دعوة الكل لتسبيح الرب
“باركى يا نفسى الرب وكل ما فى باطنى ليبارك اسمه القدوس …ع1”
مقدمة :
- كاتبه : داود النبى كما يذكر عنوان المزمور.
- متى كتب ؟ فى نهاية حياة داود، أى فى شيخوخته، فيسبح الله، ويباركه من كل قلبه على أعماله معه، ومع شعبه.
- يرى البعض أن هذا المزمور نبوة عن تسبيح ومباركة شعب الله الراجع من السبى.
- يظهر هذا المزمور مشاعر داود وشعبه نحو الله أما المزمور التالى (مز104) فهو يشبه هذا المزمور فى تسبيح الله، وأن كليهما ينتهيان بعبارة “باركى يا نفسى الرب”، ولكن المزمور الأخير يعبر عن تسبيح الخليقة كلها لله.
- هذا المزمور نبوة عن بركات المسيا المنتظر، فلذا يعتبر من المزامير المسيانية.
- هذا المزمور ليتورجى كان اليهود يرددونه فى الهيكل، ومازالوا حتى الآن يتعبدون به.
- يناسب هذا المزمور كل إنسان يحب الله، ويود أن يشكره، فيعبر عن مشاعر محبة قوية لله.
- لا يوجد هذا المزمور فى صلاة الأجبية.
(1) لماذا نبارك الله ؟ (ع1-5):
ع1: بَارِكِي يَا نَفْسِي الرَّبَّ، وَكُلُّ مَا فِي بَاطِنِي لِيُبَارِكِ اسْمَهُ الْقُدُّوسَ.
- يدعو داود روحه لتسبح الله، فهو يشجع نفسه لتقوم بحماس، وتقف أمام الله، وتباركه، وتمجده على أعماله العظيمة، حتى لو كان داود قد مر بآلام، ولكن ينساها فى غمرة فرحه بتسبيح الله.
- يؤكد داود للمرة الثانية تسبيح الله، فينادى باطنه، ويقصد فكره ومشاعره؛ ليمجدا، ويباركا الله، أى بكل كيانه يسبح الله، فيتمتع بعشرته.
- يظهر معنى هذه الآية فى كلام المسيح عندما لخص الوصايا “تحب الرب إلهك من كل قلبك..” (مت22: 37).
ع2: بَارِكِي يَا نَفْسِي الرَّبَّ، وَلاَ تَنْسَيْ كُلَّ حَسَنَاتِهِ.
- يدعو داود نفسه لتشكر الله على بركاته ورعايته وكل أعماله معه. وهذا يؤكد أهمية الشكر الذى يفرح قلب الله.
- المؤمن بالله يشكره على إحساناته التى تكون في عطاياه، أو الضيقات التى تمر بالإنسان، فهى لتأديبه وإصلاحه؛ حتى تقربه إلى الله، وتنتشله من الشر، فلذا يشكر الله أيضاً عليها. هذه هى مشاعر داود، وكل من آمن واتكل على الله.
ع3: الَّذِي يَغْفِرُ جَمِيعَ ذُنُوبِكِ. الَّذِي يَشْفِي كُلَّ أَمْرَاضِكِ.
- أول شئ يستحق الشكر من الإنسان هو غفران الله لخطاياه، وبالتالى يهبه الحياة الجديدة. هذا ما يكمل فى المسيح المخلص فى سر الاعتراف، ولعل داود رآه بعين النبوة.
- العطية الثانية التى يشكر الله عليها هى شفاؤه من أمراضه، والمقصود الأمراض الروحية التى نتجت عن الخطية، بالإضافة للأمراض النفسية والجسدية. فالله قادر على شفاء كل الأمراض، ويستحق الشكر والتمجيد، فهو يعيد الإنسان إلى صحته الأولى؛ ليبدأ من جديد حياة نشيطة مع الله.
ع4: الَّذِي يَفْدِي مِنَ الْحُفْرَةِ حَيَاتَكِ. الَّذِي يُكَلِّلُكِ بِالرَّحْمَةِ وَالرَّأْفَةِ.
- يشكر داود الله الذى أنقذه من يد شاول وأبشالوم، وفدى حياته، أى أنقذه من الموت، وألبسه إكليل عظيم برحمته، ورأفته عندما توجه ملكاً على شعبه، بل أعطاه نصرة على أعدائه. وأكثر من هذا أعطاه عشرة روحية، وتمتع بحضرة الله.
