليه كل خطايانا ومات ليفدينا، فوفّى الدين عنا. وهكذا تتحَّد الرحمة بالعدل فى المسيح الفادى وننال رحمته فى سر الإعتراف.
ع10: من لا يعترف بخطاياه، ليس فقط يحرم نفسه من غفران الله ويضلّ ويبتعد عن الحق، بل أيضًا ينسب الكذب لله إذ أن المسيح قد صلب ليرفع خطايا البشر، فادعاء هذا الإنسان أنه بلا خطية يجعل فداء المسيح بلا داعى ودعوة الله لنا بالتوبة تصير كلامًا كاذبًا. وهذا الإنسان المضلّ يعلن أيضًا عدم توبته وأن كلمة الله ليس لها مكان فيه، فهو يرفض سماعها ليتوب.
? ليتك تتمتع برحمة الله وغفرانه بأن تسرع إلى التوبة بالصلاة ومحاسبة نفسك وأمام أب اعترافك، فالله يحب الضعفاء ولكنه يكره المتكبرين.