توزيع الخدمة على عشائر اللاويين عند الارتحال
(1) خدمة بنى قهات (ع1-20): 1وكلم الرَّبُّ ِمُوسَى وَهَارُونَ قائلاً: 2«خُذْ عَدَدَ بَنِي قَهَاتَ مِنْ بَيْنِ بَنِي لاوِي حَسَبَ عَشَائِرِهِمْ وَبُيُوتِ آبَائِهِمْ 3مِنِ ابْنِ ثَلاثِينَ سَنَةً فَصَاعِداً إِلى ابْنِ خَمْسِينَ سَنَةً كُلِّ دَاخِلٍ فِي الجُنْدِ لِيَعْمَل عَمَلاً فِي خَيْمَةِ الاِجْتِمَاعِ. 4هَذِهِ خِدْمَةُ بَنِي قَهَاتَ فِي خَيْمَةِ الاِجْتِمَاعِ: قُدْسُ الأَقْدَاسِ. 5يَأْتِي هَارُونُ وَبَنُوهُ عِنْدَ ارْتِحَالِ المَحَلةِ وَيُنَزِّلُونَ حِجَابَ السَّجْفِ وَيُغَطُّونَ بِهِ تَابُوتَ الشَّهَادَةِ 6وَيَجْعَلُونَ عَليْهِ غِطَاءً مِنْ جِلدِ تُخَسٍ وَيَبْسُطُونَ مِنْ فَوْقُ ثَوْباً كُلُّهُ أَسْمَانْجُونِيٌّ وَيَضَعُونَ عِصِيَّهُ. 7وَعَلى مَائِدَةِ الوُجُوهِ يَبْسُطُونَ ثَوْبَ أَسْمَانْجُونٍ وَيَضَعُونَ عَليْهِ الصِّحَافَ وَالصُّحُونَ وَالأَقْدَاحَ وَكَاسَاتِ السَّكِيبِ. وَيَكُونُ الخُبْزُ الدَّائِمُ عَليْهِ. 8وَيَبْسُطُونَ عَليْهَا ثَوْبَ قِرْمِزٍ وَيُغَطُّونَهُ بِغِطَاءٍ مِنْ جِلدِ تُخَسٍ وَيَضَعُونَ عِصِيَّهُ. 9وَيَأْخُذُونَ ثَوْبَ أَسْمَانْجُونٍ وَيُغَطُّونَ مَنَارَةَ الضُّوءِ وَسُرُجَهَا وَمَلاقِطَهَا وَمَنَافِضَهَا وَجَمِيعَ آنِيَةِ زَيْتِهَا التِي يَخْدِمُونَهَا بِهَا. 10وَيَجْعَلُونَهَا وَجَمِيعَ آنِيَتَهَا فِي غِطَاءٍ مِنْ جِلدِ تُخَسٍ وَيَجْعَلُونَهُ عَلى العَتَلةِ. 11وَعَلى مَذْبَحِ الذَّهَبِ يَبْسُطُونَ ثَوْبَ أَسْمَانْجُونٍ وَيُغَطُّونَهُ بِغِطَاءٍ مِنْ جِلدِ تُخَسٍ وَيَضَعُونَ عِصِيَّهُ. 12وَيَأْخُذُونَ جَمِيعَ أَمْتِعَةِ الخِدْمَةِ التِي يَخْدِمُونَ بِهَا فِي القُدْسِ وَيَجْعَلُونَهَا فِي ثَوْبِ أَسْمَانْجُونٍ وَيُغَطُّونَهَا بِغِطَاءٍ مِنْ جِلدِ تُخَسٍ وَيَجْعَلُونَهَا عَلى العَتَلةِ. 13وَيَرْفَعُونَ رَمَادَ المَذْبَحِ وَيَبْسُطُونَ عَليْهِ ثَوْبَ أُرْجُوانٍ. 14وَيَجْعَلُونَ عَليْهِ جَمِيعَ أَمْتِعَتِهِ التِي يَخْدِمُونَ عَليْهِ بِهَا المَجَامِرَ وَالمَنَاشِل وَالرُّفُوشَ وَالمَنَاضِحَ كُل أَمْتِعَةِ المَذْبَحِ. وَيَبْسُطُونَ عَليْهِ غِطَاءً مِنْ جِلدِ تُخَسٍ وَيَضَعُونَ عِصِيَّهُ. 15وَمَتَى فَرَغَ هَارُونُ وَبَنُوهُ مِنْ تَغْطِيَةِ القُدْسِ وَجَمِيعِ أَمْتِعَةِ القُدْسِ عِنْدَ ارْتِحَالِ المَحَلةِ يَأْتِي بَعْدَ ذَلِكَ بَنُو قَهَاتَ لِلحِمْلِ وَلكِنْ لا يَمَسُّوا القُدْسَ لِئَلا يَمُوتُوا. ذَلِكَ حِمْلُ بَنِي قَهَاتَ فِي خَيْمَةِ الاِجْتِمَاعِ. 