• الرئيسية
  • الكنيسة القبطية
    • الكتاب المقدس
      • العهد القديم
      • العهد الجديد
      • قصص للأطفال
      • تاريخ يسوع
    • تاريخ الكنيسة
    • العائلة المقدسة
    • تاريخ البابوات
    • المقر البابوي
    • مجلة الكرازة
    • ملتقيات لوجوس للشباب
    • برنامج لوجوس للقيادة
    • جولات قبطية °360
    • اللغة القبطية
    • كرازة الكنيسة
    • كتب كنسية
    • قصص القديسين
    • المتحف القبطي
    • جاليري قبطي
  • المجمع المقدس
    • البابا تواضروس الثانى
    • أعضاء المجمع المقدس
    • الهيكل التنظيمى للجان
      • اللجنة الدائمة
      • لجنة السكرتارية
      • لجنة الرعاية والخدمة
      • لجنة الطقوس
      • لجنة الإيمان والتعليم
      • لجنة الأسرة
      • لجنة الإعلام والمعلومات
      • لجنة العلاقات العامة
      • لجنة العلاقات المسكونية
      • لجنة الرهبنة والأديرة
      • لجنة شئون المهجر
      • لجنة شئون الإيبارشيات
    • لوائح المجمع المقدس
    • قرارات المجمع المقدس
    • قرارات بابوية
    • سيمينارات المجمع المقدس
    • العلاقات المسكونية
      • المجامع المسكونية
      • العائلات الكنسية
      • العلاقة مع الكنائس الأرثوذكسية الشرقية
      • العلاقة مع الكنائس الأرثوذكسية البيزنطية
      • العلاقة مع الكنيسة الكاثوليكية
        • 50 عامًا من المحبة الأخوية (1973-2023)
      • العلاقة مع الكنائس الإنجيلية
      • العلاقة مع الكنيسة الإنجليكانية
      • العلاقة مع الكنيسة الأشورية
      • مجالس الكنائس
      • العمل المسكوني لبطاركة الكنيسة
    • الآباء المتنيحين
  • البابا تواضروس الثاني
    • السيرة الذاتية
    • رسائل بابوية
    • تكريمات وأوسمة
    • رسائل يوم الصداقة
    • كتب قداسة البابا
    • مقالات قداسة البابا
      • مقالات إفتتاحية الكرازة
      • مقالات جريدة الأهرام
      • مقالات مجلة مرقس
    • زيارات خارجية
    • دراسات كتابية
    • عظات الأربعاء
    • حوارات صحفية
    • كلمات وتصريحات
    • فيديو قداسة البابا
    • سؤال وجواب
  • الأديرة والإيبارشيات
    • الأديرة الآثرية
    • الأديرة الحديثة
    • أديرة المهجر
    • إيبارشيات مصر
    • إيبارشيات المهجر
    • مركز لوجوس البابوي
    • مراكز روحية
      • ماريوحنا بطمس
      • بيت الأنافورا
  • الهيئات القبطية
    • أسقفيات عامة
      • أسقفية الخدمات العامة والإجتماعية والمسكونية
      • أسقفية الشباب
    • هيئات تعليمية
      • المكتبة البابوية المركزية
      • معهد الدراسات القبطية
      • الكلية الإكليريكية بالأنبا رويس
      • المعهد القبطي للتدبير الكنسي والتنمية
      • معهد الرعاية والتربية
      • المركز الثقافي القبطي الأرثوذكسي
      • مؤسسة سان مارك لتوثيق التراث
      • جامعة هولي صوفيا
      • معهد بولس الرسول للدراسات الخدمية والكرازية
      • أسرة القديس بنتينوس لأساتذة الجامعات
    • هيئات اجتماعية
      • هيئة أوقاف الأقباط الأرثوذكس
      • المجلس الملي العام
      • الديوان البابوى العام
      • مسرح الأنبا رويس
    • هيئات تنموية
      • أسقفية الخدمات العامة والإجتماعية والمسكونية
      • لجنة الرعاية الاجتماعية
      • المكتب البابوى للمشروعات
      • مكتب الخدمة HIGH Office
    • هيئات اعلامية
      • مجلة الكرازة
        • أعداد مجلة الكرازة
      • المركز الإعلامي
      • الموقع الرسمي
      • COC
      • Aghapy TV
      • CTV
      • ME Sat
      • CYC
      • Koogi TV
    • هيئات صحية
      • مركز الرجاء
  • الأخبار
    • مقابلات رسمية
    • لقاءات رعوية
    • مناسبات كنسية
    • رسائل بابوية
    • تكريمات وأوسمة
    • رسائل يوم الصداقة
    • عظات الأربعاء
    • حوارات صحفية
    • كلمات وتصريحات
    • مقالات إفتتاحية الكرازة
    • برقيات واتصالات
  • العربية
  • الرئيسية
  • الكنيسة القبطية
    • الكتاب المقدس
      • العهد القديم
      • العهد الجديد
      • قصص للأطفال
      • تاريخ يسوع
    • تاريخ الكنيسة
    • العائلة المقدسة
    • تاريخ البابوات
    • المقر البابوي
    • مجلة الكرازة
    • ملتقيات لوجوس للشباب
    • برنامج لوجوس للقيادة
    • جولات قبطية °360
    • اللغة القبطية
    • كرازة الكنيسة
    • كتب كنسية
    • قصص القديسين
    • المتحف القبطي
    • جاليري قبطي
  • المجمع المقدس
    • البابا تواضروس الثانى
    • أعضاء المجمع المقدس
    • الهيكل التنظيمى للجان
      • اللجنة الدائمة
      • لجنة السكرتارية
      • لجنة الرعاية والخدمة
      • لجنة الطقوس
      • لجنة الإيمان والتعليم
      • لجنة الأسرة
      • لجنة الإعلام والمعلومات
      • لجنة العلاقات العامة
      • لجنة العلاقات المسكونية
      • لجنة الرهبنة والأديرة
      • لجنة شئون المهجر
      • لجنة شئون الإيبارشيات
    • لوائح المجمع المقدس
    • قرارات المجمع المقدس
    • قرارات بابوية
    • سيمينارات المجمع المقدس
    • العلاقات المسكونية
      • المجامع المسكونية
      • العائلات الكنسية
      • العلاقة مع الكنائس الأرثوذكسية الشرقية
      • العلاقة مع الكنائس الأرثوذكسية البيزنطية
      • العلاقة مع الكنيسة الكاثوليكية
        • 50 عامًا من المحبة الأخوية (1973-2023)
      • العلاقة مع الكنائس الإنجيلية
      • العلاقة مع الكنيسة الإنجليكانية
      • العلاقة مع الكنيسة الأشورية
      • مجالس الكنائس
      • العمل المسكوني لبطاركة الكنيسة
    • الآباء المتنيحين
  • البابا تواضروس الثاني
    • السيرة الذاتية
    • رسائل بابوية
    • تكريمات وأوسمة
    • رسائل يوم الصداقة
    • كتب قداسة البابا
    • مقالات قداسة البابا
      • مقالات إفتتاحية الكرازة
      • مقالات جريدة الأهرام
      • مقالات مجلة مرقس
    • زيارات خارجية
    • دراسات كتابية
    • عظات الأربعاء
    • حوارات صحفية
    • كلمات وتصريحات
    • فيديو قداسة البابا
    • سؤال وجواب
  • الأديرة والإيبارشيات
    • الأديرة الآثرية
    • الأديرة الحديثة
    • أديرة المهجر
    • إيبارشيات مصر
    • إيبارشيات المهجر
    • مركز لوجوس البابوي
    • مراكز روحية
      • ماريوحنا بطمس
      • بيت الأنافورا
  • الهيئات القبطية
    • أسقفيات عامة
      • أسقفية الخدمات العامة والإجتماعية والمسكونية
      • أسقفية الشباب
    • هيئات تعليمية
      • المكتبة البابوية المركزية
      • معهد الدراسات القبطية
      • الكلية الإكليريكية بالأنبا رويس
      • المعهد القبطي للتدبير الكنسي والتنمية
      • معهد الرعاية والتربية
      • المركز الثقافي القبطي الأرثوذكسي
      • مؤسسة سان مارك لتوثيق التراث
      • جامعة هولي صوفيا
      • معهد بولس الرسول للدراسات الخدمية والكرازية
      • أسرة القديس بنتينوس لأساتذة الجامعات
    • هيئات اجتماعية
      • هيئة أوقاف الأقباط الأرثوذكس
      • المجلس الملي العام
      • الديوان البابوى العام
      • مسرح الأنبا رويس
    • هيئات تنموية
      • أسقفية الخدمات العامة والإجتماعية والمسكونية
      • لجنة الرعاية الاجتماعية
      • المكتب البابوى للمشروعات
      • مكتب الخدمة HIGH Office
    • هيئات اعلامية
      • مجلة الكرازة
        • أعداد مجلة الكرازة
      • المركز الإعلامي
      • الموقع الرسمي
      • COC
      • Aghapy TV
      • CTV
      • ME Sat
      • CYC
      • Koogi TV
    • هيئات صحية
      • مركز الرجاء
  • الأخبار
    • مقابلات رسمية
    • لقاءات رعوية
    • مناسبات كنسية
    • رسائل بابوية
    • تكريمات وأوسمة
    • رسائل يوم الصداقة
    • عظات الأربعاء
    • حوارات صحفية
    • كلمات وتصريحات
    • مقالات إفتتاحية الكرازة
    • برقيات واتصالات
  • العربية
Facebook-f Instagram Youtube X-twitter Threads Soundcloud Bullseye

