نبوات عن موآب
(1) تدمير موآب (ع1-5):
1- عن موآب هكذا قال رب الجنود إله إسرائيل ويل لنبو لأنها قد خربت خزيت و أخذت قريتايم خزيت مسجاب و أرتعبت. 2- ليس موجودا بعد فخر موآب في حشبون فكروا عليها شرا هلم فنقرضها من أن تكون أمة و أنت أيضا يا مدمين تصمين و يذهب وراءك السيف. 3- صوت صياح من حورونايم هلاك و سحق عظيم. 4- قد حطمت موآب و أسمع صغارها صراخا. 5- لأنه في عقبة لوحيت يصعد بكاء على بكاء لأنه في منحدر حورونايم سمع الأعداء صراخ انكسار.
ع1: يعلن الله خراب موآب التي تقع شرق نهر الأردن شمال بني عمون ويذكر مدنها الشهيرة رمزاً لموآب كلها فمدينة نبو تقع بجوار جبل عباريم شرق الاردن مقابل أريحا وبجوارها مدينتي قريتايم و مسجاب.
ع2: هجوم بابل على موآب يدمر عاصمتهم حشبون ويقتل سيف بابل شعب موآب في مدنية مدمين الموآبية.
ع 3 : نتيجة تخريب مدينة حورونايم الموآبية وقتل الكثيرين يصرخ بقية الموآبيين مما حدث لهم
ع 4 : نتيجة تخريب موآب يصرخ أطفالها خوفاً ورعباً مما يحدث لهم.
ع 5 : يذكر هنا أيضاً مدينتين موآبيتين هما (عقبة لوحيت) و (حورونايم) التي تقع في وادي بجوارها فمن هذه المدن يُسمع البكاء الشديد لحزن شعبيها على خراب بلادهم.
من أجل فساد موآب وانتشار الشهوات الشريرة فيها أتى عليها الخراب على يد نبوخذ نصر وكان ذلك في عام 582 ق . م
الموآبيون وهم نسل لوط أي ذوي قرابة لبني إسرائيل وعلى علاقة بشعب الله أيام الآباء إبراهيم واسحق ويعقوب ثم بعد سكن بني إسرائيل في أرض الميعاد كانت هناك خلافات وحروب بينهما حتى أخضع داود الموآبين. ثم دمرت موآب بيد آشور وعندما حاولت بعد ذلك استعادة قوتها دمرها الموآبيون الذين يتكلم عنهم هنا إرميا، ثم خضعت بعد ذلك للحكم الفارسي وبعده للعرب.
لا تتمادى في شهواتك لئلا يأتي عليك العدل الإلهي وتكون نهايتك هي الهلاك بل قدس حواسك وأفكارك لتكون لله فتحيا مطمئناً.
[2] هروب موآب (ع6-10) :
6- أهربوا نجوا أنفسكم و كونوا كعرعر في البرية. 7- فمن أجل إتكالك على أعمالك و على خزائنك ستؤخذين أنت أيضا و يخرج كموش إلى السبي كهنته و رؤساؤه معا. 8- و يأتي المهلك إلى كل مدينة فلا تفلت مدينة فيبيد الوطاء و يهلك السهل كما قال الرب. 9- أعطوا موآب جناحا لأنها تخرج طائرة و تصير مدنها خربة بلا ساكن فيها.10- ملعون من يعمل عمل الرب برخاء و ملعون من يمنع سيفه عن الدم.
ع 6 : عرعر : شجيرة تنمو في الصحراء أوراقها صغيرة وتأكلها الماعز وهي ترمز للإنسان المتكل على البشر إذ يفقد قوته مثلما يفقد العرعر أوراقه عندما تأكلها الحيوانات.
ينادي إرميا الموآبيين أن يهربوا من الهجوم البابلي وإذ يصلون إلى الصحراء يهملهم البابليون ولكنهم يكونون في ضيق وعزلة وضعف مثل نبات العرعر.
ع 7 : كموش : إله الموآبيين وكانت تقدم له ذبائح بشرية من الأطفال وقد أدخل سليمان عبادته في أورشليم وأزالها بعده يوشيا الملك.
