تعمير أورشليم
(1) كيفية إسكان أورشليم (ع1، 2):
1- و سكن رؤساء الشعب في أورشليم و القى سائر الشعب قرعا ليأتوا بواحد من عشرة للسكنى في أورشليم مدينة القدس و التسعة الأقسام في المدن. 2- و بارك الشعب جميع القوم الذين انتدبوا للسكنى في أورشليم.
كانت أورشليم متميزة بوجود هيكل الله فيها، وهذا هو السبب فى رجوع المسبيين إلى بلادهم؛ ليعبدوا الله فى هيكله ولكن كانت أسوار أورشليم مهدمة وأبوابها محروقة قبل مجئ نحميا، فكانت غير آمنة؛ لذا نسمع فى (ص7: 4) أن المدينة كانت واسعة وفيها سكان قليلون ولم تُبْنَ بيوتها، فكانت البيوت العامرة فيها قليلة، وهى التى بقيت بعد التدمير البابلى للمدينة ولم يقبل على السكن فى أورشليم حتى بعد بناء أسوارها لما يلى :
- من سيسكن فى المدينة سيكون عليه مسئولية حراسة المدينة الواسعة.
- من سيسكن سيلزم بتفاصيل العبادة التى أهملت منذ زمن طويل وبالسلوك السليم.
- المدينة عظيمة فهى مطمع للأمم المحيطة، فتحتاج إلى حراسة مشددة وتحمل خطورة لمن يسكن.
- كانت الأمم لا تود التعامل كثيراً مع سكان أورشليم فى التجارة؛ لأنهم مدققون فى عوائدهم المختلفة مع الأمم ويفضلون التعامل مع سكان اليهودية والبلاد الأخرى.
- لعل البعض تمسك بالسكن بجوار أرضه التى ورثها من آبائه وهى بعيدة عن أورشليم.
- قد يكون بعض اليهود قد استقر بعيداً عن أورشليم أثناء ما كانت أسوارها مهدومة ولا يريد الآن أن يترك أمواله واستقراره المادى.
اهتم رؤساء الشعب اليهودى أن يسكنوا بجوار هيكل الله، فسكنوا فى أورشليم؛ ليكونوا قدوة لباقى الشعب فى الاقتراب إلى عبادة الله.
أما باقى الشعب فاتفق أن تعمل قرعة؛ ليؤخذ واحد من عشرة من سبطى يهوذا وبنيامين؛ ليسكن فى أورشليم، التى هى نصيبهم، فكانت هذه نعمة خاصة للذين سيسكنون فى المدينة المقدسة واختيار إلهى لهم، فلا يضطربون؛ لأجل المخاطر السابق ذكرها؛ لأن الله قادر أن يحميهم ويعوضهم ببركات جزيلة.
بارك ومدح الشعب من تم اختيارهم للسكن فى أورشليم؛ لأجل قبولهم السكن بجوار بيت الرب واحتمالهم أية أتعاب فى سبيل ذلك. وبهذا قدم الشعب عُشره لله ليسكن فى مدينته، فنال الساكنون وباقى الشعب بركة تقديم العشور لله وفرح الله بهم.
هذه هى المرة الثانية التى نسمع عنها فى سفر نحميا بعمل قرعة لمعرفة اختيار الله، فالقرعة الأولى كانت لأجل قربان الحطب (ص10: 34).
ما أجمل أن ترتب وقتك وظروفك؛ لتأتى كثيراً إلى الكنيسة وتتمتع بالوجود فى بيت الله، فتنال قوة وحماساً روحياً وبركة لا يعبر عنها، من خلال الصلوات والاجتماعات الروحية، بل بمجرد الدخول للكنيسة حتى فى غير أوقات الصلوات الرسمية.
(2) الذين سكنوا فى أورشليم (ع3-24):
3- و هؤلاء هم رؤوس البلاد الذين سكنوا في أورشليم و في مدن يهوذا سكن كل واحد في ملكه في مدنهم من إسرائيل الكهنة و اللاويون و النثينيم و بنو عبيد سليمان. 4- و سكن في أورشليم من بني يهوذا و من بني بنيامين فمن بني يهوذا عثايا بن عزيا بن زكريا بن أمريا بن شفطيا بن مهللئيل من بني فارص. 5- و معسيا بن باروخ بن كلحوزة بن حزايا بن عدايا بن يوياريب بن زكريا بن الشيلوني. 6- جميع بني فارص الساكنين في أورشليم أربع مئة و ثمانية و ستون من رجال البأس.
