داريوس واستكمال بيت الرب
(1) العثور على امر كورش (ع1-5):
1- حينئذ أمر داريوس الملك ففتشوا في بيت الأسفار حيث كانت الخزائن موضوعة في بابل.
2- فوجد في أحمثا في القصر الذي في بلاد مادي درج مكتوب فيه هكذا تذكار. 3- في السنة الأولى لكورش الملك أمر كورش الملك من جهة بيت الله في أورشليم ليبن البيت المكان الذي يذبحون فيه ذبائح و لتوضع أسسه ارتفاعه ستون ذراعا و عرضه ستون ذراعا. 4- بثلاثة صفوف من حجارة عظيمة و صف من خشب جديد و لتُعط النفقة من بيت الملك. 5- و أيضا آنية بيت الله التي من ذهب و فضة التي اخرجها نبوخذنصر من الهيكل الذي في أورشليم و أتى بها إلى بابل فلترد و ترجع الى الهيكل الذي في أورشليم الى مكانها و توضع في بيت الله.
ع1: اهتم داريوس برسالة تتناى وأمر بالبحث عن أمر كورش الملك لبناء هيكل الرب، وكان أمره مشدداً، فاهتموا بفحص كل المستندات الموجودة فى بيت الأسفار وهو مبنى تحفظ فيه أخبار ملوك فارس والأوامر الحكومية المختلفة وهو موجود فى مدينة بابل التى كانت إحدى عواصم المملكة الفارسية.
ونرى فى تصرف داريوس موقفاً فيه مساعدة لليهود وليس ضدهم، فقد تجاوب مع رسالة تتناى وبحث عن الدليل الذى يعضد عمل اليهود فى استكمال البناء وبالطبع هذا كان بسبب عمل الله فى قلبه، كما عمل قديماً فى قلب كورش وجعله يأمر ببناء بيت الرب.
ع2: أحمثا : إحدى عواصم إمبراطورية مادى وفارس وتقع فى منطقة مادى وتعتبر مصيف الملوك وتسمى باليونانية “أكبتانا”.
استمر البحث عن أمر كورش ولم يجدوه فى بابل، ولأن أمر داريوس كان مشدداً بحثوا أيضاً فى العواصم الأخرى التى فى المملكة والتى يوجد فيها بيوت لأسفار الملوك، فذهبوا إلى أحمثا وبحثوا بتدقيق، فعثروا أخيراً على أمر كورش هذا. والعثور على الأمر يعنى مجموعة من الأمور :
- اهتمام داريوس ومساعديه بالبحث عن أمر كورش فى كل مكان؛ لأنه متعاطف مع اليهود ويريد أن يساندهم فى هذا الأمر، فلم يكتفِ بعدم وجوده فى بابل ويأمر بإيقاف البناء، بل ظل البحث؛ حتى وجدوه.
- عناية الله فى حفظ هذا المستند بعد ستة عشر عاماً كان يمكن أن يكون المستند قد ضاع، أو تلف خلالها.
- استمرار البحث مدة كبيرة أتاح لليهود الاستمرار فى بناء الهيكل فكانت هذه نعمة من الله لهم.
ع3-5: وجد مساعدوا داريوس أمر كورش الملك وهو يحوى ما يلى :
- صدر فى السنة الأولى لتملك كورش.
- يختص ببناء بيت الرب فى أورشليم.
- يُبنى فى مكان بيت الرب القديم الذى تهدم على يد نبوخذنصر.
- سمح أن تكون أبعاده ستون ذراعاً طولاً وكذلك عرضه ستون ذراعاً، أى أنه لا يزيد عن هذه الأبعاد، أو فى حدودها، ويسمح لليهود أن يبنوا البيت بالمقاييس التى يريدونها، وخاصة أن مقاييس هيكل سليمان كانت اقل مما سمح به كورش.
