ملخص لأحداث سقوط أورشليم والسبى
ذكر إرميا سقوط أورشليم في ص 39 ، 40 وكذلك يذكر هذا الحدث في (2 مل 24 ، 25) و (2أي 36 : 17 – 21) وقد ختم نهاية ص 51 بأن هذه الكلمات هي نهاية نبوات إرميا فيفهم من هذا أن ص 52 أضيف إلى السفر وغالباً الذي كتبه هو عزرا الكاهن، ويلخص أحداث سقوط أورشليم وسلب غنائم الهيكل وسبى اليهود ثم بدء مراحم الله التي ستكمل بالرجوع من السبى.
(1) التمرد على بابل وسقوط أورشليم (ع1- 7):
1- كان صدقيا ابن إحدى و عشرين سنة حين ملك و ملك إحدى عشر سنة في أورشليم واسم أمه حميطل بنت إرميا من لبنة. 2- و عمل الشر في عيني الرب حسب كل ما عمل يهوياقيم.
3- لأنه لأجل غضب الرب على أورشليم و يهوذا حتى طرحهم من أمام وجهه كان أن صدقيا تمرد على ملك بابل. 4- و في السنة التاسعة لملكه في الشهر العاشر في عاشر الشهر جاء نبوخذراصر ملك بابل هو و كل جيشه على أورشليم و نزلوا عليها و بنوا عليها أبراجا حواليها. 5- فدخلت المدينة في الحصار إلى السنة الحادية عشرة للملك صدقيا. 6- في الشهر الرابع في تاسع الشهر أشتد الجوع في المدينة و لم يكن خبز لشعب الارض.7- فثغرت المدينة و هرب كل رجال القتال و خرجوا من المدينة ليلا في طريق الباب بين السورين اللذين عند جنة الملك و الكلدانيون عند المدينة حواليها فذهبوا في طريق البرية.
ع1: بعد سبى بابل للملك يهوياكين ملك يهوذا اختار ملك بابل عمه متنيا بدلاً منه وغير اسمه إلى صدقيا (2مل24: 17) وجعله ملكاً وهو في سن الحادية والعشرين وكان ضعيف الشخصية يظهر ولاءه لبابل ثم يعود فيتكلم مع مصر ويلقى إرميا في السجن. ثم يعود فيستشيره وظل حكم صدقيا 11 عاماً فقد فيها قدرته على قيادة شعبه وخسر ثقة بابل فيه، وكان هذا بتدبير الله لتأديب صدقيا وكل مملكته لأجل خطاياهم.
ع2: سار صدقيا في الشر مثل أخيه يهوياقيم وإن كان يتظاهر أحياناً بالخضوع لله ولنبيه إرميا.
ع 3 : انتهى حكم صدقيا لمملكة يهوذا بأنه تمرد على ملك بابل فقام الأخير عليه وسباه وحطم وحرق أورشليم لأجل خطايا شعبها.
ع 4 : في السنة التاسعة للملك صدقيا أتت جيوش بابل وحاصرت أورشليم وبنت حولها متاريس وأبراج ليمنعوا هروب أهلها منها وليستطيعوا معرفة ما يدور بها ويسهل اقتحامها وكان ذلك في شهر يناير من عام 588 ق . م وهو ما يقابل اليوم العاشر من الشهر العاشر من السنة التاسعة لملك صدقيا.
ع 5 ، 6 : استمر حصار أورشليم لمدة عام ونصف أي إلى شهر يوليو عام 587 ق . م وهو ما يقابل التاسع من الشهر الرابع من السنة الحادية عشر للملك صدقيا وفي هذا الوقت اشتد الجوع بسكان أورشليم حتى كادوا يموتوا فبحثوا عن طريقة للهرب والنجاة بأنفسهم.
ع 7 : في محاولة أخيرة للنجاة صنع اليهود فجوة في سور المدينة وخرجوا منها وكانت بين السورين عند حديقة الملك.
إذا كنت تريد أن تتغلب على أعدائك الشياطين فلابد أن تعتمد على الله وليس على أفكارك أو قوتك الخاصة لأنهم أقوى منك وبهذا تنجي نفسك من أيديهم مهما أحاطت حيلهم وحروبهم بك.
[2] محاكمة صدقيا (ع 8– 11):
8- فتبعت جيوش الكلدانيين الملك فأدركوا صدقيا في برية أريحا و تفرق كل جيشه عنه.
