• الرئيسية
  • الكنيسة القبطية
    • الكتاب المقدس
      • العهد القديم
      • العهد الجديد
      • قصص للأطفال
      • تاريخ يسوع
    • تاريخ الكنيسة
    • العائلة المقدسة
    • تاريخ البابوات
    • المقر البابوي
    • مجلة الكرازة
    • ملتقيات لوجوس للشباب
    • برنامج لوجوس للقيادة
    • جولات قبطية °360
    • اللغة القبطية
    • كرازة الكنيسة
    • كتب كنسية
    • قصص القديسين
    • المتحف القبطي
    • جاليري قبطي
  • المجمع المقدس
    • البابا تواضروس الثانى
    • أعضاء المجمع المقدس
    • الهيكل التنظيمى للجان
      • اللجنة الدائمة
      • لجنة السكرتارية
      • لجنة الرعاية والخدمة
      • لجنة الطقوس
      • لجنة الإيمان والتعليم
      • لجنة الأسرة
      • لجنة الإعلام والمعلومات
      • لجنة العلاقات العامة
      • لجنة العلاقات المسكونية
      • لجنة الرهبنة والأديرة
      • لجنة شئون المهجر
      • لجنة شئون الإيبارشيات
    • لوائح المجمع المقدس
    • قرارات المجمع المقدس
    • قرارات بابوية
    • سيمينارات المجمع المقدس
    • العلاقات المسكونية
      • المجامع المسكونية
      • العائلات الكنسية
      • العلاقة مع الكنائس الأرثوذكسية الشرقية
      • العلاقة مع الكنائس الأرثوذكسية البيزنطية
      • العلاقة مع الكنيسة الكاثوليكية
        • 50 عامًا من المحبة الأخوية (1973-2023)
      • العلاقة مع الكنائس الإنجيلية
      • العلاقة مع الكنيسة الإنجليكانية
      • العلاقة مع الكنيسة الأشورية
      • مجالس الكنائس
      • العمل المسكوني لبطاركة الكنيسة
    • الآباء المتنيحين
  • البابا تواضروس الثاني
    • السيرة الذاتية
    • رسائل بابوية
    • تكريمات وأوسمة
    • رسائل يوم الصداقة
    • كتب قداسة البابا
    • مقالات قداسة البابا
      • مقالات إفتتاحية الكرازة
      • مقالات جريدة الأهرام
      • مقالات مجلة مرقس
    • زيارات خارجية
    • دراسات كتابية
    • عظات الأربعاء
    • حوارات صحفية
    • كلمات وتصريحات
    • فيديو قداسة البابا
    • سؤال وجواب
  • الأديرة والإيبارشيات
    • الأديرة الآثرية
    • الأديرة الحديثة
    • أديرة المهجر
    • إيبارشيات مصر
    • إيبارشيات المهجر
    • مركز لوجوس البابوي
    • مراكز روحية
      • ماريوحنا بطمس
      • بيت الأنافورا
  • الهيئات القبطية
    • أسقفيات عامة
      • أسقفية الخدمات العامة والإجتماعية والمسكونية
      • أسقفية الشباب
    • هيئات تعليمية
      • المكتبة البابوية المركزية
      • معهد الدراسات القبطية
      • الكلية الإكليريكية بالأنبا رويس
      • المعهد القبطي للتدبير الكنسي والتنمية
      • معهد الرعاية والتربية
      • المركز الثقافي القبطي الأرثوذكسي
      • مؤسسة سان مارك لتوثيق التراث
      • جامعة هولي صوفيا
      • معهد بولس الرسول للدراسات الخدمية والكرازية
      • أسرة القديس بنتينوس لأساتذة الجامعات
    • هيئات اجتماعية
      • هيئة أوقاف الأقباط الأرثوذكس
      • المجلس الملي العام
      • الديوان البابوى العام
      • مسرح الأنبا رويس
    • هيئات تنموية
      • أسقفية الخدمات العامة والإجتماعية والمسكونية
      • لجنة الرعاية الاجتماعية
      • المكتب البابوى للمشروعات
      • مكتب الخدمة HIGH Office
    • هيئات اعلامية
      • مجلة الكرازة
        • أعداد مجلة الكرازة
      • المركز الإعلامي
      • الموقع الرسمي
      • COC
      • Aghapy TV
      • CTV
      • ME Sat
      • CYC
      • Koogi TV
    • هيئات صحية
      • مركز الرجاء
  • الأخبار
    • مقابلات رسمية
    • لقاءات رعوية
    • مناسبات كنسية
    • رسائل بابوية
    • تكريمات وأوسمة
    • رسائل يوم الصداقة
    • عظات الأربعاء
    • حوارات صحفية
    • كلمات وتصريحات
    • مقالات إفتتاحية الكرازة
    • برقيات واتصالات
  • العربية
  • الرئيسية
  • الكنيسة القبطية
