تأديب الرب ورحمته لشعبه
(1) رفض الإلتجاء لله (ع1-17):
1«وَيْلٌ لِلْبَنِينَ الْمُتَمَرِّدِينَ، يَقُولُ الرَّبُّ، حَتَّى أَنَّهُمْ يُجْرُونَ رَأْيًا وَلَيْسَ مِنِّي، وَيَسْكُبُونَ سَكِيبًا وَلَيْسَ بِرُوحِي، لِيَزِيدُوا خَطِيئَةً عَلَى خَطِيئَةٍ. 2الَّذِينَ يَذْهَبُونَ لِيَنْزِلُوا إِلَى مِصْرَ وَلَمْ يَسْأَلُوا فَمِي، لِيَلْتَجِئُوا إِلَى حِصْنِ فِرْعَوْنَ وَيَحْتَمُوا بِظِلِّ مِصْرَ. 3فَيَصِيرُ لَكُمْ حِصْنُ فِرْعَوْنَ خَجَلًا، وَالاحْتِمَاءُ بِظِلِّ مِصْرَ خِزْيًا. 4لأَنَّ رُؤَسَاءَهُ صَارُوا فِي صُوعَنَ، وَبَلَغَ رُسُلُهُ إِلَى حَانِيسَ. 5قَدْ خَجِلَ الْجَمِيعُ مِنْ شَعْبٍ لاَ يَنْفَعُهُمْ. لَيْسَ لِلْمَعُونَةِ وَلاَ لِلْمَنْفَعَةِ، بَلْ لِلْخَجَلِ وَلِلْخِزْيِ». 6وَحْيٌ مِنْ جِهَةِ بَهَائِمِ الْجَنُوبِ: فِي أَرْضِ شِدَّةٍ وَضِيقَةٍ، مِنْهَا اللَّبْوَةُ وَالأَسَدُ، الأَفْعَى وَالثُّعْبَانُ السَّامُّ الطَّيَّارُ، يَحْمِلُونَ عَلَى أَكْتَافِ الْحَمِيرِ ثَرْوَتَهُمْ، وَعَلَى أَسْنِمَةِ الْجِمَالِ كُنُوزَهُمْ، إِلَى شَعْبٍ لاَ يَنْفَعُ. 7فَإِنَّ مِصْرَ تُعِينُ بَاطِلًا وَعَبَثًا، لِذلِكَ دَعَوْتُهَا «رَهَبَ الْجُلُوسِ». 8تَعَالَ الآنَ اكْتُبْ هذَا عِنْدَهُمْ عَلَى لَوْحٍ وَارْسُمْهُ فِي سِفْرٍ، لِيَكُونَ لِزَمَنٍ آتٍ لِلأَبَدِ إِلَى الدُّهُورِ. 9لأَنَّهُ شَعْبٌ مُتَمَرِّدٌ، أَوْلاَدٌ كَذَبَةٌ، أَوْلاَدٌ لَمْ يَشَاءُوا أَنْ يَسْمَعُوا شَرِيعَةَ الرَّبِّ. 10الَّذِينَ يَقُولُونَ لِلرَّائِينَ: «لاَ تَرَوْا»، وَلِلنَّاظِرِينَ: «لاَ تَنْظُرُوا لَنَا مُسْتَقِيمَاتٍ. كَلِّمُونَا بِالنَّاعِمَاتِ. انْظُرُوا مُخَادِعَاتٍ. 11حِيدُوا عَنِ الطَّرِيقِ. مِيلُوا عَنِ السَّبِيلِ. اعْزِلُوا مِنْ أَمَامِنَا قُدُّوسَ إِسْرَائِيلَ». 12لِذلِكَ هكَذَا يَقُولُ قُدُّوسُ إِسْرَائِيلَ: «لأَنَّكُمْ رَفَضْتُمْ هذَا الْقَوْلَ وَتَوَكَّلْتُمْ عَلَى الظُّلْمِ وَالاعْوِجَاجِ وَاسْتَنَدْتُمْ عَلَيْهِمَا، 13لِذلِكَ يَكُونُ لَكُمْ هذَا الإِثْمُ كَصَدْعٍ مُنْقَضٍّ نَاتِئٍ فِي جِدَارٍ مُرْتَفِعٍ، يَأْتِي هدُّهُ بَغْتَةً فِي لَحْظَةٍ. 14وَيُكْسَرُ كَكَسْرِ إِنَاءِ الْخَزَّافِينَ، مَسْحُوقًا بِلاَ شَفَقَةٍ، حَتَّى لاَ يُوجَدُ فِي مَسْحُوقِهِ شَقَفَةٌ لأَخْذِ نَارٍ مِنَ الْمَوْقَدَةِ، أَوْ لِغَرْفِ مَاءٍ مِنَ الْجُبِّ». 15لأَنَّهُ هكَذَا قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ قُدُّوسُ إِسْرَائِيلَ: «بِالرُّجُوعِ وَالسُّكُونِ تَخْلُصُونَ. بِالْهُدُوءِ وَالطُّمَأْنِينَةِ تَكُونُ قُوَّتُكُمْ». فَلَمْ تَشَاءُوا. 16وَقُلْتُمْ: «لاَ بَلْ عَلَى خَيْل نَهْرُبُ». لِذلِكَ تَهْرُبُونَ. «وَعَلَى خَيْل سَرِيعَةٍ نَرْكَبُ». لِذلِكَ يُسْرُعُ طَارِدُوكُمْ. 17يَهْرُبُ أَلْفٌ مِنْ زَجْرَةِ وَاحِدٍ. مِنْ زَجْرَةِ خَمْسَةٍ تَهْرُبُونَ، حَتَّى أَنَّكُمْ تَبْقُونَ كَسَارِيَةٍ عَلَى رَأْسِ جَبَل، وَكَرَايَةٍ عَلَى أَكَمَةٍ.
