شرائع جديدة رمزية
(1) دخول الرئيس وتقدماته (ع1-15):
1-« هكَذَا قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ: بَابُ الدَّارِ الدَّاخِلِيَّةِ الْمُتَّجِهُ لِلْمَشْرِقِ يَكُونُ مُغْلَقًا سِتَّةَ أَيَّامِ الْعَمَلِ، وَفِي السَّبْتِ يُفْتَحُ. وَأَيْضًا فِي يَوْمِ رَأْسِ الشَّهْرِ يُفْتَحُ. 2- وَيَدْخُلُ الرَّئِيسُ مِنْ طَرِيقِ رِوَاقِ الْبَابِ مِنْ خَارِجٍ وَيَقِفُ عِنْدَ قَائِمَةِ الْبَابِ، وَتَعْمَلُ الْكَهَنَةُ مُحْرَقَتَهُ وَذَبَائِحَهُ السَّلاَمِيَّةَ، فَيَسْجُدُ عَلَى عَتَبَةِ الْبَابِ ثُمَّ يَخْرُجُ. أَمَّا الْبَابُ فَلاَ يُغْلَقُ إِلَى الْمَسَاءِ. 3- وَيَسْجُدُ شَعْبُ الأَرْضِ عِنْدَ مَدْخَلِ هذَا الْبَابِ قُدَّامَ الرَّبِّ فِي السُّبُوتِ وَفِي رُؤُوسِ الشُّهُورِ. 4- وَالْمُحْرَقَةُ الَّتِي يُقَرِّبُهَا الرَّئِيسُ لِلرَّبِّ فِي يَوْمِ السَّبْتِ: سِتَّةُ حُمْلاَنٍ صَحِيحَةٍ وَكَبْشٌ صَحِيحٌ. 5- وَالتَّقْدِمَةُ إِيفَةٌ لِلْكَبْشِ، وَلِلْحُمْلاَنِ تَقْدِمَةُ عَطِيَّةِ يَدِهِ، وَهِينُ زَيْتٍ لِلإِيفَةِ. 6- وَفِي يَوْمِ رَأْسِ الشَّهْرِ: ثَوْرٌ ابْنُ بَقَرٍ صَحِيحٌ وَسِتَّةُ حُمْلاَنٍ وَكَبْشٌ تَكُونُ صَحِيحَةً. 7- وَيَعْمَلُ تَقْدِمَةً إِيفَةً لِلثَّوْرِ وَإِيفَةً لِلْكَبْشِ. أَمَّا لِلْحُمْلاَنِ فَحَسْبَمَا تَنَالُ يَدُهُ، وَلِلإِيفَةِ هِينُ زَيْتٍ. 8- «وَعُِنْدَ دُخُولِ الرَّئِيسِ يَدْخُلُ مِنْ طَرِيقِ رِوَاقِ الْبَابِ، وَمِنْ طَرِيقِهِ يَخْرُجُ. 9- وَعِنْدَ دُخُولِ شَعْبِ الأَرْضِ قُدَّامَ الرَّبِّ فِي الْمَوَاسِمِ، فَالدَّاخِلُ مِنْ طَرِيقِ بَابِ الشِّمَالِ لِيَسْجُدَ يَخْرُجُ مِنْ طَرِيقِ بَابِ الْجَنُوبِ، وَالدَّاخِلُ مِنْ طَرِيقِ بَابِ الْجَنُوبِ يَخْرُجُ مِنْ طَرِيقِ بَابِ الشِّمَالِ. لاَ يَرْجعُ مِنْ طَرِيقِ الْبَابِ الَّذِي دَخَلَ مِنْهُ، بَلْ يَخْرُجُ مُقَابِلَهُ. 10- وَالرَّئِيسُ فِي وَسْطِهِمْ يَدْخُلُ عِنْدَ دُخُولِهِمْ، وَعِنْدَ خُرُوجِهِمْ يَخْرُجُونَ مَعًا. 11- وَفِي الأَعْيَادِ وَفِي الْمَوَاسِمِ تَكُونُ التَّقْدِمَةُ إِيفَةً لِلثَّوْرِ وَإِيفَةً لِلْكَبْشِ. وَلِلْحُمْلاَنِ عَطِيَّةُ يَدِهِ، وَلِلإِيفَةِ هِينُ زَيْتٍ. 