شكر الله المخلص
مزمور أغنية تدشين البيت . لداود
“أعظمك يا رب لأنك نشلتنى” (ع1)
مقدمة :
- كاتبه : داود النبى كما يظهر من العنوان، وليس أرميا كما ادعى البعض أنه كاتبه، اعتماداً على ما كتب فى المزمور “أحييتنى من بين الهابطين فى الجب” (ع3)، لأن المعنى المقصود رمزى؛ إذ أن الله انتشل داود من الموت.
- متى قيل ؟
أ – فى تدشين بيت داود الخاص لسكناه.
ب – قاله فى حقل أرونا اليبوسى، حيث بنى مذبحاً، وشكر الله الذى أوقف الوبأ. وهناك أقيم هيكل سليمان.
ج – قاله داود عندما غفر له الله خطيته الكبيرة مع إمرأة أوريا الحثى، وكان ذلك على يد ناثان النبى، فهذه الخطية هى المرض الشديد، الذى يحدثنا المزمور عنه، والذى قارب به إلى الموت، وشفاه الله منه.
- كان يقال هذا المزمور فى تدشين الهيكل، سواء أيام سليمان، أو زربابل، أو يهوذا المكابى، وظل يقال فى عيد التدشين حتى أيام المسيح.
- لعل داود كتب هذا المزمور بروح النبوة عن حزقيا الملك، الذى سيتعرض لمرض الموت، وبعد صلاة أشعياء شفاه الله. وكذلك عن إنقاذ الله لحزقيا من جيش سنحاريب، حيث قتل ملاك الله 185000 جندياً من هذا الجيش فى ليلة واحدة.
- هذا المزمور يشير إلى ميلاد المسيح وقيامته بقوله “أصعدت من الهاوية نفسى من بين الهابطين فى الجب” (ع3).
- فى عنوان هذا المزمور نجد “مزمور أغنية”، وهذا معناه أنه كان يقال بآلتين موسيقيتين، أو بآلة موسيقية وهى المزمار، أى “المزمور”، وصوت الإنسان وهو “الأغنية”.
- هذا المزمور مع الأربعة مزامير التالية، أى حتى مز34 هى مزامير شكر لله.
- هذا المزمور يردده الكاهن عندما يلبس ملابس الكهنوت؛ ليبدأ صلاة القداس الإلهى.
- هذا المزمور تردده الكنيسة فى صلاة الساعة الثالثة، وهى ساعة حلول الروح القدس؛ لأن هذا المزمور تظهر فيه بركات عمل الروح القدس فى حياة المؤمن، فيمجد الله.
(1) الله الشافى والمنقذ (ع1-3):
ع 1: 1- أعظمك يا رب لأنك نشلتني و لم تشمت بي أعدائي.
- يبدأ هذا المزمور بشكر الله، بل تمجيده وتعظيمه؛ لأنه ليس إله مثله فى رعايته وعنايته بأولاده؛ لذا يشكره داود من أجل أعماله معه.
- كان داود غارقاً فى خطيته، ولم يشعر بجرمها، فتدخل الله عن طريق ناثان النبى، ونبهه، فأفاق وقام يشكر الله، الذى انتشله من طين الخطية، الذى كان منغمساً فيه، ورفعه إلى مجد الطهارة والنقاوة التى نالها بغفران الله.
- إن الأمم المحيطة بداود، وكذا الشياطين يريدون إهلاك داود، ولكنهم لم يقدروا؛ لأن الله نجاه وانتشله من بين أيديهم، فلم يستطيعوا أن يشمتوا به.
- يشعر داود بعناية الله الخاصة به، فيقول نشلتنى ولم تشمت بى، فهو يشعر أنه موضوع عناية الله ومحبته وحمايته من أعدائه.
- ينطبق نفس الكلام على حزقيا الملك، الذى تعرض للهلاك بيد سنحاريب الأشورى، وكذلك بالمرض، فأنقذه الله وقتل جيش سنحاريب، وشفاه من مرضه.
- تنطبق هذه الآية على كل إنسان روحى يجاهد مع الله ضد الشياطين والخطية، فيشعر بيد الله التى تسانده وتنقذه فى سرى الاعتراف والتناول، فيمجده.
