داود وسليمان ورحبعام ويربعام
(1) داود (ع1-13):
1وَبَعْدَ ذلِكَ قَامَ نَاثَانُ، وَتَنَبَّأَ فِي أَيَّامِ دَاوُدَ. 2كَمَا يُفْصَلُ الشَّحْمُ مِنْ ذَبِيحَةِ الْخَلاَصِ، هكَذَا فُصِلَ دَاوُدُ مِنْ بَيْنِ بَنِي إِسْرَائِيلَ. 3لاَعَبَ الأُسُودَ مُلاَعَبَتَهُ الْجِدَاءَ وَالأَدْبَابَ، كَأَنَّهَا حُمْلاَنُ الضَّأْنِ.
4أَلَمْ يَقْتُلِ الْجَبَّارَ وَهُوَ شَابٌّ؟ أَلَمْ يَرْفَعِ الْعَارَ عَنْ شَعْبِهِ، 5إِذْ رَفَعَ يَدَهُ بِحَجَرِ الْمِقْلاَعِ، وَحَطَّ صَلَفَ جُلْيَاتَ؟ 6لأَنَّهُ دَعَا الرَّبَّ الْعَلِيَّ؛ فَأَعْطَى يَمِينَهُ قُوَّةً، لِيقْتُلَ رَجُلًا شَدِيدَ الْقِتَالِ، وَيُعْلِيَ قَرْنَ شَعْبِهِ. 7فَأَعْطَاهُ الرَّبُّ مَجْدَ قَاتِلِ رِبْوَاتٍ، وَمَدَحَهُ بِبَرَكَاتِهِ، إِذْ نَقَلَ إِلَيْهِ تَاجَ الْمَجْدِ. 8فَإِنَّهُ حَطَمَ الأَعْدَاءَ مِنْ كُلِّ جِهَةٍ، وَأَفْنَى الْفِلِسْطِينِيِّينَ الْمُنَاصِبِينَ، وَحَطَّمَ قَرْنَهُمْ إِلَى يَوْمِنَا هذَا. 9فِي جَمِيعِ أَعْمَالِهِ اعْتَرَفَ لِلْقُدُّوسِ الْعَلِيِّ بِكَلاَمِ مَجْدٍ. 10بِكُلِّ قَلْبِهِ سَبَّحَ، وَأَحَبَّ صَانِعَهُ. 11أَقَامَ الْمُغَنِّينَ أَمَامَ الْمَذْبَحِ، وَلَقَّنَهُمْ أَلْحَانًا لَذِيذَةَ السَّمَاعِ. 12جَعَلَ لِلأَعْيَادِ رَوْنَقًا، وَلِلْمَوَاسِمِ زِينَةً إِلَى الاِنْقِضَاءِ، لِكَيْ يُسَبَّحَ اسْمُهُ الْقُدُّوسُ، وَيُرَنَّمَ فِي قُدْسِهِ مُنْذُ الصَّبَاحِ. 13الرَّبُّ غَفَرَ خَطَايَاهُ، وَأَعْلَى قَرْنَهُ إِلَى الأَبَدِ. عَاهَدَهُ عَلَى الْمُلْكِ وَعَرْشِ الْمَجْدِ فِي إِسْرَائِيلَ.
ع1: ناثان شخصية ذات أهمية كنبى فى أيام داود. ولم يذكر يشوع بن سيراخ أن ناثان بكَّت داود على خطيته؛ لأن الله قد غفرها لتوبته. وكان ناثان مع داود، وبارك اشتياقه لبناء بيت الرب بدلاً من خيمة الاجتماع. ولما قال الرب لناثان أن ابن داود هو الذى يبنى البيت، أبلغ ناثان داود بهذا الكلام (2صم7: 1-17).