يوبخ مدن موآب التي اتكلت على قوتها وأحوالها إذ سيظهر خزيها عندما يدمرها البابليون ويطردون سكانها فيخرجون حاملين تماثيل إلههم كموش في ضعف وخزي وبذلك ويذل كهنة كموش ورؤساء موآب عندما تسبيهم بابل.
ع 8 : الوطاء : وادي
تدمر بابل كل مدن موآب سواء التي في المرتفعات أو الأودية لأن الله هو الذي أمر بهذا تأديباً لموآب.
ع 9 : يعبر إرميا عن خوف الموآبين من بابل إذ يحتاجون للسرعة في الجري كما يطير الطائر لأن الهجوم البابلي سيكون عنيفاً ويقتل كل من يصادفه.
ع 10 : ينادي الله جيش بابل حتى يقتلوا الموآبيين ويعملوا عمل الرب أي تدمير موآب بكل حماس ونشاط فلا يتراخى البابليون عن قتل الموآبيين بالسيف ويعتبر تدمير موآب هو عمل الرب لأنهم أغاظوه بشهواتهم الشريرة فهو يؤدبهم بيد بابل.
إن كل أعمالك وخاصة إن كانت خدمة لمن حولك واهتمام بخلاص نفوسهم هو عمل الرب، فليتك تعمله باهتمام لأنه عمل الرب ويقدم له قبل أن يقدم للناس وكما اهتم المسيح بخلاص نفسك وتممه بكل جدية فمات عنك، اعمل عمله بكل نشاط مهما كانت التضحية.
[3] ضعف موآب (ع 11 – 13):
11- مستريح موآب منذ صباه و هو مستقر على درديه و لم يفرغ من إناء إلى إناء و لم يذهب إلى السبي لذلك بقي طعمه فيه و رائحته لم تتغير. 12- لذلك ها أيام تأتي يقول الرب و أرسل إليه مصغين فيصغونه و يفرغون آنيته و يكسرون أوعيتهم. 13- فيخجل موآب من كموش كما خجل بيت إسرائيل من بيت إيل متكلهم.
ع 11 : درديه : بقايا العنب المتخمر أي الرواسب التي توجد في قاع زجاجات الخمر.
مستقر على درديه : يعنى أن يكون موآب مطمئناً مثل رواسب الخمر التي لا تتحرك في قاع الزجاجات لأنه لا يجرؤ أحد على تحريكها أي مهاجمة موآب.
لم يفرغ من إناء إلى إناء : لم ينقل الموآبيون من مكان إلى مكان أي من بلادهم إلى بلاد أخرى في السبى.
يشرح حالة الموآبيين إذ كانوا يعيشون في طمأنينة داخل بلادهم ويشبههم بالدردي الذي في قاع آنية الخمر ولم يُسبهم أحد إلا عدداً قليلاً في أيام الهجوم الآشوري حتى جاء الهجوم البابلي فسبى معظم الموآبيين. أي أن موآب عاشت في سلام وتنعم مثل الخمر التي رائحتها فيها وطعمها لم يتغير حتى هاجمها بابل فحولها إلى حالة رديئة قتل الإناء الرديئ الذى صب منه كل خيراته ثم كسرت هذه الآنية الرديئة أي نزعت خيراتها وحطمتها.
ع 12 : مصغين فيصغونه : مصنعين أى صياغ فيشكلونه والمقصود يحولونه إناءً رديئاً.
ينذر إرميا موآب بأنه ستأتي أيام وهي أيام الهجوم البابلي فيطردون الموآبيين من بلادهم ويدمرون مدنهم ويشبه مدن موآب بآنية الخمر فيقلبها بابل وتهرق الخمر ويحركون الرواسب التي في القاع ثم يكسرون الآنية أي يدمرون المدن والخلاصة أن بابل ستنزع سلام موآب وتطرد سكانها وتدمر مدنها.
ع 13 : يشعر موآب بضعفه وضعف إلهه كموش أمام بابل ويخزى كما خزيت مملكة إسرائيل أي المملكة الشمالية التي عاصمتها السامرة عندما اتكلت على التماثيل التي أقامها الملك يربعام في بيت إيل عندما انفصل بالعشرة أسباط عن مملكة يهوذا وأورشليم وظهر ضعف هذه التماثيل فلم تحمِ الشعب من وجه الهجوم الآشوري والسبى.
