ذبيحة الإثم وشرائع الذبائح
(1) ذبيحة الإثم لخطأ نحو الآخرين (ع1-7):
1وكلم الرَّبُّ ِمُوسَى قائلاً : 2«إِذَا أَخْطَأَ أَحَدٌ وَخَانَ خِيَانَةً بِالرَّبِّ وَجَحَدَ صَاحِبَهُ وَدِيعَةً أَوْ أَمَانَةً أَوْ مَسْلُوباً أَوِ اغْتَصَبَ مِنْ صَاحِبِهِ 3أَوْ وَجَدَ لُقَطَةً وَجَحَدَهَا وَحَلَفَ كَاذِباً عَلَى شَيْءٍ مِنْ كُلِّ مَا يَفْعَلُهُ الْإِنْسَانُ مُخْطِئاً بِهِ – 4فَإِذَا أَخْطَأَ وَأَذْنَبَ يَرُدُّ الْمَسْلُوبَ الَّذِي سَلَبَهُ أَوِ الْمُغْتَصَبَ الَّذِي اغْتَصَبَهُ أَوِ الْوَدِيعَةَ الَّتِي أُودِعَتْ عِنْدَهُ أَوِ اللُّقَطَةَ الَّتِي وَجَدَهَا 5أَوْ كُلَّ مَا حَلَفَ عَلَيْهِ كَاذِباً. يُعَوِّضُهُ بِرَأْسِهِ وَيَزِيدُ عَلَيْهِ خُمْسَهُ. إِلَى الَّذِي هُوَ لَهُ يَدْفَعُهُ يَوْمَ ذَبِيحَةِ إِثْمِهِ. 6وَيَأْتِي إِلَى الرَّبِّ بِذَبِيحَةٍ لإِثْمِهِ كَبْشاً صَحِيحاً مِنَ الْغَنَمِ بِتَقْوِيمِكَ ذَبِيحَةَ إِثْمٍ إِلَى الْكَاهِنِ. 7فَيُكَفِّرُ عَنْهُ الْكَاهِنُ أَمَامَ الرَّبِّ فَيُصْفَحُ عَنْهُ فِي الشَّيْءِ مِنْ كُلِّ مَا فَعَلَهُ مُذْنِباً بِهِ».
ع1-3: جحد : أنكر.
لقطة : حاجيات سقطت من إنسان ووجدها إنسان آخر والتقطها وأخذها.
الإثم هنا موَّجه ضد إنسان ولكنه يحوى أيضًا كسرًا لوصايا الله، فلأجل خطورة هذه الخطية تعتبرها الشريعة خطية إثم وليست خطية عادية، وهى مثل :
- سرقة الوديعة : فإن وضع إنسان مالاً أو حاجيات عند آخر وأنكر الآخر بعد ذلك وجودها عنده وأخذها لنفسه.
- سرقة الأمانة : مثل سلب حقوق القصَّر من الوصى عليهم وعدم الأمانة فى البيع والشراء أو عدم أمانة العامل فى إتقان عمله أو المغالاة فى طلب أجرته وكذلك العكس تقليل صاحب العمل فى أجرة العامل وتأجيل إعطائه الأجرة.
- السلب : المقصود بها سرقة الآخرين فى الخفاء ثم إنكار ما سُرِق.
- الاغتصاب : والمقصود السرقة بالإكراه ورفض رد المسروق.
- أخذ اللقطة : فيأخذ الإنسان ما يجده فى الطريق أو فى أى مكان وهو ليس ملكه بل ملكًا للآخرين ثم ينكر أنه أخذ شيئًا بل ويحلف بذلك.
ولم يذكر كلمة سهوًا لأن حقوق الناس واضحة.
وهنا نلاحظ أن روح الإنسان وجسده وكل إمكانياته هى أمانة من الله ونحن وكلاء عليها لنستخدمها لمجده، فلا يصح أن نغتصبها لأنفسنا ونستخدمها فى أهوائنا الخاصة وشهواتنا الردية.
كذلك الإيمان المُسلَّم لنا وكل تعاليم الكنيسة هى أمانة من الله ويلزمنا أن نعلمها بدقة للآخرين ولا نضيف إليها أو نغيرها بحسب أفكارنا الخاصة.
وذبيحة الإثم ترمز لرفع المسيح آثامنا على الصليب فى أصعب الخطايا، فقد حمل جميع خطايانا الموَّجهة نحوه أو نحو إخوتنا البشر ويعطينا هذا التبرير فى أسرار الكنيسة.
