• الرئيسية
  • الكنيسة القبطية
    • الكتاب المقدس
      • العهد القديم
      • العهد الجديد
      • قصص للأطفال
      • تاريخ يسوع
    • تاريخ الكنيسة
    • العائلة المقدسة
    • تاريخ البابوات
    • المقر البابوي
    • مجلة الكرازة
    • ملتقيات لوجوس للشباب
    • برنامج لوجوس للقيادة
    • جولات قبطية °360
    • اللغة القبطية
    • كرازة الكنيسة
    • كتب كنسية
    • قصص القديسين
    • المتحف القبطي
    • جاليري قبطي
  • المجمع المقدس
    • البابا تواضروس الثانى
    • أعضاء المجمع المقدس
    • الهيكل التنظيمى للجان
      • اللجنة الدائمة
      • لجنة السكرتارية
      • لجنة الرعاية والخدمة
      • لجنة الطقوس
      • لجنة الإيمان والتعليم
      • لجنة الأسرة
      • لجنة الإعلام والمعلومات
      • لجنة العلاقات العامة
      • لجنة العلاقات المسكونية
      • لجنة الرهبنة والأديرة
      • لجنة شئون المهجر
      • لجنة شئون الإيبارشيات
    • لوائح المجمع المقدس
    • قرارات المجمع المقدس
    • قرارات بابوية
    • سيمينارات المجمع المقدس
    • العلاقات المسكونية
      • المجامع المسكونية
      • العائلات الكنسية
      • العلاقة مع الكنائس الأرثوذكسية الشرقية
      • العلاقة مع الكنائس الأرثوذكسية البيزنطية
      • العلاقة مع الكنيسة الكاثوليكية
        • 50 عامًا من المحبة الأخوية (1973-2023)
      • العلاقة مع الكنائس الإنجيلية
      • العلاقة مع الكنيسة الإنجليكانية
      • العلاقة مع الكنيسة الأشورية
      • مجالس الكنائس
      • العمل المسكوني لبطاركة الكنيسة
    • الآباء المتنيحين
  • البابا تواضروس الثاني
    • السيرة الذاتية
    • رسائل بابوية
    • تكريمات وأوسمة
    • رسائل يوم الصداقة
    • كتب قداسة البابا
    • مقالات قداسة البابا
      • مقالات إفتتاحية الكرازة
      • مقالات جريدة الأهرام
      • مقالات مجلة مرقس
    • زيارات خارجية
    • دراسات كتابية
    • عظات الأربعاء
    • حوارات صحفية
    • كلمات وتصريحات
    • فيديو قداسة البابا
    • سؤال وجواب
  • الأديرة والإيبارشيات
    • الأديرة الآثرية
    • الأديرة الحديثة
    • أديرة المهجر
    • إيبارشيات مصر
    • إيبارشيات المهجر
    • مركز لوجوس البابوي
    • مراكز روحية
      • ماريوحنا بطمس
      • بيت الأنافورا
  • الهيئات القبطية
    • أسقفيات عامة
      • أسقفية الخدمات العامة والإجتماعية والمسكونية
      • أسقفية الشباب
    • هيئات تعليمية
      • المكتبة البابوية المركزية
      • معهد الدراسات القبطية
      • الكلية الإكليريكية بالأنبا رويس
      • المعهد القبطي للتدبير الكنسي والتنمية
      • معهد الرعاية والتربية
      • المركز الثقافي القبطي الأرثوذكسي
      • مؤسسة سان مارك لتوثيق التراث
      • جامعة هولي صوفيا
      • معهد بولس الرسول للدراسات الخدمية والكرازية
      • أسرة القديس بنتينوس لأساتذة الجامعات
    • هيئات اجتماعية
      • هيئة أوقاف الأقباط الأرثوذكس
      • المجلس الملي العام
      • الديوان البابوى العام
      • مسرح الأنبا رويس
    • هيئات تنموية
      • أسقفية الخدمات العامة والإجتماعية والمسكونية
      • لجنة الرعاية الاجتماعية
      • المكتب البابوى للمشروعات
      • مكتب الخدمة HIGH Office
    • هيئات اعلامية
      • مجلة الكرازة
        • أعداد مجلة الكرازة
      • المركز الإعلامي
      • الموقع الرسمي
      • COC
      • Aghapy TV
      • CTV
      • ME Sat
      • CYC
      • Koogi TV
    • هيئات صحية
      • مركز الرجاء
  • الأخبار
    • مقابلات رسمية
    • لقاءات رعوية
    • مناسبات كنسية
    • رسائل بابوية
    • تكريمات وأوسمة
    • رسائل يوم الصداقة
    • عظات الأربعاء
    • حوارات صحفية
    • كلمات وتصريحات
    • مقالات إفتتاحية الكرازة
    • برقيات واتصالات
  • العربية
  • الرئيسية
  • الكنيسة القبطية
