دعوة للتوبة بسبب الخراب المقبل
(1) التوبة (ع1، 2):
1- إن رجعت يا إسرائيل يقول الرب إن رجعت إلي و إن نزعت مكرهاتك من أمامي فلا تتيه. 2- و إن حلفت حي هو الرب بالحق و العدل و البر فتتبرك الشعوب به و به يفتخرون.
ع1: مكرهاتك : الأصنام.
تتيه : تضل وتبتعد عن الله.
يدعو الله شعبه للتوبة عن خطاياه، وأولها وأهمها : نزع تماثيل الآلهة الوثنية والتخلص منها، وبهذا يرجع عن طريق ضلاله.
لتكن توبتك عملية، ليس فقط بالكلام، بل بقطع أسباب ومصادر الشر من أماكن، أو أصدقاء، أو عادات، أو مشاهدات، والبدء فى ممارسات روحية، فتتمتع بتوبة حقيقية وعشرة مع الله.
ع2: الدليل الثانى على التوبة هو عدم الالتجاء والثقة بالآلهة الوثنية عن طريق القسم بها، بل ليكن القسم باسم الله الإله الوحيد الذى يعتمد عليه شعبه، وبهذا يبارك الله شعبه، بل وينتشر الإيمان من شعب الله إلى الأمم، فيؤمنون بالله، ويتباركون فى حياتهم، ويصير هو مجدهم وعزهم.
(2) ختان القلب (ع3-9):
3- لأنه هكذا قال الرب لرجال يهوذا و لأورشليم احرثوا لأنفسكم حرثا و لا تزرعوا في الأشواك. 4- اختتنوا للرب و انزعوا غرل قلوبكم يا رجال يهوذا و سكان أورشليم لئلا يخرج كنار غيظي فيحرق و ليس من يطفئ بسبب شر أعمالكم.5- اخبروا في يهوذا و سمعوا في أورشليم وقولوا اضربوا بالبوق في الأرض نادوا بصوت عال و قولوا اجتمعوا فلندخل المدن الحصينة.
6- ارفعوا الراية نحو صهيون احتموا لا تقفوا لأني أتي بشر من الشمال و كسر عظيم. 7- قد صعد الأسد من غابته و زحف مهلك الأمم خرج من مكانه ليجعل أرضك خرابا تخرب مدنك فلا ساكن. 8- من أجل ذلك تنطقوا بمسوح الطموا و ولولوا لأنه لم يرتد حمو غضب الرب عنا. 9- و يكون في ذلك اليوم يقول الرب أن قلب الملك يعدم و قلوب الرؤساء و تتحير الكهنة و تتعجب الأنبياء.
ع3: احرثوا : الحرث عملية زراعية تشق فيها الأرض بسكين المحراث، فتقلبها، وتخرج جذور الأشواك منها، فنتخلص منها.
يُنادى الرب على شعبه فى مملكة يهوذا، حيث مدينته أورشليم وهيكله المقدس، لينقوا قلوبهم من الخطية. ويشبه القلب المملوء بالشر ثم يتظاهر بعبادة الله بالأرض المملوءة بالأشواك ثم يزرعون فيها بذاراً صالحة، فإن نبتت هذه البذار ستختلط بالشوك. فلابد من حرث الأرض أولاً لقلع هذه الأشواك والتخلص منها، ثم زرع النباتات الجيدة، أى التوبة عن الخطايا وتنقية القلب، ثم البدء بعد ذلك بالعبادة المقدسة والأعمال الصالحة.
اختتنوا : هى قطع جزء من العضو التناسلى للرجل أمر به الله إبراهيم كعلامة لإيمانه هو ونسله؛ وهى ترمز لقطع الشر، والبدء فى حياة جديدة مع الله والذى يتم فى سر المعمودية.
غرلة : عدم الختان.
ينادى الله شعبه ليس بالختان المادى بل الختان الروحى للقلوب، أى قطع الشر من القلب بالتوبة، وإن كان يقصد الختان المادى للذين أهملوه، فيقصد أيضاً أن يصاحبه تنقية القلب من كل شر دليلاً على الإيمان بالله.