ع2: كما يفصل الشحم من ذبيحة الخلاص، وهى ذبيحة الخطية وذبيحة السلامة، وتُقدم
لله على مذبح المحرقة؛ لأن الشحم هو الأكثر دسماً فى الذبيحة، هكذا أيضاً داود العظيم فُصل من بين بنى إسرائيل؛ لأنه أفضلهم، إذ شهد عنه أن قلبه مثل قلب الله (1صم13: 14؛ أع13: 22)، ولم يقم على عرش مملكة بنى إسرائيل ملك مثله فى الصلاح. وكلمة فُصل تعنى تفضيله وتميزه عن بقية بنى إسرائيل.
ع3: الجداء : جمع جدى، وهو ذكر الماعز.
الأدباب : جمع دب.
قال داود لشاول الملك أنه عندما كان يرعى الغنم، هجم عليه أسد ودب ليخطفا شاة، فهجم على الأسد بقوة الله، وقتله، ثم أمسك الدب من ذقنه وقتله. وعندما رأى شاول قوة الله التى مع داود، سمح له أن يقاتل جليات الجبار (1صم17: 34-37).
ع4، 5: حط : أنزل.
صلف : كبرياء.
إن داود وهو شاب صغير هاجم جليات الجبار، فقتله بسيفه، بعد أن رماه داود بحجر من مقلاعه، وبهذا رفع العار عن بنى إسرائيل، وانتصر على الفلسطينين الذين منهم جليات؛ لأن جليات كان يعير شعب الله، ويسخر من الله، وبهذا جعل جليات فى انحطاط وذل.
ع6: داود تميز بالصلاة، فطلب قوة الله، ودخل إلى جليات بقوة اسم رب الجنود، وحينئذ أعطاه الله قوة، فقتل جليات، رجل الحرب المتمرن على القتال. وبهذا الانتصار رفع داود قرن شعبه، أى أظهر قوة بنى إسرائيل فى الانتصار على الفلسطينيين.
ع7: وحينئذ غنت له نساء بنى إسرائيل وقلن : “ضرب شاول ألوفه وداود ربواته” (1صم18: 7). وأعطاه الله، ليس فقط مديح الشعب له، ولكنه رفعه إلى عرش الملك، فصار ملكاً بعد موت شاول فى الحرب، بل صار أعظم ملك على بنى إسرائيل.
ع8: المناصبين : المعادين.
بانتصار داود على عدوه جليات وقتله، استطاع أن يهجم هو وجيش بنى إسرائيل على الفلسطينيين، فقتلوا منهم الكثيرين، وطاردوهم من كل ناحية وبهذا أباد الفلسطينيين، وحطم قوتهم؛ حتى أيام ابن سيراخ.
ع9: وتميز داود بأنه كان يُرجع كل عمل عظيم يعمله إلى الله القدوس، وأعلن هذا فى مزاميره، فهو إنسان متضع ينسب المجد دائماً لله.
ع10: إن داود أحب الله من كل قلبه، وعبر عن مشاعره بتسابيح كثيرة فى مزاميره العظيمة.
ع11: اهتم داود، ليس فقط بأن يسبح الله، بل أعد شعبه كله ليسبحه، فأقام فرقاً من اللاويين؛ ليرددوا المزامير أمام بيت الرب ومذبحه المقدس، وكل فرقة تشمل عدداً كبيراً من المغنيين، ومعهم أيضاً عازفى الموسيقى؛ ليرفعوا التسابيح أمام الله كل يوم، وكل وقت، فيقدموا ألحاناً جميلة، وتسابيح عذبة.
ع12: رونقاً : حسناً وبهاءً.
واهتم داود بأعياد الله اهتماماً خاصاً، فكان يجمع كل فرق المغنيين بقيادة قادة التسبيح آساف وهيمان وإيثان الأزراحى. وبهذا جعل للأعياد منظراً عظيماً مبهجاً على مدى الأجيال.
ع13: عندما قدم داود النبى توبة حقيقية، غفر له الله فى الحال، ونقل خطيته عنه. وليس هذا فقط، بل من أجل صلاحه، أعطاه نعمة فوق نعمة، وقوة كبيرة، وأعلاه عن كل من حوله، إذ شهد له، كما قلنا، أن قلبه مثل قلب الله.
