ذبيحة الخطية وذبيحة الإثم
(1) أمثلة للخطايا وضرورة الإعتراف (ع1-6):
1«وَإِذَا أَخْطَأَ أَحَدٌ وَسَمِعَ صَوْتَ حَلْفٍ وَهُوَ شَاهِدٌ يُبْصِرُ أَوْ يَعْرِفُ فَإِنْ لَمْ يُخْبِرْ بِهِ حَمَلَ ذَنْبَهُ. 2أَوْ إِذَا مَسَّ أَحَدٌ شَيْئاً نَجِساً: جُثَّةَ وَحْشٍ نَجِسٍ أَوْ جُثَّةَ بَهِيمَةٍ نَجِسَةٍ أَوْ جُثَّةَ دَبِيبٍ نَجِسٍ وَأُخْفِيَ عَنْهُ فَهُوَ نَجِسٌ وَمُذْنِبٌ. 3أَوْ إِذَا مَسَّ نَجَاسَةَ إِنْسَانٍ مِنْ جَمِيعِ نَجَاسَاتِهِ الَّتِي يَتَنَجَّسُ بِهَا وَأُخْفِيَ عَنْهُ ثُمَّ عُلِمَ فَهُوَ مُذْنِبٌ. 4أَوْ إِذَا حَلَفَ أَحَدٌ مُفْتَرِطاً بِشَفَتَيْهِ لِلإِسَاءَةِ أَوْ لِلإِحْسَانِ مِنْ جَمِيعِ مَا يَفْتَرِطُ بِهِ الْإِنْسَانُ فِي الْيَمِينِ وَأُخْفِيَ عَنْهُ ثُمَّ عُلِمَ فَهُوَ مُذْنِبٌ فِي شَيْءٍ مِنْ ذَلِكَ. 5فَإِنْ كَانَ يُذْنِبُ فِي شَيْءٍ مِنْ هَذِهِ يُقِرُّ بِمَا قَدْ أَخْطَأَ بِهِ. 6وَيَأْتِي إِلَى الرَّبِّ بِذَبِيحَةٍ لإِثْمِهِ عَنْ خَطِيَّتِهِ الَّتِي أَخْطَأَ بِهَا: أُنْثَى مِنَ الأَغْنَامِ نَعْجَةً أَوْ عَنْزاً مِنَ الْمَعْزِ ذَبِيحَةَ خَطِيَّةٍ فَيُكَفِّرُ عَنْهُ الْكَاهِنُ مِنْ خَطِيَّتِهِ.
ع1: يعطى الوحى ثلاثة أمثلة لخطايا يعملها الإنسان عن جهل فيحتاج من يرتكبها لتقديم ذبيحة خطية عند معرفته بها وتوبته. أولها إذا سمع الإنسان شهادة زور وحلف صاحبها مؤكدًا شهادته وكان هو قد شاهد أو سمع الحقيقة ولم يصحح الخطأ بشهادة صادقة، ففى هذه الحالة يكون مخطئًا لأنه شارك فى الحكم على برئ، لذا يقدم ذبيحة خطية.
ع2، 3: دبيب : حشرات زاحفة.
أخفى عنه : لم يكن يعرف.
الخطية الثانية هى إذا لمس جثة حيوان مفترس أو بهيمة أو حشرة، أو جثة إنسان أو شيئًا من نجاساته مثل حاجيات الأبرص (ص13) أو ذو السيل أو نازفة الدم (ص12) ولم يلاحظ ذلك، فهذا يقدم أيضًا ذبيحة للخطية.
ع4: مفترطًا : ناطقًا.
الخطية الثالثة هى إذا تسرع إنسان وحلف سواء بالإحسان إلى غيره أو الإساءة إليه ولم يكن يعلم أن ما حلف به يتعارض مع أحد وصايا الله وشريعته ثم أعلمه أحد بهذا الخطأ الذى سقط فيه فيحتاج إلى تقديم ذبيحة خطية.
ع5، 6: يقر : يعترف بخطأه.
ينبغى فى الحالات الثلاث السابقة أن يقرّ المخطئ بخطئه أمام الكاهن مقدمًا نعجة أو عنزًا ذبيحة خطية كما سبق شرحه (ص4). وهذا يوضح أهمية سر الاعتراف قبل التناول من ذبيحة المسيح على المذبح أى جسده ودمه الأقدسين.
? إحترس من أن تندفع فى الكلام أو التصرف لئلا تسقط فى خطية.. أحسن الاستماع وصلى إلى الله واطلب مشورة أب اعترافك قدر ما تستطيع فيحميك الله من خطايا كثيرة.
