السبى قريب
(1) حزقيال يحمل أهبة الجلاء (ع1-7):
1- وَكَانَ إِلَيَّ كَلاَمُ الرَّبِّ قَائِلاً: 2- «يَا ابْنَ آدَمَ، أَنْتَ سَاكِنٌ فِي وَسْطِ بَيْتٍ مُتَمَرِّدٍ، الَّذِينَ لَهُمْ أَعْيُنٌ لِيَنْظُرُوا وَلاَ يَنْظُرُونَ. لَهُمْ آذَانٌ لِيَسْمَعُوا وَلاَ يَسْمَعُونَ، لأَنَّهُمْ بَيْتٌ مُتَمَرِّدٌ. 3- وَأَنْتَ يَا ابْنَ آدَمَ، فَهَيِّئْ لِنَفْسِكَ أُهْبَةَ جَلاَءٍ، وَارْتَحِلْ قُدَّامَ عُيُونِهِمْ نَهَارًا، وَارْتَحِلْ مِنْ مَكَانِكَ إِلَى مَكَانٍ آخَرَ قُدَّامَ عُيُونِهِمْ، لَعَلَّهُمْ يَنْظُرُونَ أَنَّهُمْ بَيْتٌ مُتَمَرِّدٌ. 4- فَتُخْرِجُ أُهْبَتَكَ كَأُهْبَةِ الْجَلاَءِ قُدَّامَ عُيُونِهِمْ نَهَارًا، وَأَنْتَ تَخْرُجُ مَسَاءً قُدَّامَ عُيُونِهِمْ كَالْخَارِجِينَ إِلَى الْجَلاَءِ. 5- وَانْقُبْ لِنَفْسِكَ فِي الْحَائِطِ قُدَّامَ عُيُونِهِمْ وَأَخْرِجْهَا مِنْهُ. 6- وَاحْمِلْ عَلَى كَتِفِكَ قُدَّامَ عُيُونِهِمْ. فِي الْعَتَمَةِ تُخْرِجُهَا. تُغَطِّي وَجْهَكَ فَلاَ تَرَى الأَرْضَ. لأَنِّي جَعَلْتُكَ آيَةً لِبَيْتِ إِسْرَائِيلَ». 7- فَفَعَلْتُ هكَذَا كَمَا أُمِرْتُ، فَأَخْرَجْتُ أُهْبَتِي كَأُهْبَةِ الْجَلاَءِ نَهَارًا، وَفِي الْمَسَاءِ نَقَبْتُ لِنَفْسِي فِي الْحَائِطِ بِيَدِي، وَأَخْرَجْتُ فِي الْعَتَمَةِ، وَحَمَلْتُ عَلَى كَتِفِي قُدَّامَ عُيُونِهِمْ.
ع1-2: كلم الله حزقيال فى هذه النبوة، معلناً له أنه ساكن بين شعب متمرد، هم اليهود المسبيين، الساكنين حوله، الذين لم يفهموا حتى الآن أنه تم سبيهم بسبب خطاياهم، وليس مجرد هجوم من دولة معادية هى بابل. فرغم أن الله أعطى المسبيين عيوناً ليروا وآذاناً ليسمعوا، لكنهم لم يفهموا قصد الله من هذه الضيقة الواضحة، التى تمت معهم وهى السبى.
ع3: أهبة جلاء : الأمتعة الشخصية التى يحملها الإنسان عندما يتعرض للسبى، أو الجلاء.
ثم أمر الله حزقيال أن يُعد أمتعته الشخصية، ويحملها ويخرج بها من بيته، فى وسط النهار ويبتعد بعيداً عن بيته؛ ليكون صورة أمام المسبيين حوله، أنه سيتم سبى الباقين فى أورشليم، تأديباً لهم عن خطاياهم؛ ليرجعوا إلى الله. كل هذا يفعله أمام المسبيين لعلهم يفهمون ويتوبون.
ع4: طلب الله من حزقيال أن يكرر خروجه أمام الشعب الساكن حوله، فيخرج حاملاً أهبة الجلاء فى النهار، ويكرر ذلك فى المساء، تأكيداً أن السبى الكامل لأورشليم سيتم.
