صوت الرب
مزمور لداود
“قدموا للرب يا أبناء الله” (ع1)
مقدمة :
- كاتبه : هو داود النبى، كما يظهر من عنوان المزمور فى النسخة البيروتية.
- متى قيل ؟
أ – أمام خيمة التابوت : الرأى الأول أن داود قال هذا المزمور بعد أن أعاد تابوت عهد الله إلى أورشليم، ووضعه فى خيمة خاصة به، وهى غير خيمة الاجتماع الموجودة بجبعون، والتى تحوى باقى أجزاء الخيمة بخلاف التابوت. فبعد وضع التابوت فى خيمته الخاصة، خرج داود وردد هذا المزمور. وفى الترجمة السبعينية نجد فى عنوان هذا المزمور “لخروج المظلة” والمقصود بالمظلة الخيمة التى وضع فيها داود تابوت العهد.
ب – فى عيد المظال : وبالتحديد فى اليوم الثامن منه، لأن الترجمة السبعينية تذكر أنه يقال فى عيد المظال، حيث يكون جمع آخر المحاصيل فى الخريف.
جـ- فى عيد الخمسين : أى عيد الأسابيع، حيث يكون جمع المحاصيل. وهذا العيد يكون بعد عيد الفصح بخمسين يوماً، وقد ذكر هذا الرأى فى التلمود اليهودى.
د – يرى البعض أنه قد حدثت عاصفة شديدة هبت من جبال لبنان شمالاً، واجتازت بلاد اليهود؛ وكانت مصحوبة ببروق ورعود ونار أحرقت بعض الأماكن، فحدث خوف وفزع عند اليهود. فكتب داود هذا المزمور معلناً قوة الله.
- خارج المظلة : هذا العنوان الموجود فى الترجمة السبعينية يحمل معانى رمزية كثيرة منها :
أ – خروج اليهود من مظلة الإيمان اليهودى وتبعية الله وقبول المسيح، ودخول الأمم فى الإيمان بالمسيح.
ب – خروج النفس من الجسد، ويعنى هذا الاستعداد للحياة الأبدية بالحياة مع الله وتقديم ذبائح الحب له، فلا نكون مضطربين عند الوقوف أمام الديان العادل.
ج – حفظ الكنيسة فى العالم مقدسة؛ حتى تخرج منه وتتمجد فى ملكوت السموات.
- كان يصلى بهذا المزمور لطلب نزول المطر من الله؛ ليكسر فترة الجفاف، كما قال زكريا النبى (زك14: 16-18).
- توجد علاقة بين هذا المزمور والمزمور السابق له، الذى هو صراخ إلى الله، فيستجيب بهذا المزمور. وهو يقدم صوت الرب بقوة، فيطمئن أولاده ويباركهم.
- يعلن هذا المزمور صوت الله، ويكرره سبع مرات، مؤكداً حضور الله من خلال الطبيعة، فهو مزمور يشعرنا بحضرة الله وعظمته.
- يوجد هذا المزمور فى صلاة الساعة الثالثة بالأجبية، حيث نرى حلول الروح القدس، الذى حل فى هذه الساعة وصاحبه هبوب ريح. وهذا المزمور يحدثنا عن صوت الله القوى، الذى يخضع الطبيعة، ويغير النفوس بعمل الروح القدس، فتؤمن بالله. وكما ذكرنا كان يقال هذا المزمور فى عيد الخمسين، الذى حل فيه الروح القدس فى العهد الجديد.
(1) دعوة لعبادة الرب ( ع1، 2):
ع1: 1- قدموا للرب يا أبناء الله قدموا للرب مجدا و عزا.
- يفرح الله بتقدمات أولاده، والمقصود بأولاده المؤمنين به، الذين يحبونه ويقدمون له عطاياهم، وقبل عطاياهم يقدمون قلوبهم.
- أولاد الله يؤمنون به، فيمجدوه؛ لأنه ليس غيره إله. أما آلهة الأمم، فهى شياطين وليس لها قيمة.
- تقديم المجد والعز لله مقصود به تسبيح اسمه القدوس، وشكره على قوته التى تحمى أولاده، وتمجيده لأجل كل أعماله معهم.
