إيليا وأليشع وحزقيا وأشعياء
(1) إيليا وأليشع (ع1-18):
1وَقَامَ إِيلِيَّا النَّبِيُّ كَالنَّارِ، وَتَوَقَّدَ كَلاَمُهُ كَالْمِشْعَلِ. 2بَعَثَ عَلَيْهِمِ الْجُوعَ، وَبِغَيْرَتِهِ رَدَّهُمْ نَفَرًا قَلِيلًا. 3أَغْلَقَ السَّمَاءَ بِكَلاَمِ الرَّبِّ، وَأَنْزَلَ مِنْهَا نَارًا ثَلاَثَ مَرَّاتٍ. 4مَا أَعْظَمَ مَجْدَكَ، يَا إِيلِيَّا، بِعَجَائِبِكَ، وَمَنْ لَهُ فَخْرٌ كَفَخْرِكَ؟ 5أَنْتَ الَّذِي أَقَمْتَ مَيْتًا مِنَ الْمَوْتِ وَمِنَ الْجَحِيمِ، بِكَلاَمِ الْعَلِيِّ. 6وَأَهْبَطْتَ الْمُلُوكَ إِلَى الْهَلاَكِ، وَالْمُفْتَخِرِينَ مِنْ أَسِرَّتِهِمْ. 7وَسَمِعْتَ فِي سِينَاءَ الْقَضَاءَ، وَفِي حُورِيبَ أَحْكَامَ الاِنْتِقَامِ. 8وَمَسَحْتَ مُلُوكًا لِلنِّقْمَةِ، وَأَنْبِياءَ خَلاَئِفَ لَكَ. 9وَخُطِفْتَ فِي عَاصِفَةٍ مِنَ النَّارِ، فِي مَرْكَبَةِ خَيْلٍ نَارِيَّةٍ. 10وَقَدِ اكْتَتَبَكَ الرَّبُّ لأَقْضِيَةٍ تُجْرَى فِي أَوْقَاتِهَا، وَلِتَسْكِينِ الْغَضَبِ قَبْلَ حِدَّتِهِ، وَرَدِّ قَلْبِ الأبِ إِلَى الاِبْنِ، وَإِصْلاَحِ أَسْبَاطِ يَعْقُوبَ. 11طُوبَى لِمَنْ عَايَنَكَ، وَلِمَنْ حَازَ فَخْرَ مُصَافَاتِكَ.
12إِنَّا نَحْيَا هذِهِ الْحَيَاةَ، وَبَعْدَ الْمَوْتِ لاَ يَكُونُ لَنَا مِثْلُ هذَا الاِسْمِ. 13وَتَوَارَى إِيلِيَّا فِي الْعَاصِفَةِ؛ فَامْتَلأَ أَلِيشَاعُ مِنْ رُوحِهِ، وَفِي أَيَّامِهِ لَمْ يَتَزَعْزَعْ مَخَافَةً مِنْ ذِي سُلْطَانٍ، وَلَمْ يَسْتَوْلِ عَلَيْهِ أَحَدٌ.
14لَمْ يَغْلِبْهُ كَلاَمٌ، وَفِي رُقَادِ الْمَوْتِ، جَسَدُهُ تَنَبَّأَ. 15صَنَعَ فِي حَيَاتِهِ الآيَاتِ، وَبَعْدَ مَوْتِهِ الأَعْمَالَ الْعَجِيبَةَ. 16وَمَعَ هذِهِ كُلِّهَا لَمْ يَتُبِ الشَّعْبُ، وَلَمْ يُقْلِعُوا عَنِ الْخَطَايَا، إِلَى أَنْ طُرِدُوا مِنْ أَرْضِهِمْ، وَتَبَدَّدُوا فِي كُلِّ الأَرْضِ، 17وَأُبْقِىَ شَعْبٌ قَلِيلٌ، وَرُؤَسَاءُ لِبَيْتِ دَاوُدَ، 18بَعْضُهُمْ صَنَعُوا الْمَرْضِيَّ، وَبَعْضُهُمْ أَكْثَرُوا مِنَ الْخَطَايَا.
ع1: المشعل : ما فيه فتيل يشتعل بالنار ليضئ من حوله مثل القنديل. كان إيليا النبى شجاعاً، جريئاً، يعلن الحق بقوة أمام الملك آخاب الشرير، وامراته إيزابل الشريرة، فكان كالنار التى تأكل الشر، متمثلاً بالله إلهنا، الذى هو نار آكلة (تث4: 24).