ع1، 2: يجرون : ينفذون.
يخاطب الله سكان مملكة يهوذا الذين تركوه. وذهبوا إلى تحالف مع مصر، وعبدوا آلهتهم الوثنية. والعجيب أن الله يخاطبهم ويقول : البنين، فهو يذكرهم بأنهم أولاده، ويصفهم بأنهم متمردون، وهذا عتاب من الله لهم، أى يقول لهم : لماذا يا أبنائى تتمردون علىَّ ؟!
ويقول لهم الله أيضاً : أنه سيأتى عليكم الويل، أى التأديب الإلهى؛ لأنكم تنفذون إرادتكم وهى الالتجاء لمصر، وظلها، أى حصن فرعون، والله لم يقل هذا.
ويزداد تمرد شعب الله فى مملكة يهوذا، فيسكب سكائب الخمر للآلهة الوثنية، وهذه بالطبع ليست عبادة الله، وروح الله لا يرضى عنها، وهكذا تزداد خطاياهم خطية فوق خطية، وهى الالتجاء لمصر، وعبادة الأوثان.
ع3-5: صوعن : عاصمة مصر السفلى، وهى مدينة على فروع النيل فى الدلتا، وهو فرع دمياط، والمدينة فى محافظة الشرقية الحالية، وتسمى صا الحجر.
حانيس : مدينة تقع غرب النيل فى محافظة بنى سويف الحالية، وتسمى إهناسيا.
نتيجة التجاء رؤساء يهوذا إلى مصر، أنهم لم يجدوا أية معونة، ولم ينلهم إلا الخزى والخجل، ولم تنفعهم مصر، بالرغم من وصول رؤساء يهوذا إلى صوعن ورسلهم إلى حانيس لطلب المعونة.
ع6: اللبوة : أنثى الأسد.
أسنمة : جمع سنمة وهى الجزء الهرمى من ظهر الجمل.
يتكلم الله كوحى على لسان إشعياء، ويقول : بهائم الجنوب، أى رسل مملكة يهوذا المرسلين إلى الجنوب وهى مصر (ع4).
هؤلاء الرسل ذهبوا إلى مصر، ويصفها الله بأنها أرض شدة وضيقة، فهى مملوءة بالوحوش الضارة، التى يرمز إليها باللبوة و الأسد، وكذلك الأفعى والثعبان السام الطيار، أى وحوش مؤذية جداً، وقد يكون الكلام هنا عن الوحوش التى قابلت الرسل فى برية سيناء، أو يقصد التماسيح التى كانت موجودة فى نهر النيل، وقد يقصد أيضاً أن مصر تعانى من ضيقات وشدائد، مثل الوحوش المزعجة المذكورة، فمن الغريب أن يلتجئ إليها رسل مملكة يهوذا، وهى تعانى من ضيقات، فكيف تساعدهم ؟ وقد يقصد بهذه الوحوش الشيطان، فبدلاً من أن يلتجئ شعب الله إليه، يلتجئون إلى الشيطان الذى يضرهم ولا ينفعهم.
ويتعجب الله أن الرسل حملوا هدايا عظيمة هى ثروات بلادهم، ووضعوها على الحمير والجمال، حتى ينالوا رضا مصر عليهم، وغير فاهمين أن مصر شعب لا ينفع، أما الذى ينفع بالحقيقة فهو الله.
ع7: عبثا : بلا فائدة.
رهب : تنين قديم.
الجلوس : رمز لتمثال لا يتحرك.
يقرر الله أن مصر عاجزة عن أن تعين، أو تساعد أحداً، بل هى منظر خادع، أى تمثال ضخم، ولكنه عاجز عن الحركة، أو المساعدة. فكيف يلتجئ إليه أحد ليعينه ؟
الخلاصة، أن الله يصف الرسل بأنهم بهائم لا يفهمون، وذهبوا إلى مصر المتكبرة، ولكنها مثل تمثال لا يتحرك ولا يساعد، وقد حدث فعلاً أن سبيت مملكة يهوذا إلى بابل، ولم تتحرك مصر لمعونتها.
