• الرئيسية
  • الكنيسة القبطية
    • الكتاب المقدس
      • العهد القديم
      • العهد الجديد
      • قصص للأطفال
      • تاريخ يسوع
    • تاريخ الكنيسة
    • العائلة المقدسة
    • تاريخ البابوات
    • المقر البابوي
    • مجلة الكرازة
    • ملتقيات لوجوس للشباب
    • برنامج لوجوس للقيادة
    • جولات قبطية °360
    • اللغة القبطية
    • كرازة الكنيسة
    • كتب كنسية
    • قصص القديسين
    • المتحف القبطي
    • جاليري قبطي
  • المجمع المقدس
    • البابا تواضروس الثانى
    • أعضاء المجمع المقدس
    • الهيكل التنظيمى للجان
      • اللجنة الدائمة
      • لجنة السكرتارية
      • لجنة الرعاية والخدمة
      • لجنة الطقوس
      • لجنة الإيمان والتعليم
      • لجنة الأسرة
      • لجنة الإعلام والمعلومات
      • لجنة العلاقات العامة
      • لجنة العلاقات المسكونية
      • لجنة الرهبنة والأديرة
      • لجنة شئون المهجر
      • لجنة شئون الإيبارشيات
    • لوائح المجمع المقدس
    • قرارات المجمع المقدس
    • قرارات بابوية
    • سيمينارات المجمع المقدس
    • العلاقات المسكونية
      • المجامع المسكونية
      • العائلات الكنسية
      • العلاقة مع الكنائس الأرثوذكسية الشرقية
      • العلاقة مع الكنائس الأرثوذكسية البيزنطية
      • العلاقة مع الكنيسة الكاثوليكية
        • 50 عامًا من المحبة الأخوية (1973-2023)
      • العلاقة مع الكنائس الإنجيلية
      • العلاقة مع الكنيسة الإنجليكانية
      • العلاقة مع الكنيسة الأشورية
      • مجالس الكنائس
      • العمل المسكوني لبطاركة الكنيسة
    • الآباء المتنيحين
  • البابا تواضروس الثاني
    • السيرة الذاتية
    • رسائل بابوية
    • تكريمات وأوسمة
    • رسائل يوم الصداقة
    • كتب قداسة البابا
    • مقالات قداسة البابا
      • مقالات إفتتاحية الكرازة
      • مقالات جريدة الأهرام
      • مقالات مجلة مرقس
    • زيارات خارجية
    • دراسات كتابية
    • عظات الأربعاء
    • حوارات صحفية
    • كلمات وتصريحات
    • فيديو قداسة البابا
    • سؤال وجواب
  • الأديرة والإيبارشيات
    • الأديرة الآثرية
    • الأديرة الحديثة
    • أديرة المهجر
    • إيبارشيات مصر
    • إيبارشيات المهجر
    • مركز لوجوس البابوي
    • مراكز روحية
      • ماريوحنا بطمس
      • بيت الأنافورا
  • الهيئات القبطية
    • أسقفيات عامة
      • أسقفية الخدمات العامة والإجتماعية والمسكونية
      • أسقفية الشباب
    • هيئات تعليمية
      • المكتبة البابوية المركزية
      • معهد الدراسات القبطية
      • الكلية الإكليريكية بالأنبا رويس
      • المعهد القبطي للتدبير الكنسي والتنمية
      • معهد الرعاية والتربية
      • المركز الثقافي القبطي الأرثوذكسي
      • مؤسسة سان مارك لتوثيق التراث
      • جامعة هولي صوفيا
      • معهد بولس الرسول للدراسات الخدمية والكرازية
      • أسرة القديس بنتينوس لأساتذة الجامعات
    • هيئات اجتماعية
      • هيئة أوقاف الأقباط الأرثوذكس
      • المجلس الملي العام
      • الديوان البابوى العام
      • مسرح الأنبا رويس
    • هيئات تنموية
      • أسقفية الخدمات العامة والإجتماعية والمسكونية
      • لجنة الرعاية الاجتماعية
      • المكتب البابوى للمشروعات
      • مكتب الخدمة HIGH Office
    • هيئات اعلامية
      • مجلة الكرازة
        • أعداد مجلة الكرازة
      • المركز الإعلامي
      • الموقع الرسمي
      • COC
      • Aghapy TV
      • CTV
      • ME Sat
      • CYC
      • Koogi TV
    • هيئات صحية
      • مركز الرجاء
  • الأخبار
    • مقابلات رسمية
    • لقاءات رعوية
    • مناسبات كنسية
    • رسائل بابوية
    • تكريمات وأوسمة
    • رسائل يوم الصداقة
    • عظات الأربعاء
    • حوارات صحفية
    • كلمات وتصريحات
    • مقالات إفتتاحية الكرازة
    • برقيات واتصالات
  • العربية
  • الرئيسية
  • الكنيسة القبطية
    • الكتاب المقدس
      • العهد القديم
      • العهد الجديد
      • قصص للأطفال
      • تاريخ يسوع
    • تاريخ الكنيسة
    • العائلة المقدسة
    • تاريخ البابوات
    • المقر البابوي
    • مجلة الكرازة
    • ملتقيات لوجوس للشباب
    • برنامج لوجوس للقيادة
    • جولات قبطية °360
    • اللغة القبطية
    • كرازة الكنيسة
    • كتب كنسية
    • قصص القديسين
    • المتحف القبطي
    • جاليري قبطي
  • المجمع المقدس
    • البابا تواضروس الثانى
    • أعضاء المجمع المقدس
    • الهيكل التنظيمى للجان
      • اللجنة الدائمة
      • لجنة السكرتارية
      • لجنة الرعاية والخدمة
      • لجنة الطقوس
      • لجنة الإيمان والتعليم
      • لجنة الأسرة
      • لجنة الإعلام والمعلومات
      • لجنة العلاقات العامة
      • لجنة العلاقات المسكونية
      • لجنة الرهبنة والأديرة
      • لجنة شئون المهجر
      • لجنة شئون الإيبارشيات
    • لوائح المجمع المقدس
    • قرارات المجمع المقدس
    • قرارات بابوية
    • سيمينارات المجمع المقدس
    • العلاقات المسكونية
      • المجامع المسكونية
      • العائلات الكنسية
      • العلاقة مع الكنائس الأرثوذكسية الشرقية
      • العلاقة مع الكنائس الأرثوذكسية البيزنطية
      • العلاقة مع الكنيسة الكاثوليكية
        • 50 عامًا من المحبة الأخوية (1973-2023)
      • العلاقة مع الكنائس الإنجيلية
      • العلاقة مع الكنيسة الإنجليكانية
      • العلاقة مع الكنيسة الأشورية
      • مجالس الكنائس
      • العمل المسكوني لبطاركة الكنيسة
    • الآباء المتنيحين
  • البابا تواضروس الثاني
    • السيرة الذاتية
    • رسائل بابوية
    • تكريمات وأوسمة
    • رسائل يوم الصداقة
    • كتب قداسة البابا
    • مقالات قداسة البابا
      • مقالات إفتتاحية الكرازة
      • مقالات جريدة الأهرام
      • مقالات مجلة مرقس
    • زيارات خارجية
    • دراسات كتابية
    • عظات الأربعاء
    • حوارات صحفية
    • كلمات وتصريحات
    • فيديو قداسة البابا
    • سؤال وجواب
  • الأديرة والإيبارشيات
    • الأديرة الآثرية
    • الأديرة الحديثة
    • أديرة المهجر
    • إيبارشيات مصر
    • إيبارشيات المهجر
    • مركز لوجوس البابوي
    • مراكز روحية
      • ماريوحنا بطمس
      • بيت الأنافورا
  • الهيئات القبطية
    • أسقفيات عامة
      • أسقفية الخدمات العامة والإجتماعية والمسكونية
      • أسقفية الشباب
    • هيئات تعليمية
      • المكتبة البابوية المركزية
      • معهد الدراسات القبطية
      • الكلية الإكليريكية بالأنبا رويس
      • المعهد القبطي للتدبير الكنسي والتنمية
      • معهد الرعاية والتربية
      • المركز الثقافي القبطي الأرثوذكسي
      • مؤسسة سان مارك لتوثيق التراث
      • جامعة هولي صوفيا
      • معهد بولس الرسول للدراسات الخدمية والكرازية
      • أسرة القديس بنتينوس لأساتذة الجامعات
    • هيئات اجتماعية
      • هيئة أوقاف الأقباط الأرثوذكس
      • المجلس الملي العام
      • الديوان البابوى العام
      • مسرح الأنبا رويس
    • هيئات تنموية
      • أسقفية الخدمات العامة والإجتماعية والمسكونية
      • لجنة الرعاية الاجتماعية
      • المكتب البابوى للمشروعات
      • مكتب الخدمة HIGH Office
    • هيئات اعلامية
      • مجلة الكرازة
        • أعداد مجلة الكرازة
      • المركز الإعلامي
      • الموقع الرسمي
      • COC
      • Aghapy TV
      • CTV
      • ME Sat
      • CYC
      • Koogi TV
    • هيئات صحية
      • مركز الرجاء
  • الأخبار
    • مقابلات رسمية
    • لقاءات رعوية
    • مناسبات كنسية
    • رسائل بابوية
    • تكريمات وأوسمة
    • رسائل يوم الصداقة
    • عظات الأربعاء
    • حوارات صحفية
    • كلمات وتصريحات
    • مقالات إفتتاحية الكرازة
    • برقيات واتصالات
  • العربية
Facebook-f Instagram Youtube X-twitter Threads Soundcloud Bullseye

