الله نصيبى
مذهبة لداود
” أحفظنى يا الله لأنى عليك توكلت ..” (ع1)
مقدمة :
- كاتبه: داود النبى وقد شهد بذلك أيضاً العهد الجديد(أع2: 25-31؛ 13: 35).
- متى قيل ؟
عندما كان داود هارباً من وجه شاول، فأخبر جواسيس شاول بمكان داود وأسرع إليه بجيش كبير، ليقبض عليه، ووصل إليه. وكان يفصل بينهما جبل، وصلى داود، فأتى إلى شاول من يخبره عن هجوم الفلسطينيين على البلاد، فترك داود وذهب ليحارب الفلسطينيين (1صم23: 19-29).
- نرى فى عنوان هذا المزمور “مذهبه” وفى الترجمة السبعينية “مذهبه على عامود” ومعنى هذا العنوان أن المزمور كان يكتب بالذهب على عمود، أو نصب تذكارى؛ فالنصب التذكارى يقام للدلالة على النصرة.
- يعتبر هذا المزمور من المزامير المسيانية، فإن كان المزمور الثانى “لماذا ارتجت الأمم” يتحدث عن أزلية المسيح، ثم ولادته فى ملء الزمان، والمزمور الثامن “أيها الرب سيدنا ..” يتحدث عن المسيح المتجسد، الذى يمجد الإنسان، فهذا المزمور يحدثنا عن كيف يمجد المسيح القائم الإنسان.
- هذا المزمور يتكلم عن قيامة المسيح وبالتالى قيامة الإنسان فى المسيح، ليحيا معه فى الملكوت وهو على الأرض حتى يصل إليه فى السماء.
- يصلى هذا المزمور فى صلاة باكر تحت رقم 15 ولأنه يتكلم عن القيامة، فهو يناسب هذه الساعة التى ترمز لقيامة المسيح فى الفجر.
(1) الاكتفاء بالله (ع1-6):
ع1: 1- احفظني يا الله لاني عليك توكلت.
- يبدأ هذا المزمور بالصلاة، فيطلب داود من الله أن يحفظه من الأخطار والموت، إذ أن داود تعرض كثيراً لمطاردة شاول له، بالإضافة إلى حروبه مع الأعداء، ثم هروبه من أمام ابنه أبشالوم.
- هذه الآية نبوة عن المسيح الذى يتكلم باسم الكنيسة، فيطلب من الآب أن يحفظه؛ لأنه اتكل عليه (عب5: 7 ؛ يو17).
- يظهر هنا إيمان داود بالله فى اتكاله عليه، فلا يضطرب مهما أحاطت به الأخطار، فهو واثق أنه قادر أن يحفظه.
ع2: 2- قلت للرب انت سيدي خيري لا شيء غيرك.
- إن داود يشعر أن الله هو فقط ربه وسيده وهى نبوة عن المسيح الذى يتكلم مظهراً ناسوته، فيقول لله سيدى؛ لأن المسيح بتجسده أخذ صورة عبد، فيناسبه لفظ سيدى.
- يرى داود أن الله هو مصدر خيراته، فلا يترجى سواه، ويشعر بكفايته فيه، أما العالم بكل مباهجه، فلا يستطيع أن يشبعه.
- فى الترجمة السبعينية يقول “لا تحتاج إلى صلاحى” فصلاح داود هو من الله، وهو إعلان من داود أنه لا يعتمد على صلاحه، أو قوته، أو أية إمكانيات لديه، بل يعتمد على الله وحده مصدر كل خير وقوة. وهذا يظهر اتضاع داود.
- إن الله هو خير داود، ليس فقط بعطاياه، بل الله نفسه بحبه هو خير داود، يتأمل فى شخصه ويسبحه ويفرح بعشرته.
ع3: 3- القديسون الذين في الأرض و الافاضل كل مسرتي بهم.
الأفاضل : أى الفضلاء وهم الذين يتميزون بالفضائل.
