• الرئيسية
  • الكنيسة القبطية
    • الكتاب المقدس
      • العهد القديم
      • العهد الجديد
      • قصص للأطفال
      • تاريخ يسوع
    • تاريخ الكنيسة
    • العائلة المقدسة
    • تاريخ البابوات
    • المقر البابوي
    • مجلة الكرازة
    • ملتقيات لوجوس للشباب
    • برنامج لوجوس للقيادة
    • جولات قبطية °360
    • اللغة القبطية
    • كرازة الكنيسة
    • كتب كنسية
    • قصص القديسين
    • المتحف القبطي
    • جاليري قبطي
  • المجمع المقدس
    • البابا تواضروس الثانى
    • أعضاء المجمع المقدس
    • الهيكل التنظيمى للجان
      • اللجنة الدائمة
      • لجنة السكرتارية
      • لجنة الرعاية والخدمة
      • لجنة الطقوس
      • لجنة الإيمان والتعليم
      • لجنة الأسرة
      • لجنة الإعلام والمعلومات
      • لجنة العلاقات العامة
      • لجنة العلاقات المسكونية
      • لجنة الرهبنة والأديرة
      • لجنة شئون المهجر
      • لجنة شئون الإيبارشيات
    • لوائح المجمع المقدس
    • قرارات المجمع المقدس
    • قرارات بابوية
    • سيمينارات المجمع المقدس
    • العلاقات المسكونية
      • المجامع المسكونية
      • العائلات الكنسية
      • العلاقة مع الكنائس الأرثوذكسية الشرقية
      • العلاقة مع الكنائس الأرثوذكسية البيزنطية
      • العلاقة مع الكنيسة الكاثوليكية
        • 50 عامًا من المحبة الأخوية (1973-2023)
      • العلاقة مع الكنائس الإنجيلية
      • العلاقة مع الكنيسة الإنجليكانية
      • العلاقة مع الكنيسة الأشورية
      • مجالس الكنائس
      • العمل المسكوني لبطاركة الكنيسة
    • الآباء المتنيحين
  • البابا تواضروس الثاني
    • السيرة الذاتية
    • رسائل بابوية
    • تكريمات وأوسمة
    • رسائل يوم الصداقة
    • كتب قداسة البابا
    • مقالات قداسة البابا
      • مقالات إفتتاحية الكرازة
      • مقالات جريدة الأهرام
      • مقالات مجلة مرقس
    • زيارات خارجية
    • دراسات كتابية
    • عظات الأربعاء
    • حوارات صحفية
    • كلمات وتصريحات
    • فيديو قداسة البابا
    • سؤال وجواب
  • الأديرة والإيبارشيات
    • الأديرة الآثرية
    • الأديرة الحديثة
    • أديرة المهجر
    • إيبارشيات مصر
    • إيبارشيات المهجر
    • مركز لوجوس البابوي
    • مراكز روحية
      • ماريوحنا بطمس
      • بيت الأنافورا
  • الهيئات القبطية
    • أسقفيات عامة
      • أسقفية الخدمات العامة والإجتماعية والمسكونية
      • أسقفية الشباب
    • هيئات تعليمية
      • المكتبة البابوية المركزية
      • معهد الدراسات القبطية
      • الكلية الإكليريكية بالأنبا رويس
      • المعهد القبطي للتدبير الكنسي والتنمية
      • معهد الرعاية والتربية
      • المركز الثقافي القبطي الأرثوذكسي
      • مؤسسة سان مارك لتوثيق التراث
      • جامعة هولي صوفيا
      • معهد بولس الرسول للدراسات الخدمية والكرازية
      • أسرة القديس بنتينوس لأساتذة الجامعات
    • هيئات اجتماعية
      • هيئة أوقاف الأقباط الأرثوذكس
      • المجلس الملي العام
      • الديوان البابوى العام
      • مسرح الأنبا رويس
    • هيئات تنموية
      • أسقفية الخدمات العامة والإجتماعية والمسكونية
      • لجنة الرعاية الاجتماعية
      • المكتب البابوى للمشروعات
      • مكتب الخدمة HIGH Office
    • هيئات اعلامية
      • مجلة الكرازة
        • أعداد مجلة الكرازة
      • المركز الإعلامي
      • الموقع الرسمي
      • COC
      • Aghapy TV
      • CTV
      • ME Sat
      • CYC
      • Koogi TV
    • هيئات صحية
      • مركز الرجاء
  • الأخبار
    • مقابلات رسمية
    • لقاءات رعوية
    • مناسبات كنسية
    • رسائل بابوية
    • تكريمات وأوسمة
    • رسائل يوم الصداقة
    • عظات الأربعاء
    • حوارات صحفية
    • كلمات وتصريحات
    • مقالات إفتتاحية الكرازة
    • برقيات واتصالات
  • العربية
  • الرئيسية
  • الكنيسة القبطية
