التشجيع على العمل بالوصايا
(1) أهمية وصايا الله (ع1-8): 1«فَالآنَ يَا إِسْرَائِيلُ اسْمَعِ الفَرَائِضَ وَالأَحْكَامَ التِي أَنَا أُعَلِّمُكُمْ لِتَعْمَلُوهَا لِتَحْيُوا وَتَدْخُلُوا وَتَمْتَلِكُوا الأَرْضَ التِي الرَّبُّ إِلهُ آبَائِكُمْ يُعْطِيكُمْ. 2لا تَزِيدُوا عَلى الكَلامِ الذِي أَنَا أُوصِيكُمْ بِهِ وَلا تُنَقِّصُوا مِنْهُ لِتَحْفَظُوا وَصَايَا الرَّبِّ إِلهِكُمُ التِي أَنَا أُوصِيكُمْ بِهَا. 3أَعْيُنُكُمْ قَدْ أَبْصَرَتْ مَا فَعَلهُ الرَّبُّ بِبَعْل فَغُورَ. إِنَّ كُل مَنْ ذَهَبَ وَرَاءَ بَعْل فَغُورَ أَبَادَهُ الرَّبُّ إِلهُكُمْ مِنْ وَسَطِكُمْ. 4وَأَمَّا أَنْتُمُ المُلتَصِقُونَ بِالرَّبِّ إِلهِكُمْ فَجَمِيعُكُمْ أَحْيَاءٌ اليَوْمَ. 5اُنْظُرْ. قَدْ عَلمْتُكُمْ فَرَائِضَ وَأَحْكَاماً كَمَا أَمَرَنِي الرَّبُّ إِلهِي لِتَعْمَلُوا هَكَذَا فِي الأَرْضِ التِي أَنْتُمْ دَاخِلُونَ إِليْهَا لِتَمْتَلِكُوهَا. 6فَاحْفَظُوا وَاعْمَلُوا. لأَنَّ ذَلِكَ حِكْمَتُكُمْ وَفِطْنَتُكُمْ أَمَامَ أَعْيُنِ الشُّعُوبِ الذِينَ يَسْمَعُونَ كُل هَذِهِ الفَرَائِضِ فَيَقُولُونَ: هَذَا الشَّعْبُ العَظِيمُ إِنَّمَا هُوَ شَعْبٌ حَكِيمٌ وَفَطِنٌ. 7لأَنَّهُ أَيُّ شَعْبٍ هُوَ عَظِيمٌ لهُ آلِهَةٌ قَرِيبَةٌ مِنْهُ كَالرَّبِّ إِلهِنَا فِي كُلِّ أَدْعِيَتِنَا إِليْهِ؟
8وَأَيُّ شَعْبٍ هُوَ عَظِيمٌ لهُ فَرَائِضُ وَأَحْكَامٌ عَادِلةٌ مِثْلُ كُلِّ هَذِهِ الشَّرِيعَةِ التِي أَنَا وَاضِعٌ أَمَامَكُمُ اليَوْمَ؟
ع1: الفرائض : الواجبات التى أمر بها الله شعبه وتتعلق بالعبادة والطقوس.
الأحكام : وصايا الله فى السلوك والمعاملات المختلفة.
فالآن يا إسرائيل : يعلن موسى الكلام التالى معتمدًا على ما سبق من أحداث وهى :
- عناية الله بشعبه فى إخراجهم من أرض مصر ورعايتهم فى برية سيناء.
- اختيار الله لهم شعبًا خاصًا به فيلتزمون بأوامره.
- استعدادهم لدخول أرض الميعاد ليعيشوا فيها بنقاوة بدلاً من الشر والأشرار الذين سيزيلونهم.
- قرب انتقال موسى من العالم فيعطيهم خلاصة خبرته وأبوته وإرشاداته.
طلب موسى من شعبه أن ينصتوا باهتمام لوصايا الله التى سيؤكدها لهم الآن ليعملوا بها فيكونوا بالحقيقة أولاده ويستحقوا دخول أرض الميعاد، ووصايا الله وكلامه تعطيهم حياة ليست فقط روحية مع الله ولكن ترشدهم أيضًا فى السلوك العملى النقى فى معاملاتهم وكل أعمالهم.
ع2: حذَّرهم موسى من إضافة أى أفكار بشرية إلى وصايا الله، مهما بدت منطقية، لأن كلام الله أعلى من كل كلام بشرى. وعلى الجانب الآخر لا يندفع أحد فى حذف أى وصية يراها صعبة أو غير مقنعة، فالضعف فى فهمه هو وليس فى كلام الله الكامل أى ينبغى الالتزام بكل وصايا الله. وقد أكّد المسيح نفس المعنى فى عظته على الجبل (مت5: 17، 18) وكذلك أكد أيضًا سفر الرؤيا نفس المعنى (رؤ22: 18، 19).
ع3: بعل فغور : اسم إله للموآبيين كان يُعبَد فى جبل فغور الذى هو أحد قمم سلسلة جبال عباريم فى مملكة موآب.
