تسليم القيادة ليشوع
(1) توصية الشعب ويشوع (ع1-8): 1فَذَهَبَ مُوسَى وَكَلمَ بِهَذِهِ الكَلِمَاتِ جَمِيعَ إِسْرَائِيل 2وَقَال لهُمْ: «أَنَا اليَوْمَ ابْنُ مِئَةٍ وَعِشْرِينَ سَنَةً. لا أَسْتَطِيعُ الخُرُوجَ وَالدُّخُول بَعْدُ وَالرَّبُّ قَدْ قَال لِي: لا تَعْبُرُ هَذَا الأُرْدُنَّ. 3الرَّبُّ إِلهُكَ هُوَ عَابِرٌ قُدَّامَكَ. هُوَ يُبِيدُ هَؤُلاءِ الأُمَمَ مِنْ قُدَّامِكَ فَتَرِثُهُمْ. يَشُوعُ عَابِرٌ قُدَّامَكَ كَمَا قَال الرَّبُّ. 4وَيَفْعَلُ الرَّبُّ بِهِمْ كَمَا فَعَل بِسِيحُونَ وَعُوجَ مَلِكَيِ الأَمُورِيِّينَ اللذَيْنِ أَهْلكَهُمَا وَبِأَرْضِهِمَا. 5فَمَتَى دَفَعَهُمُ الرَّبُّ أَمَامَكُمْ تَفْعَلُونَ بِهِمْ حَسَبَ كُلِّ الوَصَايَا التِي أَوْصَيْتُكُمْ بِهَا. 6تَشَدَّدُوا وَتَشَجَّعُوا. لا تَخَافُوا وَلا تَرْهَبُوا وُجُوهَهُمْ لأَنَّ الرَّبَّ إِلهَكَ سَائِرٌ مَعَكَ. لا يُهْمِلُكَ وَلا يَتْرُكُكَ». 7فَدَعَا مُوسَى يَشُوعَ وَقَال لهُ أَمَامَ أَعْيُنِ جَمِيعِ إِسْرَائِيل: «تَشَدَّدْ وَتَشَجَّعْ لأَنَّكَ أَنْتَ تَدْخُلُ مَعَ هَذَا الشَّعْبِ الأَرْضَ التِي أَقْسَمَ الرَّبُّ لآِبَائِهِمْ أَنْ يُعْطِيَهُمْ إِيَّاهَا. وَأَنْتَ تَقْسِمُهَا لهُمْ. 8وَالرَّبُّ سَائِرٌ أَمَامَكَ. هُوَ يَكُونُ مَعَكَ. لا يُهْمِلُكَ وَلا يَتْرُكُكَ. لا تَخَفْ وَلا تَرْتَعِبْ».
ع1، 2: ابتدأ موسى يكلم الشعب بحديث وداعى بالأمور المذكورة فى الأعداد التالية وحتى (ع6).
فيذكّر الشعب بأنه أصبح شيخًا متقدمًا فى السن إذ قد بلغ مائة وعشرين سنة، ولم يعد فى قدرته قيادة الشعب مثلما فعل طوال الأربعين عامًا الماضية، منذ عمل على إخراجهم من مصر حتى الآن، فضلاً على أن الرب قد أخبره أن ينقل القيادة لغيره فهو لن يعبر نهر الأردن مع شعبه إلى أرض الموعد.
ع3: يطمئنهم موسى أنه بعد موته لن يتركهم الرب وحدهم، لأنه سيعبر أمامهم النهر ممثلاً فى تابوت عهده الذى يمثل حضور الرب، فيهزموا الشعوب التى ستعترض طريقهم، ويقضى الرب على تلك الشعوب ويعطى شعبه أرضهم .. ولن يتركهم الرب دون قائد يقودهم بعد موته – موت موسى – فقد سبق وعيّن لهم يشوع بن نون تلميذ موسى ليقودهم.
ع4: كما سبق ونصرهم الرب على سيحون ملك حشبون وعوج ملك باشان وطردهما من أرضيهما وملّكها لسبطى رأوبين وجاد ونصف سبط منسى، هو قادر أن يفعل المثل بالشعوب الأخرى الساكنة فى أرض الموعد فيطردهم ويملك شعبه مكانهم.