ع5: وطلب الله منه أيضاً أن يكسر حائط بيته ويصنع فيه ثغرة، ثم يخرج منها حاملاً أهبة الجلاء؛ ليعرف الشعب أنه سيحدث هكذا فى أورشليم، ويصنعون ثغرة فى سور المدينة؛ ليخرجوا منها حاملين أهبة الجلاء.
ع6: وطلب الله من حزقيال أن يغطى وجهه؛ حتى لا يراه أحد ولا يستطيع أن يرى الأرض تحته، حاملاً أهبة الجلاء وهو خارج من الفتحة التى صنعها فى جدار بيته؛ ليكون مثالاً لما سيفعله صدقيا الملك، عندما يغطى وجهه؛ حتى لا يعرفه أحد وهو هارب من أورشليم، ومعه عبيده ورؤساء الجيش.
ع7: تمم حزقيال كل ما أمره به الله، فحمل أهبة الجلاء سواء فى النهار، أو فى الليل. وخرج من الثغرة التى فى حائط بيته.
كان حزقيال آية وصورة، استخدمها الله؛ ليُعرِّف الشعب مشيئته، وما سيحدث من تأديب لأورشليم. فليتك تكون صورة أمام العالم لأولاد الله فى البر والتقوى والأمانة والمحبة؛ حتى أنك بدون كلمة تؤثر فيهم، وتريهم مسيحك الساكن فيك، فتكسب الكل لله.
(2) سبى وقتل معظم الشعب (ع8-16):
8- وَفِي الصَّبَاحِ كَانَتْ إِلَيَّ كَلِمَةُ الرَّبِّ قَائِلَةً: 9- «يَا ابْنَ آدَمَ، أَلَمْ يَقُلْ لَكَ بَيْتُ إِسْرَائِيلَ، الْبَيْتُ الْمُتَمَرِّدُ: مَاذَا تَصْنَعُ؟ 10- قُلْ لَهُمْ: هكَذَا قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ. هذَا الْوَحْيُ هُوَ الرَّئِيسُ فِي أُورُشَلِيمَ وَكُلِّ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ وَالَّذِينَ هُمْ فِي وَسْطِهِمْ. 11- قُلْ: أَنَا آيَةٌ لَكُمْ. كَمَا صَنَعْتُ هكَذَا يُصْنَعُ بِهِمْ. إِلَى الْجَلاَءِ إِلَى السَّبْيِ يَذْهَبُونَ. 12- وَالرَّئِيسُ الَّذِي فِي وَسْطِهِمْ يَحْمِلُ عَلَى الْكَتِفِ فِي الْعَتَمَةِ وَيَخْرُجُ. يَنْقُبُونَ فِي الْحَائِطِ لِيُخْرِجُوا مِنْهُ. يُغَطِّي وَجْهَهُ لِكَيْلاَ يَنْظُرَ الأَرْضَ بِعَيْنَيْهِ. 13- وَأَبْسُطُ شَبَكَتِي عَلَيْهِ فَيُؤْخَذُ فِي شَرَكِي، وَآتِي بِهِ إِلَى بَابِلَ إِلَى أَرْضِ الْكَلْدَانِيِّينَ، وَلكِنْ لاَ يَرَاهَا وَهُنَاكَ يَمُوتُ.
14- وَأُذَرِّي فِي كُلِّ رِيحٍ جَمِيعَ الَّذِينَ حَوْلَهُ لِنَصْرِهِ، وَكُلَّ جُيُوشِهِ، وَأَسْتَلُّ السَّيْفَ وَرَاءَهُمْ.
15- فَيَعْلَمُونَ أَنِّي أَنَا الرَّبُّ حِينَ أُبَدِّدُهُمْ بَيْنَ الأُمَمِ وَأُذَرِّيهِمْ فِي الأَرَاضِي. 16- وَأُبْقِي مِنْهُمْ رِجَالاً مَعْدُودِينَ مِنَ السَّيْفِ وَمِنَ الْجُوعِ وَمِنَ الْوَبَإِ، لِكَيْ يُحَدِّثُوا بِكُلِّ رَجَاسَاتِهِمْ بَيْنَ الأُمَمِ الَّتِي يَأْتُونَ إِلَيْهَا، فَيَعْلَمُونَ أَنِّي أَنَا الرَّبُّ».