وتعهد الله لداود من أجل صلاحه أن يجعل على عرش بنى إسرائيل ملكاً من نسله إلى الأبد، وتحقق ذلك من خلال تجسد المسيح وولادته من نسل داود، والمسيح بالطبع يملك إلى الأبد، فيتحقق فيه عهد الله لداود.
ومن الآيات السابقة تظهر عظمة داود فيما يلى :
- محارب شجاع (ع3، 4، 8).
- مصلى (ع6).
- متضع ينسب المجد لله (ع9).
- مسبح لله (ع10).
- مرنم ومنظم لفرق المغنيين (ع11).
- معيد للرب، فاهتم بترتيب الأعياد (ع12).
- تائب (ع13).
- ملك عظيم (ع13).
ليتك تتأمل عظمة داود؛ لتتعلم منه فضيلة واحدة تنفعك فى حياتك، فالميل للتعلم والتلمذة ينميك روحياً، ويعطيك شخصية ناجحة.
(2) سليمان (ع14-26) :
14بَعْدَهُ قَامَ ابْنٌ حَكِيمٌ، وَعَلَى يَدِهِ اسْتَرَاحَ فِي الرُّحْبِ. 15مَلَكَ سُلَيْمَانُ أَيَّامَ سَلاَمٍ، وَأَرَاحَهُ اللهُ مِنْ كُلِّ جِهَةٍ، لِكَيْ يُشَيِّدَ بَيْتًا لاِسْمِهِ، وَيُهَيِّئَ قُدْسًا إِلَى الأَبَدِ. 16مَا أَعْظَمَ حِكْمَتَكَ فِي صَبَائِكَ وَفِطْنَتَكَ، الَّتِي طَفَحْتَ بِهَا مِثْلَ النَّهْرِ. فَإِنَّ قَرِيحَتَكَ عَمَّتِ الأَرْضَ، 17فَمَلأْتَهَا مِنْ أَمْثَالِ الأَحَاجِي. بَلَغَ اسْمُكَ إِلَى الْجَزَائِرِ الْبَعِيدَةِ، وَأُحْبِبْتَ لأَجْلِ سَلاَمِكَ. 18أُعْجِبَتِ الآفَاقُ بِمَا لَكَ مِنَ الأَغَانِيِّ وَالأَمْثَالِ وَالأَلْغَازِ وَالتَّفَاسِيرِ، 19بِاسْمِ الرَّبِّ الإِلهِ الْمَوْصُوفِ بِإِلهِ إِسْرَائِيلَ. 20جَمَعْتَ الذَّهَبَ كَالْقِصْدِيرِ، وَالْفِضَّةَ كَالرَّصَاصِ. 21أَمَلْتَ فَخِذَيْكَ إِلَى النِّسَاءِ؛ فَاسْتَوْلَيْنَ عَلَى جَسَدِكَ. 22جَعَلْتَ عَيْبًا فِي مَجْدِكَ، وَنَجَّسْتَ نَسْلَكَ؛ فَجَلَبْتَ الْغَضَبَ عَلَى بَنِيكَ. لَقَدْ صَدَعَتْ قَلْبِي جَهَالَتُكَ. 23حَتَّى قُسِمَ السُّلْطَانُ إِلَى قِسْمَيْنِ، وَنَشَأَ مِنْ أَفْرَايمَ مُلْكٌ مُتَمَرِّدٌ. 24لكِنَّ الرَّبَّ لاَ يَتْرُكُ رَحْمَتَهُ، وَلاَ يُفْسِدُ مِنْ أَعْمَالِهِ شَيْئًا. لاَ يُدَمِّرُ أَعْقَابَ مُصْطَفَاهُ، وَلاَ يُهْلِكُ ذُرِّيَّةَ مُحِبِّهِ. 25فَأَبْقَى لِيَعْقُوبَ بَقِيَّةً، وَلِدَاوُدَ جُرْثُومَةً مِنْهُ. 26وَاسْتَرَاحَ سُلَيْمَانُ مَعَ آبَائِهِ،
ع14: بعد داود قام ابنه سليمان، الذى عينه الله ليملك بعد داود (1أى22: 9). وطلب سليمان من الله، عندما تملك، أن يعطيه حكمة. ففرح الله بطلبه، وأعطاه حكمة لم يأخذها أحد قبله ولا بعده. وأعطاه أيضاً الغنى، فكان أغنى إنسان فى عصره، وصارت بلاده غنية، حتى إن الكتاب المقدس يقول : إن الفضة صارت كالحجارة فى أورشليم (1مل10: 27).
