شكر وتضرع للمسيح المخلص
(1) الصليب والدينونة (ع1-6):
1 مَنْ ذَا الآتِي مِنْ أَدُومَ، بِثِيَابٍ حُمْرٍ مِنْ بُصْرَةَ؟ هذَا الْبَهِيُّ بِمَلاَبِسِهِ، الْمُتَعَظِّمُ بِكَثْرَةِ قُوَّتِهِ. «أَنَا الْمُتَكَلِّمُ بِالْبِرِّ، الْعَظِيمُ لِلْخَلاَصِ». 2 مَا بَالُ لِبَاسِكَ مُحَمَّرٌ، وَثِيَابُكَ كَدَائِسِ الْمِعْصَرَةِ؟ 3 «قَدْ دُسْتُ الْمِعْصَرَةَ وَحْدِي، وَمِنَ الشُّعُوبِ لَمْ يَكُنْ مَعِي أَحَدٌ. فَدُسْتُهُمْ بِغَضَبِي، وَوَطِئْتُهُمْ بِغَيْظِي. فَرُشَّ عَصِيرُهُمْ عَلَى ثِيَابِي، فَلَطَخْتُ كُلَّ مَلاَبِسِي. 4 لأَنَّ يَوْمَ النَّقْمَةِ فِي قَلْبِي، وَسَنَةَ مَفْدِيِّيَّ قَدْ أَتَتْ. 5 فَنَظَرْتُ وَلَمْ يَكُنْ مُعِينٌ، وَتَحَيَّرْتُ إِذْ لَمْ يَكُنْ عَاضِدٌ، فَخَلَّصَتْ لِي ذِرَاعِي، وَغَيْظِي عَضَدَنِي. 6 فَدُسْتُ شُعُوبًا بِغَضَبِي وَأَسْكَرْتُهُمْ بِغَيْظِي، وَأَجْرَيْتُ عَلَى الأَرْضِ عَصِيرَهُمْ».
ع1: أدوم : نسل عيسو، ومعنى آدوم أحمر، وهو شعب معادى لشعب الله.
بصرة : عاصمة أدوم، والتى كانت تسمى قديماً سالع.
يصف إشعياء المسيح الآتى من آدوم، أى بلاد أعداء شعبه، وهو لابس ثياب حمراء؛ لأنها ملطخة بالدم، إذ انتصر على أعدائه الشياطين بالصليب؛ لأن الآدوميين يرمزون إلى الشياطين والإثنين أعداء لشعب الله.
هذا الآتى من بصرة في بهاء عظيم، وقدرة جبارة؛ هو المسيح المنتصر في معركة الصليب. فالمسيح داس الموت بموته، وانتصر على الشيطان، إذ ذهب المسيح إلى الشيطان وانتصر على شره بموته على الصليب. ولذا يعلن في هذه الآية أنه ذهب إلى آدوم وبصرة وانتصر عليها؛ حتى أحمرت ثيابه من دماء الأعداء، رمزاً لانتصاره على كل الشياطين بموته على الصليب.
ع2: يسأل إشعياء المسيح، ويقول له : لماذا ثيابك مصطبغة باللون الأحمر، وهو لون الدم، ومنظرك كمن داس المعصرة ؟ فهو يتكلم عن المسيح في حالتين وهما :
- عندما ألبسوه ثوب إرجوان، ذا اللون الأحمر، واستهزأوا به وجلدوه، ثم صلبوه. فبموته داس الموت، وانتصر على الشياطين، وقيدهم، فلذا يظهر أن المسيح قد دخل في حرب مع البشر، وسالت دماؤهم، ولطخت ثيابه. ودماء المسيح التى ظهرت على جسده وهو مصلوب هى التى أعطتنا النصرة على الشياطين، وأعطتنا الخلاص، فهو تمم الخلاص، وهذا شىء مفرح جداً؛ لأنه خلاص البشرية كلها التى تؤمن به.