    • الكتاب المقدس
      • العهد القديم
      • العهد الجديد
      • قصص للأطفال
      • تاريخ يسوع
    • تاريخ الكنيسة
    • العائلة المقدسة
    • تاريخ البابوات
    • المقر البابوي
    • مجلة الكرازة
    • ملتقيات لوجوس للشباب
    • برنامج لوجوس للقيادة
    • جولات قبطية °360
    • اللغة القبطية
    • كرازة الكنيسة
    • كتب كنسية
    • قصص القديسين
    • المتحف القبطي
    • جاليري قبطي
  • المجمع المقدس
    • البابا تواضروس الثانى
    • أعضاء المجمع المقدس
    • الهيكل التنظيمى للجان
      • اللجنة الدائمة
      • لجنة السكرتارية
      • لجنة الرعاية والخدمة
      • لجنة الطقوس
      • لجنة الإيمان والتعليم
      • لجنة الأسرة
      • لجنة الإعلام والمعلومات
      • لجنة العلاقات العامة
      • لجنة العلاقات المسكونية
      • لجنة الرهبنة والأديرة
      • لجنة شئون المهجر
      • لجنة شئون الإيبارشيات
    • لوائح المجمع المقدس
    • قرارات المجمع المقدس
    • قرارات بابوية
    • سيمينارات المجمع المقدس
    • العلاقات المسكونية
      • المجامع المسكونية
      • العائلات الكنسية
      • العلاقة مع الكنائس الأرثوذكسية الشرقية
      • العلاقة مع الكنائس الأرثوذكسية البيزنطية
      • العلاقة مع الكنيسة الكاثوليكية
        • 50 عامًا من المحبة الأخوية (1973-2023)
      • العلاقة مع الكنائس الإنجيلية
      • العلاقة مع الكنيسة الإنجليكانية
      • العلاقة مع الكنيسة الأشورية
      • مجالس الكنائس
      • العمل المسكوني لبطاركة الكنيسة
    • الآباء المتنيحين
  • البابا تواضروس الثاني
    • السيرة الذاتية
    • رسائل بابوية
    • تكريمات وأوسمة
    • رسائل يوم الصداقة
    • كتب قداسة البابا
    • مقالات قداسة البابا
      • مقالات إفتتاحية الكرازة
      • مقالات جريدة الأهرام
      • مقالات مجلة مرقس
    • زيارات خارجية
    • دراسات كتابية
    • عظات الأربعاء
    • حوارات صحفية
    • كلمات وتصريحات
    • فيديو قداسة البابا
    • سؤال وجواب
  • الأديرة والإيبارشيات
    • الأديرة الآثرية
    • الأديرة الحديثة
    • أديرة المهجر
    • إيبارشيات مصر
    • إيبارشيات المهجر
    • مركز لوجوس البابوي
    • مراكز روحية
      • ماريوحنا بطمس
      • بيت الأنافورا
  • الهيئات القبطية
    • أسقفيات عامة
      • أسقفية الخدمات العامة والإجتماعية والمسكونية
      • أسقفية الشباب
    • هيئات تعليمية
      • المكتبة البابوية المركزية
      • معهد الدراسات القبطية
      • الكلية الإكليريكية بالأنبا رويس
      • المعهد القبطي للتدبير الكنسي والتنمية
      • معهد الرعاية والتربية
      • المركز الثقافي القبطي الأرثوذكسي
      • مؤسسة سان مارك لتوثيق التراث
      • جامعة هولي صوفيا
      • معهد بولس الرسول للدراسات الخدمية والكرازية
      • أسرة القديس بنتينوس لأساتذة الجامعات
    • هيئات اجتماعية
      • هيئة أوقاف الأقباط الأرثوذكس
      • المجلس الملي العام
      • الديوان البابوى العام
      • مسرح الأنبا رويس
    • هيئات تنموية
      • أسقفية الخدمات العامة والإجتماعية والمسكونية
      • لجنة الرعاية الاجتماعية
      • المكتب البابوى للمشروعات
      • مكتب الخدمة HIGH Office
    • هيئات اعلامية
      • مجلة الكرازة
        • أعداد مجلة الكرازة
      • المركز الإعلامي
      • الموقع الرسمي
      • COC
      • Aghapy TV
      • CTV
      • ME Sat
      • CYC
      • Koogi TV
    • هيئات صحية
      • مركز الرجاء
  • الأخبار
    • مقابلات رسمية
    • لقاءات رعوية
    • مناسبات كنسية
    • رسائل بابوية
    • تكريمات وأوسمة
    • رسائل يوم الصداقة
    • عظات الأربعاء
    • حوارات صحفية
    • كلمات وتصريحات
    • مقالات إفتتاحية الكرازة
    • برقيات واتصالات
  • العربية
Facebook-f Instagram Youtube X-twitter Threads Soundcloud Bullseye