ع2: 2- قدموا للرب مجد اسمه اسجدوا للرب في زينة مقدسة.
- إسم الله يعنى شخصه، فتمجيد اسمه، يعنى تمجيده. وهذا التمجيد يرفع القلب، ويعلقه بالله، فيسمو عن كل خطية.
- تمجيد الله يتم ليس فقط بتسبيح الشفاه، بل أيضاً بالأعمال الحسنة، وكل عمل رحمة ومساعدة للآخرين.
- يطالب المؤمن بالتقديم لله ثلاث مرات على مثال الثالوث القدوس، أى من يقدم لله ينال بركة الثالوث القدوس.
- فى الترجمة السبعينية يذكر أيضاً تقديم أبناء الكباش، أى الذبائح المقدمة فى خيمة الاجتماع وخيمة سليمان؛ دليلاً على محبة المؤمنين لله. وبهذا يطلب من المؤمنين أن يقدموا لله أربع مرات؛ الثلاثة المذكورة هنا، ويضاف إليها تقديم أبناء الكباش. وتقديم المؤمنين تقدمات لله أربع مرات يرمز إلى تقديم هذه العطايا فى أركان المسكونة الأربعة، أى العالم كله. وهذا يكمل عندما تؤمن الأمم بالمسيح، فيقدمون ذبائح العهد الجديد، أى جسد الرب ودمه فى كل مكان فى العالم.
- يطالب المؤمنون بعد تقديم محبتهم لله فى تقدمات، أن يخضعوا له فى وقار، فيقول لهم اسجدوا للرب فى زينة مقدسة، أى بملابس محتشمة، وعدم انشغال بالماديات واستعداد لطاعة وصاياه.
- فى الترجمة السبعينية، أى فى الأجبية، يقول اسجدوا للرب فى دار قدسه، والمقصود بدار القدس خيمة الاجتماع، وهيكل سليمان، ثم بعد هذا الكنيسة فى العهد الجديد، وفى النهاية دار القدس الكاملة هى ملكوت السموات.
الله يفرح بكل تقدماتك، فلا تبخل على الله بتقدمات تسابيح فمك، كذلك أعمال الرحمة، فتفرح قلبه بمحبتك وتجاوبك معه.
(2) قوة الرب ( ع3-9):
ع3: 3- صوت الرب على المياه إله المجد أرعد الرب فوق المياه الكثيرة.
- شعر داود أن الصوت الخارج من تلاطم المياه هو صوت الله خالق هذه المياه، سواء فى البحار، أو الأنهار، معلناً سيطرته عليها، فهو الذى يضبط البحار بخاصية المد والجزر، ولا يدعها تغطى اليابسة.
- قبل بدء الخليقة كان العالم عبارة عن مياه وظلمة وروح الله يرف على وجه المياه، وهو الذى خلق السماء والهواء، وجمع المياه فى مجتمعات وأظهر اليابسة. فروح الله هو سر حياة كل الخليقة، وهو يرعد بقوته، معلناً أنه هو الخالق، كما أرعد أيضاً فى يوم الخمسين، معلناً أنه خلق الكنيسة، ويحل فى كل المؤمنين به، فيعطيهم حياة تدوم إلى الأبد.
- المياه الكثيرة ترمز للبشر، سواء اليهود، أو الأمم. وصوت الله فوقها يعنى أنه خالق جميع البشر.
- صوت الرب يعنى أقنوم الإبن المتجسد الذى هو كلمة الله التى تظهر كصوت نسمعه؛ لأن “الله لم يره أحد قط لكن الإبن الوحيد الذى هو فى حضن الآب هو خبر” (يو1: 18).
- تتكرر كلمة صوت الرب سبع مرات فى هذا المزمور، معلنة كمال المسيح؛ لأن عدد 7 يرمز للكمال. وقد أعطانا الخلاص بروحه القدوس فى أسرار الكنيسة السبعة. ونسمع صوت الرب فى عمله الخلاصى فى هذه الأسرار.