    • الكتاب المقدس
      • العهد القديم
      • العهد الجديد
      • قصص للأطفال
      • تاريخ يسوع
    • تاريخ الكنيسة
    • العائلة المقدسة
    • تاريخ البابوات
    • المقر البابوي
    • مجلة الكرازة
    • ملتقيات لوجوس للشباب
    • برنامج لوجوس للقيادة
    • جولات قبطية °360
    • اللغة القبطية
    • كرازة الكنيسة
    • كتب كنسية
    • قصص القديسين
    • المتحف القبطي
    • جاليري قبطي
  • المجمع المقدس
    • البابا تواضروس الثانى
    • أعضاء المجمع المقدس
    • الهيكل التنظيمى للجان
      • اللجنة الدائمة
      • لجنة السكرتارية
      • لجنة الرعاية والخدمة
      • لجنة الطقوس
      • لجنة الإيمان والتعليم
      • لجنة الأسرة
      • لجنة الإعلام والمعلومات
      • لجنة العلاقات العامة
      • لجنة العلاقات المسكونية
      • لجنة الرهبنة والأديرة
      • لجنة شئون المهجر
      • لجنة شئون الإيبارشيات
    • لوائح المجمع المقدس
    • قرارات المجمع المقدس
    • قرارات بابوية
    • سيمينارات المجمع المقدس
    • العلاقات المسكونية
      • المجامع المسكونية
      • العائلات الكنسية
      • العلاقة مع الكنائس الأرثوذكسية الشرقية
      • العلاقة مع الكنائس الأرثوذكسية البيزنطية
      • العلاقة مع الكنيسة الكاثوليكية
        • 50 عامًا من المحبة الأخوية (1973-2023)
      • العلاقة مع الكنائس الإنجيلية
      • العلاقة مع الكنيسة الإنجليكانية
      • العلاقة مع الكنيسة الأشورية
      • مجالس الكنائس
      • العمل المسكوني لبطاركة الكنيسة
    • الآباء المتنيحين
  • البابا تواضروس الثاني
    • السيرة الذاتية
    • رسائل بابوية
    • تكريمات وأوسمة
    • رسائل يوم الصداقة
    • كتب قداسة البابا
    • مقالات قداسة البابا
      • مقالات إفتتاحية الكرازة
      • مقالات جريدة الأهرام
      • مقالات مجلة مرقس
    • زيارات خارجية
    • دراسات كتابية
    • عظات الأربعاء
    • حوارات صحفية
    • كلمات وتصريحات
    • فيديو قداسة البابا
    • سؤال وجواب
  • الأديرة والإيبارشيات
    • الأديرة الآثرية
    • الأديرة الحديثة
    • أديرة المهجر
    • إيبارشيات مصر
    • إيبارشيات المهجر
    • مركز لوجوس البابوي
    • مراكز روحية
      • ماريوحنا بطمس
      • بيت الأنافورا
  • الهيئات القبطية
    • أسقفيات عامة
      • أسقفية الخدمات العامة والإجتماعية والمسكونية
      • أسقفية الشباب
    • هيئات تعليمية
      • المكتبة البابوية المركزية
      • معهد الدراسات القبطية
      • الكلية الإكليريكية بالأنبا رويس
      • المعهد القبطي للتدبير الكنسي والتنمية
      • معهد الرعاية والتربية
      • المركز الثقافي القبطي الأرثوذكسي
      • مؤسسة سان مارك لتوثيق التراث
      • جامعة هولي صوفيا
      • معهد بولس الرسول للدراسات الخدمية والكرازية
      • أسرة القديس بنتينوس لأساتذة الجامعات
    • هيئات اجتماعية
      • هيئة أوقاف الأقباط الأرثوذكس
      • المجلس الملي العام
      • الديوان البابوى العام
      • مسرح الأنبا رويس
    • هيئات تنموية
      • أسقفية الخدمات العامة والإجتماعية والمسكونية
      • لجنة الرعاية الاجتماعية
      • المكتب البابوى للمشروعات
      • مكتب الخدمة HIGH Office
    • هيئات اعلامية
      • مجلة الكرازة
        • أعداد مجلة الكرازة
      • المركز الإعلامي
      • الموقع الرسمي
      • COC
      • Aghapy TV
      • CTV
      • ME Sat
      • CYC
      • Koogi TV
    • هيئات صحية
      • مركز الرجاء
  • الأخبار
    • مقابلات رسمية
    • لقاءات رعوية
    • مناسبات كنسية
    • رسائل بابوية
    • تكريمات وأوسمة
    • رسائل يوم الصداقة
    • عظات الأربعاء
    • حوارات صحفية
    • كلمات وتصريحات
    • مقالات إفتتاحية الكرازة
    • برقيات واتصالات
  • العربية
Facebook-f Instagram Youtube X-twitter Threads Soundcloud Bullseye