- هذه الآية نبوة عن المسيح الفادى، الذى بموته على الصليب فدانا من “الحفرة” أى الهاوية والجحيم التى نسقط فيها بسبب خطايانا. وكللنا بمراحمه ورأفاته بإكليل النصرة على الخطية والشيطان. وهذا عربون لإكليل المجد الأبدى في الملكوت.
- المسيح يفدى أولاده من مؤامرات الأشرار في كل جيل، ويحفظهم بالإيمان، بل يهبهم أكاليل الإستشهاد، والبتولية، والرهبنة، والخدمة، والكهنوت؛ كل هذا بمراحمه ورأفاته كهبة حب مجانية لهم.
ع5: الَّذِي يُشْبعُ بِالْخَيْرِ عُمْرَكِ، فَيَتَجَدَّدُ مِثْلَ النَّسْرِ شَبَابُكِ.
- يشكر أيضاً داود الله في النهاية على الخيرات الكثيرة التى أعطاها له. ويقصد بالخيرات كل العطايا المادية، وبالأحرى الروحية، فيشكره على حفظه له، وعلى إشباعه بالماديات، وعلى الملك، ويشكره، بالأكثر على معرفته له، واختياره في حياته، وتمتعه بعشرته، وهذا ما ينبغى أن يفعله كل إنسان روحى.
- النسر عندما يصل إلى سن الثلاثين تضعف مخالبه، ومنقاره ويلتصق ريش جناحيه بجسده ويكون معرضاً للموت، إذ لا يستطيع أن يقتنص فريسته ويعجز عن الطيران. وهنا يلزمه أن يجدد قوته ليواصل الحياة، فيطير إلى أعلى الجبل ويمكث هناك مدة مئة وخمسين يوماً؛ أى خمسة شهور يكسر فيها مخالبه مرة، ثم الثانية بضربها في الصخر، وكذلك منقاره، فتنبت من جديد ولكن بقوة، وينتف ريشه القديم، فينبت غيره ريشاً قوياً غير ملتصقاً بجسده، ويتحمل كل هذه الآلام ليواصل حياته ثلاثين سنة أخرى، أو أكثر؛ إذ يمكن أن يصل عمره إلى سبعين عاماً.
- يتمنى داود لنفسه عندما تقابل فتوراً روحياً وضعفاً أن تتجدد حيويتها وقوتها الروحية بالجهاد الروحى والألم. فتنطلق من جديد في حياة قوية مع الله، كما يفعل النسر. فتستطيع نفسه أن تحلق في سماء الفضائل، وترتفع عن الشهوات الأرضية. وهكذا يتمنى، ويسعى كل إنسان روحى.
- كما يحتمل النسر آلاماً كثيرة ليجدد شبابه، هكذا يلزم للإنسان الروحى أن يحتمل التجارب، وكذلك آلام الجهاد الروحى. وأيضاً الخادم يحتمل آلام الخدمة؛ ليتجدد الشباب الروحى، ويرتفع الإنسان في علاقته مع الله.
- هكذا نرى أن داود يتمنى لنفسه، ولكل مجاهد روحياً ستة أمور هى :
أ – غفران خطاياه.
ب – شفاء أمراضه الروحية والجسدية.
جـ- نوال الفداء من الخطية والعذاب الأبدى.
د – الحصول على إكليل الحياة مع الله وملكوت السموات.
هـ- الشبع بالخيرات الروحية، بالإضافة للجسدية.
و – تجديد مستمر للحياة الروحية.
شكر الله يثبت عطاياه لك، بل تفيض عليك بركات أكثر وأعماق فتحيا ممتلئاً بنعمة الله، متمتعاً بعشرته، وتختبر الملكوت على الأرض؛ حتى تصل إليه فى السماء.
(2) رحمة الله لأولاده (ع6-18):
ع6: اَلرَّبُّ مُجْرِي الْعَدْلِ وَالْقَضَاءِ لِجَمِيعِ الْمَظْلُومِينَ.
مجرى : أى يُجرى، ومعناها ينفذ ويجعل العدل والقضاء سارياً.
- الله يراقب كل المظلومين ويشعر بهم، ولابد أن يعطيهم حقهم، ولكن أحياناً يؤجل رفع الظلم عنهم؛ ليعطى فرصة للظالم أن يتوب، وللمظلوم أن يثبت في إيمانه، ولا يتعلق بالعالم. ولكن حتماً إن لم يأخذ المظلوم حقه في الأرض، فلابد أنه سيناله في السماء. وهذا أفضل جداً أن يتمتع تمتعاً عظيماً في الملكوت، عكس ما ينتظر الظالم، وهو العذاب الأبدى.