- تظهر محبة داود للقداسة والفضيلة فى محبته للقديسين، أى الذين يقدسون حياتهم وقلوبهم لله. والأفاضل الذين يسعون لاقتناء الفضائل، ويقصد بهم كل المؤمنين، الذين يسعون فى طريق البر، أى شعب الله. فيتشجع بصحبتهم ويشجعهم. إن داود يحب القداسة والفضيلة، لذلك يرتبط بمحبيها فهو القائل “ما أحسن وما أجمل أن يسكن الإخوة معاً” (مز133: 1).
- إن كانت هذه الآية نبوة عن المسيح، فيُظهر المسيح هنا أن مسرته وشهوته وفرحه بأولاده، الذين يسعون فى طريق القداسة.
- فى الترجمة السبعينية، أى الأجبية يقول “أرضه” أى القديسون يعيشون فى أرض الله، فهو إحساس من أولاد الله، أن حياتهم متكلة على الله وفى حمايته ويحيون له، لذلك يفرح بهم الله، فهم يفرحون بحياتهم فى الله، والله يفرح باتكالهم عليه. والترجمة السبعينية تقول “صنع فيهم كل مشيئته”، أى أن القديسين سلموا حياتهم لله واتكلوا عليه، فتمم الله مشيئته فيهم.
ع4: 4- تكثر اوجاعهم الذين اسرعوا وراء اخر لا اسكب سكائبهم من دم و لا أذكر اسماءهم بشفتي.
- يُظهر داود فساد طريق الأشرار غير المؤمنين، الذين يعبدون آلهة أخرى غير الله، ويعلن أن أوجاعهم كثيرة، ويقصد المتاعب الجسدية والروحية، التى تصيبهم؛ لأن الله تخلى عنهم. ولعلهم إذا آمنوا يتوبون ويرجعون إلى الله.
- هؤلاء الأشرار يرمزون إلى كل من يعتمد اليوم على قوى العالم من أموال وشهوات، أو مراكز، ولا يتكل على الله، فتصيبه المتاعب النفسية والروحية، وحتى لو كسب فى البداية بعض الماديات، لا يستطيع أن يتمتع بها نتيجة اضطرابه.
- يعلن داود بوضوح أنه لا يشترك مع هؤلاء الأشرار الذين يعبدون الأوثان فى أية ذبائح ولا يسكب دمائها أمام الآلهة الغريبة، أى أن أولاد الله اليوم لا يتعلقون بالشهوات، ولا يشتركون مع محبيها، بل يتكلون على الله.
- وداود أيضاً، ليحمى نفسه من الشر لا يذكر أسماء هؤلاء الأشرار ولا آلهتهم بشفتيه؛ حتى لا يتعلق قلبه، أو يشوش فكره بالشر.
- إن الله يعلن على لسان داود أنه لا يحل ولا يبارك العبادات الوثنية وسكب دماء ذبائحهم، وهو يرفض هؤلاء الأشرار ولا يذكر أسماءهم، أى أنه لا مكان لهم فى السماء معه.
- اضطر داود أثناء مطاردة شاول له أن يلتجئ إلى مدينة جت الفلسطينية وإلى بلاد موآب (1صم27: 3؛ 22: 3، 4) وعاش فترة فى وسطهم، هروباً من شاول، لكنه لم يشترك فى عبادتهم الوثنية؛ فيبرر نفسه من ذلك بقوله “لا أسكب سكائبهم من دم”.
ع5: 5- الرب نصيب قسمتي و كاسي انت قابض قرعتي.
- من ناحية أخرى يعلن داود إيمانه بالله ونظره إلى السماء، حيث ميراثه الأبدى والله أيضاً هو كأسه، أى كل ما يسمح به الله له من آلام، أو بركات. وإن كان قد خسر شيئاً من الماديات بمطاردة شاول، أو غيره له، فالله سيعوضه عنها، ويردها له؛ لأنه قابض قرعته، أى ميراثه ليس فقط فى هذا العالم، بل ببركات عظيمة فى السماء.
- إن أخذنا هذه الآية كنبوة عن المسيح، نجد أن المسيح يقول للآب أن ميراثه فيه، فهو يعلن كإنسان أن رجاءه ليس فى الأرض، بل فى السماء.