16وَوِكَالةُ أَلِعَازَارَ بْنِ هَارُونَ الكَاهِنِ هِيَ زَيْتُ الضُّوءِ وَالبَخُورُ العَطِرُ وَالتَّقْدِمَةُ الدَّائِمَةُ وَدُهْنُ المَسْحَةِ وَوِكَالةُ كُلِّ المَسْكَنِ وَكُلِّ مَا فِيهِ بِالقُدْسِ وَأَمْتِعَتِهِ». 17وكلم الرَّبُّ مُوسَى وَهَارُونَ قائلاً: 18«لا تَقْرِضَا سِبْطَ عَشَائِرِ القَهَاتِيِّينَ مِنْ بَيْنِ اللاوِيِّينَ. 19بَلِ افْعَلا لهُمْ هَذَا فَيَعِيشُوا وَلا يَمُوتُوا عِنْدَ اقْتِرَابِهِمْ إِلى قُدْسِ الأَقْدَاسِ. يَدْخُلُ هَارُونُ وَبَنُوهُ وَيُقِيمُونَهُمْ كُل إِنْسَانٍ عَلى خِدْمَتِهِ وَحِمْلِهِ 20وَلا يَدْخُلُوا لِيَرُوا القُدْسَ لحْظَةً لِئَلا يَمُوتُوا».
ع1، 2: كلم الرب : تعبير شائع فى كل السفر ومعناه أن الله هو صاحب الأمر والتوجيه. الأمر هنا هو حصر لبنى قهات بكل عشائرهم؛ والمعروف أن قهات هو الابن الثانى للاوى وليس بكره ولكن جاء القهاتيون هنا أولاً لعظم المهام التى سوف يكلفون بها والتى تشمل أدوات العبادة الداخلية كما سنرى (ع4).
ع3: هذا الحصر جديد، فبعد أن كلَّف الله موسى بحصر كل الذكور من ابن شهر ليؤخذوا فدية عن أبكار كل الشعب (ص3)، يطلب منه هنا حصر جديد وهو للذكور من سن ثلاثين سنة حتى سن الخمسين، وهى الفترة العمرية التى يستطيع فيها الرجل بذل المجهود فى العمل واحتمال المشقات.
وإن كان الأصحاح الثامن من هذا السفر (ص8: 24) يذكر أن سن التجنيد لخدمة بيت الرب عند اللاويين هو سن 25 سنة فالمقصود أنه من سن 25 إلى 30 سنة يكون فترة تدريب ومشاركة فى الخدمات الصغيرة. ويلاحظ أنه فى أيام داود وعزرا (1أى23: 24-32، عز3: 8) كان التجنيد فى سن العشرين أى أن هناك فترة تدريبية مدتها عشر سنوات حتى يبلغوا سن الثلاثين. وقد بدأ يوحنا المعمدان وكذلك المسيح خدمتهما فى سن الثلاثين.
ورغم أن التجنيد للحرب فى باقى الأسباط يبدأ من سن العشرين (ص1: 3)، نجد أن التجنيد لخدمة بيت الرب فى سبط اللاويين يبدأ فى سن الثلاثين وذلك لعظمة وأهمية خدمة بيت الرب أكثر من أى عمل آخر.
كل داخل فى الجند : اعتبر الله ما سوف يكلفهم به هو كالتجنيد تمامًا، فمهمة العمل فى خيمة الاجتماع مهمة مهيبة، تستلزم التفرغ والتركيز، بل أن خدمة الله عامة تستلزم روح الجندى المقاتل كما ألزم القديس بولس تلميذه تيموثاوس عندما قال له “فاشترك أنت فى احتمال المشقات كجندى صالح ليسوع المسيح” (2تى2: 3).