ع 2: 2- يا رب إلهي استغثت بك فشفيتني.
- الله قادر على كل شئ ويحب أولاده، ولكن ينتظر إيمانهم به، الذى يظهر فى التجائهم إليه، واستغاثتهم به، وحينئذ يتدخل بقوة، وينقذهم من كل شر.
- إن داود له دالة بنوة عند الله، فيقول له يا إلهى، ويصرخ إليه، فيفرح الله بتمسك داود به، ويجيب طلبته.
- إن الله يشفى أولاده، ليس فقط من أمراض الجسد، بل أيضاً الأمراض الروحية، وهى الخطايا. وشفاؤه يكون كاملاً، كما قام داود بكل قوة، وواصل حياته مع الله فى صلوات وعمل للخير.
ع3: 3- يا رب أصعدت من الهاوية نفسي أحييتني من بين الهابطين في الجب.
- تعرض داود للموت من أعدائه اليهود القريبين منه، مثل شاول وأبشالوم، وتعرض أيضاً للموت من الأمم المحيطين به، مثل الفلسطينيين، وكذلك تعرض للموت الروحى بسقوطه فى الخطية. ولكن الله أصعده من الموت والهاوية، وأحياه أمامه؛ لذا فهو يشكره.
- المقصود بالجب هنا هو الموت والهاوية، وأصعب ما فى الجب أنه حفرة عميقة، تبعده عن الحياة والبشر. فهو يرمز لانفصال الإنسان عن الله بسقوطه وذهابه إلى الجحيم. فهو يشكرالله الذى خلصه من هذا الموت.
- لقد تعرض حزقيا الملك للموت مرتين؛ على يد سنحاريب، ثم بالمرض ولكن الله أعطاه حياة جديدة. فداود بروح النبوة يتكلم عن حزقيا، الذى نال نعمة الحياة من الموت (أش36-39).
- داود كان رمزاً للمسيح الذى مات ودفن فى القبر، ثم صعد منه بالقيامة؛ ليكون بكر الراقدين، ويعطى المؤمنين به القيام من الخطية وكل ضعف.
? إن قوة الله قادرة أن تنقذك من أية ضيقة، أو خطية، فلا تنزعج من صعوبة الضيقة، ولا من ضعفك، بل قم سريعاً بالتوبة والصلاة، وثق أن الله يسندك فتمجده.
(2) تسبيح الأتقياء (ع4، 5):
ع4: 4- رنموا للرب يا أتقياءه و احمدوا ذكر قدسه.
- إن الأتقياء هم الذين يخافون الله، ويشعرون بعدم استحقاقهم لمراحمه وبركاته، فإذا باركهم الله يرنمون شكراً وفرحاً، ويرنمون من كل قلوبهم. فالأتقياء وحدهم هم الذين يهبهم الله الفرح والتسبيح، أما الذين لا يخافون الله يسقطون بسهولة فى التذمر ولا يستطيعون تسبيحه.
- الأتقياء الذين يخافون الله يحيون فى البر؛ لأنهم تأثروا بقداسة الله وبره، وهم منشغلون دائماً بجمال الله، فيسبحونه ويتذكرون دائماً قداسته. وكلما باركوا الله وتذكروا قداسته تنجذب قلوبهم إلى القداسة والبر فى كل سلوكهم.
- إن ذكر اسم الله وقداسته هو أساس تدشين ومباركة أى بيت. وهذا هو أول إشارة للتدشين فى هذا المزمور. وأنت أيضاً فإن مباركة حياتك تأتى بذكر قداسة الله كل يوم.
- إن داود الذى اختبر حياة التسبيح وتمتع بها تحرك قلبه نحو باقى المؤمنين، فيدعوهم لمشاركته فى التسبيح وذكر قداسة الله، فهو عضو من أعضاء شعب الله لا يستطيع أن ينفصـل عنه، كما أن المسيحى عضو فى الكنيسة لا يشعر بالحياة بعيداً عن إخوته.
ع5: 5- لأن للحظة غضبه حياة في رضاه عند المساء يبيت البكاء و في الصباح ترنم.