وكان أيضاً كالمشعل ينير بكلامه الطريق للناس، ويهديهم إلى عبادة الله، وترك عبادة الأصنام.
ع2: رأى الله أن شعبه فى مملكة إسرائيل قد زاغ عنه، وعبدوا الأوثان، فأرسل نبيه إيليا، ولم يناقش الشعب؛ لأنهم كانوا منغمسين فى الشر وعبادة الأوثان، لكنه وقف فى مكان واسع، وأعلن أمام كل الناس أن السماء لا تمطر؛ حتى يقول لها. ولعل الناس لم يصدقوه، ولكنهم مع مرور الأيام وجدوا أن المطر لم ينزل، وبدأت الأنهار تجف والنباتات تذبل، ولم يعد الإنسان يجد طعامه هو والبهائم أيضاً، فانتشر الجوع بين شعب الله، لعلهم يؤمنون بالله ويتوبون.
وظلت غيرة إيليا لله الذى تباعد عنه الناس، فقال للملك آخاب، الذى أصبح ضعيفاً أمام قوة الله، وأمره أن يجمع أنبياء البعل، وكل الشعب، وقدم ذبيحته، فنزلت النار من السماء وأكلت ذبيحته، ولم تقترب من ذبيحة أنبياء البعل، ثم خاطب الشعب وقال لهم : لا تعرجوا بين الفرقتين، أختاروا من تعبدوه، فقالوا : الله وليس البعل، وبهذا رجع الشعب إلى الله، ولم يبق إلا نفر قليل يعبدون البعل؛ هذا الإله الوثنى.
ع3: وهكذا نرى قوة الله على يد إيليا، التى تغلق السماء فلا تمطر، وتجعل النار تنزل من السماء، وقد نزلت ثلاث مرات، مرة عندما أكلت الذبيحة التى قدمها، وقتل بعدها أنبياء البعل (1مل 18: 38)، ومرتين عندما أرسل الملك أخزيا خمسين رجلاً فى كل مرة للقبض على إيليا (2مل1: 10-12).
ع4: إيليا الذى عاش فى البرية سنوات طويلة مع الله، لا نعرف عنها شيئاً، هناك فى جبال جلعاد تمتع بعشرة الله، ثم ظهر فى الوقت الذى عينه الله؛ ليعمل عجائب عظيمة، ويجذب المنغمسين فى الخطية، ويرجعهم إلى الله. إن مجدك يا إيليا عظيم، وفخرك كبير جداً، ويظهر فى أمور كثيرة نبين أهمها فى الآيات التالية.
ع5: كان فى العهد القديم كل من يموت صالحاً، أو شريراً يذهب إلى الجحيم؛ لأن المسيح لم يكن قد تمم الخلاص، ومن قبل صليبه نزل إلى الجحيم، وأصعد آدم وبنيه إلى الفردوس، كما نقول فى قسمة القيامة. فعندما مات ابن أرملة صرفة صيدا صلى إيليا، وبكلام الله وقوته أقام الطفل الميت، وأعطاه لأمه (1مل17: 1-24).
ع6: أسرَّتهم : جمع سرير.
إيليا النبى القوى لم يخف من الملك آخاب، وعندما رآه قد خضع لإمراته إيزابل، وقتل نابوت اليزرعيلى بشهادة زور وخداع، وورث حقله المجاور لقصره، قام إيليا ووبخه، وقال له : فى المكان الذى لحست فيه الكلاب دم نابوت، ستلحس دمك أنت وإيزابل، قد حدث هذا فعلاً (1مل22: 38؛ 2مل9: 36، 37).
وعندما التجأ أخزيا الملك ابن آخاب، عندما كان مريضاً، إلى بعل ذبوب إله عقرون؛ ليسأله الشفاء من مرضه، وبخه إيليا، وقال له : هل لا يوجد إله فى إسرائيل لتسأله الشفاء بدلاً من أن تسأل إله وثنى؟ وأعلن له قرار الله : أن السرير الذى صعد عليه لن ينزل منه إلا إلى القبر (1مل1 : 1-6).
ع7، 8: وعندما سمع إيليا أن إيزابل تريد قتله، كما قتل أنبياء البعل، هرب، وذهب إلى جبل حوريب الذى فى برية سيناء. هذا الجبل المقدس الذى استلم عليه موسى الوصايا والشريعة من الله ( تث5: 10-14).
