النزول إلى مصر
(1) طلب مشورة الله (ع1-6):
1- فتقدم كل رؤساء الجيوش و يوحانان بن قاريح و يزنيا بن هوشعيا و كل الشعب من الصغير إلى الكبير. 2- و قالوا لإرميا النبي ليت تضرعنا يقع أمامك فتصلي لأجلنا إلى الرب إلهك لأجل كل هذه البقية لأننا قد بقينا قليلين من كثيرين كما ترانا عيناك. 3- فيخبرنا الرب إلهك عن الطريق الذي نسير فيه و الأمر الذي نفعله. 4- فقال لهم إرميا النبي قد سمعت هأنذا أصلي إلى الرب إلهكم كقولكم و يكون أن كل الكلام الذي يجيبكم الرب أخبركم به لا أمنع عنكم شيئا. 5- فقالوا هم لإرميا ليكن الرب بيننا شاهدا صادقا و أمينا أننا نفعل حسب كل أمر يرسلك به الرب إلهك إلينا. 6- إن خيرا و إن شرا فإننا نسمع لصوت الرب إلهك الذي نحن مرسلوك إليه ليحسن إلينا إذا سمعنا لصوت الرب إلهنا.
ع1، 2: تقدم رؤساء اليهود وكل الشعب أى جمهور كبير وذهبوا إلى إرميا النبى حتى يصلى من أجلهم معترفين بضعفهم إذ صاروا عدداً قليلاً بعد أن كانوا دولة كبيرة لأن كثيرين قد ماتوا بيد بابل.
ع3: طلبوا من إرميا أيضاً أن يرشدهم إلى أين يذهبون هل إلى مصر أم إلى بابل أم يبقون فى بلادهم. ورغم ما يبدو عليهم من اهتمام لسماع صوت الله ولكنهم فى الحقيقة قرروا النزول إلى مصر كما يظهر من الأصحاح السابق (ص41: 17).
ع4: وافق إرميا للصلاة من أجلهم ليرشدهم الله إلى أين يسيرون. وإن كانوا قد قالوا له فى (ع2) “الرب إلهك” يرد عليهم إرميا فى (ع4) “الرب إلهكم” ليعلمهم أن يكونوا تابعين ومتمسكين بإلههم ويخضعون له كشعبه.
ع5، 6: أعلنوا طاعتهم لكلام الله الذى سيقوله لإرميا واستعدادهم لسماع صوته سواء كان رأى الله يبدو خيراً أو صعباً عليهم. ولكن للأسف كانت كل هذه طاعة سطحية أما القلب فمُصر على النزول إلى مصر.
ليتك تؤمن أن أختيار الله هو أفضل شئ فى حياتك فتطيع الله وإرشادات الكنيسة مهما كانت صعبة أو معاكسة لآرائك.
(2) البقاء فى بلادهم (ع7-12):
7- و كان بعد عشرة أيام أن كلمة الرب صارت إلى إرميا. 8- فدعا يوحانان بن قاريح و كل رؤساء الجيوش الذين معه و كل الشعب من الصغير إلى الكبير. 9- و قال لهم هكذا قال الرب اله إسرائيل الذي أرسلتموني إليه لكي ألقي تضرعكم أمامه. 10- ان كنتم تسكنون في هذه الأرض فإني أبنيكم و لا أنقضكم و أغرسكم و لا أقتلعكم لأني ندمت عن الشر الذي صنعته بكم. 11- لا تخافوا ملك بابل الذي أنتم خائفوه لا تخافوه يقول الرب لأني أنا معكم لأخلصكم و أنقذكم من يده.
12- و أعطيكم نعمة فيرحمكم و يردكم إلى أرضكم.
ع7: أنتظر الله عشرة أيام ثم أجاب على إرميا وذلك لما يلى :
- حتى يصلى إرميا ويستعد لسماع صوت الله ويتمتع بعشرته.
- حتى يستعد الشعب لسماع كلام الله ويتأهبوا لطاعته ويتأكدوا من خضوعهم له.
ع8: أرسل إرميا ودعا رؤساء اليهود بقيادة “يوحنان” وكل الشعب التابعين له.
ع9: أخبرهم إرميا أن الله رد عليه بخصوص المشورة التى طلبوها منه ليبقوا فى الأرض أم ينزلوا إلى مصر.
ع10: أرشدهم الله أن يبقوا فى بلادهم ووعدهم بما يلى :
- أن يبنيهم ويغرسهم أى يثبتهم وينميهم فيزدادون فى القوة والعدد.
- يعدهم أيضاً ألا ينقضهم ولا يقتلعهم أى يثبتوا فى الأرض ولا يتعرضون للطرد منها.