ع4، 5: برأسه : بقيمته الأصلية.
هنا يذكر التعويض برد المسلوب كاملاً بقيمته قبل تقديم الذبيحة، لأن التوبة لا تُقبَل قبل إصلاح الخطأ. وزيادة الخمس تعويضًا لمن وقع عليه الضرر، إذ عانى ضيقًا نفسيًا وليس فقط ماديًا، فهو تعويض عن الألم النفسى وليشعر المخطئ بخطئه بالإضافة إلى تقديم الذبيحة مستغفرًا الله.
ع6، 7: يحدّد الكاهن قيمة الكبش الذى يقدم حسب مقدار الخطية التى صنعها فى حق الله ويتأكد من حدوث هذا الإثم بحالاته الخمس السابقة لئلا يكون اتهام زور، فيقدم الكبش ذبيحة إثم ليغفر الله له.
? كن أمينًا على حقوق غيرك فتعطيها لهم قبل أن تأخذ حقوقك، وإذا اقترضت شيئًا من إنسان ترده. ولتكن حريصًا على مشاعر الآخرين فلا تجرح أحدًا بإدانة أو استهزاء بل تكرم الكل فيباركك الله ويكرمك.
(2) شريعة ذبيحة المحرقة (ع8-13):
8وكلم الرَّبُّ ِمُوسَى قائلاً: 9«أَوْصِ هَارُونَ وَبَنِيهِ قَائِلاً: هَذِهِ شَرِيعَةُ الْمُحْرَقَةِ: هِيَ الْمُحْرَقَةُ تَكُونُ عَلَى الْمَوْقِدَةِ فَوْقَ الْمَذْبَحِ كُلَّ اللَّيْلِ حَتَّى الصَّبَاحِ وَنَارُ الْمَذْبَحِ تَتَّقِدُ عَلَيْهِ. 10ثُمَّ يَلْبِسُ الْكَاهِنُ ثَوْبَهُ مِنْ كَتَّانٍ وَيَلْبِسُ سَرَاوِيلَ مِنْ كَتَّانٍ عَلَى جَسَدِهِ وَيَرْفَعُ الرَّمَادَ الَّذِي صَيَّرَتِ النَّارُ الْمُحْرَقَةَ إِيَّاهُ عَلَى الْمَذْبَحِ وَيَضَعُهُ بِجَانِبِ الْمَذْبَحِ. 11ثُمَّ يَخْلَعُ ثِيَابَهُ وَيَلْبِسُ ثِيَاباً أُخْرَى وَيُخْرِجُ الرَّمَادَ إِلَى خَارِجِ الْمَحَلَّةِ إِلَى مَكَانٍ طَاهِرٍ. 12وَالنَّارُ عَلَى الْمَذْبَحِ تَتَّقِدُ عَلَيْهِ. لاَ تَطْفَأُ. وَيُشْعِلُ عَلَيْهَا الْكَاهِنُ حَطَباً كُلَّ صَبَاحٍ وَيُرَتِّبُ عَلَيْهَا الْمُحْرَقَةَ وَيُوقِدُ عَلَيْهَا شَحْمَ ذَبَائِحِ السَّلاَمَةِ. 13نَارٌ دَائِمَةٌ تَتَّقِدُ عَلَى الْمَذْبَحِ. لاَ تَطْفَأُ.
ع8، 9: الموقدة : سطح مذبح النحاس.
يتحدث هنا عن بعض الشرائع الخاصة بذبيحة المحرقة والمذكورة فى (ص1)، ويبدأ بالكلام عن ذبيحة المحرقة اليومية التى تقدم فى المساء، ليتعلم الكهنة نظام تقديم كل ذبيحة. وذبيحة المحرقة تظل مشتعلة على المذبح من السادسة مساءً وقت تقديم محرقة المساء إلى الصباح. وهى ترمز للمسيحى الذى يظل ملتهبًا بمحبة الله طوال ظلام هذا العمر وحتى شروق الأبدية.
ع10، 11: سروال : جزء من الملابس الكهنوتية وهو بنطلون قصير يلبس تحت الثياب.
