• الرئيسية
  • الكنيسة القبطية
    • الكتاب المقدس
      • العهد القديم
      • العهد الجديد
      • قصص للأطفال
      • تاريخ يسوع
    • تاريخ الكنيسة
    • العائلة المقدسة
    • تاريخ البابوات
    • المقر البابوي
    • مجلة الكرازة
    • ملتقيات لوجوس للشباب
    • برنامج لوجوس للقيادة
    • جولات قبطية °360
    • اللغة القبطية
    • كرازة الكنيسة
    • كتب كنسية
    • قصص القديسين
    • المتحف القبطي
    • جاليري قبطي
  • المجمع المقدس
    • البابا تواضروس الثانى
    • أعضاء المجمع المقدس
    • الهيكل التنظيمى للجان
      • اللجنة الدائمة
      • لجنة السكرتارية
      • لجنة الرعاية والخدمة
      • لجنة الطقوس
      • لجنة الإيمان والتعليم
      • لجنة الأسرة
      • لجنة الإعلام والمعلومات
      • لجنة العلاقات العامة
      • لجنة العلاقات المسكونية
      • لجنة الرهبنة والأديرة
      • لجنة شئون المهجر
      • لجنة شئون الإيبارشيات
    • لوائح المجمع المقدس
    • قرارات المجمع المقدس
    • قرارات بابوية
    • سيمينارات المجمع المقدس
    • العلاقات المسكونية
      • المجامع المسكونية
      • العائلات الكنسية
      • العلاقة مع الكنائس الأرثوذكسية الشرقية
      • العلاقة مع الكنائس الأرثوذكسية البيزنطية
      • العلاقة مع الكنيسة الكاثوليكية
        • 50 عامًا من المحبة الأخوية (1973-2023)
      • العلاقة مع الكنائس الإنجيلية
      • العلاقة مع الكنيسة الإنجليكانية
      • العلاقة مع الكنيسة الأشورية
      • مجالس الكنائس
      • العمل المسكوني لبطاركة الكنيسة
    • الآباء المتنيحين
  • البابا تواضروس الثاني
    • السيرة الذاتية
    • رسائل بابوية
    • تكريمات وأوسمة
    • رسائل يوم الصداقة
    • كتب قداسة البابا
    • مقالات قداسة البابا
      • مقالات إفتتاحية الكرازة
      • مقالات جريدة الأهرام
      • مقالات مجلة مرقس
    • زيارات خارجية
    • دراسات كتابية
    • عظات الأربعاء
    • حوارات صحفية
    • كلمات وتصريحات
    • فيديو قداسة البابا
    • سؤال وجواب
  • الأديرة والإيبارشيات
    • الأديرة الآثرية
    • الأديرة الحديثة
    • أديرة المهجر
    • إيبارشيات مصر
    • إيبارشيات المهجر
    • مركز لوجوس البابوي
    • مراكز روحية
      • ماريوحنا بطمس
      • بيت الأنافورا
  • الهيئات القبطية
    • أسقفيات عامة
      • أسقفية الخدمات العامة والإجتماعية والمسكونية
      • أسقفية الشباب
    • هيئات تعليمية
      • المكتبة البابوية المركزية
      • معهد الدراسات القبطية
      • الكلية الإكليريكية بالأنبا رويس
      • المعهد القبطي للتدبير الكنسي والتنمية
      • معهد الرعاية والتربية
      • المركز الثقافي القبطي الأرثوذكسي
      • مؤسسة سان مارك لتوثيق التراث
      • جامعة هولي صوفيا
      • معهد بولس الرسول للدراسات الخدمية والكرازية
      • أسرة القديس بنتينوس لأساتذة الجامعات
    • هيئات اجتماعية
      • هيئة أوقاف الأقباط الأرثوذكس
      • المجلس الملي العام
      • الديوان البابوى العام
      • مسرح الأنبا رويس
    • هيئات تنموية
      • أسقفية الخدمات العامة والإجتماعية والمسكونية
      • لجنة الرعاية الاجتماعية
      • المكتب البابوى للمشروعات
      • مكتب الخدمة HIGH Office
    • هيئات اعلامية
      • مجلة الكرازة
        • أعداد مجلة الكرازة
      • المركز الإعلامي
      • الموقع الرسمي
      • COC
      • Aghapy TV
      • CTV
      • ME Sat
      • CYC
      • Koogi TV
    • هيئات صحية
      • مركز الرجاء
  • الأخبار
    • مقابلات رسمية
    • لقاءات رعوية
    • مناسبات كنسية
    • رسائل بابوية
    • تكريمات وأوسمة
    • رسائل يوم الصداقة
    • عظات الأربعاء
    • حوارات صحفية
    • كلمات وتصريحات
    • مقالات إفتتاحية الكرازة
    • برقيات واتصالات
  • العربية
  • الرئيسية
  • الكنيسة القبطية
    • الكتاب المقدس
      • العهد القديم
      • العهد الجديد
      • قصص للأطفال
      • تاريخ يسوع
    • تاريخ الكنيسة
    • العائلة المقدسة
    • تاريخ البابوات
    • المقر البابوي
    • مجلة الكرازة
    • ملتقيات لوجوس للشباب
    • برنامج لوجوس للقيادة
    • جولات قبطية °360
    • اللغة القبطية
    • كرازة الكنيسة
    • كتب كنسية
    • قصص القديسين
    • المتحف القبطي
    • جاليري قبطي
  • المجمع المقدس
    • البابا تواضروس الثانى
    • أعضاء المجمع المقدس
    • الهيكل التنظيمى للجان
      • اللجنة الدائمة
      • لجنة السكرتارية
      • لجنة الرعاية والخدمة
      • لجنة الطقوس
      • لجنة الإيمان والتعليم
      • لجنة الأسرة
      • لجنة الإعلام والمعلومات
      • لجنة العلاقات العامة
      • لجنة العلاقات المسكونية
      • لجنة الرهبنة والأديرة
      • لجنة شئون المهجر
      • لجنة شئون الإيبارشيات
    • لوائح المجمع المقدس
    • قرارات المجمع المقدس
    • قرارات بابوية
    • سيمينارات المجمع المقدس
    • العلاقات المسكونية
      • المجامع المسكونية
      • العائلات الكنسية
      • العلاقة مع الكنائس الأرثوذكسية الشرقية
      • العلاقة مع الكنائس الأرثوذكسية البيزنطية
      • العلاقة مع الكنيسة الكاثوليكية
        • 50 عامًا من المحبة الأخوية (1973-2023)
      • العلاقة مع الكنائس الإنجيلية
      • العلاقة مع الكنيسة الإنجليكانية
      • العلاقة مع الكنيسة الأشورية
      • مجالس الكنائس
      • العمل المسكوني لبطاركة الكنيسة
    • الآباء المتنيحين
  • البابا تواضروس الثاني
    • السيرة الذاتية
    • رسائل بابوية
    • تكريمات وأوسمة
    • رسائل يوم الصداقة
    • كتب قداسة البابا
    • مقالات قداسة البابا
      • مقالات إفتتاحية الكرازة
      • مقالات جريدة الأهرام
      • مقالات مجلة مرقس
    • زيارات خارجية
    • دراسات كتابية
    • عظات الأربعاء
    • حوارات صحفية
    • كلمات وتصريحات
    • فيديو قداسة البابا
    • سؤال وجواب
  • الأديرة والإيبارشيات
    • الأديرة الآثرية
    • الأديرة الحديثة
    • أديرة المهجر
    • إيبارشيات مصر
    • إيبارشيات المهجر
    • مركز لوجوس البابوي
    • مراكز روحية
      • ماريوحنا بطمس
      • بيت الأنافورا
  • الهيئات القبطية
    • أسقفيات عامة
      • أسقفية الخدمات العامة والإجتماعية والمسكونية
      • أسقفية الشباب
    • هيئات تعليمية
      • المكتبة البابوية المركزية
      • معهد الدراسات القبطية
      • الكلية الإكليريكية بالأنبا رويس
      • المعهد القبطي للتدبير الكنسي والتنمية
      • معهد الرعاية والتربية
      • المركز الثقافي القبطي الأرثوذكسي
      • مؤسسة سان مارك لتوثيق التراث
      • جامعة هولي صوفيا
      • معهد بولس الرسول للدراسات الخدمية والكرازية
      • أسرة القديس بنتينوس لأساتذة الجامعات
    • هيئات اجتماعية
      • هيئة أوقاف الأقباط الأرثوذكس
      • المجلس الملي العام
      • الديوان البابوى العام
      • مسرح الأنبا رويس
    • هيئات تنموية
      • أسقفية الخدمات العامة والإجتماعية والمسكونية
      • لجنة الرعاية الاجتماعية
      • المكتب البابوى للمشروعات
      • مكتب الخدمة HIGH Office
    • هيئات اعلامية
      • مجلة الكرازة
        • أعداد مجلة الكرازة
      • المركز الإعلامي
      • الموقع الرسمي
      • COC
      • Aghapy TV
      • CTV
      • ME Sat
      • CYC
      • Koogi TV
    • هيئات صحية
      • مركز الرجاء
  • الأخبار
    • مقابلات رسمية
    • لقاءات رعوية
    • مناسبات كنسية
    • رسائل بابوية
    • تكريمات وأوسمة
    • رسائل يوم الصداقة
    • عظات الأربعاء
    • حوارات صحفية
    • كلمات وتصريحات
    • مقالات إفتتاحية الكرازة
    • برقيات واتصالات
  • العربية
Facebook-f Instagram Youtube X-twitter Threads Soundcloud Bullseye