7- و هؤلاء بنو بنيامين سلو بن مشلام بن يوعيل بن فدايا بن قولايا بن معسيا بن ايثيئيل بن يشعيا. 8- و بعده جباي سلاي تسع مئة و ثمانية و عشرون. 9- و كان يوئيل بن زكري وكيلا عليهم ويهوذا بن هسنواة ثانيا على المدينة.10- من الكهنة يدعيا بن يوياريب و ياكين. 11- و سرايا بن حلقيا بن مشلام بن صادوق بن مرايوث بن أخيطوب رئيس بيت الله. 12- و إخوتهم عاملو العمل للبيت ثمان مئة و اثنان و عشرون و عدايا بن يروحام بن فلليا بن أمصي بن زكريا بن فشحور بن ملكيا. 13- و أخوته رؤوس الآباء مئتان و اثنان و أربعون و عمشساي بن عزرئيل بن أخزاي بن مشليموث بن امير. 14- و إخوتهم جبابرة باس مئة و ثمانية و عشرون و الوكيل عليهم زبديئيل بن هجدوليم.15- و من اللاويين شمعيا بن حشوب بن عزريقام بن حشبيا بن بوني. 16- و شبتاي ويوزاباد على العمل الخارجي لبيت الله من رؤوس اللاويين. 17- و متنيا بن ميخا بن زبدي بن آساف رئيس التسبيح يحمد في الصلاة و بقبقيا الثاني بين إخوته و عبدا بن شموع بن جلال بن يدوثون. 18- جميع اللاويين في المدينة المقدسة مئتان و ثمانية و اربعون.19- و البوابون عقوب وطلمون وإخوتهما حارسو الأبواب مئة و اثنان و سبعون. 20- و كان سائر إسرائيل من الكهنة واللاويين في جميع مدن يهوذا كل واحد في ميراثه. 21- و أما النثينيم فسكنوا في الأكمة و كان صيحا و جشفا على النثينيم. 22- و كان وكيل اللاويين في أورشليم على عمل بيت الله عزي بن باني بن حشبيا بن متنيا بن ميخا من بني آساف المغنين. 23- لان وصية الملك من جهتهم كانت إن للمرنمين فريضة أمر كل يوم فيوم. 24- و فتحيا بن مشيزبئيل من بني زارح بن يهوذا كان تحت يد الملك في كل أمور الشعب.
ع3: يذكر الفئات التى سكنت فى أورشليم، والتى سيذكرها بالتفصيل فى الآيات التالية. فسكن فى أورشليم رؤساء البلاد وكذا من اختيروا بالقرعة من سبطى يهوذا وبنيامين، بالإضافة إلى الذين اختيروا من الكهنة واللاويين والنثنيم وبنى عبيد سليمان، الذين كان سكناهم ضرورى لخدمة الهيكل، فسكنوا بجواره فى أورشليم، ولم يذكر تفاصيل أسماء وأعداد بنى عبيد سليمان، الذين انضموا إلى شعب الله وساعدوا فى الخدمة.
ع4-6: سكن من بنى يهوذا أربع مئة ثمانى وستون فرداً، كلهم من بنى فارص، الذى أتى المسيح من نسله.
كان عدد أفراد سبط يهوذا أقل من سبط بنيامين ولكنهم كانوا جبابرة بأس، فكانوا مناسـبين لحراسـة المدينة، كما سمعنا عن نسل يهوذا منذ القديم أنه “يهوذا جرو أسد”
(تك49: 9)، أى أنه قوى جداً.
ع7-9: سكن من بنى بنيامين تسع مئة ثمانى وعشرون شخصاً وهو عدد أكبر من سبط يهوذا؛ لأن أورشليم كان لبنيامين فيها نصيب أكبر من يهوذا.
يذكر وكيلاً للبنيامينيين ومساعداً له، وهذا معناه أن نحميا أمرهم بتنظيم صفوفهم لسهولة إدارتهم وحراسة المدينة.
ع10-14: تم اختيار الكهنة من ثلاثة بيوت، أو عشائر؛ ليسكنوا فى أورشليم ويصفهم الكتاب المقدس أنهم كانوا جبابرة بأس وتميزوا بالقوة الجسمانية وذلك لأن خدمة الكهنوت، خاصة مع بداية تجديد الهيكل احتاجت لمجهود ليس بقليل.
كان عدد الكهنة ألف مئة واثنين وتسعين كاهناً وهو عدد كبير وذلك يظهر اهتمام الكهنة بالعودة من السبى لخدمة الهيكل وسكنوا بجواره فى أورشليم.
ع15-20: كان عدد اللاويين مئتين اثنين وأربعين وهو عدد قليل عن الكهنة، وذلك لأن بعضهم كان يسكن فى البلاد المختلفة؛ ليقوم بخدمة تعليم الشعب عبادة الله وحفظ وصاياه.
يذكر أن اثنين من اللاويين كانا مسئولين عن العمل الخارجى للهيكل، مثل جمع التبرعات أو المواد اللازمة لخدمة الهيكل؛ أو تعليم الشعب.
يذكر أيضاً إثنان مسئولان عن التسبيح وهما من نسل رئيس المسبحين آساف ويدوثون.