هناك سمع إيليا قضاء الله وأحكامه بأن يستريح، ويمسح بدلاً منه نبياً آخر خلفاً له، هو أليشع، وأيضاً يمسح ياهو ملكاً لإسرائيل، وحزائيل ملكاً لآرام (1مل19: 8-18).
ع9: الله أكرم إيليا بأن اختطفه من على الأرض فى عاصفة نارية بشكل مركبة خيل، اقتربت من إيليا، فركب فيها، وصعدت هذه المركبة النارية إلى السماء، ليحفظه الله عنده فى مكان خاص؛ ليحيا مع الله مثل الملائكة، وإن كان هو فى الجسد، ولكن يحيا بالروح أكثر من الجسد، ويكمل صلواته، ومحبته لله، ويصلى من أجل ضعف البشرية.
ع10: اكتتبك : عينك.
أقضية : قضاء الله وأحكامه.
وسيأتى إيليا فى نهاية الأيام مع أخنوخ ليناديا بالتوبة للبشر، ويردا قلوب الآباء والأبناء نحو بعضهم البعض، أى ليعيشوا فى محبة، كما ذكر فى (ملا4: 5، 6؛ رؤ11: 3-12).
وبهذا يقوم إيليا وأخنوخ بدور هام لدعوة الناس للتوبة المحيية، وليرجعوا إلى الله، فيهدأ غضب الله على الأشرار الذين أغاظوا الرب بشرورهم، ليرجعوا للإيمان، ويصلح سلوك أسباط يعقوب، أى المؤمنين بالله، ويرجعوا إليه بقلوبهم وسلوكهم.
ع11: عاينك : رآك.
حاز : نال واقتنى.
مصافاتك : صار فى صفاء ونقاء وإخلاص لك، فيتعلم منك ويتتلمذ على يديك.
فى نهاية كلام ابن سيراخ عن إيليا يطوب، ويمتدح كل من رأى إيليا وتعلم من قداسته، مثل اليشع وعوبديا.
ويطوب أيضاً كل من أحب إيليا، وكانت مشاعره فى صفاء ونقاوة وإخلاص لإيليا، فيقتدى بسيرته، ويتعلم منه.
ع12: يستكمل ابن سيراخ كلامه الختامى عن إيليا، فيقول : إننا نحيا يا إيليا على الأرض، مثلما عشت كإنسان مثلنا، والفارق أنك عشت مستوى عالٍ من القداسة، وبعد هذه الحياة يتغير اسمنا الذى عشنا به على الأرض، فننتقل إلى السماء، ويكون لنا اسم آخر، إما عظيم إن اقتدينا وتعلمنا منك، أو لا يكون لنا اسم فى الملكوت؛ لأننا عشنا حياة بعيداً عن الله، ومختلفة عنك، فابن سيراخ يدعونا، ويؤكد علينا أن نتمسك بإيليا فى حياتنا على الأرض ليكون لنا مكان فى السماء معه.
ع13: توارى : اختفى.
عندما اختفى إيليا فى العاصفية النارية فى المركبة ذات الخيل النازلة من السماء، حل روح الله، وبدأ يعمل فى أليشع كنبى خلفاً لإيليا، إذ أنه أخذ ثوب إيليا، وضرب به نهر الأردن، فانشق وعبر إلى بنى الأنبياء، الذين تأكدوا أن أليشع أصبح النبى والقائد الروحى للشعب.
وتميز أليشع بالشجاعة والجرأة مثل إيليا، فلم يخف من الملوك والرؤساء؛ سواء فى بلاده فى مملكة إسرائيل، أو ملوك الأعداء، مثل ملك آرام، الذى حاول القبض عليه، ففشل. وبالتالى، لم يستطع أحد أن يسيطر على أليشع، بل ظل الله فقط يملك على قلبه.
ع14: لم يستطع أحد أن يغلب أليشع بكلام من العالم، بل تكلم الروح القدس على فمه، فأسكت كل من حاول أن يقاومه.
وعندما مات أليشع ودفن فى القبر، وسقط على جسده جسد ميت آخر، قام فى الحال من الأموات، معلناً قوة أليشع النبى؛ حتى بعد موته، وأنبأ بهذه المعجزة بعظمته كنبى، فكانت نبوته بالعمل، وليس فقط بالكلام.
ع15: صنع أليشع معجزات كثيرة أكثر من إيليا، إذ أنه طلب من إيليا ضعفين من روحه (2مل2: 9)، وحتى بعد موته أقام جسده ميت آخر سقط على جسده (2مل13: 21).