ويقبل كأس الآلام التى يسمح بها له الآب، أى الموت على الصليب، ويفرح بإتمام خلاص البشرية.
والآب سيرد له ميراثه، إذ هو “قابض قرعتى”، أى يحفظ لى ميراثى ويعنى خلاص نفوس البشر فيؤمنون بالمسيح، ويفرح بخلاصهم. أى أن ميراث المسيح هو كنيسته التى اقتناها بدمه.
- نرى داود لا يفرح بكونه ملكاً على الأرض، بل يفرح بأن الله نصيبه وقرعته.
ليتك تركز على محبتك للمسيح، فهو أغلى شئ فى الوجود، وعندما ترتفع إلى السماء لن يجذبك إلا جماله، فتتأمل فيه إلى الأبد، لذا فاهتم اليوم بالصلاة والتسبيح والتأمل.
ع6: 6- حبال وقعت لي في النعماء فالميراث حسن عندي.
حبال : جمع حبل ويقصد به حبل القياس الذى تقاس به مساحات الأراضى قديماً.
النعماء : الحالة الحسنة وهى مأخوذة من نعمة والمقصود الأرض الخصبة.
- يتكلم داود بثقة بعد أن اتكل على الله، معلناً أن عطية الله له فى الأرض ستكون أرضاً جيدة وحسنة، ويقصد أن الله سيوفر له احتياجاته ويعطيه عطايا مادية وفيرة.
- الميراث الأفضل والعطية الإلهية لداود هى مكانه فى السماء، فى الأرض الجديدة، فهى أحسن من كل ما على الأرض.
- إن داود يتمتع بالله هنا على الأرض، فيعطيه عطايا روحية هى سلام قلبى وفرح، فعطايا الله له وفيرة وحسنة.
- إن كان داود يعبر بلسان كل إنسان روحى أن ميراثه هو الله نفسه وهذا هو أعظم شئ فى الوجود، فالله أيضاً يفرح بامتلاك قلب داود وكل مؤمن. فهذه النفوس هى ميراث الله التى يهبها عطايا بلا حصر فى الأرض وفى السماء، وميراث الله هم القديسون، الذين أحبوه بكل قلوبهم.
- يقول “حبال وقعت لى”، أى أنها اختيار إلهى ونعمة مجانية من الله، وبالتالى فهى عطية غالبة تملأ القلب فرحاً.
- إذا نظرنا فى الآيات من 1-6، نفهم أن من يتكل على الله ويرفض شهوات العالم والآلهة الغريبة يكون نصيبه هو الله، فيحيا مطمئناً فى الأرض وفى تمتع عظيم فى الأبدية. والعكس صحيح، فمن يختار لذات العالم يحرم من عشرة الله وملكوت السموات.
(2) الله واهب البركات (ع7-11):
ع7: 7- ابارك الرب الذي نصحني و ايضا بالليل تنذرني كليتاي.
- شعر داود بنعمة الله عليه فى إرشاده طوال اليوم إلى الحق؛ ليسلك باستقامة، فشكر الله وباركه؛ لأنه ينصحه ويهديه.
إنه عمل الروح القدس الذى عمل فى العهد القديم بشكل جزئى، وفى العهد الجديد على الدوام فى قلب كل مؤمن فى الكنيسة.
- الشكر والتسبيح ومباركة الله تثبت الإنسان فى علاقة قوية مع الله وتفيض عليه ببركات أوفر، فيسمع صوت الله أوضح ويرشده فى كل خطواته.
- إن داود لا يمل من الصلاة، فهو يصلى طوال النهار وفى الليل أيضاً، بل يجلس ليتأمل أعمال الله معه طوال النهار وحينئذ يسمع صوت الله من أعماقه، التى ترمز إليها كليتاه. فهو منتبه طوال النهار عن طريق الشكر، وكذلك فى الليل يراجع نفسه، فيسمع أيضاً صوت الله وبهذا يبتعد عن الخطية نهاراً وليلاً.