12- وَإِذَا عَمِلَ الرَّئِيسُ نَافِلَةً، مُحْرَقَةً أَوْ ذَبَائِحَ سَلاَمَةٍ، نَافِلَةً لِلرَّبِّ، يُفْتَحُ لَهُ الْبَابُ الْمُتَّجِهُ لِلْمَشْرِقِ، فَيَعْمَلُ مُحْرَقَتَهُ وَذَبَائِحَهُ السَّلاَمِيَّةَ كَمَا يَعْمَلُ فِي يَوْمِ السَّبْتِ ثُمَّ يَخْرُجُ. وَبَعْدَ خُرُوجِهِ يُغْلَقُ الْبَابُ.13- وَتَعْمَلُ كُلَّ يَوْمٍ مُحْرَقَةً لِلرَّبِّ حَمَلاً حَوْلِيًّا صَحِيحًا. صَبَاحًا صَبَاحًا تَعْمَلُهُ. 14- وَتَعْمَلُ عَلَيْهِ تَقْدِمَةً صَبَاحًا صَبَاحًا سُدْسَ الإِيفَةِ، وَزَيْتًا ثُلُثَ الْهِينِ لِرَشِّ الدَّقِيقِ. تَقْدِمَةً لِلرَّبِّ، فَرِيضَةً أَبَدِيَّةً دَائِمَةً. 15- وَيَعْمَلُونَ الْحَمَلَ وَالتَّقْدِمَةَ وَالزَّيْتَ صَبَاحًا صَبَاحًا مُحْرَقَةً دَائِمَةً.
هذه الشرائع لم ينفذوها وساروا على شريعة موسى؛ لأنهم فهموا أن هذه الشرائع ستتم في المستقبل. ومعنى هذا أن هذه الشرائع رمزية ستتم في العهد الجديد.
ع1: يحدثنا الله هنا عن الباب الشرقى الذى للدار الداخلية، ويعلن الله أنه يكون مغلقاً دائماً، ولا يفتح إلا في يوم السبت وفى رأس الشهر. والسبت هو اليوم الذى استراح فيه الله بعد خلقة العالم. وراس الشهر يرمز للبداية الجديدة وقيامة المسيح. فالباب الشرقى الذى يفتح في السبت يرمز لراحة الله؛ لأنه تجسد في الشرق ومات وفدانا في الشرق، أى بجوار أورشليم، وقام من الأموات ليعطينا بداية جديدة فيه.
وقد تم التجسد من خلال أمنا العذراء، فالباب الشرقى يرمز للعذراء، كما يرمز للراحة والفداء والقيامة.
يلاحظ أن الله تحدث عن الباب الشرقى الخارجى في (ص44: 1) الذى دخل منه الله ولا يدخل منه إنسان ويظل مغلقاً، وهو يرمز للعذراء، كما قلنا، وكلامه هنا عن الباب الشرقى الذى للدار الداخلية وهو أيضاً كما ذكرنا يرمز للعذراء.
إذن فالباب الشرقى الذى يُفتح في السبت وأول الشهر يرمز للمعانى الآتية :
- راحة الله وفرحه بخلاص البشرية.
- راحة المؤمنين بالمسيح الفادى.
- قيامة المسيح هى البداية الجديدة للمؤمنين به.
- العذراء التى تجسد المسيح منها وأعطى راحة للبشرية.
ع2: دخول الرئيس الذى يرمز للمسيح من رواق، أى فناء الباب الشرقى، ويصل إلى الباب يرمز لتجسده وطاعته حتى الصليب والفداء. وتظهر الطاعة أيضاً في سجوده، أى خضوعه ليتم خلاص البشرية.