قام داود بحروب كثيرة، فاتسعت المملكة فى أيامه إلى أقصى اتساع وعد به الله. أما سليمان ابنه، فاستراح من هذه الحروب، وعاش فى الرحب، أى المملكة المتسعة فى أقصى امتدادها.
ع15: يشيد : يبنى.
بسبب انتصارات داود العظيمة على البلاد المجاورة، عاش ابنه سليمان فى سلام طوال ملكه، ولم يستطيع أى جيران أن يحاربوا سليمان، فأراحه الله من كل جهة (1مل4: 24، 25).
فى هذ الجو الهادئ، استطاع سليمان، بقوة الله، أن يبنى بيتاً عظيماً للرب، هو أقدس مكان فى العالم، حيث تقدم العبادة لله، وتستمر هذه العبادة؛ لتصبح أكثر وضوحاً فى كنيسة العهد الجديد، ثم تكمل إلى الأبد فى أورشليم السمائية.
ع16: صبائك : صباك، والمقصود شبابك.
فطنتك : ذكائك.
طفحت : فاضت منك.
قريحتك : ذهنك.
يحدث ابن سيراخ سليمان، فيقول له : ما أعظم حكمتك التى نلتها من الله فى صباك، أى وأنت شاب صغير فى سن العشرين، فأعطالك ذكاءً وفهماً فاضا مثل النهر من حولك، فتعجب الناس لعظم حكمتك التى ظهرت بشكل متميز جذب كل الأنظار، بل سمعت به الأمم التى فى العالم، فأتت إليك ملكة سبأ، وتعجبت من حكمته التى لم تكن تتخيلها (1مل10).
ع17: الأحاجى : الألغاز.
ملأ سليمان الأرض بأمثاله الكثيرة، وألغازه المتميزة (1مل4: 32)، فانتشرت فى العالم كله بين الأمم، وبلغ اسم سليمان إلى كل البلاد؛ حتى الجزائر البعيدة، فأحبه الناس من أجل حكمته، وسلامه الداخلى، وكل صفاته الجميلة.
ع18: الآفاق : أبعد ما يراه الإنسان، والمقصود كل العالم.
أُعجب الناس فى كل مكان فى العالم بالأغانى التى ألفتها يا سليمان، وكذلك الأمثال، بالإضافة إلى الألغاز والتفاسير. إنك تفوقت على كل البشر فى زمانك.
ع19، 20: إنك يا سليمان طلبت الحكمة، فأعطاك الله إياها، وكذلك الغنى، فاستطعت بالحكمة التى وهبك الله أن تدبر مملكتك، وتجعلها غنية، ويكثر فيها الذهب، الذى كان كثيراً جداً كأنه مادة أقل، وهى القصدير. وأيضاً جمعت فضة كثيرة فكانت كأنها رخيصة مثل الرصاص، بل إن الكتاب المقدس يشهد أن الفضة فى أورشليم كانت كالحجارة (1مل10: 27).
ع21: يوبخ ابن سيراخ سليمان العظيم فى حكمته، بأنه تهاون، وتعلق بشهوة النساء فتزوج من كثيرات، أى ألف إمرأة (1مل11: 3) مخالفاً شريعة الله (تث7: 3، 4؛ 17: 17)؛ حتى أن النساء استولين على جسد سليمان، أى أصبح سليمان مستعبداً لشهوة النساء، متعلقاً بالجنس.