- الليل فرصة يحاسب فيها داود نفسه على أخطائه طوال النهار، ويرشده الله من داخله وينذره ليتوب عن خطاياه، حتى أنه كان يبكى ويعوم سريره بدموعه، كما يذكر فى (مز6).
- الليل يرمز لظلمة الخطية وأثناءها يحرك الله أعماق الإنسان، فتنبهه للتوبة والرجوع إلى الله.
- يظهر فى هذه الآية عمل الروح القدس، فهو ينصح داود وكل مؤمن خاضع لله أثناء النهار، وفى الليل يرتفع صوته ويسمعه الإنسان بوضوح فى شكل إنذارات قوية للأخطاء التى حدثت أثناء النهار وتجعله محترساً طوال الليل، فهو فى حماية الروح القدس، ولذا يحيا باستقامة.
- عمل الكلية فى الجسم هو تنقية الدم من السموم؛ لذا استعارها داود؛ لتعبر عن عمل الروح القدس فى أعماق الإنسان، لينقيه من كل خطية ويقوده للتوبة.
ع8: 8- جعلت الرب امامي في كل حين. لأنه عن يميني فلا اتزعزع.
- يرى داود أن حياته لا تكون بدون وجود الله أمامه؛ لذا فقد سعى حتى يتذكر أن الله أمامه دائماً؛ ليقوده فى كل خطواته.
- نفهم من كلمة “جعلت” أهمية إرادة الإنسان، فلابد أن يجاهد؛ ليذكر نفسه بوجود الله وحينئذ ينعم عليه الله بالإحساس بالحضرة الإلهية. هكذا شعر إيليا أيضاً حينما قال “حى هو الرب إله إسرائيل الذى وقفت أمامه” (1مل17: 1)، وكذلك يوسف الذى شعر بحضرة الله، فلم يقبل الخطية مع امرأة فوطيفار (تك39: 9). ولذا نقول فى القداس الإلهى إهدنا يا رب إلى ملكوتك، وفى الأصل القبطى نجد المعنى أدق وهو “خذ طريقاً أمامنا إلى الداخل إلى ملكوتك” أى أن الله هو القائد المستمر للمؤمن فى كل خطوات حياته، حتى يوصله إلى الملكوت.
- إذ يشعر داود بوجود الله معه، مسانداً له ويقول عن يمينه، أى معطياً إياه كل القوة فبالطبع لا يتزعزع، مهما اضطربت الدنيا حوله.
- إن الله أمامى، أى مرشدى وعن يمينى، أى سندى، فالله هو كل شئ فى حياتى ومعى فى كل حين، فلا أتزعزع.
- هذه الآية هى أيضاً نبوة عن المسيح، الذى أكمل خدمته على الأرض، جاعلاً الآب أمامه وعن يمينه، بل هو فى الآب والآب فيه؛ لذلك لم يتزعزع من اضطهاد له واحتمل كل آلام الصليب من أجلنا. فالآب عن يمين الإبن والإبن عن يمين الآب (مر16: 19)؛ لأن الاثنين متساويان فى الجوهر.
ع9: 9- لذلك فرح قلبي و ابتهجت روحي. جسدي ايضا يسكن مطمئنا.
- إن كان الله أمام داود دائماً، فبالطبع يكون فى فرح وسلام عجيب على الدوام.
- إن القلب يرمز للمشاعر وأعماق الإنسان، ففرح القلب هو الفرح الحقيقى الثابت. وروح الإنسان تتعلق بالله مشبعها فتبتهج وحينئذ يشعر داود أن جسده فى هدوء يخلو من كل قلق واضطراب.
- إن جسد داود يسكن مطمئناً، أى يستقر فى سلام، وروحه متهللة فى داخله؛ لأنها تتمتع برؤية الله وعشرته.
- جسد داود يسكن مطمئناً، أى يرقد فى القبر مطمئناً؛ لأنه ينتظر الفردوس والملكوت. والترجمة السبعينية التى فى الأجبية أوضح فتقول “جسدى أيضاً يسكن على الرجاء”، والمقصود هو رجاء القيامة.