ذكَّرهم موسى بما حدث عندما سقطوا فى خطية الزنا وعبادة فغور الإله الوثنى للموآبيين، حين أغراهم بالاق بالنساء الموآبيات فضربهم الله بالوبأ وأمر بقتل الكثيرين منهم (عد25). وهو بهذا يحذِّرهم من الابتعاد عن وصايا الله وعبادة الأوثان والشهوات الشريرة.
ع4: الملتصقون بالرب : المتمسكون بوصايا الرب مهما واجهوا من إغراءات وشهوات.
يشجع موسى الذين يسمعونه، وهم مَن تمسكوا بوصايا الله ولم يسقطوا فى الزنا وعبادة الأوثان عند الإله الوثنى فغور، ويمتدحهم ويذّكرهم بنعمة الحياة نتيجة تمسكهم بالله.
ع5: ينبّههم موسى إلى ضرورة التمسك بوصايا الله عندما يدخلوا أرض الميعاد، فهى مرشدهم فى كل حياتهم، وقد اعطاهم الله بعض الوصايا لتنفذ فى أرض الميعاد وليس فى برية سيناء مثل عيد المظال، وماذا يعملون لو أصاب البرص بيوتهم … إلخ.
ع6: يلفت موسى نظرهم إلى أن تمسكهم بوصايا الله سيعطيهم حكمة وتميُّز فى كل سلوكهم ستلاحظه الأمم المحيطة بهم فى أرض الميعاد فيروا سمو عبادتهم وسلوكهم ويشعروا بعظمة إلههم الذى أعطاهم هذه الوصايا.
ع7، 8: أضاف موسى أن تنفيذهم للوصايا سيظهر عمل الله فيهم وقربه منهم ورعايته لهم، وهذا مختلف تمامًا عن الآلهة الوثنية البعيدة عن شعوبها ولا تستطيع أن ترعاهم أو تعطيهم أحكامًا وفرائض مثل وصايا الله.
? تذكر أنك نور العالم وملح الأرض لتتمسك بكلام الله وتطبق وصاياه فلا تعثر الناس بخطاياك بل تجتذبهم بسلوكك النقى إلى محبة الله الذى فيك.
(2) التذكير بتلقى الوصايا العشر فى حوريب (ع9-14):
9«إِنَّمَا احْتَرِزْ وَاحْفَظْ نَفْسَكَ جِدّاً لِئَلا تَنْسَى الأُمُورَ التِي أَبْصَرَتْ عَيْنَاكَ وَلِئَلا تَزُول مِنْ قَلبِكَ كُل أَيَّامِ حَيَاتِكَ. وَعَلِّمْهَا أَوْلادَكَ وَأَوْلادَ أَوْلادِكَ. 10فِي اليَوْمِ الذِي وَقَفْتَ فِيهِ أَمَامَ الرَّبِّ إِلهِكَ فِي حُورِيبَ حِينَ قَال لِي الرَّبُّ: اجْمَعْ لِي الشَّعْبَ فَأُسْمِعَهُمْ كَلامِي لِيَتَعَلمُوا أَنْ يَخَافُونِي كُل الأَيَّامِ التِي هُمْ فِيهَا أَحْيَاءٌ عَلى الأَرْضِ وَيُعَلِّمُوا أَوْلادَهُمْ. 11فَتَقَدَّمْتُمْ وَوَقَفْتُمْ فِي أَسْفَلِ الجَبَلِ وَالجَبَلُ يَضْطَرِمُ بِالنَّارِ إِلى كَبِدِ السَّمَاءِ بِظَلامٍ وَسَحَابٍ وَضَبَابٍ. 12فَكَلمَكُمُ الرَّبُّ مِنْ وَسَطِ النَّارِ وَأَنْتُمْ سَامِعُونَ صَوْتَ كَلامٍ وَلكِنْ لمْ تَرُوا صُورَةً بَل صَوْتاً. 13وَأَخْبَرَكُمْ بِعَهْدِهِ الذِي أَمَرَكُمْ أَنْ تَعْمَلُوا بِهِ الكَلِمَاتِ العَشَرِ وَكَتَبَهُ عَلى لوْحَيْ حَجَرٍ. 14وَإِيَّايَ أَمَرَ الرَّبُّ فِي ذَلِكَ الوَقْتِ أَنْ أُعَلِّمَكُمْ فَرَائِضَ وَأَحْكَاماً لِتَعْمَلُوهَا فِي الأَرْضِ التِي أَنْتُمْ عَابِرُونَ إِليْهَا لِتَمْتَلِكُوهَا.
ع9: يحذّر موسى الشعب من نسيان ما حدث معهم فى برية سيناء عندما أعطاهم الله الوصايا والشريعة، لأن سكناهم بين الأمم فى أرض كنعان وانشغالهم بالبناء والزراعة قد يشغلهم عن أهم شئ وهو وصايا الله. ويوصيهم أيضًا أن يعلِّموا هذه الوصايا لأولادهم ويقصوا عليهم ما حدث عند استلام الشريعة على الجبل. وهذا ما تهتم به الكنيسة فى العهد الجديد وهو تسليم الحياة الروحية من الآباء للأبناء والتلمذة داخل الكنيسة.