سفر الأمثال-الأَصْحَاحُ التَّاسِعُ عَشَرَ

سفر الأمثال-الأَصْحَاحُ التَّاسِعُ عَشَرَ

السلوك الحسن والسلوك الأحمق

(1) الفقير والغنى (ع1-10):

1- الْفَقِيرُ السَّالِكُ بِكَمَالِهِ خَيْرٌ مِنْ مُلْتَوِي الشَّفَتَيْنِ وَهُوَ جَاهِلٌ. 2- أَيْضًا كَوْنُ النَّفْسِ بِلاَ مَعْرِفَةٍ لَيْسَ حَسَنًا، وَالْمُسْتَعْجِلُ بِرِجْلَيْهِ يُخْطِئُ. 3- حَمَاقَةُ الرَّجُلِ تُعَوِّجُ طَرِيقَهُ، وَعَلَى الرَّبِّ يَحْنَقُ قَلْبُهُ. 4- اَلْغِنَى يُكْثِرُ الأَصْحَابَ، وَالْفَقِيرُ مُنْفَصِلٌ عَنْ قَرِيبِهِ. 5- شَاهِدُ الزُّورِ لاَ يَتَبَرَّأُ، وَالْمُتَكَلِّمُ بِالأَكَاذِيبِ لاَ يَنْجُو. 6- كَثِيرُونَ يَسْتَعْطِفُونَ وَجْهَ الشَّرِيفِ، وَكُلٌّ صَاحِبٌ لِذِي الْعَطَايَا. 7- كُلُّ إِخْوَةِ الْفَقِيرِ يُبْغِضُونَهُ، فَكَمْ بِالْحَرِيِّ أَصْدِقَاؤُهُ يَبْتَعِدُونَ عَنْهُ! مَنْ يَتْبَعُ أَقْوَالاً فَهِيَ لَهُ. 8- اَلْمُقْتَنِي الْحِكْمَةَ يُحِبُّ نَفْسَهُ. الْحَافِظُ الْفَهْمِ يَجِدُ خَيْرًا. 9- شَاهِدُ الزُّورِ لاَ يَتَبَرَّأُ، وَالْمُتَكَلِّمُ بِالأَكَاذِيبِ يَهْلِكُ. 10- اَلتَّنَعُّمُ لاَ يَلِيقُ بِالْجَاهِلِ. كَمْ بِالأَوْلَى لاَ يَلِيقُ بِالْعَبْدِ أَنْ يَتَسَلَّطَ عَلَى الرُّؤَسَاءِ!

ع1:  إن كان الإنسان البار الذى يسلك فى طريق الله وطريق الكمال يتعرض لضيقات، وفقر، ولا يجد احتياجاته، فالله يحبه ويسنده، ويعطيه سلاماً، ويقدر احتماله للفقر، وتمسكه بوصاياه.

هذا البار الفقير أفضل فى نظر الله من الإنسان الكذاب الملتوى الشفتين السالك فى طريق الشر، لابتعاده عن الله وجهله، حتى لو كان هذا الكذاب غنياً، فلا ينفعه المال ولا العظمة والسلطان فى شئ، فهو مرفوض من الله، على عكس الفقير، المحبوب جداً من الله لسلوكه فى طريق الكمال.

ع2:  تستنكر هذه الآية أن يحيا الإنسان بلا معرفة، والمقصود أنه يحيا فى الجهل بعيداً عن الله، فهو بهذا يشبه الحيوانات العديمة الفهم (مز49: 20). فالإنسان الطبيعى فى داخله صوت الله، أى الضمير، وعلى قدر ما يحيا مع الله سامعاً لصوته وكلامه يكون حكيماً.

والجاهل أيضاً يندفع فى تصرفاته، وهذا التعجل يسقطه فى أخطاء كثيرة.

ع3:  يحنق : يغضب بشدة.

الإنسان الأحمق هو جاهل بعيد عن الله ووصاياه، وبالتالى ينحرف عن الطريق الصحيح، ويفعل شروراً كثيرة.

وعندما يخطئ الإنسان تأتى شروره على رأسه، فيجنى ثمار أفعاله الشريرة. فبدلاً من أن يتوب ويرجع إلى الله يتذمر عليه، ويغضب منه غضباً شديداً، فيزداد حماقة وابتعاداً عن الله، وينغمس فى الشر. وهذا يبين أن هذا الإنسان غضوب لا يغضب فقط على الناس، بل حتى على الله نفسه، فيتمادى فى جهله وخطاياه.

يفهم من هذا أن الجاهل لا يعى أنه جاهل، فيتمادى فى جهله، ظاناً أنه عالم بكل شئ، كما فعل شاول الطرسوسى، ولكن الله افتقده ووبخه، فترك شره وتاب، وآمن بالمسيح.

ع4:  يستخدم الغنى أمواله، وسلطانه فى جذب الكثيرين من الأصدقاء إليه؛ ليزداد عظمة. بالإضافة إلى أن كثيرين يحبون الالتصاق بالأغنياء ليستفيدوا منهم. ويفهم من هذا أن كثرة الأصدقاء مع الغنى أساسها المنفعة الشخصية، سواء للغنى، أو لأصحابه، وليس الحب هو الغرض من الصداقة، فهى صداقة سطحية يسهل أن تنقلب فى أى وقت إلى عكسها.

من ناحية أخرى الفقير لا يحب أحد أن يقترب إليه لأجل ضعفه، فلا يجد أصدقاء وحتى أقاربه يهملونه، فكل واحد منهم يسعى نحو الأغنياء كما ذكرنا، فيشعر الفقير بالوحدة والعزلة.

ولكن الفقير إن التجأ إلى الله كصديق يتمتع بعشرته وصداقته، ويفرح أكثر من كل الناس. والغنى أيضاً إن التصق بالله يشبع بعشرته، فلا ينشغل بكثرة أصدقائه لأنه شبعان من نعمة الله.

ع5:  قد يستخدم الغنى سلطانه للوصول إلى أهدافه ولو بوسائل خاطئة، مثل شهادة الزور. كما فعلت ايزابل الملكة بنابوت اليزرعيلى، وجعلت شهود زور يشهدون عليه، ثم قتلوه (1مل21: 10).