سفر الحكمة-الأَصْحَاحُ السادس عَشَرَ

سفر الحكمة-الأَصْحَاحُ السادس عَشَرَ

ضربات الأشرار ومكافأة الأبرار

نلاحظ فى هذا الأصحاح والأصحاحات التالية، بالإضافة لما ذكر فى الأصحاح الحادى عشر تفاصيل عن الضربات العشر، وما حدث للمصريين، ولبنى إسرائيل، لم تذكر فى سفر الخروج، أو أى سفر آخر فى الكتاب المقدس، فيما عدا مز (78: 42-53؛ 105: 29-42).

(1)   الحشرات والسلوى (ع1-4):

1لِذلِكَ كَانُوا أَحِقَّاءَ بِأَنْ يُعَاقَبُوا بِأَمْثَالِ هذِهِ، وَيُعَذَّبُوا بِجَمٍّ مِنَ الْحَشَرَاتِ. 2أَمَّا شَعْبُكَ فَبَدَلًا مِنْ ذلِكَ الْعِقَابِ، أَحْسَنْتَ إِلَيْهِمْ بِإِعْدَادِ السَّلْوَى مَأْكَلًا غَرِيبَ الطَّعْمِ، أَشْبَعْتَ بِهِ شَهْوَتَهُمْ. 3حَتَّى إِنَّهُ بَيْنَمَا كَانَ أُولئِكَ مَعَ جُوعِهِمْ فَاقِدِي كُلِّ شَهْوَةٍ لِلطَّعَامِ مِنْ كَرَاهَةِ مَا بَعَثْتَ عَلَيْهِمْ، كَانَ هؤُلاَءِ بَعْدَ عَوَزٍ يَسِيرٍ يَتَنَاوَلُونَ مَأْكَلًا غَرِيبَ الطَّعْمِ. 4فَإِنَّهُ كَانَ يَنْبَغِي لأُولئِكَ الْمُقْتَسِرِينَ أَنْ تَنْزِلَ بِهِمْ فَاقَةٌ لاَ مَنَاصَ مِنْهَا، وَلِهؤُلاَءِ أَنْ يَرَوْا كَيْفَ يُعَذَّبُ أَعْدَاؤُهُمْ لاَ غَيْرُ.