- سمح أن يكون لا يزيد عن هذه الأبعاد، او فى حدود هذه الأبعاد ويسمح لليهود أن يبنوا البيت بالمقاييس التى يريدونها، خاصة وأن مقاييس هيكل سليمان كانت أقل مما سمح به كورش.
- حدد مواد البناء وهى حجارة كبيرة وخشب جديد وهذا يبين اهتمام كورش الملك ببناء بيت أعظم مستوى وفى نفس الوقت يعضد اليهود الذين يبنون بحجارة كبيرة – كما رأى تتناى وأوضح ذلك فى رسالته لداريوس – أنهم ينفذون أمر كورش ولا يصنعون شيئاً يراجعهم فيه أحد.
- حدد أيضاً كيفية البناء وهى بناء الحجارة على ثلاثة صفوف، ثم صف من الخشب وهكذا،أى يكرر هذا فى البناء كله؛ ليكون قوياً متماسكاً.
- تمويل بناء بيت الرب يكون على نفقة الملك.
- إعادة آنية بيت الرب التى أُخذت من أورشليم بيد نبوخذنصر وأتوا بها إلى بابل، فلترجع هذه الآنية إلى أورشليم وتوضع فى بيت الرب لخدمته.
والآن فى هذا الأصحاح نرى أن تفاصيل أمر كورش الملك العظيم لم تُذكر من قبل، وهى تبين مدى تعاطفه واهتمامه ببناء بيت الرب، مثل أبعاد البيت ونوع مواد البناء وكيفية البناء.
إن الله مستعد أن يساندك بأدلة وتعضيدات كثيرة إن كان قلبك مؤمناً به ومتكلاً عليه وتصنع مشيئته، فهو معك ويدافع عنك فى كل ما تصنع.
(2) أمر داريوس العجيب (ع6-12):
6- و الآن يا تتناي و الي عبر النهر و شتر بوزناي و رفقاءكما الأفرسكيين الذين في عبر النهر ابتعدوا من هناك. 7- أتركوا عمل بيت الله هذا أما والي اليهود و شيوخ اليهود فليبنوا بيت الله هذا في مكانه. 8- و قد صدر مني أمر بما تعملون مع شيوخ اليهود هؤلاء في بناء بيت الله هذا فمن مال الملك من جزية عبر النهر تُعط النفقة عاجلا لهؤلاء الرجال حتى لا يبطلوا. 9- و ما يحتاجون اليه من الثيران و الكباش و الخراف محرقة لإله السماء و حنطة و ملح و خمر و زيت حسب قول الكهنة الذين في أورشليم لتعط لهم يوما فيوما حتى لا يهدأوا. 10- عن تقريب روائح سرور لإله السماء و الصلاة لاجل حياة الملك و بنيه. 11- و قد صدر مني أمرٌ أن كل إنسانٍ يغير هذا الكلام تسحب خشبة من بيته و يعلق مصلوبا عليها و يجعل بيته مزبلة من أجل هذا. 12- و الله الذي أسكن اسمه هناك يهلك كل ملك و شعب يمد يده لتغيير او لهدم بيت الله هذا الذي في أورشليم أنا داريوس قد أمرت فليفعل عاجلا.
ع6، 7: بعد محاولات الشيطان لإيقاف بناء بيت الرب، سواء من أيام رحوم وأرتحشستا (قمبيز) الملك وحتى أيام داريوس، لكن الله يتدخل ويجعل داريوس متعاطفاً مع اليهود لأن “قلب الملك فى يد الله كجداول مياه حيثما شاء يميله” (أم2: 1). وأصدر داريوس أمراً باستمرار بناء بيت الرب ظهر فيه ما يلى :
- احترم أمر كورش الملك السابق؛ لأن بعض الملوك فى كبرياء يهملون أوامر الملوك السابقين، بل يعارضونهم.
- كان أمره محدداً وحازماً لتتناى بعدم تعطيل البناء، فيبتعد كل الجنود والمساعدين لتتناى ولا يعوقون اليهود عن استكمال هيكل إلههم.
