الزانية
(1) الوصية تحمى من الزنى (ع1-5):
1- يَا ابْنِي، احْفَظْ كَلاَمِي وَاذْخَرْ وَصَايَايَ عِنْدَكَ. 2- احْفَظْ وَصَايَايَ فَتَحْيَا، وَشَرِيعَتِي كَحَدَقَةِ عَيْنِكَ. 3- اُرْبُطْهَا عَلَى أَصَابِعِكَ. اكْتُبْهَا عَلَى لَوْحِ قَلْبِكَ. 4- قُلْ لِلْحِكْمَةِ: «أَنْتِ أُخْتِي» وَادْعُ الْفَهْمَ ذَا قَرَابَةٍ. 5- لِتَحْفَظَكَ مِنَ الْمَرْأَةِ الأَجْنَبِيَّةِ، مِنَ الْغَرِيبَةِ الْمَلِقَةِ بِكَلاَمِهَا.
ع1، 2: أذخر : أكنز.
حدقة عينك : إنسان العين، أو سواد العين (Pupil) ومنها يدخل الضوء إلى العين، فيرى الإنسان.
لأجل خطورة وصية الزنى يستكمل سليمان هنا حديثه عنها فى هذا الإصحاح كله. ويبدأ حديثه بتنبيه أبنائه، طالبى الحكمة أن يهتموا بوصايا الله وكلامه، فيحفظونها، ويخبئونها فى قلوبهم، فهى كنزهم الذى ينجيهم من كل شر، وخاصة الزنى. ويطلب منهم أيضاً أن يحيوا بها، أى يطبقونها فى حياتهم. ويعلن أن هذه الوصايا أثمن شئ يحتفظ به الإنسان، فهى ليست كعينيه فقط، التى يدرك بها معظم معلوماته عن المجتمع المحيط به، بل أيضاً مثل حدقة العين التى بدونها لا يستطيع الإنسان الرؤية. فيظهر أن كلام الله هو كنز الإنسان وحياته.
ع3: يطلب أيضاً سليمان من أبنائه أن يربطوا وصايا الله على أصابعهم، ليس فقط ليتذكروها كلما حركوا أصابعهم ليمسكوا شيئاً، ولكن ليعلن أن الأصابع واليدين اللتين تقوما بكل الأعمال ينبغى أن تخضع، وتسترشد بوصايا الله، وحينئذ لن تمتد إلى الشر، ولمس امرأة شريرة، أو استخدامها بأى شكل فى الزنى.
وكذلك يطلب أن تكتب الوصايا على لوح القلب، وليست مجرد ألواح توضع أمام الإنسان ليقرأها. والقلب يرمز للمشاعر، فيقصد أن يشعر الإنسان بوصايا الله، ويفهمها؛ ويحيا بها، فتحميه من حروب الشيطان.
ع4، 5: يطلب أيضاً سليمان من أبنائه طالبى الحكمة أن يرتبطوا بها كأقرب وألصق ارتباط بين البشر. فتكون كأخت لهم، أى من لحمهم ودمهم، فيحيون معها كما يحيا الأخ مع أخته فى نفس البيت، وفى عشرة وحياة مستمرة. وإذا ارتبط الإنسان بالحكمة ليلاً ونهاراً كمن يرتبط بأقربائه المقربين، أو إخوته، فسيحميه هذا من الأجنبيات، وهن الزوانى، أو أية إمرأة ليس له علاقة قرابة خاصة بها. فإذ يشبع بالحكمة فى علاقة طبيعية لا يحتاج إلى العلاقات الغير طبيعية، أو اشتهاء ما لا يحق له أن يشتهيه من إناث هذا العالم. وقد سبق شرح (ع5) فى الإصحاح السابق (ص6: 24).
إهتم بقراءة الكتاب المقدس، وترديد كلماته، والتأمل فيها، فتملأ فكرك بكلام الله، وتحمى نفسك من كل فكر شرير.
