إرميا فى مصر ونبوته عنها
(1) الذهاب إلى مصر (ع1-7):
1- و كان لما فرغ إرميا من أن كلم كل الشعب بكل كلام الرب إلههم الذي أرسله الرب إلههم إليهم بكل هذا الكلام. 2- أن عزريا بن هوشعيا و يوحانان بن قاريح و كل الرجال المتكبرين كلموا إرميا قائلين أنت متكلم بالكذب لم يرسلك الرب إلهنا لتقول لا تذهبوا إلى مصر لتتغربوا هناك. 3- بل باروخ بن نيريا مهيجك علينا لتدفعنا ليد الكلدانيين ليقتلونا و ليسبونا إلى بابل.4- فلم يسمع يوحانان بن قاريح و كل رؤساء الجيوش و كل الشعب لصوت الرب بالإقامة في أرض يهوذا. 5- بل اخذ يوحانان بن قاريح و كل رؤساء الجيوش كل بقية يهوذا الذين رجعوا من كل الأمم الذين طوحوا إليهم ليتغربوا في أرض يهوذا. 6- الرجال و النساء و الأطفال و بنات الملك و كل الأنفس الذين تركهم نبوزرادان رئيس الشرط مع جدليا بن أخيقام بن شافان و إرميا النبي و باروخ بن نيريا.
7- فجاءوا إلى أرض مصر لأنهم لم يسمعوا لصوت الرب و أتوا إلى تحفنحيس.
ع1، 2: بعد أن أخبر إرميا الرؤساء والشعب بكلام الله الذى طلبوه منه منه وقال لهم أن يبقوا فى بلادهم ولا يذهبوا إلى مصر لئلا يموتوا أن رؤساء الشعب إتهموه بالكذب، وذلك لأن كلامه لم يوافق رغبتهم.
ع3: اتهموه أيضاً بإتهامين آخرين هما :
- أنه منساق وراء كلام تلميذه باروخ ولا يقول لهم كلام الله أى أتهموه بضعف الشخصية والانسياق وراء الآخرين.
- أنه يقصد ببقائهم فى بلادهم أن يقتلهم البابليون.
ع4: رفض الرؤساء وهيجوا الشعب لرفض كلام الله وعدم البقاء فى مملكة يهوذا.
ع5، 6: قاد يوحانان الرؤساء والشعب وكل الذين كانوا قد هربوا إلى البلاد المحيطة مثل موآب وبنى عمون وأدوم سواء كانوا ضباطاً، أو من عائلة الملك، الأميرات، أو وجهاء الشعب وتحركوا ليخرجوا من أرض يهوذا حاملين معهم بالقوة إرميا النبى وتلميذه باروخ النبى. ولماذا أخذوا معهم إرميا مع أنهم يرفضون كلامه ؟
- إما خوفاً منه لئلا يصدق كلامه فتأتى عليهم الويلات التى قالها فظنوا أن وجوده معهم يحميهم من هذه الويلات.
- أو خوفاً من بقائه فى أرض يهوذا فيتحالف مع بابل فيهاجمونهم فى مصر.
ع7: تحفنحيس : مدينة كبيرة محصنة بها قصر للملك وتقع شرق مصر على بعد عشرة أميال غرب القنطرة.
سافرت هذه القافلة بقيادة يوحانان ووصلت لمصر إلى تحفنحيس المحصنة ليضمنوا لسكنهم فيها الحماية من أية هجمات بابلية.
لا تتكل على ذراع بشر أو عقلك أكثر من الله لئلا تتعرض لمتاعب كثيرة أطع وصاياه قبل عقلك واطمئن فهو قادر على تنفيذ وعوده لحمايتك ورعايتك.
(2) غزو مصر (ع8-13):
8- ثم صارت كلمة الرب إلى إرميا في تحفنحيس قائلة. 9- خذ بيدك حجارة كبيرة و أطمرها في الملاط في الملبن الذي عند باب بيت فرعون في تحفنحيس أمام رجال يهود. 10- و قل لهم هكذا قال رب الجنود إله إسرائيل هأنذا أرسل و أخذ نبوخذراصر ملك بابل عبدي و أضع كرسيه فوق هذه الحجارة التي طمرتها فيبسط ديباجه عليها. 11- و يأتي و يضرب أرض مصر الذي للموت فللموت و الذي للسبي فللسبي و الذي للسيف فللسيف. 12- و أوقد نارا في بيوت آلهة مصر فيحرقها و يسبيها و يلبس أرض مصر كما يلبس الراعي رداءه ثم يخرج من هناك بسلام.
13- ويكسر أنصاب بيت شمس التي في أرض مصر و يحرق بيوت آلهة مصر بالنار.
ع8: لم يستسلم إرميا لإجبار اليهود له أن يأتى لمصر فيخاف ويصمت، بل اعتبرها فرصة لإعلان كلام الله وأتته نبوة من الله هدفها توبة شعبه.
ع9: الملاط : الطين الذى يصنعون منه الطوب.
الملبن : المكان الذى يعجن فيه الطين ليعمل ألواح من الطوب اللبن.
كانت هذه النبوة مصحوبة بأعمال طلبها الله ظاهرة مرئية تؤكد معنى النبوة إذ طلب من إرميا أن يدفن حجارة كبيرة فى الطين أمام قصر الملك وهذه تمثل قوة بابل العظيمة التى لا يستوعب بنى إسرئيل ولا المصريون قوتها فهى فى نظرهم غير ظاهرة ومطمورة فى الطين ولكنها قوية قادرة أن تحطم مصر، ولا تخاف من فرعون إذ أن إرميا طمرها أمام باب قصر الملك.
ع10: ديباجة : الثياب الملكية الحريرية.
يبسط ديباجة عليها : يسيطر على المنطقة ويحتلها.
إعلان النبوة التى تؤكدها الحجارة المطمورة، أن نبوخذنصر ملك بابل سيهاجم مصر ويهزمها وقد حدث هذا عام 568 ق.م.
ع11: عندما يضرب ملك بابل مصر سيقتل البعض ويسبى الآخر.
ع12: أرض مصر : يسيطر عليها بسهولة وسرعة كما يلبس الراعى ثوبه.
فى هجوم نبوخذنصر سيحرق معابد مصر الوثنية ويسحق ويستولى على الأرض وبعد انتصاره يعود إلى بلاده ظافراً.
ع13: أنصاب : المسلات.
اشتهرت مصر بعبادة “رع” إله الشمس وسيحرق ملك بابل معابده والمسلات المقامة لتمجيده يكسرها ويحرق عموماً المعابد التى يقابلها. تحطيم قوة مصر تدعو الإنسان للاتكال على الله فهو القوة الوحيدة الثابتة الدائمة فى العالم.