سفر الأمثال-اَلأَصْحَاحُ الثَّلاَثُونَ

سفر الأمثال-اَلأَصْحَاحُ الثَّلاَثُونَ

التواضع والكفاية والقوة 

 (1) التواضع  (ع1-6):

1- كَلاَمُ أَجُورَ ابْنِ مُتَّقِيَةِ مَسَّا. وَحْيُ هذَا الرَّجُلِ إِلَى إِيثِيئِيلَ، إِلَى إِيثِيئِيلَ وَأُكَّالَ: 2- إِنِّي أَبْلَدُ مِن كُلِّ إِنْسَانٍ، وَلَيْسَ لِي فَهْمُ إِنْسَانٍ، 3- وَلَمْ أَتَعَلَّمِ الْحِكْمَةَ، وَلَمْ أَعْرِفْ مَعْرِفَةَ الْقُدُّوسِ.
4- مَنْ صَعِدَ إِلَى السَّمَاوَاتِ وَنَزَلَ؟ مَنْ جَمَعَ الرِّيحَ في حَفْنَتَيْهِ؟ مَنْ صَرَّ الْمِيَاهَ في ثَوْبٍ؟ مَنْ ثَبَّتَ جَمِيعَ أَطْرَافِ الأَرْضِ؟ مَا اسْمُهُ؟ وَمَا اسْمُ ابْنِهِ إِنْ عَرَفْتَ؟ 5- كُلُّ كَلِمَةٍ مِنَ اللهِ نَقِيَّةٌ. تُرْسٌ هُوَ لِلْمُحْتَمِينَ بِهِ. 6- لاَ تَزِدْ عَلَى كَلِمَاتِهِ لِئَلاَّ يُوَبِّخَكَ فَتُكَذَّبَ.

ع1: هذا الإصحاح هو أمثال قالها أجور، وهناك رأيان فى تحديد شخصيته: 

الرأى الأول: مسا قبيلة إسماعيلية تعيش فى شبه الجزيرة العربية. وآجور بن متقية هو أحد أفراد هذه القبيلة. اشتهر بالحكمة والاتضاع. وكتب أمثاله هذه إلى إثنين من أصدقائه، أو تلاميذه محبى الحكمة. أحدهما يدعى إيثيئيل ، والأخر أكال. وتكرار إسم إيثيئيل لتأكيد الرسالة له، واهتمام به. 

الرأى الثانى: المعنى الرمزى: فكلمة آجور معناها الجامع، ومتقية أى التقى. والمقصود بالجامع هو سليمان والتقى داود، أى سليمان بن داود. ومسا كلمة معناها الموحى إليه، فيكون المعنى سليمان بن داود الموحى إليه من الله. ورسالته مرسلة إلى إيثيئيل ومعناه “الله معى”، وأكال معناه “القادر” ومعنى إيثيئيل وأكال عمانوئيل، أى الله الذى معنا والقادر على كل شئ وتكرار كلمة إيثيئيل مرتين و رقم 2 يرمز إلى الحب ، كما فى الزواج، فيكون معنى هذه الآية: كلام سليمان بن داود، الموحى إليه من الله، يرسل رسالته إلى عمانوئيل الذى تفسره الله معنا والقادر على كل شىء، وهو الحب الكامل والفائق. وبهذا يكون هذا الأصحاح امتدادا لسفر الأمثال الذى كتبه سليمان، خاصة وأن هذا الأصحاح يتنبأ عن المسيح أقنوم الحكمة، الذى يتكلم عنه السفر من بدايته إلى نهايته. 