- ينتصر المسيح على الشيطان في نهاية الأيام، ويلقيه في العذاب الأبدى. وكما يقول سفر الرؤيا أنه “متسربل بثوب مغموس بدم… يدوس معصرة سخط وغضب الله” (رؤ19: 13، 15).
ع3: وطئتهم : دستهم.
يرد المسيح على إشعياء ويقول له : إنى دست المعصرة وحدى، لم يكن معى أحد من البشر، فهو وحده الذى تمم الخلاص على الصليب (يو16: 32)، وداس الشيطان وقيده بغضبه ليحرر البشر الذين قيدهم الشيطان، ويرفعهم من الجحيم إلى الفردوس، أما الأحياء فيعطيهم فرصة للحياة معه والانطلاق في حبه.
عندما داس المسيح الشياطين، أى أعداءه فخرجت دماؤهم ولطخت ثيابه، وهذا بالطبع تصوير رمزى يؤكد انتصار المسيح على الشياطين.
ع4: يوم الانتقام هو يوم الصليب الذى انتقم الله لأولاده من الشيطان، الذى أذلهم طوال العهد القديم، فقيده، ورفع أولاده من الجحيم إلى الفردوس. وهو اليوم الذى تمم فيه المسيح الفداء، بل يسميها سنة المفديين، وهى تشير إلى فترة طويلة ليست فقط يوم الصليب، بل طوال العهد الجديد، حيث يفدى الله أولاده جميعاً من خلال الكنيسة وأسرارها. فيقبلهم بإيمانهم وتوبتهم، ويتمتعون بالحياة معه؛ حتى ينتقلوا إلى السماء.
ويوم الانتقام يرمز أيضاً إلى يوم الدينونة، حيث يلقى الشيطان في البحيرة المتقدة بالنار والكبريت، وتبدأ سنة المفديين، التى فيها يتمتع مفديو الله بملكوت السموات. فالسنة ترمز لفترة غير محدودة وهى الأبدية.
ويقول الرب يسوع : أن يوم الانتقام كان في قلبه منذ الأزل؛ لأنه يحب أولاده الذين يخلقهم، ويغار عليهم، فدبر منذ الأزل أن ينتقم من الشيطان الذى سيسقط أولاده، ويفديهم من يده، ويمتعهم بالحياة معه إلى الأبد، كل هذا تممه الله في ملء الزمان على الصليب، ورفع أولاده من الجحيم إلى الفردوس، وسيهبهم الملكوت بعد يوم الدينونة.
ع5: عاضد : مساند.
يشرح المسيح ما حدث في ملء الزمان، إذ عجز البشر عن تخليص أنفسهم وسيطر الشيطان عليهم بخطاياه وإغراءاته، وسباهم إلى الجحيم، ولم يكن من يهتم بخلاص البشرية إلا شخص المسيح، بل كان الكل في ضعف، فلم يستطع أحد أن يسانده.
فتحرك الله القادر على كل شىء، ليفدى البشرية بقوته (ذراعه) وغيرته (غيظه) ودعا الكل للتوبة، ثم تقدم نحو الصليب وحده ليحمل خطايا العالم كله على رأسه، ويفدى البشرية، ويحررها من سلطان إبليس.
وتحير المسيح لا يعنى أنه لا يجد وسيلة للفداء، بل يعنى ضيقه وغيرته على أولاده العاجزين عن الخروج من الخطية والموت.
ع6: المسيح داس الشعوب التى قاومته ورفضت الإيمان به، وسقطت في خطايا كثيرة، وصبر عليهم زماناً طويلاً، وسيأتى في يوم الدينونة، ويدوسهم بغضبه، أى يحكم العدل الإلهى عليهم، وهو يسكرهم بغيظه، أى يترنحون ويميلون كالسكران من شدة انتقام الرب منهم، ويجرى على الأرض عصيرهم، أى تسيل دماؤهم على الأرض، ويهلكون. هنا يتكلم عن الانتقام الإلهى في يوم الدينونة، حيث يلقى أعداء شعبه في العذاب الأبدى.