يلبس الكاهن ثيابه الكهنوتية والتى من الكتـان الأبيض لكى يرفع رمـاد المحـرقة (خر28: 40-43)، وهذا يوضح قيمة هذا الرماد الذى يشير لجسد المسيح بعد موته على الصليب فهو موضع سرور قلب الآب لاحتماله الألم حتى النهاية. ثم يخلع الكاهن ثيابه الكهنوتية التى لا يجوز لـه الخروج بها خارج خيمة الاجتماع، ويلبس ملابسه العادية وينقل رماد المحرقة إلى مكان مقدس ومحاط بسور خارج المحلة اسمه مرمى الرماد أى المكان الذى يرمى فيه الرماد (ص4: 12). وذلك حتى لا يدوس عليه أحد أو يتبعثر فى الهواء إذ أنه بقايا ذبيحة مقدسة، كما نكرم الآن قبر المسيح.
ع12، 13: النار المقدسة لا تنطفئ من المذبح ليلاً ولا نهارًا إذ يرتب الكهنة الحطب فى الصباح ويضعون عليه محرقة الصباح فى الوقت الذى تكون فيه بقايا محرقة المساء مازالت متقدة بالنار بالإضافة إلى اتقاد النار بالذبائح المختلفة.
وكانت النار قد نزلت من السماء عند مسح هارون وبنيه كهنة وأشعلت المحرقة الموضوعة على المذبح (لا9: 24) واستمرت هذه النار حتى السبى البابلى ثم عادت أيام نحميا من البئر الذى كانت مخبأة فيه (2 مكابيين 1 : 19-36).
والنار على المذبح تشير إلى نار الروح القدس التى لا تنطفئ فى الكنيسة إلى الأبد وتعمل فيها وفى أسرارها.
? كثيرًا ما تبرد محبتنا لله فى فترات فتور لكن الصلاة تجعل الروح القدس يعود ويشعل فينا هذه النار دائمًا. فاهتم بصلواتك وقراءاتك فى الكتاب المقدس كل يوم ليعمل الروح القدس فيك وتتعزى وتطمئن.
(3) شريعة تقدمة القربان (ع14-23):
14«وَهَذِهِ شَرِيعَةُ التَّقْدِمَةِ: يُقَدِّمُهَا بَنُو هَارُونَ أَمَامَ الرَّبِّ إِلَى قُدَّامِ الْمَذْبَحِ 15وَيَأْخُذُ مِنْهَا بِقَبْضَتِهِ بَعْضَ دَقِيقِ التَّقْدِمَةِ وَزَيْتِهَا وَكُلَّ اللُّبَانِ الَّذِي عَلَى التَّقْدِمَةِ وَيُوقِدُ عَلَى الْمَذْبَحِ رَائِحَةَ سُرُورٍ تِذْكَارَهَا لِلرَّبِّ. 16وَالْبَاقِي مِنْهَا يَأْكُلُهُ هَارُونُ وَبَنُوهُ. فَطِيراً يُؤْكَلُ فِي مَكَانٍ مُقَدَّسٍ. فِي دَارِ خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ يَأْكُلُونَهُ. 17لاَ يُخْبَزُ خَمِيراً. قَدْ جَعَلْتُهُ نَصِيبَهُمْ مِنْ وَقَائِدِي. إِنَّهَا قُدْسُ أَقْدَاسٍ كَذَبِيحَةِ الْخَطِيَّةِ وَذَبِيحَةِ الْإِثْمِ. 18كُلُّ ذَكَرٍ مِنْ بَنِي هَارُونَ يَأْكُلُ مِنْهَا. فَرِيضَةً دَهْرِيَّةً فِي أَجْيَالِكُمْ مِنْ وَقَائِدِ الرَّبِّ. كُلُّ مَنْ مَسَّهَا يَتَقَدَّسُ». 19وقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: 20«هَذَا قُرْبَانُ هَارُونَ وَبَنِيهِ الَّذِي يُقَرِّبُونَهُ لِلرَّبِّ يَوْمَ مَسْحَتِهِ: عُشْرُ الْإِيفَةِ مِنْ دَقِيقٍ تَقْدِمَةً دَائِمَةً نِصْفُهَا صَبَاحاً وَنِصْفُهَا مَسَاءً. 21عَلَى صَاجٍ تُعْمَلُ بِزَيْتٍ مَرْبُوكَةً تَأْتِي بِهَا. ثَرَائِدَ تَقْدِمَةٍ فُتَاتاً تُقَرِّبُهَا رَائِحَةَ سُرُورٍ لِلرَّبِّ. 22وَالْكَاهِنُ الْمَمْسُوحُ عِوَضاً عَنْهُ مِنْ بَنِيهِ يَعْمَلُهَا فَرِيضَةً دَهْرِيَّةً لِلرَّبِّ تُوقَدُ بِكَمَالِهَا. 23وَكُلُّ تَقْدِمَةِ كَاهِنٍ تُحْرَقُ بِكَمَالِهَا. لاَ تُؤْكَلُ».