(2) ذبيحة الخطية لغير القادرين (ع7-13):
7وَإِنْ لَمْ تَنَلْ يَدُهُ كِفَايَةً لِشَاةٍ فَيَأْتِي بِذَبِيحَةٍ لإِثْمِهِ الَّذِي أَخْطَأَ بِهِ يَمَامَتَيْنِ أَوْ فَرْخَيْ حَمَامٍ إِلَى الرَّبِّ أَحَدُهُمَا ذَبِيحَةُ خَطِيَّةٍ وَالْآخَرُ مُحْرَقَةٌ. 8يَأْتِي بِهِمَا إِلَى الْكَاهِنِ فَيُقَرِّبُ الَّذِي لِلْخَطِيَّةِ أَوَّلاً. يَحُزُّ رَأْسَهُ مِنْ قَفَاهُ وَلاَ يَفْصِلُهُ. 9وَيَنْضِحُ مِنْ دَمِ ذَبِيحَةِ الْخَطِيَّةِ عَلَى حَائِطِ الْمَذْبَحِ. وَالْبَاقِي مِنَ الدَّمِ يُعْصَرُ إِلَى أَسْفَلِ الْمَذْبَحِ. إِنَّهُ ذَبِيحَةُ خَطِيَّةٍ. 10وَأَمَّا الثَّانِي فَيَعْمَلُهُ مُحْرَقَةً كَالْعَادَةِ فَيُكَفِّرُ عَنْهُ الْكَاهِنُ مِنْ خَطِيَّتِهِ الَّتِي أَخْطَأَ فَيُصْفَحُ عَنْهُ. 11وَإِنْ لَمْ تَنَلْ يَدُهُ يَمَامَتَيْنِ أَوْ فَرْخَيْ حَمَامٍ فَيَأْتِي بِقُرْبَانِهِ عَمَّا أَخْطَأَ بِهِ عُشْرَ الْإِيفَةِ مِنْ دَقِيقٍ قُرْبَانَ خَطِيَّةٍ. لاَ يَضَعُ عَلَيْهِ زَيْتاً وَلاَ يَجْعَلُ عَلَيْهِ لُبَاناً لأَنَّهُ قُرْبَانُ خَطِيَّةٍ. 12يَأْتِي بِهِ إِلَى الْكَاهِنِ فَيَقْبِضُ الْكَاهِنُ مِنْهُ مِلْءَ قَبْضَتِهِ تِذْكَارَهُ وَيُوقِدُهُ عَلَى الْمَذْبَحِ عَلَى وَقَائِدِ الرَّبِّ. إِنَّهُ قُرْبَانُ خَطِيَّةٍ. 13فَيُكَفِّرُ عَنْهُ الْكَاهِنُ مِنْ خَطِيَّتِهِ الَّتِي أَخْطَأَ بِهَا فِي وَاحِدَةٍ مِنْ ذَلِكَ فَيُصْفَحُ عَنْهُ. وَيَكُونُ لِلْكَاهِنِ كَالتَّقْدِمَةِ».
ع7-10: يقدم الفقير يمامتين أو حمامتين صغيرتين، أحدهما ذبيحة خطية والأخرى ذبيحة محرقة، واختيارهما رمزًا للطهارة والوداعة كما سبق شرحه (ص1: 14-17). وحيث أنه يصعب فصل الدهن عن اللحم فى الطيور، فتؤخذ إحداهما عوض الدهن وتحرق كلها، لذا سماها محرقة مع أنها ذبيحة خطية، والثانية عوض اللحم تكون نصيبًا للكاهن ليأكل منها، فيطمئن مقدمها أن ذبيحته قبلت وخطيته غفرت، وليتعلم الكاهن أن يقبل عطية الفقير مهما قلت لأنه خادم الفقير والغنى.
وحز الرأس بدون فصل لأن المسيح مكتوب عنه عظمًا منه لا يكسر.
ع11-13: إيفة : مكيال حبوب سعته 23 لترًا.
من لا يقدر على شراء الحمامتين فيمكن أن يقدم كمية ضئيلة من الدقيق كذبيحة خطية. ولكن تمييزًا لها عن تقدمة القربان المذكورة فى (ص2) لا يضع عليه زيتًا ولا لبانًا اللذين يوضعان على تقدمة القربان ويرمزان لعمل الروح القدس والصلاة، لأن الدقيق هنا لا يرمز لحياة المسيح على الأرض بل يحمل خطية الخاطئ. ويحرق الكاهن ملء قبضته منه، فيختلط بدماء الذبائح الموجودة على المذبح ويصير ذبيحة خطية ممتزجة بالدم الضرورى لحدوث الغفران، ويأخذ الكاهن الباقى طعامًا له.
? يرحب الله بتوبتى ولا يريد أن يضع علىَّ عبئًا ماديًا يعيقنى عنها، لأنه لا يشاء موت الخاطئ مثلما يرجع ويحيا، فما الذى يعيقنى عن أن أمارس حياة التوبة ؟! فمهما كان ضعفى أو صعوبة ظروفى أستطيع بمعونة الله أن أتوب ويقبل الله رجوعى إليه ولو بصلاة قصيرة واعتراف أمام أب الاعتراف.