ع10: يذّكرهم موسى باليوم الذى أمره فيه الله بجمع الشعب أمام الجبل الذى ظهر مجده عليه واستلم فيه موسى الوصايا والشريعة. وظهرت فى هذا اليوم عظمة الله فخافه الشعب جدًا.
ع11: يضطرم : يشتعل.
كبد السماء : وسط السماء وأعلاها.
تقدم الشعب نحو الجبل فظهر مجد الله بمظاهر قوية وهى النار التى اشتعلت فى قمة الجبل والضباب والظلام والسحاب الذى أحاط بالجبل، ليعلن قوة الله وعجز البشر عن معرفة كل ما فيه، فهو جبار يتنازل باتضاعه ليكون وسط شعبه ويعلّمهم وصاياه ليحيوا بها ولا يخافوا من آلهة الأمم الوثنية. وكان بنو إسرائيل الواقفون أمام موسى فى هذا اليوم أطفالاً ورأوا هذا المنظر.
أما فى العهد الجديد كان ظهور الله بشكل وديع ومتضع عندما تجسد وأعلن وصاياه فى عظته على الجبل ببساطة ولطف. هذه هى نعمة العهد الجديد، فبعد أن نخاف الله نستطيع أن نتمتع بلطفه وحنانه.
ع12: سمع الشعب صوت كلام – عندما كلمهم الرب – ولكن لم يروا صورة حتى لا يقوموا فيما بعد بعمل تمثال للإله فيتعبدون للتمثال وينسون الإله الحقيقى. وقد نهاهم الرب كثيرًا فى وصاياه عن عبادة التماثيل أو الأصنام.
ع13: العهد هنا هو الوصايا العشر المكتوبة على لوحى حجر، وقد عبر عنها هنا بالكلمات العشر، والألواح الحجرية تمثل وثيقة العهد التى تحوى شروطه. فالعهد هو أساس العلاقة بين الله وبين شعبه، وطاعة هذه الأحكام تمثل تنفيذ الشروط من جانب الشعب مقابل رعاية الله له واستمرار بنوته للإله الحى.
ع14: يؤكد لهم موسى أن الفرائض والأحكام التى علّمهم إياها كان مصدرها الله وهو الذى طلب منه أن ينقلها إليهم بعدما أعلمه بها. وينبههم موسى أن هذه الوصايا عليهم أن يطبقوها ويتخذوها كمبادئ تحكم تصرفاتهم حين يتملكون الأرض التى هم عابرون إليها ويسلموها من جيل إلى جيل مع التأكيد على ضرورة العمل بالوصية وليس فقط تعليمها. وقد قال السيد المسيح فى العهد الجديد “من علّم وعمل” تأكيدًا لأهمية وضرورة العمل بما يُعَلّم. كذلك جاء فى (يع2: 18) “أرنى إيمانك بدون أعمالك وأنا أريك بأعمالى إيمانى“.
? لا تنسَ أعمال الله السابقة معك ووعودك له حتى لا تشغلك المشاغل عنه أو تزعجك المشاكل، ولتكن علاقتك بالله هى أساس حياتك اليومية فتحيا مطمئنًا.
(3) التحذير من صنع التماثيل (ع15-28):
15فَاحْتَفِظُوا جِدّاً لأَنْفُسِكُمْ. فَإِنَّكُمْ لمْ تَرُوا صُورَةً مَا يَوْمَ كَلمَكُمُ الرَّبُّ فِي حُورِيبَ مِنْ وَسَطِ النَّارِ. 16لِئَلا تَفْسُدُوا وَتَعْمَلُوا لأَنْفُسِكُمْ تِمْثَالاً مَنْحُوتاً صُورَةَ مِثَالٍ مَا شِبْهَ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى 17شِبْهَ بَهِيمَةٍ مَا مِمَّا عَلى الأَرْضِ شِبْهَ طَيْرٍ مَا ذِي جَنَاحٍ مِمَّا يَطِيرُ فِي السَّمَاءِ 18شِبْهَ دَبِيبٍ مَا عَلى الأَرْضِ شِبْهَ سَمَكٍ مَا مِمَّا فِي المَاءِ مِنْ تَحْتِ الأَرْضِ. 19وَلِئَلا تَرْفَعَ عَيْنَيْكَ إِلى السَّمَاءِ وَتَنْظُرَ الشَّمْسَ وَالقَمَرَ وَالنُّجُومَ كُل جُنْدِ السَّمَاءِ التِي قَسَمَهَا الرَّبُّ إِلهُكَ لِجَمِيعِ الشُّعُوبِ التِي تَحْتَ كُلِّ السَّمَاءِ فَتَغْتَرَّ وَتَسْجُدَ لهَا وَتَعْبُدَهَا. 20وَأَنْتُمْ قَدْ أَخَذَكُمُ الرَّبُّ وَأَخْرَجَكُمْ مِنْ كُورِ الحَدِيدِ مِنْ مِصْرَ لِتَكُونُوا لهُ شَعْبَ مِيرَاثٍ كَمَا فِي هَذَا اليَوْمِ. 