ع5: فمتى تحقق لهم الانتصار على تلك الشعوب، لزم عليهم التصرف معهم كما سبق وأوصاهم فى أكثر من مناسبة وهو أن يهلكوا تلك الشعوب ويهدموا مذابحهم ويزيلوا آثارهم حتى لا يتأثروا فيما بعد بعباداتهم الوثنية.
ع6: يشجعهم موسى حتى لايخافوا من قوة الأعداء، لأن الله يكون سائرًا فى وسطهم ويتقدمهم، ولن يتخلى عنهم أو يتركهم وحدهم فى مواجهة العدو.
ع7: هنا ينقل موسى مهمة قيادة الشعب – كما أوصاه الرب – لتلميذه يشوع بن نون. فيدعوه لتولى القيادة أمام جميع الشعب ليعلم الجميع أنه هو القائد الجديد وعليهم أن يسيروا خلفه. ويحثه موسى على الاستعداد للنهوض بالمسئولية وأن يتسلح بالشجاعة، إذ هو الشخص المكلّف من قبل الرب بالدخول مع شعبه إلى أرض الموعد كما سبق ووعد آباءهم أن يعطيهم تلك الأرض، وعليه تقسيم الأرض بين الأسباط.
ع8: يطمئن موسى تلميذه يشوع بأنه لن يكون وحده عند تنفيذ تلك المهام، إذ سيقوده الرب فى مسيرته ويصاحبه فى كل خطواته، فهو سيعتنى به ولن يتخلى عنه، لذلك عليه ألا يخشى شيئًا ولا يهاب عدوًا.
وقد اختار الله يشوع لقيادة الشعب بعد موسى لما يلى :
- هو التلميذ الخاص الذى التصق بموسى وتعلم منه أكثر من الكل.
- صعد وحده مع موسى على الجبل وظل 40 يومًا ينتظر موسى حتى رجع ومعه الوصايا (خر24: 13).
- انفرد هو وكالب عن جميع الجواسيس الاثنى عشر بطمأنة الشعب وتثبيت إيمانهم لدخول أرض الميعاد ولكنهم رفضوا (عد14: 6، 7).
- كان يقف على باب خيمة الاجتماع عندما كان موسى يغادرها حتى يرجع إليها، وهى الخيمة التى سبقت الخيمة التى تحوى التابوت (خر33: 11).
- قاد الحرب ضد عماليق وانتصر بصلوات موسى.
? إذا تسلمت مسئولية فلا تخفَ لأن الله معك، أطلب معونته وتقدم بشجاعة نحو المسئولية التى تتممها وهو سيكمل عمله فيك.
(2) قراءة التوراة فى عيد المظال (ع9-13):
9وَكَتَبَ مُوسَى هَذِهِ التَّوْرَاةَ وَسَلمَهَا لِلكَهَنَةِ بَنِي لاوِي حَامِلِي تَابُوتِ عَهْدِ الرَّبِّ وَلِجَمِيعِ شُيُوخِ إِسْرَائِيل. 10وَأَمَرَهُمْ مُوسَى: «فِي نِهَايَةِ السَّبْعِ السِّنِينَ فِي مِيعَادِ سَنَةِ الإِبْرَاءِ فِي عِيدِ المَظَالِّ 11حِينَمَا يَجِيءُ جَمِيعُ إِسْرَائِيل لِيَظْهَرُوا أَمَامَ الرَّبِّ إِلهِكَ فِي المَكَانِ الذِي يَخْتَارُهُ تَقْرَأُ هَذِهِ التَّوْرَاةَ أَمَامَ كُلِّ إِسْرَائِيل فِي مَسَامِعِهِمْ. 12اِجْمَعِ الشَّعْبَ الرِّجَال وَالنِّسَاءَ وَالأَطْفَال وَالغَرِيبَ الذِي فِي أَبْوَابِكَ لِيَسْمَعُوا وَيَتَعَلمُوا أَنْ يَتَّقُوا الرَّبَّ إِلهَكُمْ وَيَحْرَِصُوا أَنْ يَعْمَلُوا بِجَمِيعِ كَلِمَاتِ هَذِهِ التَّوْرَاةِ.
