سبى طوبيا وحظوته عند الملك
(1) سبى طوبيا (ع1-3):
1كان طوبيا وهو من سبط ومدينة نفتالى التى فى الجليل الأعلى فوق نحشون وراء الطريق الآخذ غربا وإلى يسارها مدينة صفت. 2قد جلى فى عهد شلمناسر ملك أشور إلا أنه مع كونه فى الجلاء لم يفارق سبيل الحق 3حتى كان كل ما يتيسر له يقسمه كل يوم على من جلى معه من إخوانه الذين من جنسه.
ع1: جُلى : سُبى.
كل ما يتيسر له : كل ما يتحصل عليه من أموال، أو طعام وشراب.
طوبيا : كلمة عبرية معناها الله طيب، أو المطوب.
نفتالى : كلمة عبرية معناها مصارعات.
نحشون : كلمة عبرية معناها حية.
نفتالى هو ابن يعقوب، وأحد أسباط بنى إسرائيل، وقد استوطن سبطه فى شمال فلسطين، من أيام يشوع – عند تقسيم الأرض – فى منطقة تسمى الجليل، أى جليل الأمم، حيث كانوا قريبين مـن الأمم واختلطوا بهم. أما نحشون، فهو إبن عميناداب، أحد زعماء سبط يهوذا (أنظر خريطة 1 صـ265).
فبالتفسير الروحى والرمزى قام طوبيا بمصارعات وسط الأمم، وانتصر على الشيطان الحية القديمة وثبت فى الإيمان والحياة المقدسة، رغم كل الضيقات. أى أن الإنسان المطوب من الله هو الذى يجاهد فى حياته ضد الشيطان ويصارع ويغلب بقوة الله، واثقًا أن الله يساعده ويضع إبليس تحت قدميه، كما كانت مدينة نحشون تحت مدينة نفتالى، التى يسكن فيها طوبيا.
ع2: وقد تم سبى المملكة الشمالية وهى مملكة إسرائيل، التى عاصمتها السامرة، على عدة مراحل. وكانت المرحلة الثانية على يد شلمناسر، هذا المذكور، الذى حكم فى المدة من
(728-722 ق.م.) وقد سبى كثيرًا من اليهود وحاصر السامرة ولكنه لم يستولِ عليها، بل استولى عليها الملك سرجون خلفه، وتقع مملكة أشور شمال نهر دجلة، أى فى العراق الآن، وقد امتد سلطانها، فاستولت على كل منطقة الشام وجزء كبير من اليهودية، حتى حدود مصر (أنظر خريطة 2 صـ265).
ويشهد هنا الكتاب المقدس لطوبيا، أنه رجل متمسك بشريعة الله وحقوقه، ليس فقط بين أهله فى اليهودية، ولكن بعد سبيه ونقله إلى بلاد أشور.
ع3: فقد كان يقتسم كل ما يحصل عليه مع اخوته المسبيين، الذين من جنسه.
إن قداسة الإنسان لا تظهر فقط وسط الظروف السهلة ولكن فى الغربة وفى الظروف المعاكسة أيضًا. هل تتمسك بالله رغم انشغال المحيطين بك عن الحياة الدينية ؟
(2) تقوى طوبيا فى شبابه (ع4-12):
4 ومع أنه كان أحدث الجميع فى سبط نفتالى لم يكن على شئ من شؤون الأحداث. 5 وكان إذا قصدوا كلهم عجول الذهب التى عملها ياربعام ملك إسرائيل يتخلف وحده عن سائرهم.
6 فيمضى إلى أورشليم إلى هيكل الرب وهناك كان يسجد للرب إله إسرائيل ويوفى جميع بواكيره وأعشاره. 7 وإذا كانت السنة الثالثة كان يجعل جميع أعشاره للدخلاء والغرباء. 8 وعلى هذا وأمثاله كان مثابرًا منذ صبوته على وفق شريعة الله. 9 ولما أن صار رجلاً اتخذ له إمرأة من سبطه إسمها حنة فولد له منها ولد فسماه باسمه. 10 وأدبه منذ صغره على تقوى الله واجتناب كل خطيئة. 11 ولما جلى مع أمرأته وولده إلى مدينة نينوى حيث كانت كل عشيرته. 12 وقد كانوا كلهم يأكلون من أطعمة الأمم كان هو يصون نفسه ولم يتنجس قط بمأكولاتهم.