سفر أيوب-الأَصْحَاحُ الأَوَّلُ

سفر أيوب-الأَصْحَاحُ الأَوَّلُ

عظمة أيوب وفقدانه كل ما له

(1)  غنى أيوب وتقواه (ع1-5) :

1- كان رجل في ارض عوص اسمه ايوب و كان هذا الرجل كاملا و مستقيما يتقي الله و يحيد عن الشر. 2- و ولد له سبعة بنين و ثلاث بنات. 3- و كانت مواشيه سبعة الاف من الغنم و ثلاثة الاف جمل و خمس مئة فدان بقر و خمس مئة اتان و خدمه كثيرين جدا فكان هذا الرجل اعظم كل بني المشرق. 4- و كان بنوه يذهبون و يعملون وليمة في بيت كل واحد منهم في يومه و يرسلون و يستدعون اخواتهم الثلاث لياكلن و يشربن معهم. 5- و كان لما دارت ايام الوليمة ان ايوب ارسل فقدسهم و بكر في الغد و اصعد محرقات على عددهم كلهم لان ايوب قال ربما اخطا بني و جدفوا على الله في قلوبهم هكذا كان ايوب يفعل كل الايام.

ع1: كلمة أيوب كلمة عربية الأصل بمعنى “آب” أى رجع، أو كلمة عبرية من “آيوف” ومعناها المضطهد أو المتألم. وكان أيوب يسكن فى أرض عوص التى تقع جنوب بلاد اليهود وشمال بلاد أدوم، أو تكون شمال شرق نهر الفرات (أنظر المقدمة “مكان كتابته”).

ويصف السفر أيوب بخمسة صفات هى :

  1. رجل : أى إنسان يعيش فى أرض عوص بين الوثنيين، ولكنه عرف الله وأحبه وسمع صوته فى داخله، أى فى ضميره. وهذا يبين أنه يمكن للإنسان أن يحيا مع الله مهما كانت الظروف المحيطة به صعبة ومهما كان ضعفه، فهو مجرد رجل مثل باقى الرجال، ولكنه عرف طريق الله، فتميز عمن حوله.
  2. كاملاً : أى يسعى نحو الكمال والمقصود طبعاً الكمال النسبى الخاص بالبشر وليس الكمال المطلق الخاص بالله، وساعدته نعمة الله فى طريق الكمال. وهذا ليس معناه أنه بلا خطية ولكن يسعى فى طريق الكمال.
  3. مستقيماً : فى معاملاته مع من حوله، أى أنه غير منافق، أو كاذب، ويعلن بلسانه ما فى قلبه، ويراعى الله فى كل تصرفاته.
  4. يتقى الله : أى يخاف الله ويعبده بأمانة ويحبه ويحيا له.
  5. يحيد عن الشر : أى يبتعد عن مصادر الشر ليحيا فى نقاوة، وهذا ناتج عن مخافته لله.

ع2، 3: يصف لنا هنا قوة أيوب إذ رزقه الله سبعة بنين وثلاث بنات. وكان الأبناء يعتبرون وقتذاك مصدراً للقوة، إذ يساعدون والدهم فى أعماله، مثل الزراعة، أو رعى الغنم. ورقم سبعة يرمز لعمل الروح القدس، ورقم ثلاثة يرمز للثالوث القدوس والإيمان مع الرجاء مع المحبة.

ذكر أولاً تقوى أيوب، ثم قوته فى عدد بنيه، ثم أخيراً غناه المادى، أى ذكر الأهم، ثم الأقل أهمية. وكانت قديماً تقدر ثروة الإنسان بما يملكه من مواشى وعبيد. وفى بداية شرحه لممتلكات أيوب قال أن له سبعة آلاف من الغنم؛ لأن الأغنام كانت أكثر من المواشى استخداماً من أجل لبنها ولحمها. ثم ذكر أنه يملك ثلاثة آلاف من الجمال وهى أهم وسيلة للمواصلات وقتذاك. وبعد ذلك يذكر البقر التى كانت تستخدم فى حرث الأرض، فكان له خمس مئة زوج من البقر، كل زوج قادر على حرث فدان من الأرض. وبعد ذلك يذكر خمس مئة من الأتن – والأتان هى أنثى الحمار – وأهميتها عن الذكر تظهر فى قدرتها على الإنجاب، بالإضافة إلى إنتاج اللبن.

أما العبيد والخدم، فكان عددهم كثير جداً، لم يذكر لكثرتهم. ويلاحظ أن أيوب أعظم بنى المشرق الذين اشتهروا بغناهم عن باقى العالم (اش2: 6، 7).