9- فأخذوا الملك و أصعدوه إلى ملك بابل إلى ربلة في أرض حماة فكلمه بالقضاء عليه.10- فقتل ملك بابل بني صدقيا أمام عينيه و قتل أيضا كل رؤساء يهوذا في ربلة. 11- و أعمى عيني صدقيا وقيده بسلسلتين من نحاس و جاء به ملك بابل إلى بابل و جعله في السجن إلى يوم وفاته.
ع 8 : برية أريحا : وادي بجوار مدينة أريحا التي تقع بجوار نهر الأردن وشمال شرق أورشليم.
هرب الملك صدقيا من مدينة أورشليم ولكن استطاعت جيوش بابل القبض عليه عندما وصل إلى برية أريحا.
ع 9 : ربلة : مدينة بجوار حماة ونهر العاصي الذي في سوريا الآن وتقع شمال أريحا.
أخذت جنود بابل الملك صدقيا وذهبوا به إلى نبوخذ نصر ملك بابل الذي كان مقيماً في ربلة ليمنع أي إمدادات مصرية تأتي لليهود من المصريين المقيمين هناك ولأن هناك طريق تجارية بين مصر وبابل.
ع : 10 : حتى يخيف ويذل نبوخذ نصر صدقيا قتل أولاده أمام عينيه ثم رؤساء شعبه.
ع 11 : ثم فقأ عيني صدقيا وقيده بسلاسل نحاسية أي سلاسل قوية حتى لا يهرب واقتاده مسبياً إلى بابل وألقاه في السجن حتى نهاية حياته.
أذل نبوخذ نصر صدقيا وبعد سنوات فقد نبوخذ نصر عقله وألقي مثل الحيوانات بعيداً عن الناس مدة سبعة سنوات. لا تُذل غيرك لئلا تُذَل ولا تظلم أحداً بل كن رحيماً فتنال مراحم الله.
[3] سقوط أورشليم وسلب الهيكل (ع 12 – 23)
12- و في الشهر الخامس في عاشر الشهر و هي السنة التاسعة عشر للملك نبوخذراصر ملك بابل جاء نبوزرادان رئيس الشرط الذي كان يقف أمام ملك بابل إلى أورشليم. 13- و أحرق بيت الرب و بيت الملك و كل بيوت أورشليم و كل بيوت العظماء أحرقها بالنار. 14- و كل أسوار أورشليم مستديرا هدمها كل جيش الكلدانيين الذي مع رئيس الشرط. 15- و سبى نبوزرادان رئيس الشرط بعضا من فقراء الشعب و بقية الشعب الذين بقوا في المدينة و الهاربين الذين سقطوا إلى ملك بابل و بقية الجمهور. 16- و لكن نبوزرادان رئيس الشرط أبقى من مساكين الأرض كرامين وفلاحين. 17- و كسر الكلدانيون أعمدة النحاس التي لبيت الرب و القواعد و بحر النحاس الذي في بيت الرب و حملوا كل نحاسها إلى بابل. 18- و أخذوا القدور و الرفوش و المقاص و المناضح والصحون و كل آنية النحاس التي كانوا يخدمون بها. 19- و أخذ رئيس الشرط الطسوس و المجامر و المناضح و القدور و المناير و الصحون و الأقداح ما كان من ذهب فالذهب و ما كان من فضة فالفضة. 20- و العمودين و البحر الواحد و الإثني عشر ثورا من نحاس التي تحت القواعد التي عملها الملك سليمان لبيت الرب لم يكن وزن لنحاس كل هذه الأدوات. 21- أما العمودان فكان طول العمود الواحد ثماني عشرة ذراعا و خيط اثنتا عشرة ذراعا يحيط به و غلظه أربع أصابع و هو أجوف. 22- و عليه تاج من نحاس ارتفاع التاج الواحد خمس أذرع و على التاج حواليه شبكة و رمانات الكل من نحاس و مثل ذلك للعمود الثاني و الرمانات. 23- و كانت الرمانات ستا و تسعين للجانب كل الرمانات مئة على الشبكة حواليها.
ع 12 : بعد الاستيلاء على أورشليم وسبى الملك وقتل العظماء وسبى الكثيرين إلى بابل أرسل نبوخذ نصر رئيس الشرط وهو يمثل رئيس الجيش أو وزير الداخلية ويسـمى نبوزرادان إلى أورشليم وكان ذلك في اليوم العاشر في الشهر الخامس في السنة التاسعة عشر لنبوخذ نصر.
