العبادة وشرائع أخرى
(1) العبادة (ع1-8):
1وَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: 2«قُلْ لِكُلِّ جَمَاعَةِ بَنِي إِسْرَائِيلَ: تَكُونُونَ قِدِّيسِينَ لأَنِّي قُدُّوسٌ الرَّبُّ إِلَهُكُمْ. 3تَهَابُونَ كُلُّ إِنْسَانٍ أُمَّهُ وَأَبَاهُ وَتَحْفَظُونَ سُبُوتِي. أَنَا الرَّبُّ إِلَهُكُمْ. 4لاَ تَلْتَفِتُوا إِلَى الأَوْثَانِ وَآلِهَةً مَسْبُوكَةً لاَ تَصْنَعُوا لأَنْفُسِكُمْ. أَنَا الرَّبُّ إِلَهُكُمْ. 5وَمَتَى ذَبَحْتُمْ ذَبِيحَةَ سَلاَمَةٍ لِلرَّبِّ فَلِلرِّضَا عَنْكُمْ تَذْبَحُونَهَا. 6يَوْمَ تَذْبَحُونَهَا تُؤْكَلُ وَفِي الْغَدِ. وَالْفَاضِلُ إِلَى الْيَوْمِ الثَّالِثِ يُحْرَقُ بِالنَّارِ. 7وَإِذَا أُكِلَتْ فِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ فَذَلِكَ نَجَاسَةٌ لاَ يُرْضَى بِهِ. 8وَمَنْ أَكَلَ مِنْهَا يَحْمِلُ ذَنْبَهُ لأَنَّهُ قَدْ دَنَّسَ قُدْسَ الرَّبِّ. فَتُقْطَعُ تِلْكَ النَّفْسُ مِنْ شَعْبِهَا.
ع1، 2: يطالب الله شعبه أن يحيوا فى القداسة لأنهم أولاده وحيث أنه كامل القداسة فيجب أن يعيشوا هم أيضًا فيها لأنهم أولاده. وهذه القداسة يحصلون عليها من خلال تنفيذ وصاياه التى سيأتى ذكرها فى الأعداد التالية ومن خلال البعد عن الشرور التى ذكر بعضًا منها فى الأصحاح السابق.
ع3: يطالب كل إنسان باحترام أمه وأبيه كما أوصت الوصية الخامسة (خر20). ويقدم هنا الأم عن الأب ليعلن مساواة الاثنين فى نظر الابن وفى نظر الله ولأنه قد تكون هناك علاقة ودية أكثر مع الأم ولكنها لا تلغى الإحترام والتوقير سواء كانوا فى شبابهم أو شيخوختهم فيقدمون لهم الرعاية الكافية بل يكرمونهم أيضًا حتى بعد مماتهم.
ويذكرهم أيضًا بتقديس يوم السبت كما أوصت الوصية الرابعة (خر20) وكذا السنة السابعة وسنة اليوبيل أى الخمسين (ص25: 4-12)، فهذا معناه احترام الله وتخصيص وقت كافٍ له لعبادته.
ع4: يحذرهم من عبادة الأوثان أو صنع تماثيلها، فهذا يعتبر رفضًا لعبادة الله.
ع5-8: قدس الرب : مذبح الله وبيته.
إذا ذبحوا ذبائح للسلامة، التى يقدمون شيئًا منها لله والباقى يأكلونه، فليؤكل فى اليوم الأول والثانى لذبح الحيوان أما فى اليوم الثالث فغير مسموح بذلك ومن يفعل ذلك يتنجس وإذا فعل ذلك عمدًا يُقطَع من شعب الله لأنه أساء إلى بيت الله بسبب عدم تنفيذ أوامره وذلك فى حالة النذر أو النافلة أى التقدمة الإضافية. أما إذا كانت ذبيحة سلامة مقدمة كشكر لله فتؤكل فى يوم ذبحها فقط (ص7 : 11-21).