ع4: من الواضح أن أيوب قد وزع على بنيه أجزاء من أملاكه، فصاروا هم أيضاً أغنياء. وكان بنوه السبعة كل واحد يعمل وليمة يدعو فيها باقى أخوته الذكور والإناث؛ ليرتبطوا فى محبة معاً. وهذا يبين مدى ارتباطهم فى محبة وعدم انشغالهم بالممتلكات والغنى عن المحبة. وواضح أن كل ابن وابنة يعيش فى بيته، إذ كان متزوجاً، ولكنهم حريصون على الترابط فى محبة، ولم يهملوا أخواتهم البنات، فالإبن كرجل مسئول عن إقامة الوليمة ويدعو أخته، سواء كانت متزوجة، أو غير متزوجة.

ع5: يفهم ضمنياً أن أيوب غالباً لم يكن يحضر هذه الولائم وذلك نوع من النسك، أو انشغال بالصلاة والعبادة، لكنه لم يمنع أبناءه من التمتع بهذه الولائم.

ولكن ما كان يحرص عليه أيوب هو استدعاء بنيه وتقديسهم وتقديم ذبيحة عنهم لغفران خطاياهم؛ لأن فى عصر الآباء البطاركة كان رب الأسرة يعتبر كاهنها، فيقدم ذبائح عن نفسه وعن أسرته لغفران خطايا الفعل، أو الفكر، أو الكلام. وذلك لأن أيوب خشى أن يكون بنوه قد جدفوا، أى صنعوا أخطاء ضد الله، فبتقديم الذبيحة يستغفر الله وينال مراحمه على أولاده.

وكان التقديس يتم بالتوبة والاغتسال والاستحمام وتغيير الملابس، إعلاناً عن نقاوة القلب ورفض الشر؛ أما الذبيحة فكانت رمزاً لذبيحة المسيح الكفارية.

كان أيوب حريصاً على اتمام هذه الذبائح والاستعداد لها بالتقديس كل أيام حياته، وهذا يبين التدقيق فى حياة أيوب واهتمامه برعاية أبنائه وبناته روحياً، فلم يشغله الغنى عن الحياة مع الله، بل كان قدوة لأولاده فى الحياة الروحية.

وكان أيوب أيضاً يبكر فى اليوم التالى للوليمة، بتقديم الذبيحة والتقديس لها، إعلاناً عن اهتمامه بنقاوة أبنائه.

 اهتم برعاية أهل بيتك ودعوتهم للحياة فى الكنيسة وخاصة التمتع بسرى الاعتراف والتناول لنوال غفران خطاياهم والاتحاد بالمسيح، فهذا هو عملك الأساسى فى الحياة لخلاص نفسك والآخرين.

(2)  شكوى الشيطان على أيوب (ع6-12):

6- و كان ذات يوم أنه جاء بنو الله ليمثلوا امام الرب و جاء الشيطان أيضا في وسطهم.
7- فقال الرب للشيطان من أين جئت فأجاب الشيطان الرب و قال من الجولان في الأرض و من التمشي فيها. 8- فقال الرب للشيطان هل جعلت قلبك على عبدي أيوب لأنه ليس مثله في الأرض رجل كامل و مستقيم يتقي الله و يحيد عن الشر. 9- فأجاب الشيطان الرب و قال هل مجانا يتقي أيوب الله. 10- أليس أنك سيجت حوله و حول بيته و حول كل ما له من كل ناحية باركت أعمال يديه فانتشرت مواشيه في الأرض. 11- و لكن ابسط يدك الآن و مس كل ما له فانه في وجهك يجدف عليك. 12- فقال الرب للشيطان هوذا كل ما له في يدك و إنما إليه لا تمد يدك ثم خرج الشيطان من أمام وجه الرب.

ع6: الشيطان : كلمة عبرية معناها خصم، أو مقاوم.

أراد كاتب السفر أن يصور صلاح الملائكة وشر الشيطان بتصوير يفهمه البشر، فقال أن الله فى مجده حضر حوله الملائكة يسبحوه ويمجدوه، والشيطان دخل أيضاً وسط بنى الله، أى الملائكة، ووقف بينهم فى حضرة الله.

إن الملائكة دائماً فى حضرة الله ولكنه هنا يبين اشتياقهم ومحبتهم للوجود معه.

كما أن الشيطان ليس من حقه الدخول فى حضرة الله لكن الله سمح له؛ ليبين شره وعداوته للبشر؛ ليحترسوا منه، ويظهر الله قدرته وسلطانه على الشيطان الذى لا يدعه يجرب الإنسان فوق ما يحتمل.

