الله يخلص أولاده المُذلين
(1) الجوع (ع1- 7):
1- اذكر يا رب ماذا صار لنا. أشرف و انظر إلى عارنا. 2- قد صار ميراثنا للغرباء. بيوتنا للأجانب. 3- صرنا أيتاماً بلا أب. أمهاتنا كأرامل. 4- شربنا ماءنا بالفضة. حطبنا بالثمن يأتي.
5- على أعناقنا نضطهد نتعب و لا راحة لنا. 6- أعطينا اليد للمصريين و الأشوريين لنشبع خبزاً.
7- آباؤنا أخطأوا و ليسوا بموجودين و نحن نحمل آثامهم.
ع1: أشرف : تطلع من الشرفة.
الأصحاح الأخير صلاة أكثر منه مرثاة فيتضرع إلى الله لينظر إلى حالة شعبه السيئة والعار الذي صاروا فيه.
ع2: أول ما يلاحظه الله أو يطلبه إرميا منه أن يخلصهم من الاحتلال البابلي الذي استولى على بيوتهم وحقولهم وكل ما يمتلكون وهذا ما يفعله الشيطان مع من يتهاون في الخطية فيسلب قدراته.
ع 3 : بعد قتل رجال مملكة يهوذا صار الأطفال يتامى وأمهاتهم أرامل أي صاروا ضعفاء لا قوة لهم فالإنسان الساقط في الخطية فقد قوة الله العامل فيه لأنه رفض الله فتخلى الله عنه.
ع 4 : ضيق العدو البابلي على أورشليم المحاصرة أو بعدما سقطت في أيديهم وقتلوا رجالها فصارت الاحتياجات الضرورية للحياة غير متوفرة مثل الماء فكانوا يشترون لقلته بثمن غالي يعبر عنه بالفضة، وحتى الحطب أي أعواد النباتات الجافة التي تستخدم لإشعال النار وهي تعتبر رخيصة جداً وبلا ثمن أي أن الغلاء شديد والحاجات الضرورية للإنسان غير متوفرة وهذا ما يفعله الشيطان ليبعدنا عن الله مصدر حياتنا، فالروح القدس هو ينبوع مائنا والنار التي تحرق خطايانا.
ع 5 : استعبد البابليون شعب الله ووضعوا النير على أعناقهم ليعملوا بالسخرة أو ضربوهم بالعصى على أعناقهم وطردوهم من مدنهم ورغم العمل والتعب الكثير لم يحصلوا على القوت الضروري.
ع 6 : في ضيق الجوع الذي صار فيه اليهود حاولوا طلب المعونة من مصر أو أشور لينالوا الخبز أي ضرورات الحياة ولكن لم يسعفهم أحد وكان الأجدر بهم أن يلتجأوا إلى الله ولا يتكلوا على ذراع بشر فعندما تابوا وعادوا إلى الله أعادهم من السبى.
ع 7 : يعترف إرميا نيابة عن الشعب بأن آبائهم أخطأوا بعبادة الأوثان والشهوات الشريرة والأبناء جاء عليهم تأديب الرب وذلك لأنهم ساروا في طريق خطايا آبائهم فاستحقوا العقاب.
لا تتنازل عن أسلحتك الروحية وغذائك وهو التناول وكلمة الله والصلاة لئلا يحرمك الشيطان منها وتحصل عليها بصعوبة بعد ذلك. تمسك بقانونك الروحي وأغصب نفسك عليه فما تغصب نفسك عليه اليوم ستتعود عليه وتتمتع به غداً.
[2] الذل (ع 8 – 18) :
8- عبيد حكموا علينا ليس من يخلص من أيديهم. 9- بأنفسنا نأتي بخبزنا من جرى سيف البرية. 10- جلودنا أسودت كتنور من جرى نيران الجوع. 11- أذلوا النساء في صهيون العذارى في مدن يهوذا. 12- الرؤساء بأيديهم يعلقون و لم تعتبر وجوه الشيوخ. 13- أخذوا الشبان للطحن و الصبيان عثروا تحت الحطب. 14- كفت الشيوخ عن الباب و الشبان عن غنائهم. 15- مضى فرح قلبنا صار رقصنا نوحاً. 16- سقط إكليل رأسنا ويل لنا لأننا قد أخطأنا. 17- من أجل هذا حزن قلبنا من أجل هذه أظلمت عيوننا. 18- من أجل جبل صهيون الخرب الثعالب ماشية فيه.
ع 8 : كانت أورشليم مدينة عظيمة وشعب الله يفتخر بوجود الهيكل في وسطهم وكانوا أسمى من جميع الشعوب بمعرفتهم لله ولكن إذ تركوا الله ضعفوا وتسلط عليهم من هم أضعف منهم الذين كانوا روحياً بمثابة العبيد لهم فصاروا رؤساء ومحتلين لهم وطال احتلالهم ولم يخلصهم أحد من الشعوب المحيطة لأن الله أراد تأديبهم 70 عاماً هي مدة سبيهم.