? أخى الحبيب : الله فى محبته دعانا لخدمة اسمه القدوس، ولعظمة هذه الدعوة ينبهنا أن نكون جنودًا فى خدمته ساهرين على الحراسة؛ فهو لا يقبل المتهاون أو المتراخى بل يلعنه، فإذا كنت خادمًا فى كنيسة الله كن قويًا وانظر إلى المكافأة واسهر لئلا يأخذ أحد منك إكليلك.
ع4: خصص الله خدمة القهاتيين بقدس الأقداس وهو مشابه فى قدسيته للهيكل والمذبح فى الكنيسة، وهو المكان الذى كان الله يتجلى فيه عند الظهور بمجده، وكان تابوت العهد يوضع فيه؛ وفى واقع الأمر شملت خدمة القهاتيين مكانيين وهما “القدس” و”قدس الأقداس” وكل ما يشتملانه.
ع5: عند ارتحال المحلة : أى عند صدور الأمر الإلهى بالرحيل أو الانتقال، وكان هذا الأمر يأتى بأن يرتفع عمود السحاب من فوق الخيمة (خر40: 36).
عند الاستعداد للرحيل كان هارون وبنوه، وهم الكهنة والمسموح لهم فقط بلمس المقدسات والأدوات بأيديهم دون غيرهم، يبدأون بفك الحجاب الفاصل بين القدس وقدس الأقداس ويغطون به تابوت العهد.
ع6: وكغطاء ثانٍ فوق الحجاب الذى التف به التابوت يضعون جلد حيوان بحرى سميك (تخس) ثم يأتون بآخر غطاء خارجى وهو ثوب قماش أزرق سمائى، ويلاحظ أن التابوت والمائدة وحدهما تم تغطيتهما بثلاثة أغطية أما باقى الأدوات فسوف تغطى بغطائين فقط.
ويضعون عصيه : كانت العصى التى يحمل بها التابوت دائمة الوضع داخل الحلقات الجانبية. أما هذا التعبير فمعناه أن التغطية تشمل أيضًا العصى حتى لا يحملها اللاويون بالأيدى المجردة.
ع7: مائدة الوجوه : هى المائدة الموضوعة فى القدس ويوضع عليها اثنى عشر خبزة يمثلون وجود الأسباط الدائم أمام وجه الله.
أقداح : أوانى صغيرة.
أما طريقة تغطية المائدة قبل حملها فكانت كالآتى : أولاً مفرش أزرق “أسمانجونى” يوضع على المائدة مباشرة ويوضع فوقه الخبز أيضًا الذى يجب أن يكون موجودًا دائمًا أمام الله حتى عند الارتحال والسفر. وكذلك الأدوات المستخدمة حول المائدة من صحون وأقداح وكاسات.
ع8: الغطاء الثانى يأتى فوقه وهو ثوب قرمزى أى أحمر بلون الدم، ثم الغطاء الثالث فوق كل ذلك وهو الجلد السميك العازل الذى يوفر أعلى درجة من الحماية للمقدسات بعزلها تمامًا عن الأتربة. ورمزيًا يمكن التأمل فى هذه الأغطية كالآتى .. فالأول هو الأزرق السمائى ويشير إلى المسيح الآتى من السماء ليتجسد وقد غطى بمجده الاثنى عشر رسولاً (الخبز). وجاء بعد ذلك غطاء الدم المسفوك الذى يعطى المغفرة والخلاص، أما غطاء الجلد السميك فيشير إلى حياة التدقيق التى ينبغى أن يحيا فيها المؤمن وينعزل بها عن الشر.
ويضعون العصى فى حلقات المائدة التى تبرز خارج الأغطية ليحملوها بها. ويقول الكتاب المقدس “عصيه” ويقصد عصى خبز الوجوه الموجود على المائدة.
ع9، 10: العتلة : عبارة عن قضيبين يثبت عليهما قطع مستعرضة من الخشب لتحمل عليه المنارة أو غيرها من باقى أدوات الخيمة.