اتكل على الله في كل أعمالك فهو قادر أن يحميك ولا تتكل على أموالك وقدراتك لئلا يظهر ضعفك وخزيك واستخدم هذه الإمكانيات من أجل الله وبمعونته فتكون مفيدة لك.
[4] خزي موآب (ع 14 – 25) :
14- كيف تقولون نحن جبابرة و رجال قوة للحرب. 15- أهلكت موآب و صعدت مدنها وخيار منتخبيها نزلوا للقتل يقول الملك رب الجنود اسمه. 16- قريب مجيء هلاك موآب و بليتها مسرعة جدا. 17- أندبوها يا جميع الذين حواليها و كل العارفين اسمها قولوا كيف انكسر قضيب العز عصا الجلال. 18- انزلي من المجد اجلسي في الظماء أيتها الساكنة بنت ديبون لأن مهلك موآب قد صعد إليك و أهلك حصونك. 19- قفي على الطريق و تطلعي يا ساكنة عروعير اسألي الهارب والناجية قولي ماذا حدث. 20- قد خزي موآب لأنه قد نقض. ولولوا و أصرخوا أخبروا في أرنون أن موآب قد أهلك.21- و قد جاء القضاء على أرض السهل على حولون و على يهصة و على ميفعة. 22- و على ديبون و على نبو و على بيت دبلاتايم. 23- و على قريتايم و على بيت جامول و على بيت معون. 24- و على قريوت و على بصرة و على كل مدن أرض موآب البعيدة والقريبة. 25- عضب قرن موآب و تحطمت ذراعه يقول الرب.
ع 14 ، 15 : يتعجب إرميا من أجل افتخار رجال موآب بقوتهم في الحرب وقد انسحقوا أمام الهجوم البابلي هذا ما يراه بروح النبوة، وهرب شعبها من مدنهم التي في السهول وصعدوا إلى الجبال ليختبئوا فيها وأن سيف بابل قد وصل إليهم وأنزلهم على الأرض قتلى. هذا هو تأديب وأمر الله من جهة موآب فالله فيه كل القوة لذا يدعوه رب الجنود الذي يحطم كل قوة شريرة على الأرض تقف في وجهه مثل موآب.
ع 16 : يعلن أيضاً أن دمار موآب قريب جداً، فنبوة إرميا ستتحقق سريعاً بهجوم بابل على موآب.
ع 17 : أندبوها : قولوا كلمات رثاء تظهروا بها محاسنها وابكوا عليها. ينادي الله المدن والدول المحيطة بموآب ليحزنوا عليها، فرغم عظمتها السابقة قد تحطمت الآن بيد بابل ويشبه قوتها بقضيب الذهب الذي يمسكه الملك أو عصا الرئاسة أي أنها ستفقد مجدها وعظمتها بين الدول وتصير في خزي شديد أمام بابل.
ع 18 : الظماء : الأرض اليابسة العطشانة
ديبون : المدينة الموآبية التي يوجد بها الإله كموش إله الموآبيين وتقع شمال نهر أرنون أي شرق البحر الميت.
يعلن لموآب أنها ستنحط من مجدها وتصير في جوع وعطش يؤدي بها إلى موت ولا ينفعها إلهها كموش الذي يضعونه في مدينة ديبون، لأن جيش بابل مهلك موآب قد هجم على مدنها وصعد على أسوارها وحصونها وهدمها.
ع 19 : عروعير : مدينة موآبية في شمال نهر أرنون الذي يقع شرق البحر الميت وهي على بعد 12 ميل من البحر الميت وجنوب شرق ديبون.
يوضح مدى تعجب الموآبيين من سرعة الهجوم البابلي عليهم فينادي سكان مدينة عروعير أن يخرجوا على الطرق المؤدية إلى باقي مدن موآب فيروا الناس يجرون هرباً فيسألون حينئذ ما هو سبب هروبهم فيعرفون أنه الهجوم البابلي العنيف.
ع 20 : ثم ينادي الموآبيين ليخبروا كل المدن المحيطة بنهر أرنون الذي يقع داخل بلاد موآب ويعرفونهم بالهجوم البابلي ليهربوا بعيداً. وهكذا يغطي البكاء والخوف أهل الموآبيين فيتشتتوا هرباً في كل مكان.