- عندما يرعد صوت الرب، فهو يخيف الأشرار؛ لأنه يدينهم، ولكنه يطمئن أولاد الله، إذ يعلن أنه سند لهم أمام كل الضيقات؛ لأن المياه الكثيرة ترمز أيضاً للضيقات ولكن الرب فوقها يطمئن أولاده أنه ضابط الكل، ولا يمسهم أذى ما دام هو معهم.
ع4: 4- صوت الرب بالقوة صوت الرب بالجلال.
- صوت الرب مملوء قوة فأزعج الأشرار، مثل فرعون والمصريين، الذين سعوا وراء بنى إسرائيل ودخلوا فى البحر الأحمر، فأزعجهم الله بعمود النار، حتى انخلعت عجلات مركباتهم (خر14: 25) وكذلك أزعج الفلسطينيين أيام صموئيل
(1صم7: 10). - كان صوت الرب قوياً عندما أعلن عن المسيح أن هذا هو ابنى الحبيب الذى به سررت، عندما تجلى على جبل تابور ومعه موسى وإيليا. وظهر جلاله وعظمته بوضوح أمام تلاميذه.
- كان المسيح يتكلم كمن له سلطان وليس كالكتبة، فكان كلامه بالقوة وأيضاً بالجلال، حتى عندما ظهر فى ضعف، عندما أتى الجند للقبض عليه، وسألهم من تريدون؟ فقالوا يسوع الناصرى، وحينئذ قال لهم أنا هو، فسقطوا على وجوههم، خوفاً من قوته وعظمته (يو18: 6).
ع5، 6: 5- صوت الرب مكسر الأرز و يكسر الرب أرز لبنان.
6- و يمرحها مثل عجل لبنان و سريون مثل فرير البقر الوحشي.
أرز لبنان : شجر طويل عملاق دائم الخضرة، خشبه قوى لا ينكسر بالرياح العنيفة، بل تخلع الشجرة من جذورها ولا تستطيع أن تكسرها.
يمرحها : يسحقها.
سربون : اسم يطلق على جبل حرمون، وهو جبل يقع جنوب شرق لبنان، وهو مرتفع جداً، يصل ارتفاعه إلى حوالى 3000 متراً.
فرير البقر الوحشى : سريع الفرار والهرب، والمقصود صغار البقر الوحشى السريعة الهرب.
- إن كان شجر الأرز بلبنان يمثل القوة والعظمة، ويرمز لكبرياء الإنسان، فإن الله بصوته القوى يكسر هذا الأرز، ويخضع كبرياء الإنسان له.
- إن الأشرار الذين أذلوا شعب الله بكبريائهم، عندما صلى أولاد الله، تدخل وحطم الأشرار، كما أغرق فرعون وكل جيشه فى البحر الأحمر، وقتل 185000 من جيش سنحاريب الأشورى أيام حزقيا ملك يهوذا (اش37: 36).
- إن أرز لبنان المرتفع يرمز لمعابد الأوثان المرتفعة، فالله يكسرها، ويعيد أولاده إلى الإيمان به.
- إن قوة الله التى تكسر وتطرح أرز لبنان على الأرض تشبه عجل لبنان الذى يدوس ويسحق الأعشاب فى المناطق الخضراء الخصبة المنتشرة فى لبنان. أى أن أقوى ما فى الأرض ليس له قوة أمام الله، ويشبه العشب الضعيف أمام عجل لبنان.
- إن الجبال أيضاً مهما كانت شاهقة لا تستطيع الوقوف أمام صوت الرب القوى، بل تهرب من صوته، كما تهرب وتفر صغار البقر الوحشى. أى أن كل شئ عظيم فى الخليقة لا يستطيع الصمود أمام قوة الله، وهذا يطمئن أولاد الله أنه مادام الله معهم لا يستطيع أحد أن يؤذيهم.
ع7: 7- صوت الرب يقدح لهب نار.
يقدح : يشعل.
- إن الله يشعل لهيب النار عن طريق البروق التى تظهر فى السماء، وتلقى ناراً على الأرض.
