الركابيون
(1) أختبار الركابيين (ع1-11):
1- الكلمة التي صارت إلى إرميا من قبل الرب في أيام يهوياقيم بن يوشيا ملك يهوذا قائلة :
2- اذهب إلى بيت الركابيين و كلمهم و ادخل بهم إلى بيت الرب إلى أحد المخادع و اسقهم خمراً. 3- فأخذت يازنيا بن إرميا بن حبصينيا و إخوته و كل بنيه و كل بيت الركابيين. 4- و دخلت بهم إلى بيت الرب إلى مخدع بني حانان بن يجدليا رجل الله الذي بجانب مخدع الرؤساء الذي فوق مخدع معسيا بن شلوم حارس الباب. 5- و جعلت أمام بني الركابيين طاسات ملأنة خمراً و أقداحاً و قلت لهم : اشربوا خمراً. 6- فقالوا لا نشرب خمراً لأن يوناداب بن ركاب أبانا أوصانا قائلاً لا تشربوا خمراً أنتم و لا بنوكم إلى الأبد. 7- و لا تبنوا بيتاً و لا تزرعوا زرعاً و لا تغرسوا كرماً و لا تكن لكم، بل اسكنوا في الخيام كل أيامكم لكي تحيوا أياماً كثيرة على وجه الأرض التي أنتم متغربون فيها.
8- فسمعنا لصوت يوناداب بن ركاب أبينا في كل ما أوصانا به أن لا نشرب خمراً كل أيامنا نحن ونساؤنا و بنونا و بناتنا. 9- و أن لا نبني بيوتاً لسكنانا و أن لا يكون لنا كرم و لا حقل و لا زرع. 10- فسكنا في الخيام و سمعنا و عملنا حسب كل ما أوصانا به يوناداب أبونا. 11- و لكن كان لما صعد نبوخذراصر ملك بابل إلى الأرض أننا قلنا هلم فندخل إلى أورشليم من وجه جيش الكلدانيين ومن وجه جيش الآراميين فسكنا في أورشليم.
ع1: فى أيام يهوياقيم ملك يهوذا كانت هناك غارات من البابليين على اليهودية مما جعل سكان القرى والعراء يلتجئون إلى أورشليم ليحتموا داخل أسوارها، ومنهم الركابيون الذين سكنوا فى خيام فى اليهودية قريباً من أورشليم.
ع2: الركابيين : هم أحد قبائل القينيين ومن يثرون حمو موسى الذين رافقوا اليهود إلى أرض الميعاد وتأثروا بطباع اليهود وسلوكهم.
المخادع : الحجرات الجانبية بهيكل الرب.
أمر الله إرميا أن يأتى بمجموعة من الركابيين الذين سكنوا فى خيام داخل أورشليم ويدخلهم إلى أحد مخادع بيت الرب ويقدم لهم خمراً ليشربوه.
ع3، 4: أخذ إرميا أحد رؤساء الركابيين، الذى يُدعى “يازنيا” وأسرته ومن معه من الركابيين، وأدخلهم إلى مخدع بنى حانان فى بيت الرب.
ع5: طاسات : أوعية كبيرة.
أقداح : أكواب.
قدم لهم إرميا خمراً فى آنية كبيرة وأكواب ليملئوا ويشربوا كيفما يريدون.
ع6: يوناداب بن ركاب : هو أب للركابيين، كان أيام إيليا النبى أى منذ حوالى قرنين ونصف من زمن إرميا.
رفض الركابيون أن يشربوا خمراً لأن جدهم يوناداب أمرهم ألا يشربوا خمراً إلى الأبد أى لا يشربوا مطلقاً لأن الخمر تمثل لذات العالم.
ع7: أمرهم أيضاً يوناداب أن يسلكوا كغرباء عن العالم وذلك بما يلى :
- السكن فى خيام.
- عدم اقتناء حقول وحدائق يزرعونها كروماً وزيتوناً.
وذلك بالإضافة لعدم شرب الخمر وهو الدليل الثالث على غربتهم عن العالم.
ع8-10: أعلن الركابيون طاعتهم طوال حياتهم لأبيهم يوناداب فى عدم شرب الخمر والسكن فى الخيام وعدم أمتلاك أراضى لزراعتها.