ع4: يحدثنا الكتاب المقدس هنا عن حياة طوبيا الأولى فى شبابه، عندما كان فى فلسطين فى مدينة نفتالى. كان شابًا صغير السن، وله القدرة أن يعمل أكثر من غيره، لا ليصير غنيًا ويتمتع بلذات الدنيا؛ بل ليساعد الفقراء والمحتاجين، فكان لا يتصرف بطياشة الشباب، بل بنضج الرجال.
ونفهم من النص الطويل لهذا السفر أن طوبيا كان يتيمًا وقد ربته جدته التقية دبورة، فاهتمت بتعليمه الإيمان والممارسات الطقسية، فتمسك بها عندما كبر.
ع5: أما من جهة العقيدة، فقد كان طوبيا متمسكًا بإيمانه، فلا يسجد إلا فى هيكل الله، فى أورشليم، مع أنه كان يبعد عنه مسافة طويلة، ولم يكن يذهب للسجود عند التماثيل، التى عملها يربعام بن نباط، الذى شق المملكة فى عهد رحبعام بن سليمان الملك وعمل عجلين ووضعهما فى مدينتى بيت إيل ودان؛ ليسجد لها اليهود فى المملكة الشمالية، التى تشمل عشرة أسباط وبهذا يضمن عدم ذهابهم إلى أورشليم وبالتالى لا يخضعوا لملك يهوذا الساكن فى أورشليم، وبفعل يربعام هذا، جعل اليهود يسجدون للأوثان ولكن بقى قليلون متمسكون بالإيمان، لا يسجدون إلا لله فى هيكل أورشليم، منهم طوبيا هذا، العظيم فى إيمانه.
ع6: بواكيره: أى بكوره وهو أول ما يحصل عليه الإنسان من إنتاج الحقول، أو الكروم، أو..
أعشاره : أى عشوره، كما أوصت الشريعة أن تعطى لله.
وكان طوبيا مواظبًا على تقديم البكور والعشور، محافظًا على ناموس الرب وحقوقه، مهتمًا بإضافة الغرباء.
ع7: فكان طوبيا يوجه عشوره فى السنة الثالثة؛ للاهتمام بالغرباء.
ع8: صبوته : صباه وشبابه.
على وفق : حسب.
وكان مواظبًا بتدقيق على كل أعمال الخير وعبادة الرب السابقة.
ما أجمل أن تكون لك شخصية متميزة فى العطاء وليس الأخذ، فتفكر كيف تتعب لتريح الآخرين. لا تفكر فى متعتك ومزاجك الشخصى، خاصة فى سن الشباب، حيث يكون للإنسان قدرة وحيوية لإنجاز خدمات كثيرة. وتكون متمسكًا بالله، حتى لو عارضك الآخرون واختلفوا عنك.
ع9: حنة : اسم عبرى معناها حنان، أو نعمة.
عندما كبر طوبيا وصار رجلاً، اختار زوجة يهودية واسمها حنة من سبطه، لأنه كان متمسكًا بشريعة الله، وأنجب منها ولدًا، أسماه طوبيا كإسمه.
فالمطوب من الله بالحقيقة ينسكب عليه حنان الله ونعمته وتصير ثمرته أيضًا مطوبة.
ع10: وتظهر هنا أيضًا صفة جديدة فى طوبيا، كأب ومربى، يهتم بتربية ابنه تربية دينية، فى تقوى الله والابتعاد عن الشرور.