- أمر زربابل والى اليهود وشيوخهم أن يكملوا بيت الرب.
- تظهر حكمة داريوس فى اهتمامه بكسب محبة رعاياه، فالسماح ببناء اليهود لهيكل إلههم يجعلهم موالين وخاضعين له.
ع8: بعد البند الأول من أمر داريوس باستمرار البناء، كان البند الثانى فى هذه الآية وهو الإنفاق على هذا البناء من مال المملكة، فأمر والى عبر النهر وهو رئيس زربابل أن يعطيه أموالاً من الجزية المحصلة لحساب الملك؛ حتى يستطيع زربابل استكمال البناء.
وهذا يظهر تعاطف داريوس الشديد مع اليهود وإحساسه بظروفهم إذ أنهم فقراء ويحتاجون للمعونة المالية وهو فى هذا يحذو حذو كورش العظيم الذى أمر بالإنفاق على بناء بيت الرب من أموال المملكة.
ع9، 10: البند الثالث لأمر داريوس هو طلبه من تتناى أن يعطى اليهود احتياجاتهم من البهائم التى تقدم محرقات فى الهيكل وكذلك المواد الغذائية التى تصاحب هذه المحرقات عند تقديمها لله، مثل القمح والخمر .. بالكميات التى يطلبها الكهنة حسب احتياجات الهيكل وهذا يبين اهتماماً كبيراً من داريوس أن تستمر المحرقات فى تقديمها أمام الله، حتى أنه يقول لا يهدأوا عن تقديم محرقات، أى لا يقف أبداً تقديم هذه الذبائح.
البند الرابع فى أمر داريوس هو طلبه من اليهود أن يصلوا عنه هو وبنيه دائماً أمام الله. ومن المفيد أن نعلم عن داريوس أنه كان يؤمن بفكرة الإله الواحد ولكنه كان لا يعرفه، لذا توافق مع اليهود فى إيمانهم بإله واحد، إذ أنه كان يكره تعدد الآلهة وعبادة الأصنام، فهو وإن كان لا يؤمن بالله بعد، لكن يستريح ويقدر جداً عبادة اليهود لإله واحد، فتعاطف معهم جداً، كما يظهر من أمره هذا.
ع11: البند الخامس فى أمر داريوس هو معاقبة كل من يحاول تعطيل بناء الهيكل وحدد العقوبة – وهى صعبة جداً – أن يُسحب خشبة من التى بنى بها بيته، وبالتالى ينهدم بيته ويصبح حطاماً وأطلالاً ومزبلة تلقى فيها قاذورات الناس، ثم يصلب على هذه الخشبة، أى هلاك هذا الإنسان وهدم بيته وتشريد أسرته.
فمن يحاول أن يتحصن فى بيته المستقر القوى يوقف بناء بيت الرب، يُهدم بيته ويهلك بطريقة شنيعة وهى الصلب بأداة من بيته، أما بيت الرب يُبنى ويُكمل، فيأتى شره على رأسه ويهلك، أما بيت الله فيكمل.
ع12: أظهر داريوس فى النهاية إيمانه بالله كإله عظيم وقادر على معاقبة أعدائه فى دعائه له أن يهلك كل من يقاومه، سواء كان ملكاً، أو شعباً.
وفى نهاية الرسالة التى تحوى هذا الأمر وقَّع داريوس وأمر بالإسراع فى تنفيذ هذا الأمر.
من هذا نرى عملاً إلهياً معجزياً قد حدث فى قلب داريوس، حتى أنه أمر هذا الأمر، الذى يحوى تنفيذ ما يلى سريعاً :
- عدم تعطيل بناء الهيكل والاستمرار فى بنائه.
- الصرف على احتياجات الهيكل من أموال الدولة.
- تقديم البهائم والمواد الغذائية اللازم تقديمها لله فى هيكله.
