عبادة الأوثان في هيكل الله
(1) تمثال الغيرة (ع1-4) :
1- وَكَانَ فِي السَّنَةِ السَّادِسَةِ، فِي الشَّهْرِ السَّادِسِ، فِي الْخَامِسِ مِنَ الشَّهْرِ، وَأَنَا جَالِسٌ فِي بَيْتِي، وَمَشَايِخُ يَهُوذَا جَالِسُونَ أَمَامِي، أَنَّ يَدَ السَّيِّدِ الرَّبِّ وَقَعَتْ عَلَيَّ هُنَاكَ. 2- فَنَظَرْتُ وَإِذَا شِبْهٌ كَمَنْظَرِ نَارٍ، مِنْ مَنْظَرِ حَقْوَيْهِ إِلَى تَحْتُ نَارٌ، وَمِنْ حَقْوَيْهِ إِلَى فَوْقُ كَمَنْظَرِ لَمَعَانٍ كَشِبْهِ النُّحَاسِ اللاَّمِعِ.
3- وَمَدَّ شِبْهَ يَدٍ وَأَخَذَنِي بِنَاصِيَةِ رَأْسِي، وَرَفَعَنِي رُوحٌ بَيْنَ الأَرْضِ وَالسَّمَاءِ، وَأَتَى بِي فِي رُؤَى اللهِ إِلَى أُورُشَلِيمَ، إِلَى مَدْخَلِ الْبَابِ الدَّاخِلِيِّ الْمُتَّجِهِ نَحْوَ الشِّمَالِ، حَيْثُ مَجْلِسُ تِمْثَالِ الْغَيْرَةِ، الْمُهَيِّجِ الْغَيْرَةِ.
4- وَإِذَا مَجْدُ إِلهِ إِسْرَائِيلَ هُنَاكَ مِثْلُ الرُّؤْيَا الَّتِي رَأَيْتُهَا فِي الْبُقْعَةِ.
ع1: يحدد ميعاد هذه الرؤيا، أنها في اليوم الخامس من الشهر السادس في السنة السادسة لسبى يهوياكين، الذى أخذت فيه بابل الملك يهوياكين إلى بابل، وأخذت معه كثير من الشباب اليهود عبيداً، ومنهم حزقيال النبى، الذى كان يبلغ من العمر وقتذاك خمسة وعشرين عاماً، أى أن هذه الرؤيا كانت بعد بدء حزقيال نبواته بأربعة عشر شهراً (ص1: 1). ولعلها تكون بعد نومه 390 يوماً على جنبه الأيسر وقبل نومه على جنبه الأيمن أربعين يوماً (ص4).
ويحدد مكان الرؤية وهو بيته، حيث كان جالساً مع شيوخ يهوذا، عند نهر خابور بشمال العراق. ولكى يرى هذه الرؤيا وقعت عليه يد الرب المذكورة في (ع3)، أى أخذته يد الرب ونقلته إلى أورشليم؛ ليرى هذه الرؤيا. والمفهوم أنها أخذته بالروح، بينما ظل جسده موجوداً بين الشيوخ في بيته عند نهر خابور. وقد تكون أخذته روحاً وجسداً ونقلته من بيته إلى أورشليم. وقد حدثت في الكتاب المقدس انتقال بالروح فقط، أو بالروح والجسد مثل ما حدث مع بولس الرسول (2كو12: 2).
ع2: حقويه : وسط الإنسان وما أسفله.
أول شئ رآه حزقيال، هو منظر الله بجبروت عظيم، إذ رآه بشكل إنسان من وسطه إلى أسفل نار متقدة. والنار ترمز إلى اللاهوت فى المسيح المتجسد. أما النصف العلوى من هذا الإنسان كان بشكل نحاس لامع. والنحاس هو الذى كان يستخدم فى المذبح النحاسى، الذى كانت تقدم عليه الذبائح فى هيكل الرب، فالنحاس يرمز للفداء، أى أنه رأى المسيح الإله المتجسد، العظيم فى لاهوته والفادى بمحبته للإنسان من كل خطاياه. وبهذا المنظر أراد الله أن يعلن لحزقيال أمرين :
- أنه موجود فى هيكله، يقدسه ويرى كل ما يحدث فيه من شرور ويدينها.