    • الكتاب المقدس
      • العهد القديم
      • العهد الجديد
      • قصص للأطفال
      • تاريخ يسوع
    • تاريخ الكنيسة
    • العائلة المقدسة
    • تاريخ البابوات
    • المقر البابوي
    • مجلة الكرازة
    • ملتقيات لوجوس للشباب
    • برنامج لوجوس للقيادة
    • جولات قبطية °360
    • اللغة القبطية
    • كرازة الكنيسة
    • كتب كنسية
    • قصص القديسين
    • المتحف القبطي
    • جاليري قبطي
  • المجمع المقدس
    • البابا تواضروس الثانى
    • أعضاء المجمع المقدس
    • الهيكل التنظيمى للجان
      • اللجنة الدائمة
      • لجنة السكرتارية
      • لجنة الرعاية والخدمة
      • لجنة الطقوس
      • لجنة الإيمان والتعليم
      • لجنة الأسرة
      • لجنة الإعلام والمعلومات
      • لجنة العلاقات العامة
      • لجنة العلاقات المسكونية
      • لجنة الرهبنة والأديرة
      • لجنة شئون المهجر
      • لجنة شئون الإيبارشيات
    • لوائح المجمع المقدس
    • قرارات المجمع المقدس
    • قرارات بابوية
    • سيمينارات المجمع المقدس
    • العلاقات المسكونية
      • المجامع المسكونية
      • العائلات الكنسية
      • العلاقة مع الكنائس الأرثوذكسية الشرقية
      • العلاقة مع الكنائس الأرثوذكسية البيزنطية
      • العلاقة مع الكنيسة الكاثوليكية
        • 50 عامًا من المحبة الأخوية (1973-2023)
      • العلاقة مع الكنائس الإنجيلية
      • العلاقة مع الكنيسة الإنجليكانية
      • العلاقة مع الكنيسة الأشورية
      • مجالس الكنائس
      • العمل المسكوني لبطاركة الكنيسة
    • الآباء المتنيحين
  • البابا تواضروس الثاني
    • السيرة الذاتية
    • رسائل بابوية
    • تكريمات وأوسمة
    • رسائل يوم الصداقة
    • كتب قداسة البابا
    • مقالات قداسة البابا
      • مقالات إفتتاحية الكرازة
      • مقالات جريدة الأهرام
      • مقالات مجلة مرقس
    • زيارات خارجية
    • دراسات كتابية
    • عظات الأربعاء
    • حوارات صحفية
    • كلمات وتصريحات
    • فيديو قداسة البابا
    • سؤال وجواب
  • الأديرة والإيبارشيات
    • الأديرة الآثرية
    • الأديرة الحديثة
    • أديرة المهجر
    • إيبارشيات مصر
    • إيبارشيات المهجر
    • مركز لوجوس البابوي
    • مراكز روحية
      • ماريوحنا بطمس
      • بيت الأنافورا
  • الهيئات القبطية
    • أسقفيات عامة
      • أسقفية الخدمات العامة والإجتماعية والمسكونية
      • أسقفية الشباب
    • هيئات تعليمية
      • المكتبة البابوية المركزية
      • معهد الدراسات القبطية
      • الكلية الإكليريكية بالأنبا رويس
      • المعهد القبطي للتدبير الكنسي والتنمية
      • معهد الرعاية والتربية
      • المركز الثقافي القبطي الأرثوذكسي
      • مؤسسة سان مارك لتوثيق التراث
      • جامعة هولي صوفيا
      • معهد بولس الرسول للدراسات الخدمية والكرازية
      • أسرة القديس بنتينوس لأساتذة الجامعات
    • هيئات اجتماعية
      • هيئة أوقاف الأقباط الأرثوذكس
      • المجلس الملي العام
      • الديوان البابوى العام
      • مسرح الأنبا رويس
    • هيئات تنموية
      • أسقفية الخدمات العامة والإجتماعية والمسكونية
      • لجنة الرعاية الاجتماعية
      • المكتب البابوى للمشروعات
      • مكتب الخدمة HIGH Office
    • هيئات اعلامية
      • مجلة الكرازة
        • أعداد مجلة الكرازة
      • المركز الإعلامي
      • الموقع الرسمي
      • COC
      • Aghapy TV
      • CTV
      • ME Sat
      • CYC
      • Koogi TV
    • هيئات صحية
      • مركز الرجاء
  • الأخبار
    • مقابلات رسمية
    • لقاءات رعوية
    • مناسبات كنسية
    • رسائل بابوية
    • تكريمات وأوسمة
    • رسائل يوم الصداقة
    • عظات الأربعاء
    • حوارات صحفية
    • كلمات وتصريحات
    • مقالات إفتتاحية الكرازة
    • برقيات واتصالات
  • العربية
Facebook-f Instagram Youtube X-twitter Threads Soundcloud Bullseye