ثم يهدد شعبه، إن أهملوا التوبة وتنقية قلوبهم وتمادوا فى الشر، أنهم بهذا يغيظون الله، فيغضب عليهم، ويعاقبهم بغضب كنار تأكلهم كما يقول الكتاب إن إلهنا نار آكلة (تث4: 24).
لا تحتفظ بخطية داخل قلبك مهما كانت صغيرة، ولا تعتمد على إتقانك العبادة بطقوسها وألحانها، ومعرفتك للكتاب المقدس، وكل أعمال الخير التى تعملها، فهى لن تفيدك إن لم تتب أولاً.
ع5: يحذر الله شعبه ببدء الغضب الإلهى عليهم لأجل تماديهم فى الشر، فيطلب أن ينادى بالبوق حتى يحتمى الشعب فى المدن الحصينة؛ لأن الأعداء، أى البابليين، سيهجمون ويخربون ويأخذونهم أسرى.
والمدن الحصينة ترمز للكنائس التى يحتمى فيها المؤمنون فى العهد الجديد بالصلوات الكثيرة؛ ليخلصوا من شرور العالم وحروب إبليس.
ع6: ينبههم عن طريق رفع راية الحرب لهجوم البابليين من الشمال عليهم، ويحذرهم من كسر عظيم، أى هزيمة ساحقة ستحل بهم.
ع7: يشبه المملكة البابلية بأسد عنيف فى هجومه يخرج من غابته، أى بابل، فيخرب مدن، ويقتل من فيها، ويهرب الباقيون فيهجرها سكانها.
وبابل أو الأسد يرمز للشيطان، كما يقول معلمنا بطرس “لأن إبليس خصمكم كأسد زائر يجول ملتمساً من يبتلعه هو فقاوموه راسخين فى الإيمان” (1بط5: 8، 9).
ع8: تنطقوا : البسوا المنطقة وهى ما يلبس على الوسط إلى أسفل نحو الرجلين.
المسوح : ثياب خشنة.
ينادى الشعب حتى يستفيد من ضيقة السبى، فيرجعون لله بالتوبة، ويلبسون المسوح كمنطقة على وسطهم، ويبكون على خطاياهم من أجل غضب الله عليهم، وحينئذ يقبلهم الله، ويرفع عنهم غضبه، ويعيدهم من السبى.
ع9: من ضيقة هجوم الأعداء، يفقد كل المسئولين عن يهوذا قدرتهم على التصرف، سواء الملك، أو الرئيس، أو الكاهن، أو النبى، وذلك لأنهم ابتعدوا عن الله وحل غضبه عليهم.
(3) الأنبياء الكذبة (ع10-12):
10- فقلت آه يا سيد الرب حقا إنك خداعا خادعت هذا الشعب و أورشليم قائلا يكون لكم سلام و قد بلغ السيف النفس. 11- في ذلك الزمان يقال لهذا الشعب و لأورشليم ريح لافحة من الهضاب في البرية نحو بنت شعبي لا للتذرية و لا للتنقية. 12- ريح أشد تأتي لي من هذه الآن أنا أيضا أحاكمهم.
ع12: بلغ السيف النفس : قتل كثيرين من شعب الله.
يعاقب الشعب الله لأنه خدعهم عن طريق الأنبياء، بأنه سيكون لهم سلام، ثم فوجئوا بالبابليين يهجمون عليهم ويقتلونهم. هذه المشاكل لم تحدث بعد، ولكن يتنبأ عنها إرميا أنها ستحدث، وذلك لأن الشعب ظن أن الأنبياء الكذبة هم أنبياء من قبل الله، وقد خدعوهم بتنبؤهم لهم بالسلام. وهذه النبوة تحذير لشعب الله من سماع كلام الأنبياء الكذبة، ودعوة لهم للتوبة عن خطاياهم التى بسببها سيجلب الله عليهم غضبه ولهجوم البابليين.
ع11، 12: التذرية : عملية زراعية تفصل بها حبوب القمح عن القش، ووجود ريح يساعد على إتمامها.