? هل تهتم برعاية والديك وتحتملهم إذا أخطأوا ؟ إعلم أن إكرامهم يفرح قلب الله لأنك بهذا تعلن محبتك له ولهم وكذا اتضاعك فتنال بركات كثيرة.
(2) التعامل مع الآخرين (ع9-22):
9«وَعِنْدَمَا تَحْصُدُونَ حَصِيدَ أَرْضِكُمْ لاَ تُكَمِّلْ زَوَايَا حَقْلِكَ فِي الْحَصَادِ. وَلُقَاطَ حَصِيدِكَ لاَ تَلْتَقِطْ. 10وَكَرْمَكَ لاَ تُعَلِّلْهُ وَنِثَارَ كَرْمِكَ لاَ تَلْتَقِطْ. لِلْمِسْكِينِ وَالْغَرِيبِ تَتْرُكُهُ. أَنَا الرَّبُّ إِلَهُكُمْ.
11«لاَ تَسْرِقُوا وَلاَ تَكْذِبُوا وَلاَ تَغْدُرُوا أَحَدُكُمْ بِصَاحِبِهِ. 12وَلاَ تَحْلِفُوا بِاسْمِي لِلْكَذِبِ فَتُدَنِّسَ اسْمَ إِلَهِكَ. أَنَا الرَّبُّ. 13«لاَ تَغْصِبْ قَرِيبَكَ وَلاَ تَسْلِبْ وَلاَ تَبِتْ أُجْرَةُ أَجِيرٍ عِنْدَكَ إِلَى الْغَدِ. 14لاَ تَشْتِمِ الأَصَمَّ وَقُدَّامَ الأَعْمَى لاَ تَجْعَلْ مَعْثَرَةً بَلِ اخْشَ إِلَهَكَ. أَنَا الرَّبُّ. 15لاَ تَرْتَكِبُوا جَوْراً فِي الْقَضَاءِ. لاَ تَأْخُذُوا بِوَجْهِ مِسْكِينٍ وَلاَ تَحْتَرِمْ وَجْهَ كَبِيرٍ. بِالْعَدْلِ تَحْكُمُ لِقَرِيبِكَ. 16لاَ تَسْعَ فِي الْوِشَايَةِ بَيْنَ شَعْبِكَ. لاَ تَقِفْ عَلَى دَمِ قَرِيبِكَ. أَنَا الرَّبُّ. 17لاَ تُبْغِضْ أَخَاكَ فِي قَلْبِكَ. إِنْذَاراً تُنْذِرُ صَاحِبَكَ وَلاَ تَحْمِلْ لأَجْلِهِ خَطِيَّةً. 18لاَ تَنْتَقِمْ وَلاَ تَحْقِدْ عَلَى أَبْنَاءِ شَعْبِكَ بَلْ تُحِبُّ قَرِيبَكَ كَنَفْسِكَ. أَنَا الرَّبُّ. 19فَرَائِضِي تَحْفَظُونَ. لاَ تُنَزِّ بَهَائِمَكَ جِنْسَيْنِ وَحَقْلَكَ لاَ تَزْرَعْ صِنْفَيْنِ وَلاَ يَكُنْ عَلَيْكَ ثَوْبٌ مُصَنَّفٌ مِنْ صِنْفَيْنِ. 20وَإِذَا اضْطَجَعَ رَجُلٌ مَعَ امْرَأَةٍ اضْطِجَاعَ زَرْعٍ وَهِيَ أَمَةٌ مَخْطُوبَةٌ لِرَجُلٍ وَلَمْ تُفْدَ فِدَاءً وَلاَ أُعْطِيَتْ حُرِّيَّتَهَا فَلْيَكُنْ تَأْدِيبٌ. لاَ يُقْتَلاَ لأَنَّهَا لَمْ تُعْتَقْ. 21وَيَأْتِي إِلَى الرَّبِّ بِذَبِيحَةٍ لإِثْمِهِ إِلَى بَابِ خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ: كَبْشاً ذَبِيحَةَ إِثْمٍ. 22فَيُكَفِّرُ عَنْهُ الْكَاهِنُ بِكَبْشِ الْإِثْمِ أَمَامَ الرَّبِّ مِنْ خَطِيَّتِهِ الَّتِي أَخْطَأَ فَيُصْفَحُ لَهُ عَنْ خَطِيَّتِهِ الَّتِي أَخْطَأَ.