21وَغَضِبَ الرَّبُّ عَليَّ بِسَبَبِكُمْ وَأَقْسَمَ إِنِّي لا أَعْبُرُ الأُرْدُنَّ وَلا أَدْخُلُ الأَرْضَ الجَيِّدَةَ التِي الرَّبُّ إِلهُكَ يُعْطِيكَ نَصِيباً. 22فَأَمُوتُ أَنَا فِي هَذِهِ الأَرْضِ. لا أَعْبُرُ الأُرْدُنَّ. وَأَمَّا أَنْتُمْ فَتَعْبُرُونَ وَتَمْتَلِكُونَ تِلكَ الأَرْضَ الجَيِّدَةَ. 23اِحْتَرِزُوا مِنْ أَنْ تَنْسُوا عَهْدَ الرَّبِّ إِلهِكُمُ الذِي قَطَعَهُ مَعَكُمْ وَتَصْنَعُوا لأَنْفُسِكُمْ تِمْثَالاً مَنْحُوتاً صُورَةَ كُلِّ مَا نَهَاكَ عَنْهُ الرَّبُّ إِلهُكَ. 24لأَنَّ الرَّبَّ إِلهَكَ هُوَ نَارٌ آكِلةٌ إِلهٌ غَيُورٌ. 25«إِذَا وَلدْتُمْ أَوْلاداً وَأَحفَاداً وَأَطَلتُمُ الزَّمَانَ فِي الأَرْضِ وَفَسَدْتُمْ وَصَنَعْتُمْ تِمْثَالاً مَنْحُوتاً صُورَةَ شَيْءٍ مَا وَفَعَلتُمُ الشَّرَّ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ إِلهِكُمْ لِإِغَاظَتِهِ 26أُشْهِدُ عَليْكُمُ اليَوْمَ السَّمَاءَ وَالأَرْضَ أَنَّكُمْ تَبِيدُونَ سَرِيعاً عَنِ الأَرْضِ التِي أَنْتُمْ عَابِرُونَ الأُرْدُنَّ إِليْهَا لِتَمْتَلِكُوهَا. لا تُطِيلُونَ الأَيَّامَ عَليْهَا بَل تَهْلِكُونَ لا مَحَالةَ. 27وَيُبَدِّدُكُمُ الرَّبُّ فِي الشُّعُوبِ فَتَبْقُونَ عَدَداً قَلِيلاً بَيْنَ الأُمَمِ التِي يَسُوقُكُمُ الرَّبُّ إِليْهَا. 28وَتَصْنَعُونَ هُنَاكَ آلِهَةً صَنْعَةَ أَيْدِي النَّاسِ مِنْ خَشَبٍ وَحَجَرٍ مِمَّا لا يُبْصِرُ وَلا يَسْمَعُ وَلا يَأْكُلُ وَلا يَشُمُّ.
ع15: يحذِّرهم موسى من صنع تماثيل لله حتى يعبدوها، فالله عندما ظهر لهم على الجبل فى حوريب ليعطيهم الوصايا والناموس (خر19) لم يظهر لهم بصورة أو شكل ما بل سمعوا صوته فقط، فلا يصح أن يصوّروه فى تمثال من تخيلاتهم.
ع16-18: تحت الأرض : لأن مستوى البحر منخفض عن الأرض.
يعطيهم الله أمثلة من التماثيل التى تعملها الأمم الوثنية، فيحذّرهم من صنع تمثال له، سواء بشكل إنسان ذكر أو أنثى أو حيوان أو طائر أو زحافات أو أسماك، فكلها مخلوقات خلقها الله لخدمتهم فكيف يصورون الله بها ويعبدونها، فالله أسمى من كل هذه الصور.
وبالطبع هذا مختلف عن عمل صور للقديسين لتكريمهم فى الكنيسة لأن القديسين بشر مخلوقون لهم شكل محدد، فتصويرهم يجعلنا نتذكرهم لنتشفع بهم ونكرمهم.
ع19: جند السماء : النجوم والكواكب.
قسمها : خلقها الله لفائدة كل البشر ولكل إنسان نصيب وقسم منها أى يستفيد منها.
ينهيهم أيضًا عن تصويره بشكل أحد النجوم أو الكواكب التى يرونها فى السماء، فإذا ضعفت محبتهم وعبادتهم لله ينبهرون بعظمة هذه الكواكب فيصورون الله بشكل من أشكالها ويسجدون لها.
? كثرة تطلع الأمم إلى الشمس والنجوم جذبت قلوبهم إليها فعبدوها، لذا احترس من التطلع والانشغال بالعالم فيبتعد قلبك عن محبة الله وتصير جسدانيًا تطلب الماديات وتنسى الله، بل تنكر دائمًا أن هذه الماديات هى نعم الله المقدمة لك فتشكره.
ع20: كور الحديد : المجمرة التى يصهر فيها الحديد وتكون درجة حرارتها عالية جدًا بل أعلى درجة حرارة معروفة وقتذاك .. وترمز إلى صعوبة التجارب والآلام.
شعب ميراث : شعب خاص يعبد الله ويعطيهم أرض الميعاد ميراثًا وهى ترمز لملكوت السموات، فهم مقدسون لله والله يسكن وسطهم ويباركهم.
