موت موسى
(1) موسى يرى أرض الموعد (ع1-4): 1وَصَعِدَ مُوسَى مِنْ عَرَبَاتِ مُوآبَ إِلى جَبَلِ نَبُو إِلى رَأْسِ الفِسْجَةِ الذِي قُبَالةَ أَرِيحَا فَأَرَاهُ الرَّبُّ جَمِيعَ الأَرْضِ مِنْ جِلعَادَ إِلى دَانَ 2وَجَمِيعَ نَفْتَالِي وَأَرْضَ أَفْرَايِمَ وَمَنَسَّى وَجَمِيعَ أَرْضِ يَهُوذَا إِلى البَحْرِ الغَرْبِيِّ 3وَالجَنُوبَ وَالدَّائِرَةَ بُقْعَةَ أَرِيحَا مَدِينَةِ النَّخْلِ إِلى صُوغَرَ. 4وَقَال لهُ الرَّبُّ: «هَذِهِ هِيَ الأَرْضُ التِي أَقْسَمْتُ لِإِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ قَائِلاً: لِنَسْلِكَ أُعْطِيهَا. قَدْ أَرَيْتُكَ إِيَّاهَا بِعَيْنَيْكَ وَلكِنَّكَ إِلى هُنَاكَ لا تَعْبُرُ».
ع1: عربات موآب : هى السهل الشرقى من وادى الأردن شمال البحر الميت مباشرة.
صعد موسى إلى جبل نبو الذى هو أحد سلسلة جبال عباريم، ورأس الفسجة هى أعلى قممه (خريطة 6، 8) والتى تقع على الضفة الشرقية لنهر الأردن مقابل أريحا التى تقع غربه. ومن هناك أراه الرب الأرض التى سيعطيها لشعبه بأقسامها المختلفة وكان القسم الأول المذكور هو من جلعاد إلى دان، وتمتد جلعاد من شـرق الأردن إلى حـدود الصحـراء العربية، أما دان فهى المنطقة التى كانت تسمى لايش ثم غزاها سبط دان وسكن فيها وهى فى أقصى شمال البلاد (ص33: 22، قض18).
ع2: القسم الثانى ويقع غربى الأردن ويشمل :
أراضى نفتالى : مقابل المنطقة التى استولى عليها دان فى الشمال.
أرض أفرايم : وهى غرب الأردن مقابل أرض جاد فى شرقه.
ومنسى : وهو الجزء الذى يقع غرب الأردن على امتداد نصيب نصف السبط شرق الأردن.
جميع أرض يهوذا إلى البحر الغربى : وسط وجنوب فلسطين من البحر الميت إلى البحر المتوسط.
ع3: القسم الثالث ويشمل :
الجنوب : جنوب فلسطين – النقب.
أرض الدائرة : كما وضحها الوحى وتشمل بقعة أريحا مدينة النخيل، أى منطقة أريحا الواقعة غربى الأردن وموقعها الآن تل السلطان. وقد لقبت بمدينة النخل لأنه يكثر بها النخيل.
إلى صوغر : على الشاطئ الجنوبى الشرقى للبحر الميت.
ع4: أراد الرب من رؤية موسى للأرض التى أقسم للآباء إبراهيم واسحق ويعقوب، أن يطمئن على مصير شعبه الذى سيملك تلك الأراضى، ولكنه لن يسمح له بالعبور إليها لأنه لم يمجد الرب التمجيد اللائق فى حادثة ضرب الصخرة مرتين (عد20: 10-12).
? كما تطلع موسى إلى أرض الميعاد، ليتك ترفع عينيك نحو السماء وتتأمل جمال الأبدية التى أعدها لك الله، فتحرك مشاعرك الروحية وتتحمس للحياة معه وجذب النفوس لتستعد معك للملكوت.
