الملوك والتوبة
(1) العدل (ع1-9):
1- هكذا قال الرب أنزل إلى بيت ملك يهوذا، و تكلم هناك بهذه الكلمة. 2- و قل اسمع كلمة الرب يا ملك يهوذا الجالس على كرسي داود أنت و عبيدك و شعبك الداخلين في هذه الأبواب. 3- هكذا قال الرب أجروا حقاً و عدلاً و أنقذوا المغصوب من يد الظالم، و الغريب و اليتيم و الأرملة لا تضطهدوا و لا تظلموا و لا تسفكوا دما زكيا في هذا الموضع. 4- لأنكم إن فعلتم هذا الأمر، يدخل في أبواب هذا البيت ملوك جالسون لداود على كرسيه راكبين في مركبات و على خيل هو و عبيده و شعبه. 5- و إن لم تسمعوا لهذه الكلمات فقد أقسمت بنفسي يقول الرب أن هذا البيت يكون خرابا. 6- لأنه هكذا قال الرب عن بيت ملك يهوذا جلعاد أنت لي رأس من لبنان إني أجعلك برية مدنا غير مسكونة. 7- و أقدس عليك مهلكين كل واحد و آلاته فيقطعون خيار أرزك و يلقونه في النار. 8- و يعبر أمم كثيرة في هذه المدينة و يقولون الواحد لصاحبه لماذا فعل الرب مثل هذا لهذه المدينة العظيمة ؟ 9- فيقولون من أجل أنهم تركوا عهد الرب إلههم و سجدوا لآلهة أخرى و عبدوها.
ع1: أمر الله إرميا أن ينزل إلى قصر الملك، حيث كان فى الوادى محاطاً بالجبال، وكان هذا الملك هو يهوآحاز إبن يوشيا الملك الصالح، وقد سار يهوآحاز فى الشر وأدخل عبادة الأوثان فى أورشليم. وأمر الله إرميا أن يكلم الملك نفسه ليتوب لأنه عمل الشر فى عينى الرب فبدلاً من أن يقود الشعب للخير أبعده عن الله. وهذا يُظهر أمرين :
- خطورة القائد وأهمية استخدام مركزه فى قيادة الشعب وعدم إعثاره.
- شجاعة إرميا فى إعلان الحق لأعظم شخص فى المملكة متحملاً النتائج الصعبة إذا غضب عليه.
ع2: يُذكر إرميا، فى بداية كلامه، “يهوآحاز” ملك يهوذا أنه يجلس على كرسى داود وأنه من نسله، فينبغى عليه أن يسلك مثله فى مخافته لله ومحبته له، ويعلن أن هذا الكلام موجه إليه هو وعبيده الذين يعاونوه فى الحكم وإلى كل الشعب الذى يحكمه، أى يدعوه إلى طاعة كلام الله وتوجيه شعبه إلى ذلك بعد أن ابتعدوا عنه.
ع3: ينادى الله الملك ومعاونيه أن يتمسكوا بالعدل والحق فى أحكامهم، فلا يتحيزوا ضد إنسان ويظلموه بسبب ضعفه، ولا يتحيزوا للطرف الأقوى، فلا يساعدوا الظالم على اغتصاب حقوق غيره. ويعطى أمثلة للضعفاء وهم الغرباء والأيتام والأرامل، فيعطوهم حقهم ولا يضطهدونهم مستغلين ظروفهم الضعيفة. وقد يصل الظلم إلى قتل إنسان برئ، أو على الأقل سلب حقوقه والضغط عليه فكأنهم قتلوه وسفكوا دمه، أى أخذوا حقوقه فى الحياة وسحقوه بظلمهم له.
كن عادلاً فى أحكامك فلا تتأثر بمركز أو قوة البعض فلا تعطى المظلوم حقوقه وتترك الأشرار الأقوياء يسلبونه، فإن كان لك سلطان اسعَ فى إيقاف الشر وإن لم تستطع فعلى الأقل ساعد المظلوم بكل طاقتك.
ع4: يعدهم الله بالمكافأة، إن أتبعوا العدل فى أحكامه، أن يثبت كرسى مُلكهم فيدخل إلى هذا القصر ليجلس على العرش نسلهم ملوك أقوياء، يملكون مركبات عظيمة وخيل وعبيد وشعب أقوياء.