أما المنارة ذات السبع سرج، وكان مكانها فى القدس، فكانت تغطى بكل ملحقاتها وأدواتها من ملاقط وأوانى الزيت أولاً بغطاء أزرق سمائى وبعد هذا غطاء خارجى من جلد التخس السميك.
ع11: مذبح الذهب : هو مذبح البخور الداخلى.
وهو أيضًا يغطى بقماش أزرق اللون ثم غطاء من جلد حيوان التخس السميك.
ع12: أما باقى أدوات الخدمة التى لم تذكر، مثل ملابس الكهنة أو أى متعلقات أخرى، فتوضع فى الثوب الأزرق السمائى وتُغَطَّى أيضًا بالجلد السميك كالأمور السابقة وبعد هذا توضع على الحمالة (العتلة).
ع13، 14: أما مذبح المحرقة الخارجى وهو المذبح النحاسى ومكانه عند مدخل الخيمة، فقبل تغطيته كان عليهم رفع الرماد المتخلف من الذبائح السابقة وإلقائه فى مكان يسمى “مرمى الرماد”، أما النار المقدسة التى للمذبح فكانت تحمل فى إناء خاص طوال سفرهم.
وبعد رفع الرماد والنار المقدسة كانوا يغطونه مع جميع أمتعته اللازمة للخدمة بثوب أرجوان (أحمر ملوكى) إذ أن هذا المذبح، مذبح المحرقة، يرمز للمسيح الملك المصلوب. ثم يأتى بعد هذا الغطاء العازل من جلد التخس، وبعد تغطية المذبح النحاسى كانوا يضعون عصويه فى الحلقات ويحملونه من هذه العصى.
أما أدوات المذبح المذكورة فكانت :
المجامر : أى الأوانى التى يحمل فيها الجمر المتقد وتستخدم فى التبخير كالشورية.
المناشل : شوك بثلاثة أسنان وذراع طويل تستخدم فى انتشال أو ترتيب قطع اللحم على المذبح.
الرفوش : الجاروف الذى يستخدم لجرف الرماد أو إعادة توزيعه فى المذبح.
المناضح : هى أوانى كالطشوت تستخدم فى جمع الدم من الذبائح لإعادة نضحه أو رشه كما تستلزم أمور العبادة ذلك.
ع15: ارتحال المحلة : ارتحال جماعة بنى إسرائيل.
بعد أن ينتهى دور الكهنة، أى هارون وبنيه، من تغليف وتغطية كل ما كان بالقدس وقدس الأقداس، يأتى دور اللاويين، ومنهم بنو قهات، فيحملون هذه الأشياء دون أن يمسوا بأيديهم شيئًا من تحت هذه الأغطية وإلا ماتوا. وهو تحذير قوى من الله لهم يجعلهم فى شدة الاحتراس عند الحمل والنقل ويبعد عنهم أى شبهة استهانة بهذه المقدسات.
ع16: عُيِّن ألعازار ابن هارون قبل ذلك مشرفًا عامًا على جميع عشائر اللاويين فى أعمالهم عند الارتحال أو الهبوط (ص3: 32) أما هنا فيوضح أمورًا أخرى تكون تحت اختصاصه المباشر وهى :
- زيت الضوء : الزيت المستخدم لإضاءة سرج المنارة.
- البخور العطر : وهو البخور الذى يقدم يوميًا صباحًا ومساءً على مذبح البخور.
- التقدمة الدائمة: وهى أيضًا التقدمة اليومية صباحًا ومساءً (راجع خروج 30: 22-32).
- وكالة كل المسكن : أى لا يستثنى شئ من المسئوليات عن ألعازار الكاهن فكل شئ يتم تحت إشرافه الشخصى والمباشر.
ع17-19: يبدأ الله حديثًا جديدًا مع موسى وهارون، محملاً إياهما مسئولية جديدة وهى عدم انقراض عشائر القهاتيين من سبط اللاويين.
المعنى هو أنه على هارون وبنيه من الكهنة مداومة الإشراف والتنبيه والإنذار للقهاتيين حتى لا يلمسوا شيئًا من الأوانى أو المقدسات بأيديهم فيموتوا وينقرضوا ويكون تهاون هارون وبنيه من الكهنة هو السبب فى ذلك، أى السبب الغير مباشر فى هلاك القهاتيين.