ع9: لقاط حصيدك : ما يتناثر من الحبوب على الأرض ويلتقط.
الحصاد أو جمع المحاصيل هو وقت الفرح، فتذكرهم الشريعة بعدم نسيان الفقراء، فينبغى على صاحب الحقل أن يترك أجزاءً ولو صغيرة من حقله فى زواياه لا يحصد كل ما فيها حتى تكون للفقراء يجمعونها لأنفسهم دون إحراج، وكذلك ما يتناثر من الحبوب على الأرض لا يحاول الحصادون جمعه بل يتركونه للفقراء والغرباء أى كل المحتاجين ليلتقطونه.
ع10: لا تعلله : لا تجمع العنب من الحقل عدة مرات بل أترك بعضه باقيًا.
نثار كرمك : حبات العنب المتناثرة التى سقطت على الأرض.
كذلك أصحاب الكروم، عند جمع العنب، لا يجمعونه عدة مرات بل يتركون بعض الحبات فى الأشجار ليجمعها الفقراء. وعندما تسقط بعض الحبوب على الأرض وتتناثر يتركوها أيضًا للمحتاجين. وهنا تعطى الشريعة عدة فوائد وهى :
- شعور صاحب الحقل أو الكرم ببركة الله الذى يمد يده ويأخذ نصيبًا منه عن طريق أولاده الفقراء.
- تملأ قلوب أصحاب الحقول بالرحمة على إخوتهم المحتاجين فيشعرون بشركتهم كشعب واحد لله.
- عدم شعور الفقير بالحرج فيأخذ ما يحتاجه دون أن يطلب.
- تقليل أو منع التسول الذى يضايق الأغنياء كما يضايق الفقراء.
ع11: تنهى الشريعة عن بعض الخطايا مثل :
- السرقة سواء بعدم رد الأمانة أو أخذ الإنسان أى شئ ليس من حقه.
- الكذب لكسب أى مكاسب أو إخفاء خطأ أو أى خداع.
- الغدر بمعنى الخيانة سواء بسلب الحقوق أو أى خداع وقد تصل إلى القتل مثل قايين. وعندما يقول بصاحبه يقصد هنا الخداع إذ يجد الشخص الخيانة ممن لا يتوقع منه ذلك فهو استغلال خاطئ بثقة الناس لتحقيق أغراض شخصية.
ع12: سمح الله فى العهد القديم لشعبه أن يحلفوا باسمه حتى لا يحلفوا بالآلهة الوثنية ويثبت إيمانهم به ولكنه اشترط أن يكون الحلف صادقًا تأكيدًا لعدم الكذب ومن يحلف فى العهد القديم كاذبًا فهو يسئ إلى اسم الله ويدنسه لأنه استخدمه فى كلام كاذب. أما فى العهد الجديد فإذ ارتقى الإنسان الروحى فلا يعود يستخدم اسم الله فى المعاملات المادية إذ هو أسمى من ذلك فلا يحلف نهائيًا.
ع13: ينهى أصحاب الأعمال عن استغلال أو ظلم العاملين عندهم، فلا يجبرونهم على أعمال فوق طاقتهم أو بدون أجر ولا يسرقون حقوقهم بأن يعطوهم أقل من أجرتهم مستغلين ضعفهم واحتياجهم ولا يؤخروا فى إعطاء أجرتهم، فمع وجود المال معهم فهم يؤخرون الأجرة لليوم التالى، مع أن الأجير أو العامل يحتاج إليه اليوم ليكفى به احتياجاته، أى ينهى عن استخدام القوى قوته فى استغلال وظلم الضعيف.