ع8: لم يكتف الله بأن يوبخ شعبه بكلام إشعياء، ولكنه يطلب من النبى أن يكتب كلامه هذا على لوح، ويضعه فى مكان ظاهر؛ ليكون شهادة على هذا الشعب بالتمرد وعدم طاعة الله.
ويطلب الله من إشعياء أيضاً أن يكتب كلامه فى سفر، أى كتاب؛ ليكون أيضاً شاهداً على عصيانهم، ويظل أمامهم على مر الزمان، بل يكون شاهداً عليهم إلى الأبد؛ حتى إذا استمروا فى عصيانهم، يكون هذا الكلام ليدينهم، ويلقيهم فى العذاب الأبدى.
ع9: إن الدينونة التى ستأتى على مملكة يهوذا هى بسبب ما يلى :
- شعب متمرد على الله.
- أولاد كذبة، لأنهم يدعون أنهم أبناء الله، وهم يسيرون وراء الأنبياء الكذبة، ويرفضون كلام أنبياء الله، مثل إشعياء.
- لم يشاءوا أن يسمعوا شريعة الرب، برفضهم تعاليم وتوبيخات الله لهم على فم إشعياء.
ع10، 11: حيدوا : انحرفوا.
إن سكان مملكة يهوذا مصرون على خداع أنفسهم، فيخبروا الرائين، وهم أنبياء الله، ألا يروا رؤى الله، وألا يخبرونهم بالمناظر المستقيمة التى يعلنها الله لهم، بل يخبرونهم بكلام ناعم؛ حتى لو كان مخادعاً، وغير صحيح؛ لأنهم لا يريدون أن يعرفوا الحقيقة التى يعلنها أنبياء الله. ولأن أنبياء الله يرفضون أن يقولوا كلاماً غير كلام الله، يلجأون إلى الأنبياء الكذبة؛ ليسمعوا منهم الكلام الناعم، وهو كلام مخادع وغير صحيح.
إن سكان مملكة يهوذا يطلبون أن يبتعدوا عن الطريق والسبيل المستقيم؛ طريق الله، وبهذا يعزلون عنهم قدوس إسرائيل؛ لأنهم يرفضون كلامه الذى على لسان أنبيائه، مثل إشعياء.
ع12-14: كصدع منقض : شق فى الحائط معرض للسقوط.
ناتئ : بارز.
شقفة : جزء مكسور من إناء خزفى، يرفع بها شىء مشتعل، أو تستعمل لغرف الماء.
يعلن الله لشعبه المتمرد أنه بسبب رفضه لكلام الله على فم إشعياء، وغيره من أنبياء الله، وتوكله على الظلم والإلتواء والخداع، على فم الأنبياء الكذبة، أنه يصبح كحائط فيه شقوق وأجزاء بارزة، فيكون معرض للسقوط، فينهدم كله فجأة فى لحظة.
وينكسرون مثل إناء خزفى يسقط فينسحق إلى أجزاء صغيرة لا تصلح إحداها لإحضار نار من الفرن، أو لغرف قليل من الماء. وهذا ما حدث فعلاً عندما هجمت بابل وهدمت وأحرقت أورشليم والهيكل، وقصور وبيوت أورشليم، وقتلت الكثيرين وأخذت الكثيرين منهم سبابا، وهكذا حطمت أورشليم واليهودية.
ع15: أعلن الرب القدوس كلاماً واضحاً لشعبه لينال الخلاص من كل الضيقات، والوسائل هى :
- بالرجوع والسكون : أى بالرجوع إلى الله تنالون سلاماً، وهدوءاً، يساعدكم على الصلاة، وقراءة كلام الله والتأمل فيه.
- بالهدوء والطمأنينة، أى عندما تنالون سلاماً من الله، وتطمئن نفوسكم، تنالون قوة كبيرة من الله، ولا تحتاجون إلى معونة، أو استناد على أحد، مثل مصر.
لكن للأسف لم يشأ شعب الله ويرغب فى الرجوع إلى الله، بل أصر على الذهاب للتحالف مع مصر التى لا تفيده، كما ذكرنا فى (ع2، 3).
ع16، 17: زجره : توبيخ شديد، وانتهار.
سارية : خشبة مرتفعة تدل على عبادة الأوثان.
راية : علم.
أكمة : تل.
رفض شعب الله أن يلتجئ إليه، وقالوا فى أنفسهم سنركب الخيل، ونذهب إلى مصر؛ لنحتمى بها، فقال لهم الله : أنكم ستركبون الخيل فعلاً، وتهربون، وذلك ممن يطاردونكم، وهم أعداؤكم البابليون، وستكونون فى خوف ورعب؛ حتى أن جندياً واحداً من البابليين إذا غضب عليكم وصرخ فيكم، يهرب من صوته ومنظره ألف شخص منكم، وإذا اجتمع خمسة من البابليين، فهم قادرون أن يخيفوا كل شعب يهوذا، فيهربوا من أمامهم.