يذكرهم موسى بمحبة الله لهم، إذ خلصهم من عبودية مصر العنيفة بكل أتعابها وما يتصل بها من مخالطة الوثنيين وأصنامهم، ليعيشوا فى البرية كشعب خاص يعبده هو وحده ويعطيهم أرض الميعاد التى وصلوا الآن إلى مشارفها.
ع21: ينبههم موسى إلى عدل الله، فكما عاقبه هو شخصيًا بمنعه من دخول أرض الميعاد بسبب عدم طاعته لله فى ضرب الصخرة مرتين فى قادش (ص1: 37) نتيجة تذمر الشعب واستفزازه له، هكذا أيضًا سيعاقب بشدة كل من يخالف أمره بصنع تماثيل لعبادتها.
هذه هى المرة الثالثة التى يعلن فيهـا موسـى منـع الله له من دخول أرض الميعاد (ص1: 37، ص3: 26، 27)، وهذا يظهر مدى مرارة قلبه لتعلقه برؤية محبة الله وأرض الميعاد التى هى رمز للملكوت الأبدى.
ع22: بهذا سيموت موسى فى الضفة الشرقية لنهر الأردن ويعبر بنو إسرائيل ويمتلكون أرض كنعان. هذا هو عقاب الله لموسى وفى نفس الوقت ينبههم أن يتمسكوا بوصايا الله ولا يعبدوا الأوثان بعد موته ودخولهم أرض الميعاد وسكناهم بين الشعوب الوثنية التى تعبد التماثيل.
ع23: يكرر تحذيره لهم من صنع التماثيل لئلا يعاقبوا من الله.
ع24:يظهر موسى قوة عدل الله، فيشبهه بنار آكلة أى تهلك كل من يصر على عصيانه.
وينبه أيضًا إلى محبة الله الشديدة لشعبه، فيشبهها بمحبة العريس لعروسه التى يغار عليها من ميلها إلى أى رجل آخر سواه، فينتقم منها ومنه، هكذا الله أيضًا إله غيور يعاقب شعبه بشدة إن تركوه وعبدوا إله آخر سواه، خاصة بعد كل الحب والرعاية التى نالوها منه، فراحتهم وخيرهم فى عبادته والحياة معه.
ع25: يحذّرهم موسى أيضًا من أنهم بعد استقرارهم فى أرض كنعان سنينًا طويلة وولادة أولاد وأحفاد، ينسون وصايا الله ويقلدون الأمم الوثنية المحيطة بهم فيصنعون تماثيل مثلهم ويعبدونها لأن استقرار الإنسان المادى أحيانًا كثيرة يدعوه للتراخى فيهمل عبادة الله.
ع26: السماء والأرض : يقصد المخلوقات الجامدة المطيعة لله ويقصد أيضًا من فيها من ملائكة فى السماء وبشر على الأرض.
يشهد الله عليهم أنهم إن خالفوا وصاياه وعبدوا الأوثان، سيهلكوا ويطردوا من هذه الأرض لأنها عطية الله لهم، فإن لم يطيعوه يأخذها منهم ويبعدهم عنها.
ع27: يهدّدهم الله بأنهم سيبعثرون بين أمم الأرض وتقل أعدادهم فيصيرون شعبًا صغيرًا بلا قيمة بين شعوب الأرض، وهذا ما تم أثناء السبى.
ع28: وفى الأماكن التى سيطردهم الله إليها يعيشون بين الوثنيين، فينحطون مثلهم ويصنعون تماثيل بلا حياة وللأسف يعبدونها.
ويظهر هنا أن تحذيرات موسى لهم تشمل تفاصيل عرفها بروح النبوة، فينبه شعبه لعلهم ينتبهون ويتمسكون بوصايا الله وعبادته.