13وَأَوْلادُهُمُ الذِينَ لمْ يَعْرِفُوا يَسْمَعُونَ وَيَتَعَلمُونَ أَنْ يَتَّقُوا الرَّبَّ إِلهَكُمْ كُل الأَيَّامِ التِي تَحْيُونَ فِيهَا عَلى الأَرْضِ التِي أَنْتُمْ عَابِرُونَ الأُرْدُنَّ إِليْهَا لِتَمْتَلِكُوهَا».
ع9: التوراة : كلمة معناها قانون، وهى الخمسة أسفار الأولى من اسفار العهد القديم وكتبها موسى بإرشاد الرب، وقد أكملها فى تلك المناسبة الأخيرة ثم سلمها للكهنة وشيوخ الشعب باعتبارهم المؤتمنين على حفظها وتعليمها للشعب وتسليمها للأجيال التالية. وقد وصف الكهنة بأنهم حاملى تابوت العهد لأنهم هم المكلفون بأمور التابوت، فكانوا يحملونه – بدلاً من القهاتيين (عد4: 6، 15) (اللاويين من عشيرة قهات) – فى المناسبات الخاصة مثل ما حدث عند عبور الشعب نهر الأردن وراء القائد الجديد يشوع بن نون (يش3: 3).
ع10، 11: عيد المظال : هو ثالث الأعياد الرئيسية الكبرى التى يتعين فيها أن يسكن أفراد الشعب فى مظال يقيمونها فى مواضع خلاء أو فوق أسطح المنازل ليتذكروا إقامتهم (هم أو آباؤهم) فى خيام طوال رحلتهم فى صحراء سيناء (عد29: 12-38).
سنة الإبراء : هى كل سنة سابعة وكانت تسمى أيضًا سبت الأرض لأن الأرض لا تحرث فيها. وكان على الدائن أن يتنازل فيها عن دينه، وفيه يطلق العبد العبرانى حرًا.
أمرهم موسى بقراءة هذه التوراة على مسامع كل الشعب حينما يجتمعون فى سنة الإبراء فىعيد المظال وذلك فى مكان الاحتفال وهو الموضع المقدس الذى يقام فيه بيت الرب مثل أورشليم (لا25: 2).
ع12: كان على جميع الشعب، رجال ونساء، أطفال وشيوخ، عبرانيين وغرباء مقيمين، أن يحضروا فى السنة السابعة، سنة الإبراء، فى عيد المظال إلى مكان بيت الرب.
وحضور الأطفال هنا كان بحكمة إلهية وهى أن يروا طقوس العيد وأن يسمعوا نصوص الشريعة، فترسخ فى أذهانهم تلك الصورة المجيدة وتظل منقوشة فى عقولهم، فإذا ما كبروا وأصبحوا رجالاً تولوا القيام بها ونقل التقليد للأجيال التالية.
? لهذا تحرص كنيسة العهد الجديد أن تحث الآباء على اصطحاب أبنائهم وهم بعد فى سن الطفولة لحضور طقوسها المباركة، والتمتع بأسرارها المقدسة، فيكبروا وهم متمسكون بتعاليمها وتتأصل عقائدها فى نفوسهم.
ع13: أبناء الأجيال التالية منهم الذين لم يعايشوا أعمال الرب المجيدة مع شعبه يسمعون كلمة الرب ويتعلمون منها إرادته ومشيئته فى حياتهم. فيحيون فى مخافته كل الأيام التى يبقون فيها فى الأرض التى هم عابرون الأردن إليها ليستقروا فيها.