? ما أخطر مسئولية الكهنة، إذ وضعهم الله فى موضع الرعاة على خرافه وهو يوصيهم بالعناية والرعاية لئلا يهلك أحد من رعيته، فيطلب المسيح دم الخراف من يد الكاهن؛ فإذا كانت المسئولية عظيمة ومخيفة هكذا… فهل تقبل يا أخى التعليم أو التحذير أو حتى التوبيخ إذا سمح به الله من فم الكاهن … ليتك تفعل هذا فلا تنقرض ولا تفنى من أمام الرب.
ع20: جاء هذا التحذير تأكيدًا وتكميلاً لما سبق من كلام، وهو عدم السماح لأى عشيرة من عشائر اللاويين بالدخول إلى القدس أو قدس الأقداس لئلا يموتوا، فهذان المكانان لا يدخلهما سوى الكهنة فقط والعقوبة واضحة وصريحة إذا حدث ما هو خلاف ذلك.
(2) خدمة الجرشونيين (ع21-28):
21وَأَمَرَ الرَّبُّ مُوسَى: 22«خُذْ عَدَدَ بَنِي جَرْشُونَ أَيْضاً حَسَبَ بُيُوتِ آبَائِهِمْ وَعَشَائِرِهِمْ
23مِنِ ابْنِ ثَلاثِينَ سَنَةً فَصَاعِداً إِلى ابْنِ خَمْسِينَ سَنَةً تَعُدُّهُمْ. كُل الدَّاخِلِينَ لِيَتَجَنَّدُوا أَجْنَاداً لِيَخْدِمُوا خِدْمَةً فِي خَيْمَةِ الاِجْتِمَاعِ. 24هَذِهِ خِدْمَةُ عَشَائِرِ الجَرْشُونِيِّينَ مِنَ الخِدْمَةِ وَالحِمْلِ: 25يَحْمِلُونَ شُقَقَ المَسْكَنِ وَخَيْمَةَ الاِجْتِمَاعِ وَغِطَاءَهَا وَغِطَاءَ التُّخَسِ الذِي عَليْهَا مِنْ فَوْقُ وَسَجْفَ بَابِ خَيْمَةِ الاِجْتِمَاعِ 26وَأَسْتَارَ الدَّارِ وَسَجْفَ مَدْخَلِ بَابِ الدَّارِ اللوَاتِي حَوْل المَسْكَنِ وَحَوْل المَذْبَحِ مُحِيطَةً وَأَطْنَابَهُنَّ وَكُل أَمْتِعَةِ خِدْمَتِهِنَّ. وَكُلُّ مَا يُعْمَلُ لهُنَّ فَهُمْ يَصْنَعُونَهُ 27حَسَبَ قَوْلِ هَارُونَ وَبَنِيهِ تَكُونُ جَمِيعُ خِدْمَةِ بَنِي الجَرْشُونِيِّينَ مِنْ كُلِّ حِمْلِهِمْ وَمِنْ كُلِّ خِدْمَتِهِمْ. وَتُوَكِّلُهُمْ بِحِرَاسَةِ كُلِّ أَحْمَالِهِمْ. 28هَذِهِ خِدْمَةُ عَشَائِرِ بَنِي الجَرْشُونِيِّينَ فِي خَيْمَةِ الاِجْتِمَاعِ وَحِرَاسَتُهُمْ بِيَدِ إِيثَامَارَ بْنِ هَارُونَ الكَاهِنِ.
ع21-23: هذه الأعداد الثلاثة توافق تمامًا الأعداد (1-3) فى بداية الأصحاح، فكما قال عند اختيار القهاتيين يقول هنا عند اختيار الجرشونيين تمهيدًا لما سوف يسند إليهم من خدمة.
ع24، 25: الخدمة والحمل : الخدمة معناها العناية بالأشياء أما الحمل فهى إشارة لحملها أثناء الانتقال والترحال. ويمكن تفصيل خدمة الجرشونيين كالآتى :-
- شقق المسكن : أى أغطية الخيمة من أعلى ومن الجوانب، وكانت مصنوعة من أفخر الأقمشة الكتان وألوانه كانت الأسمانجونى والأرجوان والقرمز فى إشارة إلى السماء الزرقاء وثياب الملك ودم الفادى.
