تجديد العهد
(1) ختم العهد (ع1-27):
1- و الذين ختموا هم نحميا الترشاثا ابن حكليا و صدقيا. 2- و سرايا و عزريا و يرميا.
3- و فشحور و أمريا و ملكيا. 4- و حطوش و شبنيا و ملوخ. 5- و حاريم و مريموث و عوبديا. 6- و دانيال و جنثون و باروخ. 7- و مشلام و ابيا و ميامين. 8- و معزيا و بلجاي و شمعيا هؤلاء هم الكهنة. 9- و اللاويون يشوع بن ازنيا و بنوي من بني حيناداد و قدميئيل. 10- و إخوتهم شبنيا و هوديا و قليطا و فلايا و حانان. 11- و ميخا و رحوب و حشبيا. 12- و زكور و شربيا وشبنيا. 13- و هوديا و باني و بنينو. 14- رؤوس الشعب فرعوش و فحث موآب و عيلام و زتو و باني. 15- و بني و عزجد و بيباي. 16- و أدونيا و بغواي و عادين. 17- و أطير و حزقيا و عزور. 18- و هوديا و حشوم و بيصاي. 19- و حاريف و عناثوث و نيباي. 20- و مجفيعاش و مشلام و حزير. 21- و مشيزبئيل و صادوق و يدوع. 22- و فلطيا و حانان و عنايا. 23- و هوشع وحننيا و حشوب. 24- و هلوحيش و فلحا و شوبيق. 25- و رحوم و حشبنا و معسيا.
26- وأخيا و حانان و عانان. 27- و ملوخ و حريم و بعنة.
ظهر صدق الشعب فى تجديد العهد أنهم كتبوا وختموا وأقروا بشروط العهد سريعاً ولم يؤجلوا؛ لئلا يتوانوا وتفتر قلوبهم.
كان أول من ختم العهد نحميا الترشاثا، أى الحاكم من قبل الدولة الفارسية؛ ليكون قدوة أمام كل الشعب.
لم يذكر عزرا الكاهن؛ لأن الكهنة المذكورين هنا هم رؤساء الكهنة، وعزرا كان من عشيرة عزريا، فهو قد ختم ضمنياً.
ع1-8: يذكر نحميا ورؤساء الكهنة الذين ختموا وعددهم اثنين وعشرين مع أن رؤساء الكهنة عددهم أربعة وعشرين، كما رتب داود النبى، ولعل إثنين من رؤساء الكهنة عاقتهم ظروف مرضية من الحضور والاشتراك فى الختم للعهد. وقد ختم الكهنة فى البداية بعد نحميا ليكونوا قدوة لمن بعدهم.
ع9-13: يذكر رؤساء اللاويين الذين ختموا على العهد وعددهم 17 وياتى ترتيبهم بعد الكهنة فى العهد؛ لأنهم مساعدوا الكهنة فى خدمة بيت الرب ومسئولون معهم عن تعليم الشعب. ومعظم هؤلاء اللاويين قاموا بتعليم الشعب وشرح سفر الشريعة (ص9: 4-5).
ع14-27: بعد اللاويين تقدم رؤساء الشعب وعددهم أربع وأربعين وختموا العهد، معلنين مسئوليتهم عن قيادة الشعب فى التمسك بشروط هذا العهد ومعظم هؤلاء الرؤساء ذكروا فى (ص7: 8).
ذكر الكتاب المقدس مرات كثرة تجديد العهد مع الله، كما حدث أيام موسى (خر24: 5-7) وأيام الملك آسا (2أى15: 12، 13) وكذلك أيام حزقيا الملك (2أى29: 10) ثم فى أيام عزرا الكاهن (عز10: 30). وهذا يبين أن شعب الله رجع عن عهده مع الله مرات كثيرة والله أطال أناته عليه؛ حتى أتى المسيح وضمن العهد بدمه وأعطانا الخلاص فى كنيسته من خلال الأسرار المقدسة.
نرى هنا اهتمام نحميا أن يختم العهد الرؤساء الروحيون ورؤساء الشعب؛ حتى يكونوا مسئولين عن قيادة الشعب فى التمسك بالعهد.
عندما تتعهد بأى عهود روحية أمام الله، ثق أن هذا يفرح قلب الله، فاهتم فى كل مناسبة فى حياتك أن تقدم عهوداً لله لتحيا معه وتكون عهوداً محددة وليتك تتابعها كل فترة مثل كل يوم وكل أسبوع.
(2) المتعهدون وشروط العهد (ع28-39):
28- و باقي الشعب و الكهنة و اللاويين و البوابين و المغنين و النثينيم و كل الذين انفصلوا من شعوب الأراضي إلى شريعة الله و نسائهم و بنيهم و بناتهم كل أصحاب المعرفة و الفهم.