وفى النهاية ستهربون ولا يبقى أحد، ولا يوجد من يساندكم، فتكونوا كسارية تقف وحدها لا يسندها أحد، أو كعلم مرفوع، ولكن ليس من يقويه، أى ستصيرون ضعفاءً جداً، ولا يهتم بكم أحد، وستبقى بقية قليلة جداً منكم ولكنها ضعيفة، مثل سارية، أو راية مهملة ومتروكة. وهذا معناه أيضاً أنه ستبقى لهم بقية، وهذا يعطيهم رجاءً أن الرب لن يتركهم، وسيرجعهم فيما بعد شعباً قوياً، عندما يتوبون، وهذا ما سيحدث عندما يرجعهم الله من السبى إلى بلادهم.
? إذا التجأت يا أخى إلى الله بالتوبة والاستناد عليه، تنال طمأنينتك فى الحياة على الأرض، ثم فى أمجاد السموات. والعكس صحيح، إذا اتكلت على العالم، وما فيه، ستخسر كل شىء. فلا تنبهر بهذا العالم الزائل، لكن أسرع إلى الله بالتوبة، وتمسك به، تنال راحتك، وحياتك.
(2) رحمة الله لشعبه (ع18-26):
18وَلِذلِكَ يَنْتَظِرُ الرَّبُّ لِيَتَرَاءَفَ عَلَيْكُمْ. وَلِذلِكَ يَقُومُ لِيَرْحَمَكُمْ، لأَنَّ الرَّبَّ إِلهُ حَقّ. طُوبَى لِجَمِيعِ مُنْتَظِرِيهِ. 19لأَنَّ الشَّعْبَ فِي صِهْيَوْنَ يَسْكُنُ فِي أُورُشَلِيمَ. لاَ تَبْكِي بُكَاءً. يَتَرَاءَفُ عَلَيْكَ عِنْدَ صَوْتِ صُرَاخِكَ. حِينَمَا يَسْمَعُ يَسْتَجِيبُ لَكَ. 20وَيُعْطِيكُمُ السَّيِّدُ خُبْزًا فِي الضِّيقِ وَمَاءً فِي الشِّدَّةِ. لاَ يَخْتَبِئُ مُعَلِّمُوكَ بَعْدُ، بَلْ تَكُونُ عَيْنَاكَ تَرَيَانِ مُعَلِّمِيكَ، 21وَأُذُنَاكَ تَسْمَعَانِ كَلِمَةً خَلْفَكَ قَائِلَةً: «هذِهِ هِيَ الطَّرِيقُ. اسْلُكُوا فِيهَا». حِينَمَا تَمِيلُونَ إِلَى الْيَمِينِ وَحِينَمَا تَمِيلُونَ إِلَى الْيَسَارِ. 22وَتُنَجِّسُونَ صَفَائِحَ تَمَاثِيلِ فِضَّتِكُمُ الْمَنْحُوتَةِ، وَغِشَاءَ تِمْثَالِ ذَهَبِكُمُ الْمَسْبُوكِ. تَطْرَحُهَا مِثْلَ فِرْصَةِ حَائِضٍ. تَقُولُ لَهَا: «اخْرُجِي». 23ثُمَّ يُعْطِي مَطَرَ زَرْعِكَ الَّذِي تَزْرَعُ الأَرْضَ بِهِ، وَخُبْزَ غَلَّةِ الأَرْضِ، فَيَكُونُ دَسَمًا وَسَمِينًا، وَتَرْعَى مَاشِيَتُكَ فِي ذلِكَ الْيَوْمِ فِي مَرْعًى وَاسِعٍ. 24وَالأَبْقَارُ وَالْحَمِيرُ الَّتِي تَعْمَلُ الأَرْضَ تَأْكُلُ عَلَفًا مُمَلَّحًا مُذَرَّى بِالْمِنْسَفِ وَالْمِذْرَاةِ. 25وَيَكُونُ عَلَى كُلِّ جَبَل عَال وَعَلَى كُلِّ أَكَمَةٍ مُرْتَفِعَةٍ سَوَاق وَمَجَارِي مِيَاهٍ فِي يَوْمِ الْمَقْتَلَةِ الْعَظِيمَةِ، حِينَمَا تَسْقُطُ الأَبْرَاجُ. 26وَيَكُونُ نُورُ الْقَمَرِ كَنُورِ الشَّمْسِ، وَنُورُ الشَّمْسِ يَكُونُ سَبْعَةَ أَضْعَافٍ كَنُورِ سَبْعَةِ أَيَّامٍ، فِي يَوْمٍ يَجْبُرُ الرَّبُّ كَسْرَ شَعْبِهِ وَيَشْفِي رَضَّ ضَرْبِهِ.
ع18: الله ينتظر أن يتوب شعبه، وهذا يبين طول أناة الله، ومحبته، لأنه يعطى رجاءً لشعبه، الذى مازال متكاسلاً عن التوبة.