ع2، 3: يظهر تواضع كاتب هذا الأصحاح، فيعلن أنه ليس فقط بليد وناقص الفهم، بل أبلد من كل إنسان، وليس له فهم مثل باقى البشر، ولا يعرف الله. 

فهذا يبين ليس فقط تواضعه، بل أيضا احتياجه للمعرفة والحكمة، فيطلبها لأنه محتاج إليها جدا. أما الإنسان الجاهل فيظن نفسه حكيما ولا يطلب الحكمة. فهاتان الآيتان تعلنان أن الكاتب حكيم جدا، ولكن متضع بشدة، إذ أمام الله الحكمة الحقيقية، الغير محدودة يشعر الإنسان الحكيم بأنه لا شئ . خاصة وأنه سيقول فى الآيات التالية نبوة عن المسيح أقنوم الحكمة. 

ع4: حفنتيه : كفيه. 

صر: ربط صرة، وهى قطعة من القماش توضع فيها الأشياء ، ثم تربط من أطرافها الأربعة. 

يسأل كاتب الأصحاح سؤالا صعبا هو نبوة عن حدث سيحدث فيما بعد، وهو تجسد المسيح. فيتساءل ويقول: من “صعد إلى السماوات ونزل” منها؟ ولا نعرف إنسانا صعد ونزل، فإيليا وآخنوخ صعدا إلى السماء ولم ينزلا. فالوحيد القادر على الصعود والنزول من السماء هو الله. 

ويستكمل سؤاله فيقول: من جمع الريح فى حفنتيه ، وهو أمر يفوق العقل، ولا يقدر عليه إنسان، بل أيضا الله وحده، المتحكم فى الرياح، ومساراتها. 

ويضيف سؤالا ثالثا، وهو من صر المياه فى ثوب؛ والمياه التى فى العالم هى البحار والأنهار، وكذا بخار الماء الذى فى السماء . فلا يستطيع أحد أن يضبط البحر بخاصيته المد والجزر إلا الله. ولا يستطيع أحد أيضا أن يتحكم فى بخار الماء الذى فى السماء، فينزل منه قليلا عندما يريد فى شكل مطر إلا الله. والإجابة بالطبع على هذه الثلاث أسئلة هو الله. 

وبعد هذا يسأل سؤالا رابعاً ويقول “من ثبت جميع أطراف الأرض؟” ولا يستطيع  أحد أن يتحكم فى الأرض، ويثبتها إلا الله. 

والسؤال الخامس هو “ما اسمه ابنه وما اسم إن عرفت؟” والإجابة لا يمكن أن تعرف أيام كتابة هذا الأصحاح، ولكن عُرفت فيما بعد، عندما تجسد المسيح ، فعرفنا الله الآب وابنه يسوع المسيح والمسيح هو الذى نزل من السماء وصعد إليها، وهو الذى أظهر سلطانه على الرياح وعلى البحر فأطاعاه (مت 8 : 27). 

ع5: ترس: آلة دفاعية يستخدمها الجندى فى الحرب. وهو قطعة خشبية لها عروة من الخلف ، يدخل فيها الجندى يده، ويحركها أمام رأسه وجسده ليحمى نفسه من السهام.  

يجيب كاتب الأصحاح على السؤال المذكور فى الآية السابقة، فيوجهنا إلى البحث فى كلام الله، أى الكتاب المقدس، إذ سنجد فيه نبوات عن تجسد المسيح ، وإعلانات عن قوة الله خالق الكل. ويؤكد أن كل كلام الله نقى. ومن يؤمن به، ويتأمل فيه يحميه من كل شئ ، مثلما يحمى الترس الجندى فى الحرب. 

ع6: يحذرنا الكاتب أيضا من الزيادة على كلام الله من أفكار الإنسان، فهذا سيبين الإنسان كاذبا، إذا هناك فرق شاسع بين كلام الله، وكلام البشر ، مهما كان علمهم. 

? على قدر ما تتضع أمام الله يهبك حكمته. وإذ تتعرف عليها، وتتذوقها تشعر بضعفك، فتقترب إليه وتطلبه ليعطيك المزيد من حكمته . وهكذا تظل تطلب الحكمة طوال حياتك، وتظل فى شبع مستمر بالله، بل وتفيض على الآخرين. 

 (2) الكفاية (ع7-9): 

7- اِثْنَتَيْنِ سَأَلْتُ مِنْكَ، فَلاَ تَمْنَعْهُمَا عَنِّي قَبْلَ أَنْ أَمُوتَ: 8- أَبْعِدْ عَنِّي الْبَاطِلَ وَالْكَذِبَ. لاَ تُعْطِنِي فَقْرًا وَلاَ غِنًى. أَطْعِمْنِي خُبْزَ فَرِيضَتِي، 9- لِئَلاَّ أَشْبَعَ وَأَكْفُرَ وَأَقُولَ: «مَنْ هُوَ الرَّبُّ؟» أَوْ لِئَلاَّ أَفْتَقِرَ وَأَسْرِقَ وَأَتَّخِذَ اسْمَ إِلهِي بَاطِلاً.

خبز فريضتى: كفايتى من الطعام واحتياجاتى الضرورية. 

إذ التصق كاتب هذا الأصحاح بالله، وأصبح هدفا لحياته أن يرضيه، طلب منه أمرين هما : 

  1. أبعد عنى الباطل والكذب: 

طلب من الله أن يحميه من الباطل وهو الخطية وكل شر، وأيضا الكذب، ويقصد به الإلتواء، والإعوجاج فى سلوكه. فهو يريد أن يحيا فى الطريق المستقيم أمام الله ، ومع الناس. إنه يطلب حياة النقاوة من خلال حفظه وصايا الله ليرضيه فى كل شئ. 