ع14: يحذر من استغلال ضعف العجزة مثل الأصم أى الذى لا يسمع فنشتمه واثقين أنه لا يسمع ولا يستطيع أن يرد علينا، ولكن إلهه الذى سمح له بهذا العجز يسمع وينتقم منا إن لم نتب، فمن يسئ إلى عاجز يسئ إلى الله الذى سمح له بهذا العجز.
وكذلك من يضع معثرة فى طريق أعمى مثل حجر أو حاجز ليتعرقل ويسقط فيه، فالله يغضب عليه جدًا لذا ينبغى أن نضع أمامنا مخافة الله وخشيته لأنه يدافع عن أولاده العجزة وينتقم لهم.
ع15: يخاطب هنا ليس فقط الحكام والقضاة بل كل إنسان أن يحكم بالعدل فى كل ما يعرض عليه من أمور ولا يظلم أحدًا ويحترس من أن ينخدع من شكل مسكين يبدو عليه الضعف ولكنه فى الحقيقة قد ارتكب جرمًا، فعندما تنساب دموعه أو يتكلم بصوت منخفض فلا يجب أن يؤثر هذا على العدل. من ناحية أخرى لا تعوج القضاء وتتساهل مع شخص له مكانة كبيرة واحترامًا له تبرئه من خطأ ارتكبه أو تظلم غيره.
ع16: المقصود بالوشاية كلمات الإدانة التى تسئ للآخرين، فتنهى الشريعة عن نقل كلمات الإدانة ونشرها لأنها إساءة إلى الله خالق من يدينهم بالإضافة إلى ضعف محبة نحوهم. ويحذر أيضًا من الاستهانة بحياة الآخرين التى يمثلها دمهم وذلك بعدم الشهادة مثلاً لإنقاذهم من الموت أو الخطر أو ترك الظلم يسقط عليهم أو بالشهادة الزور ضدهم أو الإساءة إليهم بشكل واضح فالإنسان بهذا يقف ويدوس على دم قريبه بسلبيته.
ع17: يطالب شعبه أن يحبوا بعضهم بعضًا ولا يحمل أحد فى قلبه كراهية لأحد وإن أخطأ أحد إلى آخر فليذهب إليه ويعاتبه وينبهه (ينذره) حتى يعود السلام بينهما ويحتفظ بقلب نقى دائمًا نحو الجميع.
ع18: إن أخطأ إليك أى شخص من شعب الله فلا تغضب منه وتكرهه وتحاول الانتقام منه بل تحبه كنفسك لأنه عضو معك فى شعب الله وكل إنسان بالطبع يحب نفسه ويخاف عليها. فينبغى أن يحب الآخرين كما يحب نفسه ويشفق عليهم إن أخطأوا ويسامحهم.
ع19: تُنَزِّى : تزوج.
يناديهم الله بحفظ جميع وصاياه سواء الكبيرة أو ما يبدو صغيرًا كما فى الآية فكلها مهمة ولها معانى روحية ومادية مفيدة.
فينهيهم عن عدم عمل تزاوج بين جنسين من الحيوانات أى عدم عمل عملية تهجين وكذلك عدم زراعة الحقل بصنفين من المحاصيل وأيضًا عدم عمل ثيابهم من نسيجين مثل الكتان والصوف وذلك لما يلى :
- قد يظن الإنسان إذا زوَّج حيوانين من جنسين وأنتج حيوانًا جديدًا أنه خالق ويشارك الله فى الألوهية.
- عند زراعة صنفين فى حقل واحد يصعب جدًا العناية بهما معًا لإختلاف احتياجات الرى والتسميد والحصاد.
- عند ارتداء ثياب من نسيجين قد يؤدى ذلك إلى بعض متاعب فى الجلد.
والمعنى الروحى لهذا هو عدم خلط أفكار العالم بالأفكار الروحية مع أهمية التركيز فى فكر واحد روحى، فمثلاً عدم التشتت أثناء الصلاة فى أفكار عن الخدمة.
ع20: أَمَة : جارية.