(4) الله ليس سواه (ع29-40):
29ثُمَّ إِنْ طَلبْتَ مِنْ هُنَاكَ الرَّبَّ إِلهَكَ تَجِدْهُ إِذَا التَمَسْتَهُ بِكُلِّ قَلبِكَ وَبِكُلِّ نَفْسِكَ. 30عِنْدَمَا ضُيِّقَ عَليْكَ وَأَصَابَتْكَ كُلُّ هَذِهِ الأُمُورِ فِي آخِرِ الأَيَّامِ تَرْجِعُ إِلى الرَّبِّ إِلهِكَ وَتَسْمَعُ لِقَوْلِهِ 31لأَنَّ الرَّبَّ إِلهَكَ إِلهٌ رَحِيمٌ لا يَتْرُكُكَ وَلا يُهْلِكُكَ وَلا يَنْسَى عَهْدَ آبَائِكَ الذِي أَقْسَمَ لهُمْ عَليْهِ. 32«فَاسْأَل عَنِ الأَيَّامِ الأُولى التِي كَانَتْ قَبْلكَ مِنَ اليَوْمِ الذِي خَلقَ اللهُ فِيهِ الإِنْسَانَ عَلى الأَرْضِ وَمِنْ أَقْصَاءِ السَّمَاءِ إِلى أَقْصَائِهَا. هَل جَرَى مِثْلُ هَذَا الأَمْرِ العَظِيمِ أَوْ هَل سُمِعَ نَظِيرُهُ؟ 33هَل سَمِعَ شَعْبٌ صَوْتَ اللهِ يَتَكَلمُ مِنْ وَسَطِ النَّارِ كَمَا سَمِعْتَ أَنْتَ وَعَاشَ؟ 34أَوْ هَل شَرَعَ اللهُ أَنْ يَأْتِيَ وَيَأْخُذَ لِنَفْسِهِ شَعْباً مِنْ وَسَطِ شَعْبٍ بِتَجَارِبَ وَآيَاتٍ وَعَجَائِبَ وَحَرْبٍ وَيَدٍ شَدِيدَةٍ وَذِرَاعٍ رَفِيعَةٍ وَمَخَاوِفَ عَظِيمَةٍ مِثْل كُلِّ مَا فَعَل لكُمُ الرَّبُّ إِلهُكُمْ فِي مِصْرَ أَمَامَ أَعْيُنِكُمْ؟ 35إِنَّكَ قَدْ أُرِيتَ لِتَعْلمَ أَنَّ الرَّبَّ هُوَ الإِلهُ. ليْسَ آخَرَ سِوَاهُ. 36مِنَ السَّمَاءِ أَسْمَعَكَ صَوْتَهُ لِيُنْذِرَكَ وَعَلى الأَرْضِ أَرَاكَ نَارَهُ العَظِيمَةَ وَسَمِعْتَ كَلامَهُ مِنْ وَسَطِ النَّارِ. 37وَلأَجْلِ أَنَّهُ أَحَبَّ آبَاءَكَ وَاخْتَارَ نَسْلهُمْ مِنْ بَعْدِهِمْ أَخْرَجَكَ بِحَضْرَتِهِ بِقُوَّتِهِ العَظِيمَةِ مِنْ مِصْرَ 38لِيَطْرُدَ مِنْ أَمَامِكَ شُعُوباً أَكْبَرَ وَأَعْظَمَ مِنْكَ وَيَأْتِيَ بِكَ وَيُعْطِيَكَ أَرْضَهُمْ نَصِيباً كَمَا فِي هَذَا اليَوْمِ. 39فَاعْلمِ اليَوْمَ وَرَدِّدْ فِي قَلبِكَ أَنَّ الرَّبَّ هُوَ الإِلهُ فِي السَّمَاءِ مِنْ فَوْقُ وَعَلى الأَرْضِ مِنْ أَسْفَلُ. ليْسَ سِوَاهُ. 40وَاحْفَظْ فَرَائِضَهُ وَوَصَايَاهُ التِي أَنَا أُوصِيكَ بِهَا اليَوْمَ لِيُحْسَنَ إِليْكَ وَإِلى أَوْلادِكَ مِنْ بَعْدِكَ وَلِتُطِيل أَيَّامَكَ عَلى الأَرْضِ التِي الرَّبُّ إِلهُكَ يُعْطِيكَ إِلى الأَبَدِ».
ع29: يظهر حنان الله على شعبه أنه رغم سقوطه فى عبادة الأوثان ومعاقبته بالسبى وطرده من أرضه إلى أماكن متفرقة فى العالم، ولكن إن تاب هناك وطلب الله، يسامحه ويجد معونة منه تسانده وتنقذه من السبى. ولكن الشرط أن تكون التوبة من كل القلب وطلب الله بإيمان كامل، أى رفض الاعتماد على الآلهة الوثنية وكل قوى العالم.
ع30: ضُيِّق عليك : عاقبك الله بالسبى والطرد من أرضك إلى بلاد أخرى غريبة.
آخر الأيام : بعد تمام العقاب بالسبى.
يسمح الله بتأديب شعبه فترة كاملة وهى فترة السبى، وفى نهايتها يشعر الشعب بخطأه ويتوب فيقبله الله وتنفتح حواسه الداخلية ويهتم بسماع وصايا الله ويعبده بأمانه، فيرحمه ويرفع عنه كل تأديب. ويقصد أيضًا فى آخر الأيام أى فى ملء الزمان تظهر رحمة الله بتجسد المسيح ليفدى شعبه وكل من يؤمن به.
ع31: يؤكد هنا رحمة الله التى تظهر فى تمسكه بعهده مع شعبه الذى أعطاه للآباء “إبراهيم واسحق ويعقوب” بمباركة نسلهم، فيسامحهم عن خطاياهم ويعيدهم من السبى إلى بلادهم كما حدث على يد زرُبابل وعزرا ونحميا (عز1، 2 – نح 7، 8) وكما حدث بتجسد المسيح.
ع32: الأيام الأولى : منذ خلقة العالم.
أقصاء السماء إلى أقصائها : أى كل مكان على الأرض من الشرق للغرب ومن الشمال إلى الجنوب.
يظهر موسى رعاية الله لشعبه التى لم تحدث مع أى شعب آخر فى العالم، فينبه الله شعبه للتأمل فيها، إذ لم تحدث مع أى شعب منذ خلقة العالم وفى كل مكان على الأرض.