ع11: وفى عام 725 ق.م تقريبًا، سُبى طوبيا مع عشيرته من مدينة نفتالى. ونقله الملك شلمناسر ملك أشور إلى مدينة نينوى، عاصمة أشور، وتقع على نهر دجلة، وبعد أن تهدمت يقوم مكانها الآن، مدينة الموصل بالعراق (أنظر خريطة 2 ص265). وهكذا كانت سياسة ملوك أشور، إلغاء قومية من يحتلونهم، فينقلونهم من بلادهم إلى بلاد أخرى فى الإمبراطورية، وينقلوا آخرين إلى مكانهم. وهكذا وجد طوبيا نفسه فجأة يعيش وسط الأمم، هو وعشيرته.
ع12: وفى هذا البلد الغريب، تأثر اليهود بالأمم المحيطين بهم، وبدأوا يأكلون أطعمتهم، ويتشبهون بعاداتهم، أما طوبيا فظل متمسكًا بإيمانه، يأكل فقط الأطعمة المحللة، التى نص عليها ناموس موسى، ويرفض أى طعام حرمه الله وإن كان يأكله الأمم المحيطون به.
(3) حظوته عند الملك (ع13-17):
13 ولأجل أنه كان يذكر الرب بكل قلبه أتاه الله حظوة لدى الملك شلمناسر. 14 فأطلق له أن يذهب حيثما شاء ويفعل ما يريد. 15 فكان يطوف على كل من كان فى الجلاء ويرشدهم بنصائح الخلاص. 16 ثم أنه قدم راجيس مدينة ماداى وكان معه مما آثره به الملك عشرة قناطير من الفضة. 17 فرأى بين الجمهور الغفير الذى من جنسه رجلاً من سبطه يقال له غابيلوس فى فاقة فدفع إليه الزنة المذكورة من الفضة بصك.
ع13: حظوة : نعمة.
وهنا نرى بركات الله لأتقيائه، فمن أجل تمسك طوبيا بشريعة الله، أعطاه الله نعمة فى عينى الملك شلمناسر، الذى يعيش معه فى العاصمة نينوى.
ع14: إذ وصل طوبيا أن يعمل عند الملك، كما يظهر فى النص العبرى لهذا السفر، كمتسوق – أى كمتعهد توريد لاحتياجات القصر الملكى – فاقتنى ثروة من عمله، وصار من المقربين للملك، فمنحه امتيازات خاصة، فى التصريح بالسفر بين كل بلاد الأمبراطورية كما يشاء ومنحه حرية أن يعمل ما يريد، لأنه من خاصة الملك ووهبه فضة وعطايا مادية كثيرة.
ع15: وإستخدم طوبيا هذه الامتيازات فى السفر إلى البلاد المختلفة؛ ليفتقد اليهود ويرشدهم إلى وصايا الله وشرائعه، ويثبتهم فى الإيمان، وينصحهم بعدم الاختلاط بعادات الأمم وخطاياهم.
هل تستخدم بركات الله التى يعطيها لك، لمتعتك الشخصية، أم لخدمة المحيطين بك ؟ وهل تفكر فى نفسك ورغباتك، أم تشعر بمسئوليتك عن الآخرين وتسعى لراحتهم وربطهم بالكنيسة ؟
ع16: راجيس : وهى تقع على بعد ثمانية كيلو مترات إلى الجنوب الشرقى من طهران، فى دولة إيران الحالية، بجوار بحر قزوين، وكانت تبعد مسيرة إحدى عشر يومًا عن أكبتانًا أو أحمتا، ويقال أنها مسقط رأس زرادشت وقد صارت بعد ذلك المركز الدينى للمجوس (أنظر خريطة 2 صـ265)
ماداى : وتسمى ميديا وهى دولة قديمة قوية ومكانها الآن إيران وكان يحدها من الشمال الشرقى بحر قزوين ومن الشرق صحراء فارس ومن الجنوب فارس ومن الغرب أشور وأرمينية ويبلغ طولها من الشمال للجنوب حوالى ألف كيلو متر ومن الشرق إلى الغرب حوالى أربعمائة كيلو متر وقد اتحدت مع مملكة فارس فيما بعد وانتصرت على مملكة بابل وسيطرت على العالم كله. والماديون سكان مادى هم نسل مادى بن يافث (تك10: 2).