تُفَد : يدفع ثمنها أى فداءها لصاحبها حتى تصير ملكه وجاريته.
تعتق : وهبها صاحبها ومالكها لهذا الخطيب مجانًا.
إذا خطب إنسان حر جارية وكان فى نيته أن يدفع ثمنها لتصير جاريته ولكن قبل أن يدفع ثمنها أو يهبها له سيده تجاوز فى المداعبة معها حتى زنى معها فلا يطبق عليهما قانون الزنا بقتلهما (تث22: 23) لأنها أولاً ملك لسيد فينبغى احترام ملكية هذا السيد وعدم إحداث خسارة له، ومن ناحية أخرى فهذا الرجل خطيبها وكان فى نيته شرائها لتصير له زوجة مثل إحدى سراريه أى جواريه اللاتى تزوجهن، فيحكم القضاة أى شيوخ إسرائيل عليهما بحكم تأديب وغالبًا يكون الجلد.
ع21، 22: بعد تأديب الخطيبين يلزم أن يقدم الخطيب الحر ذبيحة عن إثمه أمام الله وهى كبش لأن الزنا خطية صعبة موجهة إلى الله حتى لو كان الخطيبان موافقين على هذا الاضطجاع. وهنا إعلان واضح للحاجة إلى دم المسيح الفادى الذى ترمز إليه هذه الذبيحة لرفع الخطية.
أما الجارية المخطوبة فلأنها لا تملك شيئًا تعفى من تقديم الذبيحة وتقدم توبة فقط.
? ليتك تراعى مشاعر الآخرين فلا تخطئ فى حقهم وضع نفسك مكانهم وما لا ترضاه لنفسك لا تفعله معهم، وإن أخطأت فى حقهم قدم توبة لله واعتذر لهم وعوضهم قدر ما تستطيع عما خسروه.
(3) الأشجار المثمرة (ع23-25):
23«وَمَتَى دَخَلْتُمُ الأَرْضَ وَغَرَسْتُمْ كُلَّ شَجَرَةٍ لِلطَّعَامِ تَحْسِبُونَ ثَمَرَهَا غُرْلَتَهَا. ثَلاَثَ سِنِينَ تَكُونُ لَكُمْ غَلْفَاءَ. لاَ يُؤْكَلْ مِنْهَا. 24وَفِي السَّنَةِ الرَّابِعَةِ يَكُونُ كُلُّ ثَمَرِهَا قُدْساً لِتَمْجِيدِ الرَّبِّ.
25وَفِي السَّنَةِ الْخَامِسَةِ تَأْكُلُونَ ثَمَرَهَا لِتَزِيدَ لَكُمْ غَلَّتَهَا. أَنَا الرَّبُّ إِلَهُكُمْ.
ع23: غرلتها : يعتبر الشجرة مجازيًا غير مختتنة أى ليست تابعة لشعب الله ومباركة منه.
غلفاء : أى غير مختتنة وهذا المعنى أيضًا مجازى بمعنى أن لا يؤكل ثمرها.
هذه الوصية تخص حياتهم عند دخولهم أرض الميعاد عندما يزرعون شجرة لتعطى ثمار تؤكل، وهذا بالطبع غير الأشجار التى زرعها سكان الأرض الأصليون وغير الأشجار التى لا تعطى ثمار للأكل. فتنص الوصية على ترك الثمار ثلاث سنوات دون أن يأكلوا منها وهذا لأن ثمار الأشجار الجديدة تكون غير صالحة للأكل فى الثلاث سنوات الأولى بالإضافة إلى أن بعض الشعوب الوثنية كانت تقدم ثمار أشجارها عند بدأ زراعتها للآلهة الوثنية، فتركهم لهذه الثمار يعلن عن رفضهم لهذه العبادات الوثنية.
ع24: قبل أن يأكلوا من الثمار يلزم أن ينالوا بركة الله فيقدموا ثمار السنة الرابعة لله فيأكلها الكهنة واللاويون.