الله فى محبته يريد أن يشفق ويتراءف على شعبه، وبهذا يظهر حنانه وأبوته، فهو يشعر باحتياجات شعبه، وبأدق وأقل المشاعر، ويسرع ليسند أولاده.
الله يريد أن يقوم ليقدم الرحمة لكل من يتوب، ويؤمن به، وهذه هى البركة الأولى التى يقدمها لشعبه، أى الرحمة.
الله إلهنا إله حق، أى عادل، فيكافئ الملتجئين إليه بالتوبة، ويالسعادة للذين ينتظرون الرب؛ لأن هذا دليل على إيمانهم، وطاعتهم، واستجابتهم لوصاياه، فينالوا بركاته، التى أولها رحمته.
ع19: البركة الثانية التى يهبها الله لأولاده التائبين الراجعين إليه من السبى، هى أن يأتى بهم ويسكنهم فى أورشليم، حيث يبنون الهيكل، ويتمتعون بالحياة فى المدينة المقدسة.
أورشليم ترمز لكنيسة العهد الجديد، فالله يعطى أولاده المؤمنين به أن يكونوا أعضاء فى جسد المسيح، ويستقروا فى الكنيسة.
وترمز أيضاً أورشليم إلى ملكوت السموات، فيعطى الله لأولاده أن يسكنوا، ويستقروا فى السماء معه إلى الأبد.
البركة الثالثة : هى الفرح، فيقول لشعبه : لا تبكى؛ لأن الله يتراءف ويشفق عليك، فالله يريدك أن تكون فى فرح، بل فى فرح دائم، ويحول أحزان التوبة إلى أفراح فى نفس وقت التوبة.
البركة الرابعة هى استجابة الله لصلواتك، فالله عندما يسمع صراخك يسرع إليك، ويستجيب لطلباتك، ويريحك؛ لأنك ابنه، وهو يحبك.
ع20: البركة الخامسة هى إشباع احتياجاتنا، ويرمز إليها بالخبز والماء، أى يعطينا طعامنا وشرابنا، مادمنا مؤمنين به، ونتوب عن خطايانا، ونحفظ وصاياه.
والخبز يرمز إلى جسد الرب ودمه فى كنيسة العهد الجديد، والماء يرمز لعمل الروح القدس، الذى يروى أولاده.
البركة السادسة هى التعليم والإرشاد، فبدلاً من أن يختبئ المعلمون، يظهرون ويعلنون صوت الله لإرشاد شعبه؛ ليحيا الشعب بكلام الله ووصاياه. فالله يعطى شجاعة وقوة للمعلمين ليخرجوا ويعلنوا صوته. وهذا ما حدث على فم الأنبياء فى العهد القديم، والرسل والكهنة فى العهد الجديد.
ومن ناحية أخرى، إن كان الشعب مشغولاً عن سماع صوت الله بانشغالات العالم، يعطيهم الله بصيرة روحية، فيسعوا، لسماع كلام المعلمين، ويهتموا بالتلمذة على أيديهم، وتنفيذ كلام الله الذى سمعوه.
ع21: البركة السابعة هى إظهار الطريق المستقيم، وهو طريق الله، فيرشدنا الله إذا انحرفنا عنه يميناً، أو يساراً، ويعيدنا إلى الطريق؛ لنتقدم فيه نحو الله.
الله يهتم بإرشاد شعبه مهما مال عن الطريق المستقيم، فأرسل الأنبياء الكثيرين فى العهد القديم، خاصة عند انتشار عبادة الأوثان بين شعبه، كما فى أيام إيليا وأليشع، وكما فى أيام إشعياء وإرميا، وأيضاً فى السبى أرسل لشعبه حزقيال ودانيال؛ هذا هو الصوت الذى تسمعه خلفك، صوت الله الذى يرشدك إلى طريقه المستقيم.
وقد أعلن المسيح فى العهد الجديد أنه هو الطريق حتى نسير خلفه، ونحفظ وصاياه، ونقتدى بسلوكه.
ع22: البركة الثامنة هى إزالة عبادة الأوثان، فيخرج الإنسان من قلبه محبته لهذه التماثيل، ويلقيها خارجاً عنه، ولا يعود يهتم بها، مهما كانت مغشاة بالذهب والفضة، فيحتقرها، وينجسها، ويلقيها وسط القاذورات خارج بيته، وقد يحطمها لينساها تماماً؛ لأن قلبه قد أصبح كله لله.
وهكذا تكون هذه التماثيل التى كان يكرمها، بل يعبدها، تصير مرفوضة ومرذولة، مثل قطعة قماش ملطخة بدم الدورة الشهرية عند السيدات، وملقاة وسط القمامة.
وهكذا يخرج الإنسان كل ما كان يتعلق به من شهوات العالم، التى ترمز إليها هذه التماثيل، ويكون فرحاً بالتخلص منها، مثل محبة المال، والشهوات الجسدية، وحب التملك..