ووصول الرئيس إلى باب الدار الداخلية يرمز لعمل المسيح في حياتنا الداخلية طوال النهار، أى طوال حياتنا قبل المساء. ثم يغلق الباب عند المساء، وهذا يرمز لنهاية حياتنا؛ لذا ففرصتنا هى أثناء عمرنا أن نتجاوب مع عمل الله فينا.
وعمل الكهنة، محرقته وذبائحه السلامة، ترمز لصلب كهنة اليهود المسيح على الصليب. أما خروج الرئيس من الباب فيرمز لقيامة المسيح.
وإن كان الباب الشرقى يرمز للعذراء، فسجود الرئيس، أى المسيح يرمز لتجسده من العذراء وخضوعه لها (لو2: 51).
واستمرار الباب الشرقى مفتوحاً حتى المساء يرمز لعمل المسيح الكفارى طوال حياة العالم؛ لأن المساء يرمز لنهاية العالم ويوم الدينونة.
ع3: سجود الشعب عند الباب الشرقى يرمز لإيمانهم بالمسيح، الذى فيه راحة قلوبهم وقيامتهم فيه.
وإن كان الباب الشرقى يرمز للعذراء، فسجود الشعب يرمز لإيمانهم بمكانة العذراء كوالدة الإله وتكريمهم لها.
ع4-7: يعلن الله تفاصيل تقدمات الرئيس، سواء من الذبائح، أو تقدمات الدقيق والزيت. والذبائح توفى العدل الإلهى، والدقيق يرمز لجسد المسيح، والزيت للروح القدس، كل هذه جوانب من ذبيحة المسيح على الصليب، الذى هو حمل بلا عيب، قدم نفسه عن حياة العالم.
ويقول الله أن الرئيس يقدم “عطية يده” أو “حسبما تنال يده” لأن العطاء في العهد الجديد لا يقتصر على العشور فقط، بل ما هو أكثر من هذا قدر ما يستطيع أن يعطى؛ لأن المسيح أعطانا حياته كلها على الصليب، فنحن نعطيه قدر ما نستطيع.
? تأمل عطايا الله لك واشكره عليها، فيفرح قلبك وتتحرك مشاعرك نحو الله وكل المحتاجين؛ فتعطى بسخاء لكل احتياج.
ع8: يظهر الله أن الرئيس يدخل من طريق رواق الباب، ويخرج أيضاً من خلاله. وطريق رواق الباب الذى يدخل منه الرئيس وحده يرمز لاجتياز المسيح المعصرة وحده وموته عنا وقيامته بقوته.
ع9: يأمر الله شعبه أن يدخلوا من باب الشمال، أو الجنوب، ولكن بشرط أن من يدخل من الشمال يخرج من الجنوب، والذى يدخل من الباب الجنوبى يخرج من الباب الشمالى، وذلك معناه الآتى :
- أن الإنسان ينظر إلى أمامه ليتقدم دائماً في حياته الروحية “أنسى ما هو وراء وامتد إلى ما هو قدام” (فى3: 13).
- الاستمرار في الجهاد والنمو الروحى وعدم العودة، أو الانتكاسة مما سرنا فيه من خطوات الحياة الروحية.
- أن فرصة العمر واحدة، والوقت الذى يمر لا يمكن أن نستعيده، وهذا يجعلنا نستغل وقتنا بكل تدقيق واهتمام.
ع10: يوضح الله أن الرئيس في وسط شعبه، ويدخل ويخرج في نفس الوقت الذى يدخلون ويخرجون فيه، وهذا يعنى ما يلى :
- اهتمام القائد الروحى أن يكون وسط شعبه ليشاركهم حياتهم وجهادهم الروحى، وهذا ما فعله المسيح الرئيس الذى تجسد وتألم بآلامنا ليشعرنا بقربه منا، وكما قيل عنه “لأنه فيما هو قد تألم مجرباً يقدر أن يعين المجربين” (عب2: 18).