(2) إغراءات الزانية (ع6-23):
6- لأَنِّي مِنْ كُوَّةِ بَيْتِي، مِنْ وَرَاءِ شُبَّاكِي تَطَلَّعْتُ، 7- فَرَأَيْتُ بَيْنَ الْجُهَّالِ، لاَحَظْتُ بَيْنَ الْبَنِينَ غُلاَمًا عَدِيمَ الْفَهْمِ، 8- عَابِرًا فِي الشَّارِعِ عِنْدَ زَاوِيَتِهَا، وَصَاعِدًا فِي طَرِيقِ بَيْتِهَا. 9- فِي الْعِشَاءِ، فِي مَسَاءِ الْيَوْمِ، فِي حَدَقَةِ اللَّيْلِ وَالظَّلاَمِ. 10- وَإِذَا بِامْرَأَةٍ اسْتَقْبَلَتْهُ فِي زِيِّ زَانِيَةٍ، وَخَبِيثَةِ الْقَلْبِ.
11- صَخَّابَةٌ هِيَ وَجَامِحَةٌ. فِي بَيْتِهَا لاَ تَسْتَقِرُّ قَدَمَاهَا. 12- تَارَةً فِي الْخَارِجِ، وَأُخْرَى فِي الشَّوَارِعِ، وَعِنْدَ كُلِّ زَاوِيَةٍ تَكْمُنُ. 13- فَأَمْسَكَتْهُ وَقَبَّلَتْهُ. أَوْقَحَتْ وَجْهَهَا وَقَالَتْ لَهُ: 14- «عَلَيَّ ذَبَائِحُ السَّلاَمَةِ. الْيَوْمَ أَوْفَيْتُ نُذُورِي. 15- فَلِذلِكَ خَرَجْتُ لِلِقَائِكَ، لأَطْلُبَ وَجْهَكَ حَتَّى أَجِدَكَ.
16- بِالدِّيبَاجِ فَرَشْتُ سَرِيرِي، بِمُوَشَّى كَتَّانٍ مِنْ مِصْرَ. 17- عَطَّرْتُ فِرَاشِي بِمُرّ وَعُودٍ وَقِرْفَةٍ.
18- هَلُمَّ نَرْتَوِ وُدًّا إِلَى الصَّبَاحِ. نَتَلَذَّذُ بِالْحُبِّ. 19- لأَنَّ الرَّجُلَ لَيْسَ فِي الْبَيْتِ. ذَهَبَ فِي طَرِيق بَعِيدَةٍ. 20- أَخَذَ صُرَّةَ الْفِضَّةِ بِيَدِهِ. يَوْمَ الْهِلاَلِ يَأْتِي إِلَى بَيْتِهِ». 21- أَغْوَتْهُ بِكَثْرَةِ فُنُونِهَا، بِمَلْثِ شَفَتَيْهَا طَوَّحَتْهُ. 22- ذَهَبَ وَرَاءَهَا لِوَقْتِهِ، كَثَوْرٍ يَذْهَبُ إِلَى الذَّبْحِ، أَوْ كَالْغَبِيِّ إِلَى قَيْدِ الْقِصَاصِ،
23- حَتَّى يَشُقَّ سَهْمٌ كَبِدَهُ. كَطَيْرٍ يُسْرِعُ إِلَى الْفَخِّ وَلاَ يَدْرِي أَنَّهُ لِنَفْسِهِ.
ع6، 7: كوة : نافذة صغيرة.
يقص علينا سليمان قصة سقوط إنسان فى الزنى. ويحكى أنه كان ينظر من نافذة فى بيته، فرأى شاباً (غلام)، ويقصد إنساناً فى عمر من السهل أن يحاربه الشيطان بشهوة الزنى. هذا الشاب يصفه بأنه من الجهال، ويقف مع أصدقائه الجهال أيضاً، فصحبته تقوده إلى الشر، فهم يجهلون الله وطريقه، فيسهل انحرافهم إلى الخطية. وهذا الإبن أيضاً يصفه بأنه عديم الفهم، ويقصد الفهم الروحى، فهو لا يستطيع أن يميز الخير عن الشر؛ حتى يبتعد عن الخطية.