- أنه مستعد أن يسامح عن كل الخطايا ويفدى شعبه، إن كانوا يقبلون إلى التوبة.
كل ما رآه فى الرؤيا هى رموز وليست الحقيقة، لذا يقول شبه نار وشبه النحاس اللامع؛ لأن منظر الله أعظم من أن يراه إنسان. ولكنه فى ملء الزمان أخلى ذاته وتجسد وظهر بشكل إنسان، مع أن لاهوته كان متحداً بناسوته، مخفياً عن الأنظار، إلا لمن يريد أن يؤمن به.
ع3: ناصية رأس : مقدس الرأس، أى الجبهة، أو الشعر الذى يفوق الجبهة إذا كان كثيفاً.
يؤكد هنا أن الذى حمله من بيته شبه يد، والمقصود بها قوة الله، التى ظهرت بشكل شبه يد وأمسكت بمقدم رأسه، أو شعره الذى فوق الجبهة، وحملته من بيته، فرفعته فوق الأرض، طائراً فى الهواء، وأوصلته إلى هيكل الرب فى أورشليم، وأدخلته من باب الهيكل، الذى يقع فى الشمال، مع ملاحظة أن قدس الأقداس يقع ناحية الغرب والمدخل الرئيسى للهيكل يقع ناحية الشرق، فالمدخل الشمالى يكون على يمين الداخل من الباب الرئيسى. وأدخله عند الباب الداخلى، إذ كانت توجد أبواب خارجية تضم أروقة، أى قاعات وساحات يجتمع فيها الشعب لعبادة الله.
وعند الباب الشمالى الداخلى وضعوا فيه صنماً لإله وثنى، وطبعاً هذا يثير غيرة الله صاحب هذا الهيكل، لذا سمى تمثال الغيرة والمهيج لغيرة الله على هيكله.
ع4: البقعة : المكان الذى رأى فيه حزقيال أول رؤياه المذكورة فى (ص1) وهى الله على عرشه العظيم.
يؤكد هنا وجود الله فى هيكله، حيث رأى حزقيال الله فى مجده المذكور فى (ع2) وقد يكون رأى أيضاً مجده بشكل آخر، مثل نور، أو ضباب. فالله يعلن وجوده فى هيكله وإدانته لوضع الشعب تماثيل الأصنام فيه. ويذكرنا حزقيال بأنه رأى عظمة الله، كما رآها منذ أربعة عشر شهراً فى البقعة، حين رأى الله بعظمته جالساً على عرشه. والله هنا يثبت إيمان حزقيال بأنه موجود فى هيكله، حتى لا ييأس عندما يرى انتشار عبادة الأوثان فى كل مكان فى أورشليم، وحتى فى هيكل الرب أيضاً.
الله طويل الأناة، ولكنه جبار وعادل ويرى كل خطاياك، فلا تستهن بلطفه وإمهاله لك حتى تتوب. لا تدخل الخطية إلى قلبك وفكرك، فأنت هيكل للروح القدس؛ فتدنس هيكلك، وتغيظ الله. وتذكر أنه ساكن بروحه القدوس داخلك، حتى لا تحزنه وتسرع إلى التوبة، فتنال بركته ورعايته لك.
(2) التبخير للأوثان (ع5-12) :
5- ثُمَّ قَالَ لِي: «يَا ابْنَ آدَمَ، ارْفَعْ عَيْنَيْكَ نَحْوَ طَرِيقِ الشِّمَالِ». فَرَفَعْتُ عَيْنَيَّ نَحْوَ طَرِيقِ الشِّمَالِ، وَإِذَا مِنْ شِمَالِيِّ بَابِ الْمَذْبَحِ تِمْثَالُ الْغَيْرَةِ هذَا فِي الْمَدْخَلِ. 6- وَقَالَ لِي: «يَا ابْنَ آدَمَ، هَلْ رَأَيْتَ مَا هُمْ عَامِلُونَ؟ الرَّجَاسَاتِ الْعَظِيمَةَ الَّتِي بَيْتُ إِسْرَائِيلَ عَامِلُهَا هُنَا لإِبْعَادِي عَنْ مَقْدِسِي. وَبَعْدُ تَعُودُ تَنْظُرُ رَجَاسَاتٍ أَعْظَمَ». 7- ثُمَّ جَاءَ بِي إِلَى بَابِ الدَّارِ، فَنَظَرْتُ وَإِذَا ثَقْبٌ فِي الْحَائِطِ.
