العبادة المقبولة
(1) الذبائح المقبولة (ع1-13):
1مَنْ حَفِظَ الشَّرِيعَةَ؛ فَقَدْ قَدَّمَ ذَبَائِحَ كَثِيرَةً. 2مَنْ رَعَى الْوَصَايَا؛ فَقَدْ ذَبَحَ ذَبِيحَةَ الْخَلاَصِ.
3وَمَنْ أَقْلَعَ عَنِ الإِثْمِ؛ فَقَدْ ذَبَحَ ذَبِيحَةَ الْخَطِيئَةِ، وَكَفَّرَ ذُنُوبَهُ. 4مَنْ قَدَّمَ السَّمِيذَ فَقَدْ وَفَى بِالشُّكْرِ، وَمَنْ تَصَدَّقَ؛ فَقَدْ ذَبَحَ ذَبِيحَةَ الْحَمْدِ. 5مَرْضَاةُ الرَّبِّ الإِقْلاَعُ عَنِ الشَّرِّ، وَتَكْفِيرُ الذُّنُوبِ الرُّجُوعُ عَنِ الإِثْمِ. 6لاَ تَحْضُرَ أَمَامَ الرَّبِّ فَارِغًا؛ 7فَإِنَّ هذِهِ كُلَّهَا تُجْرَى طَاعَةً لِلْوَصِيَّةِ. 8تَقْدِمَةُ الصِّدِّيقِ تُدَسِّمُ الْمَذْبَحَ، وَرَائِحَتُهَا طَيِّبَةٌ أَمَامَ الْعَلِيِّ. 9ذَبِيحَةُ الرَّجُلِ الصِّدِّيقِ مَرْضِيَّةٌ، وَذِكْرُهَا لاَ يُنْسَى. 10مَجْدُ الرَّبِّ عَنْ قُرَّةِ عَيْنٍ، وَلاَ تُنَقِّصْ مِنْ بَوَاكِيرِ يَدَيْكَ. 11كُنْ مُتَهَلِّلَ الْوَجْهِ فِي كُلِّ عَطِيَّةٍ، وَقَدِّسِ الْعُشُورَ بِفَرَحٍ. 12أَعْطِ الْعَلِيَّ عَلَى حَسَبِ عَطِيَّتِهِ، وَقَدِّمْ كَسْبَ يَدِكَ عَنْ قُرَّةِ عَيْنٍ. 13فَإِنَّ الرَّبَّ مُكَافِئٌ؛ فَيُكَافِئُكَ سَبْعَةَ أَضْعَافٍ.
ع1: إن حفظ الشريعة ليس فقط قراءتها، أو معرفتها، ولكن أيضاً تنفيذها، ومن يفعل هذا فهو أفضل ممن قدم ذبائح كثيرة.
وتقديم الذبائح أمر هام، ولكن إن كان الإنسان فقيراً وغير قادر على تقديم ذبائح، إلا القليل، فحفظه للشريعة، وتطبيقها في حياته عظيم جداً في نظر الله، ويساوي الذبائح الكثيرة التي يقدمها الأغنياء، بالإضافة إلى أن تنفيذ الشريعة معناه خضوع لله، واقتناع بكلامه، إذ تتحول الشريعة إلى حياة معاشة.
ع2: الذي يرعى الوصايا في حياته، أي يهتم بها وينفذها، يعادل من يقدم ذبيحة الخلاص، ولعل المقصود بذبيحة الخلاص هي ذبيحة السلامة، وهي إشارة للمسيح المخلص الذي فدانا على الصليب، ووضع سلاماً بهذا بين الأرض والسماء.
وهذه الآية تؤكد أهمية حفظ الوصايا، كالآية السابقة، وتعلن أن حفظ الوصايا ورعايتها في حياة الإنسان هامة جداً، مثل تقديم الذبائح.
ع3: أقلع : ترك
الذي يتوب، ويبتعد عن خطاياه، ويحيا في نقاوة، هو مثل الإنسان التائب الذي يقدم ذبيحة الخطية، حيث يضع الإنسان في العهد القديم يده على الذبيحة أو يقر بخطاياه، فيقدمها الكاهن على مذبح المحرقة، لتغُفر خطايا هذا الإنسان التائب.