- يظهر حنان الله – الذى يريد أن الجميع يخلصون وإلى معرفة الحق يقبلون – فى أنه يغضب على أولاده فترة قصيرة جداً، يعبر عنها هنا بلحظة؛ حتى يشعروا بجرم الخطية، ويؤدبهم، فيبتعدون عنها، ويرفضونها، ثم تأتى مراحم الله ورضاه فى حياة كاملة سعيدة يحياها المؤمنون به، كما غضب الله على داود عندما أحصى الشعب، فضربهم بالوبأ، ولكنه عاد سريعاً فسامحهم، وقدم داود ذبيحة فى حقل أرونا اليبوسى (2صم24: 25).
- إن الحياة هى فى رضا الله، أما البعد عنه فهو موت؛ لذا فأولاد الله يسعون لإرضائه بحفظ وصاياه، وعندما يرضونه ينالون بركاته الوفيرة، فيشكرونه ويفرحون.
- يحدثنا داود عن البكاء فى المساء، وذلك بمحاسبة الإنسان نفسه على خطاياه طوال اليوم، فيندم عليها، ويعترف بها أمام الله فى دموع، ثم ينام هادئاً، ويصحو ليسبح الله الذى حفظه طوال الليل، وأعطاه أن يبدأ يوماً جديداً.
- لقد مات المسيح على الصليب ودفن فى المساء، وبكت عليه المريمات وكل أحبائه، ولكن فى صباح القيامة رأى أحباؤه القبر فارغاً، بل وظهر لهم، ففرحوا بقيامته.
- إن المساء يرمز لحياتنا فى العالم، حيث نعانى من آلام وضيقات كثيرة يعبر عنها هنا بالبكاء، ولكن فى صباح الأبدية، أى عند دخولنا ملكوت السموات نحيا فى الترنم والتسبيح إلى الأبد.
- فى المساء عير سنحاريب الأشورى شعب الله، فكانوا فى حزن وبكاء، وفى الصباح تخلص اليهود من الأشوريين، إذ وجدوهم جثثاً بعد أن قتلهم الملاك، أما الباقون فهربوا. وفى المساء حزن حزقيا الملك لمرضه الذى سيؤدى إلى وفاته، وفى الصباح أعطاه الله عمراً جديداً لمدة خمسة عشر عاماً (أش36-39).
? لا تنسى محاسبة نفسك فى كل ليلة، وعلى قدر ما تندم على خطاياك يعطيك الله رجاءً، ويغفر لك خطاياك، فتبدأ بعد هذا بنشاط روحى كبير.
(3) طلب الله المخلص وتسبيحه (ع6-12):
ع6: 6- و أنا قلت في طمأنينتي لا أتزعزع إلي الأبد.
- داود يعبر عن طمأنينته فى حياته القديمة، عندما كان يرعى الغنم، فشعر بيد الله معه، وقتل الأسد والدب. وعندما رأى جليات لم ينزعج وظل مطمئناً، وخرج له وقتله.
- آدم أيضاً كان يحيا مطمئناً فى الجنة مع الله، متمتعاً بعشرته، وكان بعيداً عن الخطية، فشعر أنه يحيا بهذه الطمأنينة إلى الأبد.
- شعر حزقيا الملك بطمأنينة عندما شفاه الله من مرضه، وأطال حياته، ولكنه بكبرياء فتح خزائنه؛ ليُرى عظمته للبابليين الذين أتوا لتهنئته بالشفاء، ففقد سلامه، وغضب الله عليه، وتم سبى أولاده بعد موته بسنوات (2مل20: 13).
- لعل داود فى تهاونه عندما صعد إلى سطح منزله شعر بطمأنينة زائفة، فسقط فى الزنا مع امرأة أوريا الحثى (2صم11: 1-5). ولعله أيضاً تكبر عندما أحصى الشعب فجاء عقاب الله له بالوباء.
ع7: 7- يا رب برضاك ثبت لجبلي عزا حجبت وجهك فصرت مرتاعا.