شاهد الزور حتى لو خدع القضاة، ولكنه لا يتبرأ أمام الله، ولا ينجو من العقاب، وغالباً ينكشف كذبه بعد حين، بالإضافة إلى أنه من المؤكد سيعاقب فى الحياة الأخرى بعقاب فظيع يفوق العقل.

والكذاب، أو شاهد الزور الذى يكذب هو إنسان ينفصل عن الله، فيتحد بالشيطان، ولأنه كذاب وأبو الكذاب (يو8: 44) فيستخدمه ويذله، ويحرمه من السلام فى هذه الحياة ومن الراحة فى الحياة الأبدية.

ع6:  الإنسان الشريف هو الإنسان العظيم، وكثير من الناس يريدون الالتصاق به. فيستعطفونه بكلام كثير ليقضى احتياجاتهم، وليكونوا صداقة وعلاقة معه. وهكذا أيضاً يكثر الأصحاب الذى يريدون أن يرتبطوا بالغنى الذى يعطى من حوله، ويساعدهم بغرض أن يأخذوا منه أموالاً ومساعدات.

ولكن هؤلاء الشرفاء والأغنياء يمكن أن يذلوا ويتكلموا بخشونة مع من يسعى إليهم من ذوى الاحتياجات، كما ذكرنا فى (ص18: 23). ولكن الله هو الأب الحنون الذى لا يذل، أو يحتقر أحداً. فلذا يتمتع أولاد الله بالاقتراب إليه، ويستعطفونه لينالوا مراحمه، وغفران خطاياهم، ويسندهم فى كل احتياجاتهم.

ع7:  الفقير لا يلتصق به أحد لأنه أقل فى نظرهم، وحتى أخوته وأقرباءه يهملونه، وبالطبع أصدقاؤه القدامى الذين صاروا أغنياءً يهملونه؛ لأن نظرة الناس مادية، ويبحثون عن منفعتهم. ولأنهم لا يجدون منفعة مادية من الفقير يبتعدون عنه.

وهذا الفقير إذا قال أقوالاً كثيرة بتوسل لإخوته، أو أصحابه الذين صاروا أغنياءً، لا يستفيد منهم شيئاً ولا يساعدونه، بل ترتد أقواله إليه؛ هذا ما يقصده بعبارة “من يتبع أقوالاً فهى له”. وكما ذكرنا، فليس من يستمع إلى هذا الفقير إلا الله.

ع8:  من يطلب الحكمة من الله ليقتنيها هو إنسان حكيم، ويحب نفسه التى خلقها الله، وهى غالية فى نظره. فهو يكرم نفسه، إذ يعطيها بركات الحكمة، وهى خيرات كثيرة، فيحيا فى سلام وسعادة أكثر من جميع الناس؛ لأنه يتمتع بعشرة الله.

ع9:  هذه الآية تأكيد وتكرار للآية المذكورة فى هذا الإصحاح فى (ع5). وهذا يبين كراهية الله للكذب وشهادة الزور، اللذين نهايتهما الحتمية هى الهلاك.

ع10:  الإنسان الجاهل لا يليق به الغنى، فيحيا فى رفاهية؛ لأنه غير حكيم، ولذا فسيبذر أمواله، وينفقها بدون حكمة فى أمور كثيرة. والأجدر به أن يرجع إلى الله، فينال حكمة ولا يتعلق برفاهيات العالم، وشهواته، فيتمتع بعشرة الله.

كذلك العبد إن سمحت له الظروف أن يتسلط على سيده، فلأجل ضعفه وحقارته سيعوض هذا بتسلط وإذلال لمن هم أفضل منه، وقد يذل سيده، أو العظماء الذين تسلط عليهم.

من الأمثلة المعروفة عن الإنسان الذى كان يشغل عملاً وضيعاً، وهو عامل فى إسطبل الخيل، ثم أحبته إحدى الأميرات فتزوجها، واغتصب الملك، فاستغل مركزه كملك ليضطهد المسيحيين فى كل مكان، وهو دقلديانوس الملك الشرير.

 إذا كان لك سلطان أو مسئولية عن آخرين، فاتضع أمام الله ليعطيك حكمة، اطلب كما طلب سليمان، فيهبك قيادة ناجحة ونجاحاً في كل مسئولياتك.

(2) الغضب (ع11-22):