سفر نشيد الأنشاد-الأَصْحَاحُ الثَّالِثُ

سفر نشيد الأنشاد-الأَصْحَاحُ الثَّالِثُ

لقاء العروس بالعريس

(1)  العروس تفقد عريسها (ع1-3): 

1فِي اللَّيْلِ عَلَى فِرَاشِي طَلَبْتُ مَنْ تُحِبُّهُ نَفْسِي. طَلَبْتُهُ فَمَا وَجَدْتُهُ.2إِنِّي أَقُومُ وَأَطُوفُ فِي الْمَدِينَةِ، فِي الأَسْوَاقِ وَفِي الشَّوَارِعِ، أَطْلُبُ مَنْ تُحِبُّهُ نَفْسِي. طَلَبْتُهُ فَمَا وَجَدْتُهُ.3وَجَدَنِي الْحَرَسُ الطَّائِفُ فِي الْمَدِينَةِ، فَقُلْتُ: «أَرَأَيْتُمْ مَنْ تُحِبُّهُ نَفْسِي؟»

ع1 : “فى الليل” 

  1. الليل يرمز إلى الخطية بأنواعها المختلفة، أى أن النفس البشرية كانت منشغلة بالخطايا التى تفعلها فى ظلام الليل، بعيداً عن أعين الناس.
  2. الليل يرمز أيضاً إلى الضيقات والتجارب التى تمر بها النفس.
  3. الليل يرمز أيضاً إلى حيرة النفس، كنتيجة لزيادة التفكير العقلى، أو زيادة الانسياق وراء العاطفة، فلا يعرف الإنسان أين يسلك، أو كيف يتصرف، مثل التخبط فى الإلحاد، والتشكك، والخوف، والقلق.
  4. الليل يأتى بعد نهاية النهار، حيث تهدأ النفس، وتبتعد عن ضوضاء الناس، فتستطيع أن تصلى، وتطلب الله.
  5. يرمز الليل أيضاً إلى الظلمة التى حدثت حينما كان المسيح مصلوباً، وشعر الناس أنه ضعيف، وليس الله، إذ قالوا له “إن كنت ابن الله فانزل عن الصليب” (مت27: 40).
  6. الليل فترة مؤقتة، وستنتهى، ويأتى النهار، وهذا يعطى رجاء للنفس البشرية أن تخرج من خطاياها، وتبدأ من جديد مع النهار.

“على فراشى” :

  1. الفراش يرمز إلى تراخى النفس المنطرحة على السرير فى فتور وضعف، وليس فى جهاد اليوم.
  2. لعل كلمة فراشى تشير إلى كبرياء النفس البشرية، وتمسكها بفراشها، وأفكارها وتبرير تراخيها وتهاونها، وهذا يبعدها عن الحصول على عريسها.