- إن داود يعلن أن سبب قوته وعزه، هو رضا الله عنه. وإن كان الجبل يرمز للقوة والثبات، فداود يعلن أن جبله، أى حياته، صارت ثابتة وقوية برضا الله عنه. وهو بهذا يرجع الفضل فى ثبات مملكته وانتصاراته الكثيرة إلى رضا الله عنه. فداود يعلن هنا رجوعه إلى الله، واتكاله عليه، وليس على قوته الشخصية، التى بسببها سقط فى خطايا الكبرياء والزنا وإحصاء الشعب.
- فى نفس الوقت يوضح داود اهتمامه برضا الله عنه، فعلى قدر ما يحفظ وصاياه، ويخضع له، يثبت فى حياته الروحية وفى مملكته وقيادته للشعب وانتصاراته على الأمم.
- إن ثبات الجبل ينطبق أيضاً على مملكة بنى إسرائيل وعاصمتها أورشليم التى كانت مبنية على خمسة جبال، فإن أرضت أورشليم الله، فهو يثبتها فتصير عظيمة وتخضع لها الأمم. أما إن عصت وصاياه تؤدب بالسبى وتخضع للأمم، ثم إن عادت إليه بالتوبة يعيدها من السبى، ويثبتها ثانية.
- يعلن داود أنه محتاج لرعاية الله الدائمة، فإن تخلى عنه الله، وحجب وجهه يصير فى خوف وذعر، ويغلبه أعداؤه، فهو يعلن احتياجه الدائم لرعاية الله التى هى سبب قوته. وهكذا كل أولاد الله وكنيسته تعلن حاجتها الدائمة لرعايته؛ لتحيا أمامه. من أجل هذا أيضاً رفض موسى أن يتخلى الله عن شعبه، عندما سقط فى عبادة العجل الذهبى، ومن أجل تمسك موسى بالله، سامح الله شعبه وقادهم فى البرية
(خر33: 15-17).
ع8: 8- إليك يا رب اصرخ و إلى السيد اتضرع.
- إذ آمن داود أن حياته هى فى رضا الله، وإذا أبعد وجهه عنه يفزع ويرتاع، صرخ إلى الله؛ لأنه هو عونه الوحيد، وفيه يجد حياته.
- إن الصراخ ليس بارتفاع الصوت، ولكن بتوسل القلب والدموع والتمسك بالله؛ لهذا يسمع الله ويهتم ويعتنى، بل ويرفع أيضاً أولاده.
- إن التضرع إلى السيد يبين اتضاع داود ولجاجته، فهو يشعر أنه عبد يترجى سيده، ويتضرع إليه من عمق قلبه؛ لينقذه. والله ينظر إلى صلاة المسكين والمتضع، ويسرع إليه.
ع9: 9- ما الفائدة من دمي اذا نزلت الى الحفرة هل يحمدك التراب هل يخبر بحقك.
- إن داود يعاتب الله بدالة البنوة ويقول له، لماذا تتركنى ولا تسمع صراخى؟ لأنه بدونك سأهلك، وتنتهى حياتى بوضعى فى الحفرة، أو التراب، أى القبر، وأخسر بنوتى لك، وتمتعى بعشرتك إلى الأبد فى الملكوت. فهو بهذا يستحث الله أن يسرع إليه لينقذه من كل خطية، ويسنده فى حياته على الأرض.
- إن داود يعاتب الله أيضاً، ويطلب منه الإسراع لنجدته؛ لأنه يريد أن يسبح الله، ويظل يسبحه إلى الأبد فى الملكوت. ولكن إن مات وهو بعيد عن الله، فسيفقد القدرة على تسبيح الله، وتسبيح الله هو أمل حياته.
- إن الذين لا يصلون ولا يسبحون الله هم فى نظر الله أموات، رغم أنهم فى الظاهر أحياء يتحركون على الأرض، ولكن صفة الأحياء هى الصلاة والتسبيح. وعلى قدر الاهتمام بالصلاة يكون الإنسان حياً.
- إن الإنسان الروحى يشكر الله دائماً، ويخبر بأمانة الله وحقه؛ لأنه يحب الله. وعندما يخبر بأمانة الله ويسبحه، فهو بهذا يدعو الآخرين إلى محبة الله الأمين فى رعايته ومحبته لأولاده.