11- تَعَقُّلُ الإِنْسَانِ يُبْطِئُ غَضَبَهُ، وَفَخْرُهُ الصَّفْحُ عَنْ مَعْصِيَةٍ. 12- كَزَمْجَرَةِ الأَسَدِ حَنَقُ الْمَلِكِ، وَكَالطَّلِّ عَلَى الْعُشْبِ رِضْوَانُهُ. 13- اَلابْنُ الْجَاهِلُ مُصِيبَةٌ عَلَى أَبِيهِ، وَمُخَاصَمَاتُ الزَّوْجَةِ كَالْوَكْفِ الْمُتَتَابعِ. 14- اَلْبَيْتُ وَالثَّرْوَةُ مِيرَاثٌ مِنَ الآبَاءِ، أَمَّا الزَّوْجَةُ الْمُتَعَقِّلَةُ فَمِنْ عِنْدِ الرَّبِّ.
15- اَلْكَسَلُ يُلْقِي فِي السُّبَاتِ، وَالنَّفْسُ الْمُتَرَاخِيَةُ تَجُوعُ. 16- حَافِظُ الْوَصِيَّةِ حَافِظٌ نَفْسَهُ، وَالْمُتَهَاوِنُ بِطُرُقِهِ يَمُوتُ. 17- مَنْ يَرْحَمُ الْفَقِيرَ يُقْرِضُ الرَّبَّ، وَعَنْ مَعْرُوفِهِ يُجَازِيهِ. 18- أَدِّبِ ابْنَكَ لأَنَّ فِيهِ رَجَاءً، وَلكِنْ عَلَى إِمَاتَتِهِ لاَ تَحْمِلْ نَفْسَكَ. 19- اَلشَّدِيدُ الْغَضَبِ يَحْمِلُ عُقُوبَةً، لأَنَّكَ إِذَا نَجَّيْتَهُ فَبَعْدُ تُعِيدُ. 20- اِسْمَعِ الْمَشُورَةَ وَاقْبَلِ التَّأْدِيبَ، لِكَيْ تَكُونَ حَكِيمًا فِي آخِرَتِكَ. 21- فِي قَلْبِ الإِنْسَانِ أَفْكَارٌ كَثِيرَةٌ، لكِنْ مَشُورَةُ الرَّبِّ هِيَ تَثْبُتُ. 22- زِينَةُ الإِنْسَانِ مَعْرُوفَهُ، وَالْفَقِيرُ خَيْرٌ مِنَ الْكَذُوبِ.

ع11:  الإنسان الروحى الحكيم هو الإنسان العاقل، والذى يستطيع أن يضبط نفسه فلا يغضب؛ حتى لو كان الذى أمامه مستفزاً، أو كلماته ردية، فيلتمس له العذر ويسامحه، وهذا يعتبر فخر وعظمة له، لأنه تشبه بالمسيح الذى سامح صالبيه، وصلى لأجلهم ملتمساً لهم العذر أنهم لا يعلمون ماذا يفعلون (لو23: 34).

ع12:  زمجرة : صوت الأسد المرتفع.

حنق : غضب شديد.

الطل : الندى.

إن الملك عندما يغضب غضباً شديداً، فلأنه له سلطان، فغضبه يشبه صوت الأسد المخيف، عندما يزمجر استعداداً للإنقضاض على فريسته.

أما رضى الملك وعفوه وحنانه يشبه الندى الذى ينزل على العشب، فيعطيه حياة، كأنه قد نال رياً من السماء.

من هذا يفهم أهمية الخضوع للملك والرؤساء، كما يوصينا الكتاب المقدس (1تى2: 2).

وهذا الملك يرمز لملك الملوك ربنا يسوع المسيح الديان العادل عندما يقف يوم الدينونة ليحكم على كل البشر. ويشبهه أيضاً فى حنانه علينا أيام عمرنا على الأرض، عندما نحفظ وصاياه، فيباركنا ويرضى علينا، ويعطينا حياة فرح بين يديه.

ع13:  الوكف : تساقط قطرة قطرة متتابعة.

الابن الجاهل هو البعيد عن الله، وبالتالى يسقط فى خطايا كثيرة، ويتمرد على والديه. بل أخطاؤه مع الآخرين تكون سبب إزعاج لأبيه، ويكون مصيبة مستمرة له، إذ يتوقع فى كل وقت مشكلة جديدة يصنعها، ويطالب الأب بحلها.

أما الزوجة المخاصمة، فهى إما زوجة كثيرة الغضب والنزاع مع زوجها، أو أنها تغضب فى داخلها فتخاصمه ولا تتكلم معه. والاثنتان سبب نكد مستمر فى البيت، ليس فقط للزوج، بل أيضاً للأبناء الذين يتعلمون منها الغضب والاحتداد، والشجار، أو الانعزال وعدم التحدث مع أحد غضباً منهم. وتشبه الآية هنا المرأة المخاصمة بالمطر، الذى ينزل كقطرات قليلة متتابعة، مثل سقف غير محكم، فبعد نزول المطر تنزل منه قطرات متتابعة يمكن أن توتر الأعصاب، وتحدث ضيقاً للجالسين فى المكان.

وهذه الآية تدعو أفراد الأسرة للتسامح، وتدعو الآباء والأمهات للعناية بتربية أبنائهم، والأبناء لتوقير وطاعة والديهم، والكل يرتبط بالله، ويهتم بإرضائه.

ع14:  إن كانت الآية السابقة تحدثنا عن المشاكل التى يختلقها الشيطان داخل الأسرة، سواء الزوجة، أو الأبناء، فهذه الآية تحدثنا عن عطية الله الذى يعطى الزوجة الصالحة للرجل الذى يتقى الله، ويحيا معه. فإن كان الآباء يعطون عطايا، أو ميراث لأبنائهم من ماديات العالم، مثل الأموال، أو البيوت والمقتنيات، فإن الله يعطى العطية الأكبر والأهم وهى الزوجة المتعقلة، أى التى تضبط نفسها أمام الغضب، وتسلك باتزان مع زوجها وأبنائها، وكل من حولها. هى إنسانة تعرف الله، ومعرضة للخطأ، ولكنها متعقلة، أى تجاهد لضبط نفسها، فتكون منضبطة ومتزنة فى كلامها وعملها.

