قتل من يبعد الشعب عن عبادة الله
(1) النبى الكاذب (ع1-5) : 1«إِذَا قَامَ فِي وَسَطِكَ نَبِيٌّ أَوْ حَالِمٌ حُلماً وَأَعْطَاكَ آيَةً أَوْ أُعْجُوبَةً 2وَلوْ حَدَثَتِ الآيَةُ أَوِ الأُعْجُوبَةُ التِي كَلمَكَ عَنْهَا قَائِلاً: لِنَذْهَبْ وَرَاءَ آلِهَةٍ أُخْرَى لمْ تَعْرِفْهَا وَنَعْبُدْهَا 3فَلا تَسْمَعْ لِكَلامِ ذَلِكَ النَّبِيِّ أَوِ الحَالِمِ ذَلِكَ الحُلمَ لأَنَّ الرَّبَّ إِلهَكُمْ يَمْتَحِنُكُمْ لِيَعْلمَ هَل تُحِبُّونَ الرَّبَّ إِلهَكُمْ مِنْ كُلِّ قُلُوبِكُمْ وَمِنْ كُلِّ أَنْفُسِكُمْ. 4وَرَاءَ الرَّبِّ إِلهِكُمْ تَسِيرُونَ وَإِيَّاهُ تَتَّقُونَ وَوَصَايَاهُ تَحْفَظُونَ وَصَوْتَهُ تَسْمَعُونَ وَإِيَّاهُ تَعْبُدُونَ وَبِهِ تَلتَصِقُونَ. 5وَذَلِكَ النَّبِيُّ أَوِ الحَالِمُ ذَلِكَ الحُلمَ يُقْتَلُ لأَنَّهُ تَكَلمَ بِالزَّيْغِ مِنْ وَرَاءِ الرَّبِّ إِلهِكُمُ الذِي أَخْرَجَكُمْ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ وَفَدَاكُمْ مِنْ بَيْتِ العُبُودِيَّةِ لِيُطَوِّحَكُمْ عَنِ الطَّرِيقِ التِي أَمَرَكُمُ الرَّبُّ إِلهُكُمْ أَنْ تَسْلُكُوا فِيهَا. فَتَنْزِعُونَ الشَّرَّ مِنْ بَيْنِكُمْ.
ع1: آية : علامة.
أعجوبة : معجزة.
تحذير من خطر يمكن أن يسقط إسرائيل فى العصيان وهو ظهور نبى كاذب أو مدعى أنه صاحب رؤى وأحلام، وقيامه بمحاولة إثبات صحة ادعاءاته ببعض الأفعال المعجزية.
ع2: ينهى عن اتباع النبى الكاذب فى الابتعاد عن الله، حتى لو تحققت نبوته أو عمل معجزة مبهرة، فكل هذا خداع من الشيطان.
ع3: يسمح الله بهذه الادعاءات الكاذبة من نبوات وأحلام ليمتحن شعبه هل يثبتون فى الإيمان به أم يتركونه، لأن المؤمن الحقيقى بالله لا يجعل شيئًا يبعده عنه مهما كان عظيمًا. وقد ظهر سحرة فى العهد القديم مثل يانيس ويمبريس أيام موسى (2تى 3: 8) وسيمون وباريشوع أيام الرسل (أع8: 9، 13: 6-11).
ع4: يدعوهم للسير فى طريق الرب ومخافته وحفظ وصاياه وطاعته والتمسك بعبادته والالتصاق به كل الأيام.
ع5: النبى والحالم الكاذب الذى يحاول تضليل وإبعاد الشعب عن الله، لابد أن يقتل لاستئصال الشر والمحافظة على إيمان الشعب.
? تمسك بإيمانك الذى تعلمته فى الكنيسة مهما حاول الأشرار تشكيكك فيه، بل على العكس اقرأ الكتب الروحية التى تشرح لك الإيمان وطبِّق هذا الإيمان فى حياتك فتشعر بالله ويباركك فى كل طرقك.
