شريعة الله
شعر الشعب بالطمأنينة بعد بناء السور وأبوابه واهتموا بأنسابهم وبدأت تتحرك مشاعرهم نحو الله بتقديم عطايا لهيكله، هذا ما رأيناه فى الأصحاحات السابقة. أما فى هذا الأصحاح، فتظهر شريعة الله التى هى أساس بنيان الشعب وعلاقتهم بالله.
فى هذا الأصحاح يبدأ ظهور عزرا الكاهن والكاتب، الذى سبق مجئ نحميا إلى أورشليم بثلاثة عشر عاماً وأعد الشعب روحياً. وعدم ذكره فى الأصحاحات السابقة؛ كان بسبب التركيز على الاحتياج الشديد لنحميا القائد فى بناء السور، أما العمل الروحى وقراءة وتفسير الشريعة كان يحتاج بالأكثر إلى نحميا وعزرا للاهتمام بالحياة الروحية لشعب الله فى هذا الأصحاح.
(1) الاستماع إلى الشريعة (ع1-8) :
1- اجتمع كل الشعب كرجل واحد إلى الساحة التي أمام باب الماء و قالوا لعزرا الكاتب أن يأتي بسفر شريعة موسى التي أمر بها الرب إسرائيل. 2- فأتى عزرا الكاتب بالشريعة أمام الجماعة من الرجال و النساء و كل فاهم ما يسمع في اليوم الأول من الشهر السابع. 3- و قرأ فيها أمام الساحة التي أمام باب الماء من الصباح إلى نصف النهار أمام الرجال و النساء و الفاهمين و كانت آذان كل الشعب نحو سفر الشريعة. 4- و وقف عزرا الكاتب على منبر الخشب الذي عملوه لهذا الأمر ووقف بجانبه متثيا و شمع و عنايا و أوريا و حلقيا و معسيا عن يمينه و عن يساره فدايا و ميشائيل و ملكيا وحشوم و حشبدانة و زكريا و مشلام. 5- و فتح عزرا السفر أمام كل الشعب لأنه كان فوق كل الشعب و عندما فتحه وقف كل الشعب. 6- و بارك عزرا الرب الإله العظيم و أجاب جميع الشعب آمين آمين رافعين أيديهم و خروا و سجدوا للرب على وجوههم إلى الأرض.7- ويشوع و باني وشربيا و يامين و عقوب و شبتاي و هوديا و معسيا و قليطا و عزريا و يوزاباد و حنان وفلايا واللاويون افهموا الشعب الشريعة و الشعب في أماكنهم. 8- و قرأوا في السفر في شريعة الله ببيان وفسروا المعنى و افهموهم القراءة.
ع1: باب الماء : يقع جنوب شرق أورشليم ويؤدى إل نهر جيحون، الذى هو المصدر الرئيسى للماء الذى يغذى أورشليم.
بعد استكمال السور فى الشهر السادس (ص6: 15) وتنظيم الحراسة والانتساب، اجتمع الشعب اليهودى كله بقلب واحد وكان ذلك فى بداية الشهر السابع، كما تحدثنا فى آخر آية فى الأصحاح السابق، لأن هذا اليوم هو عيد معروف عندهم هو عيد الأبواق، ويدعى أيضاً عيد الهتاف (لا23: 23-25، عد29: 1-6)، وكانوا فى هذا العيد يتركون أعمالهم ويتفرغون لعبادة الله. بالإضافة إلى أن اليهود كانوا يعيدون فى أول كل شهر (عد10: 10).
يتضح من اجتماع الشعب فى هذا العيد أن عزرا قد نجح منذ 13 عاماً فى تعليم الشعب عبادة الله، والتمسك بالأعياد المقدسة، فيجتمعون فى أورشليم. من ذوات أنفسهم وليس بمناداة أحد لهم، إذ أنهم قد رأوا عمل الله ومساعدته لهم فى بناء سور أورشليم تحت قيادة نحميا، فاهتموا أن يأتوا؛ ليقدموا العبادة المقدسة لله فى هذا العيد.
اجتمع الشعب فى الساحة الواقعة فى أورشليم، أمام باب الماء؛ لأنها ساحة كبيرة تتسع لأعداد الشعب الكبيرة، التى لا تسعها ساحة الهيكل.
اجتماع الشعب كرجل واحد تظهر الوحدانية، التى ظهرت بعد الرجوع من السبى، فلم يعد هناك مملكة إسرائيل ومملكة يهوذا، بل قادتهم ضيقة العبودية إلى التوبة ومحبة الله، فتقدموا بقلب واحد ليعبدوه.