المسيح يقدم لك يا أخى محبته، فهى فرصتك أن تحيا معه، وتتمتع بعمله فيك فى الكنيسة المقدسة؛ حتى يكون لك الخلاص فى يوم الدينونة.
(2) شكر الله على خلاصه (ع7-14):
7 إِحْسَانَاتِ الرَّبِّ أَذْكُرُ، تَسَابِيحَ الرَّبِّ، حَسَبَ كُلِّ مَا كَافَأَنَا بِهِ الرَّبُّ، وَالْخَيْرَ الْعَظِيمَ لِبَيْتِ إِسْرَائِيلَ الَّذِي كَافَأَهُمْ بِهِ حَسَبَ مَرَاحِمِهِ، وَحَسَبَ كَثْرَةِ إِحْسَانَاتِهِ. 8 وَقَدْ قَالَ حَقًّا: «إِنَّهُمْ شَعْبِي، بَنُونَ لاَ يَخُونُونَ». فَصَارَ لَهُمْ مُخَلِّصًا. 9 فِي كُلِّ ضِيقِهِمْ تَضَايَقَ، وَمَلاَكُ حَضْرَتِهِ خَلَّصَهُمْ. بِمَحَبَّتِهِ وَرَأْفَتِهِ هُوَ فَكَّهُمْ وَرَفَعَهُمْ وَحَمَلَهُمْ كُلَّ الأَيَّامِ الْقَدِيمَةِ. 10 وَلكِنَّهُمْ تَمَرَّدُوا وَأَحْزَنُوا رُوحَ قُدْسِهِ، فَتَحَوَّلَ لَهُمْ عَدُوًّا، وَهُوَ حَارَبَهُمْ. 11 ثُمَّ ذَكَرَ الأَيَّامَ الْقَدِيمَةَ، مُوسَى وَشَعْبَهُ: «أَيْنَ الَّذِي أَصْعَدَهُمْ مِنَ الْبَحْرِ مَعَ رَاعِي غَنَمِهِ؟ أَيْنَ الَّذِي جَعَلَ فِي وَسَطِهِمْ رُوحَ قُدْسِهِ، 12 الَّذِي سَيَّرَ لِيَمِينِ مُوسَى ذِرَاعَ مَجْدِهِ، الَّذِي شَقَّ الْمِيَاهَ قُدَّامَهُمْ لِيَصْنَعَ لِنَفْسِهِ اسْمًا أَبَدِيًّا، 13 الَّذِي سَيَّرَهُمْ فِي اللُّجَجِ، كَفَرَسٍ فِي الْبَرِّيَّةِ فَلَمْ يَعْثُرُوا؟ 14 كَبَهَائِمَ تَنْزِلُ إِلَى وَطَاءٍ، رُوحُ الرَّبِّ أَرَاحَهُمْ». هكَذَا قُدْتَ شَعْبَكَ لِتَصْنَعَ لِنَفْسِكَ اسْمَ مَجْدٍ.
ع7: أمام الخلاص العظيم الذى قدمه المسيح لكل من يؤمن به، لم يجد إشعياء النبى شيئاً يقوله لله غير تسبيح اسمه القدوس، الذى من خلال هذا التسبيح يذكر إحسانات الله، ومكافأته العظيمة لشعبه لأجل إيمانهم، وحياتهم معه. ويشكر الله على مراحمه الكثيرة وإحساناته التى لا يستطيع أن يحصيها.
ع8: الله في حنانه يشهد عن شعبه أنهم مؤمنون به، وثابتون في محبتهم له، فلا ينقلبون عليه ويخونوه، ومن أجل هذا مد الله يده، وخلصهم.
وليس معنى عدم خيانتهم أنهم لم يخطئوا أبداً، ولكنهم يتميزون بالإيمان والتوبة، فيسامحهم الله، ويستعيدون بنوتهم وثباتهم في محبته.