والإنسان التائب أيضاً التارك لخطاياه، مثل الإنسان المستفيد من ذبيحة الكفارة التي يقدمها الكاهن العظيم عن شعبه مرة واحدة كل عام، وهي رمز للمسيح المصلوب الذي يكفر عن خطايانا، ويوم الكفارة يرمز ليوم الجمعة العظيمة في طقس كنيسة العهد الجديد.
ع4: السميذ : الدقيق الفاخر
من قدم تقدمة القربان (لا 7 : 12)، وهي من فطير مصنوع من دقيق السميذ الفاخر، فهو يقدم شكر لله على إحساناته وعطاياه، فمن يشكر الله كل يوم يعادل من يقدم تقدمه السميذ.
ومن يتصدق على الفقراء والمحتاجين، فهو يعادل من يذبح ذبيحة الحمد، أي تقدمة القربان.
والخلاصة، أن من يشكر الله ويتصدق على الفقراء، فهو كمن قدم تقدمه السميذ.
ع5: الابتعاد عن الشر والإثم هو إرضاء الله، وهو تكفير عن خطايا الإنسان، وبهذا يكون مستعداً لنوال فاعليات فداء المسيح وكفارته على الصليب.
ع6 ، 7: إذا ذهبت إلى بيت الرب، فلا تدخل ويدك فارغة، بل قدم التقدمات والذبائح التي أوصت بها شرائع الله (خر 34 : 20)؛ لأن امتلاء اليدين بالتقدمات يظهر محبتنا لله، وطاعتنا لوصاياه، ومن ناحية أخرى، هذه التقدمات تسد احتياجات الفقراء والمكرسين لخدمة الله، وهم الكهنة واللاويين.
لا تقف أمام الله في أي وقت وفى أي مكان، إلا وأنت ممتلئ بمحبة له تظهرفي صلوات وتسابيح وشكر لله، فتقدم له الذبائح العقلية، أي العبادة المقدسة، فتفرح قلب الله، وتشبع أنت بفيض محبته عليك.
لأنه إن كنت تهتم في زيارة أحبائك بتقديم هدايا لهم، فكم بالأحرى عندما تدخل لله في أي وقت ! لابد أن تظهر محبتك وبذلك وعطاياك.
هاتان الآيتان تظهران اهتمام ابن سيراخ بالتقدمات والذبائح، وإن كان ابن سيراخ يشير إلى المعاني الروحية، مثل حفظ الوصية والإقلاع عن الإثم … كفضائل عظيمة مثل الذبائح، إلا أنها لا تلغي أهمية تقديم الذبائح والتقدمات التي نصت عليها الشريعة.
ع8 ، 9: الإنسان الصديق هو الرجل التقى الذي يخاف الله، ويهتم بعبادته، فيقدم التقدمات والذبائح بمحبة لله، ويهتم بعبادته، يقدم التقدمات والذبائح بمحبة لله، وعطاياه هذه تجعل المذبح دسماً، أي ممتلئاً وشبعاناً من محبة أتقياء الله. فالمذبح يمثل حضور الله، ولهذا فهو ليس مبني حجري، أو مصنوع من أي مادة، بل هو حي؛ لأن الله حي، والسخاء في العطايا للمذبح تفرح الله، وتشبع أيضاً كما قلنا احتياجات المعوزين.
هذه التقدمات رائحتها طيبة أمام الله، فيرضى عن أولاده، ويباركهم، بل يعدهم بإحساناته إلى الأبد؛ لأن الله لا ينسى تقدمات أولاده، كما تنسم الله رائحة الرضا عندما قدم نوح بعد خروجه من الفلك ذبائح شكر لله الذي أنقذه من الغرق في الطوفان، ووعده الله أيضاً ألا يأتي بطوفان للعالم بعد هذا، وعندما يشتد المطر في النزول على الأرض يطمئن الإنسان بهذا الوعد، عندما يظهر قوس قزح في السماء، وهو ألوان الطيف السبعة (تك 9 : 13 ، 16).