- طلب الصلاة من أجله هو وبنيه.
- معاقبة من يقاوم بناء الهيكل بالموت صلباً وهدم بيته وتحويله إلى مزبلة.
فى أمر داريوس نرى كيف يحول الله الشر إلى خير، فإن كان الشيطان قد أثار الأشرار ضد بيت الرب، ولكن الله الذى هو أقوى منه، عندما اقترب إليه شعبه حرك داريوس فأعطى أمراً أفضل وأقوى من أمر كورش.
لا تخف من حروب إبليس والتجئ إلى الله واطلب كل ما تحتاجه، فيتدخل سريعاً ويعطيك أكثر مما تطلب، أو تفتكر.
(3) إكمال بيت الرب وتدشينه (ع13-22):
13- حينئذ تتناي والي عبر النهر و شتر بوزناي و رفقاؤهما عملوا عاجلا حسبما أرسل داريوس الملك. 14- و كان شيوخ اليهود يبنون و ينجحون حسب نبوة حجي النبي و زكريا ابن عدو فبنوا و أكملوا حسب أمر إله إسرائيل و امر كورش و داريوس و أرتحششتا ملك فارس.
15- و كمل هذا البيت في اليوم الثالث من شهر آذار في السنة السادسة من ملك داريوس الملك. 16- و بنو إسرائيل الكهنة و اللاويون و باقي بني السبي دشنوا بيت الله هذا بفرح. 17- و قربوا تدشينا لبيت الله هذا مئة ثور و مئتي كبش و أربع مئة خروف و اثني عشر تيس معزى ذبيحة خطية عن جميع إسرائيل حسب عدد أسباط إسرائيل. 18- و أقاموا الكهنة في فرقهم و اللاويين في أقسامهم على خدمة الله التي في أورشليم كما هو مكتوب في سفر موسى. 19- و عمل بنو السبي الفصح في الرابع عشر من الشهر الأول. 20- لان الكهنة و اللاويين تطهروا جميعا كانوا كلهم طاهرين و ذبحوا الفصح لجميع بني السبي و لأخوتهم الكهنة و لأنفسهم. 21- و اكله بنو اسرائيل الراجعون من السبي مع جميع الذين انفصلوا إليهم من رجاسة أمم الأرض ليطلبوا الرب اله اسرائيل. 22- و عملوا عيد الفطير سبعة أيام بفرح لان الرب فرحهم و حول قلب ملك آشور نحوهم لتقوية أيديهم في عمل بيت الله إله إسرائيل
ع13: فرح تتناى بأمر داريوس الذى جاء وفق مشاعر تتناى وأسرع ينفذ الأمر بكل دقة. وهذا يؤكد أمانة تتناى الذى أرسل أولاً بدقة كل ما رآه فى بناء بيت الرب وها هو يسرع الآن فى تنفيذ أوامر الملك. كل هذا بتدبير الله بإكمال بناء بيته.
ع14: تشجع اليهود، فعملوا بسرعة لإتمام البناء، حتى كمل بناء بيت الرب وأتموا كلام الله الذى قاله على فم نبييه حجى وزكريا بأن زربابل سيتم البناء (حج1: 8 ، زك4: 9).وبهذا أرضوا الله وأطاعوا أيضاً ملوك فارس وهم كورش وداريوس وكذلك أرتحشستا، الذى تملك فيما بعد وعاد فى أيامه عزرا ونحميا لأورشليم، حيث بنوا سور المدينة. فعزرا هنا – كاتب السفر – يذكر كل ملوك فارس الذين شجعوا وأمروا اليهود أن يهتموا ببناء بيت الرب وسور مدينته. وأرتحشستا المذكور هنا لم يشترك فى بناء الهيكل ولكن ذُكر تكريماً له؛ لأنه أمر بعد أكثر من سبعين عاماً من بناء الهيكل ببناء سور أورشليم.