  1. لا تعطنى فقرا ولا غنى: 

تضرع إلى الله ليبعده عما يسبب الخطية، فهو ليس خطية فى حد ذاته، ولكنه قد يؤدى إلى الخطية ، وهو : 

  1. الغنى: حتى لا ينشغل بالغنى ويشبع ليس فقط من الطعام، بل كثرة الممتلكات ، فيهمل الله، بل يتكبر ويعتمد على قوته وينسى الله، ويتطاول عليه. 
  2. الفقر: حتى لا يحتاج، ومن شدة الاحتياج يمد يده ويسرق، فيغضب الله، ويكون له تبعية إسمية لله، ولكن قلبه وسلوكه بعيدين عن وصاياه. 

ونلاحظ: 1- أن الغنى والفقر ليسا أمران يغضبان الله، بل قد يستخدمها إبليس لإسقاط البعض فى الخطية، ولكن يوجد أغنياء قديسين وأيضا فقراء قديسين، والله يعلم ما يناسب كل إنسان، فيعطيه الغنى، أو الفقر، الذى يساعده على الوصول إلى الحياة الابدية. 

2- يطلب فى (ع8) كفايته من الاحتياجات الضرورية، أى يعيش حياة متوسطة، فلا يكون غنيا ولا فقيرا. وهذا ما قاله بولس الرسول”إن كان لنا قوت وكسوة فلنكتف بهما” (اتى 6 : 8)، و”قد تعلمت أن أكون مكتفيا بما أنا فيه قد تدربت أن أشبع وأن أجوع وأن استفضل وأن أنقص” (فى 4 : 11 ، 12). 

? اهتم فى كل يوم، بل كل وقت أن ترضى الله، ليس فقط فى أعمالك، بل أيضا فى كلامك وأفكارك. فأى شئ يبعدك عن الله، أو يغضبه تنازل عنه، فتحيا فى سلام، بل ويفرح قلبك، وتنطلق لتتمتع بمحبته.

(3) الكبرياء والجشع (ع 10-17).

10- لاَ تَشْكُ عَبْدًا إِلَى سَيِّدِهِ لِئَلاَّ يَلْعَنَكَ فَتَأْثَمَ. 11- جِيلٌ يَلْعَنُ أَبَاهُ وَلاَ يُبَارِكُ أُمَّهُ.
12- جِيلٌ طَاهِرٌ فِي عَيْنَيْ نَفْسِهِ، وَهُوَ لَمْ يَغْتَسِلْ مِنْ قَذَرِهِ. 13- جِيلٌ مَا أَرْفَعَ عَيْنَيْهِ، وَحَوَاجِبُهُ مُرْتَفِعَةٌ. 14- جِيلٌ أَسْنَانُهُ سُيُوفٌ، وَأَضْرَاسُهُ سَكَاكِينُ، لأَكْلِ الْمَسَاكِينِ عَنِ الأَرْضِ وَالْفُقَرَاءِ مِنْ بَيْنِ النَّاسِ. 15- لِلْعَلُوقَةِ بِنْتَانِ: «هَاتِ، هَاتِ!». ثَلاَثَةٌ لاَ تَشْبَعُ، أَرْبَعَةٌ لاَ تَقُولُ: «كَفَا»: 16- الْهَاوِيَةُ، وَالرَّحِمُ الْعَقِيمُ، وَأَرْضٌ لاَ تَشْبَعُ مَاءً، وَالنَّارُ لاَ تَقُولُ: «كَفَا». 17- اَلْعَيْنُ الْمُسْتَهْزِئَةُ بِأَبِيهَا، وَالْمُحْتَقِرَةُ إِطَاعَةَ أُمِّهَا، تُقَوِّرُهَا غُرْبَانُ الْوَادِي، وَتَأْكُلُهَا فِرَاخُ النَّسْرِ.

ع10: تأثم : تصير خاطئا أثيماً. 

العبد ظروفه صعبة، لأن العبودية مرة، فإذا رأيت، أو سمعت عن خطأ عبد ما، فلا تشتكيه لسيده، لأنه قد يكون مخطئا، أو غير مخطئ. فإذا كان مخطئا، فسيده سيزيد عليه الضربات ، ويلعنك هذا العبد، لأنك أثمت وأخطأت فى حقه، إذ واجه قسوة من سيده. ففعلك هذا ضد الرحمة. 

وإذا لم يكن مخطئا واشتكيته لسيده، فسيعاقبه دون ذنب منه، فيلعنك هذا العبد لأنك أخطأت فى حقه ، وسيده عندما يكتشف فيما بعد براءة عبده سيلعنك أيضا، لأنك أخطأت، ودفعته لمعاقبة عبده بلا داع. 

والخلاصة كن رحيما على من يمرون بظروف صعبة، مثل العبيد، أو المرؤوسين فى كل مكان، كما يوصينا الكتاب المقدس “من أنت الذى تدين عبد غيرك؟ هو لمولاه يثبت أو يسقط وسيثبت لأن الله قادر أن يثبته” (رو 14 : 4). 

والإنسان الروحى لا يميل إلى شكاية غيره، لأن الشيطان هو المشتكى علينا، كما ظهر هذا فى قصة أيوب، ولكن الله برحمته يحمينا نحن أولاده، ولا يسمع شكاية إبليس (رو 8 : 32-34) فمعنى هذه الآية أن الشيطان يشتكى علينا ،وبالتالى لا تشترك مع الشيطان فى الشكاية على أخيك، لئلا تأتى عليك اللعنة بسبب خطيتك ويغضب عليك الله بسبب عدم رحمتك. وسيورد كاتب الأصحاح فى الأربع آيات التالية أمثلة لأخطاء البشرية. وعدد أربعة يرمز لانتشار الخطية فى أركان العالم الأربع، أى انتشار الفساد والحاجة إلى المسيح المخلص. 

ع11: هذه هى الخطية الأولى وهى سب الأب وعدم احترام الأم، اللذان أوصى الله بإكرامهما (خر 20 : 12).

ومن لا يكرم أباه وأمه، ويكون سبب فى مضايقتهما سيسهل عليه أن يضايق، ويتعب كل البشر، بل ويتعب الله نفسه، إذ من لا يحترم أبوه الجسدى الذى يراه، فكيف يحترم أبوه السماوى الذى لا يراه (1 يو 4 : 20). 