ع8: هذا الشاب كان عابراً فى الشارع عند زاوية بيت المرأة الزانية، بل ومتجهاً نحو بيتها، وكان الشارع صاعداً نحو هذا البيت، وهذا يظهر أنه كان يبحث عن الشر، ويتجه إليه. ولعله كان يريد أن يرى منظرها على الأقل؛ ليشبع شهوته، وتحمل تعب الصعود ليصل إلى شهوته، فهو لا يتسكع فقط فى الشارع، ولكنه أيضاً يبحث عن الخطية، ويتعب فى الحصول عليها. وهذا يبين إصراره على الشر. وإن لم يكن قاصداً أن يرى الزانية، فهو على الأقل غير محترس من الخطية، فلماذا أيها الشاب تسير فى الشارع عند زاوية بيت امرأة زانية بلا داع، أى أنك غير مضطر أن تمر من هناك ؟ ولكنك بدون حذر تثير فى قلبك أفكار الشهوة؛ حتى أنك تصعد فى طريق بيتها، باحثاً عن الشر، أليس الأفضل أن تبتعد تماماً عن هذا الشارع، وهذا المكان ؟!
ع9: العشاء : أول الظلام من بداية الغروب.
حدقة الليل : الحدقة هى حدقة العين، وسوادها، والمقصود شدة سواد الليل.
تمشى هذا الشاب فى شارع بيت الزانية عدة مرات، يذكر منها هنا فى هذه الآية وقت العشاء، وأيضاً وقت المساء، ثم وفى وقت الليل، بل منتصفه. فهو يتمشى كثيراً، باحثاً عن الخطية، فقد وضعها هدفاً له يبحث عنه، وهكذا تعلق قلبه بها، وأصبح ضعيفاً جداً، ومن السهل أن يستسلم لها.
ع10: فيما الشاب يسير فى الشارع أمام بيت الزانية، وقلبه قد التهب بأشواق الشهوة، وجد امرأة خرجت من البيت لتستقبله، وهى لابسة ملابس فاضحة تليق بالزوانى. أما منظر وجهها، وعينيها، فيظهر أنها خبيثة ولئيمة، ليس فيها أية بساطة ووداعة، حتى لو كانت جميلة ومغرية، ولكن الشر يظهر فى عينيها. فكان وجهها يرحب بالشاب؛ إذ شعرت أنها قد وجدت فريستها، أما الشاب المسكين فكان يظن فى شهوته أنه قد وجد هدفه، وحصل على كنز عظيم، ولا يدرى المسكين أنه قد سقط فى شبكة الزانية، وهو فى غاية الضعف لا يستطيع أن يقاوم إغراءاتها.
ع11، 12: صخابة : تحدث ضجيجاً وضوضاء كثير، إذ أن صوتها مرتفع وضحكاتها عالية.
جامحة : مقتحمة بجرأة ووقاحة.
تارة : مرة.
تكمن : تختبئ.
يصف سليمان هذه الزانية بما يلى :
- صوتها مرتفع، سواء فى كلامها، أو ضحكاتها، فهى أبعد ما تكون عن الأنوثة البريئة اللطيفة.
- جامحة باندفاع لا يمكن إيقافها. واندفاعها هذا فى الكلام، والتصرف، والحركة.
- لا تستقر داخل منزلها لتقوم بمسئولياتها المنزلية، كما يوصينا بولس الرسول (تى2: 5). ولكنها تقف على باب بيتها فى الخارج، أو تمشى فى الشوارع، أو تختبئ فى زوايا الشوارع، لعلها تلتقط فريستها، مثل هذا الشاب المستسلم للشهوة. فهى تستطيع أن تميزه، فتهجم عليه بلطفها المزيف، وصوتها المغرى؛ لتسقطه فى الزنى.