ع 21 – 24 : يظهر اكتساح الهجوم البابلي لكل موآب ويذكر هنا أشهر مدن موآب التي خربت ليبين وصول بابل لكل المدن البعيدة والقريبة في موآب وتحطيمها.
ع 25 : عضب : انكسر.
الخلاصة هي تحطيم قوة موآب أمام بابل والتي يرمز إليها بالقرن الذي ينكسر والذراع التي تتحطم فالقرن والذراع هما القوة التي يدافع أو يهاجم بها الحيـوان أو الإنسان في الحرب.
تأمل المواقف التي اتكلت فيها على قوتك والمتاعب التي لحقت بك حتى تلتجئ إلى الله وتعتمد عليه فلا يقوى عليك الشيطان ولا كل قوى العالم.
[5] كبرياء موآب (ع 26 – 32) :
26- أسكروه لأنه قد تعاظم على الرب فيتمرغ موآب في قيائه و هو أيضا يكون ضحكة.
27- أفما كان إسرائيل ضحكة لك هل وجد بين اللصوص حتى أنك كلما كنت تتكلم به كنت تنغض الرأس.28- خلوا المدن و أسكنوا في الصخر يا سكان موآب و كونوا كحمامة تعشعش في جوانب فم الحفرة. 29- قد سمعنا بكبرياء موآب هو متكبر جدا بعظمته و بكبريائه و جلاله و ارتفاع قلبه. 30- أنا عرفت سخطه يقول الرب أنه باطل أكاذيبه فعلت باطلا. 31- من أجل ذلك أولول على موآب و على موآب كله أصرخ يؤن على رجال قير حارس. 32- أبكي عليك بكاء يعزير يا جفنة سبمة. قد عبرت قضبانك البحر وصلت إلى بحر يعزير. وقع المهلك على جناك و على قطافك.
ع 26 : يظهر حقارة موآب أمام الهجوم البابلي فيصير كالسكران الذي يترنح وفقد توازنه وعظمته ويطالب جيش بابل أن يسقيه الخمر أي يجعله يترنح من الخوف كما يترنح السكران، ومن كثرة سكره يتقيأ ما في داخله فيزداد ذله إذ يتمرغ في القئ الذي تقيأ وتستهزئ به كل الشعوب المحيطة كل هذا بسبب كبريائه وتعاظمه على الله وعلى شعبه اسرائيل إذ كان موآب يستهزئ بشعب الله عندما تحل بهم ضيقة أو يهاجمهم الأعداء.
ع 27 : تنغض الرأس : تهز رأسك استهزاء واستخفافاً
يعاتب الله موآب وهو في خزيه ويعلن له أن سبب هذا الخزي هو استهزائه بشعب الله واحتقاره له كأنه أحد اللصوص الأشرار، فكان يتكلم عليه باستهزاء ويحرك رأسه مستخفاً به في ضيقاته.
ع 28 : خلوا : اخلوا واهربوا واتركوا المدن
ينادي الموآبيين ليهربوا من مدنهم إلى الجبال ويختبئوا بين الصخور لعلهم ينجون من يد بابل وشبههم بحمامة ضعيفة لا تستطيع أن تعشش بأمان بين فروع الأشجار بل تهرب لتصنع لها عشاً بين الصخور في الجبال.
ع 29 : يؤكد هنا أن كل الشعوب المحيطة تعلم كبرياء موآب الشديد وبسببه صار هذا الخزي أمام بابل.
ع 30 : يعلن الله أن غضب موآب الذي كان يفزع من حوله هو لا شيء وقد ظهر ضعفه وخزيه أمام بابل. وأن كل كلمات الكبرياء التي كان يرددها موآب هي أكاذيب بدليل الخزي الذي ناله أمام بابل.
ع 31 : قير حارس : مدينة موآبية تقع شرق البحر الميت والجزء الجنوبي منه.
تظهر أبوة إرميا في بكائه على موآب، فهو مثل إلهه يريد خلاص الجميع وليس شعب الله فقط، وهو متأثر جداً فيبكي ويولول ثم يصرخ بصوت عالٍ من أجل خراب موآب وداخل نفسه يئن أيضاً متوجعاً لأجله ويذكر هنا إحدى مدن موآب رمزاً لكل مدن موآب.