سفر أيوب-الأَصْحَاحُ الثَّامِنُ وَالعِشْرُونَ

سفر أيوب-الأَصْحَاحُ الثَّامِنُ وَالعِشْرُونَ

الحكمة

مقدمة :

فى هذا الأصحاح لم يدافع ايوب عن نفسه، أو يعلن ضيقه من أصدقائه، ولكنه يتكلم عن موضوع هام، وهو الحكمة الحقيقية. وكان صوفر قد تمنى أن يعلن الله له حكمته بقوله : “ويعلن لك خفيات الحكمة أنها مضاعفة الفهم” ( ص11: 6). وأجاب ايوب هنا، مظهراً حكمة الله المخفية فى الطبيعة، ومعلناً السبيل إليها.

(1)  الكنوز المخفية فى الأرض ( ع1- 11):

1- لأنه يوجد للفضة معدن و موضع للذهب حيث يمحصونه. 2- الحديد يستخرج من التراب و الحجر يسكب نحاسا. 3- قد جعل للظلمة نهاية و إلى كل طرف هو يفحص حجر الظلمة وظل الموت. 4- حفر منجما بعيدا عن السكان بلا موطئ للقدم متدلين بعيدين من الناس يتدلدلون.
5- ارض يخرج منها الخبز أسفلها ينقلب كما بالنار. 6- حجارتها هي موضع الياقوت الأزرق و فيها تراب الذهب. 7- سبيل لم يعرفه كاسر و لم تبصره عين باشق. 8- و لم تدسه إجراء السبع و لم يعده الزائر. 9- إلى الصوان يمد يده يقلب الجبال من أصولها. 10- ينقر في الصخور سربا و عينه ترى كل ثمين. 11- يمنع رشح الأنهار و ابرز الخفيات إلى النور.

ع 2،1: يمحصونه: ينقونه من الشوائب 

يحدثنا ايوب عن المعادن الثمينة الموجودة فى باطن الأرض، ويختار منها الفضة والذهب والحديد والنحاس، فهى مختلطة بحجارة الأرض وتستخرج منها.