ع25: فى السنة الخامسة وما بعدها يُسمَح لهم بأكل الثمار فتكون مباركة من الله، وبهذا يعلنون تبعيتهم له وتمتعهم برعايته.
? كن حريصًا أن تقدم لله من أموالك وعطاياك المختلفة لتنال بركته فى حياتك فالقليل المبارك من الله أفضل من الكثير بلا بركة وبهذا أيضًا تظهر محبتك للآخرين.
(4) البعد عن الممارسات الوثنية (ع26-31):
26«لاَ تَأْكُلُوا بِالدَّمِ. لاَ تَتَفَاءَلُوا وَلاَ تَعِيفُوا. 27لاَ تُقَصِّرُوا رُؤُوسَكُمْ مُسْتَدِيراً وَلاَ تُفْسِدْ عَارِضَيْكَ. 28وَلاَ تَجْرَحُوا أَجْسَادَكُمْ لِمَيْتٍ. وَكِتَابَةَ وَسْمٍ لاَ تَجْعَلُوا فِيكُمْ. أَنَا الرَّبُّ. 29لاَ تُدَنِّسِ ابْنَتَكَ بِتَعْرِيضِهَا لِلزِّنَى لِئَلَّا تَزْنِيَ الأَرْضُ وَتَمْتَلِئَ الأَرْضُ رَذِيلَةً. 30سُبُوتِي تَحْفَظُونَ وَمَقْدِسِي تَهَابُونَ. أَنَا الرَّبُّ. 31لاَ تَلْتَفِتُوا إِلَى الْجَانِّ وَلاَ تَطْلُبُوا التَّوَابِعَ فَتَتَنَجَّسُوا بِهِمْ. أَنَا الرَّبُّ إِلَهُكُمْ.
ع26: يحذرهم من أكل اللحوم بدمها أى التى لم يصفى دمها وذلك إحترامًا للدم الذى يرمز لحياة الإنسان بالإضافة إلى أنه يثير الشهوات (ص17: 14). وكان الوثنيون يغمسون اللحم فى الدم أو يشربونه إرضاءً للآلهة.
يحذرهم أيضًا من تقليد الوثنيين فى التفاؤل والتشاؤم أى يستبشرون إذا رأوا أو سمعوا صوتًا وعلى العكس يتوقعون شرًا إن سمعوا أو رأوا أمورًا أخرى. وكل هذه بالطبع خزعبلات مرتبطة بالعبادات الوثنية.
بالإضافة إلى ذلك حذرهم من العيافة أى البحث عن المستقبل بالتنجيم وطرق الشعوذة المختلفة مثل ضرب الودع أو سؤال السحرة.
ع27: كان الرجال فى بعض الشعوب الوثنية يقصون شعور رؤوسهم مستديرًا ولا يبقون إلا دائرة من الشعر فوق الرأس. وكان البعض الآخر يعبث بجانبى اللحية أى العارضين فيقصها ويبقى جزءًا سفليًا حول الذقن. فينهيهم الله عن كل هذه الممارسات التى تفعلها الشعوب الوثنية إرضاءً للآلهة.
ع28: كان بعض الوثنيين، إفراطًا فى الحزن، يجرحون أجسادهم دليلاً على فقدان رجاءهم وخسارتهم لضياع الميت، فأمر الله شعبه أن يبتعدوا عن هذا اليأس وممارساته.
أمرهم أيضًا ألا يعملوا وسمًا أى علامات بالكى فى الجسد لأشكال بعض الآلهة الوثنية أى يبتعدوا عن كل الأفكار الوثنية.
ع31: الجان : أرواح شريرة أى شياطين.
التوابع : أرواح شريرة، إذ يظن البعض أن هناك أرواح تتبع الناس ويمكن أن تضرهم.
ينهيهم عن الإعتقاد وطلب الشياطين الذين يتخذون شكل الجان أو التوابع وكذلك من يتعاملون مع الشياطين، الذين يسمون بالعرافين، فمن يتصل ويتعامل مع الشياطين ينجس نفسه ويتحدى الله لذا يقول أنا الرب أى ينبههم ليخافوا. وقد ذكر ذلك كثيرًا فى الكتاب المقدس كما فى (إش8: 19 ، أف5 : 11).