ع13-15: ذبائح سلامة : ذبائح تقدم شكر لله، ويأكل منها مقدمها فى بيته فى نفس يوم تقديمها. وإن كانت نذراً يمكن أن يأكل منها فى اليوم التالى، فهو سيدخل إلى بيت امرأة طاهرة متدينة ومستعدة لارتباط جسدى به؛ ليأكل من لحم مقدس، ولا يعلم أنها مخادعة، ولا يمكن أن يتفق الزنى مع هذا التدين الزائف بتقديم ذبائح، وإيفاء نذور.
لم يفهم هذا الشاب الغبى أن أكل اللحم والأطعمة المختلفة ستثير شهوته، فتدفعه هذه الأكلة إلى إتمام شهوة الزنى.
خدعت هذه المرأة الشاب بأنها بعد أن أتمت الطقوس الدينية خرجت تبحث عنه، فهى تقصده هو شخصياً، مع أنها خرجت لتفترس أى إنسان مسكين مشتعل بالشهوة. وكل كلمات هذه المرأة مدح للشاب لتجتذبه إليها، فتقول له خرجت للقائك .. لأطلب وجهك .. حتى أجدك..، فهى تظهر اهتمامها الشخصى به لتمجده، وتعظمه لتثير فيه الكبرياء، فيزداد إحكام الشبكة عليه.
ولعل كلام هذه المرأة يوحى للشاب بأنها قدمت ذبائح، ونذر لأجله لكيما تجده، وعندما رأته شعرت أنها قد وجدت أمنيتها. كل هذا إغراء ومجد باطل أرادت المرأة أن تسقط الشاب فيه.
ع16، 17: الديباج : نوع من حرير غالى الثمن.
بموشى كتان : فرش للسرير مصنوع من الكتاب المنقوش.
مر : مادة رائحتها عطرة، وطعمها مر، وثمنها غالى.
عود : مادة ذات رائحة عطرية.
خرجت الزانية للقاء الشاب، وثيابها ثياب مثيرة، وقبلته، ورحبت به، ودعته لدخول بيتها؛ كل هذه مثيرات حسية، ثم خدعته بأكل ذبيحة السلامة؛ ليشعر أنه فى بيت طاهر متدين، ثم تكلمت بوضوح بمغريات حسية لتسقطه فى الزنى. فقالت له فى هاتين الآيتين أن سريرها مفروش بالحرير، وله غطاء ثمين مستورد من مصر مصنوع من الكتان المنقوش، والسرير بماعليه مغطى بأنواع مختلفة من العطور هى المر والعود والقرفة. فهى تستخدم كل الوسائل لإثارة شهوته، وإسقاطه فى مصيدتها. وهكذا يفعل الشيطان فى كل جيل وكل مكان؛ لإثارة حواس الإنسان، فيسهل إسقاطه فى الخطية.
ع18: أعلنت هذه المرأة دعوتها الواضحة للشاب ليزنى معها، وقالت له بطريقة مغرية أن يدخل إلى بيتها، وينام معها على سريرها؛ ليتمتعا بالود والحب حتى الصباح، وتقصد بالطبع الزنى. فقد أعلنت فى النهاية شرها، فهى لا تبغى إلا الزنى، وكل ما مر من مراحل هى خطوات للوصول إلى هدفها. ومن هذه المراحل يظهر أنها قد تعودت هذا الشر، وتعرف كيف تسقط الرجال.
ع19، 20: وطمأنت هذه المرأة الشاب بأن زوجها غير موجود فى البيت؛ لأنه سافر إلى مكان بعيد، وقد أخذ معه صرة الذهب، إما ليتاجر بها، أو ينفقها فى شهواته، أو مشتريات كثيرة، ولن يعود إلا بعد أيام كثيرة، عندما يظهر الهلال فى السماء. فهى تسهل للشاب طريق الخطية، وتعطيه الأمان، لعلها تسكت صوت ضميره، وينسى وجود الله، فيوافقها على هذا الفعل الشرير.
ع21-23: ملث : نعومة ومداهنة وخداع.
القصاص : العقاب.