ع12: نتيجة أخرى للكبرياء، غير عدم احترام الوالدين، أن يظن الإنسان فى نفسه أنه طاهر ونقى، وينسى خطاياه التى لم يتب عنها، ليغتسل منها. فهو يبرر نفسه ولا يشعر بخطاياه حتى يتوب عنها ، فتظل على رأسه تدينه. إذ أن الكبرياء منعه من التوبة ومحاسبة نفسه. وهذه هى الخطية الثانية المنتشرة فى العالم.

ع13: الخطية الثالثة التى يسقط فيها البشر هى الكبرياء الظاهر فى التشامخ والتعالى على الآخرين ، أى يرى نفسه أبر من غيره ويحتقر غيره ويستهزئ به، ويتكبر عليه، ويعبر عنها برفع الحواجب والعينين، وبالتالى يبتعد عن الله، وعن معرفة خطاياه ولا يتوب عنها . 

ع14: الخطية الرابعة ناتجة أيضا من الكبرياء، وهى الوحشية والطمع والجشع، فيقسو على غيره من الضعفاء والفقراء. ويعبر عن هذه القسوة بأن أسنان هؤلاء الأشرار سيوف وأضراسهم سكاكين، أى لا رحمة عندهم، هم أنانيون يفترسون من حولهم إشباعاً لشهواتهم. وهكذا نرى أن الكبرياء يحرم الإنسان من نعمة الله، فيتقسى قلبه، ويسئ لمن حوله. 

ع15: العلوقة: دودة تمتص الدماء بشراهة، ويطلق عليها مصاصة الدماء، وكانت تستخدم لعلاج ضغط الدم. 

العلوقة تمثل الشراهة ويقول لها بنتان ، أو ثلاثة، أو أربعة. وهذا تعبير عبرى يقصد به كمال الشراهة. وهذه العلوقة “هات هات” أى تطلب بشراهة ولا تشبع أبدا. 

هذه العلوقة ترمز للشيطان الشره فى الخطية، وله بنون كثيرون. فإن قال بنتان فلعل المقصود المال وشهوة الجسد. ثم يكمل ثلاثة وأربعة ، ويقصد الشهوات الكثيرة التى يستخدمها الشيطان، ولا يشبع من إسقاط البشر. 

ع16: يورد فى هذه الآية كاتب الأصحاح أربعة وسائل يستخدمها الشيطان تتميز كلها بعدم الشبع. وكما قلنا فى الآية السابقة المقصود بأربعة، الكمال، أى أن الشيطان له وسائل كثيرة أكثر من أربعة بالطبع، كلها لا تشبع من دماء البشر . 

ويذكر هنا : 

  1. الهاوية: ويقصد بها الموت، أو الجحيم ولا يشبع أبدا من البشر الذين يموتون فى الشر ويلقون بعيداً عن الله. 
  2. الرحم العقيم : ويقصد المرأة التى لا تعطى بنين . فمحبة النساء والشهوة نحوهن لا تعطى ثمرا روحيا، بل تسقط الإنسان فى خطية الزنى. والزانية لا تشبع وقتلاها كثيرون. 
  3. أرض لا تشبع ماء: وهى الأرض الجافة جداً، التى مهما أعطيت ماء يتسرب فى داخلها ولا تشبع. فهى أرض بور وليست أرض جيدة. وهذه الأرض تشير إلى الأرض الجافة التى تلقى فيها جثث الموتى، يغطيها التراب ولا تشبع أبدا، والمقصود بها القبور التى لا تشبع من  الموتى. 
  4. النار لا تقول كفا: فالنار تلتهم كل ما يصل إليها، ولا تسكت إلا بعد ما تنهى على كل شئ حولها. وترمز لنار الشهوات الشريرة التى تقضى على البشر الساقطين فى الشهوات. 

والخلاصة، تحذرنا هذه الآية والتى قبلها من السقوط فى يد إبليس وشهواته، الذى يريد أن يهلك كل البشر، ولكن الله ينقذ أولاده من يد الشيطان. 

ع17: يعود الكاتب فى هذه الآية ويؤكد على خطورة عدم احترام الوالدين، بل يظهر العقوبة الشديدة وهى الهلاك الذى سيأتى على من يرتكب هذا الشر. فيقول أن هذه العيون تأكلها غربان الوادى وأفراخ النسر. وهذه الطيور الجارحة تأكل عيون فريستها أولاً لتفقدها البصر، فيسهل التهامها. وهذه الطيور ترمز للشيطان الذى يعمى بصيرة المحتقرين لوالديهم، فيذهبون إلى الهلاك. 

العين المتكبرة التى تحتقر أبيها ترمز أيضا للمتكبرين على الله أبيهم السماوى، والتى أيضا تضيف إلى خطاياها الاستهزاء بإطاعة أمها وهى الكنيسة، أى ترفض إطاعة تعاليم الكنيسة، فهذه النفوس تسلم نفسها للشيطان ليهلكها، وتفقد نور عينيها، أى سعادتها الأبدية. 

والخلاصة أن هذه الفقرة كلها من (ع10-17) تحذير من الخطايا المتنوعة التى يستخدمها إبليس ليهلك أولاد الله المؤمنين. ويؤكد فى الآية الأولى (ع10) والآية الأخيرة (ع17) أهمية الاتضاع المتمثل فى طاعة الأب والأم، أو الله والكنيسة. 

?  الشهوة لذيذة يقدمها لك الشيطان لتغريك ، فأحذر منها مهما بدت جذابة؛ لأن وراءها الهلاك . أبتعد عنها مهما قدمت لك مجانا، أو بسخاء، والمقصود هلاكك وليس إسعادك . إهرب منها كما هرب يوسف من إمرأة سيده. واحتمل أية أتعاب، لكن لا تسلم نفسك للشيطان، وثق أن الله سيرفع الحرب عنك، بل يمجدك ، كما مجد يوسف الصديق. 

(4) الخداع  (ع18-20):

18- ثَلاَثَةٌ عَجِيبَةٌ فَوْقِي، وَأَرْبَعَةٌ لاَ أَعْرِفُهَا: 19- طَرِيقَ نَسْرٍ فِي السَّمَاوَاتِ، وَطَرِيقَ حَيَّةٍ عَلَى صَخْرٍ، وَطَرِيقَ سَفِينَةٍ فِي قَلْبِ الْبَحْرِ، وَطَرِيقَ رَجُل بِفَتَاةٍ. 20- كَذلِكَ طَرِيقُ الْمَرْأَةِ الزَّانِيَةِ. أَكَلَتْ وَمَسَحَتْ فَمَهَا وَقَالَتْ: «مَا عَمِلْتُ إِثْمًا!.))