الاجتماع عند باب الماء يرمز إلى الاجتماع أمام المسيح الماء الحى والروح القدس نبع الحيـاة. وقـد أعلن المسيح عن نفسه أنه ماء الحياة وكان ذلك فى عيد المظال فى أورشليم (يو7: 37، 38).
يقع باب الماء فى شرق أورشليم وهذا يرمز إلى الاتجاه نحو الشرق فى الصلاة؛ لنقف أمام المسيح نبع الحياة.
ظهرت أشواق الشعب لله فى طلبهم من عزرا الكاهن والكاتب ليقرأ لهم سفر شريعة الله، فيتضح من هذا عمل عزرا ومن بعده نحميا فى إعداد الشعب، فأصبحوا محبين ومشتاقين لسماع كلمة الله.
والمقصود بسفر الشريعة ليس أسفار موسى الخمسة ولكن واجبات الشعب نحو الله ونحو بعضهم البعض وهى جزء من سفر التثنية والذى سجل قبل ذلك فى سفر الخروج.
ع2: فرح عزرا بالاهتمام الروحى الذى فى الشعب وطلبهم الاستماع للشريعة، فأسرع لإحضار سفر الشريعة فى عيد الأبواق، أى فى اليوم الأول من الشهر السابع؛ ليقرأ فيه للجموع المحتشدة فى الساحة من الرجال والنساء وكذا الأطفال الذين كبروا وأصبحوا قادرين على فهم كلام الله.
من المعروف تاريخياً أن عزرا اهتم بجميع أسفار العهد القديم (عز7: 6، 12) فكان دارساً للأسفار وخاصة سفر الشريعة المذكور فى سفرى الخروج واللاويين والذى كان يحفظ نسخة منه فى الهيكل. إن الشريعة هى سبب تميزهم عن الأمم، وأن تمسكهم بها يهبهم قوة الله التى أرجعتهم من السبى وساندتهم فى بناء السور؛ ولذا طلبوا الاستماع للشريعة مصدر قوتهم.
يلاحظ أن رئيس الكهنة يوياقيم بن يشوع بن يوصاداق المذكور فى (ص12: 26) لم يذكر اسمه فى هذا الاحتفال الدينى والسبب غير معروف، وقد يكون بسبب مرضه، أو تخاذله وتهاونه خاصة وأن كهنة من أسرته تزوجوا بأجنبيات (عز10: 18)، وربما لم يظهر لاتضاعه وأفسح المجال لعزرا الكاهن المتميز فى دراسة الشريعة.
ع3: كان اجتماع الشعب فى الصباح من بداية النهار، ووقف عزرا يقرأ لهم فى سفر الشريعة، وغالباً كان بهدوء ليفهموا الكلام وظل حتى منتصف النهار، أى حوالى الثانية عشر ظهراً ومعنى هذا أنه استمر يقرأ مدة طويلة هى حوالى ست ساعات. وذلك يبين مدى اشتياق الشعب لمعرفة كلمة الله وتنفيذها.
كان الشعب يسمعون بإنصات شديد، أى أن آذانهم وقلوبهم كانت متعلقة بكلام الله وهذا يبين محبتهم وارتباطهم بالله عكس ما كانوا فيه قبل السبى، عندما أهملوا الشريعة، فسمح لهم الله بتأديب السبى؛ ليرجعوا إليه.
قدر ما تكون مشتاقاً لكلام الله عندما تقرأ فى الكتاب المقدس، سيكشف لك الله عن محبته وأسراره. فكن مواظباً على قراءة الكتاب المقدس واختر الوقت المناسب؛ لتقرأ فيه وتشبع وتفرح.
ع4: علم عزرا الشعب الاهتمام بالأعياد وتقديم العبادة فيها لله، فكان متوقعاً اجتماعهم فى هذا العيد، خاصة بعد انتصارهم وإكمالهم بناء السور، فأعد منبراً خشبياً كبيراً، هو منصة تتسع لوقوف عدد كبير عليها، كما هو مذكور هنا أنه وقف عليها أربعة عشر شخصاً، وهو يشبه “المنجلية” الموجودة فى الكنيسة ولكن بحجم أكبر بكثير، فيوجد فيه مكان لوضع الكتاب المقدس، بالإضافة إلى مكان كبير يقف عليه القارئون.
وهذه أول مرة يذكر فيها كلمة “منبر” فى الكتاب المقدس، وكان هذا المنبر عالياً عن الأرض، أى يصعد عليه بسلم، ولو بضع درجات، فكان عزرا واقفاً عليه على مستوى أعلى من الشعب، كما يظهر من (ع5).