8- ثُمَّ قَالَ لِي: «يَا ابْنَ آدَمَ، انْقُبْ فِي الْحَائِطِ». فَنَقَبْتُ فِي الْحَائِطِ، فَإِذَا بَابٌ. 9- وَقَالَ لِي: «ادْخُلْ وَانْظُرِ الرَّجَاسَاتِ الشِّرِّيرَةَ الَّتِي هُمْ عَامِلُوهَا هُنَا». 10- فَدَخَلْتُ وَنَظَرْتُ وَإِذَا كُلُّ شَكْلِ دَبَّابَاتٍ وَحَيَوَانٍ نَجِسٍ، وَكُلُّ أَصْنَامٍ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ، مَرْسُومَةٌ عَلَى الْحَائِطِ عَلَى دَائِرِهِ. 11- وَوَاقِفٌ قُدَّامَهَا سَبْعُونَ رَجُلاً مِنْ شُيُوخِ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ، وَيَازَنْيَا بْنُ شَافَانَ قَائِمٌ فِي وَسْطِهِمْ، وَكُلُّ وَاحِدٍ مِجْمَرَتُهُ فِي يَدِهِ، وَعِطْرُ عَنَانِ الْبَخُورِ صَاعِدٌ. 12- ثُمَّ قَالَ لِي: «أَرَأَيْتَ يَا ابْنَ آدَمَ مَا تَفْعَلُهُ شُيُوخُ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ فِي الظَّلاَمِ، كُلُّ وَاحِدٍ فِي مَخَادِعِ تَصَاوِيرِهِ؟ لأَنَّهُمْ يَقُولُونَ: الرَّبُّ لاَ يَرَانَا! الرَّبُّ قَدْ تَرَكَ الأَرْضَ!».
ع5: طلب الله من حزقيال أن ينظر ناحية الشمال، وهى الناحية التى ستأتى منها بابل؛ لتؤدب شعب الله من أجل عبادتهم للأوثان. وعندما يقف حزقيال ناحية الشمال، يكون على شماله المذبح النحاسى الذى تقدم عليه الذبائح، وأمامه تمثال الغيرة السابق ذكره (ع3). فالله أوقف حزقيال ناحية الشمال من حيث تأتى بابل؛ ليظهر له سبب سماح الله لها بتخريب أورشليم والهيكل، وهو وجود عبادة الأوثان به، التى تظهر فى تمثال الغيرة، وستظهر أيضاً فى رسوم الآلهة الوثنية التى على الحائط (ع10).
ع6: للأسف شعب الله يغيظونه، ويحاولون إبعاده عن هيكله، بتقديم عبادة للأوثان داخل الهيكل، فلا يكون لله مكان حتى فى بيته.
لا تبعد الله عن حياتك، بانشغالك فى الأمور العالمية، سواء المال، أو المركز، أو بجريك وراء وسائل الإعلام التى تعثرك، فالله يريد أن يملك على قلبك وهو وحده القادر أن يسعدك؛ لأنه أبوك الذى يحبك.
ع7: ذهب روح الله بحزقيال إلى باب الدار الداخلية، فوجد أمامه حائطاً به ثقب، وهذا الحائط قد أقامه شيوخ الشعب؛ ليخفوا عبادتهم للأوثان، حتى لا يراهم أحد، ولكن الله فاحص القلوب والكلى يرى كل شئ، وقد تركوا ثقباً فى الحائط، فالشرير ينسى شيئاً يكشفه، إذ من خلال هذا الثقب تستطيع أن ترى الشرور التى تحدث فى الداخل.
ع8: طلب الله من حزقيال أن يوسع هذا الثقب ويكسر الحائط، فتصير فيه فتحة يمكن أن يمر فيها إنسان. ففعل حزقيال كما أمره الله. وعندما مر من هذه الفتحة وجد أمامه باباً مغلقاً، قد أغلقه الأشرار على أنفسهم؛ ليصنعوا الشرور التى تغيظ الله.
ع9: طلب الله من حزقيال أن يفتح الباب ويدخل؛ ليرى النجاسات والشرور التى يعملها شعبه فى هيكله ببجاحة واستهانة بالله.