ومن الأمثلة فى الكتاب المقدس على الزوجة الصالحة التى يهبها الله لمن يطلبها، رفقة التى أعطاها الله لإسحق بصلواته وصلوات أبيه إبراهيم ولعازر الدمشقى عبد إبراهيم (تك24)، وكذا سارة التى وهبها الله لطوبيا عن طريق رئيس الملائكة روفائيل
(طو6: 11-13).

ع15:  تحذر هذه الآية من الكسل، لأنه يجعل الإنسان يتراخى، ويهمل أعماله، ويميل إلى النوم، بل إلى النوم العميق، الذى هو السبات، ويفقد الإنسان نشاطه وحماسه لأى عمل، وبالتالى لا يحصل على أموال تعطيه احتياجاته الضرورية من الطعام والشراب، أى يجوع ويصير فقيراً جداً.

كل ما سبق من الناحية المادية، أما من الناحية الروحية، فتأثير الكسل أخطر، إذ يفقد الإنسان ميله للصلاة والقراءة، والوجود مع الله، فيستسلم لأفكار الشيطان، ويجوع ولا يجد طعامه الروحى، أى يبتعد عن التناول وكلام الله، ويصبح ليس فقط فاتراً، بل راقداً كجثة هامدة، أى يصير ميتاً فى نظر الله (رؤ 3 : 1) تسوقه تيارات العالم وشهواته.

ع16:  إن من يحفظ وصايا الله يحفظ نفسه من كل شر؛ لأن الوصية سترشده فى طريق البر والصلاح، وتحذره من أسباب الخطية ليبتعد عنها، فتحفظه الوصية فكراً وكلاماً، وعملاً، بل مشاعر قلبه أيضا تكون نقية.

وعلى العكس من يهمل طرق الرب فإنه يكون بلا إرشاد ويلعب به الشيطان، فيسقط فى خطايا كثيرة نتيجتها الموت الأبدى، والعذاب الذى لا ينتهى.

ع17:  من يحفظ وصايا الله، كما ذكرت الآية السابقة، لابد أن يرحم الفقراء. والرحمة والعطاء للمحتاجين هو عطاء لله نفسه لأن الفقراء إخوة الرب، وما نصنعه معهم نقدمه لله شخصياً (مت25: 40).

والله فى محبته يعتبر رحمة الفقير والعطاء له كأنه قرض أعطى لله شخصياً، وهو مسئول أن يرده لصانع الرحمة، بل هو يرده أضعافاً؛ لأن الله غنى، ويحب أولاده الذين يحفظون وصية الرحمة. فعندما يطلبون منه أى شئ يسرع إليهم، ويهبهم عطاياه التى لا تحد.

ع18:  تدعو هذه الآية الآباء أن يؤدبوا أبناءهم برجاء إصلاحهم، وليبعدوهم عن الشر. وهذا التأديب يمتزج بالحب الأبوى، ولذا يقبله الإبن، حتى لو كان التأديب متعباً فى حد ذاته.

وإن لم يؤدب الأب ابنه، فهو يعرضه للتمادى فى الشر، فيعاقبه الحاكم، ويتعرض للموت نتيجة خطاياه.

ومن ناحية أخرى لا يكون التأديب بقسوة، لدرجة تهدم نفسية الابن وتميتها، فيصبح ضعيفاً منطوياً عاجزاً يائساً، أو تكون التأديبات قاسية بشكل ملموس، فيتعرض أن يفقد حياته. ولكن التأديب هو نوع من الحزم، لتنبيه الابن ليرجع عن الشر، ويحيا مع الله.

فشاول الملك مثلاً رفع الرمح ليقتل ابنه يوناثان، أى كان يريد قتله، فهرب منه يوناثان وفقد ثقته فى أبيه (1صم20: 33).

ع19:  تتكلم هذه الآية عن الابن الشديد الغضب، وتظهر احتياجه إلى تأديب أبيه؛ حتى لا يتمادى فى غضبه وعصيانه، وتنصح الآية أباه ألا ينجيه، أو يسامحه؛ لأنه سيتمادى فى غضبه، ويكرره مرات كثيرة، فيتعرض لصدام مع من حوله، ويردون عليه، بل أيضاً القانون سيحكم عليه، ويعاقبه؛ لأن أبيه أهمل تأديبه، وسيكون عقاب القانون أشد، وأصعب.

ع20:  تدعونا هذه الآية لقبول المشورة، والإرشاد، بل قبول التأديب أيضاً حتى لو كان صعباً. لأنه بقبول المشورة والتأديب يتعلم الإنسان الحكمة، وخاصة لو كانت المشورة والتأديب من الله وليس فقط الوالدين، فهذا يعلم الإنسان الحكمة تدريجياً حتى يعتبر، عندما يكبر، إنسانٌ حكيمٌ بالحقيقة لكثرة قبوله المشورة والتأديب.

ويستطيع هذا الإنسان الكبير سناً، لحكمته، أن يعطى مشورة وتأديب للآخرين، فيصبح مصدراً للعلم والمعرفة والإرشاد، وعلى قدر اتصاله بالله يصبح صوتاً واضحاً لله.