ع14، 15: يقدم الكاهن تقدمة القربان قدام المذبح ويأخذ ملء قبضة يده من دقيقها وزيتها لله، أما اللبان الذى يمثل الصلاة والعبادة فيؤخذ كله لله ويحرق على المذبح. وقبضة الدقيق التى أمسك بها الكاهن ترمز إلى تجسد المسيح الذى أمسك بنا وقربنا إلى الآب.
ع16، 17: خميرًا : خبزًا مختمرًا.
قدس أقداس : مخصص للكهنة فقط.
يخصص باقى تقدمة القربان طعامًا للكهنة الذكور، إذ يرمز الذكر للرجولة الروحية والجهاد، وهى تشير إلى التناول الذى لا يتمتع به إلا المجاهدون الأقوياء. ويأكلونه فى بيت الرب لقداسته كما يؤكل الآن جسد المسيح ودمه فى الكنيسة. وتكون تقدمة القربان فطيرًا أى ليس فيها خمير لأن الخمير يرمز للشر. ويلاحظ أن جسد المسيح فى الكنيسة يكون خميرًا إذ حمل المسيح خطايانا على الصليب ومات عنا فرفع عنا عقاب الخطية التى يرمز إليها الخمير.
باقى تقدمة القربان يأكله الكهنة كما يأكلون الباقى من ذبيحة الخطية والإثم بعد تقديم الشحم على مذبح النحاس.
ع18: تقدمة القربان طعام مقدس فيقدس ويبارك من يأكله، وهو يرمز لنعمة الله المعطاة فى سر الكهنوت. وكل شئ يمس هذا الطعام فإنه يتقدس، مثل الأوانى التى توضع فيها الطعام، فَتُخَصَّص لذلك ولا يؤكل فيها أى شئ آخر.
أما نصيب الكهنة من ذبائح السلامة والزروع والثمار المقدمة بكور فهى أقل درجة فى القداسة فيسمح لكل أسرة الكاهن بالأكل منها، أى الذكور والإناث، ويكون ذلك فى مكان مقدس وليس فى بيت الرب مثل الأطعمة السابقة.
ع19، 20: كان الكاهن يقدم يوميًا مع محرقة الصباح ومحرقة المساء تقدمة كما ذكر فى (خر29: 40) وهى :
- عشر الإيفة من الدقيق الملتوت بالزيت.
- ربع الهين من الخمر (راجع الشرح فى تفسير خر29: 38-42).
فالكاهن أيضًا، كإنسان، محتاج أن يقدم قربانًا، أى محتاج إلى نعمة المسيح. وكان الكهنة يقدمون هذه التقدمة عند تكريسهم فقط، أما رئيس الكهنة فكان يقدمها يوميًا ليوضح شدة احتياجه إلى المعونة الإلهية. وتقديم نصفها صباحًا ونصفها مساءً يوضح احتياج الكاهن المستمر لله فيقدم مع محرقة الصباح عشر إيفة دقيق ومع محرقة المساء عشر إيفة دقيق أيضًا كما يوضح سفر الخروج وكان الكهنة يقدمون هذه التقدمة يوم مسحتهم أى بعد تمام مسحهم كهنة.
ع21: مربوكة : مخلوطة وممزوجة.
ثرائد : قطع صغيرة من الخبز.
تقدم تقدمة قربان الكاهن مثل تقدمة القربان العادية على صاج معدنى ومخلوطة بالزيت الذى يرمز للروح القدس. وتقدمة القربان هى رمز لحياة المسيح على الأرض الذى مُسِحَ بالروح القدس عند عماده. وتقطع تقدمة القربان إلى أجزاء ليعلن أن المسيح كان طاهرًا من الخارج ومن الداخل أيضًا، فالتقطيع يرمز إلى إظهار الداخل.
ع22: يقدم تقدمة القربان رئيس الكهنة الممسوح بدلاً من هارون بعد موته، فهى فريضة رئيس الكهنة سواء هارون أو من يخلفه.
ع23: تحرق كل تقدمة الكاهن ولا يؤكل منها إشارة إلى تكريس الكاهن كله لخدمة الله، أما تقدمة القربان للشعب فيقدم جزء منها على المذبح والباقى يأكله الكاهن.
? أطلب معونة الله إن كنت أبًا أو أمًا أو خادمًا ليعطيك نعمة فى رعاية من حولك، فيكون الله هو العامل فيك وبك ويؤثر فى نفوس من ترعاهم.