يستخدم الكاتب هنا نفس التعبير السابق ذكره فى (ع15، 16)، وهو تعبير مقصود به الكمال. فيتكلم فى هذه الآيات عن خطية الزنى فى شكل غواية رجل لفتاة، أو فتاة لرجل، أو فى شكل محترفة الزنى التى تسقط كثيرين، ولا تشعر أنها فعلت شيئا رديا. وهذا هو الخداع أن يبرر الإنسان نفسه، ويشعر أن ما يفعله احتياج طبيعى، أو شئ عادى ليس فيه خطأ . ومن ناحية أخرى يخفى ما فعله، فلا يترك أثرا للشر الذى عمله، ويظن بهذا أنه لم يخطئ. وهذا ما يحدث فى الزنى بأشكاله المختلفة. 

يشبه الكاتب الزنى الذى لا يترك أثرا وراءه بثلاثة أمور هى : 

  1. نسر يطير فى الهواء ولا يمكن أن تعرف مساره فى الهواء بعد مروره فيه. 
  2. حية تزحف على الصخر ولا تعرف أى أثر لها على هذا الصخر . 
  3. سفينة تسير فى البحر ولا تعرف لها أثرا فى المياه بعد مرورها. 

الشيطان فى دهائه يغوى البشر بأفكار تبدو من نتاج عقولهم ومشاعرهم، فيسقطون فى الخطية، ولا يدرون أنها غواية من الشيطان، إذ لا يترك أثرا يبين أنه محرك الشهوة فيهم. وقد يستخدم بعض البشر الذين يغوون غيرهم لفعل الخطية، ثم ينقلبون ، ويظهرون أنفسهم أنهم أطهار، ويتهمون البسطاء الذى سقطوا فى الخطية بأنهم أشرار وقد دنسوا طهارة هؤلاء المخادعين، أى يقلبون الحقائق ، حتى يعتقد المجنى عليه الذى سقط فى الخطية أنه مذنب وشرير، فيحب من خدعه، ويظن أنه طاهر، ويتعلق به ، فيزداد سلطان هذا الشرير عليه ليسقطه مرات كثيرة، حتى ييأس من حياته معتقدا أنه أصبح شريرا، ولا يستطيع أن يقاوم الشهوة التى فيه، مع أن كل هذا كذب ناتج ممن أغواه على الخطية. 

توجد تأملات روحية فى هذه الأمثلة وهى: 

  1. النسر الذى يطير فى الهواء يرمز للمسيح الذى صعد إلى السموات بطريقة عجيبة تعلو فوق ذهن البشر، لأنه هو الإله المتأنس القادر أن يصعد إلى السموات. 
  2. الحية التى تزحف على الصخر هى الشيطان الذى حارب المسيح وهو فى الجسد ولم يترك أثرا على جسده، لأن المسيح قال بوضوح من منكم يبكتنى على خطية. 
  3. السفينة التى فى البحر ترمز للكنيسة التى تحيا فى العالم، ولا تتعلق به، وليس لها رجاء فيه، لأن رجاءها فى السماء. 

 كن حريصا ولا تخالط الأشرار عندما تكتشف أى شر فيهم، حتى لو كنت معجبا بهم. لا تسقط فى شبكتهم، لأنهم سيذلونك بالخطية. إسرع إلى أب اعترافك لتقدم توبة، وتنال إرشاد فتخرج من مصيدة هؤلاء الأشرار، وتدخل فى أحضان الله، فتستريح وتكون فى أمان ونقاوة. 

(5) عدم الشبع  (ع21-23):

21- تَحْتَ ثَلاَثَةٍ تَضْطَرِبُ الأَرْضُ، وَأَرْبَعَةٌ لاَ تَسْتَطِيعُ احْتِمَالَهَا: 22- تَحْتَ عَبْدٍ إِذَا مَلَكَ، وَأَحْمَقَ إِذَا شَبعَ خُبْزًا، 23- تَحْتَ شَنِيعَةٍ إِذَا تَزَوَّجَتْ، وَأَمَةٍ إِذَا وَرَثَتْ سَيِّدَتَهَا.

تظهر هذه الآيات اضطراب الأرض. ويقصد البشر الساكنين على الأرض، ولا يستطعيون أن يحتملوا ما يحدث. ورقم 3 أو 4 كما قلنا يرمز إلى الكمال، أى كمال عدم الاحتمال. هذه الأربعة التى لا تحتمل هى: 

  1. “عبد إذا ملك” عبد يصل إلى التملك على مدينة، أو دولة، وبالطبع لن يصل إلى التملك إلا بالشر والخداع وقتل الملك السابق.هذا العبد الذى احتمل العبودية سنيناً كثيرة عندما يتملك يصبح قاسيا جدا على من يملك عليهم، فينتقم منهم بسبب كل ما احتمله فى حياته السابقة. 

هذا العبد يرمز للشر الذى إذا تملك على الإنسان، يذله ويصبح قاسيا جدا، ويقوده للهلاك. كما حدث فى سدوم وعمورة، فهلكت حرقا بالنار الإلهية، أو أيام الطوفان فهلك العالم، وغرق فى الماء. 

  1. “أحمق إذا شبع”

هذا الأحمق ، أو الغبى إذا تحول من الفقر والجوع إلى الشبع وكثرة الممتلكات ، فإنه يكون قاسيا على الفقراء ، لا يشعر بآلامهم، بل يستغلهم، إذ هو أنانى يفكر فقط فى إشباع لذاته، لتعويض الفقر الذى عاشه سابقا. 

هذا الأحمق يرمز للشيطان الأحمق، الذى عندما يشبع من دماء البشر الذين أسقطهم، يزداد قسوة وجوعاً للمزيد من دماء البشر، ويحاول بكل الوسائل إسقاطهم فى الخطية. 

  1. “شنيعة إذا تزوجت” 

هذه الشنيعة هى المرأة ذات الطباع البغيضة. فهى مشاكسه وشرسة، غارقة فى أنانيتها. هذه الشنيعة إذا تزوجت تتعب زوجها جدا، وكذا أبناءها؛ لأنها مضطربة نفسيا، ومزعجة فى طباعها، فلا تحتمل. 