ع1: أحقاء : مستحقين.

جم : عدد ضخم.

يتابع حديثه عن المصريين الذين تركوا الله، وعبدوا الأصنام الميتة، فعاقبهم الله
بالضربات العشر على يد موسى النبى، وهجوم أسراب كبيرة من الحشرات عليهم، مثل البعوض والجراد.

ع2: السلوى : طائر يشبه السمان.

وعلى النقيض، نرى إحسان الله إلى أولاده الذين تمسكوا بعبادته فى أرض مصر، فأخرجهم الله إلى البرية؛ أى صحراء سيناء، وهناك عندما طلبوا منه لحماً ليأكلوا، أرسل إليهم أسراباً كبيرة من طيور السلوى؛ ليجمعوا منها ما يريدون، ويأكلوا لحمها اللذيذ الطعم.

ع3: عوز : احتياج وجوع.

يسير : قليل.

وفى هذه المقابلة بين المصريين وبنى إسرائيل، وتصرف الله معهم، يظهر جوع المصريين نتيجة الضربات العشر، التى أفسدت النباتات، وقتلت الحيوانات، فاشمئزوا من نتانتها التى جعلتهم فى ضيق شديد، فكرهوا أن يأكلوا شيئاً. أما شعب الله، فإذ احتاجوا فى الصحراء إلى أكل اللحوم، وكان متوفراً لديهم المن كطعام جميل، أفاض الله عليهم أيضاً بالسلوى؛ ليأكلوا لحمها اللذيذ. فالمصريون كانوا فى جوع وضيق، وفقدوا شهيتهم للطعام، أما بنو إسرائيل فكانوا فى راحة وفرح، وإذ احتاجوا وطلبوا، أنعم عليهم الله أكثر مما يطلبون، فكان طعاماً لم يتذوقوه من قبل، أى غريب الطعم، وفى نفس الوقت لذيذ.

وتعرض بنو إسرائيل للجوع مدة قصيرة أشبعهم بعدها الله. وكان ذلك كتأديب إلهى؛ ليبعدوا عن خطاياهم، ومن ناحية أخرى باركهم بعد هذا بخيرات كثيرة.

ع4: المقتسرين : الذين يجبرون ويسخرون ويذلون غيرهم.

فاقة : فقر شديد وجوع وعوز.

لا مناص : لا يمكن الهروب منه، أو لابد منه.

وبهذا يظهر عقاب الله للمصريين الذين أذلوا شعب الله، واستعبدوهم، وسخروهم فى بناء المدن المصرية، معتمدين على قوتهم وعبادتهم للأوثان الميتة، فتعرضوا للجوع والفقر والضعف الشديد من خلال الضربات العشر. أما بنو إسرائيل، فإذ نظروا ضعف أعدائهم، شكروا الله الذى يحميهم من هذه الضربات التى وجهها لأعدائهم فقط، بل وخلصهم وأخرجهم إلى البرية، ليعبدوه بحرية وراحة وفرح.

  • إن الله الرحيم طويل الأناة هو أيضاً عادل، ومن يتمادى فى خطاياه لابد أن ينال العقاب. وإذا لم يتب يتقدم الله برحمته، فيسمح له بضيقات على الأرض لعله يتوب، فيجد مكاناً فى السماء. وعلى العكس من يحتمل من أجل الله، متمسكاً بإيمانه، لابد أن يكافئه الله ببركات كثيرة على الأرض، ثم فى السماء “يأخذ مئة ضعف ويرث الحياة الأبدية” (مت19: 29). 

ثقى يا نفسى أن كل أتعابك وجهادك له قيمة عظيمة أمام الله، ولا تتشككى من نجاح الأشرار المؤقت، واعلمى أن كل ما تذوقينه من خيرات على الأرض هو عربون صغير جداً من البركات التى لا يعبر عنها فى الأبدية.

(2) الحية النحاسية والجراد والذباب ( ع5-14)