(3) عبادة الآلهة الأخرى (ع14-18):
14وَقَال الرَّبُّ لِمُوسَى: «هُوَذَا أَيَّامُكَ قَدْ قَرُبَتْ لِتَمُوتَ. ادْعُ يَشُوعَ وَقِفَا فِي خَيْمَةِ الاِجْتِمَاعِ لِكَيْ أُوصِيَهُ». فَانْطَلقَ مُوسَى وَيَشُوعُ وَوَقَفَا فِي خَيْمَةِ الاِجْتِمَاعِ 15فَتَرَاءَى الرَّبُّ فِي الخَيْمَةِ فِي عَمُودِ سَحَابٍ وَوَقَفَ عَمُودُ السَّحَابِ عَلى بَابِ الخَيْمَةِ. 16وَقَال الرَّبُّ لِمُوسَى: «هَا أَنْتَ تَرْقُدُ مَعَ آبَائِكَ فَيَقُومُ هَذَا الشَّعْبُ وَيَفْجُرُ وَرَاءَ آلِهَةِ الأَجْنَبِيِّينَ فِي الأَرْضِ التِي هُوَ دَاخِلٌ إِليْهَا فِي مَا بَيْنَهُمْ وَيَتْرُكُنِي وَيَنْكُثُ عَهْدِي الذِي قَطَعْتُهُ مَعَهُ. 17فَيَشْتَعِلُ غَضَبِي عَليْهِ فِي ذَلِكَ اليَوْمِ وَأَتْرُكُهُ وَأَحْجُبُ وَجْهِي عَنْهُ فَيَكُونُ مَأْكُلةً وَتُصِيبُهُ شُرُورٌ كَثِيرَةٌ وَشَدَائِدُ حَتَّى يَقُول فِي ذَلِكَ اليَوْمِ: أَمَا لأَنَّ إِلهِي ليْسَ فِي وَسَطِي أَصَابَتْنِي هَذِهِ الشُّرُورُ!. 18وَأَنَا أَحْجُبُ وَجْهِي فِي ذَلِكَ اليَوْمِ لأَجْلِ جَمِيعِ الشَّرِّ الذِي عَمِلهُ إِذِ التَفَتَ إِلى آلِهَةٍ أُخْرَى.
ع14: مرة أخرى يعلن الرب لموسى أن حياته الأرضية قد أوشكت على الانتهاء ويطلب منه أن يستدعى يشوع إلى خيمة الاجتماع ليمثلا كلاهما أمام الرب، فكثيرًا ما تقابل الرب مع الشعب عند باب خيمة الاجتماع حيث كان يتجلى فى عمود سحاب. ففعل موسى كما أمره الرب ووقف هو ويشوع لتلقى ما يريد الرب أن يوصيهما به.
ع15: ظهر مجد الرب فى عمود السحاب الذى استقر عند باب الخيمة. فالله يعلن حضوره وسط شعبه ونقله القيادة من موسى إلى يشوع وتشجيع يشوع للقيام بمسئوليته الجديدة.
ع16: ينكث : يخون العهد.
يعلن الرب لموسى من جديد بأنه سينتقل من العالم ويرقد كما رقد آباؤه من قبل بعد أن أدى رسالته خير أداء، ويعلن له الرب حسب علمه المسبق للأحداث أن الشعب العنيد المتقلب سيترك إلهه الحقيقى ويخون عهده معه بذهابه ليعبد آلهة غريبة عنه هى آلهة الشعوب المحيطة بهم بعد سكناهم بأرض الموعد.
ع17، 18: أما لأن إلهى ليس فى وسطى… ؟ : يتساءل الشعب هل يا ترى سبب مصائبى هو ترك الله لى.
سيثور غضب الله عليهم فى تلك الأيام التى سيفجرون فيها، وسيتركهم كما تركوه ولا يعود ينظر إليهم بحنو ورحمة، فقد فقدوا استحقاقهم لرعايته وحمايته، فيذلهم أعداؤهم، وتحل عليهم المصائب والبلايا حتى يتوبوا ويقروا بذنوبهم ويعرفوا أن ما حلّ بهم سببه أن الرب قد تركهم ولم يعد يسكن فى وسطهم بسبب عبادتهم للأوثان.
? لا تخسر رعاية الله لك وكل محبته من أجل أى شهوة زائلة أو لذة شريرة، فمحبة الله ورعايته أهم من أى شئ. ولا تتهاون فى الخطية الصغيرة لئلا تقودك للأكبر ويتخلى عنك الله.
(4) نشيد للرب وتشجيع يشوع (ع19-23):
19فَالآنَ اكْتُبُوا لأَنْفُسِكُمْ هَذَا النَّشِيدَ وَعَلِّمْ بَنِي إِسْرَائِيل إِيَّاهُ. ضَعْهُ فِي أَفْوَاهِهِمْ لِيَكُونَ لِي هَذَا النَّشِيدُ شَاهِداً عَلى بَنِي إِسْرَائِيل. 20لأَنِّي أُدْخِلُهُمُ الأَرْضَ التِي أَقْسَمْتُ لآِبَائِهِمِ الفَائِضَةَ لبَناً وَعَسَلاً فَيَأْكُلُونَ وَيَشْبَعُونَ وَيَسْمَنُونَ ثُمَّ يَلتَفِتُونَ إِلى آلِهَةٍ أُخْرَى وَيَعْبُدُونَهَا وَيَزْدَرُونَ بِي وَيَنْكُثُونَ عَهْدِي.