ع10: عندما دخل حزقيال من الباب وجد نفسه فى صالة، وقد رسم على حائطها أشكال الحيوانات التى تدب على الأرض، والتى يعتبرها الأشرار آلهة ويعبدونها، أى أنهم رسموا أشكال الأصنام والتماثيل الوثنية على الحائط وهى صور حيوانات كثيرة كالتى يعبدها الوثنيون.
ع11: عنان البخور : غمامة، أو سحابة من البخور مرتفعة لأعلى القاعة التى يبخرون فيها.
وجد حزقيال فى هذه القاعة سبعين شيخاً من شيوخ إسرائيل، أى قادة الشعب، يحمل كل واحد بيده مجمرة، مملوءة بخوراً ويبخرون بها أمام صور الآلهة الوثنية، المرسومة على الحائط. وكان البخور ذو الرائحة الجميلة كثيراً، فملأ جو القاعة كله.
وللأسف كان بينهم رجلاً معروفاً من عائلة تقية، هو يازنيا بن شافان؛ لأن شافان هذا كان مساعداً ليوشيا الملك الصالح فى إصلاحاته الدينية، بإزالة عبادة الأوثان، ونشر كلمة الله ووصاياه، أيام بداية نبوة إرميا. وإبنه أخيقام كان من الشيوخ الأتقياء أيام إرميا. وإبن أخيقام هو جدليا الرجل الصالح، الذى أقامته بابل حاكماً على أورشليم واليهودية عند بدء استيلائها على مملكة يهوذا. ولكن للأسف يازنيا بن جدليا، أى ابن حفيد شافان سار فى الشر وعبادة الأوثان، ورغم أن يازنيا منسوب لشافان الصالح، لكنه ابتعد عن الله وبخر للأوثان.
لا تتكل على نسبك مهما كان عظيماً، أو انتسابك لكنيسة مملوءة بالنشاط الروحى، أو كونك خادماً، فهذا لا يكفى؛ إن لم تسر أنت فى خوف الله وتدقيق وتوبة، فإنك معرض للانحراف بالخطية والابتعاد عن الله.
ع12: أوضح الله لحزقيال أن هؤلاء الشيوخ ظنوا باختفائهم فى قاعة داخلية، أن الله لا يراهم، بل أن الله قد ترك الأرض، منشغلاً بأمور أخرى فى السماء. ولذا انغمسوا هم فى الأرضيات وعبادة الأوثان، التى صوروها بشكل حيوانات على حوائط القاعة.
(3) بكاء النساء على تموز (ع13-15) :
13- وَقَالَ لِي: «بَعْدُ تَعُودُ تَنْظُرُ رَجَاسَاتٍ أَعْظَمَ هُمْ عَامِلُوهَا». 14- فَجَاءَ بِي إِلَى مَدْخَلِ بَابِ بَيْتِ الرَّبِّ الَّذِي مِنْ جِهَةِ الشِّمَالِ، وَإِذَا هُنَاكَ نِسْوَةٌ جَالِسَاتٌ يَبْكِينَ عَلَى تَمُّوزَ. 15- فَقَالَ لِي: «أَرَأَيْتَ هذَا يَا ابْنَ آدَمَ؟ بَعْدُ تَعُودُ تَنْظُرُ رَجَاسَاتٍ أَعْظَمَ مِنْ هذِهِ».
ع13: قال الله لحزقيال، تعالى لتنظر شروراً جديدة وانغماساً فى عبادة الأوثان، يعملها بنو إسرائيل، والتى من أجلها قررت أن أؤدبهم وأهدم هيكلى الذى نجسوه.
ع14: تموز : إله وثنى يسمونه إله الخصب يُبعث فى الربيع ويموت عند دخول الحر، أى فى الشهر السادس. وكان الوثنيون يعتقدون أن ثوراً هائلاً قد قتله، وكانوا يقدمون عبادات له من طقوسها الزنى. ويعتقدون أيضاً، أنه يموت فى كل سنة، ثم يُبعث فى السنة التالية. وكانت النساء الوثنيات يبكين عليه فى الشهر السادس. والغريب هنا أن تشترك النساء اليهوديات فى البكاء عليه وهذا معناه إيمانهن بالإله الوثنى، الذى هو صورة من صور الشيطان ويجذب الناس إلى الزنى والشرور المختلفة، مثل تقديم ذبائح بشرية له.