6لَمْ يَسْتَمِرَّ غَضَبُكَ إِلَى الْمُنْتَهَى، بَلْ إِنَّمَا أُقْلِقُوا إِلَى حِينٍ إِنْذَارًا لَهُمْ، وَنُصِبَتْ لَهُمْ عَلاَمَةٌ لِلْخَلاَصِ، تُذَكِّرُهُمْ وَصِيَّةَ شَرِيعَتِكَ، 7فَكَانَ الْمُلْتَفِتُ إِلَيْهَا يَخْلُصُ، لاَ بِذلِكَ الْمَنْظُورِ بَلْ بِكَ، يَا مُخَلِّصَ الْجَمِيعِ. 8وَبِذلِكَ أَثْبَتَّ لأَعْدَائِنَا، أَنَّكَ أَنْتَ الْمُنْقِذُ مِنْ كُلِّ سُوءٍ، 9لأَنَّ أُولئِكَ قَتَلَهُمْ لَسْعُ الْجَرَادِ وَالذُّبَابِ، وَلَمْ يُوجَدْ لِنُفُوسِهِمْ شِفَاءٌ، إِذْ هُمْ أَهْلٌ لأَنَّ يُعَاقَبُوا بِمِثْلِ ذلِكَ. 10أَمَّا بَنُوكَ فَلَمْ تَقْوَ عَلَيْهِمْ أَنْيَابُ التَّنَانِينِ السَّامَةِ، لأَنَّ رَحْمَتَكَ أَقْبَلَتْ وَشَفَتْهُمْ. 11وَإِنَّمَا نُخِسُوا لِيَتَذَكَّرُوا أَقْوَالِكَ، ثُمَّ خُلِّصُوا سَرِيعًا، لِئَلاَّ يَسْقُطُوا فِي نِسْيَانٍ عَمِيقٍ؛ فَيُحْرَمُوا إِحْسَانَكَ. 12وَمَا شَفَاهُمْ نَبْتٌ وَلاَ مَرْهَمٌ، بَلْ كَلِمَتُكَ، يَا رَبُّ، الَّتِي تَشْفِي الْجَمِيعَ، 13لأَنَّ لَكَ سُلْطَانَ الْحَيَاةِ وَالْمَوْتِ؛ فَتُحْدِرُ إِلَى أَبْوَابِ الْجَحِيمِ وَتُصْعِدُ. 14أَمَّا الإِنْسَانُ فَيَقْتُلُ بِخُبْثِهِ، لكِنَّهُ لاَ يُعِيدُ الرُّوحَ الَّذِي قَدْ خَرَجَ، وَلاَ يَسْتَرْجِعُ النَّفْسَ الْمَقْبُوضَةَ.

ع5: حنق : غضب شديد.

ثم يظهر سليمان الحكيم حكمة الله من سماحه للشيطان بتجربة شعبه بنى إسرائيل. فعندما أخطأوا بالتذمر على الله فى البرية، راجعين بقلوبهم إلى مصر أرض العبودية، مشتهين قدور اللحم؛ أظهر لهم قوته فى إرسال أسراب طائر السلوى، فأكلوا منها بشراهة ونهم، واستحقوا العقاب بهجوم الحيات عليهم بشراسة لتلدغهم.

ع6-8: ولكن الله الحنون كما وعد بقوله “لا يدعكم تجربون فوق ما تستطيعون، بل سيجعل مع التجربة أيضاً المنفذ” (1كو10: 13) لم يترك شعبه يهلك بلدغ الحيات السامة، ولكن حول الشر إلى خير، بصنع معجزة لها معنى روحى عميق، إذ أمر موسى أن يصنع حية نحاسية، ورفعها أمام عيون بنى إسرائيل، فكل من لدغته الحيات السامة، إذا نظر إلى الحية النحاسية يبرأ من السم، ويحيا من جديد؛ لأن الحية النحاسية كانت رمزاً للمسيح المصلوب، الذى يحيى كل من يؤمن به مهما كانت خطاياه. وهكذا كل من يؤمن بالله، ويطيع وصاياه ينتقل من الموت إلى الحياة، وبذلك يدوس المسيح المصلوب الحية القديمة، أى الشيطان.

ونلاحظ فى (ع7) أن الآية تقول “لا بذلك المنظور” أى ليس الخلاص بالحية النحاسية، بل بقوة الله التى تنقذ من ينظر إلى الحية النحاسية. وقد سحق حزقيا الملك الحية النحاسية، وتخلص منها، لئلا يعبدها بنو إسرائيل كتمثال يشفى من لدغة الحيات، ودعاها نحشتان، أى قطعة من النحاس (2مل18: 4).

  • ما أعمق حب الله وحنانه، الذى يحول خطايانا إلى بركات تقربنا إليه. فإن كان الشيطان بالتجربة يريد إهلاكنا، فالله فى نفس الوقت يحول التجربة إلى خيرنا؛ لينقذنا، بل ليمتعنا بعشرته. فهل يا أخى تقبل التجربة من يد الله، وتقودك للتوبة، وتسرع إلى طاعة وصاياه والالتجاء إلى الكنيسة والأسرار المقدسة، فيزداد التصاقك بالله، وتتخلص من خطاياك؟!

ع9: أهل : مستحق.

ويكمل سليمان حديثه، فيظهر أثر الضربات العشر على المصريين، وهجمات الحشرات عليهم، التى هى الجراد والذباب (البعوض)، فقتلت منهم الكثيرين. وهنا يظهر ضعف المصريين، ولعدم إيمانهم استحقوا هذا العقاب.

ع10: التنانين : وحوش مخيفة، والمقصود الحيات السامة.

وعلى الجانب الآخر، يعقد مقارنة بين المصريين وبنى إسرائيل، ويظهر شراسة لدغات الحيات، التى تغرس أنيابها، وتبث سمها. ولكن لأن الله يحب أولاده، وقصده من التجربة دعوتهم للتوبة، ولرحمة الله بهم، دبر لهم الشفاء بالحية النحاسية؛ ولأنهم مؤمنون به، نالوا الشفاء والحياة. وهكذا نرى أن حشرات صغيرة تقتل المصريين لعدم إيمانهم، ووحوش مفترسة، هى الحيات السامة، لا تستطيع أن تقتل بنى إسرائيل؛ لإيمانهم بالله.

ع11: وهكذا يظهر حنان الله الذى يسمح بالتجربة بمقدار لأولاده؛ حتى يتوبوا، ثم يسرع ليرفعها عنهم لئلا ييأسوا، ويفقدوا مكانهم السماوى، وتمتعهم بإحسانات الله.