ويشير دخول الشيطان وسط بنى الله، أى الملائكة، إلى أنه يمكن أن يدخل فى الأماكن المقدسة، مثل الكنائس ويحارب أولاد الله فى كل مكان، ولكن بسماح من الله وبمقدار محدد، لا يتجاوز قدرة البشر على مقاومته بمعونة الله.

هذا المنظر التصويرى يبين احترام الله للحرية الشخصية لمخلوقاته، فهو يترك الملائكة يسبحونه والشيطان يظهر شره نحو الإنسان وبالأولى يحترم حرية الإنسان فى اختيار الخير، أو الشر. ولكن فى نفس الوقت هو ضابط الكل، الذى يحمى البشر من عدوان إبليس، خاصة عندما يلتجئوا إليه.

ع7: سأل الله الشيطان من أين جئت؟ وليس معنى هذا أن الله لا يعرف من أين جاء ولكن الله يعلن أنه الرقيب على الشيطان وكل خلائقه، وأن الشيطان تحت سلطان الله وسيحاسب على كل عمل يعمله. وليعلن أن الشيطان شرير ويحتاج إلى مساءلة من الله، أما الملائكة الأطهار الذين يعملون إرادة الله، فلا يحتاجون إلى مساءلة. أجاب الشيطان قائلاً من الجولان فى الأرض والتمشى فيها، وهذا يعنى ما يلى :

  1. لم يدعِ أنه كان يعمل خيراً؛ لأنه شرير.
  2. أنه نشيط كثير الحركة وبالتالى ينبغى على البشر الاحتراس منه، فلا يتهاونوا فى علاقتهم بالله؛ لئلا يحاربهم الشيطان.
  3. الشيطان قد سقط من السماء، فهو يتجول فى الأرض التى سقط إليها، أى أن مجال عمله ومملكته هى فى الأرض، فيلزم على الإنسان الحذر الدائم منه.

ع8: أظهر الله للشيطان أنه عارف بأفكاره دون أن يعلنها، ففضح نيته فى أن يسئ إلى أيوب بقوله “هل جعلت قلبك على عبدى أيوب ؟”. والله أيضاً هو ضابط الكل، فلا يسمح له أن يسئ إلى إنسان إلا بإذن الله.

أعلن الله دفاعه عن أيوب وتحدث عن فضائله، فوصفه بأنه متميز فى البر عن كل أهل العالم فى جيله. ووصفه أيضاً بأنه عبده، أى تابع له، فلا يستطيع الشيطان أن يمسه. ثم وصفه بالصفات التى وصف بها فى بداية السفر فى (ع1) بأنه كامل ومستقيم ويبتعد عن الشر.

هذه الصفات العظيمة الفاضلة فى أيوب تدين الشيطان الذى ابتعد عن البر وانغمس فى الشر.

ع9-11: طبيعة الشيطان أن يشتكى على أولاد الله؛ لأنه شرير ولا يطيق الخير، أما أولاد الله فيسترون بمحبة على أخطاء الآخرين، ولا يفضحونهم مثل الشيطان “المحبة تستر كل الذنوب” (أم10: 12).

لأن الشيطان متكبر فلم يحتمل مدح الله لأيوب، فبالتالى أسرع يشتكى عليه.

إن الشيطان يزرع فى داخلنا فكرة المجازاة المادية التى يعطيها لنا الله مقابل علاقتنا به وخدمته، ثم إذا سقطنا فى التعلق بالماديات وطلبها كجزاء لأعمالنا الروحية، يسرع ليشتكى علينا، مبيناً أننا لا نتقى الله مجاناً، بل لأجل عطاياه.

لم يجد الشيطان خطية يمسكها على أيوب، فادعى أنه يتقى الله من أجل عطاياه المادية له وهذا إدعاء كاذب.

يظهر ضعف الشيطان فى أنه رغم بجاحته فى الشكوى على البشر لكنه لا يستطيع أن يمسهم بأذى، إلا بإذن الله.

يظهر من كلام الشطيان أنه يحاول استفزاز، أو إثارة من يتكلم معه والعجيب أنه يفعل هذا مع الله نفسه، فكم يكون استعداده لاستفزاز الإنسان، ليثور ويسقط فى الخطية، ولذا ينبغى الابتعاد عن النقاش معه وعدم التسرع فى أى قرار.

كما أراد الشيطان الإيقاع بين الإنسان والله، بإثارة الله ضده، فهو أيضاً يحاول إثارة الإنسان على الله بأفكار كاذبة شريرة (أى1: 16).

إن الشيطان رغم شره اعترف بأن أيوب يعبد الله وإن كان قد كذب وقال أنه يعبده مقابل الماديات، وهكذا استطاع الله أن يجعل الشيطان يعترف ببر أيوب. وهذا يبين حكمة الله وسلطانه من ناحية، وضعف الشيطان من ناحية أخرى.