- أن الله ينظر للقائد وجميع المؤمنين بنظرة واحدة، ويحاسب كل واحد بحسب أعماله.
ع11: يوضح الله أن الرئيس في تقديمه الذبائح يقدم معها دقيقاً بمقدار إيفة، وزيتاً بمقدار هين، كل هذه كما ذكرنا ترمز لذبيحة الصليب، أى الذبائح والدقيق بالإضافة للزيت الذى يرمز للروح القدس.
ع12: نافلة : تقدمة اختيارية يقدمها الإنسان محبة لله، وليس لها علاقة بخطية، أو أى أوامر من الله.
عندما يقدم الرئيس محرقة، أو ذبيحة سلامة كنافلة لله يدخل من الباب الشرقى ويخرج منه ويغلق الباب؛ لأنه لا يفتح إلا للرئيس – كما ذكرنا – والنافلة ترمز لتقديم المسيح نفسه ذبيحة لأجلنا بإرادته وحده، محبة فينا ليفدينا (يو10: 18).
ع13-15: حوليا : حيوان عمره سنة.
يأمر الله أن يقدم له في كل صباح محرقة، هى حملاً صحيحاً حولياً مع دقيقه وزيته، ويستمر هذا جميع الأيام إلى الأبد.
وكانت شريعة موسى تقضى بأن يقدم محرقة لله صباحاً ومساءً كل يوم، أما هنا فتقضى شريعة الله الجديدة بأن يكون صباحاً فقط، لأن المساء يعنى انتظار صباح تالى، وهذا يرمز لانتظار العهد القديم فجر المسيحية، أما هذه الشريعة فتتم في العهد الجديد، حيث يقدم الحمل الذى هو المسيح في كل صباح، أى في القداسات، ولا حاجة لعمل قداسات في المساء، هذا يستمر كل الأيام إلى نهاية العالم. وفى الأبدية يقوم الحمل الذى بلا عيب في وسط المؤمنين، أى المسيح الذى هو شبع ونور الملكوت لكل أولاده إلى الأبد.
[2] الرئيس وقوانين الوراثة (ع16-18)
16- « هكَذَا قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ: إِنْ أَعْطَى الرَّئِيسُ رَجُلاً مِنْ بَنِيهِ عَطِيَّةً، فَإِرْثُهَا يَكُونُ لِبَنِيهِ. مُلْكُهُمْ هِيَ بِالْوَرَاثَةِ. 17- فَإِنْ أَعْطَى أَحَدًا مِنْ عَبِيدِهِ عَطِيَّةً مِنْ مِيرَاثِهِ فَتَكُونُ لَهُ إِلَى سَنَةِ الْعِتْقِ، ثُمَّ تَرْجعُ لِلرَّئِيسِ. وَلكِنَّ مِيرَاثَهُ يَكُونُ لأَوْلاَدِهِ. 18- وَلاَ يَأْخُذُ الرَّئِيسُ مِنْ مِيرَاثِ الشَّعْبِ طَرْدًا لَهُمْ مِنْ مُلْكِهِمْ. مِنْ مُلْكِهِ يُورِثُ بَنِيهِ، لِكَيْلاَ يُفَرَّقَ شَعْبِي، الرَّجُلُ عَنْ مِلْكِهِ».
ع16، 17: الرئيس يورث ممتلكاته لأبنائه، أما عبيده فإن أعطاهم عطايا، تكون في فترة وجودهم معه، وعندما يعتقهم، سواء في السنة السابعة، أو في السنة الخمسين، فيتحررون ويخرجون من عنده. أما عطاياه لهم فتعود إليه، ويورث ممتلكاته الخاصة فقط لأولاده، وهذا معناه أن الذى يرث الرئيس فقط هو الابن. والرئيس يرمز للمسيح، والأبناء هم نحن المؤمنين، الذين لنا ميراث الحياة الأبدية (رو8: 16، 17) أما العبيد فيرمزون لمن يتعاملون مع الله لإتمام أغراضهم الشخصية، أو غير المؤمنين.