- إن كان المظلوم قد خسر ماديات، فإن التجأ لله يعوضه ببركات روحية ونفسية، وعلى العكس فإن الظالم يفقدها.
- المسيح إلهنا وفَّى العدل الإلهى على الصليب عنا، فرفع عنا خطايانا، وأعطانا الحرية والحياة الأبدية.
ع7: عَرَّفَ مُوسَى طُرُقَهُ، وَبَنِي إِسْرَائِيلَ أَفْعَالَهُ.
- إن طرق الرب التى عرفها لموسى هى وصاياه، وأفعاله لبنى إسرائيل هى قوته التى ظهرت فى إخراجهم من أرض مصر بالضربات العشر، وعبور البحر الأحمر. وكذلك عالهم وحفظهم فى البرية، وأدخلهم إلى أرض كنعان وتملكوها. فهنا يظهر عدله وقضاءه، بل ورحمته أيضاً. فإن كانوا قد احتملوا ظلماً فى مصر، فالله أنقذهم من العبودية، وعاقب الظالمين، ومتعهم بعشرته بسكناه فى وسطهم، بل أعطاهم أيضاً الأرض التى تفيض لبناً وعسلاً. وكان قد أعلن لهم بوضوح أن يحيوا بطرقه ويلاحظوا أفعاله عندما كلم موسى على الجبل (خر34: 6، 7).
- عرف موسى وبنى إسرائيل – من خلال أعماله معهم – طرقه، أى خطته للخلاص بتجسده وفدائه للبشرية. فكما حررهم بالضربات العشر، احتمل هو الصليب عنهم وفداهم. وكما عبر موسى والشعب البحر الأحمر، هكذا بالمعمودية ينال المؤمنون فى العهد الجديد الخلاص. وهكذا أيضاً الصخرة التى تعطى الماء ترمز للمسيح، والانتصار على عماليق يرمز للإنتصار على الشيطان.
ع8-10: 8- الرَّبُّ رَحِيمٌ وَرَؤُوفٌ، طَوِيلُ الرُّوحِ وَكَثِيرُ الرَّحْمَةِ. 9- لاَ يُحَاكِمُ إِلَى الأَبَدِ، وَلاَ يَحْقِدُ إِلَى الدَّهْرِ. لَمْ يَصْنَعْ مَعَنَا حَسَبَ خَطَايَانَا، وَلَمْ يُجَازِنَا حَسَبَ آثامِنَا.
- إن كان الله عادلاً فينصف المظلومين، وإذا أخطأوا، فهو عادل أيضاً حتى يجازيهم، لكنه يطيل أناته جداً؛ ليعطيهم فرصة للتوبة. وهو أيضاً كثير الرحمة إذا تابوا، فيقبلهم، ويسامحهم، بل يعوضهم عن كل ما خسروه؛ كما فعل مع أيوب، فبعد ما تاب عن البر الذاتى عوضه بضعف ما كان عنده (أى42 : 10). وكما سامح ابراهيم عن كذبه وضعفه أمام فرعون، والحال آناته عليه، وحفظ سارة من يد فرعون (تك20: 3-7). وكما أطال أناته على شعبه فى عصر القضاة، وعندما أذلهم الأعداء أرسل لهم قضاة، مثل جدعون وشمشون، وخلصهم من العبودية.
- الله لا يواصل عقابه للمخطئين، فيظهر كأنه حاقداً عليهم، فالمقصود بالحقد غضبه عليهم. ولكنه يؤدب أولاده؛ حتى يتوبوا، فيرحمهم، ويسامحهم.
ع11-13: 11- لأَنَّهُ مِثْلُ ارْتِفَاعِ السَّمَاوَاتِ فَوْقَ الأَرْضِ قَوِيَتْ رَحْمَتُهُ عَلَى خَائِفِيهِ.
12-كَبُعْدِ الْمَشْرِقِ مِنَ الْمَغْرِبِ أَبْعَدَ عَنَّا مَعَاصِيَنَا.13- كَمَا يَتَرَأَفُ الأَبُ عَلَى الْبَنِينَ يَتَرَأَفُ الرَّبُّ عَلَى خَائِفِيهِ.