آثره به : أنعم به عليه وخصه به.
وفى أثناء افتقاد طوبيا لإخوته، وصل إلى مدينة راجيس التى فى مملكة ماداى. وبدأ طوبيا يفتقد إخوته اليهود ويسأل عنهم؛ ليهتم بالفقراء والمحتاجين منهم، وكان معه من الهدايا التى أعطاها لـه الملك عشرة قناطير من الفضة. وقنطار الفضة يساوى ثلاثة آلاف شاقل، أى حوالى ألف وخمسمائة دولار أمريكى بسعر اليوم *.
ع17: فاقة : فقر.
الزنة : الوزنة.
فوجد طوبيا أحد اليهود فى محنة مالية، فأعطاه ما معه من الفضة كسلفة، وكتب هذا اليهودى – ويدعى غابيلوس – على نفسه صكاً، أى ورقة معتمدة، تعلن أنه اقترض هذا المبلغ من طوبيا، وملتزم بإعادته إليه، وهو بمثابة إيصال بالمبلغ المقترض.
وهنا يرمز طوبيا إلى المسيح، الذى يجول فى كل مكان يصنع خيرًا وينادى للمأسورين بالعتق، كما تنبأ أشعياء. فهذا غابيلوس الذى فى محنة، وعليه ديون، يدفع له طوبيا الفضة، والفضة ترمز إلى بر الإنسان، فالمسيح ابن الإنسان قد وهبنا بره وتبررنا به. فغابيلوس المتغرب فى هذا العالم قد ناله البر من طوبيا، الذى يرمز للمسيح، فحلت مشكلة عوزه وفقره إلى البر، بالبر الذى نال. وكتابة الصك هنا تعنى أن الإنسان (غابيلوس) اصبح مديونًا بقيمة الدين للعدل الإلهى، الذى دفعه المسيح عنا.
(4) اضطهاد سنحاريب لليهود (ع18-21):
18 وكان بعد أيام كثيرة أن مات الملك شلمناسر فملك سنحاريب إبنه مكانه فوقع بنو إسرائيل عنده موقع الكراهة. 19 وكان طوبيا يطوف كل يوم على جميع عشيرته ويعزيهم ويواسى كل واحد من أمواله على قدر وسعه. 20 فيطعم الجياع ويكسو العراة ويدفن الموتى والقتلى بغيرة شديدة. 21 ولما قفل الملك سنحاريب من أرض يهوذا هاربًا من الضربة التى حاقه الله بها بسبب تجديفه وطفق لحنقه يقتل كثيرين من بنى إسرائيل كان طوبيا يدفن أجسادهم.
ع18: شلمناسر ملك أشور كان قد سبى عددًا ليس بقليل من اليهود، وحاصر السامرة ثلاث سنين، ولكنه مات عام 722 ق.م وخلفه سرجون الملك، الذى استولى على السامرة، وسبى عددًا آخر من اليهود، وقد ظلت لطوبيا مكانته وامتيازاته طوال حكم هذين الملكين. ولم يذكر الكتاب المقدس الملك سرجون اختصارًا للأحداث التاريخية، فهى ليست هدفًا للكتاب المقدس. ثم فى عام 705 ق.م، ملك الملك سنحاريب، الذى كان يكره اليهود، وحاول الاستيلاء على المملكة الجنوبية لليهود، أى مملكة يهوذا وعاصمتها أورشليم، وحاصرها ووقف رئيس جيشه ربشـاقى يعير اليهود (2مل18: 19)، ويستهزئ بإلههم وأرسل رسائلاً من الملك سنحاريب مملوءة بالتهديد والتعيير لحزقيا ملك يهوذا. فصلى حزقيا واستنجد بأشعياء النبى، الذى طمأنه أن الله سينقذ شعبه وأرسل الله فى هذه الليلة ملاكه، فقتل مائة وخمسة وثمانين ألفًا من جنود سنحاريب وهرب الباقون بخزى إلى سنحاريب.