ع5: من ناحية أخرى، يهددهم إن لم يطيعوا كلامه وتمادوا فى ظلمهم وتشجيعهم للظالمين، أن يُخرب هذا القصر الملكى بل يُخرب ما هو أهم أى بيته وهيكله الذى كان شعب مملكة يهوذا وملوكهم يظنون أن الله يحميهم لأن فى مدينتهم أورشليم هيكل الله. وأن هذا الهيكل يظل حتى نهاية الأيام لأنهم نسل داود، ونسوا أنهم لابد أن يسلكوا مثل داود ويقدموا عبادة نقية فى هيكل الله حتى يتمتعوا بحمايته لهم.
ع6: جلعاد : منطقة خصبة مملوءة بالجبال العالية.
رأس من لبنان : أحد جبال لبنان العالية الخصبة.
يُشبه قصر الملك الذى يعتمد على قوته بأنه وإن كان مثل جبال جلعاد أو لبنان الشامخة، المملوءة خصباً والمعتمدة على عظمتها وقوتها وثباتها، أنها تتحطم وتخرب لأنها عصت الله.
ويقول “مدناً” وليس “مدينة” لأن كل مملكة يهوذا ستتحطم وليس فقط أورشليم بسبب شرورها.
ع7: يعلن الله أنه سيخصص ويكرس بابل لتحطيم مُدن يهوذا، وكان البابليون متميزين بقطع الأخشاب فهجموا بفؤوسهم على بيت الله وقصر الملك وقصور العظماء ليحطموا أخشابها المأخوذة من شجر الأرز ويحرقونها بالنار. وكان البابليون يظنون أن إلههم أقوى من إله إسرائيل، وأحتمل الله هذا حتى يؤدب شعبه ليتوبوا ثم بعد ذلك يؤدب بابل بواسطة مملكة مادى وفارس التى ستحطمها.
ع8، 9: بعد خراب أورشليم ومدن يهوذا، سيمر المسافرون بهذه الخرب ويتعجبون بسبب دمارها لأنها كانت عظيمة جداً، ويسأل كل واحد صاحبه لماذا خربت ؟ فيرد عليه بسبب عصيانهم لله، ونقضهم للعهد معه، واتجاههم لعبادة الآلهة الوثنية الغريبة.
(2) معاقبة يهوآحاز (ع10-12):
10- لا تبكوا ميتاً و لا تندبوه. ابكوا، ابكوا من يمضي، لأنه لا يرجع بعد فيرى أرض ميلاده. 11- لأنه هكذا قال الرب عن شلوم بن يوشيا ملك يهوذا المالك عوضاً عن يوشيا أبيه الذي خرج من هذا الموضع لا يرجع إليه بعد. 12- بل في الموضع الذي سبوه إليه يموت و هذه الأرض لا يراها بعد.
ع10: تندبوه : يقولون كلمات رثاء عليه بعد موته.
الميت المذكور هو “يوشيا” الملك الذى مات فى معركة مجدو سنة 609 ق.م عن عمر 38 عاماً، وكان ملكاً صالحاً ولذلك بكاه الشعب الذى كان يحبه، عند عودة مركبته إلى بلاده ودفنوه بإكرام عظيم.
ولكن إرميا يدعو الشعب إلى البكاء على ابنه الملك الجديد “يهوآحاز” الذى سيقبض عليه “نخو” ملك مصر، ويسبيه إلى هناك حيث يموت ولا يعود إلى بلاده مرة أخرى. وكان آخر ملوك أشور قد ضعف جداً وبدأت تقوى عليه جيوش البابليين فخرج ملك مصر بجيوشه لمساندته، واستولى على فلسطين وقبض على “يهوآحاز” وأرسله إلى مصر.
ع11: يدعو “يهوآحاز” باسمه القديم “شلوم”، لأنه ليس بكر “يوشيا” بل الرابع من أبنائه، ولأجل قوته اغتصب الملك ولم يجلس على العرش إلا ثلاثة أشهر وعشرة أيام، وقبض عليه ملك مصر وأرسله إلى هناك حيث مات ولم يعد ثانية إلى بلاده، فهو يناديه باسمه القديم لأنه مغتصب المُلك، وكان شريراً وليس صالحاً مثل أبيه، فجاء عليه هذا الشر بسبيه إلى مصر.
ع12: مات “يهوآحاز” فى مصر ولم يعد إلى بلاده أى مات فى الغربة لأجل شره.