ع12: نبت : نبات.

يعلن هنا الكتاب المقدس أن شفاء بنى إسرائيل من لدغات الحيات لم يكن بالعقاقير، مثل المراهم، ولا بأى نبات تستخرج منه مواد لشفاء الجسد من النباتات المعروفة بالنباتات الطبية. لا ليمنعهم من استخدام الأدوية، ولكن ليفهموا أن الشفاء تم بكلمة الله. فالشفاء من الله طبيب الأرواح والأجساد، كما نلقبه هكذا فى طلبة البصخة المقدسة.

ع13: فتحدر : فتنزل.

بل أكثر من هذا، فالله هو ضابط الكل الذى خلق الإنسان، وأعطاه الحياة، وله السلطان أن يعاقب الأشرار بعد نهاية حياتهم على الأرض، بإلقائهم فى الجحيم ليحيوا فى العذاب، أو الموت الأبدى. وله أيضاً سلطان أن يصعدهم، وينقلهم إلى فردوس النعيم. وهذا ما تم على الصليب، إذ بموته نزل إلى الجحيم، وأصعد آدم وبنيه، وكل المؤمنين به إلى الفردوس.

ع14: ولا يتجاسر إنسان فيظن أنه يعادل الله؛ لأنه يستطيع أن يقتل غيره، فخطية القتل ناتجة من شر الإنسان، وهى لا تحدر النفس إلى الجحيم إلا إذا كانت شريرة. وفى نفس الوقت لا يستطيع القاتل أن يعيد روح المقتول إلى الجسد؛ لأن الروح قد قبض عليها فى الجحيم. ويظهر هنا الفرق واضحاً بين سلطان الله وسلطان الإنسان، فالله الذى أنزل الروح إلى الجحيم؛ لأجل شرورها، قادر بفدائه أن يصعدها إلى الفردوس. أما الإنسان الشرير الذى قتل غيره، فلا يستطيع إلا عمل الشر، ولكن يعجز عن عمل الخير، أى إعادة الروح إلى الجسد، أو أن يعطى راحة للروح.

  نشكرك يا رب على ترفقك بنا رغم خطايانا وضعفنا. أعطنا أن نرى محبتك دائماً فلا ننزعج من التجربة. وإذ نرى مراحمك فى التجربة، نتحول من الضيق واليأس إلى تمجيد اسمك القدوس.

 (3) البرد والنار والمن ( ع 15-29)

15إِنَّهُ لَيْسَ أَحَدٌ يَسْتَطِيعُ أَنْ يَهْرُبَ مِنْ يَدِكَ، 16فَإِنَّكَ قَدْ جَلَدْتَ بِقُوَّةِ ذِرَاعِكَ الْمُنَافِقِينَ، الَّذِينَ جَحَدُوا مَعْرِفَتَكَ، وَأَطْلَقْتَ فِي إِثْرِهِمْ سُيُولًا وَبَرَدًا وَأَمْطَارًا غَرِيبَةً وَنَارًا آكِلَةً. 17وَأَغْرَبُ شَيْءٍ أَنَّ النَّارَ كَانَتْ فِي الْمَاءِ، الَّذِي يُطْفِئُ كُلَّ شَيْءٍ، تَزْدَادُ حِدَّةً لأَنَّ عَنَاصِرَ الْعَالَمِ تُقَاتِلُ عَنِ الصِّدِّيقِينَ.
18وَكَانَ اللَّهِيبُ تَارَةً يَسْكُنُ لِئَلاَّ يُحْرِقَ مَا أُرْسِلَ عَلَى الْمُنَافِقِينَ مِنَ الْحَيَوَانِ، وَلِكَيْ يُبْصِرُوا فَيَعْلَمُوا أَنَّ قَضَاءَ اللهِ عَلَى أَعْقَابِهِمْ، 19وَتَارَةً يَخْرُجُ عَنْ طَبْعِ النَّارِ فَيَتَأَجَّجُ فِي الْمَاءِ، لِكَيْ يَسْتَأْصِلَ أَنْبِتَةَ الأَرْضِ الأَثِيمَةِ. 20أَمَّا شَعْبُكَ فَبَدَلًا مِنْ ذلِكَ أَطْعَمْتَهُمْ طَعَامَ الْمَلاَئِكَةِ، وَأَرْسَلْتَ لَهُمْ مِنَ السَّمَاءِ خُبْزًا مُعَدًّا لاَ تَعَبَ فِيهِ، يَتَضَمَّنُ كُلَّ لَذَّةٍ، وَيُلاَئِمُ كُلَّ ذَوْقٍ، 21لأَنَّ جَوْهَرَكَ أَبْدَى عُذُوبَتَكَ لِبَنِيكَ، فَكَانَ يَخْدُمُ شَهْوَةَ الْمُتَنَاوِلِ، وَيَتَحَوَّلُ إِلَى مَا شَاءَ كُلُّ وَاحِدٍ. 22وَكَانَ الثَّلْجُ وَالْجَلِيدُ يَثْبُتَانِ فِي النَّارِ وَلاَ يَذُوبَانِ، لِكَيْ يُعْلَمَ كَيْفَ أَكَلَتْ ثِمَارَ الأَعْدَاءِ نَارٌ تَلْتَهِبُ فِي الْبَرَدِ، وَتَبْرُقُ فِي الْمَطَرِ. 23أَمَّا عِنْدَ هؤُلاَءِ فَقَدْ تَنَاسَتِ الْقُوَّةَ الَّتِي لَهَا، لِكَيْ يَغْتَذِيَ الْقِدِّيسُونَ. 24إِذِ الْخَلِيقَةُ الْخَادِمَةُ لَكَ أَنْتَ صَانِعِهَا تَتَشَدَّدُ، لِتُعَاقِبَ الْمُجْرِمِينَ، وَتَتَرَاخَى لِتُحْسِنَ إِلَى الْمُتَوَكِّلِينَ عَلَيْكَ. 25لِذلِكَ كَانَتْ حِينَئِذٍ تَتَحَوَّلُ إِلَى كُلِّ شَيْءٍ، لِتَخْدُمَ نِعْمَتَكَ الْغَاذِيَةَ الْجَمِيعَ عَلَى مَا يَشَاءُ كُلُّ مُحْتَاجٍ، 26لِكَيْ يَعْلَمَ بَنُوكَ الَّذِينَ أَحْبَبْتَهُمْ، أَيُّهَا الرَّبُّ، أَنْ لَيْسَ مَا تُخْرِجُ الأَرْضُ مِنَ الثِّمَارِ هُوَ يَغْذُو الإِنْسَانَ، لكِنْ كَلِمَتُكَ هِيَ الَّتِي تَحْفَظُ الْمُؤْمِنِينَ بِكَ. 27إِذْ مَا لَمْ تَكُنِ النَّارُ تَحُلُّهُ، كَانَتْ شُعَاعَةٌ يَسِيرَةٌ مِنَ الشَّمْسِ تُحْمِيهِ فَيَذُوبُ،
28حَتَّى يُعْلَمَ أَنَّهُ يَجِبُ أَنْ نَسْبِقَ الشَّمْسَ إِلَى شُكْرِكَ، وَنَحْضُرَ أَمَامَكَ عِنْدَ شُرُوقِ النُّورِ. 29لأَنَّ رَجَاءَ مَنْ لاَ شُكْرَ لَهُ يَذُوبُ كَجَلِيدٍ شَتْوِيٍّ، وَيَذْهَبُ كَمَاءٍ لاَ مَنْفَعَةَ فِيهِ.