ع10: قرة العين : ما يفرح الإنسان فرحاً كاملاً عندما يراه
عندما تعطي تقدمات لله، يكون ذلك من كل قلبك، بل تكون في فرح عظيم؛ لأن الله أعطاك نعمة أن تقدم له شيئاً، لأنه من هو الإنسان حتى يستحق أن يقدم لله.
ولا تنسى تقديم باكورات محصولك وكل ماتأخذه من عطايا الله؛ لأن الله عندما يأخذ الباكورة يبارك كل ما عندك، فيشبعك، بل ويفيض أيضاً على الآخرين، وتقديم الباكورة يعلن أن الإنسان يحب الله قبل أي شيء آخر، فيشرك الله في حياته، بل يجعل الله يمد يده ليأخذ أول كل ما يناله على الأرض.
ع11: والفرح أيضاً يصاحب كل عطايا الإنسان الذي يحب الله، فهو يهتم بتقديم عشور كل ما يحصل عليه، كما أوصى الله (ملا 3 : 10). بل يشعر بأن الله لا يأخذ العشور، بل يعطيه تسعة أعشار تكفيه؛ لأن الله يباركها، فتكون مشبعة له أكثر من العشرة أعشار.
ع12: وعلى قدر ما يشعر الإنسان الخائف الله بعطايا الله السخية له، يلزم أن يتجاوب معه، فيعطي الله تقدمات كثيرة، ليست فقط البكور والعشور، ولكن أيضاً بحسب ما يكسب الإنسان، ويحصل عليه من ماديات، أي يعطي عطايا إضافية أكثر من البكور والعشور، وكانت تسمى في العهد القديم النوافل (تث12: 6) إذ أن الإنسان يشعر بفيض الله عليه، فيسعى أن يزيد من عطاياه لله تعبيراً عن حبه له.
ع13: خلاصة القول، أن الله يفرح بعطاياك، ويكافئك عليها بسخاء، أي يكافئك سبعة أضعاف ما قدمت له، ليس فقط في الماديات ولكن بالأحرى في نفسيتك وروحياتك، بل يعطيك بما لا يعبر عنه، وهو السعادة الأبدية؛ لأن رقم سبعة يرمز للكمال، وليس المقصود حرفياً سبعة، ولكن عطاء بلا حدود.
نعمة كبيرة أن تقدم يا أخي تقدمة لله؛ سواء بوضعها في الكنيسة، أو تقديمها لأي احتياج يضعه الله أمامك، فهو شرف عظيم أن تقدم شيئاً لله، خاصة أن الله لا يمكن أن يكون مديوناً لأحد، إذ هو صاحب الكل، وخالقك أنت أيضاً، فهو بالطبع سيباركك ويكافئك فوق ما تتخيل، فتكون سعيداً في الأرض، وفي السماء.
(2) العدل الإلهي (ع14-26):
14لاَ تُقَدِّمْ هَدَايَا بِهَا عَيْبٌ؛ فَإِنَّ الرَّبَّ لاَ يَقْبَلُهَا. 15وَلاَ تَعْتَمِدْ عَلَى ذَبِيحَةٍ أَثِيمَةٍ؛ فَإِنَّ الرَّبَّ دَيَّانٌ، وَلاَ يَلْتَفِتُ إِلَى كَرَامَةِ الْوُجُوهِ. 16لاَ يُحَابِي الْوُجُوهَ فِي حُكْمِ الْفَقِيرِ، بَلْ يَسْتَجِيبُ صَلاَةَ الْمَظْلُومِ. 17لاَ يُهْمِلُ الْيَتِيمَ الْمُتَضَرِّعَ إِلَيْهِ، وَلاَ الأَرْمَلَةَ إِذَا سَكَبَتْ شَكْوَاهَا. 18أَلَيْسَتْ دُمُوعُ الأَرْمَلَةِ تَسِيلُ عَلَى خَدَّيْهَا، أَمَا هِيَ صُرَاخٌ عَلَى الَّذِي أَسَالَهَا؟ 19إِنَّهَا مِنْ خَدَّيْهَا تَصْعَدُ إِلَى السَّمَاءِ، وَالرَّبُّ الْمُسْتَجِيبُ لاَ يَتَلَذَّذُ بِهَا. 20إِنَّ الْمُتَعَبِّدَ يُقْبَلُ بِمَرْضَاةٍ، وَصَلاَتُهُ تَبْلُغُ إِلَى الْغُيُومِ. 