- خيمة الاجتماع : أى الأغطية الخارجية المصنوعة من شعر الماعز.
- الغطاء الخارجى : وهو المصنوع من جلد حيوان التخس البحرى.
- سجف باب خيمة الاجتماع : وهو الباب الذى من ناحية الشرق وكان من قماش فاخر أيضًا.
ع26: بعد أن تكلم العدد السابق عن حمل الأشياء الداخلية، ينتقل بنا هذا العدد للحديث عن حمل أجزاء الدار الخارجية التى تحيط بخيمة الاجتماع.
- أستار الدار: وهى المصنوعة من الكتان بارتفاع خمسة أذرع (راجع خر26: 9-10).
- سجف مدخل باب الدار : وهو الباب الخارجى للدار الخارجية من جهة الشرق أيضًا وارتفاعه كارتفاع الأستار أى خمسة أذرع وعرضه 20 ذراعًا (خر27: 16).
وكانت أستار الدار الخارجية كالسور الذى يحيط بالخيمة وبمذبح المحرقة.
- الأطناب : هى الحبال التى كانت تربط أغطية الخيمة المختلفة عند الرحيل وأى حبال تستخدم داخل الخيمة.
- كل أمتعة خدمتهن : أى كل الأدوات الأخرى المتعلقة بالأستار الداخلية أو الأغطية الخارجية وأى شئ تحتاجه الخدمة أو قد يتلف فلا يقوم بصناعته سوى الجرشونيين.
ع27، 28: ويتم كل عمل الجرشونيين تحت إشراف الكاهن الأكبر هارون وأبنائه الكهنة أيضًا، وهم موكلون بالسهر والحرص أى حراسة كل ما ائتمنهم الله عليه، ويكون رئيسهم المباشر فى الإشراف هو الكاهن إيثامار ابن هارون.
? تغطية الأمور الثمينة تحفظها .. فليتك لا تكثر من الكلام بدون داعٍ وتحفظ كلام الله داخلك وتفكر فيه لتطبقه فى حياتك وتقنع الناس بالحق أكثر من كلام كثير غير مؤثر.
(3) خدمة المراريين (ع29-33):
29«بَنُو مَرَارِي حَسَبَ عَشَائِرِهِمْ وَبُيُوتِ آبَائِهِمْ تَعُدُّهُمْ. 30مِنِ ابْنِ ثَلاثِينَ سَنَةً فَصَاعِداً إِلى ابْنِ خَمْسِينَ سَنَةً تَعُدُّهُمْ كُل الدَّاخِلِينَ فِي الجُنْدِ لِيَخْدِمُوا خِدْمَةَ خَيْمَةِ الاِجْتِمَاعِ. 31وَهَذِهِ حِرَاسَةُ حِمْلِهِمْ وَكُلُّ خِدْمَتِهِمْ فِي خَيْمَةِ الاِجْتِمَاعِ: أَلوَاحُ المَسْكَنِ وَعَوَارِضُهُ وَأَعْمِدَتُهُ وَفُرَضُهُ 32وَأَعْمِدَةُ الدَّارِ حَوَاليْهَا وَفُرَضُهَا وَأَوْتَادُهَا وَأَطْنَابُهَا مَعَ كُلِّ أَمْتِعَتِهَا وَكُلِّ خِدْمَتِهَا. وَبِالأَسْمَاءِ تَعُدُّونَ أَمْتِعَةَ حِرَاسَةِ حِمْلِهِمْ. 33هَذِهِ خِدْمَةُ عَشَائِرِ بَنِي مَرَارِي. كُلُّ خِدْمَتِهِمْ فِي خَيْمَةِ الاِجْتِمَاعِ بِيَدِ إِيثَامَارَ بْنِ هَارُونَ الكَاهِنِ».
ع29، 30: كما جاء كمقدمة لخدمة المجموعات السابقة.
ع31: أما خدمة المراريين فكانت الأشياء الثقيلة مثل :
- ألواح المسكن (خر26: 15-25) : وهى الألواح الخشبية المغطاة بصفائح من ذهب وتعتبر جدران الخيمة.
- عوارض المسكن : خشب مغطى بالذهب أيضاً ويربط الألواح ببعضها عن طريق حلقات من ذهب (خر26: 26-29).