لا تفرح بإغتصاب حقوق الغير الذين لا يستطيعون أن يقاوموك لأن الله القادر على كل شئ يراك وسيعاقبك إن لم تتب فتذكر دائماً أنك واقف أمام الله فتخشاه فى كل أعمالك وكلامك وأفكارك، وتحيا فى نقاوة فتتمتع برعايته ومحبته.
(3) الكبرياء ومحبة الماديات (ع13-19):
13- ويل لمن يبني بيته بغير عدل و علاليه بغير حق، الذي يستخدم صاحبه مجاناً و لا يعطيه أجرته. 14- القائل : أبني لنفسي بيتا وسيعا و علالي فسيحة. و يشق لنفسه كوى و يسقف بأرز و يدهن بمغرة. 15- هل تملك لأنك أنت تحاذي الأرز ؟ أما أكل أبوك و شرب و أجرى حقا و عدلا؟ حينئذ كان له خير. 16- قضى قضاء الفقير و المسكين، حينئذ كان خير أليس ذلك معرفتي، يقول الرب ؟ 17- لأن عينيك و قلبك ليست إلا على خطفك، و على الدم الزكي لتسفكه، و على الإغتصاب و الظلم لتعملهما.18- لذلك هكذا قال الرب عن يهوياقيم بن يوشيا ملك يهوذا : لا يندبونه قائلين آه يا أخي أو آه يا أختى لا يندبونه قائلين : آه يا سيد أو آه يا جلاله. 19- يُدفن دفن حمار مسحوباً و مطروحاً بعيداً عن أبواب أورشليم.
ع13: علا ليه : حجرات علوية فى البيت.
يوجه “إرميا” كلامه إلى الملك “يهوياقيم” الذى ملَّكه “نخو” ملك مصر على مملكة يهوذا بعد سبى “يهوآحاز” أخوه إلى مصر. وللأسف لم يتعلم “يهوياقيم” ويستفد مما حدث لأخيه، فيرجع بالتوبة إلى الله ولكنه اهتم أن يبنى له بيتاً أى قصراً عظيماً مكوناً من طوابق، واستخدم فى ذلك شعبه الفقير المضغوط من كثرة الضرائب، التى يأخذها الملك ليدفع الجزية لملك مصر، وليتمتع هو بلذات الحياة. فالمقصود بكلمة “صاحبه” الشعب اليهودى فظلم شعبه وأستغله فى البناء بدون أجر، فكان ظالماً وغير عادل إرضاءً لكبريائه ومحبته للماديات التى ظهرت فى بناء القصر العظيم. الذى بناه من مال الظلم الذى سلبه من الشعب.
ع14: كوى : نوافذ.
يسقف : يعمل سقف القصر.
مغرة : طلاء للحوائط.
يشرح تفاصيل القصر العظيم الذى اهتم “يهوياقيم أن يكون واسعاً وسقفه من أغلى الأخشاب وهو خشب أشجار الأرز، واهتم أيضاً بطلائه بمواد تحتوى على الغراء لتلتصق بالحوائط، أى أنه أهتم بإقامة قصر على أعلى مستوى إرضاءً لشهوته وكبريائه.
ع15: تحاذى : تكون فى مستوى.
يوبخه إرميا على كبريائه، الذى يشبهه بارتفاعه ليكون فى مستوى أشجار الأرز العالية.
ويدعوه للإتضاع مقتدياً بأبيه يوشيا الذى أكتفى بالطعام والشراب الضرورى وليس القصر والأطعمة الفاخرة، فباركه الله وعاش فى خيرات كثيرة.
ع16: يمتدح يوشيا الملك أبو يهوياقيم داعياً ابنه ليقتدى به، إذ اهتم يوشيا بإعالة الفقراء، وعدم ظلمهم، وإعطائهم حقوقهم وكذلك كل مسكين ومحتاج فدلل بذلك على معرفته ومخافته لله.
ع17: يوبخ “يهوياقيم” على شناعة الظلم الذى سقط فيه فكان يخطف حقوق الآخرين، ويستغل الفقراء فى بناء قصره واستنفاذ مجهودهم حتى يسقطوا موتى من التعب والإرهاق.
ع18، 19: جلاله : عظمته.