إن الشيطان لا يجد دليلاً على كذبه بأن أيوب يعبد الله مقابل الماديات ولكن بخبث يطرح كلامه فى صيغة سؤال على أنه حقيقة “هل مجاناً يتقى أيوب الله ؟” لعله يخدع الله، ولكن بالطبع الله يفهم كل شئ. ونستفيد من هذا ألا ننساق وراء كلام الشيطان الذى يبدو منطقياً مع أنه كذب، وذلك بالصلاة والخضوع للمرشد.

أعترف الشيطان بمحبة الله لأولاده وحمايته لهم فى قوله “سيجت حوله” وهذا يطمئنا أن الله يسندنا دائماً.

إن الشيطان يحاول التضليل عن الحق بقلب الحقائق، فيقول لله أنك باركت أعمال يديه، مركزاً على نعمة الله، ومتغافلاً جهاد أيوب فى أعمال يديه، أى رعاية مواشيه. فهو يحاول إظهار أن ما يتمتع به أيوب من نعمة هو بركة الله دون أى تعب من أيوب نفسه، وهذا كذب لأن نعمة الله معطاة لأيوب المجاهد، كما يحاول أن يخدع الشيطان اليوم بعض الناس بأن النعمة كافية لخلاصهم دون أى جهاد.

ع12: سمح الله للشيطان أن يسئ إلى أيوب من جهة ممتلكاته وبنيه، ولكن لا يمد يده إلى شخصه وهذا يظهر سلطان الله.

سمح الله للشيطان أن يجرب أيوب لحكمة إلهية؛ حتى يخلص أيوب من خطية البر الذاتى التى كان يعانى منها داخلياً.

أراد الشيطان أن يسقط أيوب فى التجديف عندما يفقد ما له، وإن لم يجدف فهو على الأقل يكون فرحاً؛ لأجل مصيبة ونكبة أيوب، كما يفرح فى نكبات الصديقين (مز35: 26، 27). ولكن حكمة الله، التى تفوق خبث الشيطان، استخدم هذه التجربة لصالح أيوب؛ ليخلصه من البر الذاتى.

 كن حذراً من الأفكار التى تأتى عليك ويكون نتيجتها الابتعاد عن الله، مهما كانت منطقية، فهى أفكار كاذبة من إبليس المخادع. ارفضها فى الحال، ثم اكشفها أمام أب اعترافك، بهذا تفضح الشيطان ولا يكون له سلطان عليك.

(3)  مصائب أيوب (ع13-22) :

13- و كان ذات يوم و أبناؤه و بناته يأكلون و يشربون خمرا في بيت أخيهم الأكبر. 14- ان رسولا جاء إلى أيوب و قال البقر كانت تحرث و الأتن ترعى بجانبها. 15- فسقط عليها السبئيون وأخذوها و ضربوا الغلمان بحد السيف و نجوت أنا وحدي لأخبرك. 16- و بينما هو يتكلم إذ جاء آخر و قال نار الله سقطت من السماء فأحرقت الغنم و الغلمان و أكلتهم و نجوت أنا وحدي لأخبرك. 17- و بينما هو يتكلم إذ جاء آخر و قال الكلدانيون عينوا ثلاث فرق فهجموا على الجمال و أخذوها و ضربوا الغلمان بحد السيف و نجوت أنا وحدي لأخبرك. 18- و بينما هو يتكلم إذ جاء آخر و قال بنوك و بناتك كانوا يأكلون و يشربون خمرا في بيت أخيهم الأكبر. 19- و إذا ريح شديدة جاءت من عبر القفر و صدمت زوايا البيت الأربع فسقط على الغلمان فماتوا و نجوت أنا وحدي لأخبرك. 20- فقام أيوب و مزق جبته و جز شعر رأسه و خر على الأرض و سجد.
21- و قال عريانا خرجت من بطن أمي و عريانا أعود إلى هناك الرب أعطى و الرب اخذ فليكن اسم الرب مباركا. 22- في كل هذا لم يخطئ أيوب و لم ينسب لله جهالة.

ع13-15: السبئيون : أهل سبأ وهى تقع جنوب شبه الجزيرة العربية وهى اليمن الحالية.

الأتن : جمع أتان وهى أنثى الحمار.

كان أبناء وبنات أيوب معتادين أن يجتمعوا فى أحد بيوت الأبناء حول وليمة محبة تؤكد الترابط بينهم. واجتمعوا فى هذه المرة فى بيت أخيهم الأكبر، والأخ الأكبر، أى البكر كما هو معروف، يأخذ ضعف نصيب اخوته وبالتالى، فمن المتوقع أن تكون وليمة فاخرة فيما تحتويه من الأكل والشرب. أى أن الشيطان بعد أن أخذ السماح من الله اختار يوماً عظيماً مبهجاً لتكون الضربة فيه أكبر وبالتالى يوقع أيوب فى التذمر على الله.