- أعمدته وفرضه : أى الأعمدة التى يعلق عليها الحجاب والسجف، أى الستائر الداخلية التى تكون كأبواب للقدس وقدس الأقداس وباب الخيمة الخارجى، أما الفرض فهى القواعد الفضية التى يثبت عليها الأعمـدة (خر26: 31، 32، 36، 37).
ع32: الكلام هنا عن الدار الخارجية وأمتعتها :
- أعمدة الدار حواليها : أى الأعمدة الخشبية الخارجية ويشمل ذلك أيضًا القضبان الفضية التى تربط الأعمدة ببعضها.
- فرضها : وهى القواعد التى تقام عليها أعمدة السور ولكنها هنا من النحاس وليس الفضة.
- الأوتاد : وهى من النحاس وكانت حول الدار الخارجية.
- الأطناب : وهى الحبال الخاصة بالدار الخارجية فى ربطها بالأوتاد النحاسية الخارجية للتثبيت.
- أمتعتها وكل خدمتها : أى كل المعدات والمشتملات والمتعلقات والملحقات.
وقد أمر الله بإعداد قوائم تحدد مسئولية كل لاوى فيما يحمله “بالأسماء تعدون أمتعة” كعهدة يتسلمها ويسلمها ويسهر عليها طوال فترة حملها حتى لا يضيع منها شئ.
? أخى الحبيب لاحظ معى حرص الله على أدوات الخدمة وكيف يعتبرها عهدة شخصية يحاسب عليها اللاوى… فكم وكم تكون عهدة النفوس التى يؤتمن عليها الأسقف أو الكاهن أو الخادم، وهى أغلى بكثير، إذ أن هلاكها لا يمكن تعويضه … إرحمنا يا رب وأعنا على خدمة كل نفوس المحتاجين واكمل ضعف عمل خدامك … آمين.
ع33: كذلك يكون إيثامار الكاهن مسئولاً عنهم ومشرفًا عليهم كرئاسته على الجرشونيين أيضًا.
(4) حصر عشائر اللاويين القادرين على الخدمة (ع34-45):
34فَعَدَّ مُوسَى وَهَارُونُ وَرُؤَسَاءُ الجَمَاعَةِ بَنِي القَهَاتِيِّينَ حَسَبَ عَشَائِرِهِمْ وَبُيُوتِ آبَائِهِمْ 35مِنِ ابْنِ ثَلاثِينَ سَنَةً فَصَاعِداً إِلى ابْنِ خَمْسِينَ سَنَةً كُل الدَّاخِلِينَ فِي الجُنْدِ لِلخِدْمَةِ فِي خَيْمَةِ الاِجْتِمَاعِ.
36فَكَانَ المَعْدُودُونَ مِنْهُمْ حَسَبَ عَشَائِرِهِمْ أَلفَيْنِ وَسَبْعَ مِئَةٍ وَخَمْسِينَ. 37هَؤُلاءِ هُمُ المَعْدُودُونَ مِنْ عَشَائِرِ القَهَاتِيِّينَ كُلُّ الخَادِمِينَ فِي خَيْمَةِ الاِجْتِمَاعِ الذِينَ عَدَّهُمْ مُوسَى وَهَارُونُ حَسَبَ قَوْلِ الرَّبِّ عَنْ يَدِ مُوسَى. 38وَالمَعْدُودُونَ مِنْ بَنِي جَرْشُونَ حَسَبَ عَشَائِرِهِمْ وَبُيُوتِ آبَائِهِمْ 39مِنِ ابْنِ ثَلاثِينَ سَنَةً فَصَاعِداً إِلى ابْنِ خَمْسِينَ سَنَةً كُلُّ الدَّاخِلِينَ فِي الجُنْدِ لِلخِدْمَةِ فِي خَيْمَةِ الاِجْتِمَاعِ 40كَانَ المَعْدُودُونَ مِنْهُمْ حَسَبَ عَشَائِرِهِمْ وَبُيُوتِ آبَائِهِمْ أَلفَيْنِ وَسِتَّ مِئَةٍ وَثَلاثِينَ. 41هَؤُلاءِ هُمُ المَعْدُودُونَ مِنْ عَشَائِرِ بَنِي جَرْشُونَ كُلُّ الخَادِمِينَ فِي خَيْمَةِ الاِجْتِمَاعِ الذِينَ عَدَّهُمْ مُوسَى وَهَارُونُ حَسَبَ قَوْلِ الرَّبِّ.
