مشورة الكاهن وشرائع للملك وعبادة الأوثان
(1) عقوبة عبادة الأوثان (ع1-7): 1«لا تَذْبَحْ لِلرَّبِّ إِلهِكَ ثَوْراً أَوْ شَاةً فِيهِ عَيْبٌ شَيْءٌ مَا رَدِيءٌ لأَنَّ ذَلِكَ رِجْسٌ لدَى الرَّبِّ إِلهِكَ. 2«إِذَا وُجِدَ فِي وَسَطِكَ فِي أَحَدِ أَبْوَابِكَ التِي يُعْطِيكَ الرَّبُّ إِلهُكَ رَجُلٌ أَوِ امْرَأَةٌ يَفْعَلُ شَرّاً فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ إِلهِكَ بِتَجَاوُزِ عَهْدِهِ 3وَيَذْهَبُ وَيَعْبُدُ آلِهَةً أُخْرَى وَيَسْجُدُ لهَا أَوْ لِلشَّمْسِ أَوْ لِلقَمَرِ أَوْ لِكُلٍّ مِنْ جُنْدِ السَّمَاءِ – الشَّيْءَ الذِي لمْ أُوصِ بِهِ 4وَأُخْبِرْتَ وَسَمِعْتَ وَفَحَصْتَ جَيِّداً وَإِذَا الأَمْرُ صَحِيحٌ أَكِيدٌ. قَدْ عُمِل ذَلِكَ الرِّجْسُ فِي إِسْرَائِيل 5فَأَخْرِجْ ذَلِكَ الرَّجُل أَوْ تِلكَ المَرْأَةَ الذِي فَعَل ذَلِكَ الأَمْرَ الشِّرِّيرَ إِلى أَبْوَابِكَ الرَّجُل أَوِ المَرْأَةَ وَارْجُمْهُ بِالحِجَارَةِ حَتَّى يَمُوتَ. 6عَلى فَمِ شَاهِدَيْنِ أَوْ ثَلاثَةِ شُهُودٍ يُقْتَلُ الذِي يُقْتَلُ. لا يُقْتَل عَلى فَمِ شَاهِدٍ وَاحِدٍ. 7أَيْدِي الشُّهُودِ تَكُونُ عَليْهِ أَوَّلاً لِقَتْلِهِ ثُمَّ أَيْدِي جَمِيعِ الشَّعْبِ أَخِيراً فَتَنْزِعُ الشَّرَّ مِنْ وَسَطِكَ.
ع1: يتكلم فى الأعداد التالية عن عقوبة عبادة الأوثان. وفى هذه الآية يوجههم لتقديم عبادة سليمة لله بذبح حيوان ليس فيه عيب، احترامًا ومحبةً لله، ولأنه يرمز للمسيح الحمل الذى بلا عيب.
ع2، 3: تجاوز عهده : خان عهد الله.
جند السماء : الكواكب والنجوم.
إذا تجاسر أحد من شعب الله وخانه بعبادته للأوثان، سواء الكواكب أو النجوم أو أى آلهة غريبة، فإنه يستحق عقوبة عظيمة.
ع4: يشدِّد الله على ضرورة فحص المرتد عن عبادته بعبادة الأوثان والتأكد من هذا الفعل.
ع5: إذا ثبتت الإدانة، يحدد الرب الحكم الواجب تطبيقه على الشخص المرتد سواء كان رجلاً أو امرأة، وهو الموت رميًا بالحجارة. وينفذ هذا الحكم عند أبواب المدينة ليكون على مرأى من الجميع فيرى الآخرون ويتعظون.
ع6: يؤكد الرب على وجوب عدم التسرع لكى لا يكون الحكم ظالمًا. ويشترط أن يدعم بشهادة الشهود، شاهدين أو ثلاثة على الأقل، تجنبًا لأية شبهه فى صحة الحكم الذى يصدر. ولا تكفى شهادة شاهد واحد للتأكد من صحة الاتهام، وحتى لا تكون هناك شبهة تحامل من شخص ضد آخر فيلجأ إلى النكاية فيه بتلفيق هذا الاتهام.
ع7: يبدأ الشهود برجم من عبد الأوثان لأنهم مسئولون عن شهادتهم، فإذا كان بريئًا فإنهم يحملون ذنبه أمام الله. ثم يرجمه باقى الشعب بعدهم حتى يموت، فيبيدون الشر من وسط الشعب.
? إذا كان الله يطيل أناته علينا الآن ولكن عبادتنا لآلهة أخرى غيره مثل المال والكبرياء وشهوات العالم تستحق الموت. فإن سقطنا ينبغى أن نتوب سريعًا ونجاهد حتى نعود من هذا الارتداد إلى عبادة الله ومحبته.
