كسر الأبريق الفخارى
(1) خطايا الشعب (ع1-5):
1- هكذا قال الرب اذهب و اشتر إبريق فخاري من خزف و خذ من شيوخ الشعب و من شيوخ الكهنة. 2- و اخرج إلى وادي ابن هنوم الذي عند مدخل باب الفخار و ناد هناك بالكلمات التي أكلمك بها. 3- و قل اسمعوا كلمة الرب يا ملوك يهوذا و سكان أورشليم هكذا قال رب الجنود إله إسرائيل هأنذا جالب على هذا الموضع شرا كل من سمع به تطن أذناه. 4- من أجل أنهم تركوني و أنكروا هذا الموضع و بخروا فيه لآلهة أخرى لم يعرفوها هم و لا آباؤهم و لا ملوك يهوذا و ملأوا هذا الموضع من دم الأزكياء. 5- و بنوا مرتفعات للبعل ليحرقوا أولادهم بالنار محرقات للبعل الذي لم أوص و لا تكلمت به و لا صعد على قلبي.
ع1: طلب الله من إرميا أن يشترى إبريق ماء مصنوعاً من الفخار ويأخذ معه مجموعة من الكهنة وشيوخ الشعب ليكونوا شهوداً على كلام الله الذى سيعلنه أمامهم وإن كان الكهنة وشيوخ الشعب لا يريدون سماع كلامه ويقاومونه ولكن قد يكون بعضهم له استعداد أن يسمعوا أو بعضهم وافق حتى يصطاده بكلمة.
ع2: وادى بن هنوم : وادى يقع جنوب شرق أورشليم كانت تُلقى فيه جثث الحيوانات وتحرق بالنار فكانت النار مشتعلة فيه دائماً، بالإضافة إلى إلقاء فضلات الحيوانات والقمامة والأوانى الفخارية المكسورة. وقد أخذت كلمة “جهنم” من “وادى هنوم” لاشتعال النار فيه دائماً.
باب الفخار : باب بأورشليم يقع جنوب شرق ويُسمى أيضاً باب الدمن أى فضلات الحيوانات لأن منه يخرجون ببقايا الحيوانات والأوانى الفخارية المكسورة ليلقوها فى وادى ابن هنوم.
أمر الله إرميا أن يأخذ معه الكهنة والشيوخ والإبريق ويذهب إلى باب الفخار ويخرج منه ويقف أمام وادى بن هنوم ليُعلن كلام الله هناك.
ع3: تطن أذناه : تسمع الأذن صوت مرتفع جداً فيها يكاد يفقدها سمعها والمقصود خبر شنيع جداً وصعب على أى أذن أن تسمعه.
وجه إرميا كلامه لا للشعب فقط بل للملوك أيضاً فهو يعلن صوت الله بقوة لكل الأشرار ولا يخاف من أحد مهما كان مركزه لأن الله يطلب خلاص الكل.
ويصف الله نفسه “برب الجنود” معلناً قوته وقدرته على تنفيذ أصعب الأمور، ويقول أنه سيصنع شيئاً فظيعاً جداً يتعجب كل أحد منه بل من قسوته لا يستطيعون سماعه وهو تخلى الله عن شعبه وتركهم فى أيدى بابل حتى يحطمونهم ويذلونهم لأجل كثرة خطايا شعبه، ورفضهم التوبة كل هذا يعلنه الله لعل شعبه يخافه ويرجع عن خطاياه فيقبلهم.
كن مستعداً لسماع صوت الله وتوبيخه على يد أى إنسان مهما كان صغيراً فتتعلم كل يوم وتخلص نفسك من الشر وتجد لك مكاناً فى ملكوت السماوات.
ع4، 5: أنكروا هذا الموضع : حولوا أرض الميعاد إلى أرض نجسة بسبب عبادتهم للأوثان فأنكروا ملكية الله ووجوده فى هذا الموضع.
لخّص إرميا خطايا الشعب فى :
- ترك الله ومحبته وعشرته والتمسك بوصاياه.
- تنجيس الأرض بشرورهم.
- عبادة الأوثان الغريبة والتبخير لها.
- سفك دم الأبرياء الذين قدموهم كذبائح بشرية لإرضاء الآلهة الوثنية مثل (مولك).
- بناء مرتفعات على الأماكن العالية للآلهة الوثنية مثل البعل وقدموا ذبائح بشرية لها هم بنيهم الذين أحرقوهم لإرضاء الأوثان وهذا طبعاً كله لم يأمر به الله فهو لم يوصِ أبداً بتقديم ذبائح بشرية له. وقصة أسحق كانت لإظهار محبة إبراهيم واسحق له ولم يقبل أن يتم الذبح.