ع23، 24: المنسف : وعاء مسطح كبير لنفض الحبوب؛ ولفصل القشور عن الحب بنفخها لتتطاير بعيداً عن الحبوب.
المذراة : ساق يخرج منها أصابع خشبية يستخدمها الفلاح لفصل الحبوب عن قشورها، إذ يلقيها إلى فوق، فيطير القش بعيداً، ويسقط الحب قريباً.
البركة التاسعة هى خيرات الله، فالله يعطى أمطاراً كثيرة، تروى الزرع، الذى تعب فى زراعته الإنسان، فينمو الزرع، ويعطى غلة وافرة، أى سنابل ممتلئة، فهنا تظهر نعمة الله، الذى يمطر على أولاده المجاهدين، الذين تعبوا فى الزراعة، فتتكاتف النعمة والجهاد؛ ليعطى الله خيرات مشبعة لأولاده.
والخير لا يقتصر فقط على الإنسان، ولكن أيضاً يشمل الماشية التى تساعد الفلاح، فيعطيها الله طعامها لتشبع وتساعد الفلاح فى عمله، بل تعطيه أيضاً لبناً، وزبداً ولحماً.
نرى أن الله يشبع أولاده ببركته، ويبارك أيضاً كل ما تمتد إليه أيديهم، أى الحيوانات التى يربيها، فيصير الإنسان مباركاً من الله، وبركة لما حوله.
ع25: وتمتد خيرات الله فى شكل نزول الأمطار، ليس فقط فى الوديان، بل على الجبال والآكام؛ حتى أن السواقى على قمم الجبال والآكام تروى الأراضى المزروعة من قمة الجبل إلى أسفله. وهذه الجبال والأمطار النازلة عليها ترمز للقادة الروحيين، الذين يوصلون كلام الله إلى الشعب، مثل الأنبياء والملوك الصالحين فى العهد القديم، ومثل الرسل والأساقفة والكهنة فى العهد الجديد.
يوم المقتلة العظيمة هو يوم سقوط آشور، وبعدها سقوط بابل، وقتل الكثيرين من الآشوريين والبابليين، فينتقم الله منهم لأجل كثرة شرورهم.
ويوم المقتلة العظيمة هو يوم الصليب، حيث يقيد المسيح الشيطان، ويخرج أولاده من الجحيم إلى الفردوس.
وكذلك يوم المقتلة العظيمة هو يوم الدينونة، حيث يدخل الأبرار إلى الملكوت، ويلقى الشيطان، وكل الأشرار فى العذاب الأبدى.
وسقوط الأبراج هو قتل المتكبرين والعظماء الأشرار من آشور وبابل، أو تقييد الشياطين فى يوم الصليب، أما فى يوم الدينونة، فيلقيهم الله فى العذاب الأبدى.
ع26: يجبر : يشفى.
رضَّ : كسر.
يتكلم الله عن بركات العهد الجديد، فيكون نور القمر كنور الشمس، والقمر يرمز للكنيسة، فتكون منيرة مثل المسيح شمس البر، فيرى العالم المؤمنين مميزين، كما قال المسيح: أنا هو نور العالم (يو8: 12). وقال أيضاً أنتم نور العالم (مت5: 14).
ونور الشمس يكون سبعة أضعاف، فالمسيح هو شمس البر الذى تجسد فى ملء الزمان ورآه البشر، فشاهدوا فيه النور الحقيقى، الذى هو أقوى من نور الشمس سبعة أضعاف، وظهر ذلك فى تعاليمه ومعجزاته، فرأوه ليس نبياً، بل يفوق كل الأنبياء والكتبة والفريسيين، أى العظماء العارفين بالناموس والتعاليم الروحية، ويكون نوره نور سبعة أيام، ويقصد بسبعة أيام كمال الزمان، أى أن المسيح منير على الدوام وإلى الأبد، بكلامه وتعاليمه فى الكتاب المقدس والكنيسة.
وينطبق هذا الكلام أيضاً على يوم الدينونة، فيكون الأبرار مثل القمر الذى يضىء كالشمس، أى يضيئون بنور عظيم فى الملكوت، مثل نور المسيح، أما المسيح شمس البر فيكون سبعة أضعاف، أى نور يفوق العقول، ويمتد إلى الأبد، أى سبعة أيام.
يوم شفاء شعبه وعلاج كل كسر فيه؛ هذا هو يوم الصليب، أو العهد الجديد، حين يشفى المسيح كل متاعب أولاده فى كنيسته، بل يعطيهم أن يكونوا كاملين فيه بكل نعمة روحية.
? إن بركات الله لا حصر لها لكل من يتوب ويلتصق بالله. فلنقترب يا أخى إلى الله بالتوبة ولنتمسك به فى صلوات دائمة.
(3) انتقام الرب من آشور (ع27-33).