ع8: نفذ حزقيال أوامر الله بحمل أهبة الجلاء فى النهار، ثم عمل ثغرة فى بيته والخروج منها ليلاً، وبعد ذلك مباشرة أى فى الصباح كلمه الله؛ ليستكمل الغرض من هذه النبوة.
ع9، 10: قال الله لحزقيال : ألم يسألوك عن سبب ما تعمله ؟ سأقول لك الإجابة التى تقولها لهم، وهى أن ما أعمله هو نبوة، عما سيحدث لرئيس مملكة يهوذا ولكل الشعب الموجود فى أورشليم، ومن يعيش معهم من غير اليهود.
ع11: أمره الله أن يعلن أنه آية وصورة لما سيحدث مع بنى إسرائيل، فسيحملون على أكتافهم أهبة الجلاء، عندما تسبيهم بابل.
ع12: وكذلك رئيس المملكة – أى الملك – سيحمل على كتفه أهبة جلائه، أى أمتعته الشخصية، كأى فرد من الشعب؛ لأنه بالسبى قد زالت كرامته كملك، وسيغطى وجهه من الخزى وحتى لا يراه الأعداء ويعرفوه، فيقبضوا عليه، وسيحفر ثغرة فى سور المدينة ويخرج منها، هارباً من أورشليم. ويكون وجهه مغطى تماماً، لدرجة أنه لا يرى الأرض التى يمشى عليها، إذ سيخرج بحزن شديد؛ لأنه قد فقد مملكته.
ع13: شركى : فخى ومصيدتى.
يستكمل الله كلامه بأنه سيأخذ ملك يهوذا فى شبكته، أو فخه الإلهى، الذى أعده للقبض على الملك. ويقصد بالشبكة بابل، التى استخدمها الله؛ لتحقيق أغراضه بتأديب اليهود وملكهم. وأن هذا الملك – الذى هو صدقيا – سيحملونه إلى بابل، ولكنه لن يرى بابل؛ لأن نبوخذنصر سيأمر بفقأ عينيه فى مدينة ربلة، التى تقع شمال أورشليم، قبل أن ينقلوه إلى بابل.
ع14: أذرى : أشتت، وهى مأخوذة من استخدام آلة زراعية تسمى المذراة لفصل حبوب القمح عن القش، فينتشر القش بواسطة الهواء بعيداً فى كل مكان.
يعلن الله أيضاً أنه لن تبقى أية قوة؛ لتناصر هذا الملك المقبوض عليه، فسيشتت الله جيشه، إذ سيهربون، خوفاً من بابل فى كل مكان، ولن يوجد من يجرؤ على مناصرته من الأمم المحيطة باليهودية، فالكل سيخافون من بابل وسيقتل الله بواسطة بابل الكثيرين، مثل أولاد الملك، ورؤساء الشعب، والكثيرين من المتقدمين فى الشعب.
ع15: سيسمح الله بسبى الكثيرين من أورشليم وما حولها، ونقلهم إلى بلاد مملكة بابل. وعندما يحدث هذا، سيفهمون أن كلام الله – الذى قاله على فم حزقيال – قد حدث، لعلهم حينئذ يؤمنون بالله، ويتركون عبادة الأوثان، ويتوبون عن خطاياهم.
ع16: يعلن الله فى هذه الآية أن الذين سيقتلون بسيف بابل ويموتون بالوبأ وكذلك بالجوع، سيكونون هم أغلبية الشعب، وسيبقى عدد قليل منهم، هم الذين يسبون إلى بلاد مملكة بابل؛ ليعلنوا أن سبب كل ما أصابهم هو خطاياهم، وأن هذا هو تأديب الله لهم؛ حتى يتوبوا؛ ويتأكدوا حينئذ من صدق نبوة حزقيال، عندما يتم كلام الرب فيهم بالسبى.
عندما تحل بك ضيقة اسأل نفسك قبل كل شئ، ما هى خطاياك التى لم تتب عنها، أو تهاونت فى التوبة عنها ولم تبتعد عن كل مصادرها ؟ لأن الضيقة قد تكون تنبيه إلهى، لتتوب عن خطاياك، وعندما تتوب تنعم بمراحم الله وبركاته الوفيرة؛ لأنه أبوك ويحبك.