“طلبت من تحبه نفسى”

  1. رغم تراخى النفس البشرية وخطاياها، لكنها مازالت تحب عريسها وتطلبه، وهذا يعطى رجاءً للضعفاء أن يقوموا من ضعفهم، فالخطية والتهاون لم يوقفا محبة العروس، فكما سقط بطرس فى إنكار المسيح، ولكنه مازال يحبه؛ لذا عاتبه المسيح عند بحيرة طبرية بعد القيامة، وسامحه وأعاده إلى مكانته الأولى، كتلميذ له (يو21: 15-17).
  2. رغم أن النفس ساقطة فى الخطية، أو التهاون، لكنها طلبت المسيح، ولم تطلب شخصاً آخر ليعاونها، أى لم تطلب أية صورة من صور الفساد والشر، فتزداد فى خطاياها، فهى أفضل من آدم، الذى هرب واختبأ من الله بعدما أخطأ، وهى تائبة مثل المرأة الخاطئة فى بيت سمعان، التى طلبت حبيبها وقدمت دموعها بدلاً من كلامها، فنالت الغفران (لو7: 36-50).
  3. طلب النفس لحبيبها لعله بسبب الضيق من الخطية التى هى ساقطة فيها، وثورة على الشر، فصرخت إلى عريسها؛ لينقذها، ويعيدها إلى حياتها الأولى معه.
  4. قد تكون هذه الطلبة من العروس بمساعدة يد المسيح فى شكل زيارة نعمة، ذكرتها بحياتها الأولى مع حبيبها، فاشتاقت إليه، وطلبته.
  5. لم تحدد العروس اسم حبيبها؛ لأنه الله غير المحدود، الذى لا يعبر عنه، وهذا يؤكد إيمانها بالله عريسها الحبيب.

“طلبته فما وجدته” :

  1. رغم أن العروس طلبت عريسها، لكنها لم تجده؛ لأنها طلبته بقوتها، معتمدة على نفسها فقط، ولم تتكل على الله، أو تطلب مساعدته.
  2. ذكرت أنها لم تجده، وهذا معناه أنها يمكن أن تجده فى وقت آخر، وهذا يؤكد رجاءها فى الحصول عليه، وليس فقدانها الكامل له، إذ لم تقل أنه غير موجود.
  3. إن النفس البشرية انشغلت عن حبيبها طول النهار، وسقطت فى ضعف وفتور على فراشها، وعندما حاولت أن تطلبه لم تجده، إذ أن تفكيرها وكيانها كله قد انغمس فى شهوات العالم وانشغالاته.
  4. تتكرر كلمة “طلبته فما وجدته” ثلاث مرات فى هذا الأصحاح، وفى المرة الثالثة وجدته. فهذا يؤكد أن العروس رغم ضعفها، ولكنها تجاهد، وتطلب حبيبها، ولها رجاء أن تجده، فوجدته فى النهاية، فالمثابرة أمر هام فى الجهاد الروحى. ومن ناحية أخرى لا يصح أن ندين، أو نحتقر المتهاونين؛ لأن الله يحبهم، ويعتبركثيراً طلبهم له، ويمكن أن يعلن ذاته فى النهاية لهم، فينالوا الخلاص. والطلب ثلاث مرات يرمز للقيامة، وهذا يثبتنا أيضاً فى المثابرة والجهاد؛ حتى ننال القيامة.
  5. يظهر هنا تخلى الله عن النفس البشرية، إذ لم تجده، وهذا لينبهها لخطورة التهاون، ويشجعها لتقوم، وتبدأ جهاداً أقوى، حتى تحصل عليه، كما يظهر فى الآية التالية حيث قالت : “أقوم”، ثم فى النهاية تجد حبيبها فتتمسك به فتقول : “أمسكته ولم أرخه” (ع4).
  6. قد يكون تخلى الله عن النفس البشرية بسبب قساوة قلبها؛ حتى تتوب وتتضع، كما يظهر فى جهادها للبحث عن عريسها، فيظهر نفسه لها. وقد تكون قساوة القلب فى شكل إدانة النفس لغيرها من المؤمنين، فيتخلى عنها الله؛ حتى تتضع، وتحب من حولها، وتصلى لأجلهم.

ع2: “إنى أقوم” :

  1. إذ تخلى الرب عن النفس المتراخية، الراقدة على فراشها، شعرت بفقدانها له، فطلبته دون أن تعمل شيئاً، أى تمنت قلبياً أن تجده، فلم تجده؛ هذا ما رأيناه فى (ع1)، ولكنها الآن شعرت بعمق أنها فقدت حبيبها، فقامت لتبحث عنه. فالتخلى الإلهى قصده أن تبدأ النفس جهادها، ولا تستسلم للتمنيات. فالله داخل كل نفس حتى المتراخية، إذ هى مخلوقة على صورة الله، ومثاله، ولكن لا تكفى التمنيات والأحلام، ولكن لابد من القيام والجهاد.
  2. لفظ “إنى” تعنى تأكيد أنها حتماً تقوم لتبحث عن عريسها، فهى لا تستطيع أن تحيا بدونه.
  3. القيام معناه أن تقوم النفس من خطيتها بالتوبة، وتترك الخطية؛ لتبحث عن حياتها التى فى العريس.
  4. والقيام أيضاً يعنى العودة إلى البحث عن العريس فى الممارسات الروحية القديمة؛ التى تعودتها النفس، مثل الصلاة والميطانيات، والكتاب المقدس، والتناول من الأسرار المقدسة.

“وأطوف فى المدينة فى الأسواق وفى الشوارع” :

  1. المدينة تعنى العالم بكل مبادئه، وأفكاره الجيدة، وغير الجيدة، والتى يسير فيها الناس عموماً؛ سواء فى الشوارع التى يمشى فيها كل الناس، أو الأسواق التى يجتمع فيها عدد كبير منهم؛ ليشتروا ويبيعوا. فقد خرجت العروس تبحث عن عريسها وسط أفكار ومبادئ العالم، مثل باقى الناس، ولكن هذه المبادئ والأفكار معظمها غير سليم؛ لذا لم تجده.
  2. المدينة والأسواق ترمز لفلسفات العالم وحكمته، وهى أسمى ما فى العالم فى نظر الناس، ولكن العروس لم تجد عريسها فيها؛ لأن هذه الحكمة والفلسفات تعتمد على الماديات الزائلة، ولا تقترب إلى الله إلا عن بعد. وقد حاول أغسطينوس أن يجد الله فى هذه الفلسفات ولم يجده، وكذلك فلاسفة كثيرون، مثل الفيلسوف أثيناغوراس فى القرن الثانى.
  3. الشوارع والأسواق قد ترمز إلى رموز العهد القديم، فهى تتكلم عن الله بطريقة رمزية، ولكن لا تكشف عنه.
  4. الشوارع والأسواق ترمز للاعتماد على العقل، فرغم أنه طاقة قوية، ولكنه لا يستطيع وحده أن يصل بنا إلى الله. فتلميذى عمواس رغم محبتهم ليسوع المسيح لم يجداه بالتفكير البشرى، وعرفاه عندما أعلن نفسه لهما فى كسر الخبز (لو24: 30، 31).