- الله يعاقب الأشرار بأن يشعل ناراً فى أماكنهم، كما فعل فى الضربة السابعة لفرعون والمصريين؛ حتى يخرج شعبه من مصر، فأنزل ناراً مع البرد (خر9: 24). وكما أحرق سدوم وعمورة بنار من السماء (تك19: 24). وكذلك أحرق الذين تذمروا على كهنوت هارون مع قورح وداثان وأبيرام (عد16: 35).
- الله يشعل بروحه القدوس نار محبته فى قلوب أولاده، فليتصقون به، ويصير هدفهم الوحيد، الذى يعلو فوق كل الأهداف، كما نرى فى سير الشهداء، الذين ضحوا بحياتهم لأجل اسمه، وكذلك الرسل والخدام الذين تعبوا فى خدمته، وفى قلوب الذين تركوا العالم وتوحدوا فى حياة الرهبنة للتمتع بعشرته، وقلب كل إنسان يحيا مع الله فى كنيسته.
- الله فى الأبدية يزداد إشعاله للحب داخل قلوب أولاده، فيتمتعون بعشرته إلى الأبد، أما للأشرار فيشعل لهيب النار، الذى يحرقهم ويعذبهم إلى الأبد.
- فى الترجمة السبعينية “الله يقطع لهيب النار” وقد حدث هذا فعلاً مع الثلاثة فتية، عندما قطع الله لهيب النار، وأحاطهم بغلاف من هواء بندى (دا3: 50).
- الله يقطع لهيب نار الشهوات والخطية من قلوب أولاده، ويخلصهم منها، عندما يتوبون ويرجعون إليه.
ع8: 8- صوت الرب يزلزل البرية يزلزل الرب برية قادش.
برية قادش : قادش معناها مقدس. وبرية قادش هى التى عبرها بنو إسرائيل، قبل دخولهم أرض كنعان. وهى تقع شمال شرق سيناء.
- فى برية قادش تكلم موسى مع بنى إسرائيل فى ثلاث عظات طويلة هى سفر التثنية. وبعد أن قدسهم بكلام الله، وزلزل نفوسهم ليرفضوا الشر ويدخلون بقلوب نقية إلى أرض كنعان، صعد هو إلى الجبل ومات (تث34: 5).
- صوت الرب قوى فى كلامه، أى يزلزل النفوس المتراخية والمتكاسلة؛ حتى تنتبه فى برية هذا العالم، وحينئذ تستحق دخول أرض كنعان، التى ترمز إلى ملكوت السموات.
- هذا الزلزال يزلزل أيضاً النفوس البعيدة – مثل الأمم – فيؤمنون ويكون لهم مكان فى ملكوت السموات.
ع9: 9- صوت الرب يولد الأيل و يكشف الوعور و في هيكله الكل قائل مجد.
الأيل : الغزال، أو أحد أنواعه.
الوعور : الغابات.
- الأيائل تلد بصعوبة وفى مدة طويلة، ولكن عندما تسمع أصواتاً قوية تلد بسرعة من الخوف، فصوت الرب يساعد المؤمنين أن يلدوا الفضائل، ويقدموا خدمات وعمل خير لمن حولهم.
- صوت الرب هو رعود وبروق، عندما تأتى على الغابات تكشف ما بداخلها بنور البرق، وتهز الأشجاروتزعج الحيوانات، فتخرج من جحورها وتجرى بعيداً. فصوت الرب يكشف خطايا الإنسان، فيهرب منه كل شهوة ردية، وكل غضب وعنف ووحشية، فيتنقى من كل شر.
- بعد أن استعرض داود صوت الرب الذى يعمل فى الطبيعة، سواء المياه، أو الأرز، أو لهيب النار، أو البرية، أو الأيائل، أو الغابات، يلخص فى الختام ويقول إن كل الطبيعة بما فيها من مخلوقات الله يعمل فيها، وهى خاضعة له، بل يعلن أن كلها هياكل لله قدسها لنفسه، وكل منها يمجد الله، كما قال “السموات تحدث بمجد الله”
(مز19: 1). - إن الأيائل تبحث عن الثعابين، وعندما تجدها تدوسها بحوافرها وتقتلها، ثم تأكلها. فهى تنقى المكان من الثعابين السامة، وتبتلعها وتقضى عليها. وبهاذ تظهر قوة الله، التى تغلب الشر وتمجده فى هيكله، الذى هو جسم الأيائل. فالأيائل ترمز للإنسان الروحى، الذى يدوس الشيطان، وشهواته الشريرة، وينتصر عليها، فيمجد الله فى هيكله الذى هو جسده.