من كثرة ظلم “يهوياقيم” لشعبه كانوا يكرهونه، فلما هاجم ملك بابل على أورشليم وقتل “يهوياقيم” لم يحزن عليه أحد ولم يبكوه أو يندبوه، ولم يتكلم الشعب مع نفسه قائلاً يا أخى أو يا أختى لماذا حدث هذا، ولم يصرخوا فى حزن أنهم فقدوا سيدهم وعظيمهم، ولكنهم أهملوا موته. ولما قتله “نبوخذ نصر” ملك بابل ألقاه خارج المدينة بدون دفن فسحبوا جسده كما يسحبون جثة الحمار الميت ودفنوه دون أى إكرام، وذلك نتيجة ظلمه لشعبه واستغلاله لأموال رعيته فى بناء قصره وتحقيق لذاته.
اصنع خيراً مع كل من حولك قدر طاقتك وحتى من يسيئون إليك ويظلمونك ولا يشكرونك على إحساناتك، وثق أن أعمالك كلها غالية عند الله، وبعد أن تنتقل من هذه الحياة قد يتأثر الذين أساءوا إليك ويرجعون إلى الله لأنهم فى داخلهم لا يستطيعون أن ينكروا محبتك.
(4) تدمير أورشليم (ع20-23):
20- اصعدي على لبنان و اصرخي، و في باشان أطلقي صوتك، و اصرخي من عباريم، لأنه قد سحق كل محبيك. 21- تكلمت إليك في راحتك. قلت : لا اسمع هذا طريقك منذ صباك، أنكِ لا تسمعين لصوتي. 22- كل رعاتك ترعاهم الريح، و محبوك يذهبون إلى السبي. فحينئذ تخزين و تخجلين لأجل كل شرك. 23- أيتها الساكنة في لبنان المعششة في الأرز، كم يشفق عليك عند إتيان المخاض عليك الوجع كوالدة !
ع20: باشان : تقع فى الشمال الشرقى لأورشليم.
عباريم : تقع فى الجنوب الشرقى لأورشليم.
يُنادى إرميا أورشليم العاصية المتمادية فى خطاياها لتصعد على الجبال فى المناطق المحيطة بها، وهى لبنان التى تقع فى شمالها كذا باشان وعباريم، لتبكى على الشر الذى سيحل بها كما صعدت إبنة “يفتاح الجلعادى” لتبكى على نفسها قبل أن تموت (قض11: 37، 38).
ولا تبكى أورشليم فقط على دمارها المقبل عليها، بل أيضاً على البلاد المحيطة بها التى تحالفت معها مثل مصر لأنها سقطت تحت يد بابل وحطمها، فقد تغلب على مصر فى معركة كركميش عام 605 ق.م (إر46: 2-12) أى لم يُوجد من يعين أورشليم فى بليتها، فقد تدمرت هى وكل محبيها لأنها قد عصت الرب.
ع21: يعاقب الله أورشليم لأنه دعاها للتوبة فى وقت كانت مستريحة فيه من حروب الأعداء، ولكنها رفضت أن تسمع له وتتوب، وهذا هو طبعها منذ سنوات طويلة لذا فهى مُصرة على العصيان حتى وإن إقترب وقت هلاكها ورفضت تحذيرات الله لها.
لا تقبل أى خطية ولو صغيرة مثل فكرة، أو كلمة شريرة لئلا تعتادها وتقودك إلى شرور أكبر تهلك حياتك، غير مستفيد من تحذيرات الله لأجل تهاونك. أنه يحبك فلماذا تهمل صوته وتزدرى بمحبته ؟! …
ع22: ترعاهم الريح : يفقدون كل رعاية بل الريح تُبددهم.
المقصود “برعاتك” أى ملوكك يا أورشليم ورؤسائك الذين سيفقدون كل رعاية وحماية لأنهم تركوا الله.
والمقصود بالرعاة أيضاً ملوك البلاد المحيطة بأورشليم فسيفقدون قوتهم أمام ملك بابل فلا يستطيعون مساندة أورشليم، وحينئذ تصير فى خزى عندما تهجم عليها بابل وتدمرها وليس من ينجدها. لأن البلاد المحيطة بها قد سُبيت هى أيضاً إلى بابل.
ع23: ينادى الله أورشليم، الساكنة على الجبل مثل جبال لبنان والتى أقامت قصوراً داخلها من خشب أرز لبنان القوية واطمأنت فى داخلها، بأنها ستُدمر بيدى بابل وتكون آلامها شديدة جداً مثل آلام المرأة التى تتوجع عند ولادتها، ويشفق عليها كل من حولها.