وقف ستة أشخاص عن يمين عزرا وسبعة عن يساره، هؤلاء المذكورون هم غالباً من الكهنة، الذين استعان بهم عزرا لما يلى :
- ليعلن للشعب اهتمام الكهنة بكلمة الله، فيشعر كل الشعب بمهابة الشريعة.
- غالباً ساعدوا عزرا فى قراءة الشريعة، أى تناوبوا على القراءة، لأنها كانت مدة طويلة حوالى ست ساعات، كما ذكرنا.
- وقوف وقراءة هؤلاء الكهنة المساعدين لعزرا يعطيهم نعمة فى أعين الشعب، فيشجع الكهنة على قراءة الشريعة فى أوقات أخرى ويقبل الشعب هذا بسرور منهم.
ع5: فتح عزرا السفر أمام كل الشعب وكان بشكل درج، أى قطعة من الجلد، أو الورق ملفوفة، ففتحه أى صار صفحة كبيرة؛ حتى يبدأ القراءة فيها.
عندما فتح عزرا السفر شعر الشعب بمهابة كلمة الله، التى سيسمعونها من فم عزرا، فوقفوا كلهم احتراماً وخشوعاً أمام الله. وهذا مازال يحدث حتى الآن فى الكنيسة عندما يقرأ “الإنجيل” فى القداسات وجميع الصلوات الطقسية.
ع6: شعر عزرا أنه أمام الله – عندما فتح السفر – فبارك الله وشكره بالنيابة عن جميع الشعب، الذى أعطاهم نعمة أن يقرأوا ويفهموا كلامه، إذ هم شعبه، فهى نعمة لم يعرفها الأمم بعد، ولكن كان يتمتع بها وقتذاك شعب الله وحده.
عندما شعر الشعب بحضرة الله لما صلى عزرا وبارك الله رفع الكل أياديهم، مشاركين عزرا فى مشاعر الصلاة وقالوا آمين آمين، معلنين إحساسهم بحضرة الله، مثل عزرا.
وفى خشوع شديد سجد الشعب كله أمام الله معلنين خضوعهم له واستعدادهم لطاعة شريعته.
لذا فاشتراك الشعب فى هذه الأيام فى الكنيسة عندما يصلون ويرفعون أياديهم ويقولون آمين ويسجدون أمام الله، يعلنون تجاوبهم ومحبتهم لله، فطقس الكنيسة يشجع الشعب على التعبير عن محبتهم وخضوعهم لله.
ع7، 8: بعد قراءة السفر على المنبر تقدم خمسة عشر رجلاً هم فى الغالب كهنة ومعهم عدد من اللاويين الدارسين والفاهمين لشريعة الله وانتشروا بين حشود الشعب المجتمعة فى الساحة وعملوا ما يلى :
- قرأوا ثانية الشريعة لهم، أى أن كل شخص وقف مع مجموعة يعيد عليهم القراءة، لعل ذهنهم يكون قد تشتت أثناء القراءة ولم يستوعبوا بعض الأجزاء.
- شرحوا لهم معنى الشريعة، أى قرأوها ببيان وردوا على أسئلتهم، أى جعلوا الشعب كله يستوعب قصد الله من الشريعة.
- بعض الشعب الراجعين من السبى، تغيرت لغتهم، إذ دخلت فيها كثير من الكلمات الكلدانية، أوالآرامية، التى تعلموها أثناء إقامتهم فى السبى، فاختلفت لغتهم بشكل كبير عن اللغة العبرية التى كتبت بها الشريعة، ولذا احتاجوا إلى ترجمة وشرح معنى كلمات الشريعة.
يفهم من هاتين الآيتين أن العمل كان منظماً جداً، فلم يتحرك الشعب من مكانه؛ حتى لا تحدث ضوضاء، بل قسم الكهنة واللاويون الشعب إلى مجموعات، وقف وسط كل مجموعة شخص للقراءة والشرح.
(2) تأثر الشعب بالشريعة (ع9-13) :
9- و نحميا أي الترشاثا و عزرا الكاهن الكاتب و اللاويون المفهمون الشعب قالوا لجميع الشعب هذا اليوم مقدس للرب إلهكم لا تنوحوا و لا تبكوا لأن جميع الشعب بكوا حين سمعوا كلام الشريعة. 10- فقال لهم اذهبوا كلوا السمين و أشربوا الحلو و أبعثوا أنصبة لمن لم يعد له لان اليوم إنما هو مقدس لسيدنا و لا تحزنوا لأن فرح الرب هو قوتكم. 11- و كان اللاويون يسكتون كل الشعب قائلين أسكتوا لان اليوم مقدس فلا تحزنوا. 12- فذهب كل الشعب ليأكلوا و يشربوا ويبعثوا أنصبة و يعملوا فرحا عظيما لأنهم فهموا الكلام الذي علموهم إياه.13- و في اليوم الثاني اجتمع رؤوس آباء جميع الشعب و الكهنة و اللاويون إلى عزرا الكاتب ليفهمهم كلام الشريعة.