ع 32 : يعزير : مدينة موآبية تقع شمال موآب غرب ربة عمون بعشرة أميال.
سبمة : مدينة موآبية بجوار مدينة حشبون عاصمة الموآبين وهي في شمال بلاد موآب واشتهرت سبمة بكرومها.
جفنة : شجرة عنب.
جناك : الثمار التي تجمع من المحصول.
يواصل إرميا مشاعر أبوته نحو موآب فيبكي على بلادها المشهورة بغناها مثل يعزير وسبمة لأن كل خيراتها من عناقيد العنب بقضبانها والثمار المختلفة وقد استولى عليها البابليون ونقلوها في البحر أي الأنهار ليتمتعوا بها بعد أن دمروا بلاد موآب وتركوا سكانها الذين بقوا بعد القتل في فقر شديد.
إن كبرياءك تفصلك عن الله فتحرم من مراحمه فيهجم عليك الشيطان وبذلك لا تجد من يعينك لذا اتضع سريعاً وقدم توبة أمام الله فيسامحك ويخلصك من العدو.
[6] ذل وفقر موآب (ع 33 – 39) :
33- و نزع الفرح و الطرب من البستان و من أرض موآب و قد أبطلت الخمر من المعاصر لا يداس بهتاف. جلبة لا هتاف. 34- قد أطلقوا صوتهم من صراخ حشبون إلى العالة إلى ياهص من صوغر إلى حورونايم كعجلة ثلاثية لأن مياه نمريم أيضا تصير خربة. 35- و أبطل من موآب يقول الرب من يصعد في مرتفعة و من يبخر لآلهته. 36- من أجل ذلك يصوت قلبي لموآب كناي ويصوت قلبي لرجال قير حارس كناي لأن الثروة التي أكتسبوها قد بادت.37- لأن كل رأس أقرع و كل لحية مجزوزة و على كل الأيادي خموش و على الأحقاء مسوح. 38- على كل سطوح موآب و في شوارعها كلها نوح لأني قد حطمت موآب كإناء لا مسرة به يقول الرب. 39- يولولون قائلين كيف نقضت كيف حولت موآب قفاها بخزي فقد صارت موآب ضحكة و رعبا لكل من حواليها.
ع 33 : جلبة : ضجيج وضوضاء
إذ استولى البابليون على خيرات موآب وبساتينها المملوءة أشجاراً مثمرة صار الموآبيون في حزن شديد إذ لم يعد لهم كروما وأيضاً المعاصر هدمها الأعداء وبدلاً من أن يسمع في موآب هتاف الفرح بجني المحاصيل وعصر الكروم واستخراج الخمر سيسمع ضجيج البكاء خاصة وأن الرجال الذين يدوسون العنب في المعاصر قد ماتوا بيد بابل.
ع 34 : حشبون : عاصمة موآب تقع شمالها.
العالة : مدينة موآبية تقع على تل شمال جشبون.
ياهص : مدينة موآبية تقع شرق البحر الميت.
صوغر : بجوار سدوم وعمورة ولم تحترق معها لالتجاء لوط إليها وتقع جنوب شرق البحر الميت.
حورونايم : مدينة موآبية تقع في سهل بجوار صوغر
مياه نمريم : ينابيع كثيرة تقع جنوب شرق البحر الميت.
عجلة ثلاثية : عجلة عمرها ثلاث سنوات.
عم البكاء والحزن الموآبين إذ تعالت صرخات الضيق من بلاد موآب المختلفة من عاصمة موآب حشبون ومن كل البلاد مهما كانت غنية بخيراتها وقد سلب العدو كل هذه الخيرات.
ع 35 : فقد الموآبيون رجاءهم في آلهتهم إذ لم تعينهم في هجوم بابل عليهم فأبطلوا عبادة الأوثان يأساً منها ولكنهم لم يرجعوا إلى الله. وهكذا لم يقدم بخور في معابد الأوثان ولا عبادة على المرتفعات للآلهة الوثنية.
ع 36 : يعبر إرميا عن حزنه على مدن موآب مثل قيرحارس بأن يضرب في ناي حزين عليها لفقدانها ثرواتها.