ع15: وبهذا يظهر أن كل البشر تحت سلطان الله بل كل الخليقة. فكيف يتوهم الإنسان، بأفكار إبليس الغاشة، أنه يستطيع أن يهرب من الله، ويتمادى فى صنع الشر؟ لأنه لابد أن يحاسب فى النهاية على كل أفعاله.

  • غريب يا نفسى أن تهملى حنان الله وحبه، ولا تتمتعى بطول أناته، فإن سقطت هو مستعد أن يشفيك من أتعاب الخطية. لماذا ترفضين الله؟ وتتخيلين أنك قادرة على السعادة بدونه، وتظنى أن الخطية قادرة بلذتها المنحطة المؤقتة أن تريحك، وحينئذ لا يبقى أمامك إلا أن تواجهى العدل الإلهى والغضب الأبدى. 

استخدمى يا نفسى كل ما فى العالم من عطايا الله، ولكن اعلمى أن كل هذه الخيرات هى عطايا حبه لك، فلا تنشغلى بها فى حد ذاتها؛ لأنها زائلة، وهى مجرد تعبير عن حبه؛ ليتعلق قلبك به هو فقط، فهو هدفك الوحيد. انظريه فى كل شئ، وتمتعى بعشرته فى كل خطواتك؛ لتلهجى بالشكر له كل حين.

ع16: جحدوا : أنكروا.

إثرهم : خلفهم.

الله القادر على كل شئ، يظهر حنانه المعجزى فى شفاء أولاده. وعلى الجانب الآخر، يظهر سلطانه فى عقاب الأشرار؛ ليتوبوا، ويرجعوا إليه، إذ ليس إله غيره. ويعبر الكتاب المقدس عن الضربات العشر للمصريين بأنها جلدات على ظهورهم. فيتحدث عن ضربة البرد التى كانت مزيجاً من أمطار غزيرة بشكل سيول تكتسح كل شئ فى طريقها، وأمطار غريبة هى عبارة عن ماء متجمد فى شكل صفائح، أو كرات ثلجية صلبة التى هى البرد، تصيب وتقتل كل من تصادفه. وانطلقت مع السيول والبرد، نار قوية تحرق من تلاقيه. يا لعنف الغضب الإلهى الذى يرعب كل الأشرار.

ع17: حدة : قوة.

والغريب فى هذه الضربة أنها كسرت القوانين الطبيعية، فهى ضربة معجزية تشتعل فيها النار بقوة وسط الأمطار الغزيرة. فلم توقف السيول قوة النار، أو تطفئها، ولا أوقفت النار غزارة المياه، أو حولتها إلى بخار. فكل قوى العالم اتحدت لتؤدب الأشرار، وتحمى أولاد الله الأبرار.

ع18، 19: تارة : أحياناً.

أعقابهم : تلاحقهم وتتبعهم.

يتأجج : يزداد اشتعالاً.

وتعاونت قوى الطبيعة فى عقاب الأشرار، فأحياناً أثناء الضربة، تنحسر النار حتى لا تحرق الحشرات التى تؤذى المصريين. وأحياناً أخرى تشتعل النار بقوة لتحرق كل نباتات الأرض. فكل هذه القوى مطيعة لله، تنفذ أوامره؛ لتخيف الأشرار، ويتعقبهم قضاء الله؛ ليفنيهم، ويظهر رفض الله للشر.

  • إن الله يدعوك يا أخى للتوبة؛ سواء بحنانه، أو بغضبه. وكما تتجلى معجزاته فى شفاء أتعابك، تظهر معجزاته فى الضيقات؛ لتجذبك بعيداً عن الشر. يبقى أن تنتبه لتفهم قصد الله من الأحداث المحيطة بك، ويعود قلبك إليه، فتتمتع بمراحمه. 