يشبه هجوم البابليين بريح لافحة، أى قوية لا يقصد بها الله المساعدة فى الأعمال الزراعية، مثل تذرية الحبوب وتنقيتها، ولكنها ريح شديدة أشد من التى تساعد على العمليات الزراعية ستأتى من الهضاب، أى من الأماكن المرتفعة التى فى الشمال، أى بابل. ويقصد الله بهذه الريح أو هذا الهجوم تأديب شعبه ومحاكمتهم، حتى يراجعوا أنفسهم ويتوبوا.
لا تنصت لأى تعاليم غريبة عن الكنيسة حتى لا يضللك أحد، واهتم بإرشادات أب اعترافك والصلاة، فيحفظك الله فى كل طرقك ويقودك فى طريق ملكوته.
(4) قبول التأديب (ع13-18):
13- هوذا كسحاب يصعد و كزوبعة مركباته أسرع من النسور خيله ويل لنا لأننا قد أخربنا. 14- اغسلي من الشر قلبك يا أورشليم لكي تخلصي إلى متى تبيت في وسطك أفكارك الباطلة.
15- لأن صوتا يخبر من دان و يسمع ببلية من جبل افرايم. 16- أذكروا للأمم انظروا اسمعوا على أورشليم المحاصرون آتون من أرض بعيدة فيطلقون على مدن يهوذا صوتهم. 17- كحارسي حقل صاروا عليها حواليها لأنها تمردت علي يقول الرب. 18- طريقك و أعمالك صنعت هذه لك هذا شرك فإنه مر فإنه قد بلغ قلبك.
ع13: يشبه الله هجوم البابليين بالإضافة للأسد والريح الشرقية (ع7، 8) بما يلى :
- سحاب يصعد : يكون العدو قوياً مرتفعاً فوق اليهود ولا يمكن الارتفاع إلى قوته، أو صده.
- كزوبعة مركباته : تكون مركبات العدو الحربية قوية كالزوبعة، تجتاح وتكتسح الشعب اليهودى أمامها.
- أسرع من النسور خيله : فرسان العدو الراكبون الخيل يهجمون فى سرعة خاطفة كما تنقض النسور على فرائسها، فيقتلون ويأسرون اليهود.
ستخرب مدن يهوذا من أجل قوة الهجوم البابلى. كل هذا بسماح من الله لتأديب شعبه حتى يتوبوا عن خطاياهم.
ع14: ينادى الله شعبه بمملكة يهوذا، فى صورة العاصمة أورشليم، حتى يغسلوا خطاياهم بالتوبة؛ ليخلصوا من هذا التأديب؛ لأن شرهم هو سبب هذه الضيقات. ويعتبر كل عبادتهم للأوثان وشرورهم باطلة بلا نفع بل سبباً فى كل هذا العقاب.
المخرج الوحيد لك وأول شئ تعمله عندما تسقط فى ضيقة هو أن تتوب عن خطاياك، وتطلب بإيمان وإتضاع ليرفعها الله عنك، فتغتسل فى سر الاعتراف، وتتناول من الأسرار المقدسة، وتتقوى وتتجدد حياتك.
ع15: يتكلم هنا عن ضيقة المملكة الشمالية إسرائيل عندما هجم عليها الأشوريون، ويذكر بعض مناطقها وهى مدينة دان وما حولها، ثم سبط أفرايم الذى يمتلك أكبر مساحة فى مملكة إسرائيل، وكيف شعروا جميعاً بالمصيبة التى حلت بهم كتأديب من الله.
ع16: الأمم : جيوش بابل.
أسمعوا على : أعلن ضد.
يطلقون على مدن يهوذا صوتهم : يحتلونها ويسيطرون عليها.
يأمر الله النبى أن ينبه أورشليم أن جيوش بابل الآتية من بعيد ستهجم عليها وتحاصرها هى وكل بلاد اليهودية وتحتلها.
ع17: يعلن سبب تأديب مملكة يهوذا وهو عصيانها وتمردها على الله بكثرة خطاياها، فسمح للبابليين أن يحاصروها كالحراس الذين يحيطون بمن يحرسونهم، ولكن هذه الحراسة ضد اليهودية وليست حماية لهم.
ع18: هذه : الضيقات التى حلت باليهودية.
يؤكد هنا مرارة الخطية التى فعلتها أورشليم واليهودية، ولم تكن مجرد أخطاء خارجية بل صادرة من القلب، فسببت كل هذا الضيق والذل.
