يوم الدينونة
(1) خراب شامل (ع1-13):
1هُوَذَا الرَّبُّ يُخْلِي الأَرْضَ وَيُفْرِغُهَا وَيَقْلِبُ وَجْهَهَا وَيُبَدِّدُ سُكَّانَهَا. 2وَكَمَا يَكُونُ الشَّعْبُ هكَذَا الْكَاهِنُ. كَمَا الْعَبْدُ هكَذَا سَيِّدُهُ. كَمَا الأَمَةُ هكَذَا سَيِّدَتُهَا. كَمَا الشَّارِي هكَذَا الْبَائِعُ. كَمَا الْمُقْرِضُ هكَذَا الْمُقْتَرِضُ. وَكَمَا الدَّائِنُ هكَذَا الْمَدْيُونُ. 3تُفْرَغُ الأَرْضُ إِفْرَاغًا وَتُنْهَبُ نَهْبًا، لأَنَّ الرَّبَّ قَدْ تَكَلَّمَ بِهذَا الْقَوْلِ. 4نَاحَتْ ذَبُلَتِ الأَرْضُ. حَزِنَتْ ذَبُلَتِ الْمَسْكُونَةُ. حَزِنَ مُرْتَفِعُو شَعْبِ الأَرْضِ. 5وَالأَرْضُ تَدَنَّسَتْ تَحْتَ سُكَّانِهَا لأَنَّهُمْ تَعَدَّوْا الشَّرَائِعَ، غَيَّرُوا الْفَرِيضَةَ، نَكَثُوا الْعَهْدَ الأَبَدِيَّ. 6لِذلِكَ لَعْنَةٌ أَكَلَتِ الأَرْضَ وَعُوقِبَ السَّاكِنُونَ فِيهَا. لِذلِكَ احْتَرَقَ سُكَّانُ الأَرْضِ وَبَقِيَ أُنَاسٌ قَلاَئِلُ. 7نَاحَ الْمِسْطَارُ، ذَبُلَتِ الْكَرْمَةُ، أَنَّ كُلُّ مَسْرُورِي الْقُلُوبِ. 8بَطَلَ فَرَحُ الدُّفُوفِ، انْقَطَعَ ضَجِيجُ الْمُبْتَهِجِينَ، بَطَلَ فَرَحُ الْعُودِ. 9لاَ يَشْرَبُونَ خَمْرًا بِالْغِنَاءِ. يَكُونُ الْمُسْكِرُ مُرًّا لِشَارِبِيهِ. 10دُمِّرَتْ قَرْيَةُ الْخَرَابِ. أُغْلِقَ كُلُّ بَيْتٍ عَنِ الدُّخُولِ. 11صُرَاخٌ عَلَى الْخَمْرِ فِي الأَزِقَّةِ. غَرَبَ كُلُّ فَرَحٍ. انْتَفَى سُرُورُ الأَرْضِ. 12اَلْبَاقِي فِي الْمَدِينَةِ خَرَابٌ، وَضُرِبَ الْبَابُ رَدْمًا. 13إِنَّهُ هكَذَا يَكُونُ فِي وَسَطِ الأَرْضِ بَيْنَ الشُّعُوبِ كَنُفَاضَةِ زَيْتُونَةٍ، كَالْخُصَاصَةِ إِذِ انْتَهَى الْقِطَافُ.
ع1: يتكلم إشعياء هنا عن الهجوم الأشوري على العالم ، وتخريب بلاد كثيرة، ثم تلاه تخريب بابل للعالم أيضاً. كل هذا التخريب يرمز للخراب الشامل الذي يحدث للأرض كلها في يوم الدينونة؛ لتجديدها ، فيخلق الله أرضاً جديدة ، وسماءً جديدة؛ روحية وليست مادية.
هذا التخريب يرمز أيضاً إلى فساد الطبيعة البشرية وتجديدها ، بتجسد المسيح وفدائه.
فالأرض فسدت؛ لذلك الله يؤدب الأرض بقلبها وتخريبها وتفريغها من الشر، وبهذا يتبدد السكان، وهذا ما فعلته مملكة آشور، إذ نقلت سكان كل دولة ، ونشرتهم في أرجاء المملكة الآشورية.