هذه الشنيعة هى التى قال عنها سفر الأمثال فى (ص 11 : 22) “خزامة ذهب فى فنطيسة خنزيرة المرأة الجميلة العديمة العقل”، وللأسف كثيرون حتى الآن مازالوا يجرون وراء الجمال الجسدى، فيتزوجون من هذه الشنيعة، ويتحملون معاناة لا يستطيعون أن يواصلوا احتمالها. 

  1. “أمة إذا ورثت سيدتها”: 

هذه الجارية التى ورثت سيدتها هى جارية استطاعت أن تتزوج سيدها، سواء فى حياة سيدتها، أو بعد مماتها. وقد تعودت هذه الجارية حياة العبودية، فعندما تتسلط على غيرها تكون قاسية جدا، مستغلة كل شئ لمنفعتها فى أنانية شديدة. 

هذه الأمة ترمز للبشر الذين افتداهم المسيح، وورثوا البركات العظيمة التى فى الكنيسة، وذاقوا الأسرار المقدسة، وبركات ومواهب، وثمار الروح القدس، ثم انقلبوا على الكنيسة بسقوطهم فى البدع والهرطقات. هؤلاء الهراطقة يجذبون المؤمنين إلى هرطقاتهم، ويبعدونهم عن الله، ليهلكوا معهم، ولا يشبعون من إسقاط الآخرين. وهذا حدث قديما، ومازال حتى الأن. 

 إشكر الله على كل ما عندك، وتمتع به، فتشبع وتفرح، ولا تجرى وراء إغراءات العالم الزائلة، حينئذ تكون فى شبع دائم بالمسيح يسوع، حتى تملك معه إلى الأبد فى ملكوت السموات. 

(6) القوة (24-33): 

24- أَرْبَعَةٌ هِيَ الأَصْغَرُ فِي الأَرْضِ، وَلكِنَّهَا حَكِيمَةٌ جِدًّا: 25- النَّمْلُ طَائِفَةٌ غَيْرُ قَوِيَّةٍ، وَلكِنَّهُ يُعِدُّ طَعَامَهُ فِي الصَّيْفِ. 26- الْوِبَارُ طَائِفَةٌ ضَعِيفَةٌ، وَلكِنَّهَا تَضَعُ بُيُوتَهَا فِي الصَّخْرِ. 27- الْجَرَادُ لَيْسَ لَهُ مَلِكٌ، وَلكِنَّهُ يَخْرُجُ كُلُّهُ فِرَقًا فِرَقًا. 28- الْعَنْكَبُوتُ تُمْسِكُ بِيَدَيْهَا، وَهِيَ فِي قُصُورِ الْمُلُوكِ.
29- ثَلاَثَةٌ هِيَ حَسَنَةُ التَّخَطِّي، وَأَرْبَعَةٌ مَشْيُهَا مُسْتَحْسَنٌ: 30- اَلأَسَدُ جَبَّارُ الْوُحُوشِ، وَلاَ يَرْجعُ مِنْ قُدَّامِ أَحَدٍ، 31- ضَامِرُ الشَّاكِلَةِ، وَالتَّيْسُ، وَالْمَلِكُ الَّذِي لاَ يُقَاوَمُ. 32- إِنْ حَمِقْتَ بِالتَّرَفُّعِ وَإِنْ تَآمَرْتَ، فَضَعْ يَدَكَ عَلَى فَمِكَ، 33- لأَنَّ عَصْرَ اللَّبَنِ يُخْرِجُ جُبْنًا، وَعَصْرَ الأَنْفِ يُخْرِجُ دَمًا، وَعَصْرَ الْغَضَبِ يُخْرِجُ خِصَامًا.

ع24: الآيات من (24-28) تظهر قوة الله فى المخلوقات الضعيفة لنقتدى بها، وهى عكس الآيات السابقة التى يحذرنا الله من التعلم منها، بل يحثنا أن نحترس حتى لا نسقط فيها. يختار الكاتب أربعة من حيوانات الأرض التى خلقها الله ، تتصف كلها بالضعف، ولكن لها قوة كبيرة وهبها الله لها، لتتميز عن غيرها. فهى تعلن الحقيقة أن قوة الله فى الضعف تكمل (2كو12: 9). 

ورقم أربعة يرمز إلى أركان المسكونة الأربعة، والمقصود الكمال، أى توجد كائنات ضعيفة كثيرة فى مظهرها، ولكن الله يهبها قوة تتميز بها، لتحيا وسط هذا العالم الكبير. وهذا يرمز للإنسان المتضع، بل والقليل الإمكانيات، ولكن يؤمن بالله، ويتكل عليه، فينال قوة عظيمة لا تقهر لأنها قوة الله. وهذه الأربعة يعلنها فى الآيات التالية:

ع25 :

  1. النمل: حشرة ضعيفة فى مظهرها وقوتها ، ولكنها قوية باجتهادها. فهى تقضى الصيف أثناء الجو المعتدل تجمع  غذاءها، حتى عندما يأتى الشتاء، والجو البارد الذى لا تحتمله تعيش فى بيوتها، وتتغذى على ما جمعته. 

وهذا يرمز للإنسان الروحى المجاهد الذى يهتم أثناء شبابه، وفى كل وقت يعطيه الله له أن يخزن لحياته الأبدية. وخزينه هو جهاده الروحى فى الصلوات والأصوام، وقراءة الكتاب المقدس وأعمال الرحمة، وخدمة كل من حوله، فينال سعادة عظيمة فى الأبدية. 

ع26 :

  1. الوبار: هو حيوان صغير يشبه الأرنب وأرجله لينة لا تقوى على الحفر فى الأرض، أو الجبال، فقوته الجسدية ضعيفة. وهو من الحيوانات النجسة عند شعب الله فى العهد القديم. هذا الحيوان يجعل بيوته فى الصخر، فيحتمى فيه، ولا تستطيع الحيوانات الأخرى أن تهاجمه.  

يرمز هذا الوبار إلى الإنسان المتضع الذى يحتمى فى المسيح صخر الدهور، فلا يستطيع إبليس أن يهاجمه. وهو إن كان نجسا فى نظر الناس فيرمز للخاطئ، ولكن بالإيمان والتوبة يقبله الله ويحميه. 

ع27 :

  1. الجراد: هذه الحشرة الصغيرة ليس لها ملك ظاهر، ومع هذا تتحرك بنظام، فتخرج فرقا فرقا، لتهجم على كل شئ أخضر وتأكله، وتتغذى وتحيا به. 