ع 13 : كان عمل نبوزرادان التدمير الكامل لأورشليم حتى لا تفكر يوماً ما في التمرد على بابل فأحرق هيكل سليمان وقصر الملك وقصور العظماء بعد أن سلب ما فيها وقد كان السلب الأول للهيكل قد أتمته بابل عام 597 ق . م حينما أخذت الفضة والذهب الذي فيه.
ع 14 : وهدم أيضاً نبوزرادان أسوار أورشليم بواسطة رجال الجيش حتى تفقد أورشليم حصانتها وحمايتها فلا تقاوم بابل.
ع 15 ، 16 : اختار نبوزرادان كل من رآه ذو نشاط أو قوة أو شخصية متميزة من فقراء الشعب وكذلك الذين أرادوا تسليم أنفسهم لبابل أخذهم جميعاً سبايا لبابل وأبقى في أورشليم وما حولها مجموعة من المساكين الذين يعملون مزارعين ليعملوا في الأرض ويحفظوها ولكن ليس لهم قوة للقيام بثورة ضد بابل.
ع 17 : الذي بقى في هيكل الرب هي المشغولات النحاسية والتي أهمها عمودي النحاس والبحر النحاسي الذي كان يغتسل فيه الكهنة وكذلك قواعد الأعمدة.
ع 19: القدور : آنية نحاسية كبيرة يوضع فيها اللحم أو الرماد.
الرفوش : جمع رفش وهو جاروف نحاسي لجمع الرماد من على المذبح النحاسي.
المقاص : جمع مقص وهي من أدوات المذبح النحاسي.
المناضح : وعاء صغير قد يكون من النحاس أو الفضة أو الذهب ليضخ الدم به.
الصحون : أطباق صغيرة نحاسية أو ذهبية.
الطسوس : آنية لجمع الدم بها.
المجامر : آنية ذهبية لوضع الفحم والبخور.
المناير : جمع منارة وهي من الذهب وتضاء بالزيت.
الأقداح : كئوس صغيرة.
أخذ نبوزرادان كل أدوات الهيكل صغيرة أو كبيرة المصنوعة من الذهب أو الفضة والنحاس.
ع 20 – 23 : يوضح في هذه الآيات الكميات الضخمة من النحاس التي أخذها نبوزرادان من الهيكل سواء الموجودة في الأعمدة وقواعدها أو البحر وقواعده المصنوعة على شكل ثيران. ويوضح مقاسات العمود النحاسي الذي ارتفاعه ثمانية عشر ذراع أي حوال تسعة أمتار ومحيطه حوال اثنى عشر ذراعأً وسمكه 4 أصابع أي حوالي 7 سم، والتاج الذي على العمود ارتفاعه خمسة أذرع وعلى التاج شبكة ورمانات عددها مائة. كل هذا مصنوع من النحاس الخالص فكان وزن النحاس ضخم جداً.
إن الخطية تسلبك كل فخرك ومجدك فأسرع إلى التوبة لتستعيد بنوتك ومجدك كإبن لله وتعود إلى طريق الحياة والسعي في طريق الملكوت.
[4] قتل الكهنة وسبى الشعب (ع 24 – 30)
24- و أخذ رئيس الشرط سرايا الكاهن الأول و صفنيا الكاهن الثاني و حارسي الباب الثلاثة. 25- و أخذ من المدينة خصيا واحدا كان وكيلا على رجال الحرب و سبعة رجال من الذين ينظرون وجه الملك الذين وجدوا في المدينة و كاتب رئيس الجند الذي كان يجمع شعب الأرض للتجند و ستين رجلا من شعب الأرض الذين وجدوا في وسط المدينة. 26- أخذهم نبوزرادان رئيس الشرط و سار بهم إلى ملك بابل إلى ربلة. 27- فضربهم ملك بابل و قتلهم في ربلة في أرض حماة فسبي يهوذا من أرضه. 28- هذا هو الشعب الذي سباه نبوخذراصر في السنة السابعة. من اليهود ثلاثة آلاف وثلاثة وعشرون. 29- و في السنة الثامنة عشرة لنبوخذراصر سبى من أورشليم ثمان مئة و إثنان وثلاثون نفسا. 30- في السنة الثالثة و العشرين لنبوخذراصر سبى نبوزرادان رئيس الشرط من اليهود سبع مئة و خمسا و أربعين نفسا جملة النفوس أربعة آلاف و ست مئة.