ع2: الأمَة : العبدة أو الجارية
سيكون التأديب لكل البشر، أي كل فئات الشعب؛ القائد الروحي وهو الكاهن وشعبه، والتأديب أيضاً يشمل العبد والسيد، والجارية وسيدتها، أي كل فئات الشعب؛ الغني والفقير، القوي والضعيف.
وكذلك كل أنواع البشر في تعاملاتهم، فالتأديب سيكون للشاري والبائع ، والذي يعطي قرضاً لغيره، والذي يقترض منه، وأيضاً الدائن والمديون.
ع3: ويكون أمر الله أن تُقلب الأرض وتُفرغ من كل شىء عظيم فيها، فُينهب كل ما هو ثمين، ويُدمر كل ما هو قائم.
ع 4: نتيجة هذا التخريب يحزن كل سكان الأرض، ويبكون، والمرتفعون، أي المتكبرون يحزنون أيضاً، أي تُكسر كبرياء الكل؛ لأن سبب الخراب هو الكبرياء، وما تشمله من شرور متنوعة.
ع5: نكثوا: لم يوفوا
يواصل إشعياء شرح أسباب الخراب، فيضيف إلى الكبرياء، الدنس الذي عم الأرض بالشهوات الشريرة، ولم يعد هناك احترام لأي نظام، فخالف الناس الشرائع والقوانين، ورفضوا الفرائض وغيروها، ولم يوفوا بعهودهم لله، فلم يسمعوا لضمائرهم، ولا لوصايا الله.
ع6: إن الخراب التي حدث للأرض هو لعنة ، وليس بركة ، أو تأديب للإصلاح، بل هو عقاب، لعل الناس الباقين بعد موت واحتراق الكثيرين يتوبون ويرجعون إلى الله. وبالطبع من بركات الله أن يبقى له بقية، وله رجاء فيها أن ترجع إليه ، فتخلص.
والذين ماتوا، بعضهم صالحون وضمهم الله من وجه الشر، وبعضهم أشرار واستوفوا فرصهم إذ رفضوا التوبة ، أما الباقون الذين منهم أنت يا أخي، فالله له رجاء فيك أن تتوب وترجع إليه.
ع7: المسطار: الخمر
الكرمة : شجرة العنب
أنَّ: أصدر أصواتاً حزينة وهي الأنين
الخراب شمل أيضاً أشجار الفاكهة، ومنها الكروم، فلم تعد هناك عناقيد عنب في الأشجار، وبالتالي لم يحصل الناس على عصير عنب، أو خمر، فحزن كل الذين يريدون أن يفرحوا بهذا الشراب. .
ع8: الإحتفالات أيضاً انتهت، فالكل حزين بسبب الخراب، ولم يعد هناك مجالاً للطرب باستخدام الآلات الموسيقية، مثل الدفوف والعود، وزالت أيضاً كل أصوات الفرح والإبتهاج.
ع9: وبانتهاء الحفلات، أنتهت أيضاً الأغاني المفرحة، وعندما يشرب الناس خمراً قليلاً، إن وجد، فيصبح مراً في أفواههم بسبب الأحزان التي غطت الأرض كلها.
ع10: إن الخراب شمل المدن والقرى، والبيوت التي بقيت تصير مغلقة لا تستقبل أحداً؛ بسبب حزن من يسكن فيها، وهذه هي نتيجة الخطية؛ الخراب والحزن، ولعل هذا ينبه الإنسان؛ ليرجع إلى الله، ليجد سلامه وراحته.
ع11: الأزقة: جمع زقاق وهو حارة ضيقة
غرب: انتهى وزال
انتفى: اختفى
والفقراء أيضاً الساكنون في الحواري الضيقة ، يطلبون خمراً ولا يجدون، ويتشاجرون على أي شىء قليل من الخمر، لعله ينسيهم أحزانهم، وهكذا انتهت الأفراح والبهجة من الأرض.
