فرح المجاهدين
ترانيم المصاعد
“عندما رد الرب سبى صهيون …” ع1
مقدمة :
- كاتبه : غير معروف، فهو من المزامير اليتيمة الغير معروف كاتبها.
- زمن كتابته : عند الرجوع من السبى، سواء بعد السبى بقليل أيام زربابل، أو بكثير أيام عزرا ونحميا.
- يعتبر هذا المزمور ترنيمة للمسبيين الراجعين من السبى بفرح ليبنوا هيكل الله في أورشليم، ويعودوا لعبادتهم، وتقديم ذبائح لله.
- يناسب هذا المزمور كل تائب ومجاهد في طريق الحياة الروحية، فيتذكر تعزيات الله ويشكره، فيتشدد ليكمل جهاده.
- يشبه هذا المزمور مزمور 85، والأصحاح الحادى والثلاثين من سفر إرميا.
- يصلى هذا المزمور على الدرجة السابعة في طريق الصعود إلى هيكل الرب.
- يوجد هذا المزمور بالأجبية في صلاة الغروب؛ ليتذكر المجاهد الروحى عمل الله معه طوال النهار ليتعزى ويستكمل جهاده، ويقظته الروحية بقية النهار وأثناء الليل.
(1) الله العظيم المنتصر (ع1-3):
ع1: عِنْدَمَا رَدَّ الرَّبُّ سَبْيَ صِهْيَوْنَ، صِرْنَا مِثْلَ الْحَالِمِينَ.
- عند رجوع بنى إسرائيل من السبى إلى أورشليم كانوا فى فرح وتعجب لا يصدق؛ حتى ظنوا كأنهم فى حلم أثناء الليل، وهذا تعبير عن شدة فرحهم؛ لأن عمل الله كان فوق تخيل، ليس فقط اليهود، بل الأمم أيضاً التى سمعت برجوعهم.
- أيضاً التائب الراجع إلى الله بعدما يرفع عنه خطيته، ويعود لنقاوته، ويحيا فى عشرة الله يكون فى فرح لا يعبر عنه.
ع2، 3: حِينَئِذٍ امْتَلأَتْ أَفْوَاهُنَا ضِحْكًا، وَأَلْسِنَتُنَا تَرَنُّمًا. حِينَئِذٍ قَالُوا بَيْنَ الأُمَمِ: :”إِنَّ الرَّبَّ قَدْ عَظَّمَ الْعَمَلَ مَعَ هؤُلاَءِ”. عَظَّمَ الرَّبُّ الْعَمَلَ مَعَنَا، وَصِرْنَا فَرِحِينَ.
فرح بنو إسرائيل بأمر كورش الملك الفارسى أن يعودوا إلى أورشليم ليبنوا الهيكل. وبدأوا يستعيدون أشواقهم للعبادة فى بيت الرب، بل بدأوا يرنمون الترانيم الروحية التى تعود آباؤهم أن يقولوها أمام بيت الرب. وصاروا فى فرح عظيم شاهدته الأمم المحيطة بهم، فتعجبوا لعمل الله العجيب ، وصار فرح بنى إسرائيل كرازة بدون كلام للأمم؛ حتى يؤمنوا بالله القوى ، الذى فوق جميع الآلهة.
أطلب من الرب أن يساعدك في جهادك لتتخلص من خطاياك، فتسبحه وتمجده، وتحيا في فرح وسط آلام هذه الحياة، فتكون نوراً للعالم الذى يعانى من ضيقات كثيرة.
(2) إكليل المجاهدين (ع4-6):
ع4: ارْدُدْ يَا رَبُّ سَبْيَنَا، مِثْلَ السَّوَاقِي فِي الْجَنُوبِ.
- رجع المسبيون مع زربابل فى الرجوع الأول حوالى 50.000 شخصاً، ثم فى الرجوع الثانى مع عزرا حوالى 4000، أما الرجوع الثالث مع نحميا فكان عدداً محدوداً جداً. والباقون من اليهود فى السبى انشغلوا بالتجارة وأعمالهم ومشاريعهم، فلم تتحرك قلوبهم لعبادة الله فى هيكله، ولذا يصلى كاتب المزمور لله ليرد باقى المسبيين، الذين جفت قلوبهم من محبة الله، مثل السواقى الموجودة جنوب أورشليم فى نهاية مجارى مائية جافة طوال الصيف، أما فى فصل الشتاء فتحرك الرياح الدافئة الآتية من الجنوب السحاب، فتسقط الأمطار، وتملأ القنوات المائية فتحرك السواقى.
- المسبيون المشغولون بالتجارة والأعمال فى بابل يرمزون للمؤمنين فى كل جيل المشغولين بشهوات العالم، وقد جفت قلوبهم مثل مجارى المياه الجافة، فنطلب أن يحرك الله قلوبهم ليعودوا إليه، مثل سواقى الجنوب.
ع5، 6: الَّذِينَ يَزْرَعُونَ بِالدُّمُوعِ يَحْصُدُونَ بِالابْتِهَاجِ. الذَّاهِبُ ذَهَابًا بِالْبُكَاءِ حَامِلاً مِبْذَرَ الزَّرْعِ، مَجِيئًا يَجِيءُ بِالتَّرَنُّمِ حَامِلاً حُزَمَهُ.
- إن كان الفلاح يتعب فى إعداد الأرض، وبذر البذور والعناية بزرعه حتى يكبر، محتملاً أتعاباً كثيرة؛ حتى تسيل دموعه من كثرة الجهد الذى يقوم به، ولكنه يفرح فى النهاية عندما يحصد هذا الزرع ويجمعه كحزم.
- هذا الزارع يرمز للمجاهد الروحى الذى يتعب فى جهاده ضد الخطية، وسعيه لاقتناء الفضائل، ويثابر أياماً كثيرة، ولكن فى النهاية يفرح بالتأكيد عندما ينال بركات الله الروحية فى حياته، فيتمتع بالطهارة والسلام والفضائل الروحية، وفوق الكل عشرة الله التى هى عربون الفرح الدائم السماوى. فمن يتعب فى جهاده الروحى على الأرض ينال بالتأكيد نعمة الله فى أفراح الملكوت.
الله أعد لك إكليلاً عظيماً فى السموات، فليتك تنظر إليه مع بداية كل يوم لتجاهد الجهاد الحسن، وإن سقطت قم سريعاً وواصل جهادك، وثق أن نعمة الله ستساعدك لتنال إكليلك.