ع11: الوعد الثالث إن بقوا فى الأرض ألا يؤذيهم ملك بابل بل يعيشون فى طمأنينة وسلام.
ع12: الوعد الرابع أن ينالوا رحمة من ملك بابل وعطف أما الوعد الخامس فهو إن يسمح لمن سباهم بالرجوع إلى بلادهم.
إن كنت تطيع وصايا الله تتمتع بمراحم وبركات لا تتخيلها وتحيا فى سلام بل وتنمو أيضاً فى محبته.
(3) عقاب النزول إلى مصر (ع13-18):
13- و إن قلتم لا نسكن في هذه الأرض و لم تسمعوا لصوت الرب إلهكم. 14- قائلين لا بل إلى أرض مصر نذهب حيث لا نرى حربا و لا نسمع صوت بوق و لا نجوع للخبز و هناك نسكن. 15- فالآن لذلك أسمعوا كلمة الرب يا بقية يهوذا هكذا قال رب الجنود إله إسرائيل إن كنتم تجعلون وجوهكم للدخول إلى مصر و تذهبون لتتغربوا هناك. 16- يحدث أن السيف الذي أنتم خائفون منه يدرككم هناك في أرض مصر و الجوع الذي أنتم خائفون منه يلحقكم هناك في مصر فتموتون هناك. 17- و يكون أن كل الرجال الذين جعلوا وجوههم للدخول إلى مصر ليتغربوا هناك يموتون بالسيف و الجوع و الوبأ و لا يكون منهم باق و لا ناج من الشر الذي أجلبه أنا عليهم. 18- لأنه هكذا قال رب الجنود إله إسرائيل كما انسكب غضبي و غيظي على سكان أورشليم هكذا ينسكب غيظي عليكم عند دخولكم إلى مصر فتصيرون حلفا و دهشا و لعنة و عارا و لا ترون بعد هذا الموضع.
ع13، 14: صوت بوق : وتعرض للموت.
حذرهم الله للنزول إلى مصر ظانين أن فيها أمان بعيداً عن يد بابل لأن فى نظرهم مصر قوية وتحميهم ولا يتعرضون للحروب أو الجوع فيعيشون فرحين بالخيرات الكثيرة.
ع15، 16: يخبرهم الله بالحقيقة وهى إنهم إن هربوا إلى مصر سيتعرضون للموت بالسيف الذى يظنون أنهم يهربون منه بتركهم بلادهم ويتعرضون أيضاً للموت جوعاً ولا يجدون الخيرات الكثيرة التى يتوقعونها فى مصر.
ع17: وهكذا يتعرضون بنزولهم إلى مصر بالموت إما بالسيف أو الجوع أو المرض.
ع18: يحذرهم الله إنهم إن نزلوا إلى مصر سيتعرضون لغضب الله الذى أدب أورشليم واليهودية بالتخريب والقتل، وأنه سيؤدبهم فى مصر بنفس الطريقة أى يعاقبهم لعدم طاعتهم وتوبتهم.
ليتك تتكل على الله وليس على قوى العالم الزائلة فوصية الله تحميك والاتكال عليه يسندك مهما قامت الضيقات عليك، وعلى العكس كل قوى العالم التى تظن أنها تسندك تنهار تدريجياً أمامك.
(4) تحذير من النزول إلى مصر (ع19-22):
19- قد تكلم الرب عليكم يا بقية يهوذا لا تدخلوا مصر أعلموا علما أني قد أنذرتكم اليوم. 20- لأنكم قد خدعتم أنفسكم اذ أرسلتموني إلى الرب إلهكم قائلين صل لأجلنا إلى الرب إلهنا وحسب كل ما يقوله الرب إلهنا هكذا أخبرنا فنفعل. 21- فقد أخبرتكم اليوم فلم تسمعوا لصوت الرب إلهكم و لا لشيء مما أرسلني به إليكم. 22- فالآن أعلموا علما أنكم تموتون بالسيف و الجوع و الوبأ في الموضع الذي أبتغيتم أن تدخلوه لتتغربوا فيه.
ع19: يمنعهم الله بتحذير واضح من النزول إلى مصر حتى لا يهلكوا.
ع20: يذكرهم بخطيتهم وهى الكذب والخداع عندما طلبوا مشورة الله فى النزول إلى مصر أو البقاء فى بلادهم مع أنهم مصرين فى قلبهم أن ينزلوا إلى مصر.
ع21، 22: يكرر إنذاره لهم بالموت إذا استمروا مصرين على النزول إلى مصر. إن أخطأت فتب سريعاً ولا تتمادى فى شرك لأن الله يحبك ويكرر نداءه لك بالتوبة حتى تنقذ نفسك بالرجوع إليك.