- أولاد الله الذين يخافونه، فيبتعدون عن الخطية، وإذا أخطأوا يسرعون إلى التوبة. والذين يسعون نحوه دائماً ليحيوا بوصاياه، ويتزينوا بالفضائل، يخصهم الله فيعطيهم رحمة عظيمة، وقوية جداً، بل لا يمكن إدراك حجمها، إذ هى غير محدودة. فيشبهها بارتفاعها مثل ارتفاع السماء عن الأرض، وأيضاً مثل ابتعاد المشرق عن المغرب. إنه يبعد خطايانا عنا، ولذا فنحن نجحد الشيطان وخطاياه فى المعمودية نحو الغرب، أما الإعتراف بالمسيح فيكون نحو الشرق لنحيا له.
- السموات تظهر فيها رحمة الله، فهى تغطى الأرض من كل جانب، وتفيض فيها مراحمه؛ أى النور من الشمس والقمر والنجوم، والهواء الذى نستنشقه، والأمطار التى تروينا، وتسقى الزروع.
- يعلل كاتب المزمور رحمة الله العظيمة بأنها تأتى علينا من الله؛ لأنه أبونا، فهو يشفق علينا، وحتى إن أخطأنا يطيل أناته لنتوب. ولا يمكن أن نفهم حكمة أبينا المحب، الرؤوف، الذى يبدو فى تأديبه قاسياً، مع أنه رحيم يريد أن ينزع عنا خطايانا، ويرجعنا إليه. ويؤجل أحياناً بركاته، ثم يفيض بمراحم تفوق عقلنا. إن حكمته مرتفعة عنا جداً مثل السماء التى لا يمكن أن نفهم إلا القليل عنها، وعن حركة الكواكب، والنجوم فيها، والرياح، والضباب، فهى صعبة جداً عن فهمنا، فحقاً “ما أبعد أحكامه عن الفحص وطرقه عن الاستقصاء” (رو11: 33).
- إن الإبن الذى يحب ويخاف أباه، يثق فى أبوته، فيستسلم بين يديه، خاضعاً لمشيئته لأجل إيمانه بأن أباه يدبر له الخير؛ حتى لو لم يفهم الأمور التى تمر بحياته، أو الضيقات التى تحل به، لكنه فى كل حين مطمئن فى أحضان أبيه.
ع14-16: 14- لأَنَّهُ يَعْرِفُ جِبْلَتَنَا. يَذْكُرُ أَنَّنَا تُرَابٌ نَحْنُ. 15- الإِنْسَانُ مِثْلُ الْعُشْبِ أَيَّامُهُ. كَزَهَرِ الْحَقْلِ كَذلِكَ يُزْهِرُ. 16- لأَنَّ رِيحًا تَعْبُرُ عَلَيْهِ فَلاَ يَكُونُ، وَلاَ يَعْرِفُهُ مَوْضِعُهُ بَعْدُ.
- يستدر كاتب المزمور مراحم الله، فيعلن له أن الإنسان ضعيف، بل لا شئ أمام عظمة الله، ومعرض للخطأ كثيراً، ويشبهه بالتراب، وكذلك بالعشب الذى ينمو ويزهر، ثم تأتى عليه الريح القوية، فتنزعه، وتنثره فى كل مكان. ويقصد بالريح التجارب والموت. وحيث أن الإنسان ضعيف إلى هذه الدرجة، فهو محتاج لرحمة الله العظيمة لتسنده، وتسامحه وتقبله.
- إذا كان الإنسان ضعيفاً إلى هذه الدرجة، فينبغى عليه أن يتضع أمام الله، ويتكل عليه، بل يمسك به بإيمان فى كل خطواته؛ إذ هو محتاج دائماً لمساندة الله. ومن ناحية أخرى يشفق على من حوله من البشر، عندما يخطئون، ولا يدينهم، فيستحق مراحم الله.
ع17، 18: 17- أَمَّا رَحْمَةُ الرَّبِّ فَإِلَى الدَّهْرِ وَالأَبَدِ عَلَى خَائِفِيهِ، وَعَدْلُهُ عَلَى بَنِي الْبَنِينَ،
18- لِحَافِظِي عَهْدِهِ وَذَاكِرِي وَصَايَاهُ لِيَعْمَلُوهَا.
- إن رحمة الله ثابتة طوال الحياة، وإلى الأبد وسخية، وقوية، ولكنها لا تعطى إلا لمن يتمتعون بما يلى :
أ – مخافة الله التى تبعدهم عن الشر.
ب – المتمسكين بعهد الله ليحيوا له.