ع9: الله يحب أولاده وشعبه، ويشعر بضيقتهم، ويتضايق لأجلهم، أى يشفق عليهم، وأرسل لهم ملاك حضرته ليخلصهم، وهو المسيح الذى سيتجسد في ملء الزمان؛ ليفديهم.
وهكذا بمحبته ورأفته فكَّ قيود شعبه، أى حكم الموت المحكوم عليه به بسبب خطاياه، والله رفع شعبه، وحمله منذ القديم، عندما خلصه من عبودية مصر بالضربات العشر، وشق له البحر الأحمر، وحمله في البرية أربعين سنة، كما يحمل الآب ابنه، ولم يحتاج إلى شىء.
ع10: إن شعب الله سقط في ضعف، وتمرد على الله، فأحزن روح قدسه. فاضطر الله أن يقف لهم كعدو، أى يؤدبهم، فيتوبوا ويرجعوا إليه، فيقبلهم ويخلصهم، فهو حاربهم بالضيقات الشديدة.
ع11-14: اللجج : المياه العميقة.
يعثروا : يسقطوا.
وطاء : وادى.
ذكر الله الأيام القديمة، أى أن الله ليس ناسياً شعبه، الذى آمن به، وأصعده من عبودية مصر على يد موسى، الذى كان راعياً للغنم، أى بواسطة إنسان بسيط، لكن مؤمن به، فأخرج أولاده، وحررهم بقوته وعمل روح قدسه.
وأعطى الله قوة لموسى، أى “ذراع مجده” فشق البحر الأحمر؛ ليعبر شعبه فيه على الأرض اليابسة، مثل فرس يجرى على الأرض (البرية)، ولا يتعثر، ومثل بهائم تنزل إلى وادٍ خصب لتأكل وتشرب، أى تسير بحرية وراحة، مع أن شعب الله يسير في وسط البحر، والمياه تقف يمينهم ويسارهم، فروح الله حفظهم وأعطاهم راحة؛ ليسيروا في هدوء، ويخرجوا إلى برية سيناء.
بهذا صنع الرب مجداً لاسمه القدوس، ويظل هذا المجد إلى الأبد؛ لأنه أحب شعبه، فعمل له هذه المعجزة العظيمة، أن يشق البحر له، ويعبر فيه بهدوء، أما أعداؤه، فيغرقون في البحر.
اهتم يا أخى أن تذكر إحسانات الله الماضية فى حياتك؛ لتشكره، وتسبحه، فيفرح قلبك، وتزداد مراحم الرب عليك فى الأرض، وفى السماء.
(3) طلب مراحم الله (ع15-19):
15 تَطَلَّعْ مِنَ السَّمَاوَاتِ وَانْظُرْ مِنْ مَسْكَنِ قُدْسِكَ وَمَجْدِكَ: أَيْنَ غَيْرَتُكَ وَجَبَرُوتُكَ؟ زَفِيرُ أَحْشَائِكَ وَمَرَاحِمُكَ نَحْوِي امْتَنَعَتْ. 16 فَإِنَّكَ أَنْتَ أَبُونَا وَإِنْ لَمْ يَعْرِفْنَا إِبْرَاهِيمُ، وَإِنْ لَمْ يَدْرِنَا إِسْرَائِيلُ. أَنْتَ يَا رَبُّ أَبُونَا، وَلِيُّنَا مُنْذُ الأَبَدِ اسْمُكَ. 17 لِمَاذَا أَضْلَلْتَنَا يَا رَبُّ عَنْ طُرُقِكَ، قَسَّيْتَ قُلُوبَنَا عَنْ مَخَافَتِكَ؟ ارْجعْ مِنْ أَجْلِ عَبِيدِكَ، أَسْبَاطِ مِيرَاثِكَ. 18 إِلَى قَلِيل امْتَلَكَ شَعْبُ قُدْسِكَ. مُضَايِقُونَا دَاسُوا مَقْدِسَكَ. 19 قَدْ كُنَّا مُنْذُ زَمَانٍ كَالَّذِينَ لَمْ تَحْكُمْ عَلَيْهِمْ، وَلَمْ يُدْعَ عَلَيْهِمْ بِاسْمِكَ.