والفضة لها أصل، أى معدن خام يوجد مختلطاً بالشوائب فى باطن الأرض تُستخرج منه. وقوله يوجد للفضة معدن ومكان للذهب يبين أن هذين المعدنين يوجدان داخل الأرض، ولكن ليس بكثرة، وذلك لأنهما معدنان ثمينان، ويستخدمان كثيراً فى الزينة والرفاهية. أما المعادن الضرورية التى تستخدم كثيراً، مثل الحديد والنحاس، فتوجد بوفرة أكثر منهما، لذلك قال عنهما أنهما مختلطان بالتراب والحجارة.

إن كان البشر يتعبون فى البحث عن هذه المعادن الثمينة ويستخرجونها من باطن الأرض، فكم يكون أجدى البحث عن الله المختفى وراء المخلوقات التى خلقها، أى بالتآمل فى الطبيعة نكتشف خالقها وحكمته الفائقة.

ع 3، 4: يتكلم أيوب عن المناجم التى يستخرجون منها المعادن، وهى مظلمة ولكن بالحفر داخلها يصل الإنسان إلى المعدن المطلوب، فالله وضع نهاية للظلمة التى فى أعماق المنجم، حيث يصل الإنسان إلى المعدن الذى يريده. والإنسان يفحص ويبحث عن المعادن فى كل طرف، أى فى أقاصى الأرض، والله يرشده فيصل إلى هذه المعادن.

أخيراً يصل الإنسان فى أعماق المناجم إلى ” حجر الظلمة ” أى الحجارة المختلطة بالمعدن الذى يبحث عنه، فيفرح به، ويخرجه، ويستخلص منه معدنه. وفيما هو يبحث عن هذه المعادن يتعرض لأخطار كثيرة، قد تنهى حياته، ولكن من أجل أهمية هذه المعادن يحتمل الإنسان هذه الصعوبات الشديدة.

وكانوا يحفرون المناجم فى الجبال والصحارى، بعيداً عن أماكن سكن البشر، وعندما يحفرون المناجم يربطون العمال بالحبال، ويدلونهم إلى أسفل هذه الحفر؛ ليبحثوا عن المعادن.

وعندما يبدأ الحفر فى المنجم للوصول إلى المعدن المطلوب، قد يشعر البعض أن هذا العمل غير مفيد، ولكن بعد الجهد الشاق للوصول إلى المعدن تظهر أهمية هذا المجهود. كذلك من يجاهد فى الحياة الروحية قد يبدو أمام البعيدين عن الله أن هذا العمل غير مفيد، ولكن عندما يتمتع أولاد الله بالسلام والفرح يشعر الناس بأهمية جهادهم الروحى.

ع5 :إذا ظن البعض أنه يوجد معادن فى باطن الأرض الزراعية التى تنتج المحاصيل التى يأكلها الإنسان، فإنه من أجل أهمية هذه المعادن يقلبون الأرض ويحفرونها ويستخرجون هذه المعادن، ويعملون أفراناً فى هذه الأرض لإستخلاص المعادن من الحجارة والتراب.

ع6:  يحدثنا ايوب عن بعض الكنور التى تستخرج من الأرض، ويقدم لنا الياقوت الأزرق، وهو حجر كريم ثمين يلى الماس فى عظمته، والياقوت غالباً يكون أزرقاً ولكن توجد منه أنواع أخرى لونها أحمر، أو أصفر. وكذلك نجد بين الأحجار التى فى باطن الأرض الذهب، وهو من أثمن المعادن ويستخدم فى أغراض كثيرة من أهمها الزينة.

ع 7، 8: كاسر: طائر جارح مثل النسر. والطيور الجارحة هى التى تفترس لحوم الحيوانات وتنقض عليها من الهواء.

باشق: هو من الطيور الجارحة من عائلة النسر، ويتميز بأنه حاد النظر.

أجراء: جمع جرو وهو مولود الأسد أو الكلب.

السبع: الأسد.

يعده: فعل مأخوذ من عدو أى جرى سريع.