وقد تطول الضيقة، وتتعدد المشاكل، وتهدأ أحياناً، لتتوب، فإن لم تتب تدخل مشاكل جديدة، وتشتعل المشاكل القديمة، ثم يهدئها الله؛ لتتوب، وإن لم تتب تعود فتشتعل. فلماذا تعطل خلاص نفسك بقساوة قلبك وعنادك؟ وبدلاً من التوبة تتذمر على الله. إن محبته تدعوك للاقتراب إليه باللطف والحزم، بالحنان والغضب؛ لأن نفسك غالية عنده، وهو يطلبها بإلحاح كثير.

ع20: واستمراراً فى عقد المقارنة بين بنى إسرائيل والمصريين، بعدما أظهر قوة الضربات العشر لتأديب المصريين، يعلن رعاية الله وأبوته لشعبه فى البرية، بعد خروجهم من مصر، إذ لم يجدوا طعاماً فى الصحراء، فأنزل لهم من السماء المن، الذى يسميه طعام الملائكة؛ لأنه نزل من السماء، وهو طعام سبق إعداده، يمكن أكله فى الحال، أو صنع أطعمة مختلفة منه؛ لتناسب ذوق الناس، فطعمه مثل رقاق بعسل، وشكله كحب الكسبرة، فيمكن عجنه، أو تجميعه وأكله بأشكال مختلفة.

ع21: عذوبتك : لطفك ورقتك.

أبدى : أظهر.

وهنا تظهر قوة الله وسعيه لإسعاد أولاده، فكان يقوتهم فى البرية، وعددهم حوالى المليونين، فيعطيهم بسخاء، إذ تكتسى الأرض كلها بالمن، ليأخذوا كل يوم جديداً، والباقى يذوب عند طلوع الشمس. فالله يعطيهم طعاماً بلا تعب؛ ليتفرغوا لمحبته وعبادته.

وكان المن يخدم شهوة المتناول لهذا الطعام، فيكون مذاقه فى فم من يأكله حسبما يشاء، فمن يشتهى طعاماً مالحاً يكون له، ومن يشتهيه حلواً هكذا يكون. فالله بقدرته الإلهية أعطى كل إنسان ما يحتاج إليه من أطعمة متنوعة كثيرة جداً. إنه حب إلهى يفوق الوصف، ومعجزة لم تتكرر. فحب الله فى داخل جوهره الإلهى هو بلا حدود، وظهر فى إشباع أولاده حسبما يشتهون.

وقد أعلن المسيح أنه هو المن السماوى (يو6: 58)، فهو الطعام الحقيقى لأولاده؛ يشبعنا بجسده ودمه الأقدسين. وبالتأمل فى كتابه القدوس، وبرفع قلوبنا فى الصلاة معه كل حين، فتتلذذ نفوسنا به، ويشبع كل رغباتنا بطباعنا المختلفة، ويفرحنا بمعرفته وعشرته دائماً.

  • على قدر ما تتكل على الله، يدبر كل احتياجاتك المادية، ولا يبقى أمامك إلا التفرغ لمحبته وخدمته فى كل عمل صالح. كما نقول فى القداس الإلهى “إذ يكون لنا الكفاف فى كل شئ كل حين نزداد فى كل عمل صالح”.والله الذى عمل قديماً، مازال يعمل بنفس الأبوة كل يوم مع أولاده، إذ أن جوهره لا يتغير.

ع22: تبرق : تلمع.

وتظهر عظمة الله فى قدرته على جعل الثلج والجليد يثبتان داخل النار، أى لا يذوبان ويتحولان لماء. وأيضاً النار كانت تحرق النباتات، وكل ما يصادفها، وهى وسط كرات البرد، وتلمع أيضاً النار وهى وسط المطر. وهكذا تظهر قدرة الله التى تستخدم الطبيعة لتأديب وعقاب الأشرار، ولا تتعارض معاً، بل تتعاون لإظهار قوة الله لعقاب الأشرار.

ع23: والطبيعة، متمثلة فى الثلج والجليد والنار والمطر، لم تؤذِ بنى إسرائيل، فكان شعب الله تحت رعايته يحيون فى سلام، والطبيعة لا تسئ إليهم، وفى نفس الوقت تعاقب الأشرار الرافضين الله. فالنباتات عند بنى إسرائيل كانت فى حيويتها تنمو بهدوء، وثمار الأشجار لم تحترق؛ حتى يتغذى منها أولاد الله.

ع24: الطبيعة مطيعة لله، فتصير قاسية؛ لتعاقب الغير مؤمنين الأشرار، وهم المصريون؛ حتى لا يعتمدوا على قوتهم، أو آلهتهم، إذ رأوا كل ممتلكاتهم تفنى أمامهم بضربات الله العشر.

وعلى العكس بالنسبة لبنى إسرائيل تتحرك الطبيعة؛ لتعطف وتحسن إليهم، وتعطيهم احتياجاتهم، وتحفظهم من الشر؛ لأنهم اتكلوا على الله.

ع25: الغاذية الجميع : التى تغذى الجميع.

والطبيعة أيضاً تحولت إلى كل أنواع الأطعمة، لتخدم نعمة الله المعتنية بأولاده المؤمنين به، أى بنى إسرائيل، فتعطيهم ماءً عذباً من نهر النيل، وتعطيهم المن بالمذاق الذى يشتهيه كل أحد، كما ذكرنا فى (ع21).