ع12: إنتشر الخراب في المدينة، ولم يعد فيها إلا آثار للمباني، وحتى باب المدينة لم يعد يُفتح بسبب كثرة الردم والحجارة التي عليه، وهذا الردم أتي بالطبع من تدمير البيوت التي في المدينة.
ع13: نفاضة زيتونة: الزيتون الصغير الباقي والمنسي على شجرة الزيتون بعد جمع الزيتون منها.
الخصاصة: العنب الصغير الذي يبقى في الكرم بعد جمع العنب، أي قطفه.
النهاية، أن شعوب العالم لن يوجد فيها إلا بقية قليلة، يرمز إليها بالنفاضة والخصاصة ، وهذا معناه أن رحمة الله تعطي عدداً من الناس فرصة جديدة للتوبة، أما الذين ماتوا من الأشرار فقد استوفوا فرصهم.
- إن أية ضيقة، أو خراب يحدث في حياتك لا تجعله يزعجك، بل حوله إلى توبة ورجوع لله، فيقبلك ويجدد حياتك، فتفرح وتنتعش معه.
(2) تسبيح المؤمنين ورعب الأشرار (ع 14 -23):
14هُمْ يَرْفَعُونَ أَصْوَاتَهُمْ وَيَتَرَنَّمُونَ. لأَجْلِ عَظَمَةِ الرَّبِّ يُصَوِّتُونَ مِنَ الْبَحْرِ. 15لِذلِكَ فِي الْمَشَارِقِ مَجِّدُوا الرَّبَّ. فِي جَزَائِرِ الْبَحْرِ مَجِّدُوا اسْمَ الرَّبِّ إِلهِ إِسْرَائِيلَ. 16مِنْ أَطْرَافِ الأَرْضِ سَمِعْنَا تَرْنِيمَةً: «مَجْدًا لِلْبَارِّ». فَقُلْتُ: «يَا تَلَفِي، يَا تَلَفِي! وَيْلٌ لِي! النَّاهِبُونَ نَهَبُوا. النَّاهِبُونَ نَهَبُوا نَهْبًا». 17عَلَيْكَ رُعْبٌ وَحُفْرَةٌ وَفَخٌّ يَا سَاكِنَ الأَرْضِ. 18وَيَكُونُ أَنَّ الْهَارِبَ مِنْ صَوْتِ الرُّعْبِ يَسْقُطُ فِي الْحُفْرَةِ، وَالصَّاعِدَ مِنْ وَسَطِ الْحُفْرَةِ يُؤْخَذُ بِالْفَخِّ. لأَنَّ مَيَازِيبَ مِنَ الْعَلاَءِ انْفَتَحَتْ، وَأُسُسَ الأَرْضِ تَزَلْزَلَتْ. 19اِنْسَحَقَتِ الأَرْضُ انْسِحَاقًا. تَشَقَّقَتِ الأَرْضُ تَشَقُّقًا. تَزَعْزَعَتِ الأَرْضُ تَزَعْزُعًا. 20تَرَنَّحَتِ الأَرْضُ تَرَنُّحًا كَالسَّكْرَانِ، وَتَدَلْدَلَتْ كَالْعِرْزَالِ، وَثَقُلَ عَلَيْهَا ذَنْبُهَا، فَسَقَطَتْ وَلاَ تَعُودُ تَقُومُ. 21وَيَكُونُ فِي ذلِكَ الْيَوْمِ أَنَّ الرَّبَّ يُطَالِبُ جُنْدَ الْعَلاَءِ فِي الْعَلاَءِ، وَمُلُوكَ الأَرْضِ عَلَى الأَرْضِ. 22يُجْمَعُونَ جَمْعًا كَأَسَارَى فِي سِجْنٍ، وَيُغْلَقُ عَلَيْهِمْ فِي حَبْسٍ، ثُمَّ بَعْدَ أَيَّامٍ كَثِيرَةٍ يَتَعَهَّدُونَ. 22وَيَخْجَلُ الْقَمَرُ وَتُخْزَى الشَّمْسُ، لأَنَّ رَبَّ الْجُنُودِ قَدْ مَلَكَ فِي جَبَلِ صِهْيَوْنَ وَفِي أُورُشَلِيمَ، وَقُدَّامَ شُيُوخِهِ مَجْدٌ.