الزائر: الذى يزأر وهو الأسد.

يوضح ايوب أن الطريق لإكتشاف هذه الكنوز التى فى باطن الأرض لا يصل إليها إلا الإنسان الذى يهبه الله الحكمة. أما باقى المخلوقات مهما كانت قوتها لا تستطيع إكتشاف هذه الأحجار الكريمة. فالطيور الجارحة، ذات النظر الحاد لا تستطيع أن ترى هذه الكنوز المختفية فى الأرض. وكذلك الأسد بكل قوته وكبريائه لا يستطيع أن يحفر ويصل إليها.

ع9:  الصوان: حجر شديد الصلابة ويسمى أيضاً الجرانيت.

والإنسان الذى وهبه الله الحكمة يستطيع أن يصل إلى أقوى الأحجار فى باطن الأرض وهو الصوان. ويعانى الإنسان معاناة شديدة ومجهود كبير فى الحفر، حتى يصل إلى هذه الأحجار العظيمة.

ع 10 ،11:  سرباً: مجموعة متتابعة من الطيور أو الحيوانات والمقصود هنا تتابع الحفر؛ حتى تكون سرداب وهو نفق تحت الأرض.

يشرح أيوب ما وصل إليه الإنسان بحكمة الله، إذ استطاع أن يحفر فى الأرض سراديب؛ ليصل إلى الأحجار الثمينة، فيراها ويتمتع بها.

بل استطاع الإنسان أيضاً أن يحمى هذه السراديب من الإنهيار، فمنع رشح المياه من الأنهار؛ وبهذا استطاع أن يصل إلى هذه الكنوز ويخرجها فوق الأرض، ويستخدمها، وبهذا أظهر الخفيات التى فى باطن الأرض وأصعدها إلى النور.

عجيبة هى حكمة الله الذى كنز للإنسان كل هذه الكنوز فى باطن الأرض، وبالجهد والتعب وصل إليها الإنسان، فكم بالحرى أهم من هذا أن يدخل الإنسان إلى أعماق الله؛ ليكتشف محبته ويتمتع بعشرته، ويقتنى فضائل ثمينة يتحلى بها فى حياته.

وعلى قدر ما يتعب الإنسان سيصل إلى بركات كثيرة. فمن يزرع الأرض تعطيه قمحاً، أما من يحفر ويبذل مجهوداً كبيراً، فإنه يحصل على الكنوز المخفية فى الأرض.

 ثابر فى جهادك الروحى وصلواتك، لتصل إلى الله مهما حاول الجسد، أو العالم تعطيلك. وأعلم أن جهادك غالى جداً عند الله، وهو يسندك ويفهمك؛ لتصل إلى التمتع بالله فى الأرض، ثم فى السماء.

(2) الحكمة أثمن من كل شئ ( ع 12- 19):

12- أما الحكمة فمن أين توجد و أين هو مكان الفهم. 13- لا يعرف الإنسان قيمتها و لا توجد في ارض الأحياء. 14- الغمر يقول ليست هي في و البحر يقول ليست هي عندي. 15- لا يعطى ذهب خالص بدلها و لا توزن فضة ثمنا لها. 16- لا توزن بذهب أوفير أو بالجزع الكريم أو الياقوت الأزرق. 17- لا يعادلها الذهب و لا الزجاج و لا تبدل بإناء ذهب أبريز. 18- لا يذكر المرجان أو البلور و تحصيل الحكمة خير من اللآلئ. 19- لا يعادلها ياقوت كوش الأصفر و لا توزن بالذهب الخالص.