ع 24، 25 : قبض نبوزرادان على الباقين من العظماء في أورشليم فأخذ الكاهن سرايا المتقدم والكاهن الذي يليه وهو صفنيا وكذلك حراس باب الهيكل وهم ثلاثة من الكهنة بالإضافة إلى الخصي المسئول عن رجال الحرب وهو يمثل وزير الدفاع؛ وقبض أيضاً على سبعة رجال من مشيري الملك، والكاتب الذي يجمع رجال الحرب للتجنيد وأضاف عليهم ستين رجلاً هم أعظم من وجدهم بين الشعب.
ع 26 ، 27 : بعد أن قبض نبوزرادان على العظماء الموجودين في أورشليم أتى بهم إلى نبوخذ نصر ملك بابل فعذبهم ثم قتلهم في ربلة حيث كان يقيم.
ع 28 : يذكر في هذه الآية والآيات التالية الذين سباهم نبوخذ نصر إلى بابل وهم على ثلاثة مراحل: المرحلة الأولى سبى 3023 وكان ذلك في السنة السابعة لنبوخذ نصر أي عام 598 ق . م ويلاحظ أن هذا العدد من الرجال عدا النساء والأولاد الذين يذكرون جميعاً
(2 مل 24 : 14 – 16) وهذا بالطبع غير الذين قتلهم.
ع 29 : المرحلة الثانية في السبى كانت لعدد 832 من الرجال وذلك كان عام 587 ق . م في السنة الثامنة عشر نبوخذ نصر.
ع 30 : أما المرحلة الثالثة من المسبين فكانت لعدد 745 من الرجال وكان ذلك في السنة الثالثة والعشرين لملك نبوخذ نصر أي عام 582 ق . م وذلك أيام جدليا الذي أقامه ملك بابل حاكماً على أورشليم. وبهذا يكون جملة عدد الرجال المسبيين إلى بابل هو 4600.
لا تحطم قوة الآخرين لتظل أنت قوياً وحدك لأن الله قادر أن يقويهم ويعيد إليهم مجدهم كما أعاد شعبه من السبى وعلى قدر ما تترفق بالآخرين يسندك الله ويترفق بك.
[5] نهاية يهوياكين الملك ( ع 31 – 34) :
31- و في السنة السابعة و الثلاثين لسبي يهوياكين في الشهر الثاني عشر في الخامس و العشرين من الشهر رفع أويل مرودخ ملك بابل في سنة تملكه رأس يهوياكين ملك يهوذا و أخرجه من السجن. 32- و كلمه بخير و جعل كرسيه فوق كراسي الملوك الذين معه في بابل. 33- و غير ثياب سجنه وكان يأكل دائما الخبز أمامه كل أيام حياته. 34- و وظيفته وظيفة دائمة تعطى له من عند ملك بابل أمر كل يوم بيومه إلى يوم وفاته كل أيام حياته
ع 31 ، 32 : ظل يهوياكين ملك يهوذا في السجن عندما سباه نبوخذ نصر ملك بابل إليها وذلك حتى أكمل 37 عاماً في السجن وحينئذ مات نبوخذ نصر وملك ابنه أويل مرودخ على بابل وأراد أن يظهر حسن إدارته وعطفه على الرعية فأخرج يهوياكين من السجن ليعيش معه في قصره بل وأعطاه كرامة أكثر من الملوك أو الولاة الذين كانوا مسجونين معه وأخرجهم هم أيضاً إعلاناً لرحمة الحكم الجديد خاصة وأن يهوياكين كان قد وصل إلى الثمانين من عمره وشعبه في أورشليم أصبح مسكيناً وضعيفاً واليهود الذين في بابل استقروا وتملكوا وضعف ميلهم للرجوع إلى أورشليم أي لم تعد هناك خطورة من قيام يهواكين بثورة ضد بابل.
ع 33 ، 34 : عاش يهوياكين في قصر ملك بابل وكان يأكل طعاماً على مائدته وأعطي له مرتب يصرف كما يريد أي عاش مكرماً حتى نهاية حياته في بابل. وهذا كان مقدمة لرجوع الشعب من السبى أي أن الله قادر على تحرير الملك وشعبه من العبودية والقيود. كن واثقاً في قدرة الله الذي يستطيع أن يرفع عنك الضيقات مهما كانت ثقيلة بل يحول الضيقات إلى بركات وتتحرر من خطاياك وتنال جزاء احتمالك الضيقات بشكر.