ع14: تظهر أفراح جديدة جميلة، هي أفراح المؤمنين بالله، التي تظهر في ترانيم تمجد الله وتسبحه على عظمته؛ لأنه عادل ومخوف، يزيل الشر، ويحفظ أولاده، مبتهجين به.
ويصوتون من البحر، تعني أنه من بلاد كثيرة حول البحر الأبيض المتوسط المعروف بعد ذلك، ومشهور، تُسمع هذه الترانيم والتسابيح الجميلة، والبحر أيضاً يرمز للعالم، فيؤمن الكثير من أهل العالم بالله، ويسبحونه؛ لأنهم ينالون الخلاص بفدائه على الصليب في ملء الزمان، أي العهد الجديد.
ع15: وسيكون التسبيح والتمجيد من المؤمنين في البلاد التي في المشارق، وكانت وقتذاك هي بلاد اليهودية وكل من يسكن شمالها وشرقها.
وأيضاً من جزائر البحر، أي غرب اليهودية ، والمقصود، أن كل البلاد من الشرق إلى الغرب، المؤمنين فيها يسبحون الله ويمجدونه.
المشارق ترمز إلى البلاد التي يشرق عليها شمس البر، أي ربنا يسوع المسيح، والجزائر هي الأراضي المحوطة بالبحر من كل جانب، وترمز لأهل العالم الذين يرجعون إلى الله، ويؤمنون به، فيمجدونه.
ونلاحظ أن أفراح العالم التي انتهت بالخراب في الآيات السابقة من (ع 1-13) حلت محلها الأفراح الروحية للمؤمنين الذين يسبحون الله، ويمجدونه؛ حتى لو تعرضوا لضيقات وآلام تصل إلى الاستشهاد من أجل الله؛ مثل المكابيين، وشهداء المسيحية.
ع16:
يتكلم إشعياء النبي هنا عن يوم الدينونة، فيفرح المؤمنون بظهور المسيح على السحاب، هو وعلامته على الصليب، فيمجدونه، وهم قد أتوا من أطراف الأرض، أي من كل مكان.
وفي نفس الوقت، الأشرار يرتعبون، ويصرخون، معلنين أن حياتهم قد انتهت وتلفت، والشيطان قد نهب كل ما عندهم، ولا ينتظرهم إلا العذاب والعقاب الإلهي، لأنهم قضوا حياتهم في الشر والشهوات.
ع 17 ، 18 : ميازيب: جمع ميزاب، وهو المزراب ، أي قناة يسيل منها الماء بشدة، والمقصود هنا سيول الماء التي تسيل على الأرض.
الشيطان يحارب البشر الذين على الأرض بحروب كثيرة، مثل الرعب، أي يخيفهم، والحفرة، ويقصد بها الخداع، ليسقط فيها الإنسان دون أن يدري، والفخ ، وهو المصيدة، أو الشبكة؛ كل هذه الحروب تُسقط الكثيرين ، ولا ينجو منها إلا المؤمنون بالله، والمتضعون في حياتهم.
وإذا استطاع إنسان أن يهرب من رعب الشيطان، يسقطه في الحفرة، ومن يخرج من الحفرة، يسقطه في الفخ، وهذا يعني أن محاولات الشيطان لا تنتهي، ولا ينجو إلا المتمسكون بالله. ومن يتمادى في الشر لا يأتي عليه إلا الخراب، ومواجهة الله الديان العادل، الذي يسمح بضيقات شديدة، مثل انفتاح الميازيب على الإنسان، كما حدث في الطوفان، الذي أغرق العالم ومثل إنشقاق الأرض لتبتلع الناس أحياءً، كما حدث مع قورح وداثان وأبيرام ومن معهم
(عد 16 : 31 ، 32)
ع 19 ، 20 : تدلدلت كالعرزال: العرزال هو كوخ يثبت على أغصان الأشجار العالية ليحتمي فيه من يحرس الحقول من الحيوانات التي على الأرض، وهذا الكوخ يتمايل مع حركة الشجر، فيكون كالأرجوحة (المرجيحة) المتدلية من الشجر.