إن كان الإنسان يستطيع بحكمته أن يكتشف الكنوز التى فى باطن الأرض، فإنه لا يستطيع اكتشاف المقاصد الإلهية فى تدبير الكون إلا بالصلاة، لنوال الحكمة الإلهية. فأيوب يظهر فى الآيات التالية نوع آخر من الحكمة أعلى من المذكور فى الآيات السابقة وهى الحكمة الإلهية، التى وإن كانت تجازى الأبرار بالخير والأشرار بالعقاب ولكن أحياناً يسمح للأبرار بالضيقات؛ ليزكى إيمانهم، ويعطى الأشرار نجاحاً فى الحياة، حتى يشكروا الله ويتوبوا عن خطاياهم، فإن لم يقوموا بهذا يعاقبهم فى الحياة الأخرى.

والخلاصة أن النوع الأول من الحكمة الذى يمكن الإنسان من اكتشاف الكنوز الأرضية يعطى لكل البشر. أما النوع الثانى من الحكمة وهو الحكمة الإلهية، فيوهب فقط لأولاد الله الذين يطلبونه.

ع12- 14: الغمر: كان القدماء يظنون أن الأرض محاطة بالمياه من كل جانب ويسمون هذه المياه بالغمر.

يتساءل أيوب عن الحكمة الإلهية ويقول : أين توجد وأين يوجد الفهم الحقيقى، أى الفهم الإلهى؟ إنه ليس على الأرض بل مصدره السماء.

إن قيمة الحكمة الإلهية أعلى من الفهم الإنسانى. والله بمحبته يظهر لأولاده مدى عظمتها. أما باقى البشر فيظلوا لا يفهمون ولا يقدرون قيمتها.

لا يمكن اكتشاف الحكمة الإلهية السماوية إلا بمعونة الله. فالله موجود بتدابيره فى كل الكون. ولا يفهمه إلا أولاده الطالبين إياه. وأيضاً الكتاب المقدس لا يمكن اكتشاف الله وحكمته فيه إلا بالصلاة.

والحكمة الإلهية هى الأقنوم الثانى، أى المسيح المتجسد؛ هو من السماء، وتجسد لنرى نحن البشر الضعفاء الحكمة تتحرك أمامنا. ولم ولن يعرف قيمته إلا من آمن به.

يستكمل أيوب حديثه، فيسأل الغمر هل الحكمة الإلهية عندك؟ فيقول لا، ثم يسأل البحر العميق، الذى لا يصل الإنسان إلى كل أعماقه، هل الحكمة الإلهية عندك؟ فيجيب لا. والخلاصة أن أيوب يسأل أين توجد الحكمة ؟ والإجابة هى أنها عند الله وحده.

ع 15-19: أوفير: مكان يوجد فى جنوب شرق بلاد العرب، ويتميز بوجود مناجم للذهب الخالص فيه.

الجزع: حجر كريم يتكون من ثانى أكسيد السيليكون، يختلط بشوائب من أكسيد الحديد فيعطيه اللون المجزع كخطوط تتشرب فى داخله. وهو حجر بلورى شفاف توجد فيه خطوط بيضاء وسوداء، أو ذات لون وردى.

الياقوت: حجر كريم ذو صلابة قوية تلى الماس، وهو يتكون من أكسيد الألومنيوم، ولونه شفاف مشرب بالزرقة غالباً، وأحياناً بالصفرة أو الحمرة.

ذهب ابريز: ذهب خالص عالى النقاوة.

المرجان: صغار اللؤلؤ.

البلور: حجر أبيض شفاف وهو الزجاج النقى.

كوش: الحبشة

السؤال الثانى الذى يطرحه أيوب هو ما قيمة الحكمة الإلهية؟ ويجيب عن هذا السؤال فى هذه الآيات فيقول لا يعادلها الذهب الخالص، ولا الفضة، ولا الأحجار الكريمة الثمينة، مثل الجزع والياقوت الأزرق والأصفر والمرجان. ولا المواد النادرة وقتذاك مثل الزجاج والبلور، إذ كانت لا توجد إلا فى مصر، حيث تم اكتشافها وتصنيعها.

وقد ذكر أيوب أفضل المعادن وأنقاها، سواء فى مصر، أو الحبشة، ليعلن أنه لا يوجد على الأرض أى شئ له قيمة مثل الحكمة الإلهية.