- إن كان المسيح هو المتكلم، أى أن هذه نبوة عن المسيح، فهو يشعر أنه أكمل جهاده واحتماله الآلام على الأرض وثباته فى الآب الذى أمامه وعن يمينه (ع8). فالآن فى هذه الآية يفرح بعد أن مات على الصليب بأنه أتم الفداء وخلاص البشرية وجسده يرقد متحداً بلاهوته، مطمئناً فى القبر على رجاء قيامته فى اليوم الثالث، عندما يتحد جسده النورانى بروحه المتحدة باللاهوت، ثم يظهر لتلاميذه.
ع10: 10- لأنك لن تترك نفسي في الهاوية لن تدع تقيك يرى فسادا.
- بإيمان ورجاء ثابت يعلن داود أن الله لن يترك نفسه فى الجحيم (الهاوية)، بل هى فترة مؤقتة بعدها ينتقل إلى الفردوس، عندما يتمم المسيح الفداء على الصليب، فداود يرى المواعيد من بعيد ويُحييها (عب11: 13).
- داود الذى يخاف الله يؤمن أنه لن يرى الفساد الدائم، أى العذاب الأبدى.
- هذه الآية أوضح آية عن المسيح، الذى لن تبقى نفسه فى الهاوية، بل نزل فقط إلى الجحيم وأصعد آدم وبنيه إلى الفردوس، بعد أن قيد الشيطان بالصليب. وكذلك كلمة “تقيك” يقصد بها المسيح، الذى شابه الإنسان فى كل شئ ما خلا الخطية وحدها، لن يرى جسده فساداً فى القبر بل يحفظه اللاهوت المتحد به حتى يقوم فى اليوم الثالث.
- تظهر فى هذه الآية محبة الله، الذى يبارك خائفيه ويكللهم بالأمجاد فى السماء. ويدلل الله على محبته للقديسين، بحفظ أجساد بعضهم بلا فساد حتى اليوم، مثل جسد القديس الأنبا بيشوى.
- استخدم بطرس كلمات هذا المزمور فى عظته يوم الخمسين، عندما آمن واعتمد ثلاثة آلاف نفس (أع2: 25-31).
ع11: 11- تعرفني سبيل الحياة امامك شبع سرور في يمينك نعم إلى الأبد.
- إذ اطمأن داود لوجود الله معه وأن نهايته ستكون مع الله فى النعيم الأبدى، يشكر الله الذى عرَّفه ويعرفه الوسائل الروحية التى تعطيه الحياة مع الله، أى الصلاة والتأمل والحب للجميع.
- يشكر الله أيضاً، الذى يشبعه فلا يتعلق بالعالم، أو يتذلل له، فيكون ممتلئاً دائماً بالله وهذا بالطبع يعطيه السرور والفرح.
- يرى داود أنه ما دام معتمداً على الله الذى عن يمينه ومستنداً على قوته، لا على ذاته ولا على إمكانيات العالم، فيظل متمتعاً بنعيم عشرة الله على الأرض، ثم النعيم الأبدى بعد هذه الحياة.
- المسيح الذى قام ولم ير جسده فساداً، يقيم المؤمنين به ليحيوا معه فى حياة سامية وهم على الأرض، يعطيهم أيضاً بصعوده إلى السموات فرحاً ونعيماً معه إلى الأبد لا يعبر عنه ويفوق كل تخيل بشرى.
- نعم الله إلى الأبد معناها أن الله سيظل فى الملكوت يعطينا من فيض نعمه ويشبعنا، فالحياة فى السماء حية ومتجددة ونامية بشكل روحى يفوق عقولنا، فهى ليست مملة على الإطلاق، بل هناك فرح يفوق كل تخيلاتنا.
ذكر نفسك أن الله أمامك فى كل حين لتطمئن وتفرح وفى نفس الوقت تخافه، فتبتعد عن الخطية وتنمو كل يوم فى معرفته، حتى تنطلق إلى أمجاد لا ينطق بها فى السموات.