“طلبته فما وجدته”

تتكرر هذه العبارة للمرة الثانية؛ لتؤكد أن الله غير موجود فى التراخى والكسل، ولا أيضاً فى أبحاث العالم الفلسفية أو طرقه المادية.

ع3: “وجدنى”

كانت العروس، أى النفس البشرية فى حيرة، إذ لم تجد حبيبها؛ سواء على فراشها، أو عندما بحثت عنه فى المدينة والشوارع والأسواق. وأثناء هذه الحيرة، وقلبها مشتاق لرؤية حبيبها، أرسل لها الله الحرس الطائف؛ ليسندها ويرشدها، فهى وحدها عاجزة عن أن تجد حبيبها، أو الحرس الطائف الذى يتبع حبيبها، ولكن حبيبها لم يتركها فى حيرة، وأظهر حبه لها ومعونته، بإرسال الحرس الطائف لها؛ فالله هو المسئول عن حراسة عروسه (مز27: 1)، ويرسل أولاده الكهنة والخدام؛ لينفذوا مشيئته بحراسة المؤمنين به.

“الحرس الطائف فى المدينة”

  1. هم الكهنة والخدام الذين يحرسون المؤمنين، سواء فى العهد القديم، أو الجديد، ويهتمون أن يربطوهم بالله، ويبحثون عن البعيدين والمتضايقين، وكل من يعانون من مشاكل فى حياتهم الروحية، ويرشدونهم إلى الله، ويسندونهم بوسائط النعمة، مثل الصلاة والصوم وكلمة الله.
  2. هم الآباء والأنبياء والقديسون الذين سبقونا إلى السماء، فهؤلاء بصلواتهم يبحثون عنا، ويشجعوننا بالسير فى طريق الله بسيرهم وأقوالهم؛ وعندما نطلبهم، أو نتجاوب معهم تزداد رعايتهم لنا وإرشاداتهم.

“فقلت أرأيتم من تحبه نفسى”

تشجعت العروس عندما سمعت إرشادات الحرس الطائف، فسألتهم عمن تحبه نفسها. ودون أن تذكر اسمه، فهموا بالطبع ما تقصده، وكرروا لها الإرشادات، وثبتوا إيمانها، وحبها لعريسها، فنمت مشاعرها، وأشواقها لعريسها، ونضجت جداً روحياً.

 ليتك يا نفسى تنتبهى، وتقومى من كسلك وتراخيك، سواء من الخطايا النجسة، أو من إهمال حبك لعريسك؛ حتى لا تفقدى أحضانه، وتحرمى منه. قومى تمسكى به، حتى لا تتعرضى للحرمان منه، ويستغل الشيطان ضعفك ويذلك فى خطايا كثيرة. إن حياتك هى في الوجود مع عريسك، فانتبهى في كل حين، وارجعى إليه بالتوبة سريعاً،، فتجدى حياتك.

(2) العروس تجد عريسها (ع 4، 5): 

4فَمَا جَاوَزْتُهُمْ إِلاَّ قَلِيلاً حَتَّى وَجَدْتُ مَنْ تُحِبُّهُ نَفْسِي، فَأَمْسَكْتُهُ وَلَمْ أَرْخِهِ، حَتَّى أَدْخَلْتُهُ بَيْتَ أُمِّي وَحُجْرَةَ مَنْ حَبِلَتْ بِي.5أُحَلِّفُكُنَّ يَا بَنَاتِ أُورُشَلِيمَ بِالظِّبَاءِ وَبِأَيَائِلِ الْحَقْلِ، أَلاَّ تُيَقِّظْنَ وَلاَ تُنَبِّهْنَ الْحَبِيبَ حَتَّى يَشَاءَ.

ع4: أرخه : أمسكه بتهاون.

“فما جاوزتهم إلا قليلاً” “حتى وجدت من تحبه نفسى”

إذ نضجت مشاعر العروس، وإزدادت أشواقها بإرشاد الحرس الطائف، سعت باهتمام نحو عريسها، فلم تتعلق بالحرس الطائف، ولكنها تعلمت منهم الطريق إلى العريس، فاستطاعت بعد قليل أن تصل إليه، وهذا يين أمرين :

  1. أهمية الجهاد الروحى، والسعى نحو العريس.
  2. أهمية الإرشاد الروحى، وطاعة المرشدين، الذين هم الكهنة والخدام؛ لأنهم قريبون من العريس، وخبرتهم كبيرة، فيساعدون المجاهدين روحياً.
  3. ظهرت حكمة المرشدين الذين حرصوا على توجيه العروس لعريسها، ومنعها من التعلق بهم، فأطاعتهم، وكان لابد أن تتجاوزهم لتركيزها على عريسها، إذ تطلب حبه من خلال الصلاة والتأمل، فاستطاعت أن تجده، وتتناول من الأسرار المقدسة، وتتمتع برؤيته والاتحاد به.

“فأمسكته ولم أرخه”

عندما وجدت العروس عريسها، لم تستطع أن تعبر عن حبها له، إلا بأن تمسك به بشدة، وهذا لما يلى :

  1. أشواقها الكثيرة جداً نحوه لطول حرمانها منه فى الفترة الماضية، التى كان فيها التراخى على الفراش، أو البحث فى أماكن بعيدة عنه فى المدينة، والشوارع والأسواق.
  2. لأن العروس تعبت كثيراً فى البحث عن عريسها، وذاقت مرارة الحرمان منه وإذ كرهت فتورها، وتهاونها السابق، أمسكت بعريسها، وإمساكها به كان تعبيراً واضحاً عن معاناة جهادها الاسبق، بل ووعد عملى بأنها لن تتركه أبداً، أى لن تعود إلى تكاسلها وتراخيها السابقين.
  3. لعل الإمساك الشديد بعريسها كان من خلال تمسكها بقانون روحى فى الصلاة والصوم والقراءة والتلمذة، والوجود مع عريسها بكل شكل.