البقر والأتن أيضاً كانت تعمل فى الحقول التابعة لأيوب فى الحرث وأعمال النقل المختلفة، فهجم عليها مجموعة رجال من السبئيين، وهم يمثلون عصابة من قطاع الطرق يهجمون على أى أناس آمنين؛ ليسرقوا ممتلكاتهم، وقد أهاجهم الشيطان على أيوب، فلم يخشوا عظمته وقوته، فاستولوا على البقر والأتن وقتلوا عبيد أيوب، أى الغلمان بالسيف. فكانت الضربة عنيفة، خاصة وأن أيوب كان يملك عدداً كبيراً من البقر يقدر بخمس مئة زوج من البقر، ويقدر عدد الأتن بخمس مئة أتان (ع3).

كانت المفاجأة صعبة ومذهلة؛ لأنه غالباً لم يستطع أحد من قبل مهاجمة أيوب لعظمته، أما هذه المرة، فقد استولوا على البقر والأتن وقتلوا العبيد، ولم يفلت إلا واحد فقط، الذى هرب وأخبر أيوب بهذه المصيبة، فكان تأثير ذلك مؤلماً جداً لأيوب، إذ أنها خسارة كبيرة وغير متوقعة. ولكن أيوب تماسك ولم يتذمر، أو يهيج ضد الله. وهكذا فشلت أول محاولة شيطانية لإثارة أيوب ضد الله؛ لأن الشيطان هو الذى أهاج السبئيين على ممتلكات أيوب من العبيد والبقر والأتن؛ ليجعل أيوب يعتقد أن الله هو الذى أهاج هؤلاء السبئيين عليه. ولكن أيوب قبل ذلك من الله ولم يتذمر.

ع16: لعل أيوب بعدما سمع بخبر استيلاء السبئيين على بقره وأتنه، يكون قد فكر فى مهاجمتهم لاسترداد أملاكه ولكن كانت ضربة الشيطان قاسية لأيوب، إذ فيما هو يسمع خبر فقدانه لأملاكه من البقر والأتن والعبيد المسئولين عنها، أتاه خبراً آخراً سيئاً جداً، وهو فقدانه لغنمه، الذى يقدر عدده بسبعة آلاف (ع3)، وموت عبيده الذين يرعون هذه الأغنام. وأخبره رسول من عبيده بأن نار نزلت من السماء وأحرقت الغنم والعبيد ولم ينج إلا هذا العبد؛ ليخبره بما حدث.

ويظهر هنا شر الشيطان الذى أنزل نار من السماء لتحرق غنم وعبيد أيوب، وجعل الرسول يخبر أيوب بأن نار الله هى التى أكلت الغنم، ليثيره ضد الله ويسقطه فى خطية التذمر. ولكن أيوب احتمل ولم يتذمر.

لعل أيوب تعجب فى نفسه لعدم حماية الله للأغنام والرعاة الذين يرعونها؛ لأن هذه الأغنام كان يقدم منها أيوب ذبائحاً لله، فلماذا تهلك كلها ؟ ولكنه لم يتذمر.

ع17: الكلدانيون : الساكنين جنوباً ما بين نهرى دجلة والفرات، وقد سكنوا بابل فيما بعد وهى تقع شمالاً ما بين النهرين.

ثم تأتى الضربة الثالثة وقد كانت قاسية جداً؛ لأنها أتت بينما كان الرسول الثانى يخبر أيوب باحتراق الغنم والرعاة، إذ وصل عبد من عبيد أيوب وأخبره بأن الكلدانيين هجموا فى ثلاثة فرق على جمال أيوب، واستولوا عليها، وقتلوا عبيد أيوب بحد السيف، ولم ينجُ إلا هذا العبد ليخبر أيوب. وهجوم الكلدانيين فى ثلاثة فرق مؤامرة محكمة، حتى لا يفلت أحد من الجمال، أو العبيد الذين يرعونها.

توالى المصائب على أيوب فى وقت واحد كان أمراً صعباً جداً، أراد به الشيطان أن يستفز أيوب ضد الله. ولكن أيوب احتمل فى صمت ولم يتذمر.

