الصلاة الليلية في المقادس
ترنيمة المصاعد
“هوذا باركوا الرب يا جميع عبيد الرب …” ع1
مقدمة :
- كاتبه : غير معروف فهو من المزامير اليتيمة؛ لأنه لا يوجد اسم الكاتب في عنوان المزمور.
- متى كتب ؟ غير معروف بالتحديد، وقد يكون :
- في أيام داود، أو سليمان لتشجيع الكهنة واللاويين والمؤمنين على العبادة وتسبيح الله في هيكله.
- أيام نحميا الذى اهتم بإعادة وتنظيم الخدمة في هيكل الرب، وهو يشجع الكهنة واللاويين على التسبيح.
- هذا المزمور دعوة للكهنة واللاويين لتقديم العبادة المسائية، وهى ذبيحة المحرقة المسائية، والصلوات والتسابيح المقدمة في الهيكل، وذلك في (ع1، 2). ويرد عليهم رئيس الكهنة في (ع3) ويعطيهم البركة من الرب. فهو بالتالى مزمور ليتورجى تقدمه جماعة الكهنة واللاويين، والمؤمنين.
- توجد علاقة بين هذا المزمور والمزمور السابق له الذى يحدثنا عن عمل الروح القدس في المؤمنين، أما هذا المزمور فيحدثنا عن أثر الروح القدس النهائى وهو محبة التسبيح والوجود مع الله.
- يقدم هذا المزمور ويصلى على الدرجة الأخيرة من درجات الصعود إلى هيكل الرب، وهى الدرجة الخامسة عشر، حيث يصلون إلى الهيكل، ويدخلون إليه، ويقدمون الصلوات والتسابيح.
- يناسب هذا المزمور المؤمنين في كل وقت، وخاصة في الليالى لتشجيعهم على الصلاة والتسبيح.
- يوجد هذا المزمور بالأجبية في صلاة النوم، ومقدمة صلاة نصف الليل، حيث يدعو المصلين لتسبيح الله، والتمتع بالوجود أمامه بعد مشاغل النهار الطويل.
ع1: هُوَذَا بَارِكُوا الرَّبَّ يَا جَمِيعَ عَبِيدِ الرَّبِّ، الْوَاقِفِينَ فِي بَيْتِ الرَّبِّ بِاللَّيَالِي.
- يخاطب المزمور عبيد الرب الذين يحبون بيته، ويقفون أمامه للصلاة والتسبيح ومباركة الرب، وذلك في الليل حينما يهدأ الناس وينامون. ولكن الكهنة واللاويين والمؤمنين المحبين لله، يقدمون ذبيحة المحرقة المسائية، التى تعبر عن محبتهم لله، إذ تحترق كل الذبيحة لإرضائه، ويصحب تقديم الذبيحة الصلوات المعبرة عن محبتهم لله. والصلاة في الليل تعلن أن هؤلاء المصلين أحبوا الله أكثر من النوم وراحة الجسد، فقضوا جزءاً من الليل في الصلاة لتعلق قلوبهم به، مثل داود الذى قال “في منتصف الليل أقوم لأحمدك على أحكام برك”(مز119 : 62).
- إن كان في العهد القديم عند دخول الهيكل يلزم أن يكون الإنسان طاهراً، فبالأولى في العهد الجديد يلزم للإنسان أن يكون تائباً ونقياً؛ حتى يشترك في صلوات الكنيسة، وتسابيحها، سواء في القداسات، أو باقى الصلوات.
- بعض الناس أحبوا الله والصلاة والتسبيح في بيته، حتى أنهم عاشوا حياتهم ليلاً ونهاراً في التسبيح مثل حنة بنت فنوئيل (لو2: 36-37).
ع2: ارْفَعُوا أَيْدِيَكُمْ نَحْوَ الْقُدْسِ، وَبَارِكُوا الرَّبَّ.
- رفع اليدين في الصلاة يعنى :
أ – إعلان التوبة، وطلب النقاوة والغفران من الله.
ب – التضرع لله، وهذا معناه الاحتياج والاتضاع.
جـ- الإيمان بالله الذى نرفع إليه أيدينا، فهو منقذنا وسندنا الوحيد.
د – ربط الصلاة برفع اليدين يعنى استعدادنا للعمل، وليس فقط الكلام، أى نجاهد ونعمل كل ما في وسعنا للتخلص من خطايانا واكتساب كل فضيلة.
هـ- رفع اليدين يعنى علامة الصليب، كما رفع موسى يديه، فانتصر بنو إسرائيل على عماليق(خر17 : 11). فرفع اليدين هو التمسك بالصليب الذى يعطينا النصرة الروحية.
لذا يدعونا بولس الرسول في العهد الجديد إلى رفع أيادى طاهرة أمام الله في الصلاة (1تيمو2: 8).
- كان المؤمنون يصلون رافعين أيادى طاهرة وناظرين نحو القدس لخيمة الاجتماع، أو هيكل الرب، أى النظر نحو المكان المقدس، كما فعل دانيال (دا6: 10)، وكما نصلى نحو الهيكل الذى فى الشرق فى كنيسة العهد الجديد.
- رفع اليدين والنظر إلى القدس يصحبه مباركة الرب، أى التسبيح والشكر على كل ماعمله الله معنا طوال اليوم، أو طوال عمرنا.
ع3: يُبَارِكُكَ الرَّبُّ مِنْ صِهْيَوْنَ، الصَّانِعُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ.
- إذا كان كاتب المزمور يدعو الكهنة واللاويين، والمؤمنين لمباركة الرب فإنهم ينالون بركة بعد هذا في (ع3). وإن كان رئيس الكهنة هو الذى يدعو لمباركة الرب في (ع1، 2) فإنهم يردون عليه في (ع3). والخلاصة أن هذا المزمور يختتم ببركة تأتى من الرب للمصلين الواقفين في القدس في الليالى. وهذه البركة تعنى :
أ – الغفران الإلهى والنقاوة الممنوحة من الله للكهنة.
ب – التجديد الداخلى والامتلاء بالله.
جـ- يصير الإنسان نفسه بركة لمن حوله.
- أوصت الشريعة هارون وبنيه الكهنة بمباركة الشعب المؤمن بالله (عد6: 23-26).
- هذه البركة تأتى من الله صانع السماء والأرض، أى الذى بيده كل شئ، ويعطى هذه البركة من صهيون، أى من هيكله، أو من الكنيسة، أو من السماء. فهى بركة عظيمة بل و أسمى عطية في العالم. وهذا معناه أن هاك بركة خاصة في الكنيسة، ولكن الله يبارك أولاده أيضاً في كل مكان؛ لأنه خالق السموات والأرض.
ليتك تهتم بصلاتك كل يوم ليلاً؛ لتعلن محبتك لله، وتشكره على رعايته لك طوال اليوم، وتقدم توبة عن خطاياك، وتطلب نوماً هادئا بين يديه، حتى تصحو للتسبيح والصلوات.