“حتى أدخلته بيت أمى”

  1. بيت أمى هو الكنيسة بيت الله. فالعروس محتاجة للاستقرار فى أحضان عريسها داخل كنيسته؛ ليستمر تمتعها به طوال حياتها.
  2. قالت العروس أنها أدخلت عريسها، مع أن العريس هو المخلص الفادى، رأس الكنيسة، الذى يدخل أولاده إلى كنيسته، ولكنها هنا تعبر عن إرادتها، وإصرارها، واحتياجها للعريس، فهى تمسك به، وتدخله إلى بيته، الذى هو الكنيسة؛ لترتمى فى أحضانه. فإن كان عمل النعمة هو الأساس فى الخلاص، ولكنه لا يلغى أهمية وضرورة الجهاد الروحى المتمثل فى إدخال العروس عريسها.
  3. كمال العلاقة بين العريس والعروس، فالعلاقة الشرعية الوحيدة بينهما هى داخل الكنيسة، وأى مشاعر، أو علاقة بين العريس وعروسه هى تمهيد للدخول إلى الكنيسة، فلا خلاص خارج الكنيسة كما قال القديس أوغسطينوس.
  4. إن العريس هو الذى أدخل عروسه إلى الكنيسة، كما أعلنت العروس فى الاصحاح الأول “أدخلنى الملك إلى حجاله” (ص1: 4). ولكن تراخى العروس وتهاونها هو الذى أخرجها من الكنيسة، وعندما شعرت بفقدها للعريس، وحرمانها منه جاهدت، وسعت نحوه؛ حتى وجدته، وأدخلته إلى الكنيسة، أى أدخلت نفسها إلى أحضانه معلنة توبتها عن الفتور والتراخى السابق (ع1).
  5. إدخال العروس لعريسها إلى الكنيسة إعلان لكل إخوتها المؤمنين بأن العريس حنون، ورؤوف، وغافر الخطايا، وها هو يقبلها ثانية عندما أتت إليه فى توبة؛ لتشجع الكل على التوبة والجهاد الروحى، فيجدوا مكانهم فى أحضان العريس.

“وحجرة من حبلت بى” :

  1. هذه الحجرة التى تم الحبل بالعروس فيها هى جرن المعمودية، حين ولدتها الكنيسة فى الميلاد الثانى من خلال الخلاص الذى أتمه العريس على الصليب من أجل عروسه.
  2. تذكر العروس ما حدث معها فى المعمودية ينبهها إلى الطبيعة الجديدة، التى نالتها فى سر المعمودية؛ لتحيا مع عريسها حياة جديدة، وتنمو، وتعوض كل ما فاتها مع عريسها.
  3. الطبيعة الجديدة التى نالتها العروس فى المعمودية تشير إلى العلاقة الخاصة بين العريس وعروسه فى أعماق قلب العروس، فالعروس تريد أن تعود بعريسها إلى الحالة الأولى بعد المعمودية، فيدخل إلى قلبها، ويعمل فيه بحرية، فمكانه الطبيعى فى الداخل، وليس خارج العروس، هناك تختبر أموراً لا يعبر عنها من عظم جمالها، وهى عربون ملكوت السموات.

ع5: 

  1. هذه الآية مكررة سبق أن أعلنتها العروس فى (ص2: 7) حين كانت تتمتع بأحضان عريسها، والآن بعد توبتها عن فتورها وكسلها، ورجوعها للعريس، تكررها مرة أخرى.
  2. لعل حرمان العروس نفسها من عريسها بفتورها، وتكاسلها، يجعلها الآن وهى تردد هذه الآية تشعر بأشواق متزايدة للوجود فى أحضان عريسها، ولا يعطلها أحد عن ذلك، وتعطى فرصة كاملة للعريس أن يعطيها حبه.
  3. العروس أيضاً تسلم نفسها لعريسها ليعمل كيفما يشاء فى مساندتها وتحصينها ضد خطايا الكسل والتهاون التى وقعت فيها، ويقلع من قلبها أى حشائش غريبة يمكن أن تؤدى بها إلى هذا الفتور.

 تمسك يا أخى بقانونك الروحى الذى يربطك بالله، واقطع عنك كل ما يجذبك للخطية، مهما كنت معتاداً عليها. فوجودك في أحضان عريسك هو هدفك الوحيد من هذه الحياة، ولابد أن تبيع أى شئ يعطلك عنه.

 (3) جـمال العروس (ع6): 

6مَنْ هذِهِ الطَّالِعَةُ مِنَ الْبَرِّيَّةِ كَأَعْمِدَةٍ مِنْ دُخَانٍ، مُعَطَّرَةً بِالْمُرِّ وَاللُّبَانِ وَبِكُلِّ أَذِرَّةِ التَّاجِرِ؟

ع6: أذرة : هى الأطياب المسحوقة ورائحتها طيبة وتستخدم فى التجميل.

“من هذه الطالعة من البرية”

  1. يقصد العروس الطالعة من برية العالم، مرتفعة إلى السماء بحياتها وصلواتها، وخدمتها.
  2. هى أغنية السماء، أى استقبال القديسين للنفوس الطاهرة، الصاعدة من برية العالم؛ لتدخل إلى السماء وكذلك نفوس قديسى البرية، الرهبان الذين عاشوا فى النسك والقداسة، وترتفع أرواحهم إلى الفردوس.
  3. هى شعب الله الصاعد من برية سيناء، متجهاً إلى أرض الميعاد؛ أرض كنعان، الذى ثبت فى الإيمان ورفض الأوثان، فملك الأرض، التى تفيض لبناً وعسلاً.
  4. العريس يقول لعروسه : “من هذه” معلناً إعجابه بجمالها؛ ليشجعها أن تأتى إليه، بعد إعلان توبتها فى الآيات السابقة. وهى مشاعر الله نحو كل التائبين العائدين إليه.
  5. يعلن العريس بصيغة التعجب عظمة جمال العروس فيقول من هذه؟! لأنها كانت سوداء كما يظهر فى (ص1: 6) وصاعدة من البرية التى ليس بها حياة، فكيف تكون بهذا الجمال ؟! فالعريس يمتدح جمال عروسه، وبالطبع هذا الجمال ليس له مظهر إلا العريس نفسه، الذى أفاض عليها جماله.