وإن اختلفت المشورات، لا ينزعج الإنسان، بل يرجع إلى مشيره الأصلى، أى أبيه الروحى، وفى العهد الجديد هو أب الاعتراف.

ع21:  تدور فى ذهن الإنسان، وفى قلبه أفكار كثيرة ومشاعر متنوعة. وهى غالباً تكون أحد هذه الأفكار :

1- أفكار شريرة :

وهى أفكار ضد وصايا الله وتسئ للآخرين ولصاحب التفكير.

2- أفكار عالمية :

تتبع أفكار العالم (يع3: 15) وهى ليست شراً واضحاً، ولكنها أفكار مرتبطة باحتياجات الإنسان المتنوعة، فإن زادت عن حدودها تصبح شريرة.

3- بحكمة بشرية :

تنتج عن حكمة الإنسان، وهى أفكار صالحة ولكنها قاصرة، ومعرضة للخطأ؛ لأن الإنسان محدود، ومعرفته محدودة. فهى حسنة ولكن ليست كاملة، أو نقية تماماً.

وهنا يظهر احتياج الإنسان للمشورة الصالحة الكاملة وهى :

4- مشورة الله :

الناتجة من وصايا الله وإرشادات الآباء الروحيين. وهى نقية وصالحة تماماً، وتكشف عيوب أفكار الإنسان المتنوعة السابق ذكرها. وهذه الأفكار تظل ثابتة، ومن يتمسك بها يثبت فى حياته مع الله إلى الأبد.

ع22:  تمجد هذه الآية عمل الخير، بل تعتبر أن ما يصنعه الإنسان من معروف ورحمة للآخرين هو ما يتزين به أمام الله.

والإنسان يفرح الله بمعروفه حتى لو كان صغيراً، مثل الغلام الذى أعطى للمسيح السمكتين والخمس خبزات (يو6: 9) فباركها وأشبع بها الجموع، رغم صغر حجم هذه العطية. وتمدح هذه الآية ليس فقط هذا الغلام الصغير، بل أيضاً كل إنسان فقير عاجز عن العطاء إلا القليل، فهو فى نظر الله أفضل من الإنسان الذى يدعى أنه يملك كثيراً، ويعد بما لا يستطيع أن يوفيه، أى يكذب، ويكثر من هذه الوعود، فيصير كثير الكذب، أى كذوب.

  اهتم بعمل الخير والرحمة قدر ما تستطيع حتى تسد أعواز المحتاجين، وتقتنى رحمة عظيمة من الله، وتفرح قلبه، فتحيا مطمئناً وفى سعادة لا يعبر عنها، وينتظرك ملكوت السموات.

(3) المخافة والتأديب (ع23-29):

23- مَخَافَةُ الرَّبِّ لِلْحَيَاةِ. يَبِيتُ شَبْعَانَ لاَ يَتَعَهَّدُهُ شَرٌّ. 24- اَلْكَسْلاَنُ يُخْفِي يَدَهُ فِي الصَّحْفَةِ، وَأَيْضًا إِلَى فَمِهِ لاَ يَرُدُّهَا. 25- اِضْرِبِ الْمُسْتَهْزِئَ فَيَتَذَكَّى الأَحْمَقُ، وَوَبِّخْ فَهِيمًا فَيَفْهَمَ مَعْرِفَةً.
26- الْمُخَرِّبُ أَبَاهُ وَالطَّارِدُ أُمَّهُ هُوَ ابْنٌ مُخْزٍ وَمُخْجِلٌ. 27- كُفَّ يَا ابْنِي عَنِ اسْتِمَاعِ التَّعْلِيمِ لِلضَّلاَلَةِ عَنْ كَلاَمِ الْمَعْرِفَةِ. 28- اَلشَّاهِدُ اللَّئِيمُ يَسْتَهْزِئُ بِالْحَقِّ، وَفَمُ الأَشْرَارِ يَبْلَعُ الإِثْمَ.
29- اَلْقِصَاصُ مُعَدٌّ لِلْمُسْتَهْزِئِينَ، وَالضَّرْبُ لِظَهْرِ الْجُهَّالِ.

ع23:  تحدثنا هذه الآية عن أهمية مخافة الله، فهى تعطى بركات كثيرة لمن يتمسك بها، أهمها :

  1. حياة مع الله : لأنه يرفض كل شر، وإن سقط يتوب سريعاً.
  2. شبع وسلام وراحة نفسية : لأنه يمتلئ من نعمة الله، ويشعر بعشرته لله.
  3. الله يحميه من حروب إبليس، وشروره: لأنه يرى الله دائماً أمامه، ويخافه، فيبتعد عن مصادر الشر.

ع24:  الصحفة : الطبق أو الصحن.

تحذر هذه الآية من الكسل؛ لأن الإنسان عندما يحب الكسل ويتعوده، يفقد نشاطه، بل قدرته على الأعمال الضرورية. فإن جلس على مائدة ليأكل يضع يده فى الطبق ليأخذ منه طعاماً، ولكنه لشدة كسله يشعر بعجزه أن يرفعها لفمه، ويفضل الجوع عن أن يحرك يده ليأكل.