يرمز الجراد إلى الإنسان الضعيف والمسكين والمتضع الذى ليس له رئيس ظاهر فى العالم، ولكنه يؤمن بالمسيح رأس الكنيسة غير الظاهر، الذى يقود، ويحمى ويسند أولاده، فيسلكون كحملان وسط الذئاب وينجحون، بل يغلبون شر العالم. 

ع28 : 

  1. العنكبوت: حشرة أخرى هى العنكبوت تنسج بخيوطها بيوتا لها، وتكون هذه البيوت مصيدة للحشرات، مثل الذباب، فتسقط فيها، ويأكلها العنكبوت. وللعنكبوت فى أرجله الكثيرة كيس يخرج منه مادة لزجة كالصمغ تساعده على التسلق على الحوائط، وكل الأسطح الناعمة. وهذا العنكبوت يستطيع أن يدخل فى كل بيت حتى فى قصور الملوك. 

يرمز العنكبوت للإنسان الضعيف المتضع أيضا ،الذى يحتمى فى الكنيسة، قصر الملك العظيم ملك الملوك ورب الأرباب، ويتغذى من الأسرار المقدسة، وينال قوة تساعده على الحياة وسط العالم، وتسلق المصاعب والعوائق، فيحيا مع الله، معتمدا على قوته. 

ع29 :

  1. التخطى: الخطوات 

يتكلم فى هذه الآية عن ثلاثة وأربعة ، والمقصود بهذه الأرقام – كما قلنا – الكمال، وتتصف كلها بخطواتها القوية العظيمة، التى يظهر فيها الاجتهاد. ومن له هذه الخطوات يرمز للمسيح الذى بتجسده استطاع أن يفدينا ويقوم من الأموات، معلنا نصرته على إبليس وكل جنوده. وهذه الأربعة أيضا ترمز لكل أولاد الله المجاهدين روحيا، الذين يسيرون فى طريق المسيح، وينالون بركات لا يعبر عنها. ويظهر فى الآيتين التاليتين أربعة من المخلوقات التى تتميز بالخطوات القوية والمتميزة، والتى تستطيع تحقيق أهدافها. 

ع30 : 

  1. الأسد: هو جبار الوحوش وملك الغابة، الذى يسير فى خطوات قوية، واثقا من نفسه، ولا يخاف من أحد، حتى يصل إلى فريسته، ويحقق هدفه. وهو يرمز للمسيح الأسد الخارج من سبط يهوذا (رؤ 5 : 5) والذى تجسد، وعاش على الأرض، وعلم الناس، وصنع المعجزات، واحتمل كل شئ، وتمم فداءنا على الصليب. 

ع31  :

  1. ضامر الشاكلة: 

وهو حيوان يتصف بأنه نحيف، وبالتالى وزنه خفيف ورشيق، فيمشى خطواته بسرعة ليهجم على فريسته قبل أن تهرب منه. وقد يكون الكلب السلوقى وهو كلب الصيد. 

وهو يرمز أيضا للمسيح الذى أسرع نحو الفداء على الصليب، وقبض على الشيطان، وحررنا من موت الخطية. 

  1. التيس: وهو ذكر الماعز، ويتقدم القطيع بمشيه المملوء عظمة، ويتسلق الجبال، ولا ينزل إلى الوديان، وهو الذى كان يقدم ذبيحة عن الخطية فى العهد القديم لغفران الخطايا (لا4: 22-26). 

هو أيضا رمز للمسيح الذى يرتفع إلى السماء، كما يرتفع التيس إلى الجبال، ومشيته عظيمة ليتمم الفداء ، ويقدم لنا غفراناً لخطايانا.

  1. الملك الذى لا يقاوم: أى ملك قوى، له سلطان كامل على مملكته، ولا يستطيع أحد أن يقف أمامه، خوفا من قوته. 

هو رمز أيضا للمسيح، الذى ملك على خشبة الصليب، وقيد الشيطان، وبموته داس الموت، وقام من الأموات، ليعطى الخلاص لكل من يؤمن به. 

ع32 ، 33  :حمقت بالترنح: تكبرت

تآمرت: دبرت مكيدة

يحذر كاتب الأصحاح من الغضب فى هاتين الآيتين. ويظهر أسباب الغضب وهى الكبرياء، الذى يولد الغضب، والشر فى القلب، وتدبير المكائد للآخرين، وكل هذا شر عظيم، لأنه سير فى طريق الشيطان. فإن اكتشفت أيها الإنسان سقوطك فى الغضب، ومسبباته، فاصمت فى الحال (ضع يدك على فمك) وراجع نفسك ، حتى لا يتطور الغضب، ويسبب لك خصومات مع الناس، ومشاكل يصعب حلها، أى لا تبرر نفسك، ولكن أهدأ واعترف بخطئك أمام الله، ثم تستطيع بعد هذا أن تعترف به قدام الناس، فيهدأ الجو حولك. 

ويؤكد مساوئ الغضب بشرح أن عصر اللبن يخرج جبنا، وعصر الأنف يخرج دماً، أما عصر الغضب فينتج خصاما. فالجبن يستخرج من اللبن بخضه (ضربه) بشدة. أما الأنف فالضغط عليها وعصرها بشدة يخرج دماًُ، وهذا مؤلم للإنسان، فلا يصح أن يعمل ، وكذا أيضا تهييج الغضب، يؤدى إلى كلمات وتصرفات سيئة تصنع خصاماً مع الآخرين، وانقسامات وتحزبات. ?  إن أعطاك الله بركات كثيرة، وكانت خطواتك حسنة وقوية، كما فى (ع 29-31) فلا تتكبر ، بل اشكر الله، واتضع، فتحفظ سلامك فى داخلك، وتتعامل بمحبة مع كل من حولك.

  • الرئيسية
  • الكنيسة القبطية
  • المجمع المقدس
  • البابا تواضروس الثاني
  • الأديرة والإيبارشيات
  • الهيئات القبطية
  • الأخبار
  • الرئيسية
  • الكنيسة القبطية
  • المجمع المقدس
  • البابا تواضروس الثاني
  • الأديرة والإيبارشيات
  • الهيئات القبطية
  • الأخبار
Facebook-f Instagram Youtube X-twitter Threads Soundcloud Bullseye