تعزية باروخ
(1) زمن النبوة (ع1):
1- الكلمة التي تكلم بها إرميا النبي إلى باروخ بن نيريا عند كتابته هذا الكلام في سفر عن فم إرميا في السنة الرابعة ليهوياقيم بن يوشيا ملك يهوذا قائلا.
يحدد إرميا زمن هذه النبوة وهو السنة الرابعة للملك يهوياقيم بن يوشيا وكان ملكاً شريراً يرفض كلام الله بدليل تمزيقه وحرقه للدرج المكتوب فيه نوبات إرميا بيد باروخ
(ص36) بل وطلبه القبض على إرميا وباروخ.
فبعد ذلك أمر الله إرميا أن يكتب هذه النبوة موجهة لباروخ. فمن الناحية الزمنية كان ينبغى أن يوضح هذا الأصحاح بعد الأصحاح السادس والثلاثون ولكن وضع هذا الأصحاح هنا بعد النبوات الموجهة لليهود فى مصر التى ذكرت فى الأصحاح السابق وهدفها سواء فى زمانها أو فى وضعها هنا تعزية باروخ.
اشكر الله كل يوم على تعزياته ومساندته لك فى الحياة سواء فى شكل عطايا صالحة أو ضيقات تشعر بمساندة الله لك فيها.
(2) حزن باروخ (ع2، 3):
2- هكذا قال الرب إله إسرائيل لك يا باروخ. 3- قد قلت ويل لي لأن الرب قد زاد حزنا على المي قد غشي علي في تنهدي و لم أجد راحة.
عندما رأى باروخ رفض الملك يهوياقيم لكلام الله حزن جداً وأخذ يتنهد حزناً ويتأوه حتى كاد يفقد وعيه من الحزن لأنه رأى الإصرار على الشر فى الملك والأشرار الذين معه وتكرر هذا الإصرار على الشر مرات كثيرة مثل إصرار اليهود على النزول إلى مصر بعد قتل جدليا (ص43) ثم إصرارهم على عبادة الأوثان فى مصر (ص44).
إن باروخ حزن لأنه واجه المشكلة بنفسه وكان ينبغى أن يتكل على الله وينفذ فقط وصاياه. فلا يتعلق قلبك بثمار أعمالك الصالحة فتنزعج إن كانت سيئة بل أقبل تدبير الله لأنه يعلم خيرك وأتركه يأتى بالثمار الصالحة فى الوقت الذى يراه وثق أنه يحبك ويحفظك مهما أحاط بك الشر.
(3) رجاء لباروخ (ع4، 5):
4- هكذا تقول له هكذا قال الرب هأنذا أهدم ما بنيته و أقتلع ما غرسته و كل هذه الأرض. 5- و أنت فهل تطلب لنفسك أمورا عظيمة لا تطلب لأني هأنذا جالب شرا على كل ذي جسد يقول الرب و أعطيك نفسك غنيمة في كل المواضع التي تسير إليها.
ع4: يعلن الله عقابه وتأديبه لأورشليم واليهودية بسبب شرورهم حتى يدعو الكل للتوبة، فيهدم شعبه الذى كونه ويطرده ويقتلعه من أرض الميعاد الذى غرسه فيها.
ع5: يبدو أن باروخ كان يأمل أن ينال منصباً فى الدولة لأن أخوه سرايا صار رئيساً للمحلة أيام صدقيا (ص51: 59) لذا ينهاه الله عن التعلق بالمراكز ومطالب العالم العالية لأنها كلها زائلة وستخرب أورشليم وكل البلاد المحيطة بها ويموت الكثيرون ولكن تظهر محبة الله لباروخ أنه ينجيه من الشر فلا يصيبه أذى. لا تتعلق بأمور هذ العالم الزائلة بل اهتم بخلاص نفسك حتى لا تتنجس بشروره وتصل إلى الملكوت وإن سقطت فتقوم سريعاً وإن نلت أمور مادية فأشكر الله العاطى واستخدمها لمجده.