هذا الكسول عن الأعمال المادية، خطورة كسله تظهر أكثر فى تراخيه عن الأعمال الروحية، فيهمل الصلاة وقراءة الكتاب المقدس، والذهاب إلى الكنيسة، والاهتمام بالاعتراف التناول، فيفقد حياته الروحية، ويسقط فى خطايا كثيرة فيهلك.

وغالباً الكسول، أى كثير الكسل، يكون كسولاً فى أعماله المادية والروحية، أى فى كل جوانب حياته. فهذه الآية تدعونا للنشاط، ورفض هذا الكسل المميت.

ع25:  يتذكى : يصير أكثر ذكاءً.

الأحمق : المقصود به قليل الفهم، أو الساذج.

تهاجم هذه الآية المستهزئ، وهو الإنسان الجاهل المتكبر، الذى يهاجم غيره بالسخرية عليه، فيثبت فى جهله، وابتعاده عن الله، ويمنع نفسه من أية استفادة، أو إرشاد يصل إليه.

تعلن هذه الآية أنه إذا وبخت مستهزئ أمام الأغبياء وقليلى الفهم، فهو لا يستفيد من كلامك ونصائحك الشديدة، ولكن يتعلم الحمقى قليلى الفهم، فيرجعوا ولو قليلاً إلى الله، ويصيروا أكثر ذكاءً وروحانية.

لكن إذا وبخت إنساناً فهيماً، وهو الإنسان الروحى، الذى يستطيع أن يميز بين الخير والشر، وسقط فى خطية، فإنه ينتبه حالاً عند توبيخك له، ويتوب عن أخطائه، فيعود إلى فهمه، بل ويزداد.

ع26:  تظهر هذه الآية خطورة إهمال تربية الأبناء، فالابن الغير مؤدب تأديباً حسناً من أبيه وأمه، يشعر أن من حقه كإنسان حر أن يفعل أى شئ، فيتمرد على والديه، ويبدد ثروة أبيه، فهو يخرب أبيه، ولا يفهم أن هذا خطأ. ثم تزداد أنانيته ويصير قاسى القلب، فيطرد أمه من البيت، ناسياً كل تعبها من أجله. وهو بهذا يصير مثالاً للخزى والعار.

ثم يتصرف بهذا الغباء مع من حوله، فيعاملونه بالسوء نتيجة شره. أما من جهة الحكام فيقبضون عليه ويتعرض للهلاك. وأخيراً فإنه من المحتم أن يأتى عليه غضب الله، ويهلك هلاكاً أبدياً.

يفهم مما سبق أهمية تربية الأبناء؛ لأنه إذا هلك هذا الإبن، فالسبب هو إهمال والديه تربيته، وتدليلهم له، فيأتى شر ابنهم على رؤوسهم، ويحاسبوا من الله أيضاً على هذا الإهمال فى التربية.

ع27:  إن الابن المتمرد الذى يسلك فى الشر، والمذكور فى الآية السابقة تستهزئ به هذه الآية، وتقول له لا تسمع كلام التعليم والتأديب الذى من الله، وبهذا تضل عن معرفة الله، وتهلك. فهذه الآية تدعو الابن المتمرد الجاهل أن يهتم بسماع التعليم وقبول التأديب؛ حتى لا يضل عن معرفة الله. ولكن صيغة هذه الآية استهزاء واستنكار لما يفعله هذا الابن المتمرد، الذى لا يريد أن يتعلم، أو يتأدب.

ع28:  تعلن هذه الآية الضيق من الأشرار، فتقول عن اللئيم، وهو الإنسان الملتوى، الذى يقف ليشهد فى المحاكمة على البرىء شهادة زور، فهو بهذا يستهزئ بالحق الذى هو الله، ويصبح الكذب سهلاً عليه، بل إن فمه يبلع الإثم، ويتعوده، ويصير الإثم طعاماً له؛ لأن حياته قد انغمست فى الشر.

فهذه الآية تبين خطورة الانغماس فى الشر، لعلها تنبه الأشرار ليتوبوا، ويرجعوا عن ضلالهم. ومثال لهؤلاء الأشرار الشيخين اللذين شهدا زورا على سوسنة العفيفة (دا13: 49).

ع29:  القصاص : العقاب.

يختم هذا الأصحاح بإعلان إلهى هو أن من يتمادى فى الشر والاستهزاء بالحق، فإنه حتماً سيناله العقاب الإلهى. ومن يصر على جهله، ويرفض التوبة، ومعرفة الله، فإنه سينال ضربات كثيرة يأخذ بعضها على الأرض، ولكن الأكثر فى الحياة الأخرى، أى العذاب الأبدى.  ضع مخافة الله أمام عينيك، فتطيع وصاياه، وتقبل على الإرشاد الروحى. حينئذ تنجو من خطايا كثيرة، وتبتعد عن الأشرار المستهزئين بالله وطرقه، فتحيا في سلام وفرح.

  • الرئيسية
  • الكنيسة القبطية
  • المجمع المقدس
  • البابا تواضروس الثاني
  • الأديرة والإيبارشيات
  • الهيئات القبطية
  • الأخبار
  • الرئيسية
  • الكنيسة القبطية
  • المجمع المقدس
  • البابا تواضروس الثاني
  • الأديرة والإيبارشيات
  • الهيئات القبطية
  • الأخبار
Facebook-f Instagram Youtube X-twitter Threads Soundcloud Bullseye