ع18: ما دام الله قد أعطى الرئيس أرضاً يورثها لأولاده، فلا يحتاج أن يستخدم سلطانه؛ ليستولى على بعض الأراضى من شعبه، فهذا ظلم، والله يأمره ألا يأخذ أرضاً من شعبه، لأنها ليست من حقه، كما فعل آخاب واغتصب حقل نابوت اليزرعيلى وقتله ولحست الكلاب دمه، فوبخه إيليا، وأعلمه أنه سيموت لأجل شره وظلمه لنابوت، وستلحس الكلاب أيضاً دمه (1مل21: 19).
? إياك أن تستخدم سلطانك لمصلحتك الشخصية، فإمكانياتك هى هبة من الله لتخدم بها من حولك، وسيحاسبك الله عنها. فلا تظلم إنساناً، بل على العكس قدم محبة للكل. أما إن أصابك ظلماً، فالله سيعوضك بسلام في الأرض وبركات، أما في السماء فبالحياة الأبدية.
[3] مطابخ الهيكل (ع19-24) :
19- ثُمَّ أَدْخَلَنِي بِالْمَدْخَلِ الَّذِي بِجَانِبِ الْبَابِ إِلَى مَخَادِعِ الْقُدْسِ الَّتِي لِلْكَهَنَةِ الْمُتَّجِهَةِ لِلشِّمَالِ، وَإِذَا هُنَاكَ مَوْضِعٌ عَلَى الْجَانِبَيْنِ إِلَى الْغَرْبِ. 20- وَقَالَ لِي: «هذَا هُوَ الْمَوْضِعُ الَّذِي تَطْبُخُ فِيهِ الْكَهَنَةُ ذَبِيحَةَ الإِثْمِ وَذَبِيحَةَ الْخَطِيَّةِ، وَحَيْثُ يَخْبِزُونَ التَّقْدِمَةَ، لِئَلاَّ يَخْرُجُوا بِهَا إِلَى الدَّارِ الْخَارِجِيَّةِ لِيُقَدِّسُوا الشَّعْبَ». 21- ثُمَّ أَخْرَجَنِي إِلَى الدَّارِ الْخَارِجِيَّةِ وَعَبَّرَنِي عَلَى زَوَايَا الدَّارِ الأَرْبَعِ، فَإِذَا فِي كُلِّ زَاوِيَةٍ مِنَ الدَّارِ دَارٌ. 22- فِي زَوَايَا الدَّارِ الأَرْبَعِ دُورٌ مُصَوَّنَةٌ طُولُهَا أَرْبَعُونَ وَعَرْضُهَا ثَلاَثُونَ. لِلزَّوَايَا الأَرْبَعِ قِيَاسٌ وَاحِدٌ. 23- وَمُحِيطَةٌ بِهَا حَافَةٌ حَوْلَ الأَرْبَعَةِ، وَمَطَابِخُ مَعْمُولَةٌ تَحْتَ الْحَافَاتِ الْمُحِيطَةِ بِهَا. 24- ثُمَّ قَالَ لِي: «هذَا بَيْتُ الطَّبَّاخِينَ حَيْثُ يَطْبُخُ خُدَّامُ الْبَيْتِ ذَبِيحَةَ الشَّعْبِ».
ع19: أمر الله بإقامة مطبخين في الدار الداخلية، في الزاويتين ناحية الغرب، حيث مخادع الكهنة؛ ليطبخ الكهنة في هذه المطابخ اللحم المقدس لذبائح الخطية والإثم، ويخبزون التقدمات من خبز وعجائن مختلفة؛ لأنه مسموح للكهنة أن يأكلوا جزءاً من هذه الذبائح، ولكن يأكلوه في المكان المقدس، أى بجوار الهيكل وليس في الساحات الخارجية التى يقف فيها الشعب.