29- لصقوا بإخوتهم و عظمائهم و دخلوا في قسم و حلف أن يسيروا في شريعة الله التي أعطيت عن يد موسى عبد الله و أن يحفظوا و يعملوا جميع وصايا الرب سيدنا و أحكامه و فرائضه. 30- و أن لا نعطي بناتنا لشعوب الأرض و لا نأخذ بناتهم لبنينا. 31- و شعوب الأرض الذين يأتون بالبضائع وكل طعام يوم السبت للبيع لا نأخذ منهم في سبت و لا في يوم مقدس و أن نترك السنة السابعة والمطالبة بكل دين. 32- و أقمنا على أنفسنا فرائض أن نجعل على أنفسنا ثلث شاقل كل سنة لخدمة بيت إلهنا. 33- لخبز الوجوه و التقدمة الدائمة و المحرقة الدائمة و السبوت و الآهلة و المواسم والأقداس و ذبائح الخطية للتكفير عن إسرائيل و لكل عمل بيت إلهنا. 34- و القينا قرعا على قربان الحطب بين الكهنة و اللاويين و الشعب لإدخاله إلى بيت إلهنا حسب بيوت آبائنا في أوقات معينة سنة فسنة لأجل إحراقه على مذبح الرب إلهنا كما هو مكتوب في الشريعة. 35- و لإدخال باكورات أرضنا و باكورات ثمر كل شجرة سنة فسنة إلى بيت الرب. 36- و أبكار بنينا و بهائمنا كما هو مكتوب في الشريعة و أبكار بقرنا و غنمنا لإحضارها إلى بيت إلهنا إلى الكهنة الخادمين في بيت إلهنا. 37- و أن نأتي بأوائل عجيننا و رفائعنا و أثمار كل شجرة من الخمر و الزيت إلى الكهنة إلى مخادع بيت إلهنا و بعشر أرضنا إلى اللاويين و اللاويون هم الذين يعشرون في جميع مدن فلاحتنا.
38- و يكون الكاهن ابن هرون مع اللاويين حين يعشر اللاويون و يصعد اللاويون عشر الأعشار إلى بيت إلهنا إلى المخادع إلى بيت الخزينة. 39- لان بني إسرائيل و بني لاوي يأتون برفيعة القمح والخمر و الزيت إلى المخادع و هناك آنية القدس و الكهنة الخادمون و البوابون و المغنون و لا نترك بيت إلهنا.
ع28، 29: وافقت فئات الشعب كلها على هذا العهد، الذى ختمه الكهنة واللاويون والرؤساء؛ ليتمسكوا بكل ما فى العهد واشترك فى هذه الموافقة الرجال والنساء وكذا الأطفال بالإضافة لكل العاملين فى الهيكل. وموافقة الأطفال تعلن لنا أهمية الاهتمام بهم؛ لذا حرصت الكنيسة فى العهد الجديد أن تدخل أطفالاً فى عهد الله من خلال سر المعمودية تحت رعاية والديهم.
الذين وافقوا لم يكونوا هم فقط اليهود، بل الذين انضموا إليهم من الأمم، وهذا رمز لقبول الله للأمم فى العهد الجديد مع اليهود.
كان هذا العهد بين طرفين؛ الطرف الأول هو الله، والطرف الثانى هو الشعب يمثله نحميا والكهنة واللاويون والرؤساء ويتبعهم كل الشعب بفئاته المختلفة.
اشترك فى هذا العهد كل فئات الشعب؛ لأن الكل قد أخطأ؛ لذا ينبغى أن يتعهد الكل بالحياة الجديدة مع الله.
يقول “الذين انفصلوا من شعوب الأراضى … من أصحاب المعرفة والفهم” أى الذين بلغوا وأصبح لهم الإدراك الذهنى وقبول شريعة الله. وقد يكون المقصود بأصحاب المعرفة والفهم؛ الذين انفتحت قلبهم لمعرفة الله، فآمنوا وفهموا وانضموا إلى شعب الله.
هؤلاء الذين انضموا من شعوب الأراضى، أعلنوا إيمانهم شفاهية بالقسم والحلف وقد يكون برفع اليد أيضاً. وهذا القسم والحلف يعنى نوال بركات الله إن تمسكوا بشروط العهد واستحقاقهم للعنة عند كسرهم العهد. وكان قسمهم بحفظ جميع الوصايا.
يلقب موسى هنا بعبد الله لمكانته العظيمة وانتسابه لله؛ إذ كان أميناً فى حياته مع الله وخدمته له.
ع30: اشتمل العهد على سبعة شروط؛ أولها عدم التزاوج مع الشعوب الوثنية المحيطة بشعب الله فى العالم كله كما نصت الشريعة (تث7: 3-4)، وكان شعب الله معرضاً للسقوط فى هذه الخطية من أيام موسى ويشوع وحتى بعد رجوعهم من السبى سقطوا فى هذه الخطية، وهى خطية صعبة؛ لأنها تقود لعبادة الأوثان ولخطورتها ذكرت كأول شرط من شروط العهد.