“كأعمدة من دخان”

  1. هذه الأعمدة من الدخان ناتجة من نار قوية ارتفع منها الدخان إلى السماء كأعمدة. فالنار ترمز إلى عمل الروح القدس فى نفس العروس؛ لتحرق كل خطية، وشهوة أرضية، فيرتفع هذا الدخان الكثير كأعمدة، إعلاناً لتوبتها ونقاوتها.
  2. أعمدة الدخان ترمز لصلوات العروس الكثيرة، وتسابيحها التى ترتفع نحو السماء؛ لتمجد الله.
  3. هذا الدخان ناتج من تقديم العروس نفسها ذبيحة لله، تحترق بالنار، ويصعد دخانها للسماء، أى تبذل حياتها فى جهاد كثير، ظهر فى تعبها فى البحث عن العريس، كما ذكرت فى الآيات السابقة. وكل جهاد ضد الشر، أو فى الصلاة والخدمة، يفرح به الله كما أعلن بولس الرسول (رو12: 1).
  4. هذا الدخان كان إعلاناً لحضرة الله، كما حدث (خر19: 18)، وهو دخان لا يضايق العين، ولكن يبهرها بعظمته. وبالطبع لا يصلح أن يقول أى رجل عادى لحبيبته كلام من هذا كغزل، بل له معنى روحى فقط.
  5. قديماً فى مواكب الملوك كانوا يصعدون دخاناً نحو السماء، تمجيداً لهم. وهنا العروس تقدم ذاتها أعمدة من دخان أمام موكب عريسها الملك، الذى هو ملك الملوك ورب الأرباب، ويرمز إليه سليمان، (الذى سيظهر فى الآية التالية) بالآتى :

“معطرة بالمر واللبان وبكل أذرة التاجر” :

  1. المر يرمز للآلام التى احتملتها العروس فى جهادها، سواء فى الصلوات، أو الأصوام، أو الخدمة، شركة مع عريسها الذى احتمل الصليب. ولكن هذا المر له رائحة ذكية يشتمها الله، ويفرح بها، كما اشتم الآب ذبيحة ابنه الحبيب على الصليب، وقت المساء على الجلجثة، كما تذكر تذاكية يوم الأحد فى التسبحة. فالعروس تشترك فى المر مع عريسها، الذى كفنوه بالمر، وبالتالى تستطيع أن تتمتع بالقيامة فيه.
  2. إن كان المر يرمز لجهاد العروس، فاللبان يرمز إلى عمل النعمة من خلال صلواتها، فيعزى قلبها، وترتفع أتعابها إلى السماء رائحة ذكية.
  3. تتحلى العروس بأذرة التاجر، وهى الفضائل، التى تقترن بجهادها وصلواتها، وتكون لها رائحة ذكية أمام الله، ويفرح بها؛ لأن هذه الفضائل ناتجة من عمله فيها.
  4. التاجر هو الإنسان المجاهد الذى تاجر بوزناته وربح، فهو مثال للأمانة فى الجهاد الروحى، ولذا فالعروس تقتدى به، وتتحلى بأذرته، أى تتعلم، وتتلمذ عليه، وتأخذ فضائل منه. فالعروس حريصة أن تأخذ كل الأذرة، أى تتعلم من كل الأبرار المجاهـديـن؛ لتنال فضائلهم المتنوعة، ساعية نحو الكمال لإرضاء عريسها (1كو14: 20).

 ليتك يا أخى تكون مثل هذه العروس المزينة بفضائل كثيرة ناتجة من جهادها ضد خطاياها، وبذلها حياتها من أجل عريسها، فتشبع بمحبة المسيح، وتكون قدوة لمن حولك، إذ يستنشقون رائحة ذكية خارجة منك، فتجذبهم هم أيضاً لمحبة إلهك.

(4) عظمة العريس (ع7-11): 

7هُوَذَا تَخْتُ سُلَيْمَانَ حَوْلَهُ سِتُّونَ جَبَّارًا مِنْ جَبَابِرَةِ إِسْرَائِيلَ.8كُلُّهُمْ قَابِضُونَ سُيُوفًا وَمُتَعَلِّمُونَ الْحَرْبَ. كُلُّ رَجُل سَيْفُهُ عَلَى فَخْذِهِ مِنْ هَوْلِ اللَّيْلِ.9اَلْمَلِكُ سُلَيْمَانُ عَمِلَ لِنَفْسِهِ تَخْتًا مِنْ خَشَبِ لُبْنَانَ.10عَمِلَ أَعْمِدَتَهُ فِضَّةً، وَرَوَافِدَهُ ذَهَبًا، وَمَقْعَدَهُ أُرْجُوانًا، وَوَسَطَهُ مَرْصُوفًا مَحَبَّةً مِنْ بَنَاتِ أُورُشَلِيمَ.11اُخْرُجْنَ يَا بَنَاتِ صِهْيَوْنَ، وَانْظُرْنَ الْمَلِكَ سُلَيْمَانَ بِالتَّاجِ الَّذِي تَوَّجَتْهُ بِهِ أُمُّهُ فِي يَوْمِ عُرْسِهِ، وَفِي يَوْمِ فَرَحِ قَلْبِهِ.

ع7: تخت : عرش، أو سرير.

“هوذا تخت سليمان”

  1. سليمان معناه السلام، وهو يرمز للمسيح ملك السلام. والتخت هو ما يستريح عليه الإنسان، ويشير إلى صليب المسيح الذى استراح عليه عندما تمم فداءنا. هذا ما تنبأ به يعقوب أب الآباء عن يهوذا ابنه، الذى من سبطه أتى المسيح، فيقول : “جثا وربض كأسد وكلبوة” (تك49: 9). هذا الأسد هو المسيح؛ الأسد الخارج من سبط يهوذا، الذى جثا، أى استراح على الصليب، وعندما يقول ربض كلبوة يقصد الكنيسة التى استراحت بفداء المسيح. فالمسيح العريس يتمم الفداء والعروس تستريح فيه.
  2. تخت سليمان يرمز للكنيسة التى يستريح فيها المسيح؛ لأنها جسده، وهو الرأس بعد أن أتم فداءها على الصليب.
  3. تخت سليمان يرمز للعذراء مريم، التى استراح المسيح فى بطنها، وخرج منها مولوداً متجسداً لأجل فدائنا.
  4. تخت سليمان هو النفس البشرية المحبة للمسيح، التى يستريح فيها، ويخلصها من خطاياها، ويملك عليها، ويشبعها.