(2) استشارة الكاهن والقاضى (ع8-13):
8«إِذَا عَسِرَ عَليْكَ أَمْرٌ فِي القَضَاءِ بَيْنَ دَمٍ وَدَمٍ أَوْ بَيْنَ دَعْوَى وَدَعْوَى أَوْ بَيْنَ ضَرْبَةٍ وَضَرْبَةٍ مِنْ أُمُورِ الخُصُومَاتِ فِي أَبْوَابِكَ فَقُمْ وَاصْعَدْ إِلى المَكَانِ الذِي يَخْتَارُهُ الرَّبُّ إِلهُكَ 9وَاذْهَبْ إِلى الكَهَنَةِ اللاوِيِّينَ وَإِلى القَاضِي الذِي يَكُونُ فِي تِلكَ الأَيَّامِ وَاسْأَل فَيُخْبِرُوكَ بِأَمْرِ القَضَاءِ. 10فَتَعْمَلُ حَسَبَ الأَمْرِ الذِي يُخْبِرُونَكَ بِهِ مِنْ ذَلِكَ المَكَانِ الذِي يَخْتَارُهُ الرَّبُّ وَتَحْرِصُ أَنْ تَعْمَل حَسَبَ كُلِّ مَا يُعَلِّمُونَكَ. 11حَسَبَ الشَّرِيعَةِ التِي يُعَلِّمُونَكَ وَالقَضَاءِ الذِي يَقُولُونَهُ لكَ تَعْمَلُ. لا تَحِدْ عَنِ الأَمْرِ الذِي يُخْبِرُونَكَ بِهِ يَمِيناً أَوْ شِمَالاً. 12وَالرَّجُلُ الذِي يَعْمَلُ بِطُغْيَانٍ فَلا يَسْمَعُ لِلكَاهِنِ الوَاقِفِ هُنَاكَ لِيَخْدِمَ الرَّبَّ إِلهَكَ أَوْ لِلقَاضِي يُقْتَلُ ذَلِكَ الرَّجُلُ فَتَنْزِعُ الشَّرَّ مِنْ إِسْرَائِيل. 13فَيَسْمَعُ جَمِيعُ الشَّعْبِ وَيَخَافُونَ وَلا يَطْغُونَ بَعْدُ.
ع8-11: بين دم ودم : جريمة قتل بين المقتول والقاتل.
بين دعوى ودعوى : نزاع بين فريقين.
بين ضربة وضربة : بين المُعتَدَى عليه والمعتِدى الذى يمكن أن يجرح نفسه ليظهر أنه مُعتَدَى عليه.
إذا كان من الصعب على القضاة المحليين فى مدينة ما من مدن أهل كنعان الفصل فى بعض المنازعات، ترفع المشكلة إلى هيئة قضائية أعلى فى المدن الكبيرة. وكانت هناك هيئة قضائية فى القرى والمدن الصغيرة تتكون من ثلاثة قضاة أما فى المدن الكبيرة فكانت تتكون من ثلاثة وعشرين قاضيًا، وإذا عسر الأمر على هذه الهيئة القضائية الأعلى ترفع إلى أعلى هيئة قضائية وهى مجمع السنهدريم المكون من الكهنة والقضاة الموجودين فى المدينة التى يوجد فيها بيت الرب. وفى جميع الأحوال يلتزم صاحب المشكلة بطاعة أحكام القضاء التى تصدر بحسب شريعة الله.
ع12، 13: من يخالف أحكام القضاء يعتبر متمردًا على الله وشريعته فيلزم قتله، وحينئذ يخاف كل الشعب ويخضعون لشريعة الله وقضاءه.
? يدعونا المسيح للإلتجاء إلـى الكهنـة لحـل المشاكل (مت18: 17) وكذا بولس الرسول (1كو6: 2). فليتنا نستشير آباءنا الكهنة ومساعديهم من الخدام الحكماء لحل مشاكلنا من بدايتها فنحيا فى سلام ولا نحتاج إلى الالتجاء للمحاكم وكل ما تسببه من اضطرابات.