ع9: نخس الشعب فى قلبه، عندما سمعوا كلام الشريعة، وشعروا بخطاياهم وتعديهم على شريعة الله وعلموا أن الله أدبهم بالسبى لكثرة خطاياهم، وساعدهم على بناء السور؛ لرجوعهم إليه، فشعروا بحاجتهم للتمسك بكل كلام الشريعة، فبكوا كثيراً وهذا يبين حساسية الشعب وتوبته ورجوعه إلى الله.
ولكن تدخل قادة الشعب وهم نحميا وعزرا والكهنة واللاويون وطلبوا من الشعب أن يكف عن البكاء؛ لأن اليوم عيد للرب، ينبغى أن يفرحوا فيه. وهكذا نجد وحدانية الفكر بين قادة الشعب، فاستطاعوا أن يهدئوا الجموع فى هذا العيد؛ لأن أعياد الله فرصة للفرح وليس فيها بكاء؛ إلا عيد الكفارة، الذى هو رمز لموت المسيح الفادى، فكانوا يبكون فيه (لا23: 27) وهو يقابل اليوم الجمعة العظيمة فى كنيسة العهد الجديد.
ع10: خلاصة كلام القادة؛ نحميا وعزرا للشعب هو ما يلى :
- أن يفرحوا أمام الله ويأكلوا ويشربوا ويشكروه على كل أعماله معهم.
- ألا ينسوا العطاء للمحتاجين؛ الذين يعجزون عن إعداد أطعمة لأنفسهم؛ حتى يشترك الكل فى الفرح بالعيد، وهذا هو المقصود بإرسال أنصبة لمن لم يعد، فهكذا كان معتاداً فى أعياد الرب ومازال حتى اليوم.
- أن يتذكروا أن اليوم عيد مقدس لله وليس وقت للبكاء، بل للعمل الإيجابى وهو الصلاة ومساعدة المحتاجين، كما ذكرنا.
- أظهروا لهم أن الفرح بالرب يعطيهم قوة، فلا يخافون من الأعداء، بل يتقدموا فى تمسكهم بشريعة الله وفى كل عمل إيجابى.
اشكر الله على عطاياه وافرح فى كل أعياد الله وفى يوم الأحد واشرك الآخرين معك فى الفرح، بأن تساعد المحتاجين وتشجع الضعفاء وتدعو البعيدين إلى الكنيسة.
ع11، 12: ساعد اللاويون والمقصود بهم الكهنة وكل من يساعدهم من اللاويين الفاهمين نحميا وعزرا فى دعوة الشعب للتوقف عن البكاء والفرح بالعيد بكل التفاصيل المذكورة فى الآية السابقة.
وحتى اليوم فعلى الخدام دور كبير فى الخدمة، فيساعدون الأساقفة والكهنة فى قيادة الشعب فى الطريق الروحى.
وأطاع الشعب تعاليم قادتهم الروحيين فى كل ما قالوه، وهذا يبين روحانية الشعب ومدى خضوعه لله.
ع13: انصرف الكل فى هذا اليوم، ولكن عاد فى اليوم التالى رؤساء الشعب والكهنة واللاويون واجتمعوا مع عزرا فى خضوع؛ ليتعلموا منه تفاصيل فى الشريعة، ولعلها كانت الخاصة بعيد المظال، الذى سيأتى الكلام عنه فى الآيات التالية. وهذا يبين أن المعلم لابد أن يظل يتعلم بإتضاع طوال حياته، فيعمل الله فيه بقوة. ويبين أيضاً مكانة عزرا الروحية الكبيرة، فهو المرجع فى فهم شريعة الله.
كذلك رجوع الرؤساء والكهنة إلى عزرا يبين أن من يحب كلمة الله ويرتبط بها يشتاق إلى المزيد، فكلما قرأ الإنسان كلام الله يود أن يعرف أكثر من غيره، فيكشف له الله أعماقاً جديدة فى معرفته. فبعد أن قضوا يوماً كاملاً فى قراءة شريعة الله، تحركت قلوبهم واشتاقوا فى اليوم التالى أن يعرفوا المزيد من عزرا.