 إن الحكمة الإلهية يفيضها الروح القدس فى الكنيسة على المؤمنين، المتضعين المحبين لله، الرافعين أيادى طاهرة أمامه. فليتك تقبل إلى الله فى كنيسته؛ لتتمتع بالسماء وأنت على الأرض، وتسلك بسلام فى العالم.

(3) أين تجد الحكمة ( ع20 – 28):

20- فمن أين تأتي الحكمة و أين هو مكان الفهم. 21- إذ أخفيت عن عيون كل حي وسترت عن طير السماء. 22- الهلاك و الموت يقولان بآذاننا قد سمعنا خبرها. 23- الله يفهم طريقها و هو عالم بمكانها. 24- لأنه هو ينظر إلى أقاصي الأرض تحت كل السماوات يرى.
25- ليجعل للريح وزنا و يعاير المياه بمقياس. 26- لما جعل للمطر فريضة و مذهبا للصواعق.
27- حينئذ رآها و اخبر بها هيأها و أيضا بحث عنها. 28- و قال للإنسان هوذا مخافة الرب هي الحكمة و الحيدان عن الشر هو الفهم

ع 20- 22: يكرر أيوب فى (ع20) ما سبق وقاله بالنص فى (ع12). وذلك ليعرفنا أهمية البحث عن مصدر الحكمة الحقيقية، فيستحيل أن تجدها فى أى مكان فى الأرض.

فهى مخفية عن عيون البشر؛ حى لو كانوا أذكياء ومرتفعين فى فلسفتهم ويحلقون فى السماء مثل الطيور، أى لهم معرفة عالية جداً.

أما الهلاك والموت، أى أرواح البشر الموجودة بعد الموت فى الهاوية والجحيم، فيقولون: قد سمعنا بآذاننا عن الحكمة، أى بعد التخلص من الجسد الثقيل، فإن أرواح البشر لا تستطيع أن تدرك الحكمة الحقيقية ولكنها فقط سمعت عنها. والخلاصة أن الحكمة الحقيقية كما يؤكد أيوب، غير موجودة عند البشر. وبالتالى فلماذا يتناقش هو وأصدقاؤه حولها، لأنها غير موجودة عند البشر، بل عند الله، ويهبها لمن يريد من أولاده الخاضعين له.

ع 23، 24: ثم يعلن أيوب بوضوح وقوة أن المصدر الوحيد للحكمة الحقيقية هو الله، فهو يعرف مكان الحكمة، لأنها عنده ويعرف طريقها، لأنه هو واضع طريقها وأسلوبها. فالحكمة هى الله الأقنوم الثانى.

والذى يؤكد أن الله وحده هو مصدر الحكمة، أنه يرى إلى أقاصى الأرض، فكل شئ مكشوف وعريان أمامه، بل يرى كل شئ فى كل زمان، كل ما تحت السماء معروف لديه. والذى له هذه المعرفة هو وحده الذى له الحكمة الحقيقية. فالله يرى كل ما هو ظاهر، ويرى أيضاً ما هو داخل قلوب البشر ونياتهم، وكذلك يرى المستقبل. إنه كامل فى معرفته، ولا يوجد كائن فى السماء، أو على الأرض له كل هذه المعرفة، لأنه رغم قوة الملائكة وفهمهم، لكنهم أيضاً محدودين ولا يروا خفيات القلوب.

ع 25، 26: الصواعق: جمع صاعقة وهى النار التى تنزل من السماء مع رعد نتيجة التفريغ الكهربى عند اصطدام السحب ببعضها.

مذهباً : أسلوباً.