(4) شريعة ذبيحة الخطية (ع24-30):
24وكلم الرَّبُّ ِمُوسَى قائلاً: 25«كَلِّمْ هَارُونَ وَبَنِيهِ قَائِلاً: هَذِهِ شَرِيعَةُ ذَبِيحَةِ الْخَطِيَّةِ. فِي الْمَكَانِ الَّذِي تُذْبَحُ فِيهِ الْمُحْرَقَةُ تُذْبَحُ ذَبِيحَةُ الْخَطِيَّةِ أَمَامَ الرَّبِّ. إِنَّهَا قُدْسُ أَقْدَاسٍ. 26الْكَاهِنُ الَّذِي يَعْمَلُهَا لِلْخَطِيَّةِ يَأْكُلُهَا. فِي مَكَانٍ مُقَدَّسٍ تُؤْكَلُ فِي دَارِ خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ. 27كُلُّ مَنْ مَسَّ لَحْمَهَا يَتَقَدَّسُ. وَإِذَا انْتَثَرَ مِنْ دَمِهَا عَلَى ثَوْبٍ تَغْسِلُ مَا انْتَثَرَ عَلَيْهِ فِي مَكَانٍ مُقَدَّسٍ. 28وَأَمَّا إِنَاءُ الْخَزَفِ الَّذِي تُطْبَخُ فِيهِ فَيُكْسَرُ. وَإِنْ طُبِخَتْ فِي إِنَاءِ نُحَاسٍ يُجْلَى وَيُشْطَفُ بِمَاءٍ. 29كُلُّ ذَكَرٍ مِنَ الْكَهَنَةِ يَأْكُلُ مِنْهَا. إِنَّهَا قُدْسُ أَقْدَاسٍ. 30وَكُلُّ ذَبِيحَةِ خَطِيَّةٍ يُدْخَلُ مِنْ دَمِهَا إِلَى خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ لِلتَّكْفِيرِ فِي الْقُدْسِ لاَ تُؤْكَلُ. تُحْرَقُ بِنَارٍ.
ع24-26: تذبح ذبيحة الخطية فى مكان مقدس على الجانب الشمالى من المذبح النحاسى حيثما تذبح ذبيحة المحرقة (ص1: 11) لأنه بفداء المسيح رُفِعَت خطايانا وأعطانا القداسة. ويقدم الشحم منها على المذبح ويحرق والباقى يأكله الكاهن فى بيت الرب، فيطمئن مقدم الذبيحة إلى رفع خطيته بحرق جزء من ذبيحته على المذبح وأكل كاهن الله الباقى منها.
ع27: ترمز ذبيحة الخطية للمسيح، لذا فالكاهن ينال بركة وقداسة عندما يأكل منها، ودمها المنتثر على ثوبه يُغسل فى مكان مقدس تأكيدًا لقداستها.
ع28: عندما يقدم واحد من الشعب ذبيحة خطية، يحرق شحمها واللحم يأكله الكاهن. فإذا طبخ هذه الأجزاء فى إناء خزفى، فيجب كسره لأنه قد امتص جزءًا من دمائها المقدسة فتقدس لذا يكسر ولا يستخدم ثانية فى الأطعمة العادية لأنه مقدس ويرمى فى مكان طاهر. أما إن كان الإناء نحاسيًا فيكتفى بجليه ودعكه وغسله لإزالة آثار الذبيحة التى علقت بجدارن الإناء وإلقائها فى مكان طاهر.
ع29، 30: الطقس هنا كما سبق شرحه فى (ص4)مع التأكيد على عدم أكل ذبيحة الخطية إن كانت من النوع المذكور فى (ص4: 1-21) أى المقدمة عن خطية الكاهن أو جماعة الشعب وكذلك ذبيحتى الخطية اللتين تقدمان عن رئيس الكهنة ثم عن الشعب فى يوم الكفارة (ص16: 11-15).
أى أن ذبيحة الخطية التى يدخل بدمها إلى القدس لا يأكل شيئًا من لحمها بل تحرق كلها، أما التى لا يدخل بدمها إلى القدس فيأكل منها الكهنة وأبناؤهم الذكور ويأكلونها فى بيت الرب.
? تأمل فى ما تسببه خطايانا ونجاساتنا من آلام لربنا يسوع المسيح القدوس، فتكره الخطية ولا تعود ترحب وتسعى لممارستها
.https://en.wikipedia.org/wiki/Pope_Tawadros_II_of_Alexandria