ع15: زفير أحشائك : الهواء الخارج مع نفس الإنسان، وهو نابع من أحشائه، والمقصود حنانك وشفقتك.
باتضاع وتذلل، يطلب إشعياء عن شعبه من الله أن يتفضل، فينظر إلى أولاده، فيقول له: أنت أسمى من السموات ونحن خطاة، وضعفاء في الأرض، فتحنن علينا؛ لأنك تحبنا، بل أنت تحبنا محبة كبيرة جداً، فأين غيرتك على شعبك المذلول الآن ؟ وأين قوتك القادرة على كل شىء؟
فإننا محرومون من حنانك وشفقتك؛ لأننا مذلولون في السبى بسبب خطايانا، ولكن رجاؤنا مراحمك.
هذه الصلاة تعنى إيمان إشعياء نيابة عن شعبه، واتضاعه، وتقدمه بالتوبة عن كل شعبه؛ ليرحمهم الله.
ع16: يدرنا : يعرفنا ويشعر بنا.
يذكر إشعياء الله بأنه أب لكل شعبه، أكثر من أبوة إبراهيم وإسرائيل، أى يعقوب، اللذين يعتز بهما شعب بنى إسرائيل.
ويقول لله أنت ولينا المسئول عنا، منذ الأزل وإلى الأبد إسمك، أى محبتك وأبوتك. فإشعياء – بدالة البنوة – ينادى أبوة الله وحنانه.
يلاحظ أن صلاة إشعياء وكلامه عن أبوة الله ليس معتاداً في العهد القديم، ولكن معناه أن إشعياء بروح النبوة علم أن الله في العهد الجديد، سيعلم شعبه أن يصلى: “أبانا الذى…” (مت6: 9-13).
ع17: يشعر إشعياء أن الله قد تخلى عنه هو وشعبه؛ لأجل خطاياهم، فسقطوا في السبى والعبودية، فيقول : “لماذا أضللتنا”، أى سمحت أن نضل في السبى. وعندما تخليت عنا، سقطنا – لأجل شرنا – في قساوة القلب، فيقول له : لماذا قسيت قلوبنا عن مخافتك ونحن محتاجون جداً لرعايتك ؟
يترجى إشعياء الله أن يرجع برحمته على عبيده بنى إسرائيل بأسباطهم، فيقول له : هم شعبك وأولادك الذين تحبهم، وهم محتاجون إليك. إنها صلاة تضرع وتذلل أمام الله، لطلب مراحمه.
ع18: يقول إشعياء للرب : إننا قد امتلكنا فترة قليلة، وهى من عهد سليمان وبناء الهيكل إلى السبى، أى كنا أحراراً ومتملكين لبلادنا، ونعبدك في هيكلك، كل هذا زال بالسبى على يد الأشوريين والبابليين، ورغم أن هذه الفترة؛ ما قبل السبى كانت حوالى 400 عام، ولكن إشعياء كان يشعر أن هذه الفترة قصيرة؛ لأن شعب الله كان سعيداً بوجود الله في وسطه واستقراره وحريته.
ع19: يشير إشعياء إلى فترة السبى وهى السبعين عاماً، فيشعر أنها طويلة جداً ويقول عنها : “منذ زمان”؛ لقسوتها وصعوبتها عليهم. كل هذا يراه إشعياء بروح النبوة إذ لم يكن قد تم بعد السبى البابلى.
وفى فترة السبى كان شعب الله محرومًا من رعاية الله، بل تتحكم فيه الأمم. والخلاصة، أن إشعياء يطلب رحمة الله، والعودة من السبى، والتمتع ثانية برعاية الله، وعبادته في هيكله. إن كنت يا أخى تشعر بأية ضيقات تمر بك، حتى وإن كنت أنت سبباً فيها؛ لسقوطك فى خطايا كثيرة، فقم سريعاً وقدم توبتك لله، واطلب مراحمه، وثق فى حنانه وغفرانه.