“حوله ستون جباراً من جبابرة إسرائيل” :

  1. رقم ستين هو مضروب 12 × 5 ورقم 12 يرمز لأسباط بنى إسرائيل، أو التلاميذ الإثنى عشر، وهذا يمثل شعب الله فى العهد القديم، أو الجديد. أما رقم 5 فيرمز للحواس الخمسة، والمقصود أولاد الله ذى الحواس المنتبهة، وفى يقظة روحية.
  2. رقم ستين هو مضروب 3 × 4 × 5 . ورقم 3 يرمز للثالوث القدوس، ورقم 4 يرمز لجهات العالم الأربعة، ورقم 5 يرمز للحواس الخمس، فيكون المقصود عمل الثالوث القدوس، أو عمل النعمة فى العالم كله؛ لتقديس حواسهم؛ ليؤمنوا بالله، ويحيوا معه، ويرمز أيضاً إلى عمل النعمة فى العالم كله، أى (3 × 4)، ورقم 5 يرمز للجهاد الإنسانى، كما فى معجزة الخمس خبزات والسمكتين، أو الخمس حجرات التى أخذها داود عند قتله جليات، والمقصود عمل النعمة مقترناً بالجهاد الإنسانى.
  3. رقم ستين هو مضروب 10 × 6 ، ورقم 10 يرمز للوصايا العشر، أما رقم 6 فيرمز لكمال العمل، كما أتم الله عمله فى اليوم السادس. والمقصود من رقم ستين الذين أكملوا العمل والجهاد الروحى بوصايا الله.
  4. جبابرة إسرائيل هم المؤمنون بالمسيح، الذين منحهم قوة وجبروت فى جهادهم الروحى؛ ليدوسوا الحيات والعقارب، وكل قوة العدو الشيطان. فهم جبابرة بقوة ونعمة الله للانتصار فى حروبهم الروحية على الشياطين، ومحيطون بعرش المسيح، أى المذبح فى كنيسته المقدسة، يكتسبون قوتهم من جسد الرب ودمه، فينتصرون على الشياطين.
  5. عرش المسيح وحوله الستون جباراً ترمز إلى كل المؤمنين، الذين عددهم ليس فقط ستين، بل أكثر من هذا بكثير، ولكن المقصود المعنى الروحى، الذى سبق ذكره لرقم ستين. وهو يشير ليس فقط إلى الكنيسة على الأرض، بل إلى أورشليم السمائية، حيث يقف المسيح فى الوسط كخروف مذبوح، وحوله المؤمنون به يسبحونه، ويسجدون له.

ع8: “كلهم قابضون سيوفاً”

  1. قابضون، أى يمسكون سيوفهم بقوة وبإحكام، ومستعدون للحرب الروحية مستخدمين سيوفهم.
  2. السيوف هى كل وسائل الجهاد الروحى، التى نحارب بها الشياطين، التى هى أجناد الشر الروحية (أف6: 12)، وهذه السيوف كثيرة ومتنوعة بحسب نوع الجهاد الروحى. ففيها سيف الاتضاع، وهو الذى يصرع الشياطين المتكبرين، وسيف كلمة الله، التى تصد عنا الأفكار الشريرة، وكل شهوة ردية، وكل سيوف الفضائل، أو وسائط النعمة، من صوم، وصلاة، وكتاب مقدس.

“ومتعلمون الحرب”

  1. هؤلاء المؤمنون الجبابرة علمهم الروح القدس، والكنيسة – من خلال الإرشاد الروحى لأب الاعتراف، والمرشدين الروحيين – كيفية الجهاد فى الحرب الروحية، والانتصار على الشياطين، وبالتالى فكل من له استعداد للتعلم والتلمذة يصبح مدرباً، وقادراً على النصرة فى حربه.
  2. هذا التعليم يستغرق العمر كله، وخاصة فى وقت الشباب، وينتقل بالمجاهد من نصرة إلى نصرة.
  3. هؤلاء الجبابرة مسئولون أن يعلموا من بعدهم، ويشجعونهم على الالتصاق بالله، فيصير تلاميذهم جبابرة أيضاً، ينتصرون فى حروبهم الروحية.

“كل رجل سيفه على فخذه”

  1. وضع السيف على الفخذ معناه الاستعداد للحرب فى كل وقت، فالسيف ليس معلقاً فى مكان، أو محفوظاً فى أى ركن، ولكن على الفخذ لسحبه فى أية لحظة، ومحاربة العدو، فاليقظة الروحية لابد أن تكون دائمة.
  2. الفخذ يرمز للجسد كله، والجسد ضعيف، ولكنه يتقوى بنعمة الله التى تعمل فى السيف الملتصق بالفخذ، فينجح فى التغلب على الناس.

“من هول الليل”

  1. الليل يرمز للظلمة والخطية، والشيطان يعرض خطايا كثيرة فظيعة ومخيفة، ولكنها لا تستطيع أن تقوم أمام قوة سيوف الجبابرة.
  2. النفس البشرية المجاهدة روحياً، وتحمل سيفها لا تنزعج من هول الليل، وحروب إبليس، لأنها جبارة بعريسها.

ع9: “الملك سليمان عمل لنفسه تختاً”

سليمان عمل لنفسه تختاً، أى لم يعمله أحد له، والمسيح اختار بنفسه أن يصلب عن شعبه ليفديهم، فهو باختياره، وليس بإجبار إنسان. وهو قد تجسد ليتمم هذا الفداء.

“من خشب لبنان”

  1. خشب لبنان هو خشب الأرز الذى لا يسوس، والمسيح أخذ تخته، أى جسده الغير قابل للفساد؛ لأنه متحد باللاهوت.
  2. وهذا التخت، كما ذكرنا فى (ع7)، هو الصليب، أى العرش الذى استراح عليه المسيح وفدانا، وهو قائم على الأرض، ولكنه مرتفع للسماء، مثل أرز لبنان، وكذلك المؤمنون بالله مولودون على الأرض، ويحيون بالجسد، ولكن يرتفعون بقلوبهم إلى السماء.
  3. المؤمنون بالمسيح، أى الكنيسة، هى من خشب لا يسوس، فيحيون فى نقاوة، ولا يعرجون بين الفرقتين، أى الخير والشر، ويتحلون بالفضائل السماوية.