ع 37 : يظهر حزن موآب في حلق شعر الرجال وكان المحلوقون يفعلون هكذا في المسبيين وأيضاً يحلقون لحاهم التي ترمز للوقار أي يصير الموآبيون في ذل وهوان.
ع 38 : عم البكاء والحزن بيوت الموآبيين حيث صعدوا وبكوا على أسطحها فبدلاً من أن كانوا يقدمون العبادات الوثنية على الأسطح قدموا البكاء والذل وامتلأت الشوارع من الباكين. لأن الله قد حطم موآب بواسطة بابل ويشبه موآب بإناء قديم غير صالح للاستعمال فيحطمه صاحبه.
ع 39 : تحول فخر موآب إلى ضعف وحقارة وهربوا من أمام بابل وأعطوها قفاهم وصار موآب مثالاً للهزء أمام من حوله بل ورعب وخوف إذ كيف تحطم الجبار فخافت جميع المدن من بطش بابل بهم إذا هجمت عليهم.
عندما تضغط عليك الضيقات لا تستسلم لليأس بل إلتجئ لله رافضاً كل ما اعتمدت عليه فتختبر قوة الله في حياتك وينقذك من متاعبك.
[7] غزو بابل لموآب (ع 40 – 47)
40- لأنه هكذا قال الرب ها هو يطير كنسر و يبسط جناحيه على موآب. 41- قد أخذت قريوت و أمسكت الحصينات و سيكون قلب جبابرة موآب في ذلك اليوم كقلب امرأة ماخض.
42- و يهلك موآب عن أن يكون شعبا لأنه قد تعاظم على الرب. 43- خوف و حفرة و فخ عليك يا ساكن موآب يقول الرب. 44- الذي يهرب من وجه الخوف يسقط في الحفرة و الذي يصعد من الحفرة يعلق في الفخ لأني أجلب عليها أي على موآب سنة عقابهم يقول الرب. 45- في ظل حشبون وقف الهاربون بلا قوة. لأنه قد خرجت نار من حشبون و لهيب من وسط سيحون فأكلت زاوية موآب و هامة بني الوغا. 46- ويل لك يا موآب. باد شعب كموش لأن بنيك قد أخذوا إلى السبي و بناتك إلى الجلاء. 47- و لكنني أرد سبي موآب في آخر الأيام يقول الرب إلى هنا قضاء موآب.
ع 40 : يشبه جيش بابل في هجومه السريع وانقضاضه على موآب بالنسر الذي ينقض بسرعة من السماء على فريسته.
ع 41 : ماخض : المرأة ساعة ولادتها
قريوت : مدينة موآبية حصينة تقع جنوب نهر أرنون
بهجوم بابل استولوا على المدن الحصينة وعلى كل بلاد موآب وصار الجنود الموآبيين الأقوياء في ضعف شديد مثل المرأة التي تتلوى ساعة ولادتها.
ع 42 : سبب هلاك موآب وفناء شعبه هو كبريائه على الله وشعبه بني إسرائيل.
ع 43، 44 : يصاب الموآبيون بالخوف الشديد فيموتوا خوفاً ومن ينجو من الموت خوفاً يقع وهو هارب من بابل في حفر توجد في الطريق فيموت ومن يستطيع أن يهرب من هذه الحفر يسقط في الفخاخ التي صنعتها بابل لهم لإسقاطهم فيهلكون أيضاً.
وذلك لأن الله أمر بعقابهم لكثرة شرورهم في هذا الوقت أي هذه السنة.
ع 45 : عندما هرب الموآبيون من قرية موآب التجأوا إلى عاصمتهم حشبون ففوجئوا بها تحترق بيد بابل فضاع المهرب منهم.
ع 46 : الخلاصة هي فناء الشعب الموآبي الذي يعبد كموش برجاله ونسائه على يد بابل.
ع 47 : يقصد برد سبى موآب ليس إقامة دولة لهم ولكن إيمان الموآبين المسبيين بالمسيح فيحيوا حياة جديدة في الإيمان. إن إبليس بقوته العظيمة وسرعة انقضاضه على البشر لا يستطيع أن يفعل شيئاً إن لم يكن له فيهم مكاناً. فاحترس يا أخي من الخطية حتى لا تسقط فيها وإن سقطت فارجع عنها بالتوبة فيخاف منك إبليس ويبتعد عنك.