(5) حزن النبى على شعبه (ع19-22):
19- أحشائي أحشائي توجعني جدران قلبي يئن في قلبي لا أستطيع السكوت لأنك سمعت يا نفسي صوت البوق و هتاف الحرب. 20- بكسر على كسر نودي لأنه قد خربت كل الأرض بغتة خربت خيامي و شققي في لحظة. 21- حتى متى أرى الراية و أسمع صوت البوق. 22- لأن شعبي أحمق إياي لم يعرفوا هم بنون جاهلون و هم غير فاهمين هم حكماء في عمل الشر و لعمل الصالح ما يفهمون.
ع19: تظهر هنا مشاعر إرميا الرقيقة، فيتألم كثيراً من أجل الخراب الآتى على مملكة يهوذا بسبب خطاياها، والحرب وصوت بوقها الذى يعلن هجوم البابليين، ويظهر أن حزنه عميق جداً فى أحشائه وقلبه.
ليتك كأب، أو أم، أو خادم تشعر بمن ترعاهم، وتتألم لآلامهم حتى لو كانوا معاندين يغيظونك، وارفع صلوات لأجلهم، واستمر فى تقديم محبتك لهم ولا تيأس من توبتهم وخلاصهم.
ع20: بكسر على كسر : هزيمة تلى هزيمة.
شققى : قطع من القماش تقام للسكن داخلها.
يواصل النبى تألمه لأجل سلسلة الهزائم التى ستحل بشعبه، وينادى فى كل مكان بحلولها عليهم وبتخريب مساكنهم التى يشير إليها بالخيام والشقق. والمقصود ليس فقط الخيام بل أيضاً المبانى التى يقيمون فيها.
ع21: يوضح هنا استمرار الهجوم البابلى مدة طويلة وتكراره على مملكة يهوذا، حتى أنه لم يعد قادراً على رؤية راية الحرب المرفوعة على شعبه، والبوق الذى يعلن استمرار الهجوم.
ع22: يؤكد هنا سبب هذا الخراب وهو جهل وغباء شعب الله لابتعادهم عن عبادته والاحتماء به. فرغم أنهم أبناء الله، ولكنهم لم يدركوا أهمية البنوة، ولم يحيوا بها فى طاعة لأبيهم. وعلى العكس وجهوا عقولهم وقدراتهم لعمل الخطية بدلاً من عبادة الله وعمل الخير.
(6) خراب يهوذا (ع23-31):
23- نظرت إلى الأرض و إذا هي خربة و خالية و إلى السماوات فلا نور لها. 24- نظرت إلى الجبال و إذا هي ترتجف و كل الآكام تقلقلت. 25- نظرت و إذا لا إنسان و كل طيور السماء هربت. 26- نظرت و إذا البستان برية و كل مدنها نقضت من وجه الرب من وجه حمو غضبه.
27- لأنه هكذا قال الرب خرابا تكون كل الأرض و لكنني لا أفنيها. 28- من أجل ذلك تنوح الأرض و تظلم السماوات من فوق من أجل أني قد تكلمت قصدت و لا اندم و لا ارجع عنه.
29- من صوت الفارس و رامي القوس كل المدينة هاربة دخلوا الغابات و صعدوا على الصخور كل المدن متروكة و لا إنسان ساكن فيها. 30- و أنت أيتها الخربة ماذا تعملين إذا لبست قرمزا إذا تزينت بزينة من ذهب إذا كحلت بالإثمد عينيك فباطلا تحسنين ذاتك فقد رذلك العاشقون يطلبون نفسك. 31- لأني سمعت صوتا كماخضة ضيقا مثل ضيق بكرية صوت ابنة صهيون تزفر تبسط يديها قائلة ويل لي لأن نفسي قد أغمي عليها بسبب القاتلين
ع23: يظهر النبى نتائج الهجوم البابلى على مملكة يهوذا، فيعلن خراب الأرض، وهجرة الناس من المدن المخربة، واختفاء السكان من حرق المدن إلى السماء؛ حتى صارت السموات لا تعطى نورها من خلال الشمس والقمر.