ع 9 : ومن قسوة الاحتلال البابلي الذي سيطر على شوارع أورشليم وبلاد اليهودية صار من الصعب على شعب الله أن يحصلوا على خبزهم أي القوت الضروري فكانوا يختلسون الفرصة ليجمعوا بعض حبوب القمح أو الشعير أو ثمار الحقل ليسدوا جوعهم.
ع 10 : تنور : فرن
اشتد الجوع بشعب الله وطالت مدته فلصق جلدهم بعظامهم بل صار غامقاً يميل للسواد كأن جلودهم احترقت في تنور وصارت سوداء.
ع 11 : امتدت يد جنود بابل لتعتدي وتغتصب النساء العذارى من شعب الله. هكذا الشيطان يذل من يخضع له بالشهوات الشريرة.
ع 12 : امتد الإذلال البابلي فعذب الشعب وخاصة رؤسائهم فعلقوهم من أيديهم في الهواء وامتدت يد التعذيب للشيوخ كما الشباب.
كن حريصاً من الخطية سواء كنت رجلاً أو امرأة شاباً أو شابة أو في سن الشيخوخة لأن الشيطان يستغل كل فرصة لإسقاطك في الخطية فاحترس من مصادر الخطية وابتعد عنها وإن سقطت فتب سريعاً ليرفعك الله وتدوس إبليس.
ع 13 : استخدمت بابل شباب شعب الله للطحن استغلالاً لقوتهم بدل من النساء اللاتي كانت تطحن على الرحى أما الصبيان فكانوا يستغلونهم للعمل في البيوت لحمل الحطب وإشعال النيران فكانوا يسقطون من شدة التعب.
ع 14 : اعتاد الشيوخ أن يجلسوا عند باب المدينة للقضاء وفض المنازعات ولكن بعد تخريب البلاد لم يعودوا يجلسون على الساحة عند الباب، ومن ناحية أخرى صار الشباب في حزن ولم يعودوا يغنون أغاني الفرح. عندما يتهاون الإنسان في الخطية يفقد قدرته على التمييز والحكم يفقد أيضاً فرحه.
ع 15 : زال الفرح من قلوب شعب الله وبدل التعبير عن الفرح بالألعاب الراقصة صاروا في بكاء على الذل الذي أصبحوا فيه.
ع 16 : ضاع أيضاً المجد الذي لهم والمعبر عنه بالإكليل الذي يلبسونه على رؤوسهم. كل هذا تأديب من الله بسبب خطايانا.
ع 17 : صارت القلوب في حزن وضعفت الأعين من كثرة البكاء وهذا يرمز لضعف البصيرة الروحية عند الخطاة وفقدانهم السلام والسعادة
ع 18 : أورشليم المبنية على خمسة جبال أهمها جبل صهيون صارت خراباً وبدلاً من أن يمشي على هذه الجبال أبناؤها صارت مهجورة من البشر وتجري فيها الثعالب.
[3] الرجاء (ع 19 – 22) :
19- أنت يا رب إلى الأبد تجلس. كرسيك إلى دور فدور. 20- لماذا تنسانا إلى الأبد و تتركنا طول الأيام. 21- أرددنا يا رب إليك فنرتد جدد أيامنا كالقديم. 22- هل كل الرفض رفضتنا هل غضبت علينا جداً.
ع 19 : تتجه قلوب شعب الله في رجاء إليه ليخلصهم من ذلهم فيعلنون إيمانهم بقوته، فهو ملك الملوك الذي يجلس على عرشه في السماء وملكه دائم إلى الأبد، أما كل شعوب العالم فهي زائلة وقوتهم مؤقته بل هو يستخدمهم لتنفيذ إرادته.
ع 20 : يتضرع شعب الله إليه حتى لا يتركهم كثيراً لهذا التأديب والذل تحت يد بابل، ومن طول المدة وقسوة التأديب شعروا أنها مدة طويلة فتضرعوا إلى الله ليرفع عنهم العقاب.
ع 21 : في رجاء يطلب الشعب من الله أن يردهم إليه ويجدد حياتهم فيه فيعودون ويعبدونه بنقاوة، فرجوعهم من السبى هو رجوع لعبادة الله في هيكله أي هو رجوع روحي وليس رجوع لامتلاك الأراضي والخيرات المادية.
ع 22 : يتساءل شعب الله من عمق الضيقة ويستنكرون على الله أن يرفضهم تماماً ويغضب عليهم إلى الأبد لأنه أبوهم الرحوم الحنون. تضرع إلى الله في كل احتياجاتك وثق أنه يحبك ويريد أن يرفع عنك كل ضيقة ولكنه ينتظر إيمانك ومحبتك له التي تظهر في لجاجة الصلاة.