خلاص الرب
مزمور لداود حينما هرب من وجه أبشالوم ابنه
“يا رب ما أكثر مضايقيَّ ..” (ع1)
مقدمة :
أ – هذا المزمور تكرار للمزمور الرابع عشر، ولكن لماذا تكرر هذا المزمور فى سفر واحد؟
- لأن كاتبهما واحد، وهو داود النبى، فهما متشابهان إلى حدٍ كبير.
- وضع المزمور الأول وهو (مز14) فى المجموعة الأولى، بحسب التقسيم اليهودى، وتشمل (مز1-41)، وهى المجموعة الى تتكلم عن خلاص الإنسان، فيظهر زيغان قلب الإنسان وراء الشر، ومن أجل هذا تجسد المسيح ليفديه. أما المزمور الثانى (مز53) فوضع فى المجموعة الثانية التى تشمل (مز42-72)، وهى المجموعة التى تتحدث عن خلاص الجماعة، أو الكنيسة المعرضة ككل للزيغان، والفساد، وتحتاج كلها للخلاص.
- فكرة هذا المزمور – وهى أن قلب الإنسان معرض للفساد، والشر، والخيانة – فكرة متكررة على مر الأجيال، والمقصود بالتكرار تنبيه الإنسان لخطورة هذا الفساد ليحترس منه، خاصة وأن كل إنسان مهما كان قربه من الله معرض للسقوط، كما حدث مع يهوذا تلميذ المسيح.
- رغم تكرار المزمور، ولكن يوجد بعض الفروق بين المزمورين، وهذا يؤكد أن الكاتب كتبهما كل على حدة، فتأتى الكتابة مختلفة قليلاً، وليست طبق الأصل؛ فهذا المزمور ليس نسخة من المزمور الآخر. وهذا يؤكد عدم تحريف الكتاب المقدس، فلم تتدخل يد الإنسان لتحذف أحد هذه المزامير؛ حتى لا يعترض أحد على هذا التكرار.
ب- الفروق الموجودة بين المزمورين :
- فى (مز14: 1) نجد “رجسوا بأفعالهم” أما فى (مز53: 1) فنجد بدلاً منها “رجسوا رجاسة”.
- فى (مز14: 2) نجد “الرب من السماء”، أما فى (مز53: 2) فنجد بدلاً منها “الله من السماء”.
- فى (مز14: 3) نجد “الكل قد زاغوا” أما فى (مز53: 3) فنجد بدلاً منها “كلهم قد ارتدوا”.
- فى (مز14: 4) نجد “ألم يعلم كل فاعلى الإثم” أما فى (مز53: 4) فنجد بدلاً منها “ألم يعلم فاعلوا الإثم”.
- (مز14: 5، 6) يحدثنا عن خوف الأشرار من الأبرار، رغم معارضتهم، ومقاومتهم لهم، وللإنسان المتضع، كما شرحنا بالتفصيل فى (مز14). أما فى (مز53: 5) فيتحدث عن خوف الأشرار، رغم عدم وجود ما يخيف، وقد بدد الله قوة من حاصروا البار وأخزاهم؛ لأنهم أشرار، والله قد رفضهم، كما أزال قوة سنحاريب وجيشه، الذين حاصروا أورشليم أيام حزقيا الملك. أى أن (مز53: 5) هو دمج لمعنى آيتى (5، 6) فى (مز14).
- نلاحظ اختـلاف الترقيـم بعـد هـذا بين المزمورين، أى أن (مز14: 7) تقابل (مز53: 6).