- إن كانت الطبيعة كلها هياكل لله، فبالأولى الإنسان الروحى هو هيكل للروح القدس. والكنيسة هى أعظم وأقدس مكان فى العالم؛ لأنها هيكل الله الذى يرفع جميع المؤمنين فيها أصواتهم، ويمجدون الله بتسابيحهم وأعمالهم.
إن هدفك من الحياة هو تمجيد الله، برفض الشر والسلوك المستقيم وتسبيح الله، وهذا مقدمة لحياتك الأبدية. فتذكر هدفك مع بداية كل يوم؛ لتحيا كهيكل للروح القدس.
(3)- سلطان الرب وبركته ( ع10، 11):
ع10: 10- الرب بالطوفان جلس و يجلس الرب ملكا إلى الأبد.
- إن صوت الرب الذى تكرر سبع مرات قد عمل ما يلى :
أ – أرعد على المياه وأخضعها له، ومهما كانت قوة أمواج البحر، فهو ضابط الكل، ولذا يطمئن أولاده، مهما قام الناس الأشرار حولهم.
ب – صوت الرب بقوة، فيقهر الشياطين تحت أقدام أولاده.
ج – يظهر صوت الرب بعظمة، فيعطى أولاده مهابة فى أعين من حولهم.
د – صوت الرب يحطم الأرز، الذى هو كبرياء الإنسان، وعندما ينسحق أمام الله ينال بركاته.
هـ- يشعل صوت الرب نار الروح القدس فى قلوب أولاده المؤمنين به، فيحيون معه ويعملون بوصاياه.
و – يزلزل برية حياتنا، فتتنقى من كل شر؛ لندخل ملكوت السموات.
ز – صوت الرب يولد الأيل ويكشف الوعور، فينقى الإنسان من كل شر؛ ليحيا فى طهارة أمامه ممتلئاً من كل فضيلة.
وفى النهاية يصبح الإنسان مسكناً حقيقياً لله وهيكلاً له، فيمجده.
- إن كان صوت الله قد أعد نفوس المؤمنين وصارت هيكلاً له، فهو يسكن فيها، ويجلس، ويستقر من خلال سر المعمودية، الذى يرمز إليه الطوفان.
- إن الرب يجلس فى الطوفان ويقضى على كل الشر، وينجى أولاده الذين هم نوح وأسرته، وأيضاً ينجى أولاده فى كل جيل، ويجلس فى قلوبهم ولا يتركهم أبداً، ويحميهم من أفعال الشيطان المحيطة بهم.
- الله يملك على قلوب أولاده ويمتعهم بعشرته، ويظل مالكاً عليهم إلى الأبد فى ملكوت السموات.
ع11: 11- الرب يعطي عزا لشعبه الرب يبارك شعبه بالسلام
- الرب يساند ويرفع ويمجد أولاده وشعبه، إذ يخلصهم من خطاياهم، ويحل فى قلوبهم، فيرفعون رؤوسهم متهللين، ومسبحين الله، الذى ينصرهم كل يوم على الشيطان.
- إذ ينقى الله أولاده كل يوم بالتوبة، يهبهم بروحه القدوس ثماراً صالحة، من أهمها السلام الداخلى، الذى لا يتمتع به إلا أولاد الله.
- إن كان صوت الرب فى بداية المزمور يحوى الرعود، والتحطيم، والإحراق، والزلزلة، كل هذا لينقى أولاده من الخطية، وينزع منهم كل اضطراب. فهو إن كان صوتاً قوياً لكنه غير مزعج لأولاد الله، بل على العكس نجد فى نهاية المزمور يهبهم سلامه الكامل.
أعظم نعمة يعطيها لك الله هى السلام الداخلى، فاقطع كل ما يعطل سلامك، وتنازل عنه؛ لتتمتع بأغلى جوهرة وهى السلام، ثم الفرح.