42وَالمَعْدُودُونَ مِنْ عَشَائِرِ بَنِي مَرَارِي حَسَبَ عَشَائِرِهِمْ وَبُيُوتِ آبَائِهِمْ 43مِنِ ابْنِ ثَلاثِينَ سَنَةً فَصَاعِداً إِلى ابْنِ خَمْسِينَ سَنَةً كُل الدَّاخِلينَ فِي الجُنْدِ لِلخِدْمَةِ فِي خَيْمَةِ الاِجْتِمَاعِ 44كَانَ المَعْدُودُونَ مِنْهُمْ حَسَبَ عَشَائِرِهِمْ ثَلاثَةَ آلافٍ وَمِئَتَيْنِ. 45هَؤُلاءِ هُمُ المَعْدُودُونَ مِنْ عَشَائِرِ بَنِي مَرَارِي الذِينَ عَدَّهُمْ مُوسَى وَهَارُونُ حَسَبَ قَوْلِ الرَّبِّ عَنْ يَدِ مُوسَى.
بعدما حدّد الله بالتفصيل مهام العشائر وخدمتهم، عند فك الخيمة والارتحال أو عند إقامتها مرة أخرى، يذكر هنا حصرًا إجماليًا لأعداد كل عشائر اللاويين القادرين والمكلفين بالخدمة من سن الثلاثين إلى سن الخمسين فجاءت كالتالى :
كان عدد القهاتيين ألفين وسبعمائة وخمسين (2750)
وعدد الجرشونيين ألفين وستمائة وثلاثين (2630)
وعدد المراريين ثلاثة آلاف ومائتين (3200)
? يلاحظ هنا أن الله اختص المراريين وهم الأكثر عددًا بحمل الأشياء الأصعب والأكثر ثقلاً، فالله فى حكمته يوزع الخدمة بحسب مواهب وقدرات أولاده، ولهذا فعلينا جميعًا أن نقبل ما يطلبه الله منا لأنه يتناسب مع ما أعطاه الله لنا من الخطأ وكل الخطأ أن نقارن أنفسنا بآخرين سواء فيما أعطاه الله لنا أو فيما يطلبه منا ويكلفنا به.
(5) المجموع العام (ع46-49):
46جَمِيعُ المَعْدُودِينَ اللاوِيِّينَ الذِينَ عَدَّهُمْ مُوسَى وَهَارُونُ وَرُؤَسَاءُ إِسْرَائِيل حَسَبَ عَشَائِرِهِمْ وَبُيُوتِ آبَائِهِمْ 47مِنِ ابْنِ ثَلاثِينَ سَنَةً فَصَاعِداً إِلى ابْنِ خَمْسِينَ سَنَةً كُلُّ الدَّاخِلِينَ لِيَعْمَلُوا عَمَل الخِدْمَةِ وَعَمَل الحِمْلِ فِي خَيْمَةِ الاِجْتِمَاعِ 48كَانَ المَعْدُودُونَ مِنْهُمْ ثَمَانِيَةَ آلافٍ وَخَمْسَ مِئَةٍ وَثَمَانِينَ. 49حَسَبَ قَوْلِ الرَّبِّ عَنْ يَدِ مُوسَى عُدَّ كُلُّ إِنْسَانٍ عَلى خِدْمَتِهِ وَعَلى حِمْلِهِ الذِينَ عَدَّهُمْ مُوسَى كَمَا أَمَرَهُ الرَّبُّ.
لأن سفر العدد اشتهر بالدقة والرصد فيذكر هنا إجمالى عدد الثلاث عشائر والذى بلغ ثمانى آلاف وخمسمائة وثمانون (8580)، وهذا يوضح لنا ضخامة العدد الذى يطلبه الله من شعبه لخدمة كرمه وكنيسته.
? تعالَ أيها الحبيب وقدّم نفسك لله والكنيسة واطلب خدمة مهما كانت بسيطة فالكنيسة تحتاجك.
https://en.wikipedia.org/wiki/Pope_Tawadros_II_of_Alexandria