(2) الأقرباء الأشرار (ع6-11) :
6«وَإِذَا أَغْوَاكَ سِرّاً أَخُوكَ ابْنُ أُمِّكَ أَوِ ابْنُكَ أَوِ ابْنَتُكَ أَوِ امْرَأَةُ حِضْنِكَ أَوْ صَاحِبُكَ الذِي مِثْلُ نَفْسِكَ قَائِلاً: نَذْهَبُ وَنَعْبُدُ آلِهَةً أُخْرَى لمْ تَعْرِفْهَا أَنْتَ وَلا آبَاؤُكَ 7مِنْ آلِهَةِ الشُّعُوبِ الذِينَ حَوْلكَ القَرِيبِينَ مِنْكَ أَوِ البَعِيدِينَ عَنْكَ مِنْ أَقْصَاءِ الأَرْضِ إِلى أَقْصَائِهَا 8فَلا تَرْضَ مِنْهُ وَلا تَسْمَعْ لهُ وَلا تُشْفِقْ عَيْنُكَ عَليْهِ وَلا تَرِقَّ لهُ وَلا تَسْتُرْهُ 9بَل قَتْلاً تَقْتُلُهُ. يَدُكَ تَكُونُ عَليْهِ أَوَّلاً لِقَتْلِهِ ثُمَّ أَيْدِي جَمِيعِ الشَّعْبِ أَخِيراً. 10تَرْجُمُهُ بِالحِجَارَةِ حَتَّى يَمُوتَ لأَنَّهُ التَمَسَ أَنْ يُطَوِّحَكَ عَنِ الرَّبِّ إِلهِكَ الذِي أَخْرَجَكَ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ مِنْ بَيْتِ العُبُودِيَّةِ. 11فَيَسْمَعُ جَمِيعُ إِسْرَائِيل وَيَخَافُونَ وَلا يَعُودُونَ يَعْمَلُونَ مِثْل هَذَا الأَمْرِ الشِّرِّيرِ فِي وَسَطِكَ.
ع6، 7: قد تجئ الغواية من أخ شقيق أو ابن أو ابنة أو زوجة أو صاحب عزيز عليك، أى من أقرب الأقرباء إليك، داعيًا إياك إلى عبادة آلهة كاذبة وثنية لم تختبر أى عمل لها فى حياتك ولم يكن لها أى تأثير فى أمورك لا بالنسبة لك ولا بالنسبة لآبائك، آلهة عبدتها الشعوب الأخرى فى المناطق المحيطة بك أو فى البلاد البعيدة عنك فى طول الأرض وعرضها.
ويذكرنا هذا بما حدث من نساء سليمان الملك حينما أغووه لعبادة آلهة غريبة.
ع8، 9: لا تسمع لهذا القريب الذى يحاول إبعادك عن الله ولا تشفق عليه لأنه سيضل الكثيرين إن تركته ولا تستر على خطيته لخطورتها وإصراره عليها. فبعد التأكد منها يلزم قتله فيرجم بالحجارة وتكون يدك أول من تلقى بالحجر عليه ثم الشعب لاستئصال الشر فيرضى عنك الله.
ع10، 11: حكم الموت هذا سببه محاولة هذا القريب إبعاد إسرائيل عن عبادة إلهه الذى أخرجه من عبودية مصر. بذلك يكون عبرة لأى شخص آخر تحدثه نفسه بإغواء الشعب فى طريق بعيد عن إلهه وتملأ الخشية قلوب الجميع.
? لا توافق على الشر إذا أتاك من أحد المقربين ولا تجامله، بل كن قويًا فى رفض الشر ولا تشترك فيه حتى لو تضايق هذا القريب منك، فإرضاء الله أهم من إرضاء الناس. فبهذا تخلص نفسك وتنبه هذا القريب لعله يتوب.
(3) إرتداد مدينة عن الله (ع12-18) :
12«إِنْ سَمِعْتَ عَنْ إِحْدَى مُدُنِكَ التِي يُعْطِيكَ الرَّبُّ إِلهُكَ لِتَسْكُنَ فِيهَا قَوْلاً: 13قَدْ خَرَجَ أُنَاسٌ بَنُو لئِيمٍ مِنْ وَسَطِكَ وَطَوَّحُوا سُكَّانَ مَدِينَتِهِمْ قَائِلِينَ: نَذْهَبُ وَنَعْبُدُ آلِهَةً أُخْرَى لمْ تَعْرِفُوهَا.