21فَمَتَى أَصَابَتْهُ شُرُورٌ كَثِيرَةٌ وَشَدَائِدُ يُجَاوِبُ هَذَا النَّشِيدُ أَمَامَهُ شَاهِداً لأَنَّهُ لا يُنْسَى مِنْ أَفْوَاهِ نَسْلِهِ. إِنِّي عَرَفْتُ فِكْرَهُ الذِي يُفَكِّرُ بِهِ اليَوْمَ قَبْل أَنْ أُدْخِلهُ إِلى الأَرْضِ كَمَا أَقْسَمْتُ». 22فَكَتَبَ مُوسَى هَذَا النَّشِيدَ فِي ذَلِكَ اليَوْمِ وَعَلمَ بَنِي إِسْرَائِيل إِيَّاهُ. 23وَأَوْصَى يَشُوعَ بْنَ نُونَ وَقَال: «تَشَدَّدْ وَتَشَجَّعْ لأَنَّكَ أَنْتَ تَدْخُلُ بِبَنِي إِسْرَائِيل الأَرْضَ التِي أَقْسَمْتُ لهُمْ عَنْهَا وَأَنَا أَكُونُ مَعَكَ».
ع19: أمر الرب موسى بكتابة نشيد سيوحى له بتفاصيله كما هو مُدوَّن فى الأصحاح التالى. وعليه أن يعلمه للشعب ويشرح لهم تفاصيله ويلقنه لهم حتى يثبت فى أذهانهم. والنشيد يتضمن مقارنات بين عمل الرب العظيم معهم وكيف يقابلوه بخيانة عهده.
بهذا يكون هناك وسيلتان لتثبيت إيمان الشعب :
- شريعة الله.
- النشيد الذى يرددونه.
? تسبيح الله يثبت إيمانك به وينمى محبتك نحوه. فاهتم بتسبيح الله كجزء من صلواتك فى البيت وكذلك فى الكنيسة.
ع20: ينبئ الرب شعبه بما سيحدث منهم بعد دخولهم أرض الموعد التى وعد بها آباءهم والتى تفيض بالخيرات الكثيرة، فبدلاً من أن يشكروا الرب على جزيل إحساناته مما وفر لهم شبعًا وثروةً، إذ بهم تنسيهم الرفاهية ورغد العيش مصدر الخير كله وهو الله كثير المراحم، فيكسرون عهده ويعبدون آلة أخرى.
ع21: عندما تحل الضيقات بالشعب ويرددوا هذا النشيد الذى اعتادوه، يتذكروا أن سبب الضيقات هو ابتعادهم عن الله. فالله ينبئهم بشرورهم المقبلة حتى يحترسوا منها ولا يفعلوها.
ع22: أطاع موسى أمر الرب له فكتب النشيد وعلمه لبنى إسرائيل فى أواخر حياته على الأرض وهو المكتوب فى (ص32).
ع23: ثم كانت وصية الرب ليشوع بن نون أن يكون قوى العزيمة وشجاعًا فى قيادته لشعبه لمحاربة الأعداء، مؤكدًا له أنه هو الذى سيقود شعبه ويدخل بهم أرض الموعد التى حلف لآبائهم بتمليكها لهم، كما أكد له أنه لن يتركه وحده بل سيكون معه ويسانده فى مهمته.