ترنحت: تمايلت وفقدت اتزانها.
يتكلم إشعياء عن الأرض، أي بلاد العالم التي هجم عليها الأشوريون، ثم البابليون، فانزعجت جداً من شدة عنف هذه الجيوش. ويعبر عن إضطرابها الشديد بأنها “انسحقت”
أي فقدت شكلها وتحطمت تماماً، “وتشققت” أي لم تعد لها قوة ، “وتزعزعت” أي فقدت الأرض اتزانها واستقرارها كالسكران، “وتدلدلت كالعرزال” أي أخذت تتمايل ، وكادت تسقط.
كل ما سبق، بسبب ثقل الخطايا التي صنعتها الأرض، أي سكانها، فسقطت الأرض وأصبحت عاجزة عن القيام مرة أخرى؛ هذا هو الخراب الشامل.
هذا حدث للعالم كله، ولكل إنسان شرير، وهذه هي النتيجة الحتمية للخطية.
كل ما مر في هاتين الآيتين يعبر عن انتشار الخطية، وثقلها على البشرية؛ حتى لم تعد قادرة على القيام ، فاحتاجت المخلص المسيا المنتظر، فأتى في ملء الزمان؛ لينقذ البشرية بفدائها على الصليب، فهو القادر وحده أن يقيمها من سقوطها، ويعطيها الحياة الجديدة.
ع21 ، 22 : كأسارى: كسجناء
“ويكون في ذلك اليوم” وهو يوم الصليب أن الرب يطالب “جند العلاء في العلاء”: وهم الشياطين الذين كانوا ملائكة وسقطوا، “وملوك الأرض على الأرض”: هم الأشرار المتسلطون في الأرض، وكل إنشغالهم ، وتملكهم هو في الشهوات الردية الأرضية.
“ويجمعون جمعاً كأسارى في سجن”: فالشياطين تقيد بالصليب، فلا يكون لها سلطان على أولاد الله، الذين يؤمنون بالمسيح الفادي، فينتقلون بعد موتهم إلى الفردوس، بالإضافة إلى أن الشيطان لا سلطان له على المؤمنين الأحياء ، فيحاربهم، ولا يتسلط عليهم؛ لأن الله يسندهم وينقذهم من يده.
أما الأشرار الذين عاشوا حياتهم في الشهوات، فبعد موتهم يلقون في حبس، ويكونون أسرى فيه إلى يوم الدينونة، وهذا الحبس هو الجحيم، مكان انتظار الأشرار.
والخلاصة، أن الشيطان يكون كأسير، وفي حبس، أي سلطانه مقيد. أما الأشرار، فيكونون في حبس هو الجحيم لا يخرجون منه إلا يوم الدينونة ، للعذاب الأبدي.
“ثم بعد أيام كثيرة يتعهدون”: أي يوم الدينونة ، يواجهون بخطاياهم، ويحكم عليهم بالعذاب الأبدي في البحيرة المتقدة بالنار والكبريت.
ع 23 : تخزى: تخجل
في يوم الصليب أيضاً يخجل القمر وتخزى الشمس، أي تظلم الشمس خجلاً مما يحدث لرب المجد على الصليب.
لأن رب الجنود، وهو المسيح إلهنا، قد ملك في جبل صهيون وفي أورشليم، أي عند الجلجثة على الصليب، وبموته قيد الشيطان، كما ذكرنا، وأتم الخلاص لكل من يؤمن به ، تأسست الكنيسة كنتيجة للفداء، وتمتع المؤمنون بأسرارها على يد الكهنة، وهم شيوخ الكنيسة، أي تمجد الله على يد كهنته وفي شعبه.
- الله يتمجد على مذبحه كل يوم، فيغذى أولاده، ويدين الأشرار الرافضين له، فلا تتاكسل عن الذهاب إلى الكنيسة لتناول الأسرار المقدسة كل أسبوع، ويا ليت كل يوم، فتحيا في شبع وفرح.