14وَفَحَصْتَ وَفَتَّشْتَ وَسَأَلتَ جَيِّداً وَإِذَا الأَمْرُ صَحِيحٌ وَأَكِيدٌ قَدْ عُمِل ذَلِكَ الرِّجْسُ فِي وَسَطِكَ
15فَضَرْباً تَضْرِبُ سُكَّانَ تِلكَ المَدِينَةِ بِحَدِّ السَّيْفِ وَتُحَرِّمُهَا بِكُلِّ مَا فِيهَا مَعَ بَهَائِمِهَا بِحَدِّ السَّيْفِ. 16تَجْمَعُ كُل أَمْتِعَتِهَا إِلى وَسَطِ سَاحَتِهَا وَتُحْرِقُ بِالنَّارِ المَدِينَةَ وَكُل أَمْتِعَتِهَا كَامِلةً لِلرَّبِّ إِلهِكَ فَتَكُونُ تَلاًّ إِلى الأَبَدِ لا تُبْنَى بَعْدُ. 17وَلا يَلتَصِقْ بِيَدِكَ شَيْءٌ مِنَ المُحَرَّمِ لِيَرْجِعَ الرَّبُّ مِنْ حُمُوِّ غَضَبِهِ وَيُعْطِيَكَ رَحْمَةً. يَرْحَمُكَ وَيُكَثِّرُكَ كَمَا حَلفَ لآِبَائِكَ 18إِذَا سَمِعْتَ لِصَوْتِ الرَّبِّ إِلهِكَ لِتَحْفَظَ جَمِيعَ وَصَايَاهُ التِي أَنَا أُوصِيكَ بِهَا اليَوْمَ لِتَعْمَل الحَقَّ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ إِلهِكَ».
ع12، 13: بنو لئيم : أى أبناء الشر الذين يضلون شعب إسرائيل عن الله.
إن ظهر فى أحد المدن اليهودية أشرار وأضلوا المدينة كلها عن الله وقرروا عبادة أحد الآلهة الوثنية، فلابد من معاقبتهم بشدة.
ع14: فيجب عليكم أن تفحصوا الأمر بكل دقة أولاً، وتتحققوا من حدوثه فعلاً وأن الخبر الذى جاءكم صحيحًا ومؤكدًا، فهذا يعنى أن هذا الأمر الشنيع الذى لا يرضى الله قد تم فعلاً.
ع15، 16: تحرمها : تقتل وتبيد كل ما فيها ولا تأخذ منها شيئًا لنفسك.
فاحكموا على سكان تلك المدينة بالفناء وتحرق بالنار المدينة كلها وكل أمتعتها ويفنى سكانها وبهائمهم قتلاً بالسيف لتصبح المدينة كومة من التراب وتترك خرابًا ولا تعمر فيما بعد.
ع17، 18: كان الحكم بتحريم المدن يقضى بالقضاء على المدينة بكل ما فيها دون استثناء ولا يأخذ أى أحد من شعب إسرائيل لنفسه شيئًا منها (هذا يذكرنا بما حدث من عخان ابن كرمى حين خالف هذه الوصية عند غزو مدينة عاى وأخذ شيئًا لنفسه من أريحا المحرمة فرجمه الشعب (يش7: 35، 36). بهذه الطريقة تقع اللعنة عليها فيخمد غضب الرب ويمنحكم رحمة ويكثر عددكم ويبارككم كما أقسم لآبائكم، ما دمتم قد حفظتم أوامره ونفذتموها بكل دقة.
? ابتعد عن الأماكن الشريرة المعثرة لنفسك ولا تحتفظ بأى شئ يمكن أن يسقطك فى الخطية، واعلم أن صورة واحدة شريرة تتهاون فى النظر إليها يمكن أن تزعجك أيامًا كثيرة، وثق أن علاقتك بالله أغلى من أى شهوة مادية زائلة