27هُوَذَا اسْمُ الرَّبِّ يَأْتِي مِنْ بَعِيدٍ. غَضَبُهُ مُشْتَعِلٌ وَالْحَرِيقُ عَظِيمٌ. شَفَتَاهُ مُمْتَلِئَتَانِ سَخَطًا، وَلِسَانُهُ كَنَارٍ آكِلَةٍ، 28وَنَفْخَتُهُ كَنَهْرٍ غَامِرٍ يَبْلُغُ إِلَى الرَّقَبَةِ. لِغَرْبَلَةِ الأُمَمِ بِغُرْبَالِ السُّوءِ، وَعَلَى فُكُوكِ الشُّعُوبِ رَسَنٌ مُضِلٌّ. 29تَكُونُ لَكُمْ أُغْنِيَّةٌ كَلَيْلَةِ تَقْدِيسِ عِيدٍ، وَفَرَحُ قَلْبٍ كَالسَّائِرِ بِالنَّايِ، لِيَأْتِيَ إِلَى جَبَلِ الرَّبِّ، إِلَى صَخْرِ إِسْرَائِيلَ. 30وَيُسَمِّعُ الرَّبُّ جَلاَلَ صَوْتِهِ، وَيُرِي نُزُولَ ذِرَاعِهِ بِهَيَجَانِ غَضَبٍ وَلَهِيبِ نَارٍ آكِلَةٍ، نَوْءٍ وَسَيْل وَحِجَارَةِ بَرَدٍ. 31لأَنَّهُ مِنْ صَوْتِ الرَّبِّ يَرْتَاعُ أَشُّورُ. بِالْقَضِيبِ يَضْرِبُ. 32وَيَكُونُ كُلُّ مُرُورِ عَصَا الْقَضَاءِ الَّتِي يُنْزِلُهَا الرَّبُّ عَلَيْهِ بِالدُّفُوفِ وَالْعِيدَانِ. وَبِحُرُوبٍ ثَائِرَةٍ يُحَارِبُهُ. 33لأَنَّ «تُفْتَةَ» مُرَتَّبَةٌ مُنْذُ الأَمْسِ، مُهَيَّأَةٌ هِيَ أَيْضًا لِلْمَلِكِ، عَمِيقَةٌ وَاسِعَةٌ، كُومَتُهَا نَارٌ وَحَطَبٌ بِكَثْرَةٍ. نَفْخَةُ الرَّبِّ كَنَهْرِ كِبْرِيتٍ تُوقِدُهَا.
ع27: سخطاً : غضباً شديداً.
إسم الرب يأتى من بعيد، أى يأتى الرب من بعيد؛ لأن الاسم يعنى الشخص نفسه. فالله الذى يتناساه الناس، ويكون بالنسبة لهم بعيداً، سيأتى فجأة عليهم.
ويأتى الرب بغضب مشتعل، أى شديد؛ ليصنع حريقاً عظيماً، والمقصود، أن الله سيرسل ملاكه ليقتل الآلاف من جيش سنحاريب الآشورى، فالله قد أطال أناته على الآشوريين، ولكنهم تجاسروا، وتبجحوا بتهديدات لشعبه، ولملكه حزقيا؛ لذا عاقبهم بحزم.
شفتا الرب مملوءة غضباً شديداً، ولسانه كنار آكلة؛ لأنه أمر بمعاقبة الآشوريين، فقتلهم الملاك، وهرب الباقون، وسنحاريب نفسه هرب إلى إلهه، فقتله إبناه هناك فى المعبد؛ وهذا هو عقاب الله لمن يتطاول عليه وعلى شعبه.
ع28: رسن : لجام يوضع فى فم الحصان لتوجيهه.
إن نفخة الرب ينتج عنها نهر عظيم، يغمر كل من يصادفه؛ حتى يصل إلى الرقبة، أى يكاد الإنسان أن يغرق. هذا ما فعله الله مع آشور عندما قتل 185.000 جندياً منهم، ولم يبق إلا القليلون الذين هربوا، فهو كاد أن يفنيهم تماماً.
وبهذا غربلهم الرب بغربال السوء الذى تسقط منه الحبوب (أولاد الله)، ولا يبقى إلا القش (الآشوريون) الذى يحرق، هكذا الله أحرقهم، أى أبادهم.
وقد وضع الله اللجام فى أفواه هذا الجيش العظيم، فأبعدهم عن أورشليم بقتلهم وهروب الباقين. والمعنى يمكن أن يكون أيضاً أن الله تركهم يتكبرون على شعبه فهجموا على مدينته المقدسة، وظنوا أنهم قادرون على إخضاع العالم كله لهم؛ وهذا هو اللجام المضل، فعاقبهم الله بقتلهم وهروب القليل الباقى فى خزى.
ع29: ينتقل الله إلى أولاده داخل أورشليم، فيعلن أنهم قد فرحوا جداً بدفاع الله عنهم، وقتل جيش الآشوريين، وبهذا انتهى حصار أورشليم، وأصبح الطريق مفتوحاً لأى إنسان أن يأتى إلى أورشليم؛ ليصلى ويعيد فيها، ويغنى ترانيم الفرح بالعيد.