21صَلاَةُ الْمُتَوَاضِعِ تَنْفُذُ الْغُيُومَ، وَلاَ تَسْتَقِرُّ حَتَّى تَصِلَ، وَلاَ تَنْصَرِفُ حَتَّى يَفْتَقِدَ الْعَلِيُّ وَيَحْكُمَ بِعَدْلٍ وَيُجْرِيَ الْقَضَاءَ. 22فَالرَّبُّ لاَ يُبْطِئُ وَلاَ يُطِيلُ أَنَاتَهُ عَلَيْهِمْ، حَتَّى يَحْطِمَ صُلْبَ الَّذِينَ لاَ رَحْمَةَ فِيهِمْ. 23وَيَنْتَقِمُ مِنَ الأُمَمِ حَتَّى يَمْحُوَ قَوْمَ الْمُتَجَبِّرِينَ، وَيَحْطِمَ صَوَالِجَةَ الظَّالِمِينَ. 24حَتَّى يُكَافِئَ الإِنْسَانَ عَلَى حَسَبِ أَفْعَالِهِ، وَيَجْزِيَ الْبَشَرَ بِأَعْمَالِهِمْ عَلَى حَسَبِ نِيَّاتِهِمْ. 25حَتَّى يُجْرِيَ الْحُكْمَ لِشَعْبِهِ، وَيُفَرِّجَ عَنْهُمْ بِرَحْمَتِهِ. 26الرَّحْمَةُ تَجْمُلُ فِي أَوَانِ الضِّيقِ، كَسَحَابِ الْمَطَرِ فِي أَوَانِ الْقَحْطِ.
ع14: إذا قدمت تقدمة لله تكون بحسب شروط الشريعة، أي بلا عيب. فالحيوان الذي به عيب لا يصح أن يقدم لله؛ لأن الله بلا عيب، وينبغي أن نقدم له أفضل ما عندنا، وإذا تجاسر إنسان وقدم ذبيحة، أو تقدمة بها عيب، الله لا يقبلها، فهي بلا فائدة، بل يتضايق الله من استهانة مقدمها، فالعطية التي بها عيب هي احتقار لله، كما يعلن لنا ملاخي النبي (ملا 1: 8).
ع15 ، 16: لا تقدم لله ذبيحة أثيمة، أي ناتجة من أموال أثيمة، وهي :
- مال حصل عليه الإنسان بظلم غيره.
- مال حصل عليه الإنسان من ممارسته لخطية، مثل الزنى أو السرقة، أو الرشوة، أو القتل …
ولا تظن أيها الإنسان الشرير، الذي تقدم عطية أثيمة أن الله سيقبلها، بل على العكس، سيدينك؛ لأنك فكرت أن ترضي الله بالشر الذي تقدمه له، والله عادل لن يكون محابياً لك لأنك قدمت له شيئاً، ولن يلتفت إلى مركزك وعظمتك، بل على العكس، ينصف المظلوم الذي ظلمته، ويعاقبك أنت لظلمك غيرك مهما قدمت له من تقدمات، والشريعة تنص على هذا بوضوح (تث 10: 17). فمن يعمل عمل خير كبير مثل بناء كنيسة، أو دار أيتام … ولكنه لم يتب، فلا قيمة لما قدمه، بل يعاقبه الله لتماديه في الشر، كما عاقب الله آخاب الملك؛ لأنه ظلم وقتل نابوت اليزرعيلي وورث حقله (1مل21: 10-16).
ع17-19: الله يهتم بالمظلومين، ويمد يده وينقذهم، فالله لا يهمل تضرع اليتيم المسكين المظلوم، ولا ينسى دموع الأرملة التي تعاني من الظلم، بل يتدخل ويسندها؛ لأن دموع الأرملة التي تسكبها، أي تنزل بغزارة على خديها هي صراخ لله؛ ليسندها، والله الحنون بالطبع لن يسكت، بل يتدخل ليسندها، ويستجيب لشكواها الصاعدة إليه؛ لأنه لا يرضى ولا يتلذذ بدموع المظلومين، فيبعد الظالمين عنهم ويعاقبهم، ويشفق على المظلومين وينصفهم.