جـ- من يذكرون وصايا الله دائماً ليطبقوها فى حياتهم.
- كذلك عدل الله ينصف أولاده المظلومين، ويكافئهم عن كل تعبهم بسلام وفرح داخلى، وبركات كثيرة فى الحياة، ثم أمجاد الأبدية. كل هذا يعطى ليس فقط للبنين بل لابنائهم أيضاً الذين يحيون مثلهم كأولاد لله. وكذلك بنى البنين تعنى أعمال الإنسان، وجهاده الروحى، ومن أجل هذه الأعمال يبارك الله البنين، ويحفظهم بعدله، ويكمل عدل الله فى السعادة التى يهبها لأولاده فى الأبدية كمكافأة لهم على أعمالهم الصالحة.
إن كانت رحمة الله يا أخى وطول أناته عظيمة إلى هذه الدرجة، فهذا يدفعك للتوبة والسعى نحو كل عمل صالح. ولا تنزعج من حروب الشياطين وتقلبات العالم، ومخاوفه، فرحمة الله وعدله تسندك، فتسير بخطى ثابتة نحو الملكوت، متمتعاً برعاية أبيك الحنون.
(3) من يبارك الرب (ع19-22):
ع19: اَلرَّبُّ فِي السَّمَاوَاتِ ثَبَّتَ كُرْسِيَّهُ، وَمَمْلَكَتُهُ عَلَى الْكُلِّ تَسُودُ.
- إن عرش الله ومكانه فى السماء ثابت لما يلى :
أ – السماء تسمو عن الأرض بكل شهواتها، ومادياتها، فهى ترمز للروحانية.
ب – السماء ثابتة، وليست مثل الأرض المتقلبة، فالبشر متقلبون فى طباعهم، وتصرفاتهم.
جـ- السماء غامضة ترمز لوجود الله؛ لأنه غير محدود، ولا يمكن للعقل أن يدرك كل ما فيه.
- إن الله هو ملك الملوك، ومملكته تسود على كل البشر، فهو ضابط الكل، وخالق كل الخلائق، ومدبرها. ولذا فبالطبع ينبغى أن يخضع له البشر، ويطيعوا وصاياه.
ع20، 21: 20- بَارِكُوا الرَّبَّ يَا مَلاَئِكَتَهُ الْمُقْتَدِرِينَ قُوَّةً، الْفَاعِلِينَ أَمْرَهُ عِنْدَ سَمَاعِ صَوْتِ كَلاَمِهِ.21- بَارِكُوا الرَّبَّ يَا جَمِيعَ جُنُودِهِ، خُدَّامَهُ الْعَامِلِينَ مَرْضَاتَهُ.
- الله العظيم الساكن السموات تمجده الملائكة وهؤلاء يتميزون بما يلى :
أ – ينتسبون لله ومخصصون له (ملائكته).
ب – لهم قوة عظيمة تعطيهم قدرة على عمل خدمات كثيرة لله أعلى بكثير من قوة البشر.
جـ- المطيعون لأوامر الله، وخاضعون له.
- أيضاً يبارك الله جنوده وهم المؤمنين بالله على الأرض، فيشتركون مع الملائكة فى تسبيح الله، وخدمته، ويسعون لإرضائه بحفظ وصاياه، والبعد عن كل شر.
ع22: بَارِكُوا الرَّبَّ يَا جَمِيعَ أَعْمَالِهِ، فِي كُلِّ مَوَاضِعِ سُلْطَانِهِ. بَارِكِي يَا نَفْسِيَ الرَّبَّ
- فى الختام يطالب جميع أعمال الرب أن تباركه، وتسبحه من أجل عظمته. وأعمال الله تشمل ليس فقط الملائكة والبشر، بل أيضاً جميع الخلائق الحية والجامدة. فكلها بسيرها فى النظام الذى خلقه الله لها تسبحه. وقائد الخليقة الذى هو الإنسان يقودها فى التسبيح بطاعته لله، وصلواته.
- ينهى المزمور بأن ينادى نفسه أن تبارك الله وتسبحه، كما بدأ المزمور؛ أى أن حياة الإنسان من بدايتها إلى نهايتها ينبغى أن يملأها التسبيح والشكر لله، كما أن الأبدية كلها تسبيح.
إن أهم أعمالك على الأرض هو الصلاة وتسبيح الله الذى عندما تجيده تستحق أن تنضم إلى المسبحين السماويين، وتتمتع برؤية الله.