ع10: روافده : هى العواض الأفقية، التى تربط بين الأعمدة، وتثبتها.

أرجواناً : هو قماش لونه أحمر قرمزى ينتج من خلط اللون الأحمر والأزرق، وكان يلبسه الملوك.

“عمل أعمدته فضة”

  1. الأعمدة هى الأساس فى قيام التخت، أو العرش، فهى قوية تمتد من الأرض إلى فوق، وهى ترمز للكهنة والخدام، الذين يرعون شعب الله. 
  2. الفضة ترمز لكلمة الله (مز12: 6)، وترمز أيضاً للفداء، إذ أن كل ذكر من شعب إسرائيل كان يدفع خمس شواقل من الفضة إلى هيكل الرب (عد18: 16). والمقصود، أن هؤلاء الرعاة يرعون شعب الله، ويعلمون كلمته، ويبشرونه بخلاص المسيح الذى أتمه على الصليب.

“ورافده ذهب”

  1. الروافد هى شعب الله الذين أحبوا المسيح، واشتاقوا للسماء، فصاروا سمائيين فى سلوكهم وحياتهم؛ لأن الذهب يرمز إلى السماء.
  2. الروافد هى العروس التى ارتبطت بعريسها عن طريق الكهنة والخدام، الذين هم أعمدة الفضة. وإذ ارتبطت العروس بعريسها، وارتمت فى أحضانه صارت مثله، أى صارت ذهباً مثله، وأحبت الحياة السماوية؛ لأن عريسها فيها.

“مقعده أرجواناً”

  1. المقعد هو أيضاً شعب الله الذى اكتسى بالأرجوان، وهو لبس الملوك، أى صار شعب الله ملوكياً، يملك الله على قلبه، ويشبعه بخيراته ومحبته، ورحمته.
  2. المقعد هو العروس التى تغطت بالأرجوان، إذ صارت تملك على نفسها، وتضبط حواسها، وأفكارها، ومشاعرها عن شهوات العالم؛ لتكون لعريسها بكل كيانها، فيستريح فيها، إذ يجلس على مقعده، ويستريح، ويستقر، فتتمتع هى بوجوده فى داخلها، ومعها.

“ووسطه مرصوفاً محبة من بنات أورشليم”

  1. مرصوفاً، أى معداً؛ أى أن هذا العرش معداً؛ ليستقر ويستريح فيه الملك المسيح.
  2. التخت مرصوف بمحبة بنات أورشليم، والنفوس المؤمنة بالله، فالمحبة هى التجاوب الطبيعى من نفوس المؤمنين مع محبة العريس السماوى لها. وإن تجاوبت النفوس بالمحبة يفيض عليها المسيح بمحبته فى سخاء لا يعبر عنه.
  3. إذا تجاوبت النفس البشرية مع المسيح بالحب، فتستطيع حينئذ أن تحب أخوتها فى الجسد الواحد، أى الكنيسة، بل تحب كل البشر، كما أعلن المسيح عن المحبة كدليل على تلمذتنا له، إذ يقول “بهذا يعرف الجميع أنكم تلاميذى إن كان لكم حب بعضكم لبعض” (يو13: 35).

ع11: “أخرجن يا بنات صهيون، وانظرن الملك سليمان”

  1. تنادى الكنيسة شعب اليهود المرموز إليه ببنات صهيون، ليخرجن وينظرن الملك سليمان، وهو يرمز للمسيح، فمن أى شئ يخرج شعب اليهود ؟

أ – من خطاياهم وشكوكهم، وكبريائهم، التى منعتهم عن الإيمان بالمسيح.

ب – من أنانيتهم؛ ليحبوا مخلصهم الصالح، وفاديهم على الصليب، الذى أعطى حياته كلها لأجلهم.

جـ- تخرج الأمة اليهودية من أورشليم لترى المسيح المصلوب خارج المحلة، فى الجلجثة، وتشهد عظمة حبه، وبذله.

  1. دعوة الكنيسة لكل أولادها؛ ليخرجوا من انشغالات العالم، وشهواتهم الردية؛ ليروا مخلصهم المسيح الفادى، فيمتلئوا حباً، وحماساً بالحياة معه.
  2. الكنيسة تدعو العالم كله؛ ليؤمن بفاديه، ويرفض كل معطلات الشر، فيجد خلاصه وراحته.

“بالتاج الذى توجته به أمه”

التاج هو إكليل الشوك الذى توجته به أمه، وهى الأمة اليهودية، بل وعلقته على الصليب؛ ليموت عنها، ويفديها بحبه.

“فى يوم عرسه. فى يوم فرح قلبه”

  1. يوم العرس هو يوم الفداء الذى أتمه العريس يسوع المسيح على الصليب؛ ليخلص عروسه من الموت والخطية. وهذا هو يوم فرحه باقتناء عروسه؛ ليفرحها بخلاصه.
  2. يوم العرس أيضاً هو يوم فرح العريس بعروسه عندما تدخل إلى بيته وهو الكنيسة، وتراه مذبوحاً على المذبح، جسداً ودماً حقيقياً، فتتناوله، وتتحد به.
  3. يوم العرس الكامل والفرح الذى لا يعبر عنه هو احتضان العريس عروسه فى الحياة الأبدية، ليشبعها بحبه، ويعوضها عن كل أتعابها ويفرح قلبها فرحاً كاملاً.

 انظرى يا نفسى محبة عريسك لك، وهو على الصليب؛ لتنتبهى من غفلتك وتقومى من خطاياك، وانشغالاتك المادية، التى تعطلك عن عريسك، وتسرعى إلى كنيسته، وتلتقى به، وتفرحى بين يديه فى صلوات، وتأملات واقتران به من خلال الأسرار المقدسة.

  • الرئيسية
  • الكنيسة القبطية
  • المجمع المقدس
  • البابا تواضروس الثاني
  • الأديرة والإيبارشيات
  • الهيئات القبطية
  • الأخبار
  • الرئيسية
  • الكنيسة القبطية
  • المجمع المقدس
  • البابا تواضروس الثاني
  • الأديرة والإيبارشيات
  • الهيئات القبطية
  • الأخبار
Facebook-f Instagram Youtube X-twitter Threads Soundcloud Bullseye