ع16: يقلعوا : يمتنعوا.
ورغم كل تعاليم ونبوات أليشع لم يمتنع الشعب عن خطاياهم، وخاصة عبادة الأصنام؛ حتى أدى هذا الشر إلى طردهم من بلادهم على يد الهجوم الأشورى، الذى شتتهم فى بلاد العالم.
ع17، 18: المرضِى : ما يرضى الله.
بعد زوال مملكة إسرائيل على يد الأشوريين، أبقى الله شعب قليل يؤمن به ويعبده، هو الشعب الساكن فى مملكة يهوذا، التى تحوى سبطين فقط، هما سبطى يهوذا وبنيامين، وضاعت العشرة أسباط، وتشتت فى العالم.
والله أبقى بقية فى مملكة يهوذا من أجل صلاح داود، الذى ظهر فى نسله الأتقياء، مثل الملكين حزقيا ويوشيا. ولكن بعض هؤلاء الملوك الذين فى مملكة يهوذا صنعوا خطايا كثيرة، مثل آحاز ويهوياقيم وصدقيا آخر ملوك مملكة يهوذا، ولأجل شرهم هجمت عليهم مملكة بابل، واستولت عليهم، وقتلت الكثيرين، وشتت الباقين فى بلاد العالم.
كما كان إيليا وأليشع أمناء لله وسط الجيل الشرير المحيط بهم، هكذا أيضاً يا أخى، ليتنا نكون أمناء لله، حافظين وصاياه، مهما انتشر الشر حولنا.
[2] حزقيا وأشعياء (ع19-28) :
19حِزْقِيَّا حَصَّنَ مَدِينَتَهُ، وَأَدْخَلَ إِلَيْهَا مَاءَ جِيحُونَ. حَفَرَ الصَّخْرَ بِالْحَدِيدِ، وَبَنَى آبَارًا لِلْمَاءِ.
20فِي أَيَّامِهِ صَعِدَ سَنْحَارِيبُ، وَبَعَثَ رِبْشَاقًا؛ فَأَقْبَلَ وَرَفَعَ يَدَهُ عَلَى صِهْيَوْنَ، وَتَنَفَّخَ بِكِبْرِيَائِهِ.
21حِينَئِذٍ ارْتَجَفَتْ قُلُوبُهُمْ وَأيْدِيهِمْ، وَتَمَخَّضُوا كَالْوَالِدَاتِ. 22فَدَعَوُا الرَّبَّ الرَّحِيمَ، بَاسِطِينِ إِلَيْهِ أيْدِيَهُمْ؛ فَالْقُدُّوسُ مِنَ السَّمَاءِ اسْتَجَابَ لَهُمْ سَرِيعًا، 23وَافْتَدَاهُمْ عَلَى يَدِ إِشَعْيَا. 24ضَرَبَ مَحَلَّةَ أَشُّورَ، وَمَلاَكُهُ حَطَّمَهُمْ. 25لأَنَّ حِزْقِيَّا صَنَعَ الْمَرْضِيَّ أَمَامَ الرَّبِّ، وَجَدَّ فِي السُّلُوكِ فِي طُرُقِ دَاوُدَ أَبِيهِ، الَّتِي أَوْصَاهُ بِهَا إِشَعْيَا النَّبِيُّ الْعَظِيمُ الصَّادِقُ فِي رُؤْيَاهُ. 26فِي أَيَّامِهِ رَجَعَتِ الشَّمْسُ إِلَى الْوَرَاءِ، وَهُوَ زَادَ عَلَى عُمْرِ الْمَلِكِ. 27بِرُوحٍ عَظِيمٍ رَأَى الْعَوَاقِبَ، وَعَزَّى النَّائِحِينَ فِي صِهْيَوْنَ. 28كَشَفَ عَمَّا سَيَكُونُ عَلَى مَدَى الدُّهُورِ، وَعَنِ الْخَفَايَا قَبْلَ حُدُوثِهَا.
ع19: حزقيا الملك كان صالحاً، مهتماً بعبادة الله، واهتم أيضاً بتحصين مدينة أورشليم التى يسكن فيها، فادخل إليها قنوات نبع جيحون إلى داخل مدينة أورشليم، حفرها بالحديد فى الصخر، وبهذا صـار هناك ماء داخل أورشليم، مهما كانت المدينة محاصرة، ويصب هذا النبع فى بركة سلوام داخل المدينة. ويعتبر هذا من الأعمال العظيمة التى عملها حزقيا الملك؛ لأجل شعبه فى المدينة المقدسة أورشليم؛ هذه هى القنوات، أو الآبار التى تغذى أورشليم بالماء.