- إن المسيح يقول لكل الخطاة الذين رفضوا الإيمان به، ما المنفعة فى موتى على الصليب ونزولى إلى القبر، أى الحفرة ؟ فإنكم لم تستفيدوا بموتى عنكم، وصرتم أيها الخطاة موتى، أى تراب، لا تصلون، ولا تسبحون، ولا تخبرون بحقى.
ع10: 10- استمع يا رب و ارحمني يا رب كن معينا لي.
- استمر داود فى صلواته أمام الله؛ لشعوره أنه ملجأه الوحيد. فيكرر طلبه هنا من الله أن يسمع صلاته، وبهذا يطمئن داود، بل وينتظر من الله أن يجيبه ويشعره برعايته، فيفرح قلبه.
- طلب داود الرحمة يبين اتضاعه، واعترافه بخطاياه أمام الله، وأنه محتاج لرحمة الله حتى يعيش. وعلى قدر توبة داود، واتضاعه ينال مراحم وفيرة، مهما كانت خطاياه.وهكذا يرى داود المسيح ليس ديانا، بل شفيعاً وغافراً للخطايا.
- رغم خبرات داود الكثيرة لكنه يثق أن لا نجاح له إلا بمساندة الله ومعونته، فهو يطلب دخول الله فى كل تفاصيل حياته، وبهذا يتمتع بعشرته، ويضمن سلامة طريقه، ونجاحه فى كل خطواته، وهذا يدفعه إلى شكر الله الدائم، فيتمتع بالفرح الحقيقى.
ع11، 12: 11- حولت نوحي إلى رقص لي حللت مسحي و منطقتني فرحا.
12- لكي تترنم لك روحي و لا تسكت يا رب الهي إلى الأبد أحمدك
منطقتنى : ألبستنى منطقة، والمنطقة هى ما يلبس على الوسط ويمتد إلى أعلى الفخذين.
- بتقديم داود توبة، وطلبه مراحم الله، نال غفرانه، ومسح الله دموعه، فتحول بكاؤه إلى فرح ورقص روحى، أى بهجة قلب. ففى التوبة يمتزج الحزن والفرح معاً فى آن واحد بشكل عجيب، فيغطى الفرح الدموع، وتذوب مشاعر الندم بين يدى الله الحنون الغافر.
- كان داود فى تذللـه أمام الله قد لبس المسوح، وهى ملابس خشنة تعلن ضعفه وتقشفه عن العالم، وطلبه الله. وعندما استمر فى الصوم والصلوات، مد الله يده، وخلع عنه ثياب التذلل، وألبسه ثياب الفرح. وقد شدده بالفرح؛ لأن المتمنطق على الوسط يبين التشدد، والاستعداد للانطلاق، فقد امتلأ قلبه فرحاً، وأصبح مستعداً لكل عمل صالح، ولكل خدمة باذلة. أى مملوء رجاءً، واستعداداً لإسعاد الآخرين.
- أمام أعمال الله العظيمة التى رآها داود فى نفسه عبَّرت روحه عن فرحها بالترنيم والتسبيح، بعد سكوتها مدة طويلة؛ لحزنها على خطاياها. وهكذا عادت الحياة إلى روحه؛ لأن الصلاة والتسبيح هما لذة الحياة.
- تظهر فى النهاية دالة داود عند الله، فهو يشعر ببنوته لله، ويناديه يا إلهى، فهو يشعر أن الله هو سيده وإلهه والمسئول عنه، فيسبحه على أعماله، ليس فقط فى هذه الحياة، بل وإلى الأبد. وذلك يبين إيمان داود بالحياة الأخرى بعد الموت، وبثقته فى محبة الله، الذى يهبه أمجاد الملكوت.
- إن حمد داود لله إلى الأبد، يدل على فرحه بالله مخلصه، وشكره له على كل ما يمر به فى حياته.وأن هذا الفرح يدوم إلى الأبد.
? اهتم بالصلاة فى كل حين؛ حتى ترى الله الأب الحنون، والغافر لخطاياك، فتتشجع مهما سقطت، وتفرح بمحبة الله وتشكره على الدوام.