? لا تنساق مع عادات سائدة فى المجتمع أو مخاوف منتشرة لئلا تغضب الله بجهل، فهذه ظلال للعبادات الوثنية، إتكل عليه واثقًا من رعايته وقوته فهو يحميك لتحيا فى سلام.
(5) إحترام حقوق الآخرين (ع32-37):
32مِنْ أَمَامِ الأَشْيَبِ تَقُومُ وَتَحْتَرِمُ وَجْهَ الشَّيْخِ وَتَخْشَى إِلَهَكَ. أَنَا الرَّبُّ. 33«وَإِذَا نَزَلَ عِنْدَكَ غَرِيبٌ فِي أَرْضِكُمْ فَلاَ تَظْلِمُوهُ. 34كَالْوَطَنِيِّ مِنْكُمْ يَكُونُ لَكُمُ الْغَرِيبُ النَّازِلُ عِنْدَكُمْ وَتُحِبُّهُ كَنَفْسِكَ لأَنَّكُمْ كُنْتُمْ غُرَبَاءَ فِي أَرْضِ مِصْرَ. أَنَا الرَّبُّ إِلَهُكُمْ. 35لاَ تَرْتَكِبُوا جَوْراً فِي الْقَضَاءِ لاَ فِي الْقِيَاسِ وَلاَ فِي الْوَزْنِ وَلاَ فِي الْكَيْلِ. 36مِيزَانُ حَقٍّ وَوَزْنَاتُ حَقٍّ وَإِيفَةُ حَقٍّ وَهِينُ حَقٍّ تَكُونُ لَكُمْ. أَنَا الرَّبُّ إِلَهُكُمُ الَّذِي أَخْرَجَكُمْ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ. 37فَتَحْفَظُونَ كُلَّ فَرَائِضِي وَكُلَّ أَحْكَامِي وَتَعْمَلُونَهَا. أَنَا الرَّبُّ».
ع32: يوصيهم باحترام كبار السن بالوقوف أمامهم حتى يسمحوا لهم بالجلوس، فاحترام الكبير (الأشيب) هو احترام ومخافة لله.
ع33، 34: يأمرهم بمعاملة الغريب معاملة حسنة ومحبته مثل المواطن العادى بل يحبوه كما يحبوا أنفسهم. وليزيد تعاطفهم نحو الغرباء ليذكرهم بمعاناة الغربة التى قاسوها فى أرض مصر حتى يشفقوا على الغرباء ويعاملوهم حسنًا.
ع35، 36: جورًا : ظلمًا.
إيفة : مكيال للحبوب يساوى 23 لترًا تقريبًا.
هين : مقياس للسوائل يساوى 5 لتر تقريبًا.
يطالبهم بعدم ظلم الآخرين لا فى أحكام القضاء فقط بل فى كل معاملات الشراء والبيع، فيستخدمون موازين سليمة وكذلك الأوزان أى القطع المعدنية تكون صحيحة ليست أقل عند بيعهم أو أكبر عند شرائهم. وأيضًا استخدام مكاييل سليمة مثل الايفة والهين مع ملاحظة وجود موازين سليمة فى القدس للقياس عليها.
ع37: يوصى الله باتباع جميع فرائضه وعدم إهمال أى وصية بل الإهتمام بتطبيقها وليس مجرد معرفتها وذلك من أجل مخافة الله الذى يكرر اسمه “أنا الرب” ستة عشر مرة فى هذا الأصحاح.
? إن شعرت بالله أمامك فى كل حين ستعامل جميع الناس حسنًا وتبتعد عن كل خطية وإن أخطأت تسرع للتوبة والاعتذار للآخرين فتحيا فى سلام نقيًا طاهرًا.
https://en.wikipedia.org/wiki/Pope_Tawadros_II_of_Alexandria