(3) ذبيحة الإثم لخطأ موجه ضد الله (ع14-19):
14وَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: 15«إِذَا خَانَ أَحَدٌ خِيَانَةً وَأَخْطَأَ سَهْواً فِي أَقْدَاسِ الرَّبِّ يَأْتِي إِلَى الرَّبِّ بِذَبِيحَةٍ لإِثْمِهِ: كَبْشاً صَحِيحاً مِنَ الْغَنَمِ بِتَقْوِيمِكَ مِنْ شَوَاقِلِ فِضَّةٍ عَلَى شَاقِلِ الْقُدْسِ ذَبِيحَةَ إِثْمٍ.
16وَيُعَوِّضُ عَمَّا أَخْطَأَ بِهِ مِنَ الْقُدْسِ وَيَزِيدُ عَلَيْهِ خُمْسَهُ وَيَدْفَعُهُ إِلَى الْكَاهِنِ فَيُكَفِّرُ الْكَاهِنُ عَنْهُ بِكَبْشِ الْإِثْمِ فَيُصْفَحُ عَنْهُ. 17«وَإِذَا أَخْطَأَ أَحَدٌ وَعَمِلَ وَاحِدَةً مِنْ جَمِيعِ مَنَاهِي الرَّبِّ الَّتِي لاَ يَنْبَغِي عَمَلُهَا وَلَمْ يَعْلَمْ كَانَ مُذْنِباً وَحَمَلَ ذَنْبَهُ. 18فَيَأْتِي بِكَبْشٍ صَحِيحٍ مِنَ الْغَنَمِ بِتَقْوِيمِكَ ذَبِيحَةَ إِثْمٍ إِلَى الْكَاهِنِ فَيُكَفِّرُ عَنْهُ الْكَاهِنُ مِنْ سَهْوِهِ الَّذِي سَهَا وَهُوَ لاَ يَعْلَمُ فَيُصْفَحُ عَنْهُ. 19إِنَّهُ ذَبِيحَةُ إِثْمٍ. قَدْ أَثِمَ إِثْماً إِلَى الرَّبِّ».
ع14-16: تقويم : تقييم.
شاقل : وحدة وزن.
شاقل فضة : عملة فضية وزنها شاقل.
شاقل القدس : شاقل مضبوط تمامًا محفوظ بالقدس ووزنه ضعف الشاقل العادى.
هذه هى الذبيحة الخامسة وتشير إلى عمل المسيح فى غفران خطايانا الموَّجهة ضد الله وهى على نوعين :
- إثم ضد الله وهيكله ومقدساته.
- بعض الآثام الصعبة ضد الناس، وهو أيضًا يتضمن الإثم ضـد الله كما فى
(ص6، ص: 14: 12، ص19 : 20….).
وفى هذه الأعداد يحدثنا عن الخطايا الموجهة لله، وقيمة كبش الذبيحة يحددها الكاهن حسب الضرر الذى حلّ بمقدسات الله. وكذلك يحدد الكاهن قيمة التعويض المناسب بخلاف قيمة الذبيحة، ويضاف لما سبق خمس قيمة الضرر لتذكرة الإنسان بتقديس حواسهُ الخمسة التى تدنست بالإثم، وحتى لا يعود يخطئ بها أيضًا.
والإثم هنا أشير إليه بالسهو لأن فرائض الرب كثيرة وقد يسهو الإنسان عن بعضها. والخطأ فى أقداس الله إما بالسهو عن إتمام شريعته مثل عدم تقديم الفضة عن الأبكار أو عدم تقديم البكور والعشور، فيقدر الكاهن المبلغ الذى كان ينبغى تقديمه لله ويزيد عليه الخمس فيعطيه للكاهن ويقدم أيضًا كبشًا للتكفير عنه.
ع17-19: خيانة : تعدى على حقوق الله.
إثم : تعدى أو انتهاك أو ذنب.
ومن أمثلة مناهى الرب التى قد يأثم ضدها الإنسان : الأكل من أجزاء الذبيحة التى لا يسمح بالأكل منها (ص22: 10-14) أو استخدام حيوان تمَّ نذره لله (تث15: 19). والذبيحة هنا يأتى ذكرها قبل التعويض لأن الخطأ موجه ضد الله الذى لا يضع الأولوية للماديات. ويلاحظ فى ذبيحة الإثم أنها تكون كبشًا وليس أنثى الضأن لأن الكبش ثمنه أغلى، فالإثم أصعب من الخطية لأنه موجه إلى الله فتقدم ذبيحة أغلى إظهارًا لشناعة الخطية.
? إذا أخطأت، فالتوبة ليست كافية، بل لابد من تعويض عن أضرار الخطأ، وإلا كان الإكتفاء بالتوبة يحمل تسيبًا وهروبًا من عواقب الخطية
.https://en.wikipedia.org/wiki/Pope_Tawadros_II_of_Alexandria