إن محبة المؤمن لكل البشر لا تعنى تهاونه مع الخطية وتزاوجه مع غير المؤمنين، بل يجب أن يتمسك بإيمانه وتعاليمه الروحية بكل دقة.
الشرط الثانى هو حفظ يوم السبت كما قال الله (خر23: 10-11 ، لا25: 2)، وهو يوم مقدس لعبادة الله كل أسبوع، لا يعمل فيه عمل وبالتالى رفض المتاجرة مع الأمم فيه، فكانت تغلق أبواب أورشليم فيه والمدن اليهودية لمنع التجارة مع الأجانب. وبهذا يعلن المؤمن تمسكه بعبادة الله ويرفض المكسب المادى الذى يعطله فى يوم الرب.
والشرط الثالث فى العهد هو تقديس الأيام المقدسة، أى الأعياد والمواسم الروحية وكذا السنة السابعة، أى سبت الستين كما أمرهم الله (لا26: 34، 35)، التى فيها يعتق اليهود اخوتهم الذين استعبدوا لهم ويتنازلون عن الديون التى لهم على إخوتهم.
ع32، 33: أما الشرط الرابع فى العهد، فكان التزام كل رجل يبلغ عمره عشرين عاماً (خر30: 13-14) أن يدفع لخدمة الهيكل ثلث شاقل من الفضة (خر30: 16) وثلث الشاقل يساوى حوالى 4 جرام من الفضة. وكانت الشريعة تقضى بأن يدفع الرجل نصف شاقل ولكن لأجل الظروف الاقتصادية الصعبة، التى يمر بها شعب الله؛ إذ كانوا عبيداً وخيرات الأرض يأخذها الملك، أهملوا الدفع للهيكل. وهنا عادوا فقدموا ثلث شاقل سنوياً؛ لأجل فقرهم الشديد.
لم يلزم نحميا الوالى الشعب بدفع مبلغ للهيكل ولكنهم ألزموا أنفسهم، محبة منهم لله. هذا المبلغ كان يدفعه الفقير مثل الغنى؛ ليعلن أن قيمة كل واحد متساوية أمام الله. ورغم صغر التقدمة ولكن لأنها من كل الشعب، فهى تكفى احتياجات الهيكل وخدامه، مثل ثمن المحرقات اليومية والذبائح المقدمة من المواسم .. إلى آخره.
يفهم ضمنياً أنه لم تكن هناك أموال داخل الهيكل، فكانت الخزانة فارغة ولم يكن هناك ملك يهودى يساعد الهيكل من أمواله الخاصة، فكانت الحاجة ضرورية أن يدفع الشعب تبرع للهيكل حسبما أشارت الشريعة. وقد حدث قديماً موقفا مشابهاً أيام يوآش الملك، فشجع الشعب على دفع التبرع للهيكل واستخدم الفضة المجموعة فى ترميم الهيكل وتنظيم خدمته (2أى24: 4-14).
ع34: كانت مجموعة النثينيم وهم جماعة من الأمم انضموا إلى شعب الله أيام يشوع، كانت خدمتهم جمع الحطب لخدمة الهيكل. ولكن عاد منهم عدد قليل من السبى لا يكفى لجمع الحطب المطلوب للهيكل، ففكر الشعب فى كيفية تدبير وجمع الحطب، فاتفق أن يكون على أسر من الكهنة واللاويين والشعب، وتختار هذه الأسر بالقرعة؛ لتنال بركة هذه الخدمة. كان هذا هو الشرط الخامس للعهد، أى تقديم قربان الحطب.
ع35-37: الشرط السادس للعهد هو التزام الشعب بتقديم باكورات مزروعاتهم، سواء النباتات، أو الأشجار وباكورات العجين وأبكار الحيوانات وكذلك أبكار أبناء الشعب، أو تقديم فضة عنهم للهيكل (خر13: 2؛ عد3: 46). كل هذه الأبكار كانت تقدم للكهنة.
وهكذا يشعر الشعب أن الله يأخذ بكر كل شئ ليبارك الباقى، فيشعروا بيد الله معهم. والجميل أنهم يلتزمون بكل هذا رغم فقرهم، فالعطاء من الأعواز له قيمة كبيرة أمام الله وبالطبع الله يغنيهم ويباركهم أكثر مما أعطوا.
ع37-39: الشرط السابع فى العهد هو الالتزام بتقديم العشور إلى اللاويين، الذين بدورهم يعشرون ما أخذوه، فيعطون العشر للكهنة. وبهذا تمتلئ مخازن الهيكل من العطايا، فتكون طعاماً للكهنة وكل العاملين بالهيكل. تقديم العشور والبكور لله هى محبة تجاوباً مع محبته، التى بدأت ومستمرة معنا، فهو الذى فدانا وأعطانا حياته ومازال يعتنى بنا، فليتنا دائماً نشكره ونعبر عن حبنا له، فنفرح قلبه وتفرح قلوبنا معه.