ع24: عبد شعب الله الآلهة الوثنية على الجبال والآكام التى ظنوها رمزاً للقوة لارتفاعها، ولكنها الآن بلا قيمة أمام الهجوم البابلى، ولم تستطع الآلهة الوثنية أن تحميهم، ويعبر عن ضعفهم باهتزاز وارتجاف هذه الأماكن المرتفعة.
وترمز الأرض للشعب، والسموات للكهنة والرعاة، أما الجبال والآكام فترمز للرؤساء، أى أصبح الكل فى ذل أمام هذا الخراب بسبب خطاياهم وابتعادهم عن الله.
ع25: هرب اليهود خوفاً على حياتهم من وجه البابليين، وحتى طيور السماء أيضاً لم تستطع الوجود بسبب النيران والضوضاء وكل انزعاج الحرب، فلم يعد هناك راحة، أو أمان لأحد؛ لا للإنسان أو للحيوان.
ع26: تحولت البساتين والحقول وكل الزراعات إلى خراب فصارت كالصحراء الجرداء. كل هذا الخراب كان بسماح من الله، مستخدماً فيه قوة البابليين؛ ليعلن غضبه على شعبه حتى يتوبوا ويرجعوا إليه.
ويلاحظ أنه قال كلمة نظرت أربع مرات فى الأربع آيات السابقة كأنه ينادى فى الأربع جهات من العالم منذراً كل الشعب؛ حتى يتوبوا، لأجل الخراب الآتى عليهم.
ع27: تظهر محبة الله الذى يسمح بالخراب، ولكن ليس الكامل، بل يبقى بقية لأنه لا يقصد إهلاكهم بل توبتهم.
ع28: يعلن الله تصميمه على تأديب شعبه، فهو يعمل كل شئ حتى يتوبوا إذا دخلوا فى هذا الضيق والبكاء على ما وصلوا إليه، فيفقدون ثقتهم فى الآلهة الوثنية، ويرجعون إلى الله.
ع29: يعلن مظاهر الخراب الذى أحدثه الهجوم البابلى بفرسانه رماة السهام. ومظاهر هذا الخراب هو هروب الكل، وخراب المدن، والتجاء الناس إلى الغايات والجبال، والاحتماء وراء الصخور حتى لا يموتوا.
ع30: القرمز : ملابس لونها أحمر داكن يلبسها الملوك والعظماء.
الإثمد : الكحل الذى يوضع حول العينين.
يخاطب الله مملكة يهوذا التى ستخرب بواسطة البابليين ويحذرها من الاعتماد على قوتها الشخصية، أى البر الذاتى، ويشبهها بامرأة تلبس الملابس القرمزية الثمينة، وتتحلى بالذهب والفضة، وتضع المساحيق على وجهها، مثل الكحل لتظهر جمالها، فيقول لها إن كل هذا لن ينفعك وسيخربك البابليون. وهو بهذا يشير إلى ضرورة عدم اعتماد شعبه على مظاهر العبادة، ووجود الهيكل عندهم فى أورشليم، أو اعتمادهم على قوتهم، أو آلهتهم الغريبة، فكل هذا بلا قيمة أمام غضب الله، والحل الوحيد هو التوبة باتضاع.
ع31: ماخضة : المرأة التى تلد وتتوجع بآلام الولادة.
ضيق بكرية : المرأة فى أول ولادة لها تعانى آلاماً أكثر من التى ولدت أكثر من مرة.
تزفر : تخرج الهواء من أنفها وفمها بصوت واضح دليل على الألم الشديد.
يوالى تشبيهاته لإظهار آلام شعبه، فيشبه مملكة يهوذا بامرأة تلد وتتوجع من آلام الولادة، بل يعلن أن آلامها شديدة مثل آلام من تلد لأول مرة، وصوت زفيرها يعلن أوجاعها، ومن كثرة التألم والحزن ترتمى على الأرض فاتحة ذراعيها ويديها، وتغيب عن الوعى بسبب كل ما تراه من شراسة الهجوم البابلى. اتضع فى توبة عن كل خطاياك فتخلص نفسك بمراحم الله من ضيقات كثيرة وتنال سلاماً لا يعبر عنه.