ع19-21: حاقه : حلت به.
طفق : استمر.
حنقه : غضبه الشديد.
ولما كان سنحاريب مغتاظًا جدًا، بسبب ما حدث لـه، فقد حنق على اليهود الساكنين فى مملكته، فقتل الكثيرين منهم وشرد الآخرين، فعانوا من فقر وضيق شديدين، من جراء هذا الاضطهاد. وحينئذ أسرع طوبيا، بمحبته لعمل الرحمة، فى مساعدة المحتاجين، فكان يطعم الجياع ويكسو العراة ويدفن اليهود القتلى، الملقى جثثهم فى الشوارع، رغم أن سنه حينئذ كان قد جاوز الخمسين. وكان يقدم كل ما يستطيع من أمواله الخاصة، إذ كان من أغنياء اليهود فى السبى؛ نتيجة حظوته عند الملوك السابقين.
(5) إنقاذ الله لطوبيا من يد سنحاريب (ع22-25):
22 فنمى ذلك إلى الملك فأمر بقتله وضبط جميع ماله. 23 فهرب طوبيا بولده وزوجته عاريًا واختبأ لأن كثيرين كانوا يحبونه. 24 وكان بعد خمسة وأربعين يومًا أن قتل الملك ابناه. 25 فعاد طوبيا إلى منزله ورُد عليه كل ماله.
ع22: وسمع الملك سنحاريب بما يعمله طوبيا، فى مساعدة إخوته اليهود المضطهدين؛ فاغتاظ منه وأصدر أمرًا بقتله والاستيلاء على كل أمواله.
ع23: فهرب طوبيا وزوجته حنة وابنه طوبيا فى الحال، تاركًا خلفه كل ممتلكاته واختفى عند أحد أحبائه اليهود، ولكثرة محبيه، لم يرشد إليه أحد، بل اهتموا بضيافته وإخفائه.
وسنحاريب يرمز لإبليس، الذى يغتاط من قوة الله، الذى يحمى شعبه، ويحاول أن يفترسنا ولكن الله وإن كان يسمح بالضيقة أحيانًا ولكن فى حدود ولا يسمح للشيطان أن يسيطر علينا ويجعل الله مع التجربة المنفذ، كما جعل فى محبة اليهود واستضافتهم وإخفائهم لطوبيا وأسرته، سببًا لخلاصهم. وكذلك تظهر أيضًا محبة طوبيا لعمل الرحمة، وخاصة فى الضيقات، فهو شجاع متكل على الله، يعمل عمل الله، مضحيًا بنفسه؛ لذا حفظه الله، فلم يؤذه الملك سنحاريب.
ع24: ثم نرى انتقام الله من الأشرار؛ ليخلص أولاده، فبعد إنكسار جيش سنحاريب، الذى حاصر أورشليم وما نتج عنه من غيظ الملك سنحاريب وقتله لكثير من اليهود، أنه دخل ليسجد فى معبد الأوثان، لإله يدعى نسروخ؛ فهجم عليه ابناه وقتلاه بالسيف.
ع25: وملك ابن آخر لـه مكانه، ويدعى اسرحدون الملك (2مل19: 37). وكان ذلك عام 681 ق.م وهذا لم يكن يكره اليهود، لذا أعاد لطوبيا كل أمواله وخرج طوبيا من اختفائه ورجع إلى بيته.
وقد ساعد رجوع طوبيا إلى وظيفته الأولى أن ابن أخيه أخيكار (كما يذكر النص المطول لهذا السفر) شغل مركز رئيس السقاة وأمين السر ورئيس الشئون الإدارية والحسابات وقد كان هذا بتدبير الله، فاستعاد طوبيا كل مكانته الأولى. وهكذا يتحقق وعد الله، الذى يحارب عن أولاده وهم صامتون؛ ليطمئن قلب كل إنسان يعمل الخير ويتقى الله.