ع15: بدأ استكمال بناء الهيكل فى السنة الثانية لملك داريوس (عز3: 8) وكمل البناء فى السنة السادسة لملكه، أى استغرق أربع سنوات تقريباً، وكان ذلك عام 516 ق.م فى اليوم الثالث من شهر آذار فى التقويم السريانى، الذى يقابل شهر مارس فى السنة الميلادية.
ع16، 17: اجتمع الكهنة واللاويون وباقى الشعب، ليدشنوا بيت الرب ويصبح مكاناً مقدساً لعبادة الله وكان يوماً عظيماً عبروا فيه عن محبتهم لله بتقديم عدد كبير من الذبائح هو مئة ثور ومئتى كبش وأربع مئة خروف، بالإضافة إلى إثنى عشر تيساً. ونلاحظ فى هذه الذبائح ما يلى :
- عددها أقل بكثير جداً مما قدمه سليمان، عند تدشينه الهيكل وكذلك ما قدمه حزقيا الملك ويوشيا الملك فى الاحتفال بالفصح (1مل8: 63 ، 2أى30: 24 ؛ 35 : 7).
- قدموا ذبائح خطية لأنهم اخطأوا بإهمالهم بناء بيت الرب ولكن عند بناء المذبح وتأسيس الهيكل قدموا ذبائح محرقة فقط إرضاءاً لله.
- قدموا اثنى عشر تيساً عن أسباط بنى إسرائيل الإثنى عشر، مع أن الراجعين من السبى كانوا من سبطى يهوذا وبنيامين، فهذا يبين أن الراجعين أصبحوا هم مملكة إسرائيل الواحدة يقدمون محبة عن إخوتهم ذبائح خطية، سواء رجع قليل من هذه الأسباط، أو قد يرجع مع الوقت البعض منهم.
فرح كل الشعب كباراً وصغاراً، رجالاً ونساءاً وأطفالاً برضاء الله عليهم؛ لأنه أعادهم من السبى وأعطاهم أن يبنوا بيته ولكن دعاهم الله هنا بنى السبى؛ ليتذكروا دائماً خطيتهم، التى بسببها تم سبيهم ولكن رحمة الله أرجعتهم من السبى.
ونرى بوضوح أن بيت الرب الذى بناه زربابل كان أقل بكثير من الذى بناه سليمان وإليك هذه المقارنة بين البيتين :
جدول للمقارنة بين هيكل سليمان وهيكل زربابل
هيكل زربابل | هيكل سليمان | نوع المقارنة | م |
9 سنوات هى ستة شهور فقط بناء فى عهد كورش ثم توقف البناء لمدة أربع سنوات ونصف ثم استكمل البناء فى أربع سنوات فى عهد داريوس (عز6: 15) | سبع سنوات متصلة (1مل6: 38) | مدة بنائه | 1 |
أنقاض هيكل سليمان + تبرعات الشعب + عطايا الدولة الفارسية | أعد داود معظمها | تجهيزاته | 2 |
متواضع جداً بالنسبة لهيكل سليمان (حج2: 3). | رائع فى جماله وعظمته | مظهره | 3 |
لم يظهر شكل مادى لحلول الله. | سحاب كثيف منع الكهنة من الوقوف فى الهيكل (1مل8: 11). | حلول الله عند تدشينه | 4 |
لم يذكر وجود تابوت عهد فى هذا الهيكل؛ لأنه فقد غالباً. | أصعدوه للهيكل بمجد عظيم (1مل8: 5). | تابوت العهد | 5 |
100 ثوراً و200 كبشاً و400 خروفاً | 22 ألف ثوراً و120 ألف خروفاً | ذبائح التدشين | 6 |
واحدة ضعيفة تحوى سبطى يهوذا وبنيامين وكانت ولاية خاضعة للملكة الفارسية | واحدة قوية تحوى إثنى عشر سبطاً | المملكة | 7 |
لا يوجد ملك بل كانت إسرائيل ولاية تابعة للمملكة الفارسية | أعظم ملك فى زمانه وهو سليمان | الملك | 8 |
رغم تواضعه كان أعظم من هيكل سليمان لدخول المسيح فيه (حج2: 9). | عظيماً فى مظهره | مجده | 9 |
ع18: بعد تدشين الهيكل نظموا الخدمة به، بترتيب فرق الكهنة وفرق اللاويين، التى تتناوب على الخدمة، أى عادت الحياة والعبادة لبيت الرب.