وهذا يبين الاهتمام فى الهيكل بالتسبيح والصلوات، التى يجب أن تقترن بالشكر.
يذكر أن عدد البوابين كان مئة واثنين وسبعين وهذا يظهر الاهتمام بحراسة الهيكل. وذلك بخلاف حراسة مدينة أورشليم.
ونلاحظ أنه يتكلم عن شعب الله ويسميه إسرائيل وذلك للمرة الثانية فى هذا الأصحاح (ع3) وذلك لأن شعب الله عندما عاد من السبى كان وحدة واحدة وزال الانقسام الذى كان موجوداً قديماً قبل السبى وهو مملكتى إسرائيل ويهوذا، فصارا بعد السبى مملكة واحدة تسمى إسرائيل وتشمل كل الأسباط بما فيها يهوذا.
ساعد فى خدمة الهيكل النثنيم، وهم نسل الجبعونيين من الأمم وليس اليهود وقد انضموا إلى شعب الله أيام يشوع. وقد سكنوا فى مساكن خاصة فى الأكمة وهى تل بجوار سور أورشليم، عند باب الماء؛ ليسهل عليهم عملهم وهو إحضار الماء لاحتياجات الهيكل.
ع22، 23: كان للاويين رئيساً ووكيلاً عنهم، سكن فى أورشليم وكان يهتم بتدبير أمور اللاويين الساكنين فى أورشليم، أو خارجها ويرجعون إليه فى كل مشورة، وقد تميز بالقيادة رغم أنه من المغنيين، لكن لتميزه الإدارى صار وكيلاً عن كل اللاويين.
كان المغنون يعملون عند الملك ارتحشستا فى العاصمة الفارسية، فلما جاءوا مع نحميا أمر الملك أن يأخذوا مرتباتهم من الملك وهم فى أورشليم، لأجل تقديم الدعوات والصلوات لأجله أمام بيت الرب.
ع24: أقام الملك الفارسى أرتحشستا وكيلاً عنه فى أورشليم لجمع الضرائب ودفع ما يحتاجه الهيكل منها وتوريد الباقى للقصر الملكى. ومن تدبير الله الجميل أن يختار الملك هذا الوكيل من اليهود؛ ليكون شفوقاً عليهم، فلا يستغلهم، أو يسرق من هذه الأموال لنفسه.
جميع الأعداد المذكورة هنا من اليهود هو ألفان وست مائة وثمانى وثلاثون، عدا الرؤساء وبنى عبيد سليمان وكذا اليهود الذين كانوا موجودين فى أورشليم من قبل نحميا، وهذا العدد وإن كان قليلاً ولكن الله بارك فيهم، فعمرت المدينة وتضاعفت خلال 400 عام حتى تجسد المسيح، فكانت المدينة ممتلئة بالسكان.
ما أجمل تعمير المدينة المقدسة، والأفضل منه امتلاء الكنيسة بالمصلين، فاهتم أن تحضر الكنيسة بانتظام وتشجع أحباءك؛ لينال الكل بركة وتفرح قلب الله.
(3) أماكن سكنى يهوذا وبنيامين خارج أورشليم (ع25-36):
25- و في الضياع مع حقولها سكن من بني يهوذا في قرية أربع و قراها و ديبون و قراها و في يقبصئيل و ضياعها. 26- و في يشوع و مولادة و بيت فالط. 27- و في حصر شوعال و بئر سبع و قراها. 28- و في صقلغ و مكونة و قراها. 29- و في عين رمون و صرعة و يرموث.
30- وزانوح و عدلام و ضياعهما و لخيش و حقولها و عزيقة و قراها و حلوا من بئر سبع إلى وادي هنوم. 31- و بنو بنيامين سكنوا من جبع الى مخماس و عيا و بيت إيل و قراها. 32- و عناثوث ونوب و عننية. 33- و حاصور و رامة و جتايم. 34- و حاديد و صبوعيم و نبلاط. 35- و لود و أونو وادي الصناع. 36- و كان من اللاويين فرق في يهوذا و في بنيامين
ع25-30: يحدثنا عن البلاد التى سكن فيها سبط يهوذا فى اليهودية، أى حول أورشليم. وقد ذكرت قبلاً فى (يش15).
ع31-35: يذكر هنا البلاد التى سكنها سبط بنيامين خارج أورشليم.
ع36: ينبهنا هنا أن سبطى يهوذا وبنيامين اهتما بتخصيص أماكن لسكنى اللاويين بينهم، كما أوصى يشوع بن نون، وبهذا يقومون بدورهم فى تعليم الشعب وإرشاده. أعط مكاناً من وقتك واهتمامك للاستماع إلى تعاليم الله على فم الكهنة والشمامسة، فتنال بركة وتسير فى طريق الملكوت.