ع33: يذكِّرهم بنعمة الله التى ظهرت فى تحدثه معهم من على الجبل، عندما أعطى موسى الوصايا والناموس وظهر فى هيئة نار عظيمة على الجبل، ولكنها لم تحرق الشعب ولم يموتوا من أجل عظمة صوت الله بل تمتعوا دون غيرهم من شعوب الأرض بسماع صوته والفرح برعايته.
ع34: يعلن مظهرًا آخر لرعاية الله وهو اختيارهم كشعب خاص له وإخراجهم من وسط شعب عظيم وهو شعب مصر الذى يُعَدّ أقوى الشعوب وقتذاك، وذلك بقوة إلهية عظيمة ظهرت فى الضربات العشر ثم عبور البحر الأحمر وهلاك المصريين.
ع35: لقد رأى شعب الله بعينيه كل ما صنعه الله معهم فى مصر وفى برية سيناء، وهذه العجائب تعلن أنه الإله الوحيد وأن كل آلهة الأمم الوثنية شياطين.
ع36: القصد من سماع صوت الله هو غرس مخافته فى قلب شعبه والتى تجلت أيضًا فى رؤيته فى ناره العظيمة على الجبل فى سيناء، فصوت الله ورؤيته فى النار تعلن أنه الإله الوحيد والمحب لشعبه وراعيهم.
ع37: بحضرته : بنفسه عن طريق حلوله وسط شعبه.
ظهرت محبة الله فى تمسكه بوعوده للآباء إبراهيم واسحق ويعقوب، فخلص نسلهم أى شعبه من عبودية مصر بواسطة الضربات العشر، وقادهم بعمود السحاب وعمود النار الذى يعلن حلوله فى وسطهم وعبر بهم البحر الأحمر وأغرق فرعون وكل جيشه.
ع38: قادهم الله أيضًا بعد خروجهم من مصر للانتصار على شعوب أقوى منهم، فطرد ملوكًا أمامهم، مثل سيحون ملك حشبون وعوج ملك باشان (ص2، 3)، وأعطى أرض هؤلاء الملوك إلى سبطين ونصف سبط من أسباطهم. بل سيطرد الكنعانيين أيضًا من الضفة الغربية لنهر الأردن ويعطى أرضهم لبقية أسباط إسرائيل.
ع39: النتيجة النهائية لكل ما سبق هو ثقة شعب الله به أنه الإله الوحيد فى السماء وعلى الأرض، وكل ما يدعيه الوثنيون من آلهة فى السماء أو على الأرض هى شياطين، ويلزم أن يردد شعب الله هذا الإيمان ليثبت فى قلبه.
? إن ترديد المزامير والآيات يذكرنا بوجود الله معنا، فيعطى طمأنينة لقلوبنا ويعطينا أيضًا مخافته، فنحترس من الخطية ونتباعد عنها وإن أخطأنا نتوب سريعًا.
ع40: نتيجة الإيمان بالله الواحد وبقدرته العظيمة ومحبته ورعايته لشعبه، ينبغى على أولاده أن يتمسكوا بوصاياه وشرائعه طوال حياتهم، فيحفظهم الله هم وأولادهم فى سلام ويعطيهم عمرًا طويلاً وتمتعًا بأيامهم مع الله التى تمتد إلى الأبدية بوجودهم معه فى ملكوت السموات.
(5) مدن الملجأ (ع41-43):
41حِينَئِذٍ أَفْرَزَ مُوسَى ثَلاثَ مُدُنٍ فِي عَبْرِ الأُرْدُنِّ نَحْوَ شُرُوقِ الشَّمْسِ 42لِكَيْ يَهْرُبَ إِليْهَا القَاتِلُ الذِي يَقْتُلُ صَاحِبَهُ بِغَيْرِ عِلمٍ وَهُوَ غَيْرُ مُبْغِضٍ لهُ مُنْذُ أَمْسِ وَمَا قَبْلهُ. يَهْرُبُ إِلى إِحْدَى تِلكَ المُدُنِ فَيَحْيَا. 43بَاصَرَ فِي البَرِّيَّةِ فِي أَرْضِ السَّهْلِ لِلرَّأُوبَيْنِيِّينَ وَرَامُوتَ فِي جِلعَادَ لِلجَادِيِّينَ وَجُولانَ فِي بَاشَانَ لِلمَنَسِّيِّينَ.
ع41-43: فى عبر الأردن نحو شروق الشمس : فى الضفة الشرقية لنهر الأردن.
باصر : تقع حوالى 30 كم شمال شرق البحر الميت.
راموت جلعاد : تقع حوالى 45 كم شرق بحيرة طبرية.
جولان : شمال شرق بحيرة طبرية (خريطة 11).
قام موسى بتحديد ثلاث مدن فى الضفة الشرقية للأردن، حيث استقر سبط رأوبين وسبط جاد ونصف سبط منسى، واحدة فى الجنوب حيث سبط رأوبين وهى باصر، والثانية فى الوسط حيث سبط جاد وهى راموت جلعاد، والثالثة فى الشمال داخل حدود نصف سبط منسى وهى جولان.
وقد عيَّن الله تلك المدن لكى يهرب إليها كل من قتل نفسًا دون قصد. ولما كانت عادة الأخذ بالثأر شائعة فى المجتمعات البدوية – ومنها إسرائيل – كان من الضرورى تخصيص تلك المدن لهذا الغرض.