ع11: عندما تحركت جيوش البابليين وهاجمت اليهودية التجأ بنو ركاب إلى أورشليم ليحتموا فيها.
إن كان بنو ركاب قد تغربوا عن العالم طاعة لأبيهم “يوناداب بن ركاب”، فكم بالأحرى نتغرب نحن عن ماديات العالم وشهواته لأجل محبتنا لله. فليتنا نستخدم كل شئ بمقدار ولا نتعلق بمأكل أو ملبس أو قنية.
(2) عدم طاعة شعب الله (ع12-17):
12- ثم صارت كلمة الرب إلى إرميا قائلة. 13- هكذا قال رب الجنود إله إسرائيل أذهب وقل لرجال يهوذا و سكان أورشليم أما تقبلون تأديباً لتسمعوا كلامي يقول الرب. 14- قد أقيم كلام يوناداب بن ركاب الذي أوصى بنيه أن لا يشربوا خمراً فلم يشربوا إلى هذا اليوم لأنهم سمعوا وصية أبيهم و أنا قد كلمتكم مبكراً و مكلماً و لم تسمعوا لي. 15- و قد أرسلت اليكم كل عبيدي الأنبياء مبكراً و مرسلاً قائلاً ارجعوا كل واحد عن طريقه الرديئة و اصلحوا أعمالكم و لا تذهبوا وراء آلهة أخرى لتعبدوها فتسكنوا في الأرض التي أعطيتكم و آبائكم فلم تميلوا أذنكم و لا سمعتم لي.
16- لأن بني يوناداب بن ركاب قد أقاموا وصية أبيهم التي أوصاهم بها أما هذا الشعب فلم يسمع لي. 17- لذلك هكذا قال الرب إله الجنود إله إسرائيل هأنذا أجلب على يهوذا و على كل سكان أورشليم كل الشر الذي تكلمت به عليهم لأني كلمتهم فلم يسمعوا و دعوتهم فلم يجيبوا.
ع12، 13: أرسل الله إرميا إلى رجال يهوذا يوبخهم لعدم قبولهم تأديب الله على خطاياهم على يد البابليين.
ع14: عاتب الله شعبه لعدم طاعتهم وصاياه بينما أطاع بنى ركاب أبيهم فى عدم شرب الخمر.
ع15: عاتبهم أيضاً على رفضهم كلام الأنبياء الأوائل منذ أيام موسى، والأواخر مثل إرميا فى عدم عبادة الأوثان والرجوع عن شهواتهم الرديئة ليستقروا فى أرض كنعان، ولم يطيعوا لذا أستحقوا التأديب الإلهى وهو السبى والطرد من أرضهم.
ع16: وتميز بهذا بنى ركاب عن شعب الله بنى إسرائيل أى الأمم عن اليهود.
إن طاعة وصايا الله تحميك من متاعب كثيرة فلا تستهن بها، وإن خالفتها فأرجع سريعاً لله بالتوبة.
ع17: من أجل عدم طاعة شعب الله له سيعاقبهم بالسبى، ويعلن اسمه رب الجنود أى رب القوة ليخافوه لعلهم يتوبون فى آخر وقت.
(3) مكافأة الركابيين (ع18-19):
18- و قال إرميا لبيت الركابيين هكذا قال رب الجنود إله إسرائيل من أجل أنكم سمعتم لوصية يوناداب أبيكم و حفظتم كل وصاياه و عملتم حسب كل ما أوصاكم به. 19- لذلك هكذا قال رب الجنود إله إسرائيل لا ينقطع ليوناداب بن ركاب إنسان يقف أمامي كل الأيام.
أعلن الله على فم إرميا لبنى ركاب من أجل طاعتهم لأبيهم أنه سيكافئهم بنسل يمتد على مدى الأيام يعيشون فى مخافة الله، وقد أثبت العلماء المتجولون وجود قبائل جنوب البحر الميت وشمال جزيرة العرب يعيشون حتى الآن وينتسبون إلى الركابيين. ليتك تشعر بالله الواقف أمامك فتخافه فى كل كلامك وأعمالك بل وحتى أفكارك فتبتعد عن كل خطية وتحيا فى نقاوة وتتمتع برعايته وبركاته.