ع20 -22: إن الذي يعبد الله، ويهتم بإرضائه بنقاوة القلب والمحبة لكل من حوله، الذي يصلي بفهم، ويخاف الله في أعماله؛ هذا الإنسان صلاته ترتفع إلى السماء، وتخترق السحب والغيوم، وهذا المتعبد من أهم صفاته التواضع. وصلاة هذا المتعبد المتواضع تكون بإلحاح وتشبث بالله ولا يسكت حتى يتدخل الله، ويستجيب وينصفه، ويعلن الحق في عقاب الظالم وتعزية المتعبد بسلام داخلي، بل يجعله يفرح أيضاً، كما كان الله مع داود المطارد من شاول والمطرود من ابنه أبشالوم، فحفظه، وقتل من يعاديه، وهما شاول وأبشالوم، وباركه ببركات لا تحصى.
والله ليس فقط يستجيب، بل يستجيب سريعاً، ويكسر ويحطم الظالمين غير الرحماء.
ع23: المتجبرين: المتسلطين
الصوالجة: جمع صولجان وهو العصا الذهبية التي يمسكها الملك، والمقصود سلطان وملك.
الله لا يعاقب فقط من يظلم أخاه، بل أيضاً يعاقب الدول التي تظلم غيرها، ويعاقب ملوكهم الظالمين؛ حتى يكونوا عظة لغيرهم، فلا يسير أحد بعد هذا في ظلم غيره. ولكن للأسف الناس تنسى ويظلمون غيرهم، كما تسلطت مملكة آشور على العالم، ثم سقطت، وتسلطت بدلاً منها مملكة بابل، ثم هجمت مملكة الفرس على بابل وحطمتها، وتملكت بدلاً منها، وبعد هذا ضعفت مملكة فارس، وتسلطت عليها مملكة اليونان، ثم ضعفت مملكة اليونان وتسلطت مملكة الرومان، إن كل دولة من هذه الدول تظلم غيرها، وتتسلط عليها، ولا تدري أنها ستضعف، ويأتي بعدها من يتسلط عليها، ولا ننسى كبرياء سنحاريب ملك آشور وتهديداته واحتقاره لله وشعبه في أورشليم، وكيف قتل ملاك الله 185.000 من جيش سنحاريب وهرب الملك ثم قتله أبناه داخل معبد أوثان (أش37).
ع24: الله عادل ويكافئ الإنسان الذي يصنع الخير على ما فعله، خاصة وإن كانت نيته نقية ويحب الله والناس. أما من يصنع الشر، ومن يحمل قلبه مشاعر سيئة نحو الآخرين، فالله لا يباركه، بل على العكس، يجازيه بعقوبات بحسب أعماله الشريرة.
ع25: والله يهتم بشعبه المؤمنين به ويباركهم، وإن مرت بهم ضيقات تكون مؤقتة، ويفرج عنهم، ويهبهم خيرات كثيرة، فالله عادل لابد أن يكافئ من يؤمن به ويعبده، ويصنع خيراً، ويحب ويعطف على المحتاجين، ويهتم بشعبه ويعطيهم بركات لا يعطيها إلا لمن يحيا معه.
ع26: القحط: الجفاف
إن محبة الله لأولاده تظهر في رحمته وعنايته بهم إذا مرَّت بهم ضيقات، فهو أب حنون يهتم بأولاده، خاصة عندما لا يجدوا معين، أو سند، فيكون هو سندهم وقوتهم. وكم هي عظيمة رحمة الله التي تشبهها هذه الآية بالسحاب الممتلئ مياها تنزل كأمطار على الأرض الجافة، فتبدأ الحياة بها وتنبت النباتات، ويعيش الناس ويشكرون الله. ليتك يا أخي تشفق على من حولك إذا تعرضوا لضيقات، فإنك عندما ترحمهم وتساعدهم تتشبه بإلهك الرحوم، بل وتزداد مراحم الله لك، فتفرح ويفرح معك كل من تساعدهم.