(5) تحطيم يهوياكين (ع24-30):
24- حي أنا يقول الرب، و لو كان كنياهو بن يهوياقيم ملك يهوذا خاتماً على يدي اليمنى فإني من هناك أنزعك. 25- و أسلمك ليد طالبي نفسك، و ليد الذين تخاف منهم، و ليد نبوخذراصر ملك بابل، و ليد الكلدانيين. 26- و أطرحك و أمك التي ولدتك إلى أرض أخرى لم تولدا فيها، وهناك تموتان. 27- أما الأرض التي يشتاقان إلى الرجوع إليها فلا يرجعان إليها. 28- هل هذا الرجل كنياهو وعاء خزف مهان مكسور، أو إناء ليست فيه مسرة لماذا طرح هو و نسله و القوا إلى أرض لم يعرفوها. 29- يا أرض يا أرض يا أرض اسمعي كلمة الرب. 30- هكذا قال الرب : اكتبوا هذا الرجل عقيماً، رجلاً لا ينجح في أيامه، لأنه لا ينجح من نسله أحد جالساً على كرسي داود وحاكماً بعد في يهوذا.
ع24: بعد قتل نبوخذ نصر يهوياقيم الملك، مَلكَ ابنه يهوياكين الذى يُسمى أيضاً كنياهو، فملك لمدة ثلاثة أشهر وسار فى الشر مثل أبيه (2مل24: 8-17) فقبض عليه نبوخذ نصر وسباه إلى بابل حيث مات هناك.
يقسم الله هنا بنفسه، لتأكيد كلامه، معلناً أنه مهما كانت عظمة كنياهو كملك فإن الله ينزعه من مُلكه، ويسبيه إلى بابل حتى لو كان ثابتاً وعظيماً كخاتم على يد الله اليمنى أى فى كمال القوة لأن اليمين يرمز للقوة.
ع25: يُنذر الله “يهوياكين” على فم “إرميا” لعله يتوب ويرجع عن شره، فيقول له أنه سيسلمه إلى يد ملك بابل “نبوخذنصر” (نبوخذ راصر) وهو الملك القوى المسيطر الذى يخاف منه “يهوياكين” فيسبيه إلى بلاد الكلدانيين أى “بابل”.
ع26: وينذره أيضاً بأنه سيسبى إلى أرض غريبة لم يولد فيها، وهى بابل، هو وأمه التى تُدعى “نحوشتا” (2مل24: 8، 15) ولن يرجعا إلى وطنهما بل يموتان فى السبى رمزاً للهلاك الأبدى الذى ينتظر الأشرار.
ع27: كان “يهوياكين” وأمه يشتاقان للرجوع من بابل إلى أورشليم، ولكنهما لم يرجعا لأجل شرهما، وهذا يوضح أن الأسرة كلها تحيا فى الشر، “يهوياقيم” الملك وزوجته “نحوشتا” وابنهما “يهوياكين” الشاب ذو الثمانية عشر سنة (2مل24: 8-9).
ع28: ليس فيه مسرة : لا يسر الله به.
ينظر الله بحزن وأبوة إلى “يهوياكين” (كنياهو) الملك كيف سُبى إلى بابل وطُرح هناك فى ذل كما يطرح إناء خزفى مكسور لا فائدة منه، وتحول العظيم إلى ذليل كل هذا لأجل الخطية. فجاء عليه غضب الله هو ونسله.
ع29، 30: يُشهد الله الأرض على شر “يهوياكين” ونهايته الذليلة كعقاب له، فيقول : أن يهوياكين رغم وجود نسل له لن يملك أحدهم بعد أبيه أو يستعيد عرش أبيه، وبهذا يعتبر “عقيماً” من جهة عدم وجود من يملك من أبنائه. وبهذا ينتهى المُلك من نسل داود على مملكة يهوذا، ولكن يأتى فى ملء الزمان المسيح ابن داود ليملك على قلوب المؤمنين به ليس فقط من اليهود بل من العالم كله. تأمل نتائج خطاياك التى ستؤدى إلى الهلاك وتفصلك عن الله حتى تُسرع للتوبة عنها، فتكسب خلاص نفسك وتُفرح قلب الله.