(2) موت موسى ويشوع يتولى القيادة (ع5-12):
5فَمَاتَ هُنَاكَ مُوسَى عَبْدُ الرَّبِّ فِي أَرْضِ مُوآبَ حَسَبَ قَوْلِ الرَّبِّ. 6وَدَفَنَهُ فِي الجِوَاءِ فِي أَرْضِ مُوآبَ مُقَابِل بَيْتِ فَغُورَ. وَلمْ يَعْرِفْ إِنْسَانٌ قَبْرَهُ إِلى هَذَا اليَوْمِ. 7وَكَانَ مُوسَى ابْنَ مِئَةٍ وَعِشْرِينَ سَنَةً حِينَ مَاتَ وَلمْ تَكِل عَيْنُهُ وَلا ذَهَبَتْ نَضَارَتُهُ. 8فَبَكَى بَنُو إِسْرَائِيل مُوسَى فِي عَرَبَاتِ مُوآبَ ثَلاثِينَ يَوْماً. فَكَمُلتْ أَيَّامُ بُكَاءِ مَنَاحَةِ مُوسَى. 9وَيَشُوعُ بْنُ نُونٍ كَانَ قَدِ امْتَلأَ رُوحَ حِكْمَةٍ إِذْ وَضَعَ مُوسَى عَليْهِ يَدَيْهِ فَسَمِعَ لهُ بَنُو إِسْرَائِيل وَعَمِلُوا كَمَا أَوْصَى الرَّبُّ مُوسَى. 10وَلمْ يَقُمْ بَعْدُ نَبِيٌّ فِي إِسْرَائِيل مِثْلُ مُوسَى الذِي عَرَفَهُ الرَّبُّ وَجْهاً لِوَجْهٍ 11فِي جَمِيعِ الآيَاتِ وَالعَجَائِبِ التِي أَرْسَلهُ الرَّبُّ لِيَعْمَلهَا فِي أَرْضِ مِصْرَ بِفِرْعَوْنَ وَبِجَمِيعِ عَبِيدِهِ وَكُلِّ أَرْضِهِ 12وَفِي كُلِّ اليَدِ الشَّدِيدَةِ وَكُلِّ المَخَاوِفِ العَظِيمَةِ التِي صَنَعَهَا مُوسَى أَمَامَ أَعْيُنِ جَمِيعِ إِسْرَائِيلَ.
ع5، 6: الجواء : السهل.
بيت فغور : معبد للإله فغور إله الموآبيين (عد23: 28) (خريطة 15).
مات موسى بعد أن نظر أرض الميعاد وتعزى بوعود الله التى يعطيها لأولاده، وأخذ الله جسده ودفنه فى السهل المقابل لبيت فغور. وقد أخفى جسده حتى لا يجده بنو إسرائيل فيعبدوه لشدة محبتهم له. وظل جسده مخفيًا حتى يوم كتابة هذا الأصحاح الذى كتبه تلميذ موسى يشوع بن نون، بل ومازال جسده مخفيًا حتى اليوم. وقد حاول إبليس إظهار جسد موسى فانتهره رئيس الملائكة ميخائيل ومنعه بقوة الله من إظهار الجسد حتى لا يضلّ بنى إسرائيل (يه9).
ع7: أعطى الله صحة لموسى حتى نهاية حياته، فكان ممتلئًا بالحيوية رغم أن عمره وصل إلى مائة وعشرين عامًا، وكذا ظل نظره قويًا حتى أنه استطاع أن يرى عن بعد أرض الميعاد.
ع8: امتدت مدة مناحة موسى شهرًا من الزمان، وهى أقصى مدة لمناحة العظماء. وبكاه اليهود كثيرًا لشدة محبتهم له ولمركزه العظيم بينهم. وكذلك كانوا قد بكوا هارون أخاه لمدة شهر (عد20: 29) وهى مدة ترمز للكمال.
ع9: كان الرب قد سبق وطلب من موسى فى أواخر حياته أن يضع يده على يشوع ليكرسه لخلافته فى قيادة الشعب (عد27: 16-23)، إذ يسكب الله عليه مواهبه المقدسة بوضع اليد. وكما سمع بنو إسرائيل لموسى سمعوا ليشوع لأن الرب جعل عليه هيبة كما أن موسى أمرهم بطاعته.
وهنا يظهر طقس وضع اليد الذى تأكد فى العهد الجديد (أع13: 3) فى إقامة الأساقفة والكهنة وتمارسه الكنيسة حتى الآن.
ع10: خدمة موسى الممتدة 40 سنة وأعماله لم ينعم بها آخر بعده بالإضافة إلى ما تحلى به من صبر وطول أناة واحتمال للشعب العنيد. وقد انفرد بتعامل خاص مع الرب فى الكلام المباشر معه (عد12: 6-8).
ع11، 12: عمل الله على يد موسى معجزات عظيمة لم يعملها مع أى نبى، وقد ظهرت فى الضربات العشر وشق البحر الأحمر وعناية الله بشعبه فى البرية أربعين عامًا حتى أن الكنيسة تلقبه برئيس الأنبياء.
? على قدر اتضاعك وخضوعك لله، يتجلى عمله فيك ويكشف لك نفسه فتتمتع بعشرته، ويهزم أعداءك تحت قدميك فتحيا مطمئنًا وفرحًا