وقد تم – كما سنرى فيما بعد – تحديد ثلاث مدن أخرى فى الضفة الغربية لتخدم نفس الغرض للأسباط التى ستستقر هناك.
بهذا تنتهى العظة الأولى لموسى النبى والتى بدأت من بداية هذا السفر وتبدأ العظة الثانية من العدد التالى.
? إن كان الإنسان قاسيًا فى مشاعره لأنانيته، فيأخذ بالثأر ممن قتل أحد أحبائه، لكن رحمة الله تحفظ حتى الخطاة خاصة الذين يخطئون بدون قصد ما داموا يتوبون كما حدّد مدن الملجأ لمن يسقط فى القتل الخطأ. لذا ثق فى مراحم الله مهما كانت خطاياك فهو يحبك ويريد خلاصك.
(6) مقدمة للعظة الثانية (ع44-49):
44وَهَذِهِ هِيَ الشَّرِيعَةُ التِي وَضَعَهَا مُوسَى أَمَامَ بَنِي إِسْرَائِيل. 45هَذِهِ هِيَ الشَّهَادَاتُ وَالفَرَائِضُ وَالأَحْكَامُ التِي كَلمَ بِهَا مُوسَى بَنِي إِسْرَائِيل عِنْدَ خُرُوجِهِمْ مِنْ مِصْرَ 46فِي عَبْرِ الأُرْدُنِّ فِي الجِوَاءِ مُقَابِل بَيْتِ فَغُورَ فِي أَرْضِ سِيحُونَ مَلِكِ الأَمُورِيِّينَ الذِي كَانَ سَاكِناً فِي حَشْبُونَ الذِي ضَرَبَهُ مُوسَى وَبَنُو إِسْرَائِيل عِنْدَ خُرُوجِهِمْ مِنْ مِصْرَ 47وَامْتَلكُوا أَرْضَهُ وَأَرْضَ عُوجٍَ مَلِكِ بَاشَانَ مَلِكَيِ الأَمُورِيِّينَ اللذَيْنِ فِي عَبْرِ الأُرْدُنِّ نَحْوَ شُرُوقِ الشَّمْسِ. 48مِنْ عَرُوعِيرَ التِي عَلى حَافَةِ وَادِي أَرْنُونَ إِلى جَبَلِ سِيئُونَ (الذِي هُوَ حَرْمُونُ) 49وَكُل العَرَبَةِ فِي عَبْرِ الأُرْدُنِّ نَحْوَ الشُّرُوقِ إِلى بَحْرِ العَرَبَةِ تَحْتَ سُفُوحِ الفِسْجَةِ.
ع44، 45: الشريعة : الناموس ويشمل الأوامر الإلهية والقوانين التى استلمها موسى من الله على الجبل.
الشهادات : وصايا الله وأحكامه التى تشهد على وجود الله وتشهد على الشعب لكى ما يتمسكوا بها ولا يخالفوها.
هذه مقدمة العظة الثانية لموسى وفيها يكرّر الوصايا والشرائع الإلهية التى ذكرها قبلاً فى (خر20-23)، وهو يعيدها هنا لأن الآباء الذين سمعوها فى سفر الخروج قد ماتوا وهؤلاء هم أبناؤهم الذين سيدخلون أرض الميعاد، لذا سُمِّىَ هذا السفر بالتثنية أى تكرار وتأكيد الشريعة، وستمتد العظة من هنا حتى (ص26: 19).
ع46-49: عبر الأردن : الضفة الشرقية للأردن.
فغور : معبد الإله فغور إله الوآبيين.
الجواء : السهول.
أرض سيحون : تقع شرق الأردن (عد21: 25-27، ص2: 24).
حشبون : عاصمة الأموريين التى كان ملكهم سيحون.
أرض عوج : تقع شرق نهر الأردن (ص3: 1).
عروعير : مدينة موآبية (ص2: 36).
وادى أرنون : (ص2: 24).
العربة : هى المنطقة بين البحر الميت والبحر الأحمر.
جبل سيئون : هو نفسه جبل حرمون (ص3: 8).
بحر العربة : البحر الميت (خريطة 15).
يوضح موسى المكان الذى ألقى فيه عظته الثانية هذه (خريطة 15)، ويوضح أيضًا امتلاك الشعب للأرض التى كان يملكها سيحون، وكذلك الأرض التى كان يملكها عوج ملك باشان – وكلا الأرضين فى الضفة الشرقية للأردن. ثم حدَّد جغرافيًا حدود تلك الأراضى جنوبًا من مدينة عروعير التى على طرف وادى أرنون، إلى جبل حرمون شمالاً، أى كل المنطقة التى يجرى فيها نهر الأردن وبحيرة طبرية والبحر الميت تحت سفوح جبل السفجه من الجانب الشرقى للنهر.
? يكرّر الله صوته لنا أكثر من مرة وبأكثر من طريقة حتى لا ننسى وصاياه وذلك حرصًا منه على خلاصنا. فليتنا ننتبه إلى صوته ونسرع إلى تنفيذ وصاياه