بكل الإغراءات السابقة بمراحلها المختلفة استطاعت هذه المرأة الشريرة أن تغوى هذا الشاب، وتأثره بفنونها فى الشر، وخداعها ونعومة كلامها، فطوحت به، أى صار مثل حصاة صغيرة بلا قوة لمقاومتها، فأخذته وألقته فى شبكتها.
ويشبه سليمان هذا الشاب هنا بثور يساق إلى الذبح، وهو لا يدرى، أو كإنسان غبى قيدته شهوته، فأصبح من السهل أن يساق إلى العقاب الشديد، وهو العقاب الإلهى الأبدى، وكأنه قد دخل إلى كبده سهم ليهلكه، أو كطير يسرع إلى الشبكة، أو الفخ، وهو لا يدرى أنه سيقيده ويهلك. والخلاصة أن هذا الشاب كان يسرع إلى الزنى غير عالم أنه بهذا يقيد نفسه بشهوته ويستحق العذاب الأبدى.
وقد يتعرض بعد الزنى إما لانتقام الزوج إذا انكشف أمره عندما يعود، أو قيام آخرين عليه اكتشفوا زناه، أو أى انتقام إلهى كعقاب فى الحياة، لعله يتوب، وإن لم يتب فلا ينتظره إلا النار الأبدية.
إحترس من النظرة والفكرة الشريرة، فى بداية طريق الزنى؛ لأن الشيطان إذا وجدك قد تجاوبت مع إغراءاته سيكمل خداعه لك؛ ليطوح بك، ويسقطك فى شباكه. إحترس من البداية، واهرب لحياتك مقدماً التوبة أمام الله، والاعتراف فى الكنيسة لتستعيد نقاوتك، وطهارتك، فتحيا من جديد.
(3) عاقبة الزنى (ع24-27):
24- وَالآنَ أَيُّهَا الأَبْنَاءُ اسْمَعُوا لِي وَأَصْغُوا لِكَلِمَاتِ فَمِي: 25- لاَ يَمِلْ قَلْبُكَ إِلَى طُرُقِهَا، وَلاَ تَشْرُدْ فِي مَسَالِكِهَا. 26- لأَنَّهَا طَرَحَتْ كَثِيرِينَ جَرْحَى، وَكُلُّ قَتْلاَهَا أَقْوِيَاءُ. 27- طُرُقُ الْهَاوِيَةِ بَيْتُهَا، هَابِطَةٌ إِلَى خُدُورِ الْمَوْتِ.
ع24، 25: تشرد : تتوه وتضل.
يلخص سليمان خلاصة خبرته فى الحذر من الزنى والزوانى، ويؤكد كلامه بتنبيه أبنائه، طالبى الحكمة أن يسمعوا، ويصغوا لما سيقوله، وهو ألا تميل قلوبهم إلى طرق الزوانى، ولا يضلوا بالسير فى سبلهم.
ع26، 27: خدور : ظلمة وأعماق.
ويعلن سليمان حقيقة هامة، وهى أن الخطية طرحت كثيرين جرحى. ومن هؤلاء الجرحى كان سليمان نفسه، الذى كاد أن يضل عن الله، ولكن الله افتقده وعاد بتوبة قوية، وكتب سفر الجامعة، معلناً بطلان كل الشهوات.
والخطية أيضاً قتلت، وأهلكت كثيرين، وكل قتلاها أقوياء فى نظر أنفسهم، أى متكبرين، ويشعرون بقوتهم الذاتية، ولا يتكلون على الله باتضاع.
ونهاية الخطية حتماً الهاوية والهلاك، فهى تؤدى إلى أعماق وظلام الموت الأبدى. ومهما بدت براقة وجذابة ومغرية إلا أن بيتها، أى استقرارها هو الهلاك. إتضع امام الله فى توبة كل يوم، فمهما كان ضعفك إلهك قوى، قادر أن ينقذك من حروب إبليس. وحتى لو سقطت فيها يقيمك، ويجدد حياتك، فيزداد احتراسك من الخطية، وتحيا فى أمان الاتضاع.