(3) عيد المظال (ع14-18) :
14- فوجدوا مكتوبا في الشريعة التي أمر بها الرب عن يد موسى أن بني إسرائيل يسكنون في مظال في العيد في الشهر السابع. 15- و أن يسمعوا و ينادوا في كل مدنهم و في أورشليم قائلين اخرجوا إلى الجبل و أتوا بأغصان زيتون و أغصان زيتون بري و أغصان آس و أغصان نخل و أغصان أشجار غبياء لعمل مظال كما هو مكتوب. 16- فخرج الشعب و جلبوا و عملوا لأنفسهم مظال كل واحد على سطحه و في دورهم و دور بيت الله و في ساحة باب الماء و في ساحة باب أفرايم.
17- و عمل كل الجماعة الراجعين من السبي مظال و سكنوا في المظال لأنه لم يعمل بنوا إسرائيل هكذا من أيام يشوع بن نون إلى ذلك اليوم و كان فرح عظيم جدا. 18- و كان يقرا في سفر شريعة الله يوما فيوما من اليوم الأول إلى اليوم الأخير و عملوا عيدا سبعة أيام و في اليوم الثامن اعتكاف حسب المرسوم
ع14: عندما قرأوا سفر الشريعة وجدوا انه ينبغى أن يعملوا عيداً فى الشهر السابع هو عيد المظال، فالتفتيش فى كلام الله يعلم الإنسان كيف يعبده.
كان لليهود سبعة أعياد هى :
- عيد الفصح
- عيد الفطير
- عيد الباكورة
- عيد الخمسين
- عيد الأبواق
- عبد الكفارة
- عيد المظال
وكان هناك ثلاثة أعياد كبرى ينبغى أن يحضر فيها جميع الرجال إلى أورشليم؛ ليقفوا أمام هيكل الله وهى أعياد الفصح والخمسين والحصاد.
يلاحظ أن الثلاثة أعياد الأخيرة يتم الاحتفال بها فى الشهر السابع، فالأبواق فى اليوم الأول والكفارة فى اليوم العاشر والمظال فى اليوم الخامس عشر حتى اليوم الثانى والعشرين.
وعيد المظال يوافق ميعاد جمع المحاصيل الصيفية، فهو يوم فرح بالرب وبركاته وعطاياه.
عيد المظال يخرج فيه جميع اليهود من مساكنهم ويقيمون مظال، أى أكواخ، أو عشش لمدة سبعة أيام وفى اليوم الثامن اعتكاف وذلك لما يلى :
- تذكر أيام غربتهم فى برية سيناء، فيحيون فى روح الغربة عن العالم ولا يتعلقون بماديات وخيرات أرض كنعان.
- حتى يشعروا بالوحدانية، إذ أن الأغنياء والفقراء يعيشون كلهم فى مظال يعملوها على أسطح بيوتهم، أو فى الساحات.
- يشعر الأغنياء بالفقراء واحتياجاتهم؛ فيساعدونهم.
ع15: آس : شجر عطرى، دائم الخضرة وحجم الشجرة صغير.
غبياء : كثيفة.
أمرت الشريعة بخروج الشعب إلى الجبل وجمع أغصان أشجار مختلفة، ليعملوا بها مظالهم.
ع16: باب أفرايم : يوجد فى السور الغربى لمدينة أورشليم.
أطاع الشعب كلام الله وعملوا المظال؛ سواء على أسطح بيوتهم، أو ساحات الهيكل وساحات أورشليم الواسعة مثل ساحة باب الماء وساحة أفرايم.
ع17: عمل الشعب عيد المظال بكل تدقيق، ولم يعمل مثله من أيام يشوع بن نون؛ لأن عمل عيد المظال أيام سليمان (1مل8: 65، 66) وأيام عزرا (عز3: 4) رغم عظمته لم يكن بدقة ما فعلوه أيام نحميا، فأيام سليمان كان العيد عظيماً لكنهم لم يعملوا اعتكاف فى اليوم الثامن.
فرح الشعب جداً بإتمام كلام الله، فعندما تابوا عن خطاياهم وبكوا، فرحوا وأكلوا، ثم تذكروا غربتهم عن العالم بعيد المظال، هذا هو تأثير الاستماع لكلام الله والخضوع له.
ع18: اهتم عزرا والكهنة واللاويون – فى عيد المظال هذا – أن يقرأوا فى سفر الشريعة كل يوم، إذ أن الشعب الذى كان يقيم فى المظال كان يأتى فى كل صباح أمام هيكل الله، فيستمعون إلى سفر الشريعة. تذكر غربة العالم، حتى لا تنشغل بمحبة المقتنيات، ولا تنزعج من أية خسارة وتكون متسامحاً مع الآخرين وتفكر فى الأبدية، فتحيا مع الله فى عشرة طيبة.