أعطى أيوب أمثلة لقدرة الحكمة الإلهية وتدبيرها للكون، فقال إن الله جعل للريح وزناً، أى أن الرياح محملة بالماء بالمقدار الذى يراه الله، ثم يتحول بخار الماء إلى قطرات المطر؛ ليملأ البحار والأنهار بالمقدار المناسب، ثم تتبخر مياه البحار والأنهار، وترتفع إلى السماء وتحملها الرياح، فالله قد دبر توازن فى كمية الماء سواء على الأرض، أو فى السماء. والله يجعل للريح وزناً، فيجعل الرياح خفيفة كنسمة تلطف الجو حول الإنسان، أو يجعل الهواء بوزن ثقيل، أى عواصف مدمرة. حسبما يرى هو.

وهكذا نرى أن الخليقة كلها تتحرك بحسب تدبير الحكمة الإلهية لها، سواء بالنسبة للرياح، أو المطر، أو الصواعق، وبالتالى تطمئن قلوبنا أنه مدبر كل خير لنا وكل شئ محسوب ومرتب من قبله.

ثم لخص الله للإنسان كيفية الحصول على الحكمة الإلهية، فينال الإنسان هذه الحكمة
بما يلى:

  1. مخافة الله، فإذ يهاب الإنسان الله ويخضع له، يهبه الله هذه الحكمة السامية.
  2. الإبتعاد عن الشر، فيتنقى الإنسان من معطلات الحكمة، فيسهل إمتلاءه بها من الله.

 ينطبق الكلام عن الحكمة الإلهية فى تجسد المسيح وفدائه. فالله الآب رأى الحكمة فيه منذ الآزل وأخبر بها فى تجسد المسيح، وهيأ الحكمة فى إعداده طريق الخلاص والفداء على الصليب.

ع 27، 28: فى الختام يعلن أيوب أن الله هو وحده الذى رأى الحكمة لأنها فيه، وأخبر بها أولاده القديسين. والله أيضاُ هو الذى أعد وهيأ الحكمة لخير أولاده وأوضح لهم هذا.

وينطبق الكلام عن الحكمة الإلهية فى تجسد المسيح وفدائه. فالله الآب رأى الحكمة فيه منذ الأزل، وأخبر بها فى تجسد المسيح، وهيأ الحكمة فى إعداده طريق الخلاص والفداء على الصليب، ثم يبحث عنها، أى أعلن قوتها فى قيامة المسيح.

ثـم لخص الله للإنسان كيفية الحصول على الحكمة الإلهية، فينال الإنسان هذه الحكمة بما يلى :

  1. مخافة الله، فإذ يهاب الإنسان الله، ويخضع له، يهبه الله هذه الحكمة السامية.
  2. الابتعاد عن الشر، فيتنقى الإنسان من معطلات الحكمة، ويسهل امتلائه بها من الله.

فالإنسان مطلوب منه أن يطيع وصايا الله وكل ما تعلنه له الحكمة الإلهية فى الشريعة والتعاليم الإلهية. وفى نفس الوقت لا ينشغل بما لا يفهمه؛ لأن الله أخفاه عنه لحكمة منه، وسيعلنها له فيما بعد على الأرض، بعدما يعده لهذا الفهم، أو يعلنه فى السماء، عندما يتحرر من ثقل الجسد. بل يظل الله يكشف هذه الحكمة إلى الأبد للإنسان؛ لأن هذه الحكمة غير محدودة ولا يمكن لإنسان أن يستوعب كل الحكمة الإلهية؛ لأن الإنسان محدود. إن التوبة والإتضاع هما أقصر الطرق لنوال الحكمة الإلهية، فالله يريد أن يهبك حكمته، عندما تؤكد حبك له بترك الخطية كل يوم، والندم عليها، والاتضاع فى صلوات كثيرة عند قدميه.

  • الرئيسية
  • الكنيسة القبطية
  • المجمع المقدس
  • البابا تواضروس الثاني
  • الأديرة والإيبارشيات
  • الهيئات القبطية
  • الأخبار
  • الرئيسية
  • الكنيسة القبطية
  • المجمع المقدس
  • البابا تواضروس الثاني
  • الأديرة والإيبارشيات
  • الهيئات القبطية
  • الأخبار
Facebook-f Instagram Youtube X-twitter Threads Soundcloud Bullseye