(3) شريعة الملك (ع14-20):
14«مَتَى أَتَيْتَ إِلى الأَرْضِ التِي يُعْطِيكَ الرَّبُّ إِلهُكَ وَامْتَلكْتَهَا وَسَكَنْتَ فِيهَا فَإِنْ قُلتَ: أَجْعَلُ عَليَّ مَلِكاً كَجَمِيعِ الأُمَمِ الذِينَ حَوْلِي. 15فَإِنَّكَ تَجْعَلُ عَليْكَ مَلِكاً الذِي يَخْتَارُهُ الرَّبُّ إِلهُكَ. مِنْ وَسَطِ إِخْوَتِكَ تَجْعَلُ عَليْكَ مَلِكاً. لا يَحِلُّ لكَ أَنْ تَجْعَل عَليْكَ رَجُلاً أَجْنَبِيّاً ليْسَ هُوَ أَخَاكَ. 16وَلكِنْ لا يُكَثِّرْ لهُ الخَيْل وَلا يَرُدُّ الشَّعْبَ إِلى مِصْرَ لِكَيْ يُكَثِّرَ الخَيْل وَالرَّبُّ قَدْ قَال لكُمْ: لا تَعُودُوا تَرْجِعُونَ فِي هَذِهِ الطَّرِيقِ أَيْضاً. 17وَلا يُكَثِّرْ لهُ نِسَاءً لِئَلا يَزِيغَ قَلبُهُ. وَفِضَّةً وَذَهَباً لا يُكَثِّرْ لهُ كَثِيراً. 18وَعِنْدَمَا يَجْلِسُ عَلى كُرْسِيِّ مَمْلكَتِهِ يَكْتُبُ لِنَفْسِهِ نُسْخَةً مِنْ هَذِهِ الشَّرِيعَةِ فِي كِتَابٍ مِنْ عِنْدِ الكَهَنَةِ اللاوِيِّينَ 19فَتَكُونُ مَعَهُ وَيَقْرَأُ فِيهَا كُل أَيَّامِ حَيَاتِهِ لِيَتَعَلمَ أَنْ يَتَّقِيَ الرَّبَّ إِلهَهُ وَيَحْفَظَ جَمِيعَ كَلِمَاتِ هَذِهِ الشَّرِيعَةِ وَهَذِهِ الفَرَائِضَ لِيَعْمَل بِهَا 20لِئَلا يَرْتَفِعَ قَلبُهُ عَلى إِخْوَتِهِ وَلِئَلا يَحِيدَ عَنِ الوَصِيَّةِ يَمِيناً أَوْ شِمَالاً. لِكَيْ يُطِيل الأَيَّامَ عَلى مَمْلكَتِهِ هُوَ وَبَنُوهُ فِي وَسَطِ إِسْرَائِيل».
ع14، 15: بعد استقرار الشعب فى أرض كنعان، قد يفكروا فى إقامة ملك لهم مثل باقى الشعوب المحيطة بهم ومثلما رأوا فى مصر. وإن كان هذا الأمر يغضب الله لأنه هو ملكهم، ولكن محبته لهم وطول أناته جعلته يعطيهم شروطًا لإقامة هذا الملك وهى :
- أن يصلوا ليرشدهم الله إلى الملك المناسب.
- ألا يكون أجنبيًا فيقودهم لعبادة الأوثان.
ع16، 17: يستكمل شروط اختيار الملك فيقول :
- لا يكثر اقتناء الخيل التى تعد أكبر قوة حربية وقتذاك، فيتكبر ويعتمد على قوته وليس على الله، وقد يدخل فى حروب بلا داعٍ مع من حوله وكل هذا إرهاق لشعبه ويكون على حساب احتياجاتهم المادية وراحتهم.
- لا يلتجئ إلى مصر، التى كانت الامبراطورية الأولى فى العالم والمسيطرة فى ذلك الوقت وظلت قوية حتى بعد قيام امبراطوريات بعدها، وذلك ليقتنى منها خيلاً أكثر أو يتحالف معها فلا يتكل على الله وقد يرتبط بعبادة الأوثان.
- لا ينشغل بشهواته، فيتزوج نساء كثيرات يشـغلنه عن الله وعن قيـادة الشـعب، وقد يملن قلبه إلى عبادة الأوثان إن كن من الأجنبيات كما حدث مع سـليمان الملك (1مل11: 1-8).
- لا ينشغل بالغنى فيقتنى الفضة والذهب فتشغله عن الله ويرهق شعبه ويجعلهم فقراء فيقع فى الجشع والكبرياء.
ع18-20: الشرط السابع هو أن يكتب الملك نسخة من الشريعة التى لدى الكهنة ليقرأ فيها دائمًا ويقود الشعب بمقتضاها؛ وينفذها، فيحمى نفسه من الكبرياء وتطول أيامه فى المُلك ويحب الشعب أن يخلفه أولاده لأنهم منه. وقد ظهر ملوك أتقياء يهتمون بشريعة الله ويخضعون لها مثل داود وحزقيا ويوشيا (1مل11: 13، 1مل16: 20، 1مل21، 22).
? ليتك تهتم بقراءة الكتاب المقدس وتنفيذ وصاياه كل يوم فتحمى نفسك من خطايا كثيرة وتتمتع بعشرة الله.