(5) التوراة بجانب تابوت العهد (ع24-30):
24فَعِنْدَمَا كَمَّل مُوسَى كِتَابَةَ كَلِمَاتِ هَذِهِ التَّوْرَاةِ فِي كِتَابٍ إِلى تَمَامِهَا 25أَمَرَ مُوسَى اللاوِيِّينَ حَامِلِي تَابُوتِ عَهْدِ الرَّبِّ: 26«خُذُوا كِتَابَ التَّوْرَاةِ هَذَا وَضَعُوهُ بِجَانِبِ تَابُوتِ عَهْدِ الرَّبِّ إِلهِكُمْ لِيَكُونَ هُنَاكَ شَاهِداً عَليْكُمْ. 27لأَنِّي أَنَا عَارِفٌ تَمَرُّدَكُمْ وَرِقَابَكُمُ الصُّلبَةَ. هُوَذَا وَأَنَا بَعْدُ حَيٌّ مَعَكُمُ اليَوْمَ قَدْ صِرْتُمْ تُقَاوِمُونَ الرَّبَّ فَكَمْ بِالحَرِيِّ بَعْدَ مَوْتِي! 28اِجْمَعُوا إِليَّ كُل شُيُوخِ أَسْبَاطِكُمْ وَعُرَفَاءَكُمْ لأَنْطِقَ فِي مَسَامِعِهِمْ بِهَذِهِ الكَلِمَاتِ وَأُشْهِدَ عَليْهِمِ السَّمَاءَ وَالأَرْضَ. 29لأَنِّي عَارِفٌ أَنَّكُمْ بَعْدَ مَوْتِي تَفْسِدُونَ وَتَزِيغُونَ عَنِ الطَّرِيقِ الذِي أَوْصَيْتُكُمْ بِهِ وَيُصِيبُكُمُ الشَّرُّ فِي آخِرِ الأَيَّامِ لأَنَّكُمْ تَعْمَلُونَ الشَّرَّ أَمَامَ الرَّبِّ حَتَّى تُغِيظُوهُ بِأَعْمَالِ أَيْدِيكُمْ». 30فَنَطَقَ مُوسَى فِي مَسَامِعِ كُلِّ جَمَاعَةِ إِسْرَائِيل بِكَلِمَاتِ هَذَا النَّشِيدِ إِلى تَمَامِهِ:
ع24-26: عندما فرغ موسى من كتابة أسفار التوراة الخمسة بما فيها النشيد المذكور، أمر الكهنة من سبط لاوى أن يأخذوا نسخة التوراة التى كتبها ليضعوها بجانب تابوت العهد، لتعلن عن إحسانات الرب لشعبه وتحذيراته لهم والعقوبات التى تنتظرهم إن خانوا عهده. فكانوا يضعونها فى صندوق خاص بجوار التابوت بالإضافة إلى نسخ أخرى من التوراة كانت مع الكهنة ليقرأوها على الشعب.
ع27: لأنى عايشت طياشة تصرفاتكم نحو الرب وتمردكم المتكرر عليه. وحدث ذلك رغم وجودى بينكم ومحاولتى تعليمكم وإرشادكم ورعايتكم، فكم يكون الحال بعد انتقالى من هذا العالم ؟
ع28: عرفاءكم : الرؤساء المدنيين.
لذلك طلب منهم أن يجتمع إليه كل شيوخهم، رؤساء الأسباط والنخبة المتميزة منهم، ليتلو عليهم كلمات النشيد الموحى له به من الرب ليكونوا هم المسئولين بعد ذلك عن تلقينه وتعليمه للأجيال التالية من الشعب، وتكون جميع الكائنات الحية، السمائية والأرضية، والطبيعة كلها شاهدة على أعمال الرب معهم وعلى عقوقهم وعصيانهم.
ع29: لأن موسى يعلم بما سيأتيه الشعب من شرور مستقبلاً، كما سبق وأعلمه الرب بذلك، وأيضًا من سابق خبرته معه، لذلك يأتيهم العقاب فى الأجيال التالية.
ع30: جماعة إسرائيل : تشمل الرؤساء والشيوخ والعرفاء.
اجتمع الشيوخ إليه باعتبارهم نواب الشعب وقادته، وتلى على مسامعهم كلمات النشيد بالكامل كمعلم صادق ورسول أمين ينقل بأمانة ما أراد الله أن يكلم به شعبه.
? التزم بتقديم كلام الله لكل من حولك حتى لو كانوا سيتأثرون به مؤقتًا ويمكن أن يهملوه فيما بعد، فلعلك تكسب بعضهم وتكون كلماتك موبخة للباقين عندما يسقطوا فى الخطية وتأتى عليهم الضيقات