ع18، 19: أخيراً تأتى المصيبة الرابعة والأخيرة وهى أصعب جميع المصائب، إذ وصل رسول رابع وهو أحد عبيد أيوب، بينما هو يستمع إلى الرسل الثلاثة، الذين يخبرونه بالمصائب التى حلت به، وأخبر أيوب بأن أبناؤه السبعة وبناته الثلاث، فيما هم مجتمعون فى بيت أخيهم الأكبر فى وليمة عظيمة يأكلون ويشربون، هبت على البيت الذى يجلسون فيه ريحاً قوية، أقوى من أى ريح اعتادها السكان فى هذا المكان؛ حتى أنها استطاعت أن تهدم زوايا البيت الأربع، فسقط بكل حوائطه وسقفه على المجتمعين فيه، فمات الكل؛ الأبناء والبنات والعبيد. ولعل هذا العبد الذى حضر ليخبره بالمصيبة كان خارج البيت يعمل أى شئ مطلوب منه، ورأى المصيبة تحدث أمام عينيه فأتى وأخبر أيوب.

لعل كل المصائب الثلاثة الماضية كان يمكن لأيوب أن يتعزى عنها بوجود أبنائه وبناته حوله، ولكن كان الشيطان قاسياً، فحرمه من أعز الناس لديه.

إن الريح كانت شديدة حتى أنها هدمت البيت تماماً من جميع زواياه، فأصبح من الصعب على أيوب أن يحصل على جثث أبنائه وبناته لتصبح مصيبته صعبة جداً.

لعل أيوب قال فى نفسه إن هذا العبد قد نجا وأخبرنى، أما كان يمكن أن ينجو أحد أبنائى؟

ع20: تأثر أيوب جداً بهذه المصائب الأربعة المتتابعة، بل والمتداخلة وعبر عن حزنه الشديد بتمزيق ثيابه وجز شعر رأسه. وهذه عادات شرقية قديمة، ومازالت موجودة حتى الآن فى بعض البلاد، مثل صعيد مصر.

كذلك سجد على الأرض إعلاناً عن ذله، فقد انحطت نفسه إلى التراب، ولكنه فى نفس الوقت هو خاضع لله ومتقبل من يده كل ما يمر به. ولم يجدف ويتذمر على الله كما أدعى عليه الشيطان.

ع21: لعل أيوب تأوه، أو صرخ عندما كان يمزق ثيابه، ولكن إيمانه مازال قوياً رغم تأثر عواطفه وحزنه. وقد ظهر إيمانه هذا فى قوله عرياناً خرجت من بطن أمى وعرياناً أعود إلى هناك، أى إلى القبر. فهو يؤكد حقيقة واضحة وهى أن الإنسان لا يدخل إلى الحياة بشئ مادى، ولا يخرج أيضاً من الحياة ومعه شئ مادى، وبالتالى لا يصح أن يتعلق الإنسان بالماديات طوال حياته.

ثم أضاف حقيقة إيمانية أخرى تظهر مدى خضوعه إلى الله، إذ قال أن الرب أعطى والرب أخذ فليكن اسم الرب مباركاً، أى أن كل الماديات ملك لله يهبها للإنسان لتسعده، ويأخذها منه أيضاً لأجل خلاص نفسه، حتى لو لم يفهم الإنسان أو حزن لفقدانها. وفى الحالتين ينبغى أن يظل الإنسان مسبحاً وممجداً الله، ثابتاً فى إيمانه وخاضعاً له.

إن أيوب العظيم البار، صاحب الممتلكات العظيمة لم يُعرف للبشرية كلها إلا عندما دخل فى الضيقة الشديدة التى أظهرت إيمانه وصبره.

ع22: رغم كل المصائب التى حلت بأيوب وإن كان قد حزن جداً ولكنه لم يخطئ إلى الله، لا بلسانه ولا بقلبه. فلم يتذمر على الله؛ لأن التذمر هو اتهام لله بالجهالة، فتقبل كل شئ من يد الله وخضع له. وهذا يبين عظمة إيمان أيوب وعدم تعلقه، لا بالبشر وأهمهم أبنائه ولا بالماديات مهما كانت كثيرة وحتى لو خسرها كلها.

كان أيوب واعياً بأن كل التجارب التى حلت به هى بسماح من الله الذى يحبه. فلم يقل أن السبائيين، أو الكلدانيين قد اغتصبوا حقوقه. فلم يغضب منهم، أو يدينهم، بل علم أن كل هذا بسماح من الله ومع هذا لم يتذمر.لا تتعلق بالماديات لأنها فانية وهى عطايا إلهية مؤقتة فى هذا العالم؛ لتظهر محبة الله لك، فاشكره عليها ولكن لا تنسى هدفك وهو محبة الله والملكوت.

  • الرئيسية
  • الكنيسة القبطية
  • المجمع المقدس
  • البابا تواضروس الثاني
  • الأديرة والإيبارشيات
  • الهيئات القبطية
  • الأخبار
  • الرئيسية
  • الكنيسة القبطية
  • المجمع المقدس
  • البابا تواضروس الثاني
  • الأديرة والإيبارشيات
  • الهيئات القبطية
  • الأخبار
Facebook-f Instagram Youtube X-twitter Threads Soundcloud Bullseye