ع19: فرح الشعب بهيكل الله وعملوا أهم أعيادهم وهو الفصح فى اليوم الرابع عشر من الشهر الأول بعدما حفظوا الخروف أربعة عشر يوماً كما نصت الشريعة (خر12: 1-10). وبهذا أظهرت كل أسرة شكرها لله الذى حررهم من عبودية بابل بأوامر كورش، ثم تعضيد داريوس، كما شكروا الله قديماً بعمل الفصح فى مصر، عندما حفظ أبكارهم وضرب المصريين بالعشر ضربات، ثم أطلقهم لعبادته فى برية سيناء.
ذكر فى العهد القديم أن بنى إسرائيل عملوا الفصح ست مرات هى :
- فى أرض مصر أيام موسى قبل خروجهم مباشرة (خر12: 1-11).
- فى برية سيناء فى أيام موسى (عد5: 9).
- فى الجلجال أيام يشوع (يش5: 10).
- أيام حزقيا الملك (2أى30: 15).
- فى زمن يوشيا الملك (2مل23: 21).
- أيام زربابل (عز6: 19).
ليس معنى هذا أنه لم يعمل الفصح غير الست مرات هذه، ولكن ذكرت هذه المرات؛ لأنها تحمل عهداً مع الله وتجديد العلاقة معه.
ع20: اهتم الكهنة واللاويون بالاستعداد للفصح، فتطهروا حسب الشريعة وبالتالى قاموا بدورهم فى ذبح خراف الفصح لكل أسرة من أسر بنى إسرائيل وعيَّد الكل للرب.
ع21: اشترك فى هذا الفصح اليهود الراجعون من السبى، بالإضافة إلى اليهود الذين كانوا مقيمين فى بلاد إسرائيل ولم يذهبوا إلى السبى وكانوا قد اختلطوا بزيجات وثنية، فانفصلوا عنها وتطهروا، فاستطاعوا أن يأكلوا من الفصح.
ويتضح هدف عمل الفصح هنا أنهم طلبوا الله، أى عادوا بقلوبهم إليه تاركين ما تعلموه فى السبى من الوثنيين وظهروا كشعب مؤمن بالله.
ع22: أكملوا عيد الفصح بعمل عيد الفطير التالى له سبعة أيام وفرحوا بعباداتهم لله الذى أرجعهم من السبى على يد كورش وبنوا بيت الرب بأمر كورش وداريوس، اللذين تملكا على كل البلاد التى كانت تابعة لأشور وبابل، وإن كانت أشور قد أخذتهم للسبى قديماً، فالآن من يملك على أشور، أى كورش، ثم داريوس يعيدانهم ويبنيا لهم هيكل إلههم.
بنهاية هذا الإصحاح ينهى عزرا أخبار حقبة زمنية بدأت من عام 536 ق.م عند رجوع شعب الله على يد زربابل واستمرت هذه الحقبة حتى عام 516 ق.م (ص1-6)، حيث تم بناء بيت الرب وتدشينه، أى فترة ثلاثين عاماً. إن فرحك الحقيقى هو فى عبادتك لله فى كنيسته وفى مخدعك. فاهتم أن تعطى أحسن أوقات حياتك؛ لتتمتع بالوجود فى حضرة الله، فتدخله فى حياتك، ويعمل فيك بقوة.