ع20: تنفخ : انتفخ، أى تكبر.
فى أيام حزقيا الملك، صعد سنحاريب ملك أشور بجيوشه، وأرسل أمامه ربشاقا (ربشاقى) ، الذى هدد حزقيا، وسكان أورشليم، أنهم إن لم يسلموا أنفسهم ويخضعوا لملك سنحاريب، سيفعل بهم كما فعل بكل البلاد الأخرى، والتى لم تنفعهم آلهتهم.
ع21: لما سمع شعب الله تهديدات ربشاقا، ونظروا جيشه العظيم، ارتعشت أيديهم، بل وأيضاً قلوبهم من الداخل، بل شعروا بآلام فى أجسادهم، كما تشعر المرأة عندما تتألم؛ لاقتراب موعد ولادتها، هذه هى مشاعر بنى إسرائيل، لكن لم يلغ هذا إيمانهم بالله، الذى سيظهر فى الآية التالية.
ع22، 23: ظهر إيمانهم فى صلواتهم، والتجائهم لله، طالبين رحمته، ونجدته السريعة، فاستجاب لهم فى الحال، وأرسل أشعياء النبى يطمئن حزقيا الملك، وكل من معه؛ بهذا طمأنهم وقوى قلوبهم، أى بشرهم بأنهم لن يتوجعوا بعد هذا، بل سيتوجع أعداؤهم؛ هذا هو الفداء الذى وعد به شعبه.
ع24: تدخل الله بقوة، وأرسل ملاكه الذى قتل 185.000 من جيش سنحاريب، فكانت ضربة الله عظيمة لجيش سنحاريب، وبهذا خلص الله شعبه فى أورشليم.
ع25: جد : اجتهد.
حرص حزقيا الملك الصالح أن يرضى الله فى كل كلامه، وأعماله، بل واجتهد أيضاً للسير فى الطريق المستقيم على مثال داود أبيه، كما أوصاه أشعياء النبى، الذى كان هو صوت الله له؛ الصوت الصادق الذى ساد حزقيا أيام ملكه. بل وأيد الله أشعياء النبى برؤى كثيرة؛ منها الرؤيا التى رآها لأجل امتداد عمر حزقيا، الذى حزن لأن عمره سينتهى، فاستجاب الله لطلبته، وأعلم نبيه أشعياء بهذا فى رؤيا.
ع26: عندما حزن الملك حزقيا لأن عمره سينتهى، استجاب الله لطلبته، ورأى أشعياء النبى أن الشمس قد رجعت إلى الوراء عشرة درجات، وكان هذا إعلاناً أن الله سيمد فى عمر حزقيا خمسة عشر سنة، وبشر أشعياء حزقيا الملك بهذا.
ع27: بروح الله القدوس رأى أشعياء العواقب والمصائب التى ستحل بشعب الله، والمقصود بهذا الهجوم والسبى البابلى (أش39).
وعزى أيضاً أشعياء النائحين فى صهيون، الذين حزنوا بسبب الهجوم البابلى، وتدمير أورشليم، وحرقها هى وهيكلها، وبشرهم بالرجوع من السبى (أش40)، وبناء أورشليم والهيكل من جديد (أش65: 18، 19).
ع28: وكشفت أيضاً اشعياء النبى عما سيحدث على مدى الدهور، وهو مجئ المسيا المنتظر، وفداء البشرية، وذلك فى نبوات كثيرة (أش40-66).
أما الخفايا التى أعلنها أشعياء قبل حدوثها فهى كثيرة، ومنها ما ذكرناه هنا مثل : قتل ملاك الله 185.000 جندى من جيش سنحاريب (أش37)، والهجوم البابلى على أورشليم (أش39). اهتم حزقيا أن يرضى الله، فهل تهتم يا أخى فى كل كلامك وأعمالك أن ترضى الله؟ وهل تهتم أيضاً أن تكون أفكارك ومشاعرك ترضيه؟ لأن كل شئ مكشوف وعريان أمامه، فليتنا نرضيه؛ لننال مراحمه، وتكون قلوبنا نقية؛ لنستطيع أن نعاينه، ونتمتع بعشرته.