وهذه الآية أيضاً يمكن أن تعنى أن الطبيعة تحولت إلى أشكال مختلفة، لتخدم نعمة الله المغذية للجميع، فحولت الماء إلى دم فى الضربة الأولى للمصريين، لتجذب نفوسهم إلى التوبة، ورفض عبادة النيل الضعيف الذى تحول إلى دم، وأنتنت أسماكه، فيرجعون إلى الله. أما بالنسبة لبنى إسرائيل، فأعطتهم ماءً حلواً فى مصر، بالإضافة إلى المن والسلوى فى برية سيناء.

  • إن الطبيعة قد خُلقت لأجلك يا أخى؛ لترى الله فيها. فإن أحببت الله، وسعيت نحوه، ستراه جلياً فى كل شئ. وإذ تتكل عليه، وتقبل من يده كل ما يمر بك، تفرح، ويتحول كل شئ لخيـرك، كما يعدك الله بوضوح “إن كل الأشياء تعمل معاً للخير للذين يحبون الله” (رو8: 28).

ع26: يعلن هنا حاجة الإنسان للشبع بكلمة الله، وهى أهم من شبع الجسد بالأطعمة المادية؛ لأنه إذا شبعت النفس بالله تسند الجسد الضعيف. أما إذا شبع الجسد بالأطعمة المادية، فلا يستطيع أن يسند النفس الضعيفة.

  • لماذا تنشغلين يا نفسى بالحاجات المادية، فإنك تشتركين مع باقى المخلوقات فى هذا الجسد المادى، ولكن تميزك فى روح الله الساكن فيكِ، والذى غذاؤه التأمل فى الكتاب المقدس، والصلاة، وفوق الكل التناول من الأسرار المقدسة. إفرزى وقتاً للروحيات قبل الماديات، لئلا تضلى عن هدفك وهو الأبدية. والمسيح أعلن بنفسه فى تجربته على الجبل أنه “ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان، بل بكل كلمة تخرج من فم الله” (مت4: 4).

ع27: تحله : تذيبه.

يسيرة : بسيطة، أى حرارتها ضعيفة.

كان المن إذا وضع على النار لا ينحل، بل يظل بنفس شكله وطعمه. والنار قوية تحل كل ثمار الأرض التى يأكلها الإنسان، وتغير طعمها، وهذا يظهر تميز المن عن باقى الأطعمة. وفى نفس الوقت عندما تشرق الشمس فى الصباح بأشعتها الخفيفة، يذوب المن وتتشربه الأرض، كماء يرويها.

ع28: ويختم كلامه فى هذا الأصحاح بشرط أساسى لنوال عطايا الله السخية، وهو التبكير إلى الله، أى يكون الله أول وقبل كل شئ، وهذا يدل على أهمية الله عند الإنسان. وكمثال عملى لأهمية الذهاب باكراً إلى الله، أن بنى إسرائيل إن لم يسرعوا مع الفجر قبل طلوع الشمس، لا يستطيعون جمع المن الذى يغطى الأرض كلها؛ لأنه مع طلوع الشمس يذوب المن، ويصير كالماء، وتبتلعه الأرض. فالله يعطى طعاماً لكل من يبكر إليه، والعكس صحيح من يتوانى فى الذهاب إلى الله، لا يجد شبعه وراحته، وهذا لا يقتصر على الطعام المادى فقط، بل بالأولى الطعام الروحى، مثل الصلاة، وقراءة الكتاب المقدس، والقداسات، والخلوات.

ع29: الجليد الشتوى : هو الماء المتجمد فى الشتاء على الأرض الجرداء، وهذا لا يروى أحداً.

والتبكير لله يعنى محبة الإنسان له، ويرتبط بارتفاع القلب له بالشكر، وهذا يقوى إيمان الإنسان ورجاءه، فلا ينزعج من ضيقات الحياة، التى تمثلها الصحراء الجرداء، صحراء سيناء، التى لا يوجد فيها طعام. فرجاء الشاكر لله ثابت وقوى، فيجد طعاماً كل يوم مع الفجر. أما المتوانى وغير الشاكر، فيخرج متأخراً، ويجد الشمس قد حولت الطعام إلى ماء، فلا يمسك شيئاً يقوته فى هذا اليوم. والذى يشكر الله هو أيضاً مطيع لوصاياه بالخروج مبكراً. وغير الشاكر هو غير المؤمن الذى لا يطيع الله، فلا يجد طعاماً، بل ماء لا فائدة منه؛ لأنه لا يمكن جمعه للشرب، ولكن الأرض تمتصه، وهى أرض جرداء ليس فيها نباتات، فلا ينفع الماء إنساناً، أو حيواناً، أو نباتاً.

 ليتنا فى ترتيب مشاغلنا اليومية نضع الله قبل كل شئ، ليس فقط أن نبدأ به اليوم فى صلوات وقراءات، بل أيضاً نعطيه أحسن أوقاتنا حتى نهاية اليوم، ونسرع إليه أولاً فى كل احتياجاتنا قبل النظر إلى البشر، أو طلب الراحة من الماديات المحيطة بنا. 

  • الرئيسية
  • الكنيسة القبطية
  • المجمع المقدس
  • البابا تواضروس الثاني
  • الأديرة والإيبارشيات
  • الهيئات القبطية
  • الأخبار
  • الرئيسية
  • الكنيسة القبطية
  • المجمع المقدس
  • البابا تواضروس الثاني
  • الأديرة والإيبارشيات
  • الهيئات القبطية
  • الأخبار
Facebook-f Instagram Youtube X-twitter Threads Soundcloud Bullseye