جاء الرب بحزقيال إلى باب الهيكل، الذى ناحية الشمال فنظر هناك مجموعة من النسوة يبكين على الإله تموز.
ع15: قال الله بحزن لحزقيال : هل رأيت صورة ثالثة لعبادة الأوثان (الأولى تمثال الغيرة، والثانية تبخير الشيوخ للأوثان) وأعلمه أنه سوف يريه صورة أخرى للوثنية فى الهيكل.
لا تنزلق مع المجتمع المحيط بك في عادات أو ألفاظ، دون أن تدقق فيها، لعلها تعنى معانى خاطئة وضد الله. كن نقياً في قلبك وفى مظهرك وفى كلماتك، فتكون كلك لله.
(4) عبادة الشمس (ع16-18) :
16- فَجَاءَ بِي إِلَى دَارِ بَيْتِ الرَّبِّ الدَّاخِلِيَّةِ، وَإِذَا عِنْدَ بَابِ هَيْكَلِ الرَّبِّ، بَيْنَ الرِّوَاقِ وَالْمَذْبَحِ، نَحْوُ خَمْسَةٍ وَعِشْرِينَ رَجُلاً ظُهُورُهُمْ نَحْوَ هَيْكَلِ الرَّبِّ وَوُجُوهُهُمْ نَحْوَ الشَّرْقِ، وَهُمْ سَاجِدُونَ لِلشَّمْسِ نَحْوَ الشَّرْقِ. 17- وَقَالَ لِي: «أَرَأَيْتَ يَا ابْنَ آدَمَ؟ أَقَلِيلٌ لِبَيْتِ يَهُوذَا عَمَلُ الرَّجَاسَاتِ الَّتِي عَمِلُوهَا هُنَا؟ لأَنَّهُمْ قَدْ مَلأُوا الأَرْضَ ظُلْمًا وَيَعُودُونَ لإِغَاظَتِي، وَهَا هُمْ يُقَرِّبُونَ الْغُصْنَ إِلَى أَنْفِهِمْ.
18- فَأَنَا أَيْضًا أُعَامِلُ بِالْغَضَبِ، لاَ تُشْفُقُ عَيْنِي وَلاَ أَعْفُو. وَإِنْ صَرَخُوا فِي أُذُنَيَّ بِصَوْتٍ عَال لاَ أَسْمَعُهُمْ».
ع16: رواق : فناء.
أخذ الله حزقيال إلى باب القدس ونظر إلى المكان الواقع بين الرواق والمذبح النحاسى. وهذا المكان اعتاد الكهنة أن يقدموا فيه العبادة (يو2: 12-17) فغالباً الخمسة وعشرون رجلاً هم رئيس الكهنة والأربعة والعشرون كاهناً الرؤساء على فرق الكهنة الأربعة والعشرون. وجد هؤلاء الكهنة ينظرون نحو الشرق. وكان ظهور هؤلاء الرجال نحو القدس وقدس الأقداس، أى أعطوا ظهورهم لله. بل وجدهم أيضاً يسجدون للشمس، التى يعبدونها كإله. وهنا نرى الكهنة، الذين كان من المفترض أن يقودوا الشعب فى عبادة الله، هم أنفسهم سقطوا فى عبادة الأوثان. وهكذا شملت عبادة الأوثان الكهنة والنساء وشيوخ الشعب، بل والشعب كله، الذى كان يعبد تمثال الغيرة.
ع17: إن عبادة الأوثان التى سقط فيها شعب الله ومن طقوسها تقريب الأغصان الصغيرة إلى أنوفهم، كل هذه العبادات هى تحدى وإغاظة لله، خاصة وأنهم يعملونها فى بيته.
ع18: يقرر الله فى النهاية أنه لن يسامح شعبه؛ لإصرارهم على عبادة الأوثان، وحتى عندما يسمح بتدمير وحرق أورشليم ويصرخ إليه الشعب من الخوف، لن يسمع لهم؛ لأنهم لا يصرخون إلى الله بتوبة، بل مجرد خوف وذعر.
اليوم يوم مقبول للتوبة والرجوع إلى الله، فأسرع إليه رافضاً خطاياك، لئلا يأتى وقت تضعف فيه إرادتك وتنغمس في العالم، فلا تستطيع التوبة، حتى لو تألمت من الخطية فلا تجد ما يدفعك للرجوع إلى الله.