عود الكرم
– حرق عود الكرم (ع1 – 5)
1- وَكَانَ إِلَيَّ كَلاَمُ الرَّبِّ قَائِلاً: 2- «يَا ابْنَ آدَمَ، مَاذَا يَكُونُ عُودُ الْكَرْمِ فَوْقَ كُلِّ عُودٍ أَوْ فَوْقَ الْقَضِيبِ الَّذِي مِنْ شَجَرِ الْوَعْرِ؟ 3- هَلْ يُؤْخَذُ مِنْهُ عُودٌ لِاصْطِنَاعِ عَمَل مَّا، أَوْ يَأْخُذُونَ مِنْهُ وَتَدًا لِيُعَلَّقَ عَلَيْهِ إِنَاءٌ مَّا؟ 4- هُوَذَا يُطْرَحُ أَكْلاً لِلنَّارِ. تَأْكُلُ النَّارُ طَرَفَيْهِ وَيُحْرَقُ وَسَطُهُ. فَهَلْ يَصْلُحُ لِعَمَل؟
5- هُوَذَا حِينَ كَانَ صَحِيحًا لَمْ يَكُنْ يَصْلُحُ لِعَمَل مَّا، فَكَمْ بِالْحَرِيِّ لاَ يَصْلُحُ بَعْدُ لِعَمَل إِذْ أَكَلَتْهُ النَّارُ فَاحْتَرَقَ؟
ع1، 2: يظهر الله أن تميز عود الكرم هو بالثمار التى تكون عليه، أما هو كعود فهو ضعيف لا يؤخذ منه أخشاب لعمل البيوت، أو لأية صناعة.
كذلك شعب الله لا يتميز بين الشعوب إلا بالقداسة والفضائل لأن الله فى وسطه.
ع3: عود الكرم ضعيف لا يؤخذ منه أعواداً لأية صناعة، ولا هو قوى ليصلح وتداً تربط به الخيام، أو يعلق عليه أى شئ.
أنت وحدك ضعيف لا تصلح لشئ، ولكن بالمسيح والفضائل والثمار الروحية تتميز عن كل من حولك فتمسك بمسيحك وصاياه؛ حتى لو اختلفت عمن حولك. ولا تحاول أن تجرى وراء البشر فى محبة المال، أو المركز، أو الشهوات، فكلها زائلة والقوة الوحيدة الباقية هى قوة الله معك.
ع4، 5: عود الكرم تأكل النار طرفيه بسهولة، ولعله يشير هنا إلى الهجوم الأشورى، ثم البابلى، ثم حرق وسطه، أى حرق الهيكل الذى فى وسط أورشليم. وعود الكرم لا يصلح حتى للحرق؛ لأنه يحترق كله بسرعة وليس تدريجياً، فإن استخدم كوقود يحتاجون إلى كميات كبيرة منه. وبالطبع بعدما يحترق لا يصلح لشئ؛ لأنه إن كان لا يصلح لشئ قبل الحرق، فبالأولى بعدما يحترق لا يصلح إلا أن يداس من الناس.
(2) حرق أورشليم (ع6-8)
6- « لِذلِكَ هكَذَا قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ: مِثْلَ عُودِ الْكَرْمِ بَيْنَ عِيدَانِ الْوَعْرِ الَّتِي بَذَلْتُهَا أَكْلاً لِلنَّارِ، كَذلِكَ أَبْذُلُ سُكَّانَ أُورُشَلِيمَ. 7- وَأَجْعَلُ وَجْهِي ضِدَّهُمْ. يَخْرُجُونَ مِنْ نَارٍ فَتَأْكُلُهُمْ نَارٌ، فَتَعْلَمُونَ أَنِّي أَنَا الرَّبُّ حِينَ أَجْعَلُ وَجْهِي ضِدَّهُمْ. 8- وَأَجْعَلُ الأَرْضَ خَرَابًا لأَنَّهُمْ خَانُوا خِيَانَةً، يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ».
ع6: الوعر : الغابات.
يعلن الله أن عود الكرم الذى بلا ثمر وألقى ليحترق فى النار بين أشجار الوعر، يرمز لأورشليم التى لم تحيا مع الله وتتزين بالثمار الروحية، فاستحقت التأديب بالحرق. أما أشجار الوعر فهى أفضل منه، إذ يؤخذ خشبها سواء فى البناء، أو لعمل الصناعات المختلفة. أما خشب عود الكرم فلا يصلح لشئ، وكل ما كان يميزه هو الثمار التى فيه، فإن لم توجد ثمار ينبغى أن يحرق.
ع7: يعلن الله أن أورشليم ستتعرض للاحتراق مرات كثيرة كتأديب لها لأجل شرها. فقد سبيت بهجمات الأشوريين على ثلاث دفعات، ثم على يد بابل على أربع دفعات، حتى حُرق فى النهاية الهيكل والقصور والأسوار.
ع8: سبب تخريب الله لأورشليم واليهودية هو خيانتهم لله بعبادة الأوثان، وكسر الوصايا، والانغماس فى الشهوات الشريرة.
r إن كان الله صادقاً فى وعوده، واهتم بك ورعاك منذ بداية حياتك، وأعطاك الكثير، فلماذا تخونه الآن بصنع الشر ؟ لا ترفض محبته ويده الممدودة إليك. قدم توبة لتستعيد بنوتك وتجد خلاصك.