(2) تأديبهم وكسر الأبريق (ع6-13):
6- لذلك ها أيام تأتي يقول الرب و لا يدعى بعد هذا الموضع توفة و لا وادي ابن هنوم بل وادي القتل. 7- و أنقض مشورة يهوذا و أورشليم في هذا الموضع و أجعلهم يسقطون بالسيف أمام أعدائهم و بيد طالبي نفوسهم و أجعل جثثهم أكلاً لطيور السماء و لوحوش الأرض. 8- و اجعل هذه المدينة للدهش و الصفير كل عابر بها يدهش و يصفر من أجل كل ضرباتها. 9- و أطعمهم لحم بنيهم و لحم بناتهم فيأكلون كل واحد لحم صاحبه في الحصار و الضيق الذي يضايقهم به أعداؤهم و طالبو نفوسهم. 10- ثم تكسر الإبريق أمام أعين القوم الذين يسيرون معك. 11- و تقول لهم هكذا قال رب الجنود هكذا أكسر هذا الشعب و هذه المدينة كما يكسر وعاء الفخاري بحيث لا يمكن جبره بعد و في توفة يدفنون حتى لا يكون موضع للدفن. 12- هكذا أصنع لهذا الموضع يقول الرب ولسكانه و أجعل هذه المدينة مثل توفة. 13- و تكون بيوت أورشليم و بيوت ملوك يهوذا كموضع توفة نجسة كل البيوت التي بخروا على سطوحها لكل جند السماء و سكبوا سكائب لآلهة أخرى.
ع6-9: توفة : مكان فى وادى ابن هنوم ومعنى الكلمة البصاق أو الحريق وكان فى توفه جحر ملىء بالخشب ويشعل فيه النار فالمقصود بتوفه وادى ابن هنوم أو وادى الحريق.
يعلن الله غضبه على مملكة يهوذا التى تعصاه فيأتى عليها ما يلى :
- بدلاً من أن تلقى جثث الحيوانات فى وادى بن هنوم (أى توفة) يلقى الذين ستقتلهم بابل ويسمى هذا الوادى وادى القتل لكثرة المقتولين الذين ألقوهم فيه.
- من كثرة القتلى تهجم الطيور الجارحة والوحوش لتأكل جثثهم.
- تخرب أورشليم ومملكة يهوذا ويتعجب كل من يمر بها ويصفر عليها أى يحزن بشدة على ما جرى لها.
- تحدث مجاعة حتى يضطر الناس إلى أكل أبنائهم وأصحابهم حتى لا يموتوا من الجوع.
ع10-12: بعد إعلان إرميا خطايا الشعب وتأديب الله لهم أمام عيون الكهنة والشيوخ ألقى فجأة بالإبريق الفخارى الجديد فى وادى ابن هنوم وتحطم وصار قطعاً صغيرة ولا يمكن إعادتها لتكون إبريقاً وقال : هكذا يحطم الله هذا الشعب ويصيرون للقتل والحرق مثل وادى ابن هنوم وذلك لكثرة خطاياهم.
ع13: يمتد عقاب الله لشعبه فى الأماكن التى عبدوا الأوثان فيها وهى أسطح قصورهم وبيوتهم فتتنجس بسقوط القتلى فيها لأن جثث الموتى كانت نجسة فى نظر اليهود أى تصير أماكن عبادة أوثانهم أماكن للنجاسة لأنهم تركوا الله.
إنذارات الله وتوبيخاته لك بل الضيقات التى تمر بك ليست انتقاماً إلهياً منك بل هى إعلانات إلهية تدعوك للتوبة لترجع إليه ويرفع عنك كل غضبه.
(3) فى دار بيت الرب (ع14، 15):
14- ثم جاء إرميا من توفة التي أرسله الرب إليها ليتنبأ و وقف في دار بيت الرب و قال لكل الشعب. 15- هكذا قال رب الجنود إله إسرائيل هأنذا جالب على هذه المدينة و على كل قراها كل الشر الذي تكلمت به عليها لأنهم صلبوا رقابهم فلم يسمعوا لكلامي
ع14: بعد أن تنبأ إرميا فى توفة أى وادى ابن هنوم دخل أورشليم ووقف فى دار بيت الرب حيث يجتمع الشعب للعبادة ليعلن ثانية كلام الله.
ع15: أعاد إرميا كلامه عن غضب الله وتأديبه لأورشليم وكل قرى اليهودية التى فى مملكة يهوذا لأن الشعب عصى الله ورفضوا أن يخضعوا لوصاياه كما يصلب الحيوان رقبته ويرفض حمل النير وجر الآلات الزراعية.
الله يكرر كلامه عليك مرات كثيرة على لسان المحيطين بك حتى تتوب فلا تتضايق من هذا بل اشكره واخضع له فتجد حياتك.