ع22: صدعت : جعلت قلبى متألماً جداً ويكاد ينهار.
بهذه الشهوة؛ شهوة النساء يا سليمان، وضعت عيباً كبيراً فى مجدك العظيم، ونجست نسلك؛ لأنك ارتبطت ليس ببنات بنى إسرائيل، ولكن بأجنبيات وثنيات، فخرج لك نسل وثنى بعيداً عن الله؛ هذا هو تنجيس النسل. بالإضافة إلى أنك يا سليمان، إرضاءً لزوجاتك الوثنيات، أقمت أصناماً لآلهتهن، بل اشتركت فى عبادة الأوثان، وأغضبت الله كثيراً.
غضب الله لم يأت عليك؛ لأنك أسرعت إلى التوبة، وكتبت أسفاراً مملوءة بالحكمة، مثل سفر الأمثال والجامعة، ومملوءة أيضاً بمحبة الله، مثل نشيد الأنشاد، وآخر الكل كتبت سفر الجامعة؛ لتعلن بطلان العالم، بل ختمته بأن الخلاصة من كل الحياة، أن ينتبه الإنسان ويتقى الله، ويحفظ وصاياه (جا12: 13). ولكن جاء الغضب على بنيك، فانقسمت المملكة، وابتعد عن بنيك عشرة أسباط، بل حدث السبى الأشورى للعشرة أسباط البعيدين عن الله، ثم لبنيك فى مملكة يهوذا، عندما ابتعدوا عن الله، فسقطوا فى السبى البابلى.
سقط سليمان فى جهالات شديدة، رغم حكمته العظيمة، إذ أكثر من النساء، وأكثرأيضاً من الخيل، فكثرة النساء تعلن شهوته الشديدة، وكثرة الخيل تعلن اعتماده على قوته، وليس قوة الله. كل هذا ضايق ابن سيراخ الحكيم جداً، وجعل قلبه يكاد ينهار من الألم والضيق والحزن على الحكيم، الذى هو المثل الأعلى لابن سيراخ.
ع23: نتيجة الشر الذى فعله سليمان، أنه لم يعتنى بتربية أبنائه، فلم يكن رحبعام ابنه، الذى ملك بعده، حكيماً، فانقسم السلطان على المملكة إلى قسمين، انفصل يربعام المتمرد، الذى من سبط أفرايم بعشرة أسباط (1مل11: 28-32)، وبقى لرحبعام ابن سليمان سبطين فقط هما سبطى يهوذا وبنيامين.
ع24: أعقاب : نسل.
مصطفاه : مختاره.
الله الرحوم لا يترك رحمته إن أخطأ الإنسان، إذ أن سليمان تاب فى آخر حياته، ولكن رحمة الله العظيمة كانت من أجل صلاح داود، فوعده أن يكون نسله على عرش الملك إلى الأبد. فظهر ملوك أتقياء من نسل داود، مثل حزقيا، ويوشيا، ثم ظهر عظماء بعد السبى، مثل زربابل وعزرا ونحميا وأستير ومردخاى، ثم فى ملء الزمان تجسد المسيح، الذى يملك إلى الأبد، وهو من نسل داود.
الله لا يمكن أن يترك الشيطان يفسد أعماله، بل يحفظها، ويصلحها، ويكملها.
إن كان سليمان قد أخطأ، وكذلك رحبعام ابنه، ولكن الله لا يعاقب بشدة من أجل صلاح عبده داود، فيحفظ نسله، ولا يسمح بهلاك ذرية حبيبه داود.
ع25: جرثومة : المقصود أصل من نسل داود، أى الملوك الذين ملكوا على عرش مملكة يهوذا.
رغم تمرد يربعام، وانقسام المملكة، لكن الله أبقى ليعقوب بقية، هم سبطى يهوذا، وبنيامين فى مملكة يهوذا، حيث أورشليم والهيكل المقدس. ولداود الصالح، أبقى له نسل يجلس على كرسيه، هم ملوك مملكة يهوذا، الذى كان بينهم ملوكاً صالحين، هم آسا ويهوشافاط وحزقيا ويوشيا، وبعض الملوك الآخرين كانوا صالحين إلى حد ما.