(3) الأكل بارتعاش (ع17-20):
17- وَكَانَتْ إِلَيَّ كَلِمَةُ الرَّبِّ قَائِلَةً: 18- «يَا ابْنَ آدَمَ، كُلْ خُبْزَكَ بِارْتِعَاشٍ، وَاشْرَبْ مَاءَكَ بِارْتِعَادٍ وَغَمٍّ. 19- وَقُلْ لِشَعْبِ الأَرْضِ: هكَذَا قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ عَلَى سُكَّانِ أُورُشَلِيمَ فِي أَرْضِ إِسْرَائِيلَ: يَأْكُلُونَ خُبْزَهُمْ بِالْغَمِّ، وَيَشْرَبُونَ مَاءَهُمْ بِحَيْرَةٍ، لِكَيْ تَخْرَبَ أَرْضُهَا عَنْ مِلْئِهَا مِنْ ظُلْمِ كُلِّ السَّاكِنِينَ فِيهَا. 20- وَالْمُدُنُ الْمَسْكُونَةُ تَخْرَبُ، وَالأَرْضُ تُقْفِرُ، فَتَعْلَمُونَ أَنِّي أَنَا الرَّبُّ».
ع17، 18: طلب الله أمراً آخراً من حزقيال، وهو أن يأكل ويشرب بخوف ورعدة وحزن شديد؛ ليكون مثالاً لحياة سكان أورشليم الباقين فيها، حيث يأكلون بالغم والخوف؛ بسبب الخراب المحيط بهم، وهذا ما حدث فعلاً. وقد أعطى الله لحزقيال أن يشعر بهذه المشاعر، لأنه مستعبد ومسبى فى بابل ومحروم من الوجود بجوار الهيكل والمدينة المقدسة.
ع19: بعد أن أعطى حزقيال بنفسه مثالاً مرئياً للمسبيين حوله، قال إن ما رأيتموه فىَّ سيحدث مع اليهود الباقين فى أورشليم، الذين رفضوا أن يأتوا إلى السبى إما لهربهم من جيوش بابل، أو لأن بابل احتقرتهم لفقرهم وضعفهم، فتركوهم، هؤلاء سيأكلون ويشربون بالحزن والخوف، وهم ينظرون خراب أورشليم حولهم، ويفهمون حينئذ أن هذا تأديب إلهى؛ بسبب ظلمهم لبعضهم البعض وخطاياهم فى حق الله والناس، سواء بعبادة الأوثان، أو الشهوات الشريرة، أو أى كسر للوصايا الإلهية.
ع20: عندما يرى الساكنون فى أورشليم أن أورشليم قد خربت، هى والمدن المحيطة بها، وأصبح مكانها قفراً مهجوراً، يعلمون صدق كلام الله، الذى أنبأ بهذا على فم حزقيال.
عندما تتذكر خطاياك وما خربه الشيطان فى حياتك عندما خضعت له، يجعلك هذا تبكى أمام الله فى توبة، وتصوم وتصلى، وتكون زاهداً فى الماديات. فيرتفع قلبك نحو الأبدية، وتستعد بالصلاة وعمل الخير، فتختبر الفرح الحقيقى والسلام المبنى على الله، وتحيا فى طمأنينة كل أيامك.
(4) حتمية تحقيق النبوات (ع21-25):
21- وَكَانَ إِلَيَّ كَلاَمُ الرَّبِّ قَائِلاً: 22- «يَا ابْنَ آدَمَ، مَا هذَا الْمَثَلُ الَّذِي لَكُمْ عَلَى أَرْضِ إِسْرَائِيلَ، الْقَائِلُ: قَدْ طَالَتِ الأَيَّامُ وَخَابَتْ كُلُّ رُؤْيَا. 23- لِذلِكَ قُلْ لَهُمْ: هكَذَا قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ: أُبَطِّلُ هذَا الْمَثَلَ فَلاَ يُمَثِّلُونَ بِهِ بَعْدُ فِي إِسْرَائِيلَ. بَلْ قُلْ لَهُمْ: قَدِ اقْتَرَبَتِ الأَيَّامُ وَكَلاَمُ كُلِّ رُؤْيَا.