ويصور اليهود الآتين إلى أورشليم أنهم يغنون هذه الأغانى الروحية، ويعزفون على الناى بقلوب فرحة؛ لأنهم ذاهبون إلى هيكل الله؛ ليعيدوا العيد المقدس. هكذا كانت مشاعر اليهود داخل أورشليم بأنهم سيصلون ويعبدون الله، ويعيدون أعياده، هم وكل إخوتهم الآتين، فرحين بنجاتهم وعودتهم لعبادة الله فى هدوء.
وكان سكان أورشليم فى فخر عظيم بإلههم القوى مثل الجبل، والقادر على تحطيم الأعداء مثل الصخر، فشعروا أنهم فى حصن الله الذى لا يغلبه أحد.
ع30، 31: جلال : عظمة.
نوء : عاصفة شديدة.
سمع شعب الله جلال صوته، ورأى نزول ذراعه، أى قوته فى صراخ الآشوريين وهم يموتون، أو يهربون.
وكان تدخل الله مع جيش آشور بهيجان غضب شديد، وكأنه لهيب نار آكلة تحرق جنودهم، ومثل عاصفة شديدة، وسيل ماء جارف، وحجارة برد تسقط بقوة من السماء؛ هذا تصوير لغضب الله فى قتل الآلاف من جيش آشور؛ هذا هو الرعب الذى حل على آشور؛ لأن الرب ضربه بقضيب شديد، أى أهلكه.
ما عمله الله مع آشور هو رمز لما حدث يوم الصليب، حين قيد المسيح الشيطان، وأخرج أولاده من الجحيم، وأصعدهم إلى الفردوس، ففرحوا فرحاً عظيماً.
وهذا أيضاً رمزٌ لما سيحدث فى يوم الدينونة، عندما يلقى الشيطان، وكل تابعيه فى العذاب الأبدى، وفى نفس الوقت يدخل أولاده إلى الملكوت، فيتهللوا بفرح لا ينطق به.
ع32: وعندما يضرب الله آشور بعصا القضاء عليه، أى يهلكه، ويهرب الباقون، يتهلل شعب الله فى أورشليم بترانيم مع آلات موسيقية، مثل الدفوف والعيدان، أى آلات الناى، فرحين بنجاتهم، وإنقاذ الله لهم؛ لأن الرب حارب عنهم أعداءهم بحروب ثائرة، أى مخيفة ومرعبة، وأبعدهم عن شعبه بعيداً.
وهذا يرمز إلى قضاء الله على بابل بيد الفرس، والسماح لشعبه أن يعود إلى أورشليم، ويبنى الهيكل بأمر الملك كورش الفارسى. فالله أنقذ شعبه، وحارب عنه البابليين، وأعاده؛ ليعبده فى هيكله بأورشليم.
ويرمز أيضاً – كما ذكرنا – بقضاء الله على الشيطان والأشرار، بإلقائهم يوم الدينونة فى العذاب الأبدى، وتهليل شعبه الداخل للملكوت.
ع33: تفتة : مكان حرق الباقى من أجساد الحيوانات فى وادى هنوم والواقع جنوب غرب أورشليم.
تفتة مكان مرتب من قبل، مهيأة هذه المنطقة للملك الذى هو الإله مولك إله بنى عمون، وهو تمثال نحاسى لرجل جالس ويداه وجوفه مفرغ، وتُحمى النار تحته حتى تصير يداه حمراء من شدة السخونة، ثم توضع على يديه الأطفال المقدمة كذبائح لإرضاء هذا الإله، فيحترقوا ويصرخوا، وكانوا يضربون الطبول بأصوات عالية ليغطوا على صراخ الأطفال.
ومكان تفتة هذا، مكان عميق وواسع، وفيه حطب كثير ونار مشتعلة، وهذا أيضاً ما صنعه الرب بملك آشور وجيشه، وذلك بنفخة غضبه التى كانت كنار مشتعلة، فأحرقت، أى قتلت الآلاف من جيش الملك سنحاريب ملك الآشوريين.
وعندما ملك يوشيا الملك الصالح أحرق الأصنام وكل عبادتها فى هذا الوادى المسمى بـ “هنوم”، وخلص شعبه من هذه العبادات النجسة، فصارت تفتة مكاناً واسعاً تلقى فيه بقايا الحيوانات وتظل النار مشتعلة فيه؛ لتنقية المكان.
كل هذا الكلام عن تفتة وما صنعه يوشيا، وما حدث أيضاً مع سنحاريب وجيش الآشوريين، هو رمز لما سيحدث مع الشيطان وأتباعه فى يوم الدينونة، عندما يلقى فى العذاب الأبدى (رؤ20: 10).? لا تندفع فى كبريائك مهما كانت قوتك ومركزك، وتنسى الله ضابط الكل لئلا تظلم غيرك، فيعاقبك الله عن شرك. إسرع بالتوبة، فهو أيضاً إله رحيم، سيقبلك، ويسامحك عن كل خطاياك.