ع26: أخيراً بعد أن أكمل سليمان ستين عاماً رقد فى الرب، واستراح مع آبائه، وهذا يعنى أنه تاب فى آخر حياته، فمات واستراح وانضم إلى آبائه القديسين.
إن أعطاك الله موهبة، فاحفظها واستثمرها لمجد اسمه، ولفائدة الكنيسة، وتمسك بعبادة الله، ووصاياه؛ وكن متضعاً، حتى لا يحاربك إبليس.
[3] رحبعام ويربعام (ع27-31) :
27وَخَلَّفَ بَعْدَهُ ذَا سَفَهٍ عِنْدَ الشَّعْبِ منْ نَسْلِهِ، 28رَحَبْعَامَ السَّخِيفَ الرَّأْيِ، الَّذِي بَعَثَ بِمَشُورَتِهِ الشَّعْبَ عَلَى التَّمَرُّدِ، 29وَيَارُبْعَامَ بْنَ نَابَاطَ الَّذِي آثَمَ إِسْرَائِيلَ، وَسَنَّ لأَفْرَايمَ طَرِيقَ الْخَطِيئَةِ. فَكَثُرَتْ خَطَايَاهُمْ جِدًّا، 30حَتَّى أَجْلَتْهُمْ عَنْ أَرْضِهِمْ، 31وَالْتَمَسُوا كُلَّ شَرٍّ، حَتَّى حَلَّ بِهِمِ الانْتِقَامُ.
ع27: ذا سفه : تافه وجاهل.
مات سليمان وخلَّف بعده ابنه رحبعام، الذى جلس على عرش ملكه، وكان جاهلاً، منساقاً وراء أصحابه الشباب، وعلاقته كانت ضعيفة بالله.
ع28: رحبعام الملك كان رأيه بعيداً عن الحكمة، وسخيفاً، فبدلاً من أن يكسب الشعب الذى التجأ إليه، طالباً رحمته، كلمه بقسوة، رافضاً مشورة الشيوخ الذين معه، واقتنع بمشورة الشباب المندفع الذين حوله، فهدد الشعب، بدلاً من أن يحتويه (1مل12: 10)، وبهذا دفعه للتمرد عليه، والانفصال عن مملكته. فأخذ بنو إسرائيل يربعام بن نباط ليقودهم وينفصل بالأسباط العشرة عن رحبعام الملك.
ع29-31: سن : وضع شريعة.
أفرايم : المقصود العشرة أسباط.
أجلتهم : نقلتهم وأخذتهم إلى السبى.
يربعام بن نباط هو المتمرد على سليمان، وقد خاف منه، وهرب إلى مصر، وعاد بعد موت سليمان؛ ليقود الشعب المتمرد، وينفصل بالعشرة أسباط، ويكون مملكة جديدة، دعاها إسرائيل.
وحتى لا يذهب شعب الأسباط إلى أورشليم فى الأعياد، وفى كل مناسبة؛ لعبادة الله فى هيكله، سن لهم طريق الخطية، فأقام لهم عجلين من ذهب فى مدينتى بيت إيل ودان، وقال للشعب : اعبدوا هذه التماثيل، فهى الله الذى أخرجكم من أرض مصر، فسمع له الشعب، وأطاعه، وصاروا عبدة للأوثان، وفعلوا إثماً وخطية عظيمة ضد الله. وأطال الله أناته عليهم سنيناً طويلة، فلم يتوبوا، فسمح لهم بالسبى الأشورى عام 722ق.م، وهذا هو الانتقام الذى حل بهم نتيجة تماديهم فى الشر. تمسك بعبادة الله كل يوم فى صلاة وقراءة فى الكتاب المقدس، ولا تجعل شيئاً فى العالم يستعبدك بشهواته الرديئة، فتظل نقياً ويحفظك الله من كل شر.