24- لأَنَّهُ لاَ تَكُونُ بَعْدُ رُؤْيَا بَاطِلَةٌ وَلاَ عِرَافَةٌ مَلِقَةٌ فِي وَسْطِ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ. 25- لأَنِّي أَنَا الرَّبُّ أَتَكَلَّمُ، وَالْكَلِمَةُ الَّتِي أَتَكَلَّمُ بِهَا تَكُونُ. لاَ تَطُولُ بَعْدُ. لأَنِّي فِي أَيَّامِكُمْ أَيُّهَا الْبَيْتُ الْمُتَمَرِّدُ أَقُولُ الْكَلِمَةَ وَأُجْرِيهَا، يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ».
ع21، 22: عاتب الله حزقيال على المثل السائد فى أيامه، بأن الزمن يمر والرؤى والنبوات لا تتحقق، مثل نبوات إرميا عن السبى منذ عشرات السنين، التى لم تتم، وقبله أشعياء النبى وغيره من الأنبياء، ِأى أن الشيطان أذاع مثلاً فاسداً؛ للتشكيك فى كلام الله، بأن الأيام تمر ولا تتحقق النبوات، أى أن نبوات أنبياء الله باطلة ولا يمكن أن تتحقق.
ع23: أعلن الله لحزقيال أنه سيبطل هذا المثل الفاسد السائد بين شعبه، وستتحقق النبوات بالسبى والخراب قريباً.
ع24: عرافة : معرفة للمستقبل يدعيها العرافون الكذابون.
ملقة : تقول كلام تملق، أى ما يرضى الناس وهو غير الحقيقة.
ويبطل الله أيضاً كلام الأنبياء الكذبة، الذين يقولون سلام سلام للشعب ولن يحدث سبى، أو خراب لأورشليم. كل هذا سيبطل، عندما يسمح الله بهجوم بابل على أورشليم.
ع25: يعلن الله أنه هو الرب، وكلامه لابد أن يتم وسيتم سريعاً؛ ليبطل تمرد شعبه، بل إن هذا التأديب كله بسبب تمرد الشعب وقصده أن يتوبوا.
لا تردد الأمثال الشائعة، ولا الكلمات المعتادة عند الناس، ولا الأفكار السائدة لأنها سائدة، بل تمثل بالحق، حتى لو كنت وحدك. والفكر الروحى الذى تسلمته من الآباء إياك أن تتهاون فيه وتنساق مع التيار الذى حولك، والصلاة تكشف لك وتحميك بالإضافة إلى خضوعك للكنيسة وأب اعترافك.
(5) إقتراب السبى (ع26-28):
26- وَكَانَ إِلَيَّ كَلاَمُ الرَّبِّ قَائِلاً: 27- «يَا ابْنَ آدَمَ، هُوَذَا بَيْتُ إِسْرَائِيلَ قَائِلُونَ: الرُّؤْيَا الَّتِي هُوَ رَائِيهَا هِيَ إِلَى أَيَّامٍ كَثِيرَةٍ، وَهُوَ مُتَنَبِّئٌ لأَزْمِنَةٍ بَعِيدَةٍ. 28- لِذلِكَ قُلْ لَهُمْ: هكَذَا قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ: لاَ يَطُولُ بَعْدُ شَيْءٌ مِنْ كَلاَمِي. اَلْكَلِمَةُ الَّتِي تَكَلَّمْتُ بِهَا تَكُونُ، يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ».
ع26، 27: نبه الله حزقيال إلى الحرب الثانية التى يشنها الشيطان ضد كلام الله، وهى ليست فقط أن النبوات لم تتم، رغم مرور سنوات كثيرة، ولكن إن كانت هذه النبوات ستتم، فستكون بعد مدة طويلة وليس قريباً. كل هذا حتى يبعد الناس عن التوبة وينشغلوا بشهواتهم الردية.
ع28: لذا أعلن الله أن كلامه الذى أعلنه على فم حزقيال، أو على فم إرميا قبله، سيتم قريباً. تذكر كل يوم أنه قد يكون اليوم الأخير فى حياتك؛ لتستعد للتوبة، والصلاة، والتسامح، ومحبة الآخرين. وإذا انقضى اليوم واستطعت أن ترى اليوم التالى، فعشه بهذا التدريب وهكذا تتحول حياتك إلى البر والنقاوة.