وإقامة هذه المطابخ لها سببان :
- ليأكل الكهنة اللحم المطبوخ في المكان المقدس، أى في الدار الداخلية، وهذا يرمز إلى أن الكاهن في خلوته يشبع بالله، وحينئذ يستطيع أن يعطى شعبه عندما يخدمهم مما اختبره في حياته الداخلية.
- عندما يأكل الكاهن في الدار الداخلية لا يحتاج أن يخرج اللحم المقدس إلى الدار الخارجية، عندما يخرج ليقدس الشعب ويباركه. ومن يخرج اللحم المقدس، فهو يخطئ إلى شريعة الله، وهذا ما حدث بعد السبى، ووبخ حجى النبى الكهنة عليه، لأنهم أخرجوا اللحم المقدس إلى الشعب من أجل مكاسب مادية (حجى2: 11، 12).
? اهتم بفترة خلوة تقضيها مع الله على الأقل كل أسبوع تتأمل فيها محبته، وتشكره، وتقدم توبة عن خطاياك، ويساعدك في هذه الخلوة الصلاة، والكتاب المقدس، والتسبحة، والترانيم، والكتب الروحية.
وقد دخل حزقيال من باب الشمال الذى يرمز للشر، إذ منه هاجمت الأمم أورشليم، مثل أشور وبابل، وهذا يرمز إلى أن الإنسان الذى يترك الشر ويدخل إلى الدار الداخلية، أى الحياة الداخلية مع الله، يخلص ويشبع به.
يلاحظ أن المطابخ عملت في زاويتى الدار الداخلية ناحية الغرب، أى بجوار قدس الأقداس، وهذا يرمز إلى أن من يقترب إلى حضرة الله يشبع بحبه.
ع21: عندما خرج حزقيال أثناء رؤياه إلى الدار الخارجية، رأى داراً في كل زاوية من الزوايا الأربع، والمقصود بهذا الدار مطبخ، أى أربعة مطابخ في الأركان الأربعة وطبخ اللحم في المطابخ الأربعة يرمز إلى إشباع جميع المؤمنين من أركان المسكونة الأربعة.
ع22-24: مصونة : أى حولها سور من جميع الجهات.
المطابخ الأربعة التى في الدار الخارجية يطبخ فيها لحم ذبائح السلامة ويأكل منها الشعب. كان كل مطبخ عبارة عن مكان طوله أربعين وعرضه ثلاثين، ومحاط بسور منخفض، وتوضع النار في داخل هذه المساحة، ويوضع عليها لحم ذبائح ليطبخ، وهو يشبه “الكانون” الذى كان يستخدم قديماً في المنازل قبل ظهور “وابور الجاز” والذى تم اختراع البوتاجاز ليحل محله. وتحت السور المحيط بالمطابخ توجد فتحات، ليدخل فيها الهواء حتى لا تنطفئ النار، عندما توضع الذبائح فوقها.
المطابخ الموجودة للشعب تبين اهتمام الله بإشباع أولاده، وليس فقط الكهنة خدامه. ومن يدخل إلى الله ولو لبعض خطوات، (أى الدار الخارجية) له شبع، ومن يتعمق ويدخل إلى الدار الداخلية ينال شبعاً خاصاً.
مقاس المطبخ 40 × 30، ولم يذكر له وحدة قياس لأنه رمزى، فرقم 3 يرمز للثالوث و4 إلى أركان العالم، و10 لوصايا الله، فمن يؤمن بالثالوث القدوس ويحيا بوصايا الله في أركان العالم الأربع يكون له شبع روحى.
والسور المصنوع حول النار الموقدة له فائدة في حفظ النار ومواد الاشتعال واللحم الذى يوضع فوقها، وهو يرمز إلى أهمية أن يصون الإنسان حياته الروحية وشبعه من الله، أى يتمسك بممارساته الروحية كقانون روحى؛ لتحفظ حياته مع الله.